كريم الألفي: «مهرجان البحر الأحمر» يتيح مساحة مميزة للأصوات الجديدة

فيلم المخرج المصري «الأراضي الفارغة» تُوّج بجائزة «اليسر الفضية»

خلال تسلم الجائزة في «مهرجان البحر الأحمر» (إدارة المهرجان)
خلال تسلم الجائزة في «مهرجان البحر الأحمر» (إدارة المهرجان)
TT

كريم الألفي: «مهرجان البحر الأحمر» يتيح مساحة مميزة للأصوات الجديدة

خلال تسلم الجائزة في «مهرجان البحر الأحمر» (إدارة المهرجان)
خلال تسلم الجائزة في «مهرجان البحر الأحمر» (إدارة المهرجان)

في فيلمه القصير «الأراضي الفارغة»، الفائز بجائزة «اليُسر الفضّية للفيلم القصير» ضمن الدورة الخامسة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي»، يقدّم المخرج وكاتب السيناريو المصري كريم الدين الألفي عملاً سينمائياً ينتمي إلى عالم متخيَّل، لكنه مشحون بإحالات واضحة إلى واقع نعرفه جيداً؛ عالم لا يُسمّي الأشياء بأسمائها المباشرة، لكنه يضع المشاهد أمام بنية كاملة من الخوف والاقتلاع والإنكار، ويتركه يكتشف بنفسه ما يُراد قوله.

تدور أحداث الفيلم حول «غوستاف»، الضابط المخلص، وزوجته «آنّا»، اللذين يحصلان على منزل مدعوم من الدولة في منطقة تُعرف باسم «الأراضي الفارغة». المنزل كانت تسكنه في السابق عائلة مهجّرة تصفها الدولة بـ«البرابرة»، ومع العثور على آثار لطفلة مفقودة من العائلة السابقة، يبدأ القلق في التسرّب إلى حياة الزوجين.

حاملاً الجائزة بعد ختام «مهرجان البحر الأحمر» (إدارة المهرجان)

فكرة الفيلم وُلدت خلال فترة إقامة كريم الدين الألفي في الولايات المتحدة للدراسة، كما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ففي مدينة لوس أنجليس بدأ التفكير في ثيمات الاستعمار والاستيطان، وهي أفكار مستوحاة من مشاهد متكررة في المنطقة العربية، إلا أن الألفي لم يكن معنياً بتقديم معالجة مباشرة أو واقعية لهذه القضايا، فاختار أن يضعها داخل عالم موازٍ، بلا زمن محدد أو جغرافيا واضحة، يسمح له بتركيز الفكرة وتجريدها من التفاصيل المألوفة، حتى تظهر في صورتها الأكثر قسوة ووضوحاً.

رحلة كتابة «الأراضي الفارغة» لم تكن مستقيمة، فالألفي كان يعمل في البداية على مشروع مختلف تماماً، قبل أن يجد نفسه منغمساً في كتابة هذا الفيلم، فالكتابة بالنسبة له عملية مفتوحة على التغيير والشك، وغالباً ما يصل إلى لحظة يشعر فيها بعدم الرغبة في استكمال مشروع ما، أما في هذا العمل تحديداً، فاستغرقت الكتابة نحو 4 إلى 5 أشهر، تلتها مرحلة التحضير للتنفيذ.

كريم الألفي في كواليس التصوير (الشركة المنتجة)

ورغم أن التصوير نفسه لم يستغرق وقتاً طويلاً، إذ أُنجز في أقل من أسبوعين، فإن التحديات التنفيذية كانت كبيرة، كما يؤكد، فالفيلم ينتمي إلى زمن غير محدد، أقرب إلى حقبة تعود إلى ما يقرب من 80 عاماً أو أكثر، وهو ما فرض دقة شديدة في التفاصيل البصرية، كل شيء كان يجب أن يبدو منتمياً إلى هذا العالم؛ الجدران، والإكسسوارات، والبيوت، والفراغات، لذا جاء خلق هذا العالم من الصفر عبئاً إضافياً على فريق العمل، فوق التحديات المعتادة لأي تصوير سينمائي.

زادت الصعوبة مع اختيار لوس أنجليس موقعاً للتصوير. فالمدينة كما يشير المخرج بحكم كونها من آخر مناطق الامتداد داخل الولايات المتحدة لا تضم عدداً كبيراً من المباني القديمة التي تعود إلى عشرينات أو ثلاثينات القرن الماضي، لذلك كان البحث عن أماكن مناسبة محدوداً ومعقّداً، واضطر فريق الإنتاج إلى استغلال مواقع غير تقليدية، مثل المصانع أو جدران بعينها، لإعادة تشكيل الفضاء البصري بما يخدم العالم الذي يريده الفيلم.

عرض الفيلم للمرة الأولى في «مهرجان البحر الأحمر» (الشركة المنتجة)

اختيار الممثلين تم داخل الولايات المتحدة أيضاً. وبعد المرور على عدد كبير من الأسماء، جاءت الترشيحات النهائية عبر علاقات داخل الوسط السينمائي، قبل إجراء تجارب أداء انتهت باختيار غراتيلا برانكوسي، ومايكل مونستريو، وجيسيكا داموني، بناءً على قناعة المخرج بقدرتهم على تجسيد الشخصيات داخل هذا العالم المتخيَّل.

على مستوى الإنتاج، تواصل الألفي مع شركات من المنطقة العربية، مستفيداً من تجربته السابقة في مسلسل «نسر السين» الذي أنجزه قبل سفره، هذا العمل السابق شجّع، كما يقول الألفي، المنتجين على الدخول في المشروع، إلى جانب إعجابهم بالنص نفسه، ورغم التفكير في التقديم إلى صناديق دعم ومهرجانات، فإن ضيق الوقت حال دون ذلك، خاصة أن الفيلم أُنجز في إطار أكاديمي بوصفه مشروعاً للتخرج في الجامعة في آخر فصل دراسي بجامعة «جنوب كاليفورنيا»، الأمر الذي فرض التزاماً زمنياً صارماً لم يسمح بالتأجيل أو انتظار فرص تمويل إضافية.

اختيار اللغة الإنجليزية للفيلم لم يكن قراراً تقنياً، بل هو جزء أساسي من رؤيته، فالألفي يرى أن القضايا التي يناقشها الفيلم مفهومة ومعروفة لدى الجمهور العربي، بينما التحدي الحقيقي يكمن في أن يراها جمهور غربي، وأن يواجه وجهة نظر قد لا تكون مطروحة أمامه كثيراً، لذلك كان تقديم الفيلم بالإنجليزية وسيلته الأساسية للوصول إلى هذا الجمهور، وفتح مساحة للنقاش خارج الدائرة المعتادة.

في تعامله مع الممثلين، كان كريم الدين الألفي حريصاً على أن تأتي الأداءات هادئة ومضبوطة، من دون انفعالات زائدة أو مباشرة، فالعالم الذي يقدّمه الفيلم قائم على التوتر الكامن، لا على الانفجار الدرامي، لذلك ركّز في توجيهاته على التفاصيل الصغيرة؛ النظرات، والصمت، والإيقاع الداخلي للشخصيات، وكيف يمكن للخوف أن يظهر من خلال السكون أكثر مما يظهر عبر الكلام، فكان مهماً بالنسبة له أن يشعر الممثلون بثقل الماضي غير المرئي الذي يملأ المكان، وأن ينعكس ذلك على تصرّفاتهم اليومية، لا باعتباره رعباً معلناً، بل قلقاً يتسلّل تدريجياً إلى الحياة العادية.

وعن فوز «الأراضي الفارغة» بجائزة «اليُسر الفضّية للفيلم القصير» في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي»، يقول الألفي إنه محطة مهمة في مسار الفيلم، ليس فقط على مستوى التقدير، بل على مستوى الوصول إلى جمهور أوسع، فبالنسبة له، يمثل «البحر الأحمر» مساحة حقيقية لعرض تجارب سينمائية مختلفة، ونافذة مهمة للأفلام التي تحاول أن تطرح أسئلة فكرية وجمالية خارج القوالب السائدة.

الملصق الترويجي للفيلم (مهرجان البحر الأحمر)

ويتوقف الألفي عند طبيعة المهرجان نفسه، معتبراً أنه بات يلعب دوراً متنامياً في المشهد السينمائي بالمنطقة، من حيث التنظيم، والاهتمام بالأفلام القصيرة، وإتاحة مساحة للأصوات الجديدة، مؤكداً أن فوز الفيلم بالجائزة لم يكن مجرد تتويج، بل هو تأكيد على أن هذه النوعية من السينما تجد مكانها وحوارها داخل مهرجان عربي كبير.

وعن مشاريعه المقبلة، يشير كريم الدين الألفي إلى أنه لا يزال مهتماً بالاشتباك مع قضايا عدة، لافتاً إلى أنه بصدد التحضير لمشروعه الروائي الطويل الأول.


مقالات ذات صلة

الأفلام السعودية في 2025.. سينما تتسع وجمهور يقترب

سينما ‎من العرض العربي الأول لفيلم «المجهولة» في مهرجان البحر الأحمر بجدة (تصوير: إيمان الخطاف)

الأفلام السعودية في 2025.. سينما تتسع وجمهور يقترب

في 2025، صُنعت الأفلام السعودية لتُشاهَد، ودخلت الموسم وهي تعرف موقعها وطبيعة المتلقي، وتتحرك ضمن مسارات واضحة: صالات السينما أو المنصات الرقمية أو المهرجانات.

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق «الهندول» رصد مناطق متعددة من مدينة جدة التاريخية (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

ممدوح سالم: «الهندول» يتعمق في تأثير الفقد على الأطفال

قال المخرج السعودي، ممدوح سالم، إن فيلمه «الهندول» ارتبط بمشهد عاشه في وداع جده، وإن الفكرة ظلت تلح عليه حتى كتبها بعد 10 سنوات.

انتصار دردير (جدة)
يوميات الشرق دواين جونسون تهاوى في «الآلة المدمرة» (A24)

في 2025... نجوم السينما لا تتلألأ كما بالأمس

أصبح نوع الفيلم هو المسيطر على مستقبل الممثل، ويُحدد نجاحه أو فشله أكثر من الموهبة نفسها.

محمد رُضا (بالم سبرينغز (كاليفورنيا))
يوميات الشرق ريهام وأسماء أبو اليزيد في العرض الخاص (الشركة المنتجة)

«خريطة رأس السنة»... دراما مصرية عن الأمومة و«متلازمة داون»

يقدّم الفيلم المصري «خريطة رأس السنة» تجربة سينمائية إنسانية تنطلق من علاقة عائلية واضحة منذ اللحظة الأولى.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق مؤسسة «فيلم إندبندنت» تنظم ورشة عمل لصناع الأفلام ومنتجي التلفزيون السعوديين (الشرق الأوسط)

الشراكات الأميركية - السعودية تعيد تشكيل «المشهد السينمائي»

بمشهد يعكس تحوّل السينما من فعل ثقافي إلى صناعة عابرة للحدود حضرت البعثة الأميركية لدى المملكة العربية السعودية على هامش «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي».

أسماء الغابري (جدة)

لصحة نفسية أفضل... 5 عادات يجب أن تحملها معك لعام 2026

الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)
الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)
TT

لصحة نفسية أفضل... 5 عادات يجب أن تحملها معك لعام 2026

الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)
الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)

يقترب عام 2025 من النهاية، ويستعد العديد من الأشخاص لدخول العام الجديد بعادات جيدة ومتينة، على صعيد الصحة العامة والصحة النفسية أيضاً.

ومن أبرز العادات المرتبطة بالصحة النفسية التي ينصح الخبراء باتباعها عام 2026:

الاهتمام بالنوم

النوم الجيد هو أساس الصحة النفسية الجيدة. قد يؤثر الحرمان من النوم على المزاج والذاكرة والانتباه. في عام 2026، اجعل النوم أولوية وليس ترفاً. استهدف الحصول على 7-8 ساعات من النوم ليلاً. نم واستيقظ في نفس الوقت حتى في عطلات نهاية الأسبوع. قلل من الوقت الذي تقضيه أمام الشاشة قبل النوم بساعة على الأقل، وخفف إضاءة غرفة نومك.

تقليل وقت استخدام الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي

قد يتراكم التوتر والقلق في ذهنك دون وعي، ويصبح الشك في الذات ملازماً لك مع التصفح المستمر. ورغم أن الحياة الرقمية أمر لا مفر منه، فإن التدريب على وضع حدود لاستخدام الشاشات هو السبيل الوحيد لتحقيق السكينة النفسية. حاول الابتعاد عن الشاشات لمدة ساعة أو ساعتين على الأقل خلال اليوم. من الأفضل عدم تفقد هاتفك فور استيقاظك أو قبل نومك مباشرة. ألغِ متابعة الصفحات التي تثير توترك أو تولد لديك أفكاراً خاطئة، وتجنب المحتوى الذي يجعلك تشعر بالخوف أو الترهيب. كما أن تقليل وقت استخدام الشاشات يُسهم في صفاء ذهنك.

التحدث عن مشاعرك دون الشعور بالذنب

كبت المشاعر مدمر للصحة النفسية على المدى البعيد. بحلول عام 2026، ينبغي أن يصبح من المعتاد مناقشة مشاعرك، سواء مع صديق مقرب أو شخص مختص. التعبير عن المشاعر لا يعني الضعف، بل يساعد على تخفيف التوتر وإتاحة الفرصة للآخرين للوجود معك. عندما تشعر بثقل المشاعر، بادر بالتحدث مبكراً بدلاً من الانتظار حتى تتفاقم الأمور.

تحريك جسمك يومياً

ترتبط التمارين الرياضية ارتباطاً وثيقاً بالصحة النفسية. فهي تُحفز إفراز مواد كيميائية في الدماغ تُحسّن المزاج، ما يُساعد على تخفيف التوتر والقلق. ولا تتطلب التمارين الرياضية جهداً كبيراً، فممارسة اليوغا في المنزل أو الرقص وتمارين التمدد الخفيفة مع المشي يومياً كافية. اختر الأنشطة التي تُحبها، لأنها ستُصبح جزءاً من العناية الذاتية، لا مجرد خطوة روتينية.

اللطف مع الذات

كثير من الناس هم أشدّ منتقدي أنفسهم. الشعور بالنقد الذاتي المستمر قد يؤدي إلى تدهور الصحة النفسية والثقة بالنفس. كن رحيماً بنفسك، وأنت تستقبل عام 2026. تقبّل فكرة أنه لا بأس بأخذ فترات راحة والعمل متى شئت. استمتع بالانتصارات الصغيرة، ولا تقارن مسيرتك بمسيرة الآخرين.


«نوابغ العرب» تمنح المصري نبيل صيدح جائزة الطب لعام 2025

الدكتور المصري نبيل صيدح
الدكتور المصري نبيل صيدح
TT

«نوابغ العرب» تمنح المصري نبيل صيدح جائزة الطب لعام 2025

الدكتور المصري نبيل صيدح
الدكتور المصري نبيل صيدح

منحت جائزة «نوابغ العرب 2025» الدكتور المصري نبيل صيدح جائزة فئة الطب، تقديراً لإسهاماته العلمية التي أسهمت في تطوير فهم صحة القلب وآليات تنظيم الكوليسترول، وما ترتب عليها من أدوية تُستخدم اليوم على نطاق واسع لتقليل مخاطر أمراض القلب.

وهنّأ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الدكتور صيدح على فوزه، مؤكداً أن رسالة المنطقة في تطوير العلوم الطبية «مستمرة مع العقول العربية الفذة» الساعية إلى الابتكار من أجل الإنسان. وقال في منشور على منصة «إكس» إن الفائز، مدير وحدة أبحاث الغدد الصماء العصبية الحيوية في معهد مونتريال للأبحاث السريرية، قدّم إسهامات رائدة في فهم كيفية تعامل الجسم مع الدهون وتنظيم مستويات الكوليسترول، مشيراً إلى أنه نشر أكثر من 820 بحثاً علمياً، واستُشهد بأبحاثه أكثر من 71 ألف مرة.

وأضاف الشيخ محمد بن راشد: «الطب رسالة إنسانية، ومنطقتنا كان لها فضل كبير، على مدى قرون، في تطوير علومه وممارساته وأدواته وأبحاثه»، لافتاً إلى أن جائزة «نوابغ العرب» تعيد «البوصلة إلى مسارها الصحيح» عبر الاحتفاء بما يقدمه الإنسان العربي وإبراز نماذجه قدوة للأجيال.

الدكتور المصري نبيل صيدح

وتُعد من أبرز محطات المسيرة العلمية للدكتور صيدح مساهمته في اكتشاف إنزيم «بي سي إس كيه 9» (PCSK9)، الذي يلعب دوراً محورياً في التحكم بمستويات الكوليسترول في الدم؛ إذ بيّن هذا الاكتشاف أن زيادة نشاط الإنزيم قد تقود إلى ارتفاعات خطرة في الكوليسترول، ما شكّل نقطة تحول أسهمت في تطوير جيل جديد من العلاجات المعروفة باسم «مثبطات بي سي إس كيه 9»، التي تُستخدم على نطاق واسع لخفض الكوليسترول وتقليل مخاطر أمراض القلب.

وإلى جانب أبحاثه في صحة القلب، قدّم صيدح إسهامات علمية في فهم أمراض الكبد الدهني واضطرابات السمنة وانتشار السرطان، إضافة إلى تفسير كيفية دخول بعض الفيروسات إلى الخلايا البشرية، بما فتح مسارات جديدة أمام تطوير علاجات مبتكرة في أكثر من مجال طبي.

وفي السياق ذاته، أجرى محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء ورئيس اللجنة العليا لمبادرة «نوابغ العرب»، اتصالاً مرئياً بالدكتور صيدح أبلغه خلاله بفوزه، مشيداً بأبحاثه المتقدمة التي فتحت آفاقاً لتوظيف أحدث التقنيات والبيانات في ابتكار أدوية جديدة وعلاجات تخصصية ترتقي بمستويات الرعاية الصحية.

ويجسد مشروع «نوابغ العرب» مبادرة استراتيجية عربية أطلقها الشيخ محمد بن راشد لتكريم العقول العربية المتميزة في 6 فئات تشمل: الطب، والهندسة والتكنولوجيا، والعلوم الطبيعية، والعمارة والتصميم، والاقتصاد، والأدب والفنون، بهدف استئناف مساهمة المنطقة العربية في مسار الحضارة الإنسانية.


طارق الأمير يرحل بعد بصمات مميزة رغم قلة الظهور

طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)
طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)
TT

طارق الأمير يرحل بعد بصمات مميزة رغم قلة الظهور

طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)
طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)

غيّب الموت الفنان المصري، طارق الأمير، الأربعاء، بعد مشوار فني قدم خلاله العديد من الأدوار اللافتة، ورغم ظهوره القليل فإن الفنان الراحل استطاع ترك بصمة مميزة في عالم الفن من خلال أعماله، وفق نقاد ومتابعين.

وفور إعلان خبر رحيل طارق الأمير، تصدر اسمه «الترند» على موقعي «إكس»، و«غوغل»، الأربعاء، في مصر، وتداول البعض على مواقع «سوشيالية»، لقطات فنية من أعماله، كما ربطوا بين توقيت رحيله، ودراما رحيل الفنانة نيفين مندور التي توفيت قبل أيام، خصوصاً أنهما شاركا معاً في بطولة فيلم «اللي بالي بالك»، قبل 22 عاماً، وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً حينها.

وقبل أيام، تعرّض طارق الأمير لأزمة صحية مفاجئة، مكث على أثرها في أحد المستشفيات لتلقي العلاج اللازم، ولم تنجح محاولات الأطباء في علاجه.

وشيعت جنازة الفنان الراحل من أحد مساجد القاهرة، ظهر الأربعاء، وسط حضور فني وأسري بارز، لمساندة شقيقته الفنانة لمياء الأمير، كما حضر نجل خاله الفنان أحمد سعيد عبد الغني، والأخير نعاه عبر حسابه على موقع «فيسبوك»، وكتب: «توفي إلى رحمة الله ابن عمتي الغالي الفنان طارق الأمير»، كما نعى الأمير عدد آخر من الفنانين بحساباتهم على مواقع التواصل، من بينهم، روجينا، ونهال عنبر، ويوسف إسماعيل، بجانب نعي نقابة «المهن التمثيلية»، بمصر.

الفنان الراحل طارق الأمير (حساب الفنان أحمد سعيد عبد الغني على موقع فيسبوك)

وعن موهبة الفنان الراحل طارق الأمير، يقول الناقد الفني المصري، محمد عبد الرحمن، إن «الفنان الراحل من الألغاز التي رحلت عن عالمنا بلا إجابة»، لافتاً إلى أنه «من الفنانين المبدعين الذين تركوا بصمة مميزة في الكتابة والتمثيل في وقت قليل جداً».

وأضاف عبد الرحمن في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن مشاركة طارق الأمير في فيلمين من أكثر الأفلام تحقيقاً للمشاهدة، وهما «اللي بالي بالك»، و«عسل إسود»، كان من حسن حظه، رغم مرور أكثر من 20 عاماً على إنتاجهما.

محمد سعد وطارق الأمير في لقطة من فيلم «اللي بالي بالك» (يوتيوب)

وأكد عبد الرحمن أن «طارق الأمير لم يحصل على مساحته بشكل جيد، وغالباً ما يكون الأمر مرتبطاً بعدم رغبته أو قدرته على تسويق نفسه، أو انتمائه لجيل معين، وعندما تراجع هذا الجيل تراجع هو الآخر بالتبعية، ولكن في المجمل، ورغم أعماله القليلة في الكتابة والتمثيل، فإنه كان صاحب موهبة حقيقية».

في السياق، بدأ طارق الأمير مسيرته التمثيلية في تسعينات القرن الماضي، وشارك خلالها في عدد من الأعمال الفنية، وقدم أدواراً مميزة من بينها شخصية «الضابط هاني»، في فيلم «اللي بالي بالك»، مع الفنان محمد سعد، وكذلك شخصية «عبد المنصف»، في فيلم «عسل إسود»، حيث شكل مع الفنان أحمد حلمي «ديو» كوميدي لافت، بجانب مشاركته في أفلام «عوكل»، و«كتكوت»، و«صنع في مصر»، وبعيداً عن التمثيل، كتب طارق الأمير السيناريو لعدد من الأفلام السينمائية، مثل «مطب صناعي»، و«كتكوت»، و«الحب كدة»، وغيرها.