بوتين: قدمنا تنازلات مهمة والكرة في ملعب الأطراف الأخرى

قال إن اقتصاد بلاده قوي ومتماسك وتحدث عن «تجاوز صعوبات» في التسليح

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمره الصحافي السنوي في نهاية العام بموسكو يوم 19 ديسمبر 2025 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمره الصحافي السنوي في نهاية العام بموسكو يوم 19 ديسمبر 2025 (رويترز)
TT

بوتين: قدمنا تنازلات مهمة والكرة في ملعب الأطراف الأخرى

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمره الصحافي السنوي في نهاية العام بموسكو يوم 19 ديسمبر 2025 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمره الصحافي السنوي في نهاية العام بموسكو يوم 19 ديسمبر 2025 (رويترز)

تمسك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشروطه لإنهاء الحرب في أوكرانيا، التي قال إن بلاده «لم تبدأها»، متهماً الغرب بإطلاق الهجوم على روسيا، وشدّد على أن المبادرة الاستراتيجية على الأرض باتت بيد قواته. وقال إن موسكو لم ترفض خطة السلام التي اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وقدّمت «تنازلات مهمة»، متهماً الأوروبيين بعرقلة مسار السلام، عادّاً أن «الكرة باتت في ملعبهم».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمره الصحافي السنوي في نهاية العام بموسكو يوم 19 ديسمبر 2025 (رويترز)

وخلال حديث مباشر مع مواطنيه، جرد خلاله مجريات العام، وأجاب خلال أكثر من 4 ساعات على عشرات الأسئلة التي وجّهت إليه، كرّر الرئيس الروسي تأكيد رواية بلاده لبداية الحرب في أوكرانيا، وقال إن موسكو اضطرت للردّ على العدوان المتواصل من جانب الغرب، الذي استخدم «النازيين في أوكرانيا» لشنّ الحرب ضد روسيا. وزاد أن حلف شمال الأطلسي واصل التوسع قرب حدود بلاده، في إطار نفس السياسة الهادفة إلى محاولة إلحاق هزيمة استراتيجية بها.

وردّ على سؤال صحافي أميركي عما إذا كان بوتين مستعداً لتحمل المسؤولية عن مقتل مئات الآلاف من الأوكرانيين والروس في حال رفضه العرض المقدم من جانب واشنطن لإنهاء الحرب، ردّ بوتين بلهجة حازمة أن روسيا «لا تتحمل مسؤولية سقوط الضحايا في نزاع أوكرانيا، لأنها لم تبدأ الحرب». وزاد: «نحن لا نعتبر أنفسنا مسؤولين عن سقوط الضحايا، لأننا لم نبدأ هذه الحرب. لقد بدأت بعد الانقلاب الذي وقع في أوكرانيا» (الأحداث الواسعة التي أسفرت عن إطاحة حكومة موالية لموسكو في 2014).

وأوضح أن «النظام الأوكراني هو الذي شنّ الحرب على مواطنيه في الجنوب والشرق»، مذكّراً بأن روسيا لم تعترف في البداية بانفصال دونيتسك ولوغانسك، بل ظلّت تدعو إلى تنفيذ اتفاقات مينسك. وأضاف: «حينما خُدعنا وفشلت جميع المحاولات الدبلوماسية، اضطررنا إلى إطلاق العملية العسكرية الخاصة لإنهاء تلك الحرب التي بدأها نظام كييف بمساعدة من الدول الغربية».

وقال بوتين إن روسيا ما تزال «منفتحة تماماً» على التفاوض، وتسعى لإنهاء النزاع بالوسائل السلمية، مؤكداً أن مسؤولية عرقلة الحلّ السلمي تقع حاليّاً على عاتق الطرف الأوكراني وحلفائه الغربيين.

كما كشف الرئيس الروسي أن موسكو «وافقت بالعموم في أنكوريدج (قمة ألاسكا) على مقترحات الرئيس الأميركي بشأن أوكرانيا»، وقال: «يبذل الرئيس الأميركي جهوداً جادة لإنهاء النزاع في أوكرانيا، ويقوم بذلك بإخلاص تام».

وأضاف أنّه خلال قمة ألاسكا في أغسطس (آب) الماضي تم التوافق «تقريباً على جميع المقترحات الأميركية» بشأن إنهاء النزاع. ولذلك، شدّد بوتين على أنه «من الخطأ القول إن روسيا ترفض حاليّاً ما يُسمّى بخطة السلام» التي قدّمها ترمب.

أشار بوتين إلى أن الجانب الأميركي اقترح على روسيا، خلال اللقاءات في موسكو، أن تقدم «تنازلات معيّنة»، وقد وافقنا على ذلك. وأوضح: «عند وصولي إلى أنكوريدج، قلت إن هذه ستكون قرارات صعبة بالنسبة إلينا، لكننا وافقنا على التنازلات التي عُرضت».

ونوّه إلى عدم استعداده لتقديم تنازلات إضافية، وزاد: «الكرة الآن في ملعب الخصوم الغربيين، وتحديداً في ملعب رئيس نظام كييف وداعميه ومؤطريه الغربيين». واتهم بوتين الأوروبيين وحلف شمال الاطلسي بأنهم لا يسعون للسلام، ويعملون على حشد إمكانات لخوض مواجهة واسعة مع بلاده، وقال إن روسيا مستعدة لهذه المواجهة برغم أنها تفضل تسوية المشكلات بالطرق السلمية.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية النائب الأول لوزير الدفاع فاليري غيراسيموف في موسكو 17 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

وتطرق بتفصيل إلى الوضع الميداني، مشدداً على أن القوات الروسية «تحتفظ بالمبادرة الاستراتيجية منذ طرد العدو من أطراف مقاطعة كورسك، وتواصل تقدمها على جميع المحاور في نطاق العملية العسكرية بأوكرانيا». وخاطب مواطنيه بعبارة: «سنشهد وإياكم تحقيق القوات الروسية مزيداً من الانتصارات حتى نهاية العام».

وأوضح أن «رئيس الأركان والقادة على الأرض أعلنوا تحرير مدينة سيفيرسك في جمهورية دونيتسك، وهو ما يسمح بالتحرك نحو سلوفيانسك، والقتال مستمر على جبهة منطقة كراسنوليمانسك، التي أصبح 50 في المائة منها تحت سيطرتنا».

ترمب وبوتين في ألاسكا... 15 أبريل 2025 (أ.ب)

وزاد أن الجيش الروسي بات يسيطر على جميع المدن المحصنة بعد «تحرير» كراسنوارميسك (بوكروفسك) التي قال إنها سوف تكون منطلقاً للتقدم اللاحق. وأكّد أن محاولات استعادة المواقع التي خسرها الجيش الأوكراني في كراسنوارميسك غير واردة، لأن العمليات النشطة والفعالة للقوات الروسية كبّدته خسائر هائلة ولم تعد لديه احتياطات.

وفي الشرق، أكّد أن قواته تتقدم في زابوروجي، و«نحرر البلدات، واحدة تلو أخرى، وعبرت قواتنا النهر في غولياي بوليه، وجزء كبير من المجموعات تستمر بالتقدم».

وأكد بوتين أن بلاده نجحت في تجاوز ثغرات كثيرة في إطار التسليح وتطوير القدرات الهجومية، وقال إن جيشه بات يمتلك قدرات لا مثيل لها في العالم، وأقرّ برغم ذلك بأن روسيا لا تزال تفتقر إلى الطائرات المسيرة الثقيلة، لكنه أكّد أن هذه «مشكلة سيتم حلّها». وقال إن «وضع الطائرات المسيّرة في روسيا تغيّر جذرياً، والمقاتلون على الجبهة يعرفون ذلك».

ومع أن جزءاً من التركيز خلال الحديث انصبّ على التحديات الخارجية والحرب في أوكرانيا، كان ملاحظاً أن غالبية أسئلة المواطنين عكست اهتماماً أكبر بالأوضاع المعيشية والاقتصادية وآليات التعامل مع ظروف الحياة في ظل الحرب.

وأكّد الرئيس الروسي تماسك الاقتصاد في بلاده في ظل العملية العسكرية في أوكرانيا، والعقوبات الغربية المباشرة. وأشار إلى أن إبطاء وتيرة النمو الاقتصادي في روسيا خطوة متعمدة وواعية، ووصفها بأنها ثمن يدفع مقابل الحفاظ على استقرار الاقتصاد والمؤشرات الاقتصادية الكلية.

ولفت إلى أن روسيا تمكنت من تحقيق توازن في الميزانية، وأن جودة هذا التوازن تعادل مستوى عام 2021، وهو ما وصفه بـ«مؤشر على استقرار الاقتصاد». وأورد بعض الأرقام التي دلّت على تحقيق نجاحات اقتصادية برغم الضغوط الخارجية، منها أن الاقتصاد نما بنسبة واحد في المائة في 2025، و9.7 في المائة خلال السنوات الثلاث الماضية. وأشار للمقارنة إلى أن اقتصاد منطقة اليورو نما 3.1 في المائة في نفس الفترة.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمره الصحافي السنوي في نهاية العام بموسكو يوم 19 ديسمبر 2025 (أ.ب)

وقال إن الدين الحكومي الروسي يعدّ من الأدنى في العالم، ووصل إلى 17.7 في المائة من حجم الناتج الإجمالي للبلاد، وفي السنوات الثلاث المقبلة لن يتجاوز 20 في المائة.

كما أشاد بأداء القطاعات الاقتصادية الرئيسية، وقال إنها حقّقت ارتفاعاً ملحوظاً برغم الصعوبات.


مقالات ذات صلة

كييف تنقل معركة المسيرات إلى البحر المتوسط وتستهدف ناقلة للنفط الروسي

أوروبا صورة نشرها جهاز الأمن الأوكراني للحظة استهداف ناقلة في البحر الأسود (أ.ف.ب)

كييف تنقل معركة المسيرات إلى البحر المتوسط وتستهدف ناقلة للنفط الروسي

كييف تنقل معركة المسيرات إلى البحر المتوسط وتستهدف ناقلة للنفط الروسي، وتركيا تحذر روسيا وأوكرانيا بعد إسقاط مسيرة روسية دخلت مجالها الجوي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا يعمل رجال الإنقاذ الأوكرانيون بموقع غارة روسية استهدفت مبنى خاصاً في زابوروجيا (إ.ب.أ)

أوكرانيا تقصف بالمُسيرات ناقلة نفط روسية للمرة الأولى في البحر المتوسط

أعلن مسؤول بجهاز الأمن الأوكراني، اليوم الجمعة، أن أوكرانيا قصفت بالطائرات المُسيرة ناقلة نفط ضمن ما يسمى أسطول الظل الروسي في البحر المتوسط.

«الشرق الأوسط» (كييف)
شؤون إقليمية مجموعة من الأشخاص يقفون بجوار طائرة مسيرة يعتقد أنها روسية من نوع «أورلان - 10» سقطت في قوجه إيلي بشمال غرب تركيا (وكالة الأنباء التركية - أ.ف.ب) play-circle

السلطات التركية تحقق في تحطم مسيرة بعد أيام من إسقاط أخرى

قالت وزارة الداخلية التركية، اليوم الجمعة، إنها ‌عثرت ‌على ‌طائرة مسيرة روسية ​المنشأ ‌من طراز «أورلان-10» في مدينة قوجه إيلي بشمال غرب ‌البلاد.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
أوروبا رئيسة المفوضية مع رئيس المجلس الأوروبي ورئيسة وزراء الدنمارك (إ.ب.أ) play-circle

الاتحاد الأوروبي يقرض أوكرانيا 90 مليار يورو ويعدل عن استخدام الأصول الروسية

بموجب الاتفاق الأوروبي سوف تحصل أوكرانيا على قرض بقيمة 105.5 مليار دولار... كييف تشيد بالخطوة وموسكو «بتغليب المنطق» في عدم استخدام أموالها المجمدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا المستشار الألماني فريدريش ميرتس (إ.ب.أ)

ميرتس يُوفد مفاوضه إلى فلوريدا للمشاركة في محادثات السلام بأوكرانيا

يعتزم المستشار الألماني فريدريش ميرتس إيفاد مفاوضه المعنيّ بملف أوكرانيا جونتر زاوتر إلى ولاية فلوريدا للمشاركة بالمحادثات المقرر إجراؤها في عطلة نهاية الأسبوع

«الشرق الأوسط» (برلين)

كييف تنقل معركة المسيرات إلى البحر المتوسط وتستهدف ناقلة للنفط الروسي

صورة نشرها جهاز الأمن الأوكراني للحظة استهداف ناقلة في البحر الأسود (أ.ف.ب)
صورة نشرها جهاز الأمن الأوكراني للحظة استهداف ناقلة في البحر الأسود (أ.ف.ب)
TT

كييف تنقل معركة المسيرات إلى البحر المتوسط وتستهدف ناقلة للنفط الروسي

صورة نشرها جهاز الأمن الأوكراني للحظة استهداف ناقلة في البحر الأسود (أ.ف.ب)
صورة نشرها جهاز الأمن الأوكراني للحظة استهداف ناقلة في البحر الأسود (أ.ف.ب)

في ضربة هي الأولى من نوعها، نقلت كييف معركة المسيرات إلى «المياه المحايدة» في البحر الأبيض المتوسط. وأفاد مصدر أوكراني أن «جهاز الأمن استخدم طائرات مسيرة لاستهداف ناقلة نفط تابعة لما يُسمى الأسطول الشبح الروسي، هي الناقلة قنديل». وأكد أن «روسيا كانت تستخدم هذه الناقلة للالتفاف على العقوبات» وتمويل «حربها ضد أوكرانيا».

وأعلن المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لـ«فرانس برس»، أن «عملية جديدة خاصة لا سابق لها» نفّذت على مسافة نحو ألفي كيلومتر من أوكرانيا. ولم يقدّم أيّ تفاصيل إضافية بشأن الموقع الذي نفّذت منه العملية والبلدان التي حلّقت فوقها المسيرات.

مجموعة من الأشخاص يقفون بجوار طائرة مسيرة يعتقد أنها روسية من نوع «أورلان 10» سقطت في قوجه إيلي بشمال غربي تركيا (وكالة الأنباء التركية - أ.ف.ب)

وانطلقت هذه السفينة، التي ترفع علم سلطنة عمان، من سيكا في الهند باتّجاه أوست - لوغا في روسيا، بحسب بيانات «بلومبرغ». ويشير مسارها الذي يتطابق وصور الأقمار الاصطناعية التي اطلعت عليها وكالة «فرانس برس» إلى أنها التفت لتعود أدراجها، ليل الخميس - الجمعة، عندما كانت على مسافة أكثر من 250 كيلومتراً من السواحل اليونانية والليبية. وصباح الجمعة، بدا أن السفينة كانت تتّجه شرقاً. وكانت السفينة فارغة وقت الضربة، التي لم تشكّل أيّ تهديد للبيئة، بحسب المصدر الذي أشار إلى تعرّضها «لأضرار جسيمة» حالت دون «مواصلتها أهدافها».

النيران تتصاعد من ناقلة نفط بعد أن هزت انفجارات سفينتين من أسطول الظل الروسي في البحر الأسود بالقرب من مضيق البوسفور التركي (رويترز)

وقال المصدر: «ينبغي للعدوّ أن يفهم أن أوكرانيا لن تتوقّف، وستوجّه إليه الضربات أينما كان في العالم». وأضاف مسؤول في ‌جهاز الأمن ‌الأوكراني، ⁠الجمعة، ​إن ‌طائرات مسيرة وجّهت ضربة أخرى لمنصة نفط روسية ⁠مملوكة ‌لشركة «لوك أويل» في بحر قزوين. وقال إن هذه ​ثالث منصة نفطية ⁠تهاجمها أوكرانيا في بحر قزوين خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وكانت تركيا قد حذّرت روسيا وأوكرانيا بضرورة توخي مزيد من الحذر بشأن أمن البحر الأسود، بعدما أسقطت قواتها الجوية مسيرة دخلت المجال الجوي التركي، بحسب ما أعلنته وزارة الدفاع التركية، الخميس. ودفعت هذه الهجمات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى التحذير الأسبوع الماضي، من تحول البحر الأسود إلى «منطقة مواجهة».

وذكرت تقارير إعلامية أن السلطات التركية فتحت تحقيقاً الجمعة بشأن طائرة غير مأهولة تحطمت شمال غربي تركيا بعد أيام من إسقاط البلاد لمسيرة أخرى دخلت المجال الجوي من البحر الأسود. وأوضحت قناة «إن تي في» الإخبارية أن سكان ولاية قوجه إيلي اكتشفوا طائرة غير مأهولة في أحد الحقول، ما دفع إلى فتح تحقيق رسمي بشأن الحطام. وما زال مصدر المسيرة غير واضح إلا أن بعض التقارير الإعلامية أشارت إلى أنها روسية الصنع.

وأكدت وزارة الداخلية التركية، الجمعة، أنها ‌عثرت ‌على ‌طائرة مسيرة ⁠روسية ​المنشأ ‌من طراز «أورلان-10» في ولاية قوجه ⁠إيلي، بشمال غربي ‌البلاد. وذكرت الوزارة أن التقييمات ‍الأولية تشير إلى أن الطائرة المسيرة ​كانت تستخدم لأغراض الاستطلاع والمراقبة، ⁠مضيفة أن التحقيق في الواقعة لا يزال جارياً.

وجاء هذا الإسقاط عقب سلسلة من الضربات الأوكرانية ضد ناقلات «أسطول الظل» الروسي قبالة الساحل التركي، ما زاد من المخاوف في تركيا بشأن خطر امتداد الحرب في أوكرانيا إلى المنطقة.

ناقلة نفط روسية تابعة لشركة «روسنفت» تعبر مضيق البوسفور في إسطنبول (أرشيفية - رويترز)

وتم إرسال طائرات مقاتلة من طراز «إف-16»، يوم الاثنين الماضي، بعدما اقتربت مسيرة «خارجة عن السيطرة» آتية من البحر الأسود، من المجال الجوي التركي. وأفاد مسؤولون بإسقاط المسيرة في منطقة آمنة لحماية المدنيين وحركة الطيران. وحضّت الحكومة التركية بعد ذلك روسيا وأوكرانيا على الالتزام بأكبر قدر من الحذر فوق البحر الأسود.

ويأتي الحادث في أعقاب غارات شنّتها أوكرانيا مؤخراً على ناقلات تابعة لـ«أسطول الظل» الروسي قبالة السواحل التركية، إلى جانب تحذيرات من مسؤولين أتراك بشأن خطر وصول حرب أوكرانيا إلى المنطقة. وقالت وزارة الدفاع التركية: «نظراً للحرب القائمة بين أوكرانيا وروسيا، تم تحذير نظرائنا بضرورة توخي مزيد من الحذر من الجانبين، بشأن الوقائع التي قد تؤثر سلباً على أمن البحر الأسود». ولم تكشف السلطات التركية عن مصدر المسيرة.

وفي الأسابيع الأخيرة، أعلنت أوكرانيا مسؤوليتها عن هجمات بمسيّرات بحرية ضد ناقلات نفط مرتبطة بروسيا في البحر الأسود. كما هاجمت مواني روسية، بما فيها نوفوروسييسك، ما أجبر محطة نفطية رئيسية تقع قربه على تعليق عملياتها في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني). من جهتها، تقصف روسيا بانتظام ميناء أوديسا الأوكراني حيث تضررت سفن نقل تركية في الأيام الأخيرة.


أوكرانيا تقصف بالمُسيرات ناقلة نفط روسية للمرة الأولى في البحر المتوسط

يعمل رجال الإنقاذ الأوكرانيون بموقع غارة روسية استهدفت مبنى خاصاً في زابوروجيا (إ.ب.أ)
يعمل رجال الإنقاذ الأوكرانيون بموقع غارة روسية استهدفت مبنى خاصاً في زابوروجيا (إ.ب.أ)
TT

أوكرانيا تقصف بالمُسيرات ناقلة نفط روسية للمرة الأولى في البحر المتوسط

يعمل رجال الإنقاذ الأوكرانيون بموقع غارة روسية استهدفت مبنى خاصاً في زابوروجيا (إ.ب.أ)
يعمل رجال الإنقاذ الأوكرانيون بموقع غارة روسية استهدفت مبنى خاصاً في زابوروجيا (إ.ب.أ)

أعلن مسؤول في جهاز الأمن الأوكراني، اليوم الجمعة، أن أوكرانيا قصفت بالطائرات المُسيرة ناقلة نفط ضِمن ما يسمى ​أسطول الظل الروسي في البحر المتوسط، وذلك في أول هجوم من نوعه، مما يعكس ازدياد حدة هجمات كييف على شحنات النفط الروسية.

وقال المسؤول، في بيان، إن الناقلة (قنديل) لم تكن محملة بالنفط عندما أصابتها طائرات مُسيرة في المياه المحايدة على بُعد أكثر من 2000 ‌كيلومتر من أوكرانيا، ‌وأن الهجوم ألحق بها ‌أضراراً جسيمة.

وأظهرت ⁠بيانات ​موقع ‌«مارين ترافيك» رصد ناقلة النفط قبالة الساحل الليبي، الساعة 13:30 بتوقيت غرينتش. ولم يفصح المسؤول الأوكراني، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، عن الموقع الدقيق للناقلة عند الهجوم أو توقيته.

وأظهرت لقطات من أعلى قدَّمها المصدر انفجاراً صغيراً على سطح الناقلة. وتحققت «رويترز» ⁠من أن السفينة التي ظهرت في المقطع المصوَّر هي الناقلة ‌قنديل، لكن لم يتسنّ بعدُ التحقق من توقيت أو موقع الهجوم.

ودأبت أوكرانيا على مهاجمة مصافي النفط الروسية على مدى عاميْ 2024 و2025، لكنها وسّعت حملتها، بشكل واضح، في الأسابيع القليلة الماضية، إذ قصفت منصات نفط في بحر قزوين، وأعلنت مسؤوليتها عن هجمات بطائرات ​مُسيرة على ثلاث ناقلات نفط في البحر الأسود.

وتلك الناقلات، بالإضافة إلى الناقلة قنديل ⁠التي ترفع عَلم سلطنة عمان، من بين ما يسمى أسطول الظل الروسي، وهي سفن غير خاضعة للرقابة تقول كييف إنها تساعد موسكو على تصدير كميات كبيرة من النفط وتمويل حربها في أوكرانيا رغم العقوبات الغربية.

وشهدت موانٍ روسية سلسلة من الانفجارات الغامضة منذ ديسمبر (كانون الأول) 2024.

ولم تؤكد أوكرانيا أو تنفِ تورطها في هذه الانفجارات، لكن مصادر أمنية بحرية تشتبه في وقوف كييف وراءها. وجرى تنفيذ بعض ‌الهجمات باستخدام ألغام لاصقة على متن سفن في البحر المتوسط.


الجيش الألماني يفتح تحقيقاً في تشغيل مقطع محظور من نص النشيد الوطني

جنود ألمان في برلين (أرشيفية - رويترز)
جنود ألمان في برلين (أرشيفية - رويترز)
TT

الجيش الألماني يفتح تحقيقاً في تشغيل مقطع محظور من نص النشيد الوطني

جنود ألمان في برلين (أرشيفية - رويترز)
جنود ألمان في برلين (أرشيفية - رويترز)

أطلق الجيش الألماني تحقيقاً بعد قيام منسق أغانٍ (دي جيه) بعزف المقطع الأول من النشيد الوطني لألمانيا والمعروف بـ«أغنية ألمانيا» خلال حفلة عيد الميلاد في ثكنة بمدينة دليتسيش.

وقال متحدث باسم الجيش لوكالة الأنباء الألمانية إن «تحقيقات تأديبية شاملة» بدأت وستشمل مقدم الخدمة المدني. وأوضح أن «تشغيل نص المقطع الأول من النشيد الألماني لا يتوافق بأي شكل من الأشكال مع قيمنا».

وكان الشاعر أوغوست هاينريش هوفمان فون فالرسليبن (1798 - 1874) قد كتب نص «أنشودة الألمان» في عام 1841، واستخدم النازيون في القرن العشرين المقطع الأول من النشيد «ألمانيا، ألمانيا فوق كل شيء».

ويقتصر النشيد الوطني المعتمد اليوم على المقطع الثالث الذي يتضمن كلمات «الوحدة والعدل والحرية». ومع ذلك، فإن المقاطع الأخرى ليست محظورة قانونياً.

وأضاف المتحدث باسم القوات البرية: «في 11 ديسمبر (كانون الأول) 2025، وخلال حفلة عيد الميلاد في ثكنة مدرسة صف الضباط التابعة للقوات البرية في دليتسيش، خالف منسق موسيقي مدني التكليف وشغّل المقطع الأول من (أنشودة الألمان)».

وأوضح أن قائد مدرسة صف الضباط أمر فور وقوع الحادث بتشغيل النشيد الوطني، كما أنه أوضح على نحو لا لبس فيه الخطأ في تشغيل المقطع الأول، وأنه أبلغ رؤساءه بالواقعة في المساء نفسه.

وحضر الاحتفال الذي أقيم في المدينة الواقعة في ولاية سكسونيا بشرق ألمانيا أكثر من ألف ضيف.