الجيش الأميركي يستهدف عناصر «داعش» في نيجيريا

ترمب: وزارة الحرب نفذت كثيراً من الضربات «الدقيقة» يوم عيد الميلاد

يقرأ الناس الصحف التي تنشر أخباراً عن الغارات الجوية الأميركية على مقاتلي تنظيم «داعش» - لاغوس - نيجيريا - 26 ديسمبر 2025 (رويترز)
يقرأ الناس الصحف التي تنشر أخباراً عن الغارات الجوية الأميركية على مقاتلي تنظيم «داعش» - لاغوس - نيجيريا - 26 ديسمبر 2025 (رويترز)
TT

الجيش الأميركي يستهدف عناصر «داعش» في نيجيريا

يقرأ الناس الصحف التي تنشر أخباراً عن الغارات الجوية الأميركية على مقاتلي تنظيم «داعش» - لاغوس - نيجيريا - 26 ديسمبر 2025 (رويترز)
يقرأ الناس الصحف التي تنشر أخباراً عن الغارات الجوية الأميركية على مقاتلي تنظيم «داعش» - لاغوس - نيجيريا - 26 ديسمبر 2025 (رويترز)

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، تنفيذ عدة ضربات جوية ضد تنظيم «داعش» في شمال غربي نيجيريا، قائلاً إن بلاده ستشن مزيداً من الضربات إن لم يتوقف التنظيم عن «قتل المسيحيين» هناك.

وكتب ترمب على منصته «تروث سوشيال»: «ميلاد مجيد للكل، بما في ذلك الإرهابيون القتلى، الذين سيكون عددهم أكبر إن تواصل قتل المسيحيين».

عُرضت الصفحات الأولى من الصحف التي تُغطي الغارات الجوية الأميركية على مقاتلي تنظيم «داعش» بنيجيريا في كشك لبيع الصحف - لاغوس - 26 ديسمبر 2025 (رويترز)

وأضاف: «سبق أن حذرت هؤلاء الإرهابيين من أنهم سيدفعون ثمناً باهظاً إن لم يتوقفوا عن قتل المسيحيين، وقد دفعوا ثمناً الليلة»، مضيفاً أن «وزارة الحرب نفذت كثيراً من الضربات الدقيقة» يوم عيد الميلاد.

ونشرت وزارة الدفاع الأميركية مقطعاً مصوّراً من بضع ثوانٍ، يُظهر على ما يبدو إطلاق صاروخ ليلاً من بارجة حربية ترفع العلم الأميركي.

وأعلنت القيادة الأميركية بأفريقيا في منشور على منصة «إكس»، أنها شنت غارة «بناء على طلب السلطات النيجيرية في ولاية سوكوتو أسفرت عن مقتل عدد من إرهابيي تنظيم (داعش)».

وأشاد وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث عبر منصة «إكس»، بجاهزية وزارته للتحرك في نيجيريا، معرباً عن امتنانه «لدعم الحكومة النيجيرية وتعاونها».

وأكدت وزارة الخارجية النيجيرية تنفيذ الولايات المتحدة ضربات جوية دقيقة ضد «أهداف إرهابية».

وقالت في بيان أصدرته فجر الجمعة: «تواصل السلطات النيجيرية انخراطها في تعاون أمني منظم مع الشركاء الدوليين، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية، لمواجهة التهديد المستمر للإرهاب والتطرف العنيف».

وأضاف البيان أن هذا أدى إلى «ضربات جوية دقيقة استهدفت أهدافاً إرهابية في شمال غربي نيجيريا».

يظهر صليب بكنيسة الصعود في أعقاب الضربات الجوية الأميركية ضد مسلحي تنظيم «داعش» في إيكويي بنيجيريا - 26 ديسمبر 2025 (رويترز)

وتعد هذه الضربات الأميركية في نيجيريا الأولى من نوعها في عهد ترمب، وتأتي بعد انتقاده لهذا البلد بشكل غير متوقع في شهري أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، معتبراً أن المسيحيين هناك يواجهون «تهديداً وجودياً» يرقى إلى مستوى «الإبادة الجماعية».

عودة الخطف

وتنقسم نيجيريا بشكل متساوٍ تقريباً بين الجنوب ذي الغالبية المسيحية، والشمال ذي الغالبية المسلمة، وكانت مسرحاً لنزاعات عدة أودت بحياة مسيحيين ومسلمين على حد سواء.

يقف الناس بالقرب من زينة الأعياد احتفالاً بعيد الميلاد في لاغوس بنيجيريا - 25 ديسمبر 2025. ووفقاً لمركز بيو للأبحاث يشكل المسيحيون من جميع الطوائف أكثر من 43 في المائة من سكان البلد (إ.ب.أ)

وترفض الحكومة النيجيرية ومحللون مستقلون الحديث عن وجود اضطهاد ديني في نيجيريا، وهو عنوان يواصل رفعه اليمين في الولايات المتحدة وأوروبا والانفصاليون النيجيريون الذين لا يزالون يتمتعون بنفوذ في واشنطن.

وهذا العام، أعادت الولايات المتحدة إدراج نيجيريا في قائمة الدول «التي تثير قلقاً خاصاً» فيما يتعلق بالحرية الدينية، وخفضت عدد التأشيرات الممنوحة للنيجيريين.

ويواجه البلد أعمال عنف تشنّها جماعات متطرّفة منذ وقت طويل في الشمال الشرقي، إضافة إلى نشاط العصابات المسلحة وقطّاع الطرق الذين ينهبون القرى ويقومون بعمليات خطف مقابل الفدية في مناطق الشمال الغربي.

وتشهد المنطقة الوسطى اشتباكات متكررة بين الرعاة المسلمين والمزارعين المسيحيين، مع أن العنف غالباً ما يرتبط بالتنازع على الأراضي والمراعي والموارد، أكثر من ارتباطه بالدين.

وقد حذرت الأمم المتحدة من «عودة ظهور عمليات الخطف الجماعي» التي تشمل بانتظام مئات من أطفال المدارس.

كما استُهدف آخرون بأماكن العبادة في عمليات منفصلة.

وقد تحولت ظاهرة الخطف مقابل فدية، إلى تجارة مربحة درت نحو 1,66 مليون دولار أميركي بين يوليو (تموز) عام 2024 ويونيو (حزيران) 2025، وفقاً لتقرير حديث صادر عن شركة الاستشارات «إس بي إم إنتليجنس» ومقرها لاغوس.

واشنطن: عملية لضرب أهداف إرهابية

في غضون ذلك، أكدت وزارة الخارجية النيجيرية ليلة الجمعة، أن أبوجا وواشنطن أطلقتا عملية عسكرية مشتركة لـ«تطهير منطقة الشمال الغربي في نيجيريا من الإرهابيين».

وأكدت الحكومة الفيدرالية في بيان صادر عن الوزارة، أنها «لا تزال منخرطة في تعاون أمني مع كل الشركاء الدوليين، بما في ذلك الولايات المتحدة، لمواجهة التهديد المستمر للإرهاب والتطرف»، وفقاً لما أوردته صحيفة «ذا نيشن» النيجيرية.

وجاء في البيان: «لقد أدى هذا إلى ضربات دقيقة على أهداف إرهابية في نيجيريا من خلال غارات جوية في الشمال الغربي. وتماشياً مع الممارسات الدولية الراسخة والتفاهمات الثنائية، يشمل هذا التعاون تبادل المعلومات الاستخباراتية، والتنسيق الاستراتيجي، وأشكالاً أخرى من الدعم بما يتوافق مع القانون الدولي، والاحترام المتبادل للسيادة، والالتزامات المشتركة تجاه الأمن الإقليمي والعالمي».

وأضاف البيان: «تجدد نيجيريا التأكيد على أن جميع جهود مكافحة الإرهاب تسترشد بمبدأ أولوية حماية أرواح المدنيين، والحفاظ على الوحدة الوطنية، وإعلاء حقوق وكرامة جميع المواطنين، بغض النظر عن العقيدة أو العرق». وتابع بالقول إن «العنف الإرهابي بأي شكل من الأشكال، سواء كان موجهاً ضد المسيحيين أو المسلمين أو المجتمعات الأخرى، يظل إهانة لقيم نيجيريا وللسلم والأمن الدوليين».

وأكد البيان: «تواصل الحكومة الفيدرالية العمل من كثب مع شركائها من خلال القنوات الدبلوماسية والأمنية القائمة، لإضعاف الشبكات الإرهابية، وتعطيل تمويلها ولوجيستياتها، ومنع التهديدات العابرة للحدود، مع تعزيز المؤسسات الأمنية والقدرات الاستخباراتية الخاصة بنيجيريا».

يُظهر هذا المقطع المصور المأخوذ من فيديو نشرته وزارة الحرب الأميركية في 25 ديسمبر 2025 إطلاق صاروخ من سفينة عسكرية في موقع غير محدد عبر منصة «إكس» (رويترز)

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قد أعلن الخميس، عن «ضربة قوية وفتاكة» ضد قوات تنظيم «داعش» في نيجيريا، بعد أن أمضى أسابيع في اتهام حكومة الدولة الواقعة بغرب أفريقيا ،بالفشل في كبح جماح اضطهاد المسيحيين.

وقالت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا إن الضربة نُفذت في ولاية سوكوتو بالتنسيق مع السلطات النيجيرية، وأسفرت عن مقتل عدد من عناصر تنظيم «داعش». وكانت القيادة نشرت بياناً سابقاً على «إكس» ذكرت فيه أن الضربة نُفذت بناء على طلب ‌من السلطات النيجيرية، إلا ‌أن هذا البيان حُذف لاحقاً.

وتأتي هذه الضربة بعد أن ‌بدأ ترمب ​في أواخر ‌أكتوبر، إطلاق تحذيرات من أن المسيحية تواجه «تهديداً وجودياً» في نيجيريا، وهدد بالتدخل عسكرياً في الدولة الواقعة بغرب أفريقيا، بسبب ما وصفه بإخفاقها في وقف العنف الذي يستهدف المناطق المسيحية.

وذكرت وكالة «رويترز» الاثنين، أن الولايات المتحدة تجري طلعات جوية لجمع المعلومات الاستخباراتية فوق مناطق واسعة من نيجيريا منذ أواخر نوفمبر.

المزيد سيأتي لاحقاً

وذكرت «الخارجية» النيجيرية أن الضربة نُفذت في إطار التعاون الأمني ​​المستمر مع الولايات المتحدة، الذي يشمل تبادل المعلومات الاستخباراتية والتنسيق الاستراتيجي لاستهداف الجماعات المسلحة.

وقالت الوزارة في منشور على «إكس»: «أسفر هذا عن ضربات جوية دقيقة استهدفت مواقع إرهابية في نيجيريا، تحديداً في شمال ‌غربي البلاد».

وأظهر مقطع فيديو نشره «البنتاغون»، إطلاق قذيفة واحدة على الأقل من سفينة حربية. وصرح مسؤول عسكري أميركي بأن الضربة استهدفت عدداً من المسلحين في معسكرات معروفة لتنظيم «داعش».

وقدم ‍وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، شكره للحكومة النيجيرية على دعمها وتعاونها، وأضاف: «المزيد سيأتي لاحقاً...».

وتقول الحكومة النيجيرية إن الجماعات المسلحة تستهدف كلاً من المسلمين والمسيحيين على حد سواء، وإن مزاعم الولايات المتحدة بأن المسيحيين يتعرضون للاضطهاد لا تعكس وضعاً أمنياً معقداً، وتتجاهل في الوقت نفسه الجهود المبذولة لحماية الحرية الدينية. ومع ​ذلك، وافقت نيجيريا على التعاون مع الولايات المتحدة لدعم قواتها ضد الجماعات المسلحة.

وينقسم سكان البلاد بين مسلمين يعيشون بشكل رئيسي في الشمال، ومسيحيين في الجنوب.

وكانت الشرطة قد ذكرت في وقت سابق من يوم الخميس، أن انتحارياً مشتبهاً به قتل ما لا يقل عن 5 أشخاص، وأصاب 35 آخرين في شمال شرقي نيجيريا، وهي منطقة أخرى تعاني من تمرد الجماعات الإسلامية المتطرفة.

وفي رسالة بمناسبة عيد الميلاد نُشرت على موقع «إكس» في وقت سابق، دعا الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو، إلى السلام في بلاده «خصوصاً بين الأفراد الذين لديهم معتقدات دينية مختلفة».

وقال أيضاً: «أنا ملتزم ببذل كل ما في وسعي لترسيخ الحرية الدينية في نيجيريا، وحماية المسيحيين والمسلمين وجميع النيجيريين من العنف».

وجاء منشور ترمب يوم عيد الميلاد أثناء وجوده في منتجع مار الاغو في بالم بيتش بفلوريدا، حيث يقضي العطلة. ولم يشارك في أي فعاليات عامة خلال النهار، وكان آخر ظهور له أمام الصحافيين الذين كانوا يرافقونه ليلة الأربعاء.

وشن الجيش الأميركي الأسبوع الماضي، ضربات ‌واسعة النطاق منفصلة ضد عشرات الأهداف التابعة لتنظيم «داعش» في سوريا، بعد أن توعد ترمب بالرد في أعقاب هجوم يشتبه بأن تنظيم «داعش» شنه على عسكريين أميركيين بالبلاد.


مقالات ذات صلة

ما الذي يجب معرفته عن التحرك العسكري الأميركي ضد «داعش» في نيجيريا؟

تحليل إخباري تصدرت تهديدات ترمب عناوين الصحف في لاغوس بنيجيريا يوم الأحد (رويترز)

ما الذي يجب معرفته عن التحرك العسكري الأميركي ضد «داعش» في نيجيريا؟

جاءت الضربات الأميركية ضد «داعش» في نيجيريا عقب تهديد أطلقه الرئيس الأميركي ترمب باتخاذ إجراء ما لم توقف الحكومة قتل المسيحيين على يد مسلحين «إسلامويين».

هيلين كوبر (واشنطن ) روث ماكلين (واشنطن )
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب في إسطنبول أثناء عملية ضد عناصر «داعش» (الداخلية التركية)

تركيا: القبض على «داعشيّ» خطط لهجوم في رأس السنة

ألقت السلطات التركية القبض على أحد عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي في عملية نُفذت شرق البلاد بعد معلومات عن تخطيطه لتنفيذ هجوم في ليلة رأس السنة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن إسطنبول خلال مداهمة لمنزل يقيم به عناصر من «داعش» (الداخلية التركية)

تركيا: القبض على عشرات من «داعش» خططوا لهجمات في رأس السنة

ألقت قوات مكافحة الإرهاب في إسطنبول القبض على 137 من عناصر تنظيم «داعش»، كانوا يخططون ‌لشن هجمات خلال ‌احتفالات ‌عيد ⁠الميلاد ​ورأس ‌السنة الجديدة في تركيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا أعضاء من فريق الطب الشرعي والشرطة في موقع الهجوم على الكنيس اليهودي في مانشستر يوم 3 أكتوبر 2025 (رويترز)

إدانة رجلين «بالتآمر لقتل مئات اليهود في بريطانيا»

«وليد سعداوي (38 عاماً)، وعمار حسين (52 عاماً)، إسلاميان متطرفان، خططا لاستخدام أسلحة نارية آلية لقتل أكبر عدد ممكن من اليهود».

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم نصب تذكاري بالقرب من شاطئ بونداي (نيويورك تايمز)

ولاية أسترالية تشدد قوانين حيازة الأسلحة ومكافحة الإرهاب بعد هجوم بونداي

قالت جماعات «فلسطين أكشن» و«يهود ضد الاحتلال» و«بلاك كوكاس» إنها ستطعن في ما وصفتها بـ«قوانين قمعية مناهضة للاحتجاج» مُرِّرت على عجل ببرلمان نيو ساوث ويلز.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

ما هو تنظيم «داعش» الذي استهدفته ضربة أميركية في نيجيريا؟

تُعرض الصفحات الأولى من الصحف التي تُغطي الغارات الجوية الأميركية على مقاتلي «تنظيم الدولة الإسلامية» في نيجيريا وفقاً لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب والجيش الأميركي في كشك لبيع الصحف في لاغوس بنيجيريا بتاريخ 26 ديسمبر (كانون الأول) 2025 (رويترز)
تُعرض الصفحات الأولى من الصحف التي تُغطي الغارات الجوية الأميركية على مقاتلي «تنظيم الدولة الإسلامية» في نيجيريا وفقاً لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب والجيش الأميركي في كشك لبيع الصحف في لاغوس بنيجيريا بتاريخ 26 ديسمبر (كانون الأول) 2025 (رويترز)
TT

ما هو تنظيم «داعش» الذي استهدفته ضربة أميركية في نيجيريا؟

تُعرض الصفحات الأولى من الصحف التي تُغطي الغارات الجوية الأميركية على مقاتلي «تنظيم الدولة الإسلامية» في نيجيريا وفقاً لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب والجيش الأميركي في كشك لبيع الصحف في لاغوس بنيجيريا بتاريخ 26 ديسمبر (كانون الأول) 2025 (رويترز)
تُعرض الصفحات الأولى من الصحف التي تُغطي الغارات الجوية الأميركية على مقاتلي «تنظيم الدولة الإسلامية» في نيجيريا وفقاً لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب والجيش الأميركي في كشك لبيع الصحف في لاغوس بنيجيريا بتاريخ 26 ديسمبر (كانون الأول) 2025 (رويترز)

سلّطت الضربة التي وجّهتها الولايات المتحدة لمسلحي تنظيم «داعش» في نيجيريا بناء على طلب من حكومة البلاد الضوء على التنظيم، وسط مخاوف من عودته من جديد بعد هزيمته على يد تحالف بقيادة واشنطن في الشرق الأوسط.

شوهدت شباشب تعود للمصلين في أعقاب انفجار مميت في مسجد شمال شرقي مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو في نيجيريا الخميس 25 ديسمبر 2025 (أ.ب)

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في منشور على موقع «تروث سوشيال»، إن التنظيم يستهدف المسيحيين ​في نيجيريا بشكل أساسي «بمستويات لم نشهدها منذ سنوات عديدة».

يقرأ الناس الصحف التي تنشر تقارير عن الغارات الجوية الأميركية على مقاتلي تنظيم «داعش» في نيجيريا وفقاً لما ذكره الرئيس الأميركي دونالد ترمب والجيش الأميركي في لاغوس بنيجيريا في 26 ديسمبر 2025 (رويترز)

ما هو تنظيم «داعش»؟

- ظهر التنظيم في العراق وسوريا، وسرعان ما أسّس ما أطلق عليها دولة «خلافة» وحلّ إلى حدّ كبير محل «تنظيم القاعدة» المتشدد.

وفي أوج قوته بين عامي 2014 و2017، سيطر التنظيم على مساحات شاسعة من البلدين وفرض حكمه على ملايين. ولم يكن معقله يبعد سوى 30 دقيقة بالسيارة عن بغداد، كما سيطر لفترة على مدينة سرت على ساحل ليبيا.

وسعى تنظيم «داعش» إلى الحكم في المناطق التي سيطر عليها بأسلوب حكومة مركزية، وفرض تفسيره المتشدد للشريعة الإسلامية، واستخدم أساليب وحشية مروعة، تشمل تنفيذ عمليات إعدام علنية، إضافة إلى التعذيب.

ووقعت هجمات في عشرات المدن حول العالم نفّذها التنظيم بشكل مباشر أو ألهم من نفذوها.

وفي نهاية المطاف، ‌أسفرت حملة عسكرية شنّها ‌تحالف تقوده الولايات المتحدة عن انهيار ما يسمى بـ«الخلافة» التي أسسها التنظيم في العراق ‌وسوريا.

⁠من ​أين يعمل ‌التنظيم الآن؟

- بعد طرده من معقليه الرئيسيين في الرقة السورية والموصل العراقية، لجأ التنظيم إلى المناطق النائية في البلدين.

ولا يزال لعناصر من التنظيم وجود في سوريا والعراق، وأجزاء من أفريقيا، بما في ذلك منطقة الساحل، وفي أفغانستان وباكستان.

ويتفرق المسلحون المتشددون التابعون للتنظيم في خلايا مستقلة، وتتسم قيادته بالسرية ويصعب تقدير حجمه الإجمالي. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عدد أعضاء التنظيم يبلغ نحو 10 آلاف في مواقعه الأساسية.

وانضم العديد من الأجانب إلى تنظيم «داعش - ولاية خراسان»، في إشارة لاسم قديم لمنطقة كانت تضم أجزاء من إيران وتركمانستان وأفغانستان.

ولا تزال جماعات مرتبطة بتنظيم «داعش» نشطة في مناطق بجنوب الفلبين، خاصة في مينداناو، حيث سيطر مسلحون موالون ⁠للتنظيم على مدينة ماراوي في 2017.

الأهداف والأساليب

يسعى تنظيم «داعش» إلى نشر نسخته المتطرفة من الشريعة، لكنه تبنى أساليب جديدة منذ انهيار قواته وبعد أن ‌مني بسلسلة من الانتكاسات الأخرى في الشرق الأوسط.

وأصبح التنظيم الآن جماعة ‍مختلفة ومتفرقة تعمل من خلال مجموعات أخرى تابعة أو من ‍خلال من يستلهمون أفكاره.

لكنه احتفظ بقدرة على تنفيذ هجمات مؤثرة وواسعة النطاق يعلن مسؤوليته عنها على قنواته على ‍تطبيق «تلغرام»، وعادة ما ينشر مع تلك الإعلانات صوراً في سعي لبثّ الرعب.

ورغم تشارك مقاتلي التنظيم الذين يعملون في عدة مناطق في نفس الآيديولوجية، لا توجد أي دلائل على أنهم يتبادلون الأسلحة أو التمويل.

ويعتقد الجيش الأميركي أن الزعيم الحالي للتنظيم هو عبد القادر مؤمن، الذي يقود فرع الصومال.

هجمات نفّذها التنظيم في الآونة الأخيرة

أثار هجوم إطلاق النار في حفل بمناسبة عيد الأنوار (حانوكا) اليهودي في شاطئ ​بونداي في سيدني تساؤلات حول ما إذا هناك أفراد يستلهمون مجدداً فكر التنظيم في شنّ هجمات.

وقالت الشرطة إن التنظيم ألهم على ما يبدو المسلحين اللذين قتلا 15 شخصاً. وقضى المتهمان بتنفيذ أسوأ إطلاق ⁠نار عشوائي في أستراليا منذ ما يقرب من 30 عاماً بعض الوقت في الفلبين، حيث من المعروف أن هناك شبكات مرتبطة بـ«تنظيم الدولة الإسلامية» تعمل هناك.

ويواصل تنظيم «داعش» التآمر وشن الهجمات في سوريا، حيث أعلنت الحكومة الشهر الماضي أنها وقّعت اتفاقية تعاون مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة التنظيم.

وفي هذا الشهر، قتل جنديان ومترجم مدني جميعهم أميركيون في سوريا على يد أحد أفراد قوات الأمن السورية، يشتبه في أنه تابع لـ«تنظيم الدولة الإسلامية».

وشنّ الجيش الأميركي ضربات واسعة النطاق على عشرات الأهداف التابعة لتنظيم «داعش» في سوريا، بعد تعهد ترمب بالردّ في أعقاب الهجوم. وعبّر التنظيم عن كراهيته للرئيس السوري أحمد الشرع، ووصفه بأنه «فتى ترمب»، واتهمه بفتح «أسوأ وأقتم صفحة خيانة في التاريخ الإسلامي المعاصر»، وذلك قبل يومين من مقتل الجنديين والمترجم الأميركيين في سوريا.

ونفّذ تنظيم «داعش» هجمات أيضاً في أفريقيا، ما يظهر أنه لا يزال موجوداً في مناطق مختلفة من العالم.

فقد أعلن في أكتوبر (تشرين الأول) مسؤوليته عن هجوم، قالت بعثة تابعة للأمم المتحدة إنه أسفر عن مقتل 43 على الأقل خلال ‌قداس ليلي في كنيسة بشرق الكونغو.

وفي فبراير (شباط)، قال مسؤول عسكري إن تنظيم «داعش» هاجم قواعد عسكرية في ولاية بونتلاند، شمال شرقي الصومال، بسيارة ودرجات نارية مفخخة، ما أدّى إلى شنّ غارات جوية أسفرت عن مقتل 70 مسلحاً.


قتيلان بهجوم على كنيسة في النيجر

قوات أمن في النيجر (أرشيفية)
قوات أمن في النيجر (أرشيفية)
TT

قتيلان بهجوم على كنيسة في النيجر

قوات أمن في النيجر (أرشيفية)
قوات أمن في النيجر (أرشيفية)

قُتل رجل وزوجته، مساء الأربعاء، بهجومٍ نفّذه مسلّحون على كنيسة في منطقة دوسو بجنوب غربي النيجر، وفق ما أفادت مصادر محلية، «وكالة الصحافة الفرنسية»، الجمعة.

وتعاني النيجر، منذ نحو عشر سنوات، هجمات دامية تُنفذها جماعات جهادية مرتبطة بتنظيمَي «القاعدة» و«داعش»، أسفرت عن نحو ألفَي قتيل منذ بداية السنة، وفق منظمة «أكليد» غير الحكومية المتخصصة في إحصاء ضحايا النزاعات حول العالم.

ويشكّل المسلمون غالبية سكان النيجر البالغ عددهم الإجمالي أكثر من 28 مليوناً، في حين تقتصر نسبة المسيحيين منهم على ما بين 1 و2 في المائة.

وأوضح مصدر محلي، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن «الهجوم وقع على قرية ميلو، قرابة الحادية عشرة ليل الأربعاء 24 ديسمبر (كانون الأول) الساعة 22:00 بتوقيت غرينتش، ونتيجة لهذا الهجوم فقدنا رجلاً وزوجته».

وروى أن «المسيحيين كانوا يحتفلون بالقداس داخل الكنيسة، عندما جاء أفراد مسلّحون وأطلقوا أعيرة نارية في الهواء، فعمّت الفوضى».

وأضاف أن «رجلاً وزوجته لجآ إلى منزلهما، لكن المهاجمين لاحقوهما وأعدموهما».

وأكد أحد أبناء المنطقة وقوع الهجوم، وقال إن «بعض المصلّين فرّوا للاحتماء في القرى المجاورة»، بينما «اتجه آخرون نحو الأحراج».

وأشار إلى أن المهاجمين استولوا أيضاً على ماشية.

وتقع قرية ميلو في منطقة دوغوندوتشي التابعة لإقليم دوسو المُحاذي لنيجيريا وبنين.

ويتعايش المسلمون والمسيحيون عادةً دون مشاكل في النيجر.

وأوفد رئيس النظام العسكري المنبثق عن انقلاب عام 2023، الجنرال عبد الرحمن تياني، وهو مسلم، وفداً لحضور القداس في الكاتدرائية الكبرى في نيامي.

وبين عاميْ 2018 و2021، استهدفت هجمات، نُسبت إلى جهاديين، كنائس في منطقة تيلابيري الواقعة غرب النيجر، قرب بوركينا فاسو ومالي.

وفي مايو (أيار) 2019، أُصيب كاهن نيجري بطلق ناري في هجوم على كنيسة بقرية دولبل في تيلابيري.

ورغم الانتشار الواسع للجيش، لا تزال أعمال العنف الي تُنسب إلى الجهاديين متواصلة وتستهدف مختلف الطوائف.

ففي مارس (آذار) الماضي، لقِيَ 44 مدنياً مصرعهم داخل مسجد في فامبيتا، في حين قتلت مجموعة، يُشتبه في أنها تتألف من متطرفين، 71 مدنياً آخرين بينما كانوا يحضرون في 20 يونيو (حزيران) خطبة دينية في قرية ماندا.

ويشكّل جنوب شرقي النيجر أيضاً مسرحاً لعمليات دامية يُنفذها كل من جماعة «بوكو حرام» وتنظيم «داعش» في غرب أفريقيا.


مصر والصومال وتركيا وجيبوتي ترفض اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الصومالي حسن شيخ محمود يوقِّعان في يناير 2025 إعلاناً مشتركاً لترفيع العلاقات إلى «شراكة استراتيجية شاملة» (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الصومالي حسن شيخ محمود يوقِّعان في يناير 2025 إعلاناً مشتركاً لترفيع العلاقات إلى «شراكة استراتيجية شاملة» (الرئاسة المصرية)
TT

مصر والصومال وتركيا وجيبوتي ترفض اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الصومالي حسن شيخ محمود يوقِّعان في يناير 2025 إعلاناً مشتركاً لترفيع العلاقات إلى «شراكة استراتيجية شاملة» (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الصومالي حسن شيخ محمود يوقِّعان في يناير 2025 إعلاناً مشتركاً لترفيع العلاقات إلى «شراكة استراتيجية شاملة» (الرئاسة المصرية)

أكد وزراء خارجية مصر والصومال وتركيا وجيبوتي، اليوم الجمعة، إدانتهم ورفضهم التام اعتراف إسرائيل بإقليم أرض الصومال دولةً مستقلة.

وأوضحت «الخارجية» المصرية، في بيان، أن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالات من عبد السلام عبدي علي، وزير خارجية جمهورية الصومال، وهاكان فيدان، وزير خارجية تركيا، وعبد القادر حسين عمر، وزير خارجية جمهورية جيبوتي، «تناولت تطورات الأوضاع الخطيرة الأخيرة في منطقة القرن الأفريقي».

وأشار البيان إلى أن الوزراء «شددوا على الدعم الكامل لوحدة وسيادة وسلامة الأراضي الصومالية، والرفض الكامل لأي إجراءات أحادية مِن شأنها المساس بالسيادة الصومالية أو تقويض أسس الاستقرار في البلاد، وكذلك شددوا على دعم مؤسسات الدولة الصومالية الشرعية، ورفض أي محاولات لفرض كيانات موازية تتعارض مع وحدة الدولة الصومالية».

وأضاف: «جرى، خلال الاتصالات، تأكيد أن الاعتراف باستقلال أجزاء من أراضي الدول يُعد سابقةً خطيرةً وتهديداً للسلم والأمن الدوليين وللمبادئ المستقرة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وأن احترام وحدة وسيادة وسلامة أراضي الدول يمثل ركيزة أساسية لاستقرار النظام الدولي، ولا يجوز المساس به أو الالتفاف عليه تحت أي ذريعة».

https://web.facebook.com/MFAEgypt/posts/في المائةD9في المائة88في المائةD8في المائةB2في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةB1-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةAEفي المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةB1في المائةD8في المائةACفي المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA9-في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةAAفي المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة82في المائةD9في المائة89-في المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةAAفي المائةD8في المائةB5في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةAA-في المائةD9في المائة87في المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةAAفي المائةD9في المائة81في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA9-في المائةD9في المائة85في المائةD9في المائة86-في المائةD9في المائة88في المائةD8في المائةB2في المائةD8في المائةB1في المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةA1-في المائةD8في المائةAEفي المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةB1في المائةD8في المائةACفي المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA9-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةB5في المائةD9في المائة88في المائةD9في المائة85في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84-في المائةD9في المائة88في المائةD8في المائةAAفي المائةD8في المائةB1في المائةD9في المائة83في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA7-في المائةD9في المائة88في المائةD8في المائةACفي المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA8في المائةD9في المائة88في المائةD8في المائةAAفي المائةD9في المائة8A-في المائةD8في المائةADفي المائةD9في المائة88في المائةD9في المائة84-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84/1186882466954931/

وتابع: «مع تأكيد رفض أي محاولات لفرض واقع جديد أو إنشاء كيانات موازية تتعارض مع الشرعية الدولية، وتأكيد الرفض القاطع لأي مخططات لتهجير أبناء الشعب الفلسطيني خارج أرضه، التي ترفضها الغالبية العظمي لدول العالم، شكلاً وموضوعاً وبشكل قاطع».

وأدان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط اعتراف إسرائيل بإقليم أرض الصومال كدولة مستقلة، وعَدَّ تلك الخطوة انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي.

ووصف أبو الغيط البيان الصادر عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الاعتراف بالإقليم، الذي أعلن الانفصال عن الصومال، بأنه «تعدٍّ سافر على مبدأ وحدة الأراضي وسيادة الدول».

وأضاف أن تلك الخطوة هي اعتداء إسرائيلي على الصومال، وهي دولة عربية وأفريقية، بغرض العمل مع «أطراف ثالثة» لتقويض استقرار المنطقة.

وشدد أبو الغيط على أن إقليم أرض الصومال «جزء لا يتجزأ من جمهورية الصومال ذات السيادة، وأي محاولة لفرض اعترافات أحادية الجانب ستشكل تدخلاً مرفوضاً في الشؤون الداخلية للصومال وسابقة خطيرة تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي».

من جانبها، قالت «الخارجية» التركية إن أنقرة تندد بـ«التدخل السافر» من إسرائيل في شؤون الصومال على أثر اعترافها بأرض الصومال دولة مستقلة.