الرئيس المصري عدلي منصور: الانتخابات البرلمانية ستسبق الرئاسية

شدد في الحلقة الأولى من حواره مع {الشرق الأوسط} على استقلالية القرار المصري .. وأكد أن المساعدات السعودية والعربية دعمت ذلك

الرئيس المصري عدلي منصور خلال الحوار مع رئيس التحرير الدكتور عادل الطريفي ({الشرق الأوسط})
الرئيس المصري عدلي منصور خلال الحوار مع رئيس التحرير الدكتور عادل الطريفي ({الشرق الأوسط})
TT

الرئيس المصري عدلي منصور: الانتخابات البرلمانية ستسبق الرئاسية

الرئيس المصري عدلي منصور خلال الحوار مع رئيس التحرير الدكتور عادل الطريفي ({الشرق الأوسط})
الرئيس المصري عدلي منصور خلال الحوار مع رئيس التحرير الدكتور عادل الطريفي ({الشرق الأوسط})

* سعي جماعة الإخوان للاستقواء بالخارج جوبه برفض شعبي ورسمي وفي تقديري أن الجماعة
* بدأت تراجع حساباتها وتبين ذلك من خلال الاعتذارات الصادرة لكنها ما زالت غير كافية من وجهة نظر الشعب المصري
* من أهم أسباب سقوط النظام السابق اعتماده على ما أطلق عليه «الأهل والعشيرة» مع تجاهله التام لأي مطالب لا ترضى بها «العشيرة»

الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور، لم يسبق له أن تحدث إلى وسيلة إعلام خارجية منذ توليه مسؤولية قيادة مصر في واحدة من أهم مراحلها الانتقالية في تاريخها الحديث. ومن هنا يكتسب الحوار الذي أجرته معه «الشرق الأوسط» في مكتبه بقصر الاتحادية في ضاحية مصر الجديدة القاهرية، أهميته. وما يزيد من أهمية ما قاله منصور في الحوار ترافقه مع مناسبتين مهمتين؛ الأولى احتفالات مصر اليوم بالذكرى الأربعين لانتصارات «حرب أكتوبر» التي أدت إلى استعادة مصر أرضها في سيناء عام 1973، والثانية أولى زياراته الخارجية غد الاثنين إلى المملكة العربية السعودية.
في الحوار الذي تنشره «الشرق الأوسط» على جزأين، اليوم وغدا، تطرق الرئيس المصري إلى كل الأسئلة التي تتعلق بالمسيرة الداخلية المصرية، من الاستفتاء على الدستور، مرورا بالانتخابات البرلمانية والرئاسية، وجهود استعادة الأمن، والموقف من جماعة الإخوان، واعتذارات بعض قيادات الجماعة، والعلاقة مع الولايات المتحدة، وصولا إلى المباحثات التي أجرتها أخيرا في القاهرة مفوضة الشؤون الخارجية الأوروبية كاثرين أشتون.
بين أبرز ما قاله الرئيس منصور في الجزء الأول من الحوار، المنشور اليوم، تأكيده على أن «خارطة الطريق» في مصر تنص على إجراء الانتخابات البرلمانية أولا قبل الرئاسية، وأنه لا نية لتعديل ذلك. وعن الإخوان، قال إن جماعة الإخوان المسلمين سعت منذ «ثورة 30 يونيو» إلى الاستقواء بالخارج، وهو نهج وصفه بأنه «قوبل برفض كامل على المستويين الشعبي والرسمي»، معربا عن اعتقاده بأن الرسالة وصلت إليهم أخيرا. كذلك قال الرئيس المصري إن من أهم أسباب سقوط النظام السابق تعمده إقصاء قطاع عريض من المجتمع واعتماده على ما أطلق عليه «الأهل والعشيرة».

* اليوم تمر ذكرى «نصر أكتوبر». ما هي مشاعركم الشخصية وأيضا رؤيتكم اليوم لذكرى «نصر أكتوبر». وأيضا رؤيتكم لمستقبل السلام في المنطقة؟
- في الحقيقة أكتوبر بالنسبة للشعب المصري حدث عظيم، لأننا كما تعلم حصل لنا في عام 1967 نكسة كبيرة، أثرت على مصر وأثرت على العرب، فأردنا أن نسترد الكرامة مرة أخرى. الشعب كله توحد وحتى العرب كلهم توحّدوا عام 1973 وساعدوا مصر من أجل أن تثبت أن إرادتها لن تنكسر وأن الأرض سترجع. ولقد عادت الأرض وانتصرت الإرادة في النهاية. وأظن أنه آن الأوان أن يدرك العرب الآن أيضا أنه يجب أن نجتمع ويجب أن نتوحد، لأن في تفرّقنا ضعفنا، بينما قوتنا في اتحادنا. لا شك في أن المنطقة إذا ما اتحدت سيكون شأن آخر. أما عن السلام فأنت تعلم أن بيننا وبين إسرائيل اتفاقية سلام. ومصر تحترم تعهداتها، وأبرمت اتفاقية سلام مع إسرائيل، وهي تحترم هذه الاتفاقية وليس هناك أي نية للخروج عن أحكام هذه الاتفاقية.
* كيف تلقيت نبأ تكليفكم بالرئاسة؟
- كانت لحظة صعبة جدا بالنسبة لي، وأنت تعلم ما هي مصر وماذا تمثل مصر وتعلم عدد سكان مصر وتعلم المشاكل التي تعاني منها مصر. في الحقيقة كنت في منتهى القلق وحصل لي نوع من الرهبة، إذ لم أكن أتصور أن أكون في موقع مسؤولية رئاسة دولة بحجم مصر، خاصة أن كل مساري الوظيفي كان كرجل قضاء، مع أنه يوجد في دستور 71 نصوص - حالة وحيدة في حالة شغور منصب رئيس الجمهورية أن يكون رئيس المحكمة الدستورية رئيسا للجمهورية هي لمدة 60 يوما - أي عمل روتيني للإعداد للانتخابات الرئاسية.
* استقبلتم منذ أيام الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية الأوروبية كاثرين آشتون.. ماذا دار في مباحثاتكم معها؟
- أكدت آشتون خلال لقائي معها على دعم الاتحاد الأوروبي لخارطة مستقبل الشعب المصري وأثنت في هذا الصدد على الجهد الذي تقوم به «لجنة الخمسين»، وما لمسته من توجه نحو اعتماد دستور يعبر عن كل المصريين. كما أثنت على جهود الإدارة المصرية الحالية للتواصل مع مختلف الأطراف على الساحة السياسية المصرية، مشددة على اتفاقها معنا في الرأي في أن من يريد أن يشارك في هذه المسيرة يجب أن تأتي مشاركته إيجابية، وأن الجميع بات يدرك أهمية المضي قدما في خارطة المستقبل وأنه لا عودة إلى الوراء. كذلك أكدت آشتون أنها تولي اهتماما كبيرا بتلقي مصر الدعم الاقتصادي المناسب في هذه المرحلة، وأنها سوف تبذل مساعيها لدى المؤسسات المالية الأوروبية، لا سيما بنك الاستثمار الأوروبي وبنك الإعمار والتنمية الأوروبي. وحرصت الممثلة العليا الأوروبية على أن توضح أنها في حديثها مع الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد تقوم بشرح وإيضاح الصورة التي لم يفهمها كثيرون لأنهم كانوا يتابعون الشاشات التلفزيونية دون غيرها. وفي هذا الإطار، أكدت على إدانة الاتحاد الأوروبي القاطعة للعمليات الإرهابية التي تشهدها مصر، حيث قدمت لي خالص تعازيها في شهداء مصر الأبرار من القوات المسلحة والشرطة الذين سقطوا في مواجهة الإرهاب.
* وماذا عن موقف المساعدات الإنمائية الأوروبية؟
- المساعدات الإنمائية تعد أحد جوانب العلاقات الثنائية بين الدول، بخلاف جوانب أخرى عديدة.. ولا توجد علاقة بين دولتين أو بين دولة وتكتل جغرافي، يمكن اختزالها فقط في قيمة المساعدات. وفيما يخص الدول الأوروبية، فإن مصر والاتحاد الأوروبي يرتبطان بعلاقات تاريخية وسياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية هامة، وكانت مصر من أوائل الدول التي ساهمت في بناء الشراكة الأورو - متوسطية بين ضفتي المتوسط. إلا أن الاتحاد الأوروبي أعلن في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي من خلال اجتماع فريق العمل المصري - الأوروبي، عن تقديمه دعما لمصر يقدر بخمسة مليارات يورو.. حقيقة الأمر أن ذلك المبلغ لا يعدو أن يكون أكثر من رقم إعلامي، جرى التوصل إليه عبر تجميع مجموعة من الأرقام الأخرى - البعض منها مساعدات حصلت عليها مصر بالفعل، وهو القدر الضئيل منه - وغالبية الأرقام الأخرى لا تعدو أن تكون أكثر من وعود، أو قروض لم تحصل عليها مصر فعليا. وأنت حينما تتحدث مع المسؤولين الأوروبيين في ذلك الأمر يشيرون إلى الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعصف ببلدانهم في الوقت الراهن.. وإلى أزمة اليورو.. ويحدثونك مطولا عن الإجراءات التقشفية التي يطبقونها في بلدانهم. ونحن، على الرغم من تفهّمنا التام للأبعاد المختلفة للأزمة الاقتصادية التي يمر بها الاتحاد الأوروبي، فإننا في الوقت ذاته كنا نأمل في أن يوجه الاتحاد الأوروبي مساعدات أكبر لدعم الثورة المصرية.. على الأقل بشكل يتناسب مع الصخب الإعلامي الذي يحرص عليه في هذا الشأن، والحل يكمن في تقديري في توافر الإرادة السياسية.
للأسف، لا تزال هناك بعض الدول الأوروبية التي لم تتفهم مغزى الثورة المصرية، وما ترمز إليه من كرامة وندية في العلاقات بين مصر وسائر دول العالم. وما زالت تصلنا معلومات حول توجه بعض العواصم الأوروبية إلى فرض ما يسمى بالمشروطيات على مساعداتها لمصر، وهي كما ذكرت ضئيلة للغاية. غير أن الشعب المصري لن يقبل تحت أي ظرف من الظروف شروطا تصاحب المساعدات المقدمة. هذه المساعدات تحقق مصالح مشتركة بين مصر والطرف المانح، ولن نجد غضاضة على الإطلاق في رفض أية مساعدات قد نستشعر أنها باتت مقرونة بأي شكل من أشكال الشروط.. مثلما فعلنا بالفعل أخيرا مع الوديعة القطرية التي أعيد تحويلها إلى الدوحة.
* كيف تنظرون إلى تلك الشروط الأوروبية؟
- كما أوضحت سابقا، لن يقبل المصريون بأي حال من الأحوال أن تمسّ سيادتهم ولن يقبلوا أي تدخل في الشأن الداخلي، أو حتى مجرد التأثير عليه، وفي حالة ما إذا استشعرنا شبهة في ذلك، فسيكون ردنا فوريا، مثلما سبق أن فعلنا مع قرارنا بإعادة الوديعة القطرية. من يريد دعم مصر، وفقا للرؤية والاستراتيجية التي اعتمدتها الحكومة المصرية، فأهلا وسهلا به.. أما من يتوهم أنه سيرسم لنا معالم طريق محددة مقابل مساعدة ما، فموقفنا، الشعبي والرسمي، سوف يكون رافضا.. نحن نقف أمام أية محاولات غربية في هذا الصدد، واسمحوا لي بهذه المناسبة أن أحيي المملكة العربية السعودية، بشكل خاص، على التصريح الذي جاء على لسان وزير خارجيتها بشكل واضح لا لبس فيه من أنها سوف تعوض أية مساعدات لمصر لم يتم الوفاء بها.
إننا على يقين أن التيار المتفهم داخل الدول الأوروبية لطبيعة المرحلة الدقيقة التي تمرّ بها مصر والتغييرات الجسام فيها، سوف يكون له الكلمة النهائية عند بلورة الموقف الأوروبي النهائي الموحّد. إن لقاءاتي المتتالية مع المسؤولين الأوروبيين خلال الفترة الأخيرة كشفت عن وجود إدراك متزايد لدى الاتحاد الأوروبي لحقيقة الأوضاع في مصر. ومن منظور أوسع، أعتقد أن الغرب في طريقه إلى فهم الحقائق بشكل صحيح. وبدأ في الإدراك بأن التهديد بقطع المساعدات لن يؤثر في القرار المصري، بل على العكس، سيباعد أكثر فأكثر بين الشعب المصري وتلك المساعدات.
* خارطة الطريق التي التزمت بها رئاستكم وتشرفون عليها، هل ترون أنها تسير بالسرعة المناسبة التي تكفل تنفيذها في الفترة الزمنية المحددة لها؟
- تمر مصر بمرحلة تأسيسية مهمة. إننا نؤسس لدستور ديمقراطي يضمن الفصل الكامل بين السلطات الثلاث، ويكفل الحريات للمواطنين، ويستجيب لتطلعات الشعب المصري التي ثار من أجلها في يناير (كانون الثاني) 2011 وثار مجددا لها في يونيو (حزيران) 2013 عندما استشعر أن أحلامه قد سرقت وتم الانحراف بها في اتجاه لا يرغب فيه. وعليه، فإن الجوانب السياسية التي تتضمن إعداد دستور مصري جديد إنما تستهدف بالأساس ضمان حقوق المواطن العادي بما في ذلك حقوقه الاقتصادية. إن الثورة المصرية قامت على شعار واضح، وهو «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية».. ونحن في جهودنا الحالية نأخذ في الاعتبار الأضلاع الثلاثة لذلك المثلث. نحن نتقدم على طريق الحرية عبر تأسيس نظام دستوري جديد يضمن ألا تجري سرقة الديمقراطية الوليدة مجدّدا وتحويلها إلى أداة ظاهرية تخدم فئة صغيرة من المجتمع المصري، كما أننا نتقدم أيضا على المستوى الاقتصادي عبر بذل كافة الجهود الممكنة لإعادة إطلاق نشاطه بالبلاد وخلق فرص عمل جديدة، وتلبية الاحتياجات المعيشية للمواطنين من تعليم ومسكن وخلافه. والخطط الاستثمارية التي اعتمدتها الحكومة أخيرا كلها تعد خطوات تصب في ذلك الاتجاه.. كما أننا نخطو أيضا في طريق العدالة الاجتماعية.. حيث تم على سبيل المثال أخيرا تحديد الحد الأدنى للأجور بالجهاز الحكومي.
نحن، إذن، لا نهتم بالجوانب السياسية على حساب الجوانب الاقتصادية كما ذكرت، أو على حساب الجوانب الاجتماعية. ولكن، بطبيعة الحال، الظروف قد تفرض نفسها في بعض الأوقات بحيث نجد أنفسنا بحاجة إلى معالجة قضية ما قبل الأخرى أو أن تفرض قضية ثالثة نفسها مثل الأمن على سبيل المثال. وكما تعلمون، تحقيق الأمن ضرورة لأية انطلاقة اقتصادية، فمن دونه، لا يمكن أن تعود الاستثمارات والسياحة على النحو المرجو الذي يتناسب مع احتياجاتنا من ناحية، ومع الإمكانيات الزاخرة المصرية والفرص المتاحة بالبلاد من ناحية أخرى. أما إذا كنت أرى أنها تسير بالسرعة المناسبة التي تكفل تنفيذها في الفترة الزمنية المحددة لها، فكما تعلمون تحققت كل الاستحقاقات الماضية بخارطة المستقبل طبقا للجدول الزمني الموضوع، وإنا على ثقة من أنه سيجري تطبيق كل استحقاقاتها المستقبلية في مواعيدها، حتى وإن شكك كثيرون في إمكانية تحقيق ذلك نظرا لقصر الفترة الزمنية الممنوحة لها في مقابل استحقاقاتها المختلفة.
* هل حددتم سقفا زمنيا لخارطة الطريق إلى المستقبل؟
- هي مرتبطة بما سينجز على الأرض، بمعنى أننا أوشكنا أن ننتهي من وضع الدستور. وفي خلال شهر، كحد أقصى، ستنتهي «لجنة الخمسين» من عملها وسيتم بعد ذلك طرح الدستور للاستفتاء عليه. وأنتم تعلمون أن هذه الإجراءات تأخذ وقتا، ومثلا لو قلنا تأخذ شهرا أو أقل يكون الدستور انتهى وعلى الفور سأعلن بدء الانتخابات البرلمانية التي تستغرق ما بين شهرين أو شهرين ونصف الشهر حتى نجري الانتخابات ثم الإعادة وبعدها النتيجة. كل المسائل اللوجستية تحتاج للتحضير مثل الجداول وغيرها، وهي نعمل فيها حاليا من خلال اللجنة الانتخابية. وبعد الانتخابات البرلمانية بشهرين أو ثلاثة نبدأ في الانتخابات الرئاسية.
* إذن، سوف تسبق الانتخابات البرلمانية الرئاسية بشهر؟
- هكذا رسمت خارطة الطريق وليس هناك نية للتعديل.
* فخامة الرئيس.. يدرك الجميع طبيعة المرحلة الحالية التي توصف بأنها انتقالية، لكن تراكمات المشاكل الاقتصادية السابقة على «25 يناير» وما تلاها، خاصةً خلال فترة العام الماضي، وضعت الاقتصاد المصري حسب كل التقارير والتصريحات في موقف صعب.. كيف تتخذون قراركم السياسي أخذا في الاعتبار هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة؟
- القرار السياسي المصري مستقل تماما، وهو يضع في اعتباره المصالح المصرية أولا وأخيرا. إن من أهم مكتسبات «ثورة 25 يناير»، التي أكدت عليها «ثورة 30 يونيو»، أن الشعب المصري رافض تماما بأن يربط قرارات بلاده السياسية بأي عامل آخر، باستثناء مصالحه العليا، الحالية والمستقبلية. الوضع الاقتصادي في مصر صعب، نتيجة لتراكمات عديدة.. منها: سوء إدارة من قبل الحكومات السابقة، ومنها أيضا بعض المشاكل الهيكلية التي نعيها تماما وندرك أهمية معالجتها في الوقت المناسب، مع مراعاة الجوانب الاجتماعية. بيد أن المشكلة الرئيسية للاقتصاد المصري تتمثل في الحاجة إلى الوصول إلى استقرار أمني، يمهّد لإعادة إطلاق النشاط الاقتصادي. إن مصر بلد غني بموارده البشرية.. ويمثل سوقا اقتصادية هائلة، كما أن المجال مفتوح للعديد من المشاريع الاستثمارية العملاقة التي يمكن أن تغير الصورة الاقتصادية العامة للبلاد في غضون عشر سنوات، إلا أن ذلك يستلزم بطبيعة الحال تحقيق الأمن في كافة ربوع البلاد. فلا مجال عن الحديث عن انطلاقة اقتصادية حقيقية من دون أمن كامل. وغني عن البيان أن الدعم الذي قدمته المملكة العربية السعودية والأشقاء العرب كان له أكبر الأثر في تدعيم استقلالية القرار المصري بعيدا عن ضغوط الوضع الاقتصادي المتردّي.
* في إطار ما طرح في خارطة الطريق عن أنه لا إقصاء لأحد طالما لم يتورط في العنف، بالنسبة إلى ملف الإخوان، أصبح هناك عداء شعبي لهم. في رأيكم كيف يمكن التعامل مع هذا الملف في المستقبل؟ وهل ترون أي إشارات من تيارهم إلى استعدادهم إلى المشاركة في الحياة السياسية وفق القواعد الجديدة؟ وهل تتعرضون لأية ضغوط في هذا الشأن؟
- لقد سعت جماعة الإخوان منذ «ثورة 30 يونيو» إلى الاستقواء بالخارج. وهذا النهج الذي قوبل برفض كامل على المستويين الشعبي والرسمي، ورد فعلنا يكون دائما فوريا حينما نرصد أية محاولة جديدة من قبلهم للاستقواء. وأعتقد أن الرسالة وصلت لهم أخيرا، كما أنها وصلت أيضا للأطراف التي كانت تستجيب لمطالبهم في هذا الشأن.
من أهم أسباب سقوط النظام السابق في مصر تعمّده إقصاء قطاع عريض من المجتمع، واعتماده على ما أطلق عليه «الأهل والعشيرة» مع تجاهله الكامل أية مطالب لا ترضى بها هذه العشيرة. ولهذا حرصت عند تشرّفي برئاسة الجمهورية على أن تمد السلطات الحالية يدها لكلّ الأطراف السياسية في المجتمع، أيا كانت انتماءاتها أو معتقداتها، طالما كانت أيديها غير ملوثة بالدماء والتزمت بنبذ العنف. لقد عرضنا، على سبيل المثال، التشاور مع الأطراف كافة عند اختيار رئيس الوزراء والتشكيل الحكومي، كما بعثنا برسائل إلى مختلف الأحزاب والتيارات السياسية للتقدم بمرشحيها في «لجنة الخمسين» المنوط بها اعتماد التعديلات الدستورية. إلا أن الإخوان آثروا عدم المشاركة في بناء مصر المستقبل، وفضّلوا عوضا عن ذلك الاستمرار في الاعتصامات المسلحة، والتهديد بحرق البلاد، وبذل المساعي الحثيثة لمعاداة العالم الخارجي لبلدهم.
وتقديري في هذا الصدد أن الجماعة بدأت في مراجعة حساباتها، وتبين ذلك جليا من خلال الاعتذارات الصادرة عن بعض قياداتها للشعب المصري عن سوء إدارة البلاد. إلا أن تلك الاعتذارات لا تزال غير كافية، ليست تلك وجهة نظري، وإنما هي وجهة نظر الشعب المصري. كذلك من الأهمية بمكان أن تقترن تلك الاعتذارات بتغيير في الممارسات على الأرض.. فليس معقولا أن يستمر العنف الممارس من قبلهم والتحريض على الجيش والشرطة، ثم يدّعون أنهم تقدموا باعتذار. على الجماعة أن تدرك وتصرح بشكل واضح أنها جزء من الوطن، وليس العكس.
إن مصر تسير بخطى واثقة في طريق تنفيذ خارطة المستقبل السياسية.. ونحن نعمل بكل ما أوتينا من جهد في اتجاه بناء دولة مؤسسات ووضع الأسس السليمة للدولة الديمقراطية الحرة المستقبلية في مصر، لكننا في الوقت الذي نحرص فيه على إشراك كل الأطياف الوطنية في المسار السياسي، فإننا نحرص أيضا على تجنب إهدار المزيد من الوقت. مصر لن تنتظر أحدا لكي تنهض، ومن يريد مشاركتنا البناء، فهو مرحب به طالما التزم بالقواعد الديمقراطية ونبذ العنف. أما من يتلكأ في ذلك، ويتوهم أن العالم الخارجي أو نهج العنف سيعزز من موقفه.. فذلك خياره وحده، والقانون كفيل بالتعامل معه.
أما حيال الحديث عن ضغوط تتعرض لها الرئاسة المصرية، فلعلكم تابعتهم بعضا من هذه الضغوط والتهديدات التي لم تجد لدينا أي صدى، وجرى تجاهلها تماما. ولقد أدركت تلك القوى أن مساعيها للضغط على مصر لن تغير في الأمر شيئا سوى الانتقاص من صورتها وشعبيتها في مصر.
* من هي الأطراف التي رفضت الحوار مع الحكومة؟
- نحن نحاول مع الجميع..
* حتى مع الإخوان؟
- هم الإخوان. ونحن نحاول معهم ولا نريد إقصاء أحد، ودائما الرسالة واضحة عندما نقول إن من أراد أن يمارس الحياة السياسية من جديد في ظل النظام القادم نحن نرحب به بشرط واحد هو أن يكون لم يمارس العنف أو حرض عليه أو خضع لعقوبة وسوف تجرى له محاكمة عادلة أن ثبتت التهمة عليه سيعاقب، وإن برأته المحاكمة أهلا به.
* بعض المراقبين يتوقعون أن يدفع الإخوان نحو ترشيح مستقلين عنهم خلال الانتخابات البرلمانية القادمة هل من محاذير؟
- هذه مسؤولية الشعب، أما أنا فليست لدي أي محظورات. إنها مسؤولية الناخبين وعليهم أن يدققوا في من يختارون، نأمل ألا ينتخبوا من ارتكب عنفا أو أحيل للتحقيق، وهذا الشخص غير مسموح له بالترشح إلى أن يتضح الموقف القانوني.
* هل تتوقع أن ترى برلمانا مصريا في خارطة المستقبل الحالية أكثر تعبيرا عن الشعب المصري من سابقه؟ وكيف ترى دور الشباب في هذه المرحلة السياسية؟
- قطعا سنرى برلمانا مصريا أكثر تعبيرا عن الشعب المصري في المرحلة المقبلة. هذا لا يعني أن الانتخابات البرلمانية السابقة التي شهدتها مصر كانت غير حرة. لقد كانت انتخابات حرة بإشراف قضائي كامل، لكن الشعب المصري تمرّس سياسيا طيلة 30 شهرا، وبات يدرك اليوم أن الشعارات التي كان البعض يتاجر بها لم تكن إلا خداعا لبلوغ غايات أخرى. لقد استفاد المصريون من التجربة المريرة التي مرّوا بها العام الماضي.. وإنني لعلى ثقة بأنه سينتج عن الانتخابات البرلمانية المقبلة برلمان يمثل بحق الشعب المصري، بسماحته واعتداله ووسطيته.
ونحن ندرك جيدا أن الشباب هو مستقبل مصر، والحكومة على رأس أولوياتها كل الهيئات المعنية بالشباب، وبصفة خاصة، إصلاح وتطوير وإعادة هيكلة المنظومة التعليمية بكافة مراحلها ومناهجها، بما يتيح تعليما حقيقيا يحقق طموحات وتطلعات المصريين. ثم إننا نضع في الاعتبار أن مصر دولة شابة، والشباب الذي أتى بالحرية للشعب المصري كله، يجب أن يأتي في صدارة الأولويات وأن يشهد تمكينا حقيقيا في كافة المجالات وليبني هذا الشباب مستقبله بنفسه، بفكره وحماسه، وتطلعاته، وطموحاته. وارتباطا بذلك فإن أهم ما يمكن أن نقدمه لشبابنا هو تعليم يضمن لهم مستقبلا أفضل في دولة عصرية تسعى إلى الديمقراطية من خلال التعليم والتنمية الاقتصادية.
إنني أؤكد أن الدولة المصرية ستضع على رأس أولوياتها كل الهيئات والمنشآت الخاصة بالشباب، وبصفة خاصة إصلاح وتطوير وإعادة هيكلة المنظومة التعليمية بكافة مراحلها ومفاهيمها، بما يتيح تعليما فعليا وحقيقيا يستجيب لطموحات وتطلعات المصريين في غد أفضل يحقق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية المرجوة من «ثورة 25 يناير». ويهمني في هذا الصدد أن أؤكد أن نظام التعليم في مصر خلال العقود الأخيرة يتحمّل جزءا كبيرا من المسؤولية عن حالة الإحباط واليأس الذي أصاب شبابنا وإهدار فرصه في تكوين قدراته ومهاراته وكفاءاته.
* كيف تنظرون إلى أوضاع أقباط مصر، وما تعرضت له كنائسهم من اعتداءات؟
- الأقباط في مصر، مثلهم مثل المسلمين، لهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات الخاصة بأي مواطن.. فالدولة المصرية الجديدة التي نؤسس لها تستند إلى مفهوم المواطنة في تعاملها مع الجميع. والدولة المصرية حريصة على حماية حقوق كل مواطنيها، ولا تتعامل أبدا من منطلق ديني. إن حرية الاعتقاد مكفولة للجميع.. ولا شأن لأجهزة ومؤسسات الدولة بعلاقة المواطن بربه.. اللهم إلا فيما يتعلق بالقوانين المتعلقة بالأحوال الشخصية التي تأخذ في الاعتبار تطبيق تشريعات خاصة للمسيحيين والمسلمين كل طبقا لديانته، وفقا للقانون. إن الشعب المصري يلفظ مفهوم «الأقليات الدينية».. إذ لا يوجد في مصر أقليات بالمعني الكيفي. بالتأكيد، هناك أقليات كمية إذا نظرنا إلى نسبة معتنقي ديانة ما إلى إجمالي تعداد سكان مصر.. لكن أقلية بالمعنى الكيفي، أي جزء مختلف وربما في درجة من السواد الأعظم من الشعب.. فلا مجال للحديث عن ذلك بالنسبة لمصر. ولو توجه من يردّدون ذلك إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وغيرها من الكنائس المصرية، لسمعوا منهم ما أقوله لك.
مع ذلك، فإن مصر الجديدة لا تتبع منهج تجميل الصورة أو دفن الرؤوس في الرمال، وهنا أعني أن المجتمع المصري يشهد بين الحين والآخر بعض التوترات التي قد تتطور لتأخذ أبعادا دينية أو طائفية. إن أفضل وسيلة لمحاربة ذلك في تقديري يكمن في القانون وضمان سيادته، ومسؤولية الدولة هي فرض سيادة القانون على الجميع. ونحن، على سبيل المثال، على علم بالمناشدات الغربية التي تصدر بين تارة وأخرى في هذا الموضوع، والتي تعتمد بشكل رئيس على أقاويل مغلوطة. وثمة مفارقة يتعين تسجيلها في هذا الصدد: فأين كان الغرب من حرق الكنائس التي شهدتها مصر في الأيام الأخيرة؟ لماذا كان صامتا؟ الإجابة في تقديري أن البعض فضّل أن يغمض عينيه لأن الأحداث لم ترق له، وهو ما يؤكد لنا أن تلك الدعاوى الغربية في هذا الصدد ليست إلا دعوات حق يراد بها باطل. وعلى الغرب أن يريح ويستريح في هذا الشأن. مصر هي التي ستحل مشاكلها بنفسها. لقد استهدفت جماعة الإخوان والتيارات المتشددة الأخرى الموالية لها الأقباط وكنائسهم ومتاجرهم.. وأقدّر هنا بشدة، مثلي في ذلك مثل كل المصريين، الموقف النبيل الذي اتخذه قداسة البابا تواضروس الثاني، الذي أكد بموجبه أن للحرية ثمنا غاليا، وإن كان حرق الكنائس هو جزء من هذا الثمن، فإننا نقدمه لبلادنا بصبر وحب.
* كثرة من المراقبين تعزو المشكلة الاقتصادية المستمرة في مصر إلى حالة الاضطراب الأمني، بسبب استمرار المظاهرات وأعمال تخريب سواء كتلك التي تحدث في سيناء أو بعض المظاهرات السياسية التي تشهدها القاهرة وبعض المحافظات.. ما الذي ينبغي عمله في المجال الأمني خلال المرحلة القادمة؟
- في الحقيقة أنت لمست نقطة مهمة جدا، ونحن لدينا ثلاثة مسارات مهمة: المسار الأمني والمسار السياسي والمسار الاقتصادي. من دون المسار الأول ومن دون توفير أمن حقيقي للدولة المصرية لن يتحقق شيء على المسارات الأخرى، وسيتأثر المساران السياسي والاقتصادي. مثلا هل سيأتي المستثمرون لمصر وهي غير آمنة؟ الإجابة طبعا لا. إذن من الضروري تحقيق الاستقرار والأمن. وبالتالي، هذا المسار له الأولوية، ولقد قطعنا فيه شوطا كبيرا، وأعتقد أن الجميع يرى أن مصر الآن غير مصر التي كانت منذ شهر مثلا أو شهرين أو ثلاثة. ونحن إن شاء الله ماضون للتأكيد على أهمية الأمن وتطوير منظومة الأمن ومتابعة الخارجين على القانون، سواء في الجانب الجنائي أو بالنسبة لمن يرغب في التعبير عن آرائه السياسية بالعنف، ونحن جادون في التعامل بكل حسم وحزم وبالإجراءات القانونية تجاه الفصيلين حتى ندعم المسار السياسي والاقتصادي.
* ماذا عن علاقتكم بالولايات المتحدة والتي أصابها بعض التأثر؟
- الولايات المتحدة منذ البداية كان موقفها متحفظا على ما حدث في مصر، وكانت لها حسابات معينة. لا أريد أن أسهب في هذا الأمر، لكنني أظن الآن أنها أكثر تفهما لما حدث في مصر، وهذا ما انعكس في خطاب الرئيس باراك أوباما أخيرا. وأيضا أستطيع أن أقول إن الإدارة الأميركية ليست متطابقة في كل مؤسساتها، بمعنى هناك من يعتقد أن ما حدث في مصر ثورة شعبية حقيقية وكذلك في الإدارة الأميركية، وأيضا في الكونغرس، ولقد جلست مع بعض أعضائه. ومعظم من جلست معهم يرون أن ما حدث في مصر ثورة شعبية، وكان لا بد أن يحدث ما حدث لأن النظام السابق كان يسير في طريق خطأ تماما.
* بحكم خلفيتكم القضائية ورؤيتكم للصراع والصدام الذي حدث بين الرئيس السابق والسلطة القضائية.. كيف ترون المستقبل الأمثل للعلاقة بين السلطة القضائية وأي تحول ديمقراطي قادم في مصر؟
- حقيقةً المعركة التي قادها النظام السابق مع السلطة القضائية كانت معركة خاسرة. والمشكلة أنه تصوّر أن كل أجهزة الدولة تعمل ضده، ولذلك اصطدم مع القضاء ومع الجيش والشرطة والأزهر والإعلام ولم يترك أحدا من دون أن يصطدم معه. أما فيما يتعلق بالقضاء كسلطة مستقلة، أنا أعتقد أن الدستور الجديد سينظم العلاقة بين السلطة القضائية والسلطة التنفيذية على نحو محدّد وقاطع، وهو أعطى السلطة القضائية حقها من الاستقلال. أظن أن ليس هناك أي إشكالية في الأمر لأن السلطة القضائية سلطة مستقلة، والسلطة التنفيذية لها مجال تعمل فيه ولا شأن لها بالسلطة القضائية. السلطة القضائية صمام أمان لهذا البلد لأن أي بلد بلا قضاء لا أظن أنه سيكون بلدا يسير على أصول سليمة.
* بالنسبة لمحاكمة المتورطين من النظامين السابقين.. كيف ترون طبيعة المحاكمة؟
- رئيس النظام السابق يحاكم بتهمة جرائم معينة ومحال لجهات التحقيق بجرائم، والنظام الأسبق له جرائم أخرى. ومن بين من حوكم الرئيس الأسبق لكنه طعن في الحكم بمحكمة النقض التي ألغت حكم أول درجة للأسباب التي ارتأتها، وهو الآن يحاكم وأعيدت محاكمته مرة أخرى، أما أركان النظام السابق ففي مرحلة التحقيق وقريبا ستتم إحالتهم إلى المحاكمة.
* هل تعتقد أن مصر خلال الفترة المقبلة تستطيع أن تتغير؟ بمعنى ما هي رؤيتكم تجاه وجود احتقان سياسي وبعض العنف من قبل بعض الجماعات؟
- أظن أن الأمر سوف يستغرق بعض الوقت، ويجب إلا ننسى أننا بشر. ولاحظ أن جماعة الإخوان المسلمين لم تكن تتصوّر بعدما وصلت إلى الحكم أنه ستتم إزاحتها بهذه السهولة، ولهذا ما يحدث منهم الآن هو رد فعل طبيعي على فقدانهم السلطة التي حاربوا كثيرا من أجلها منذ عام 1928. هذا الكيان له تنظيم وهياكل وخطط وبرامج.. وكونهم وصلوا إلى حكم مصر، وهي ليست أي دولة، ثم فشلوا هذا الفشل الذريع، أصيبوا بنوع من الصدمة الشديدة. وللأسف الشديد ما زالوا تحت تأثيرها وهم عاجزون عن تصور أن الأمر قد حدث وأنهم أزيحوا من السلطة.. وحتى هذه اللحظة يعيشون في العالم الافتراضي الخاص بهم.
* هل هذا العالم الافتراضي سيشهد عنفا مستمرا؟
- سوف يأخذ بعض الوقت.. لكنني أظن أن المسائل ستنتهي مع الوقت.
* ماذا عن الوضع في سيناء والعمليات العسكرية التي تجري حاليا هناك؟
- الجيش المصري يقوم بأعمال بطولية وهو يتتبع الخارجين عن القانون والجماعات الإرهابية التي تحاول أن تروع المصريين، وهو أوشك على الانتهاء من عملياته. وإن شاء الله في القريب العاجل سنعلن القضاء على جزء كبير جدا من الإرهاب هناك.
* حماس قريبة من الإخوان وتتهَم اليوم بأن لها أدوارا فيما يحدث في سيناء. كيف ترى طبيعة العلاقة المستقبلية بينها وبين مصر؟
- مصر قدمت وتقدم وستقدم الكثير للقضية الفلسطينية. والقضية الفلسطينية في قلوب المصريين جميعا، أما إذا كنت تتحدث عن الأمن القومي المصري.. فهو يسمو فوق كل اعتبار، وإذا ما جرى تجاوزه فالرد سيكون شديد الغضب وشديد القسوة.
* لدي سؤال يتعلق بالدستور.. ولا يخص مصر وحدها بحكم تجربتكم القضائية، وهو أنه في العالم العربي هناك صراع بين عدة تيارات لعل أبرزها تيار الإسلام السياسي الذي يستخدم العباءة الدينية، وما بين تيارات أخرى مدنية في العالم العربي ما هي طبيعة العلاقة التي يجب أن تحكم، خصوصا أن مصر تمر بمرحلة انتقالية ديمقراطية وما هي الرؤية الأسلم والأفضل لمثل هذه الدول حتى تتعاطى مع مسألة الدين وعلاقته بالسياسة؟
- الحقيقة أن لي رأيا خاصا، ليس كرئيس دولة لكن هذا رأيي الشخصي كمواطن. أنا أرى أن الدين مقدس.. الدين يحكم العلاقة بين الإنسان وربه، أما السياسة فلها رجالها ولها أحكامها أيضا فلا أستطيع أن أقبل أن ينزل المقدس لكي يمارس السياسة. الحاكم الذي يدين بدين الإسلام يجب أن يتعامل من منظور الإسلام.. بمعنى أن الإسلام يحرّم الكذب، فيجب أن يكون الحاكم صادقا مع شعبه ومع نفسه أولا. الإسلام يحرّم الخديعة فيجب ألا يخدع الحاكم شعبه. الإسلام يحرّم الرشوة ويحرّم كل الموبقات هذا ما أفهمه بالنسبة للإنسان الذي تكون له خلفية إسلامية أو كما يقولون مرجعية إسلامية. إنما هل الإسلام حدّد لي ما النظام الذي أتبعه من النظريات الاقتصادية.. النظام الرأسمالي أم النظام الاشتراكي؟ لا.. الإسلام قال لي لا تظلم المواطنين. الإسلام قال لي حقق مجتمع السلامة والعدل. عندما يكون لديك مواطنون تأكد أن أقلهم يعيش عيشة مناسبة، إنما في الوقت نفسه الإسلام لا يحرّم أن يكون هناك أغنياء. والإسلام يعرف هذا أن هناك أغنياء وفقراء. بمعنى أن الزكاة فرضت لهذا. خذوا من أغنيائهم لفقرائهم. هذا هو الإسلام الذي أفهمه. الإسلام دين سامٍ وراقٍ ورحب وفيه سعة. ليس دين التشدّد ولا دين الغلظة ولا الدين الذي يحاول بعض الإسلاميين أن يصدّروه للعالم. نحن ظلمنا الإسلام كثيرا. وسنحاسب على هذا أمام الله. الإسلام أرقّ وأجمل من الصورة المصدرة له. هل دعا الإسلام إلى ترويع الناس؟ هل من الإسلام أن أذهب إلى بلاد غير بلادي وأقتل وأهدم. أي إسلام هذا. أنا لا أرى أن هذا من الإسلام في شيء.

محطات مصرية منذ 25 يناير

* 25 يناير (كانون الثاني) 2011: انطلاق مظاهرات شبابية في القاهرة رفعت للمرة الأولى شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» في احتفال البلاد بعيد الشرطة.
* 28 يناير: اتساع المظاهرات في «جمعة الغضب»، وبدء اعتصام مفتوح في ميدان التحرير بقلب القاهرة، وانسحاب الشرطة، وقرار الرئيس الأسبق حسني مبارك بنزول الجيش لحفظ الأمن.
* 11 فبراير (شباط): مبارك يقرر التنحي عن الحكم ويكلف المجلس العسكري بإدارة شؤون البلاد؟
* 19 مارس (آذار): الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي أدخلتها لجنة معينة برئاسة المستشار طارق البشري على دستور 1971.
* 30 مارس: صدور إعلان دستوري من المجلس العسكري تضمن تعديلات لجنة البشري.
* 3 أغسطس (آب): بدء محاكمة مبارك.
* 28 نوفمبر (تشرين الثاني): بدء أولى مراحل انتخابات مجلس الشعب.
23 يناير 2012: انعقاد أولى جلسات مجلس الشعب الذي هيمنت عليه القوى الإسلامية وحصدت جماعة الإخوان المسلمين أكثرية مقاعده.
* 23 مايو (أيار): بدء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.
* 16 يونيو (حزيران): بدء الجولة الثانية التي تنافس فيها الدكتور محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان، والفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد مبارك.
* 24 يونيو: إعلان فوز الرئيس السابق محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية.
* 30 يونيو: مرسي يؤدي اليمين الدستورية أمام أعضاء المحكمة الدستورية العليا.
* 8 يوليو (تموز): مرسي قرر إلغاء قرار حل مجلس الشعب ويدعوه للانعقاد.
* 10 يوليو: أوقفت المحكمة الدستورية قرار مرسي بعودة مجلس الشعب.
* 22 نوفمبر: مرسي يصدر إعلانا دستوريا يمنح فيه لنفسه سلطات مطلقة، مما أثار غضب القوى السياسية في البلاد.
* 8 ديسمبر (كانون الأول): إعلان دستوري جديد لإلغاء إعلان مرسي، أبقى على آثار الإعلان السابق.
* 15 ديسمبر: الاستفتاء على دستور 2012 الذي هيمن الإسلاميون على الجمعية التأسيسية التي وضعته.
* 23 يونيو 2013: الفريق أول عبد الفتاح السيسي يمهل القوى السياسية أسبوعا للتوصل إلى حل سياسي قبل انطلاق مظاهرات دعت لها حملة تمرد، لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
* 30 يونيو: ملايين المصريين يتظاهرون على امتداد البلاد تأييدا لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
* 1 يوليو: الجيش يمهل القوى السياسية 48 ساعة للتوافق قبل التدخل.
* 3 يوليو: قادة الجيش تتوافق مع القوى السياسية والرموز الدينية في البلاد على عزل مرسي، وتعديل دستور 2012، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.

قصر الاتحادية في سطور

* اللقاء مع الرئيس المصري عدلي منصور جرى في قصر رئاسة الجمهورية، أو «قصر الاتحادية»، الذي يقع في ضاحية مصر الجديدة شرق القاهرة. هذا القصر الذي صمّمه المهندس المعماري البلجيكي إرنست غاسبار، عُرف أيضا بقصر هليوبوليس - نسبة إلى مصر الجديدة حيث مقره - وهو يعتبر مقر العمل الرسمي لرئيس الجمهورية المصري، وفيه يستقبل الرئيس زواره الرسميين أفرادا ووفودا.
دشّن القصر في بداية أمره ليكون فندقا فاخرا، وعرف باسم «هليوبوليس بالاس» وافتتحته الشركة الفرنسية المالكة في أول ديسمبر (كانون الأول) من عام 1910، وكان يومذاك باكورة فنادقها الفاخرة في أفريقيا. وهنا تجدر الإشارة إلى أن تلك الشركة هي «شركة سكك حديد مصر الكهربائية وواحات عين شمس»، التي تحول اسمها لاحقا إلى شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير. وكان قد أسسها عام 1906 البارون إدوار أمبان وبوغوص نوبار نوباريان - ابن نوبار باشا رئيس وزراء مصر الأسبق.
تولت تشييد القصر شركتا إنشاءات كانتا في حينه الأكبر، هما شركة ليو رولان وشركاه، وشركة بادوفا دينتامارو وفيرو، بينما أوكلت إلى شركة سيمنز - شوكرت الألمانية مهمة التوصيلات الكهربائية والتجهيزات. وضم الفندق - القصر 400 غرفة بالإضافة إلى 55 شقة خاصة وقاعات ضخمة، وأثثت غرفه يومذاك بأثاث فاخر جله من الطرازين الفرنسيين «لويس الرابع عشر» (لوي كاتورز) و«لويس الخامس عشر» (لوي كانز)، أما القاعة المركزية الكبرى فقد كانت مكلفة؛ حيث وضعت بها ثريات ضخمة من الكريستال كانت الأضخم في عصرها وكانت تحاكي الطراز الشرقي.
اعتبر الفندق من أفخم الفنادق في عصره، ولفت معماره المتميز أنظار زوار مصر، وأصبح عامل جذب سياحي للعديد من الشخصيات الملكية في مصر وخارجها إضافة إلى رجال الأعمال الأثرياء وكان من ضمن نزلاء القصر ميلتون هيرشي، مؤسس ومالك شركة هيرشي الأميركية للشيكولاته، والمصرفي العالمي جي بي مورغان. ولقد عاصر القصر الحربين العالميتين الأولى والثانية، ووفدت إليه خلالهما شخصيات بارزة وافدة، كما تحول في بعض الفترات من الحربين إلى مستشفى عسكري، كما كان لبعض الوقت مقرا لتجمع الضباط من قبل سلطة الاحتلال البريطاني في مصر.
وخلال عقد الستينات من القرن الماضي استعمل القصر، الذي هُجر بعد فترة من التأميم، مقرا لعدة إدارات ووزارات حكومية. وفي يناير (كانون الثاني) 1972 خلال فترة رئاسة الرئيس الأسبق الراحل أنور السادات اختير القصر مقرا لما عرف بـ«اتحاد الجمهوريات العربية» الذي ضم آنذاك كلا من مصر وسوريا وليبيا، ومنذ ذلك الوقت عرف باسمه الحالي غير الرسمي «قصر الاتحادية» أو «قصر العروبة».

غدا.. السعودية وعلاقات مصر العربية والمساعدات الخليجية والموقف من تركيا وقطر وإيران .. والرؤية المصرية من الأزمة السورية



هجوم حوثي في البحر الأحمر يصيب ناقلة بريطانية دون خسائر

موالون للجماعة لحوثية يرفعون مجسم صاروخ خلال حشد في صنعاء (أ.ف.ب)
موالون للجماعة لحوثية يرفعون مجسم صاروخ خلال حشد في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

هجوم حوثي في البحر الأحمر يصيب ناقلة بريطانية دون خسائر

موالون للجماعة لحوثية يرفعون مجسم صاروخ خلال حشد في صنعاء (أ.ف.ب)
موالون للجماعة لحوثية يرفعون مجسم صاروخ خلال حشد في صنعاء (أ.ف.ب)

تعرضت ناقلة نفط بريطانية لإصابة وصفت بالطفيفة جراء هجوم حوثي في البحر الأحمر، حيث تواصل الجماعة الموالية لإيران عملياتها البحرية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة ومنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، وكذا السفن الأميركية والبريطانية.

وفي حين تبنت الجماعة الحوثية الهجوم على السفينة البريطانية، تحدث الجيش الأميركي عن أنها تواصل الإبحار إلى وجهتها، رغم إصابتها بأضرار ودون سقوط ضحايا من طاقمها أو طواقم السفن التجارية الأخرى.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، السبت، على منصة «إكس» أنه في يوم 26 أبريل (نيسان) عند الساعة 5:49 مساءً (بتوقيت صنعاء)، أطلق الإرهابيون الحوثيون المدعومون من إيران ثلاثة صواريخ باليستية مضادة للسفن باتجاه البحر الأحمر من المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

وأفاد البيان بأن الصواريخ سقطت بالقرب من السفينة «أم في مايشا»، وهي سفينة ترفع علم أنتيغوا - بربادوس، وتدار من قبل ليبيريا وسفينة «إم في أندروميدا»، وهي سفينة مملوكة للمملكة المتحدة وترفع علم بنما وتديرها سيشيل، حيث أبلغت الأخيرة عن إصابتها بأضرار طفيفة، لكنها تواصل الإبحار.

ومع تأكيد الجيش الأميركي أنه لم يتم الإبلاغ عن إصابات أو أضرار أخرى من قبل السفن الأميركية أو سفن التحالف أو السفن التجارية، كانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، أفادت بأنها تلقت بلاغاً عن وقوع أضرار في السفينة البريطانية على بعد 14 ميلاً بحرياً جنوب غربي المخا، بعد تعرضها لهجومين أحدهما بالصواريخ.

وأوضحت الهيئة في تقرير على منصة «إكس» أن قائد السفينة أبلغ عن تعرضها لهجومين؛ إذ وقع في البداية انفجار بالقرب منها أحس به الطاقم على متنها. فيما وقع الهجوم الثاني بما يعتقد أنهما صاروخان، وهو الهجوم الذي تسبب في أضرار بالسفينة.

وكانت واشنطن أطلقت تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض. وانضم لها الاتحاد الأوروبي ضمن عملية «أسبيدس».

ومنذ تدخل الولايات المتحدة عسكرياً، نفَّذت أكثر من 400 غارة على الأرض ابتداءً من 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، لتحجيم قدرات الحوثيين العسكرية، أو لمنع هجمات بحرية وشيكة. وشاركتها بريطانيا في 4 موجات من الضربات الواسعة.

تصاعد الهجمات

تبنى المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية يحيى سريع، السبت، في بيان، تنفيذ جماعته ضربات بحرية وجوية جديدة، حيث استهدفت السفينة البريطانية النفطية «أندروميدا ستار» في البحر الأحمر بصواريخ بحرية مناسبة.

كما ادعى المتحدث الحوثي أن قوات الدفاع الجوي التابعة لجماعته نجحت في إسقاط طائرة أميركية من نوع «MQ9» في أثناء قيامها بتنفيذ مهام عدائية في أجواء محافظة صعدة.

المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع يلقي بياناً مصوراً عن هجمات جماعته (إ.ب.أ)

ومع تصاعد الهجمات الحوثية في الأيام الأخيرة، وصل عدد السفن التي تعرضت للهجمات إلى نحو 105 سفن منذ بدء التصعيد في نوفمبر الماضي، حيث أصيبت 17 منها بأضرار، وغرقت إحداها.

وجاء الهجوم الأخير الذي أصاب السفينة البريطانية بعد ثلاثة أيام متتابعة من الهجمات التي تبنتها الجماعة أيام الأربعاء والخميس والجمعة، ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وكان المتحدث يحيى سريع تبنّى، مساء الخميس، عقب خطبة زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، استهداف سفينة إسرائيلية في خليج عدن، وأهداف أخرى في إيلات، وفق زعمه.

وادّعى سريع أن قوات جماعته استهدفت السفينة الإسرائيلية «إم إس سي دارون» في خليج عدن بصواريخ بحرية مناسبة وطائرات مسيّرة، وأنها حققت أهدافها، كما ادعى قصف إيلات بعدد من الصواريخ الباليستية والمجنحة.

ويوم الأربعاء الماضي، كانت الجماعة تبنت تنفيذ ثلاث عمليات عسكرية في خليج عدن والمحيط الهندي، استهدفت سفينتين أميركيتين إحداهما عسكرية، وسفينة إسرائيلية، وفق بيان للمتحدث العسكري باسمها.

عنصر حوثي خلال حشد في ميدان السبعين بصنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وقال المتحدث الحوثي سريع إن قوات جماعته استهدفت سفينة «ميرسك يورك تاون» الأميركية في خليج عدن، بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة، وكانت الإصابة دقيقة. كما زعم أن جماعته استهدفت مدمّرة حربية أميركية في خليج عدن وسفينة «إم إس سي فيراكروز» الإسرائيلية في المحيط الهندي بعدد من الطائرات المسيّرة.

تهديد حرية التجارة

أثرت هجمات الحوثيين على مصالح أكثر من 55 دولة، وهدّدت التدفق الحر للتجارة عبر البحر الأحمر، الذي هو حجر الأساس للاقتصاد العالمي، حيث دفعت الهجمات أكثر من عشر شركات شحن كبرى إلى تعليق عبور سفنها عبر البحر الأحمر؛ ما تسبب في ارتفاع أسعار التأمين على السفن في المنطقة، بحسب ما ذكرته القيادة المركزية الأميركية.

وفي أحدث خطب زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس الماضي، تبنى تنفيذ هجمات ضد 102 سفينة خلال 200 يوم، متوعداً بالاستمرار في الهجمات، مع دعوته أتباعه للمزيد من الحشد والتعبئة.

وأُصيب نحو 17 سفينة خلال الهجمات الحوثية، إلى جانب قرصنة «غالاكسي ليدر»، واحتجاز طاقمها، وتسببت إحدى الهجمات، في 18 فبراير (شباط) الماضي، في غرق السفينة البريطانية «روبيمار» بالبحر الأحمر بالتدريج.

وأدى هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس (آذار) الماضي، إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس»، في وقت أقرّت فيه الجماعة بمقتل 34 عنصراً من مسلحيها جراء الضربات الأميركية والبريطانية.

مدمرة أميركية تطلق صاروخاً لاعتراض هجوم حوثي فوق البحر الأحمر (أ.ب)

ويتهم مجلس القيادة الرئاسي اليمني الجماعة الحوثية بتنفيذ أجندة إيران في المنطقة، واتخاذ قضية غزة ذريعة للمزايدة والهروب من استحقاقات السلام الذي تقوده الأمم المتحدة بدعم إقليمي.

وفي وقت سابق، جدد وزير الدفاع اليمني الفريق محسن الداعري الموقف الحكومي الرافض للضربات الغربية ضد الجماعة، خلال حديثه مع قائد عسكري أوروبي.

وقال الداعري إن الحل الأنجع لتأمين البحر الأحمر وباب المندب وطرق الملاحة الدولية هو دعم الحكومة والقوات المسلحة في بلاده لتحرير المناطق الخاضعة للحوثيين والقيام بتأمين هذا الممر الحيوي المهم.


هدم 42 منزلاً ومصادرة أراضٍ في ريف صنعاء

جرافة حوثية تعتدي على باحة منزل في محافظة صنعاء (فيسبوك)
جرافة حوثية تعتدي على باحة منزل في محافظة صنعاء (فيسبوك)
TT

هدم 42 منزلاً ومصادرة أراضٍ في ريف صنعاء

جرافة حوثية تعتدي على باحة منزل في محافظة صنعاء (فيسبوك)
جرافة حوثية تعتدي على باحة منزل في محافظة صنعاء (فيسبوك)

بدأت الجماعة الحوثية في اليمن منذ نحو 10 أيام في تنفيذ حملة ميدانية لهدم منازل ومصادرة أراض في ريف صنعاء، بالتوازي مع شن حملة أخرى مماثلة لابتزاز صغار التجار وبائعي الأرصفة في عدة أسواق إذ فرضت عليهم دفع جبايات مالية تحت تسميات غير قانونية.

وذكرت مصادر محلية في ريف صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن حملات التعدي التي أطلقتها الجماعة عبر ما يسمى مكتب الأشغال العامة وفروعه في المديريات، استهدفت بالهدم والتجريف والسطو عشرات المنازل والأراضي في نطاق أربع مديريات، هي بني حشيش، وبني مطر، وصنعاء الجديدة، وهمدان، بزعم إزالة الاستحداثات والمخالفات وملكية بعضها للأوقاف.

الحوثيون يهدمون منازل يمنيين في ضواحي صنعاء (فيسبوك)

وبحسب المصادر استقدمت جماعة الحوثي 11 جرافة وشاحنة نقل متنوعة، مدعومة بأطقم أمنية ومسلحين، وهدمت في الخمسة الأيام الأولى نحو 43 منزلاً وتسويتها بالأرض، وجرفت أساسات مبانٍ أخرى في طور البناء، إضافة إلى مصادرة مساحات واسعة من الأراضي وتجريف أخرى مع أسوارها في مناطق «صرف» و«سعوان» بمديرية بني حشيش و«قرمان» في بني مطر، و«العرة» بمديرية همدان ثاني أكبر مديريات المحافظة.

وفي حين تعد ما تسمى «مديرية صنعاء الجديدة» مدينة جديدة أنشأها الحوثيون بمنتصف عام 2022، لتشكيل حزام طائفي يحيط بالعاصمة المختطفة صنعاء، يواصل كبار قادتها تهافتهم منذ ذلك الوقت للسيطرة على أغلبية الأراضي، وإنشاء وحدات سكنية للأثرياء منهم.

وذكرت المصادر أن الجماعة أقدمت عبر مكتب الأشغال الخاضع لها في ريف صنعاء على هدم وجرف منازل وأراضٍ للسكان في مناطق «رهم» و«بيت زبطان» وشارع «الكول» بمدينة صنعاء الجديدة بمبرر وجود مخالفات.

الأهالي يستغيثون

أطلق السكان المتضررون من الحملة الحوثية في ريف صنعاء نداءات استغاثة لوقف التعسف الذي طال الأيام الماضية بالهدم والتجريف ونهب عشرات المنازل والأراضي التابعة لهم، عادّين أن ذلك يعد استكمالاً لمساعٍ حوثية سابقة لمصادرة ممتلكاتهم بمبررات غير قانونية، من بينها ذريعة مكافحة العشوائيات وارتكاب المخالفات.

اتهامات للحوثيين بارتكاب آلاف الانتهاكات ضد اليمنيين في مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

وتزعم الجماعة الحوثية أن الاستهداف لأملاك السكان بضواحي صنعاء هو لإزالة البناء العشوائي والمناظر المشوهة في الأرض البيضاء، أو ما تسمى بوحدات الجوار الجديدة وللحفاظ على ما سموه الشوارع العامة والحجوزات الخدمية.

ويتهم السكان الجماعة بأن سلوكها يأتي في سياق الابتزاز وإجبارهم على دفع الجبايات، إلى جانب السعي للاستحواذ غير القانوني على ما تبقى من مساحات الأراضي بمحيط صنعاء.

ويقول عاملون في قطاع الأشغال في ريف صنعاء إن قادة الجماعة المتحكمين في هذا القطاع يتسمون بـ«العشوائية وغياب أي رؤية»، حيث لا تزال حملاتهم مستمرة لإزالة متاجر باعة الأرصفة ومصادرة عربات الباعة المتجولين وإتلاف ممتلكاتهم في أسواق وشوارع عدة.

سوء إدارة وإهمال

أفادت مصادر عاملة في قطاع الأشغال الخاضع للحوثيين في صنعاء بتخصيص الجماعة العام الماضي عبر مكتب الأشغال التابع لها في ريف صنعاء ما يعادل 5 ملايين دولار (الدولار يساوي 530 ريالاً) لشراء 70 آلية ثقيلة، تشمل جرافات، ودكاكات، وشاحنات نقل، لأسباب ظاهرها توفير «أصول ثابتة» وباطنها مواصلة هدم وجرف ممتلكات السكان.

جانب من حملة حوثية استهدفت ممتلكات السكان في صنعاء (فيسبوك)

وتقول المصادر: «كان الأحرى أن تستغل الجماعة الحوثية الأموال لتوفير الخدمات مع استمرار موسم الأمطار وإصلاح وترميم الطرق والجسور التي تعاني من تهالكها وخروجها عن الخدمة، حيث تشكل عبئاً إضافياً على السكان إلى جانب الأوضاع المعيشية المتدهورة».

واعترف تقرير صادر عما يسمى مكتب الأشغال الخاضع للجماعة في ريف صنعاء، عن جني ما يعادل نحو 150 ألف دولار، خلال نصف عام من سكان المحافظة (ريف صنعاء) وكل مديرياتها، تحت تسميات ضمانات رفع مخلفات، وجزاءات، ورسوم نظافة، وغيرها، غير أن مصادر عاملة في قطاع الأشغال قدرت أن حجم الجبايات والإتاوات يصل إلى أضعاف المبلغ المذكور.

ويشير السكان في المديريات المحيطة بصنعاء إلى إهمال الجماعة الحوثية، رغم الأموال التي تتم جبايتها، حيث لم يقم مكتب الأشغال بتنفيذ أي مشروعات صيانة للطرق والجسور المتهالكة، فضلاً عن عدم قيامه بتحسين أي شوارع رئيسية أو فرعية.


إصابات الكوليرا تقفز في اليمن إلى 18 ألف حالة

تسارع مخيف في عدد الإصابات المسجلة بمرض الكوليرا في اليمن (الأمم المتحدة)
تسارع مخيف في عدد الإصابات المسجلة بمرض الكوليرا في اليمن (الأمم المتحدة)
TT

إصابات الكوليرا تقفز في اليمن إلى 18 ألف حالة

تسارع مخيف في عدد الإصابات المسجلة بمرض الكوليرا في اليمن (الأمم المتحدة)
تسارع مخيف في عدد الإصابات المسجلة بمرض الكوليرا في اليمن (الأمم المتحدة)

ارتفع عدد الإصابات بمرض الكوليرا في اليمن، إلى أكثر من 18 ألف حالة حتى الأسبوع الثالث من شهر أبريل (نيسان) الجاري، وأكثر من 100 وفاة، مقارنة بـ11 ألف إصابة أعلنت عنها الأمم المتحدة خلال جلسة مجلس الأمن الدولي التي عقدت منتصف الشهر الحالي.

وفي تقرير حديث، أكدت الهيئة الطبية الدولية أنه بعد مرور 5 سنوات من تفشي وباء الكوليرا الأكثر فتكاً في تاريخ اليمن، أصبحت البلاد تعاني الآن من عودة مثيرة للقلق للإسهال المائي الحاد (الكوليرا).

مخاوف من عودة جائحة الكوليرا التي شهدها اليمن من قبل وأصيب فيها مئات الآلاف (الأناضول)

ووفق ما جاء في التقرير، بدأ اليمن في تسجيل ارتفاع كبير في حالات الإصابة بالكوليرا، في محافظات متعددة، في الربع الأخير من عام 2023؛ حيث تم بين 15 أكتوبر (تشرين الأول) و31 ديسمبر (كانون الأول) الماضيين، تسجيل أكثر من 1000 حالة، مع تفشي المرض وامتداده إلى 23 مديرية في 9 محافظات.

وذكرت الهيئة الطبية الدولية أن الحرب التي طال أمدها، والتي دخلت الآن عامها العاشر على التوالي، رافقها تسبب مرض الإسهال المائي الحاد (الكوليرا) وسوء التغذية الحاد، في خسائر غير مسبوقة، ويتأثر بذلك –غالباً- الأطفال والنساء، وسط نظام الرعاية الصحية المنهار، وهو ما يستدعي استجابة فورية لإنقاذ الحياة، والتخفيف من حدة الوفيات الزائدة على نطاق واسع.

تفشٍّ سريع

وأوضحت الهيئة الطبية الدولية أن أحد المستشفيات التي تدعمها في صنعاء، ويخدم تجمعاً سكانياً يزيد على 460 ألف شخص، تم فيه تسجيل 2076 حالة يشتبه بها، وأن مرض الإسهال المائي الحاد (الكوليرا) متوطن في اليمن، وتشيع حالات الإصابة به؛ خصوصاً خلال مواسم الأمطار، وأن الوباء ينتشر بسرعة حالياً.

وحسب التقرير الدولي، فقد تم إجراء المسح الذكي لوزارة الصحة اليمنية في الفترة من 11 إلى 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وأُبلغ عن زيادة مثيرة للقلق في حالات الإصابة بالمرض، وسوء التغذية الحاد الوخيم، وسوء التغذية الحاد المعتدل، بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و59 شهراً.

الأطفال دون الخامسة ضحايا للكوليرا وسوء التغذية في اليمن (الأمم المتحدة)

ومن بين 551 طفلاً شملهم الاستبيان؛ بلغ معدل سوء التغذية الحد العالمي 33.5 في المائة (كارثة)، مع ما لا يقل عن 9.8 في المائة و23.7 في المائة تم حسابهما على أنهما سوء تغذية حاد وشديد.

وأظهرت البيانات المسجلة أنه منذ 18 أبريل (نيسان) كان هناك 18608 حالات يشتبه بإصابتها بالكوليرا، بالاعتماد على الحالة السريرية لمنظمة الصحة العالمية، وكان هناك 109 حالات وفاة مرتبطة بالمرض.

وأكدت الهيئة الطبية الدولية أنها تركز على الرعاية الصحية المتكاملة، وهي التغذية والأمن الغذائي والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، وأن معدل سوء التغذية الحاد الحالي يضاعف عتبة منظمة الصحة العالمية البالغة 15 في المائة للاستجابة لحالات الطوارئ. وقالت إن مجموعة التغذية في اليمن تتوقع زيادة حالات سوء التغذية وسوء التغذية الحاد بنسبة 30 في المائة في عام 2024، نظراً للوضع الإنساني المتردي.

وذكرت الهيئة أنها تستخدم الوحدات الطبية المتنقلة كي تمنحها المرونة اللازمة لمساعدة النازحين داخلياً، وأولئك الذين يقيمون في أماكن نائية وغير قادرين على الوصول إلى الخدمات الثابتة.

صغار السن أكثر عرضة للإصابة بالإسهالات الحادة والكوليرا في اليمن (الأمم المتحدة)

وقالت إنها تقوم حالياً بتوفير الإمدادات لمركز واحد لعلاج الإسهال، كاستجابة سريعة للتفشي الحالي لمرض الكوليرا، كما تعمل على إنشاء مركز علاج الإسهال الثاني، إلى جانب مراكز معالجة الجفاف عن طريق الفم في 20 منشأة صحية في جميع أنحاء اليمن.

مساعدات متنوعة

بالإضافة إلى تقديم المساعدة الغذائية الطارئة، تقدم الهيئة الطبية الدولية مساعدة نقدية غير مشروطة للأسر الضعيفة، مع التركيز على الأسر التي يعاني أطفالها من الإصابة بسوء التغذية الحاد أو في عُرضة لخطر الإصابة به. كما توفر خدمات التغذية العلاجية والوقائية، المدمجة في المرافق الصحية الثابتة، بالإضافة إلى فرق متنقلة للتوعية، تقدم الخدمات للمناطق التي يصعب الوصول إليها، بما في ذلك مخيمات النازحين القريبة من مناطق الخطوط الأمامية على الساحل الغربي.

وبيَّنت الهيئة الدولية أنها منذ أن بدأت تنفيذ برامج المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في اليمن عام 2012، تمكنت من الوصول إلى أكثر من 4 ملايين شخص، ما وفر إمكانية الحصول على المياه والصرف الصحي والنظافة أثناء تفشي وباء الكوليرا على نطاق واسع.

وإضافة إلى ذلك، تدعم الهيئة إعادة تأهيل البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، وربط المرافق الصحية بالمياه الجارية، وتوفير المياه النظيفة، من خلال النقل بالشاحنات، وزيادة سعة تخزين المياه ومراقبة جودتها، ومعالجتها، لضمان سلامة المرضى والعاملين.

إجراءات يمنية حكومية لمواجهة الكوليرا في مدارس عدن (إعلام حكومي)

وشكت الهيئة الطبية الدولية من القيود التي تفرضها السلطات المحلية (إشارة إلى الحوثيين) على توفير الاستجابة للحماية الإنسانية، وقالت إنه لذلك لا تزال خدمات الحماية مرهقة في جميع أنحاء اليمن، وغائبة في بعض المناطق النائية.

وأفادت الهيئة بأنها تتعاون مع المنظمات المحلية التي تقودها النساء لتجريب نماذج لتقديم خدمات الاستجابة والوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي وحماية الطفل، بما في ذلك إدارة الحالات، والدعم النفسي، ومساعدة الناجين، لدعمهم في الوصول إلى الخدمات المتخصصة.


الرئيس العراقي يطالب بتحقيق عاجل في الهجوم على حقل «كورمور» للغاز

الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد (مكتب رئاسة الجمهورية)
الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد (مكتب رئاسة الجمهورية)
TT

الرئيس العراقي يطالب بتحقيق عاجل في الهجوم على حقل «كورمور» للغاز

الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد (مكتب رئاسة الجمهورية)
الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد (مكتب رئاسة الجمهورية)

أدان الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد الهجوم الذي وقع الليلة الماضية على حقل «كورمور» للغاز في السليمانية بكردستان العراق وطالب بإجراء تحقيق عاجل، بحسب «وكالة أنباء العالم العربي».

وقال رشيد على منصة «إكس»: «نُدين ونستنكر بشدة القصف الذي استهدف حقل (كورمور) للغاز في مدينة السليمانية، والذي أسفر عن سقوط شهداء وجرحى وانقطاع الطاقة الكهربائية».

وأضاف أن مثل «هذه الأعمال الإجرامية تُمثل تعدياً على المصالح العامة للدولة والمواطنين وتُهدد أمن البلد واستقراره».

وطالب الرئيس العراقي الأجهزة الأمنية بإجراء تحقيق عاجل في الحادث وكشف ملابساته ومحاسبة الجناة واتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة لمنع تكراره.

وكان متحدث باسم حكومة إقليم كردستان العراق قد أعلن مساء أمس أن أربعة يمنيين قُتلوا في هجوم «إرهابي» بطائرة مسيرة على حقل غاز «كورمور».

وقالت حكومة الإقليم في بيان إن الحقل تعرض «لأضرار بالغة».

وأضاف البيان أن «الهجوم سيؤثر على حقل (كورمور) بنقص الطاقة الكهربائية»، مطالباً الحكومة العراقية «بالعثور على مرتكبي العمل الإرهابي وتقديمهم للعدالة».

ويقع الحقل في قرية كورمور التابعة لقضاء جمجمال في محافظة السليمانية بكردستان العراق، وهو من أكبر حقول الغاز في البلاد.

وسبق أن تعرض الحقل لهجمات، ومنها في أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث أصدرت وزارة الكهرباء في حكومة إقليم كردستان بياناً أكدت فيه توقف عمليات الإنتاج بسبب الهجوم، وهو ما نجم عنه نقص كبير في معدل إنتاج الطاقة الكهربائية يصل لأكثر من 2800 ميغاواط.


هيئة بحرية بريطانية: تضرر سفينة جراء هجومين جنوب غربي المخا في اليمن

رسم على جدار في صنعاء يصور سفينة في البحر الأحمر ومقاتلاً حوثياً (إ.ب.أ)
رسم على جدار في صنعاء يصور سفينة في البحر الأحمر ومقاتلاً حوثياً (إ.ب.أ)
TT

هيئة بحرية بريطانية: تضرر سفينة جراء هجومين جنوب غربي المخا في اليمن

رسم على جدار في صنعاء يصور سفينة في البحر الأحمر ومقاتلاً حوثياً (إ.ب.أ)
رسم على جدار في صنعاء يصور سفينة في البحر الأحمر ومقاتلاً حوثياً (إ.ب.أ)

قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، الجمعة، إنها تلقت بلاغاً عن وقوع أضرار بسفينة على بعد 14 ميلاً بحرياً جنوب غربي المخا في اليمن، بعد تعرضها لهجومين أحدهما بالصواريخ.

وأوضحت الهيئة في بيان نقلته وكالة «أنباء العالم العربي»، أن قائد السفينة أبلغ عن تعرضها لهجومين، إذ وقع في البداية انفجار بالقرب منها أحس به الطاقم على متنها. وأضافت أن الهجوم الثاني وقع بما يعتقد أنهما صاروخان، وهو الهجوم الذي تسبب في أضرار بالسفينة.

ولم تذكر الهيئة التابعة للبحرية البريطانية مزيداً من التفاصيل في بيانها المنشور على منصة «إكس»، لكنها قالت إن السلطات تحقق في الأمر. ونصحت السفن بتوخي الحذر والإبلاغ عن أي نشاط مريب.

وتستهدف جماعة الحوثي اليمنية سفناً في البحر الأحمر تقول إنها تملكها أو تشغّلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من إسرائيل أو إليها، تضامناً مع قطاع غزة الذي يتعرض لهجوم إسرائيلي منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


الجيش الأميركي يدمّر زورقاً حوثياً مسيّراً وطائرة من دون طيار

عناصر حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم عبد الملك الحوثي (إ.ب.أ)
عناصر حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم عبد الملك الحوثي (إ.ب.أ)
TT

الجيش الأميركي يدمّر زورقاً حوثياً مسيّراً وطائرة من دون طيار

عناصر حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم عبد الملك الحوثي (إ.ب.أ)
عناصر حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم عبد الملك الحوثي (إ.ب.أ)

مع تمسك الجماعة الحوثية بالتصعيد البحري في شهره السادس، أعلن الجيش الأميركي، الجمعة، تدمير زورق مسيّر وطائرة من دون طيار بالتزامن مع فشل هجوم صاروخي استهدف سفينة شحن في خليج عدن.

وكان زعيم الجماعة الموالية لإيران عبد الملك الحوثي، تبنّى في أحدث خطبه، الخميس، تنفيذ هجمات ضد 102 سفينة خلال 200 يوم، أي منذ بدء التصعيد البحري في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حيث تزعم الجماعة أنها تناصر الفلسطينيين في غزة.

مدمّرة أميركية تطلق صاروخاً لاعتراض صاروخاً أطلقه الحوثيون (أ.ب)

وفي حين يشترط الحوثيون لوقف هجماتهم إنهاء الحرب في غزة وفك الحصار عنها، تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة إيران في المنطقة وتتخذ من القضية الفلسطينية ذريعة للهروب من استحقاقات السلام الذي تقوده الأمم المتحدة.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية أنه في الساعة 9:52 صباحاً (بتوقيت صنعاء) في 25 أبريل (نيسان) تم إطلاق صاروخ باليستي مضاد للسفن إلى خليج عدن من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار من قبل السفن الأميركية أو التحالف أو السفن التجارية.

وأضاف البيان الأميركي أنه، بشكل منفصل بين الساعة 12:19 ظهراً والساعة 4:17 مساءً (بتوقيت صنعاء)، نجحت القوات في الاشتباك وتدمير قارب حوثي مسيّر وطائرة من دون طيار في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

وتقرر أن الصواريخ الحوثية والطائرات من دون طيار – بحسب البيان - تمثل تهديداً وشيكاً للسفن الأميركية والتحالف والسفن التجارية في المنطقة، وأنه يتم اتخاذ الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.

وكان المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية يحيى سريع، تبنى مساء الخميس، عقب خطبة زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، استهداف سفينة إسرائيلية في خليج عدن، وأهداف أخرى في إيلات، وفق زعمه.

وادعى المتحدث الحوثي أن قوات جماعته استهدفت السفينة الإسرائيلية «إم إس سي دارون» في خليج عدن بصواريخ بحرية مناسبة وطائرات مسيّرة، وأنها حققت أهدافها، كما ادعى قصف إيلات بعدد من الصواريخ الباليستية والمجنحة.

وفي قت سابق، قالت هيئة العمليات البريطانية في تقرير على منصة «إكس» إن قبطان سفينة شحن أبلغ عن سماع دويّ قويّ ورؤية ارتطام بالماء وتصاعُد للدخان من البحر على بُعد نحو 15ميلاً بحرياً إلى الجنوب الغربي من ميناء عدن اليمني. وأضافت أن السفينة وطاقمها بخير، وأن جهات عسكرية تقدم لها الدعم.

ويوم الأربعاء الماضي، كانت الجماعة الحوثية تبنت تنفيذ ثلاث عمليات عسكرية في خليج عدن والمحيط الهندي، استهدفت سفينتين أميركيتين إحداهما عسكرية، وسفينة إسرائيلية. وفق بيان للمتحدث العسكري باسمها يحيى سريع.

وزعم سريع أن قوات جماعته البحرية استهدفت سفينة «ميرسك يورك تاون» الأميركية في خليج عدن، بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة وكانت الإصابة دقيقة. كما زعم أن جماعته استهدفت مدمّرة حربية أميركية في خليج عدن وسفينة «إم إس سي فيراكروز» الإسرائيلية في المحيط الهندي بعدد من الطائرات المسيّرة.

رؤية يمنية للحل

في حين يرى مجلس القيادة الرئاسي اليمني أن الضربات الغربية ضد الحوثيين غير مجدية، وأن الحل الأنجع دعم القوات الحكومية لاستعادة الأراضي كافة، بما فيها الحديدة وموانئها، جدد وزير الدفاع اليمني محسن الداعري التأكيد على هذه الرؤية في حديثه مع قائد المهمة الأوروبية (أسبيدس) المشاركة في حماية السفن في البحر الأحمر.

وزير الدفاع اليمني محسن الداعري أجرى اتصالاً مع قائد المهمة الأوروبية «أسبيدس» (سبأ)

وذكر الإعلام الرسمي أن الوزير الداعري عقد اجتماعاً مع قائد عملية «أسبيدس» فاسيليوس جريباريس عبر تقنية الاتصال المرئي لمناقشة مستجدات الأوضاع في البحر الأحمر، واطلع على طبيعة المهمة التي أطلقها الاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر والإجراءات المتبعة لحماية السفن التجارية من الهجمات الحوثية.

وطبقاً لوكالة «سبأ»، أكد الفريق الداعري أن الحل الأنجع لتأمين البحر الأحمر وباب المندب وطرق الملاحة الدولية هو دعم الحكومة والقوات المسلحة في بلاده لتحرير المناطق الخاضعة للحوثيين والقيام بتأمين هذا الممر الحيوي المهم.

وكانت واشنطن أطلقت تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض. وانضم لها الاتحاد الأوروبي ضمن عملية «أسبيدس».

ومنذ تدخل الولايات المتحدة عسكرياً، نفَّذت أكثر من 400 غارة على الأرض ابتداءً من 12 يناير (كانون الثاني) الماضي لتحجيم قدرات الحوثيين العسكرية، أو لمنع هجمات بحرية وشيكة. وشاركتها بريطانيا في 4 موجات من الضربات الواسعة.

وأُصيبت نحو 16 سفينة خلال الهجمات الحوثية، إلى جانب قرصنة «غالاكسي ليدر»، واحتجاز طاقمها، وتسببت إحدى الهجمات، في 18 فبراير (شباط) الماضي، في غرق السفينة البريطانية «روبيمار» بالبحر الأحمر بالتدريج.

حشد من أتباع الجماعة الحوثية في ميدان السبعين بصنعاء (إ.ب.أ)

وأدى هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس»، في وقت أقرّت فيه الجماعة بمقتل 34 عنصراً من مسلحيها جراء الضربات الأميركية والبريطانية.

وأثرت هجمات الحوثيين على مصالح أكثر من 55 دولة، وهدّدت التدفق الحر للتجارة عبر البحر الأحمر، الذي هو حجر الأساس للاقتصاد العالمي، حيث دفعت الهجمات أكثر من عشر شركات شحن كبرى إلى تعليق عبور سفنها عبر البحر الأحمر؛ ما تسبب في ارتفاع أسعار التأمين على السفن في المنطقة. بحسب ما ذكرته القيادة المركزية الأميركية.

هروب من السلام

بالتوازي مع اتهامات الحكومة اليمنية للجماعة الحوثية بالتهرب من استحقاقات السلام التي يقودها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ بدعم إقليمي، نفت الجماعة وجود أي عودة للمفاوضات.

وزعمت الجماعة في بيان لخارجيتها الانقلابية أنه لم يقدم لها أي موضوع بخصوص عودة المفاوضات، وأن الأمم المتحدة توحي لها بين الفترة والأخرى بأنه لا يمكن أن تسمح أميركا وبريطانيا بأي اتفاق خلال هذه الفترة؛ بسبب تصعيد الجماعة البحري.

رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك مجتمعا في عدن مع السفيرة الفرنسية (سبأ)

وعلى وقع هروب الجماعة من دعم خريطة الطريق الأممية، تواصل في الوقت نفسه التصعيد على خطوط التماس من القوات الحكومية، لا سيما في جبهات تعز، مع حشد المزيد من عناصرها باتجاه مأرب والضالع ولحج.

وقال الجيش اليمني إن عناصر الجماعة هاجموا، مساء الخميس مواقعه شرق مدينة تعز، بالهاون بالتزامن مع اشتباكات متقطعة في عقبة منيف شرقي المدينة.

وبحسب مصدر عسكري نقلت عنه وكالة «سبأ» الحكومية، تزامن هذا التصعيد مع فشل محاولات مسلحي الجماعة التسلل إلى منطقة القحيفة بمديرية مقبنة غرب تعز عقب اشتباكات تكبدت خلالها خسائر بشرية ومادية فادحة.

وكان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ حضّ الحوثيين على التهدئة وخفض التصعيد، في لقائه الأخير في مسقط مع المتحدث باسمهم وكبير مفاوضيهم محمد عبد السلام، وسط مخاوف المبعوث من عودة القتال على نطاق واسع.


اليمنيون يحجمون عن إلحاق أبنائهم بمخيمات الحوثيين الصيفية

أطفال يحملون الأسلحة في تجمع للحوثيين (أ.ف.ب)
أطفال يحملون الأسلحة في تجمع للحوثيين (أ.ف.ب)
TT

اليمنيون يحجمون عن إلحاق أبنائهم بمخيمات الحوثيين الصيفية

أطفال يحملون الأسلحة في تجمع للحوثيين (أ.ف.ب)
أطفال يحملون الأسلحة في تجمع للحوثيين (أ.ف.ب)

لم يعد باستطاعة «أم محمد» تحمل فقدان ابنها الأخير، بعد سقوط شقيقيه قتيلين بسبب استقطاب الجماعة الحوثية لهما، وإخضاعهما إلى جانب آخرين على نحو مكثف للتعبئة الفكرية في المعسكرات الصيفية المغلقة التي تنفق الجماعة مبالغ ضخمة من أجل إقامتها في كل عام.

وتفيد «أم محمد» التي تقطن حي السنينة في صنعاء، «الشرق الأوسط»، باستدراج أحد مشرفي الجماعة الحوثية ابنها عمار (14 عاماً) وهو المتبقي لها، إلى مدرسة حكومية تقام فيها ما يُسمى بالدورات الصيفية بالحي ذاته، بغرض إخضاعه لتلقي دروس ذات منحى طائفي، كما فعلت الجماعة سابقاً مع ولديها السابقين علاء وسامح.

طفل يمني يحمل سلاحاً خلال تجمع حوثي في صنعاء (غيتي)

وتشير إلى أن ابنها علاء قُتل قبل سنوات قليلة في جبهة الساحل الغربي، بينما لقي شقيقه سامح مصرعه في جبهات مأرب، وذلك بعد تلقيهما دروساً تحرض على القتل والطائفية في مخيمات صيفية.

ودشنت الجماعة الانقلابية قبل أيام حملة تجنيد واسعة تحت مسمى «المخيمات الصيفية»، وحوّلت نحو 6 آلاف مدرسة حكومة وأهلية إلى معسكرات توقعت الجماعة أن تستقطب إليها عشرات الآلاف من طلبة المدارس لغسل عقولهم بالأفكار المتطرفة.

عزوف مجتمعي

فور تلقي «أم محمد» نبأ استقطاب ولدها وإلحاقه بمخيم صيفي، سارعت على الفور لزيارة المدرسة، وطلبت تسلم ابنها، ثم عادت به للمنزل، دون أن يُحرك أتباع الجماعة أي ساكن، وفق قولها.

وأكدت «أم محمد» التي فقدت مُعيلها قبل سنوات قليلة جراء حادث أليم، أنها غير مستعدة لتقديم ولدها كبش فداء للجماعة وزعيمها، معبرة عن طموحها بأن يكمل ولدها تعليمه، كما يستمر في عمله المعهود في الإجازة الصيفية بمسح السيارات بأحد شوارع صنعاء لمساعدتها في تأمين لقمة العيش.

وفي هذا السياق أفادت مصادر محلية في صنعاء، «الشرق الأوسط»، بعزوف مجتمعي واسع منذ بدء التدشين وحتى اللحظة للمشاركة في معسكرات الجماعة الصيفية، نظراً لمعرفة الأهالي الجيدة والمسبقة بخطورتها على أبنائهم.

ويأتي الاستهداف الحوثي للأطفال والنشء بالتوازي مع تحذير ناشطين وتربويين من خطورة هذه المراكز التي تقيمها الجماعة، ودعوتهم أولياء الأمور إلى الحفاظ على أبنائهم، وعدم إلحاقهم بتلك المعسكرات.

أطفال يخضعون للتطييف في المراكز الصيفية الحوثية (إعلام محلي)

وسبق أن وثقت تقارير صادرة عن منظمات دولية وأخرى محلية في العام الماضي وقوع عمليات تجنيد حوثي لآلاف الأطفال والشبان عبر المراكز الصيفية، بالإضافة إلى رصد تعرض عدد آخر منهم للاعتداء، لا سيما في المعسكرات المغلقة.

ورغم التحضير الحوثي المبكر والمكثف لإطلاق المعسكرات الصيفية لهذا العام لاستقطاب الأطفال والشبان وتجنيدهم، فإن مصادر تربوية في صنعاء، تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، عن خيبة أمل كبيرة مُنيت به الجماعة نتيجة تراجع أعداد الطلبة المشاركين في تلك المخيمات على مستوى صنعاء ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة.

وذكرت المصادر التربوية أن غالبية الأسر وأولياء الأمور في صنعاء وريفها ومحافظات أخرى امتنعوا هذه العام ومنذ أول يوم من انطلاق تلك المعسكرات الصيفية عن إرسال أبنائهم إليها، في رسالة رفض مجتمعي واضحة لمعسكرات التعبئة والتجنيد.

وكانت الحكومة اليمنية جددت على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني التحذير من مخاطر المراكز الصيفية التي تستغلها الجماعة لنشر أفكارها، وغسل عقول الأطفال بشعاراتها الطائفية، وتحويلهم إلى أدوات للقتل والتدمير، ووقود لمعاركها التي لا تنتهي، وقنابل موقوتة تمثل خطراً على النسيج الاجتماعي اليمني، والأمن والسلم الإقليميَّين والدوليَّين.

عناصر حوثيون في صنعاء يشرفون على تجنيد الأطفال (إعلام محلي)

ووصف الإرياني، في تصريحات رسمية، هذه المراكز، بـ«المعسكرات» التي تأتي بعد حملات الحشد والتعبئة التي تنفذها الجماعة الحوثية منذ شهور «مستغلةً مسرحياتها في البحر الأحمر ومزاعم نصرة غزة»، بينما تقتل اليمنيين وتدمر بلادهم وتتحرك بصفتها أداةً إيرانيةً لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد المصالح الدولية، وفق تعبيره.

واتهم الإرياني، الجماعة، بتجنيد غالبية مقاتليها من الأطفال من هذه المراكز التي تسببت بأغلب جرائم «قتل الأقارب» التي انتشرت في السنوات الماضية في مناطق سيطرة الجماعة، متمنياً من عائلات الطلبة الحفاظ عليهم، وعدم تقديمهم قرابين لزعيم الجماعة، «وأسياده في طهران»، مناشداً المنظمات المعنية والمثقفين والإعلاميين ونشطاء حقوق الإنسان التوعية بمخاطر ذلك.


جماعة «الحوثي» تعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات 

مدمرة أميركية في البحر الأحمر لحماية السفن من هجمات الحوثيين (الجيش الأميركي)
مدمرة أميركية في البحر الأحمر لحماية السفن من هجمات الحوثيين (الجيش الأميركي)
TT

جماعة «الحوثي» تعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات 

مدمرة أميركية في البحر الأحمر لحماية السفن من هجمات الحوثيين (الجيش الأميركي)
مدمرة أميركية في البحر الأحمر لحماية السفن من هجمات الحوثيين (الجيش الأميركي)

قال متحدث عسكري باسم جماعة «الحوثي»، يوم الخميس، إن عناصره استهدفت سفينة إسرائيلية في خليج عدن.

وأوضح يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم جماعة «الحوثي»، في بيان، أن جماعته استهدفت السفينة الإسرائيلية «إم إس سي داروين» في خليج عدن بعدد من الصواريخ والطائرات المسيرة.

وأضاف أن جماعته استهدفت بعدد من الصواريخ الباليستية والمجنحة «عدداً من الأهداف التابعة للعدو الإسرائيلي في منطقة أم الرشراش (إيلات)» جنوب إسرائيل.

وأكد البيان على استمرار جماعة الحوثي في «منع الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر والمحيط الهندي»، وتعهد بتنفيذ مزيد من العمليات العسكرية ضد أهداف إسرائيلية.

وتستهدف جماعة «الحوثي» منذ أشهر سفناً تقول إنها متجهة إلى إسرائيل، وبعض السفن الحربية الموجودة في المنطقة، وتقول إنها تنفذ تلك العمليات دعماً للفلسطينيين في غزة.

وتشنّ القوات الجوية الأميركية والبريطانية من آنٍ لآخر عمليات قصف جوي ضد أهداف تابعة لجماعة «الحوثي» في اليمن.


موقع في غزة يتعرض لإطلاق نار أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة

موقع الرصيف البحري ومنطقة انطلاق عمليات المساعدات البحرية (أ.ب)
موقع الرصيف البحري ومنطقة انطلاق عمليات المساعدات البحرية (أ.ب)
TT

موقع في غزة يتعرض لإطلاق نار أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة

موقع الرصيف البحري ومنطقة انطلاق عمليات المساعدات البحرية (أ.ب)
موقع الرصيف البحري ومنطقة انطلاق عمليات المساعدات البحرية (أ.ب)

قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة، الخميس، إن فريقاً تابعاً للمنظمة الدولية في قطاع غزة كان يتفقد موقع الرصيف البحري ومنطقة انطلاق عمليات المساعدات البحرية اضطر إلى البحث عن مأوى «لبعض الوقت»، الأربعاء، بعدما تعرضت المنطقة لإطلاق نار.

وأضاف المتحدث أن قذيفتين سقطتا على بعد نحو 100 متر، لكن لم تقع إصابات، وتمكن الفريق في النهاية من مواصلة الجولة.


ملك الأردن يحذر من خطورة اجتياح رفح

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (رويترز)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (رويترز)
TT

ملك الأردن يحذر من خطورة اجتياح رفح

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (رويترز)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (رويترز)

حذّر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم (الخميس)، من خطورة اجتياح مدينة رفح الفلسطينية، وأكّد على ضرورة التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة.

وذكر بيان للديوان الملكي الأردني أن الملك عبد الله أكد للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي تلقاه منه ضرورة بذل الجهود لخفض التصعيد والحيلولة دون توسيع دائرة الصراع في المنطقة.

كما أكد العاهل الأردني أيضا أهمية «إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، الذي يضمن حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة».