نداء شرارة تحصد لقب «ذا فويس» في موسمه الثالث على «إم بي سي»

الملكة رانيا «تغرّد مهنّئة» واصفة إياها بالصوت الجميل الذي يستحق الفوز

شيرين عبد الوهاب تعتلي المسرح مهنئة نداء شرارة بالفوز - الفائزة باللقب تحمل جائزتها إثر إعلان النتيجة - أطفال {ذا  فويس كيدز} يشاركون في اللوحة الفنية لافتتاح حلقة النهائيات - المدربون الأربعة يتوسطهم مازن حايك وصاحبة {أحلى صوت} نداء
شيرين عبد الوهاب تعتلي المسرح مهنئة نداء شرارة بالفوز - الفائزة باللقب تحمل جائزتها إثر إعلان النتيجة - أطفال {ذا فويس كيدز} يشاركون في اللوحة الفنية لافتتاح حلقة النهائيات - المدربون الأربعة يتوسطهم مازن حايك وصاحبة {أحلى صوت} نداء
TT

نداء شرارة تحصد لقب «ذا فويس» في موسمه الثالث على «إم بي سي»

شيرين عبد الوهاب تعتلي المسرح مهنئة نداء شرارة بالفوز - الفائزة باللقب تحمل جائزتها إثر إعلان النتيجة - أطفال {ذا  فويس كيدز} يشاركون في اللوحة الفنية لافتتاح حلقة النهائيات - المدربون الأربعة يتوسطهم مازن حايك وصاحبة {أحلى صوت} نداء
شيرين عبد الوهاب تعتلي المسرح مهنئة نداء شرارة بالفوز - الفائزة باللقب تحمل جائزتها إثر إعلان النتيجة - أطفال {ذا فويس كيدز} يشاركون في اللوحة الفنية لافتتاح حلقة النهائيات - المدربون الأربعة يتوسطهم مازن حايك وصاحبة {أحلى صوت} نداء

حصدت الأردنية الفلسطينية الأصل نداء شرارة لقب «ذا فويس» (أحلى صوت) في الموسم الثالث من هذا البرنامج الذي يعرض على شاشة «إم بي سي». فبعد منافسة حادة جرت بينها وبين زملائها الثلاثة الآخرين، وهم كريستين سعيد (لبنان) وحمزة الفضلاوي (تونس) وعلي يوسف (العراق)، الذين وصلوا إلى مرحلة التصفيات النهائية، فازت هي باللقب إثر نيلها أعلى نسبة تصويت من الجمهور. وفور إعلان النتيجة غرّدت الملكة رانيا على حسابها الخاص على موقع «تويتر» تقول: «صوت جميل يستحق الفوز. ألف ألف مبروك». وردّت عليها الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب التي تنتمي نداء شرارة إلى فريقها: «شكرا لجلالة الملكة رانيا».
وكان أهل الصحافة والإعلام لبّوا دعوة «إم بي سي» لحضور حلقة النهائيات من الموسم الثالث لبرنامج «ذا فويس»، التي استهلّت بلوحة فنيّة على إيقاع أغنية «we are the world» الشهيرة، التي أنشدها المرشحون الأربعة للقب، بالعربية تحت عنوان «نحن الحياة»، بمشاركة أطفال برنامج «ذا فويس كيدز»، المتوقّع أن تبدأ عرض أولى حلقاته على القناة نفسها في الثاني من يناير (كانون الثاني) المقبل.
بدت المنافسة شديدة بين المرشحين الأربعة للقب، لا سيما أن عملية التداول بأسمائهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي كان يلقى عليها الضوء في سياق البرنامج، تصدّرتها في المرحلة الأولى الأميركية اللبنانية الأصل كريستين سعيد، بينما تبوأتها الأردنية نداء شرارة في المرحلة التالية.
وشكّلت كريستين سعيد من فريق كاظم الساهر الإطلالة الأولى في البرنامج، في أغنية بالإنجليزية بعنوان «إنكونديشينال» للمغنية الأميركية كاتي بيري، ليتلوها حمزة فضلاوي من فريق صابر الرباعي بأغنية «أي دمعة حزن» للراحل عبد الحليم حافظ، بينما قدّمت بعده نداء شرارة من فريق شيرين عبد الوهاب أغنية «حكايتي مع الزمان» للراحلة وردة الجزائرية، وليختتم هذه المرحلة علي يوسف من فريق عاصي الحلاني بأغنية عراقية بعنوان «أنت العزيز» لسعدون جابر.
تخلل الحلقة تقارير مصوّرة تناولت رحلة كل من المرشحين الأربعة للقب في برنامج «ذا فويس»، منذ اللحظة الأولى لوقوفهم على مسرحه حتى مرحلة نصف النهائيات الأسبوع الماضي.
وحمل القسم الثاني من الحلقة النهائية هذه إطلالات للمدربين النجوم الأربعة عاصي الحلاني وصابر الرباعي وشيرين عبد الوهاب، وكاظم الساهر الذي شكّلت أغنيته «on love» التي أدّاها بالإنجليزية مفاجأة السهرة. فقد اختار صاحب لقب قيصر الغناء قصيدة «المحبّة» الشهيرة للفيلسوف اللبناني جبران خليل جبران من كتابه «النبي»، وليحقق من خلالها حلما لطالما راوده كما قال، وهي دخوله العالمية عن طريق الفيلسوف الشهير.
أدّى كاظم الساهر الأغنية بإحساس كبير، وعند انتهائه منها صفّق له الجمهور إعجابا، مطالبا إياه بإعادة غنائها مرة ثانية. فبدا متأثّرا جدا، إذ لازم الصمت لثوان وهو يضع يديه على عينيه المغمضتين وليترك بعدها المسرح وهو يمسح دموعه التي انهمرت لشدّة تأثّره بهذا العمل، الذي هو من تلحينه ومن توزيع الموسيقي ميشال فاضل.
أما المدربون الثلاثة الآخرون فقد قدّم اثنان منهما (عاصي الحلاني وصابر الرباعي)، أغنيتين باللون الخليجي من ألحان طلال، بينما قدّمت شيرين عبد الوهاب أغنية «ما تفوتنيش انا وحدي» لسيد مكاوي إهداء لبلدها مصر كما ذكرت.
وبعد إطلالة ثانية لكل من المواهب الأربعة المرشحة للقب «أحلى صوت»، أدّوا فيها أيضًا أغاني خاصة بهم، حان موعد إعلان نتيجة تصويت الجمهور التي على أساسها يحصد أحدهم لقب البرنامج.
وإثر إعلان اسم المشتركة الأردنية الفلسطينية الأصل نداء شرارة كفائزة باللقب، عمّت الفرحة أجواء المسرح الذي اعتلته شيرين عبد الوهاب مهللة بالنتيجة، فأمسكت بالجائزة وراحت تدور بها يمينا ويسارا معبّرة عن سعادتها بفوز فريقها في الموسم الثالث للبرنامج. فقد سبق أن فاز المغربي مراد بوريكي من فريق عاصي الحلاني باللقب في الموسم الأول من «ذا فويس»، بينما فاز ستار سعد من فريق كاظم الساهر في موسمه الثاني.
وتجدر الإشارة إلى أن نداء شرارة حصلت أيضًا على عقد لإنتاج ألبوم غنائي مع شركة «JMR» للملحن جان ماري رياشي، ورحلة بحرية حالمة على سفينة برنامج «Stars On Board» بموسمه القادم إلى جانب أبرز نجوم العالم العربي على «إم بي سي».
وبعيد انتهاء الحلقة التي اختتمتها نداء شرارة بتقديمها أغنية لأم كلثوم، عقد مازن حايك المتحدث الرسمي لمجموعة «إم بي سي» الإعلامية مؤتمرا صحافيا، شاركه فيه المدربون الأربعة (عاصي الحلاني وشيرين عبد الوهاب وكاظم الساهر وصابر الرباعي) إضافة إلى الفائزة باللقب نداء شرارة.
واحتلّ موضوع الحجاب الذي تعتمره الفائزة غالبية الأسئلة التي وجّهت إليها والتي دارت حول كيفية توفيقها ما بينه وبين مشوار الفن الذي ستخوضه مع فوزها هذا. وجاء الردّ الأول من شيرين عبد الوهاب التي أكدت أن الدين الإسلامي لا مانع لديه من امتهان الفن، وأن نداء ستكون خير ممثّلة محافظة للفن الأصيل والراقي معا. أما صاحبة اللقب فقالت إن الحجاب لا يعني التحجّر وإن عقلها منفتح كونها إنسانة مثقّفة اجتماعيا بموازاة التزامها الديني، وإنها ستضع خطّة لها في المستقبل ستسير فيها بالفن كما تراه من وجهة نظرها. وقالت: «لقد تخطّيت شخصيا موضوع الحجاب، ولقد تربّيت لأكون امرأة قوية لا تخيفها الانتقادات أو الصعوبات الحياتية».
وأشارت والدة نداء بعدها إلى أنها لديها ملء الثقة بابنتها وأنها ستكون على قدر المسؤولية التي ستحملها منذ الآن وصاعدا وفقا لرؤيتها للأمور، موضحة أن زوجها أرسل معها رسالة إلى ابنته يتمنى لها الفوز كون صوتها يستحق ذلك، بعد أن كان يمانع من دخولها هذه التجربة الفنيّة.
وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، أكدت الوالدة «ماغدولين» أن ابنتها نداء لطالما حلمت بالغناء منذ صغرها، وأنها كانت تدندن أغاني العمالقة كأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وسيد مكاوي وغيرهم، وأنها تعشق صوت نجوى كرم وتجيد أداء أغانيها.
وفي سؤال وجهّته «الشرق الأوسط» للمطرب كاظم الساهر عما إذا أغنيته لجبران خليل جبران استوحاها من فيلم «النبي» الذي أنتجته مؤخرا النجمة العالمية اللبنانية الأصل سلمى حايك، أجاب: «طالما حلمت بهذه الأغنية، وأنا أحضّر لها منذ سنتين، أي قبل ولادة فيلم (النبي). لم أستوحها من فيلم سلمى حايك التي هي صديقة عزيزة، ولكنني أردتها تحيّة للبنان وأهله وتكريما لفيلسوفه المشهور عالميا جبران خليل جبران». وعن سبب التزامه الصمت لثوانٍ إثر انتهائه من أدائها على المسرح قال: «لقد كنت متأثرا وغير قادر على الكلام، فما قمت به هو حلم لطالما راودني واستطعت تحقيقه اليوم، وأنا سعيد جدا بذلك». وعمّا إذا كان يفكّر في إضافة مقطع بالعربية إلى الأغنية، أجاب: «لا أعتقد ذلك، إلا إذا وجدت أن هناك ضرورة لتطعيمها بالعربية».
والمعروف أن فيروز هي أول من غنّت «المحبة» لجبران خليل جبران، وكان لها وقعها الكبير على الساحة الفنية يومها.
بدوره أكد صابر الرباعي أن واجب «المدربين» لا يقتصر فقط على إيصال النجوم والمواهب إلى المراحل النهائية، بل يرتكز أيضًا على توفير أرضية خصبة للفائزين، تساعدهم على الارتقاء بخياراتهم الفنية ونشاطاتهم الموسيقية والطربية بعد انتهاء البرنامج.
أما عاصي الحلاني فأكد على أهمية ما سماه «دور خريج برامج المواهب» في بناء نفسه خلال مرحلة ما بعد انتهاء البرنامج. وأشار إلى أن الاستمرار في النجاح هو رهن بعوامل عدة، أبرزها نشاط الفائز وقدرته على التعلم والعطاء، ومن ثم تأتي العوامل الأخرى على غرار القدرات الإنتاجية والتنافسية لشركات الإنتاج والتوزيع وغيرها.
من ناحيته، أشار مازن حايك إلى أن الموسم الثالث من «ذا فويس» كان له نكهة خاصة، سواءً من حيث الإضافات النوعية التي طالت بنية البرنامج وتركيبته، أو لناحية تحقيقه الأهداف المرسومة له، فقدّم بذلك قيمةً مضافة أسهمت مرةً أخرى في إعطاء دفعة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط على خريطة الترفيه التلفزيوني. وأعلن في سياق المؤتمر عن نيّة «إم بي سي» تقديم موسم رابع لبرنامج «ذا فويس»، وأن الموسم الأول لـ«ذا فويس كيدز» سيبدأ من خلال الشاشة نفسها في الثاني من يناير المقبل.
«الحلقة الحلم» قد تكون العنوان الأفضل لنهائيات الموسم الثالث لبرنامج «ذا فويس»، إذ استطاع خلالها كل من كاظم الساهر وشيرين عبد الوهاب ونداء شرارة تحقيق أحلامهم فيها، كل بأسلوبه وعلى طريقته، فاستأهلت حمل هذا الاسم بامتياز.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.


رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».


ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».