الرئاسة اليمنية لـ {الشرق الأوسط}: ذاهبون إلى المشاورات الجديدة لتعرية المتمردين

اعتبرت اللجنة العسكرية التي شكلت في سويسرا «منتهية»

مقاتل من المقاومة الشعبية المؤيدة للشرعية يبدو متأهبا بكامل سلاحه أمس في تعز (رويترز)
مقاتل من المقاومة الشعبية المؤيدة للشرعية يبدو متأهبا بكامل سلاحه أمس في تعز (رويترز)
TT

الرئاسة اليمنية لـ {الشرق الأوسط}: ذاهبون إلى المشاورات الجديدة لتعرية المتمردين

مقاتل من المقاومة الشعبية المؤيدة للشرعية يبدو متأهبا بكامل سلاحه أمس في تعز (رويترز)
مقاتل من المقاومة الشعبية المؤيدة للشرعية يبدو متأهبا بكامل سلاحه أمس في تعز (رويترز)

قالت مصادر في الرئاسة اليمنية إن التحضيرات متواصلة لعقد جولة المشاورات المقبلة بين الحكومة الشرعية والمتمردين الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وإنه لا يوجد، حتى الآن، أي تعديل على الموعد المقرر للمشاورات وهو 14 الشهر الحالي، وأشارت إلى أنه من المرجح عن تعقد هذه الجولة في دولة أوروبية.
وذكر مختار الرحبي، السكرتير الصحافي للرئاسة اليمنية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن المشاورات قائمة مع أن الميليشيات المتمردة، «رغم عدم التزامها تلتزم بما تم الاتفاق علية في جنيف 2 وهو إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات الإنسانية والالتزام بوقف إطلاق النار»، مؤكدا أن عدم الالتزام «يجعل من الميليشيات طرفا معرقلا وغير ملتزم بما تم الاتفاق عليه».
وأشار الرحبي إلى أن «الذهاب إلى المشاورات القادمة يأتي في إطار المرونة والتعاون الذي تقدمة الحكومة للمجتمع الدولي، حيث إن الحكومة الشرعية تتعامل بإيجابية مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بعكس المتمردين الذين يرفضون الالتزام بما وصلنا إليه في المشاورات السابقة»، وإلى أن الحكومة الشرعية «ستذهب إلى المشاورات القادمة لتعرية المتمردين أمام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات الدولية والإنسانية».
واعتبر مختار الرحبي، السكرتير الصحافي في الرئاسة اليمنية أن اللجنة التي جرى تشكيلها في المشاورات الأخيرة في سويسرا، لمراقبة وقف إطلاق النار «باتت منتهية»، وذلك «ما دام تم الإعلان عن إنهاء الهدنة التي لم يلتزم بها الانقلابيون، فهي الآن تعتبر منتهية، لأن عملها مراقبة وقف إطلاق النار والآن الهدنة انتهت لذلك فهي الآن لا تعمل».
وحول توجه الأمم المتحدة إلى ضم المزيد من قيادات المتمردين إلى قوائمها السوداء، في سياق القرار الأممي 2216، كمعرقلين للتسوية السياسية، قال الرحبي لـ«الشرق الأوسط» إنه «ما دام أن الميليشيات المتمردة لم تلتزم بتنفيذ القرار الدولي ومستمرة في الانتهاكات والقتل، فمن الطبيعي أن تتقدم الحكومة بطلب إضافة قيادات عسكرية وسياسية تساند جرائمهم، حيث تم تقديم الملف للأمم المتحدة».
واتهم السكرتير في الرئاسة اليمنية المنظمات الإنسانية بالتقصير، خاصة فيما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية إلى محافظة تعز، التي تعيش تحت الحصار، والتي قال إنها «باتت على بعد خطوة واحدة من المجاعة، بحسب الأمم المتحدة»، مؤكدا أن الوضع الذي تعيشه تعز «يستدعي موقفا قويا وحازما من جميع المنظمات الإنسانية»، وأنه «يجب التنديد بما تقوم به ميليشيات الحوثي والمخلوع من حصار خانق لتعز حيث تم الإعلان عن انتهاء الأكسجين من المستشفيات وهو ما يضاعف من الحالات المرضية ويؤدي إلى وفاة كثير من الحالات المرضية»، وأضاف: «نحن نطلق نداء عاجل إلى كل المنظمات الإنسانية بسرعة إنقاذ تعز وإدخال المساعدات التي تقوم ميليشيات الحوثي بنهبها أو توزيعها في المناطق التي هي أصلا تحت سيطرتها».
ومن المقرر أن تجرى في 14 من الشهر الحالي جولة جديدة من المشاورات، وفي ضوء ما أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الشهر الماضي، فإن المشاورات ستجرى في دولة أفريقية، غير أن مصادر رئاسية كانت أكدت لـ«الشرق الأوسط»، في وقت سابق، أن المشاورات قد تعقد في دولة أوروبية، وفي ضوء مساعي الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن، فإن المشاورات تتعلق بتنفيذ القرار الأممي 2216، والذي ينص على توقف الميليشيات الحوثية هجماتها على المدن والمحافظات اليمنية وإنهاء انقلابها على شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، وتسليم الأسلحة الثقيلة إلى الدولة وإطلاق سراح المعتقلين، بشكل عام، وفي مقدمتهم وزير الدفاع اللواء محمود سالم الصبيحي.
وضمن القضايا التي تتصدر أجندة المشاورات التي رعتها وسترعاها الأمم المتحدة بين الحكومة اليمنية الشرعية والمتمردين، قضية «بناء الثقة»، وفي مقدمة هذا البند ما يتعلق بإطلاق سراح المعتقلين، ورغم تأكيد مصادر يمنية رفيعة أن أطرافا دولية كثيرة تمارس ضغوطا على الحوثيين للكشف عن مصير المعتقلين وإطلاق سراحهم، فإن الحوثيين لم ينفذوا هذه الخطوة، حتى اللحظة.
وفي موقف لافت، أمس، اتهم محمد عبد السلام، المتحدث باسم المتمردين الحوثيين الولايات المتحدة الأميركية بما سماه «ترحيل محادثات سويسرا الأخيرة، بعد أن وصلت إلى مراحل لا بأس بها»، حسب تعبيره، وأكد عبد السلام، في بيان صادر عنه، استمرار جماعه في الحرب، دون أي إشارة، من قريب أو بعيد، بشأن إمكانية التوصل إلى حل سياسي أو تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216، بشأن اليمن.
وقد دأب الحوثيون، منذ انقلابهم على الشرعية الدستورية في اليمن، على الزج بالولايات المتحدة وإسرائيل كأطراف في الأزمة السياسية، وهو الأمر الذي يعتقد المراقبون أنه سعي من قبل المتمردين «لاستعراض عضلات أمام أنصارهم وللمغالطة السياسية والإعلامية».



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.