بعد سيل من الصور الصادمة لضحايا الحصار والتجويع في بلدة مضايا، بمحافظة ريف دمشق، وبعد حملات ضغط على منظمة الأمم المتحدة لإغاثة الجائعين وفك الحصار، وافق النظام السوري على إدخال مساعدات إنسانية إلى بلدة مضايا المحاصرة منذ ستة أشهر من قبل قوات النظام وميليشيا حزب الله. وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان مساء أول من أمس الخميس تلقيه موافقة من حكومة الأسد لإدخال المساعدات الإنسانية في أقرب وقت إلى ثلاث بلدات سورية، من بينها مضايا المحاصرة.
مصادر في المعارضة السورية ذكرت لـ«الشرق الأوسط» أن النظام وافق على «أن يتم إدخال المساعدات الإنسانية إلى مضايا يوم الثلاثاء المقبل، مقابل سماح فصائل المعارضة التي تحاصر بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين بريف محافظة إدلب بإدخال محروقات، وأن المفاوضات ما تزال جارية على أن يبدأ التنفيذ يوم الثلاثاء المقبل». ويأتي هذا التطور بعد وصول موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا يوم أمس الجمعة إلى دمشق لإجراء مباحثات مقررة مع وزير الخارجية وليد المعلم، مقررة اليوم، حول المفاوضات المرتقبة الشهر الحالي مع المعارضة. ولقد التقى دي ميستورا في فندق فور سيزونز وسط دمشق مع معاون زير الخارجية أيمن سوسان، تحضيرا للقاءات اليوم السبت.
ومع أن زيارة دي ميستورا إلى دمشق تصب في إطار البحث عن حل سياسي فإنها تأتي في وقت تواجه فيه المناطق المحاصرة من قبل النظام أوضاعًا إنسانية كارثية. وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أمس الجمعة إن أوضاع الأطفال بالذات في بلدة مضايا السورية المحاصرة مثال واحد على ما يعانيه قرابة 4.5 مليون سوري بينهم مليونا طفل يعيشون في ظروف بالغة الصعوبة. وقال المتحدث الإعلامي باسم «اليونيسيف» كريستوف بوليرا في تصريح صحافي إن «هناك نحو 40 ألف نسمة نصفهم من الأطفال، هم في أمس الحاجة إلى المساعدات المنقذة للحياة في مضايا». وأضاف أن «اليونيسيف» تراقب الوضع الإنساني المأساوي في مضايا عن كثب، لا سيما، الحالة الغذائية للأطفال وافتقارهم إلى المقومات الأساسية للحياة بسبب الشتاء القارس.
ولفت إلى أن «اليونيسيف» تعمل مع شركاء آخرين لمحاولة توريد الاحتياجات الأساسية لأطفال مضايا في أقرب وقت ممكن، وحالما تسمح الأوضاع الأمنية بذلك. وشدد على أن «اليونيسيف» تحث جميع أطراف النزاع في سوريا على ضرورة تسهيل دخول المواد الإنسانية الأساسية إلى المحتاجين، وبخاصة، الأطفال في المناطق التي يصعب الوصول إليها في سوريا. وتحاصر قوات النظام والمسلحون الموالون لها قرى عدة في ريف دمشق منذ أكثر من سنتين، لكن الحصار على مضايا وهي واحدة من أربع بلدات سورية تم تشديده قبل نحو ستة أشهر.
أما على صعيد التحرك السياسي، فتأتي زيارة دي ميستورا إلى دمشق بعد زيارته للعاصمة السعودية الرياض، وقبل زيارته لطهران يوم غد الأحد. والتقى المبعوث الأممي ممثلين عن المعارضة السورية في الرياض لبحث موعد المفاوضات وتحديد أسماء الوفد، كما التقى سفراء أجانب شاركت بلادهم في لقاءات فيينا.
يذكر مجلس الأمن الدولي قد تبنى بالإجماع في 19 ديسمبر (كانون الأول) للمرة الأولى منذ بدء الثورة في سوريا قرارا يحدد خريطة طريق تبدأ بمفاوضات بين النظام والمعارضة في يناير (كانون الثاني).
زيارة دي ميستورا وبشاعة صور الجياع حركتا مساعي الأمم المتحدة الإغاثية في مضايا
يلتقي المعلم في دمشق اليوم
زيارة دي ميستورا وبشاعة صور الجياع حركتا مساعي الأمم المتحدة الإغاثية في مضايا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة