بعد هجوم سيدني... دعوات جمهورية لـ«طرد المسلمين» من أميركا

نائب جمهوري يدعو لسحب الجنسية من المسلمين

دعا نائب جمهوري إلى طرد كل المسلمين من أميركا (رويترز)
دعا نائب جمهوري إلى طرد كل المسلمين من أميركا (رويترز)
TT

بعد هجوم سيدني... دعوات جمهورية لـ«طرد المسلمين» من أميركا

دعا نائب جمهوري إلى طرد كل المسلمين من أميركا (رويترز)
دعا نائب جمهوري إلى طرد كل المسلمين من أميركا (رويترز)

أعاد هجوم أستراليا تحريك مشاعر العداء للمسلمين من قبل البعض في الكونغرس، وصلت إلى حد دعوة جمهوريين إلى طرد جماعي للمسلمين من الولايات المتحدة، في تصعيد حاد للمواقف التي أنذرت بعودة الإسلاموفوبيا إلى الساحة الأميركية.

ففي منشور صادم على منصة «إكس»، قال النائب الجمهوري عن ولاية فلوريدا راندي فاين: «حان الوقت لفرض حظر سفر على المسلمين، وتنفيذ عمليات ترحيل جذرية لجميع المهاجرين المسلمين الشرعيين وغير الشرعيين وسحب الجنسية منهم حيثما أمكن»، ولم يتوقف النائب الجمهوري عند هذا الحد، بل أضاف: «المسلمون أعلنوا الحرب علينا. وأقلّ ما يمكننا فعله هو طردهم من الولايات المتحدة».

وانضم السيناتور الجمهوري تومي توبرفيل إلى زميله في الهجوم الحاد على المسلمين، فذهب إلى حد القول بأن «الإسلام ليس ديناً بل جماعة دينية مغلقة على نفسها (cult)»، على حد تعبيره، وتابع انتقاده الشرس قائلاً: «الإسلاميون ليسوا هنا للاندماج، بل جاؤوا للسيطرة. علينا أن نُعيدهم إلى أوطانهم فوراً، وإلا سنصبح (الخلافة المتحدة الأميركية)».

تحذيرات من تنامي العنف ضد المسلمين

زعيم الديمقراطيين في الشيوخ تشاك شومر في الكونغرس في 11 ديسمبر 2025 (رويترز)

وقد أثارت هذه التصريحات حفيظة الديمقراطيين الذين سارعوا إلى وسائل التواصل الاجتماعي للرد على زملائهم في الكونغرس، فقال السيناتور الديمقراطي أد ماركي رداً على تغريدة توبرفيل: «هذه أكاذيب مليئة بالكراهية. لا مكان للإسلاموفوبيا في مجتمعنا. على الجمهوريين من تيار (ماغا) أن يتوقفوا عن بثّ هذا النوع من الكراهية التي تزرع الانقسامات بيننا وتؤجّج العنف».

من ناحيتها، قالت النائبة الديمقراطية ألكسندريا أوكاسيو كورتيز إن «تطبيع الإسلاموفوبيا وقبولها في الخطاب السياسي أمر مقزِّز».

وتابعت في منشور على منصة «إكس»: «إن جيراننا المسلمين ليسوا كبش فداء للجمهوريين في الهجمات المعادية للسامية، ولا لإخفاقات سياسات ترمب. يجب أن ندين الإسلاموفوبيا بشكل قاطع وواضح، وأن نُحاسِب كل من يروّج لها».

وانضم زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر إلى المنتقدين، فوصف تصريحات السيناتور توبرفيل بالمثيرة للغضب قائلاً إنها «عرض مثير للاشمئزاز للإسلاموفومبيا»، وإنها لا تليق بمنصب سيناتور أميركي.

لكن هذه الانتقادات لم تثن الجمهوريين عن تصريحاتهما، على العكس، فقد شن النائب فاين هجوماً مضاداً على شومر، أحد أبرز القيادات اليهودية في الكونغرس، فوصفه بـ«العار على الشعب اليهودي»، واعتبر أن «الإسلاموفوبيا غير حقيقية»، وأن «الخوف من الإسلام منطقي»، على حد تعبيره. وكثف من هجماته قائلاً: «لقد قتل الإرهابيون المسلمون اثني عشر شخصاً أبرياء في أستراليا في اليوم الأول من عيد هانوكا»، وأضاف: «كم مرة أخرى سيحدث هذا قبل أن نستيقظ؟ الإسلام غير متوافق مع الغرب».

زعيم الجمهوريين في الشيوخ جون ثون في الكونغرس في 11 ديسمبر 2025 (رويترز)

ومع هذه المواقف الصادمة، تجنبت القيادات الجمهورية انتقاد أعضاء الحزب علناً، بل عمدت إلى إصدار مواقف منددة بهجوم أستراليا من دون الرد على المواقف المثيرة للجدل من صفوف بعض الجمهوريين، وقد حذر البعض من أن عدم السيطرة على مواقف من هذا النوع من شأنها أن تحرك مشاعر الكراهية في الداخل الأميركي، وأن تؤدي إلى أعمال عنف بحق المسلمين الأميركيين، على غرار ما حصل بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، واعتداءات السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها الساحة الأميركية بشكل عام، والكونغرس بشكل خاص، تحركات ومواقف مماثلة، فقد سبق وأن طرح الجمهوريان المذكوران مشروع قانون يمنع «تطبيق الشريعة الإسلامية في أميركا»، رغم عدم وجود أي مبرر لقانون من هذا النوع في الولايات المتحدة.


مقالات ذات صلة

هيغسيث وروبيو يدافعان عن ضربات واشنطن في الكاريبي

الولايات المتحدة​ وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث يسير في مبنى الكابيتول في العاصمة واشنطن 16 ديسمبر 2025 (رويترز)

هيغسيث وروبيو يدافعان عن ضربات واشنطن في الكاريبي

دافع وزيرا الدفاع والخارجية الأميركيان أمام الكونغرس، الثلاثاء، عن الضربات الجوية التي استهدفت سفناً تشتبه واشنطن بتهريبها المخدرات في منطقة الكاريبي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تحليل إخباري قوات من الجيش السوري أثناء عرض عسكري بدير الزور يوم 8 ديسمبر (إكس)

تحليل إخباري كيف سينعكس هجوم تدمر على علاقة حكومة الشرع بواشنطن؟

تشهد المؤسسات العسكرية والأمنية السورية حالة استنفار، في ظل تعليمات وإجراءات تهدف إلى منع الاختراقات، في أعقاب هجوم تدمر الإرهابي.

سعاد جرَوس (دمشق)
الولايات المتحدة​ طفل يمر قرب مصفحة معروضة في كاراكاس بفنزويلا (أ.ب)

الديمقراطيون الأميركيون يرفضون التورط في عمل بري بفنزويلا

غداة قول الرئيس دونالد ترمب إن العمليات البريّة ستبدأ «قريباً جداً» في الكاريبي، عبّر السيناتور الديمقراطي مارك وارنر عن شكوك حيال أهداف ترمب في فنزويلا.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ جيفري إبستين في صورة التُقطت لسجل مرتكبي الجرائم الجنسية التابع لإدارة خدمات العدالة الجنائية في ولاية نيويورك بتاريخ 28 مارس 2017 (رويترز)

هل تلتزم إدارة ترمب بنشر ملفات إبستين كاملة؟

مع اقتراب الموعد النهائي في 19 ديسمبر (كانون الأول)... تواصل إدارة الرئيس الأميركي ترمب التحضيرات لنشر الملفات المتعلقة بشبكة الاتجار الجنسي التي أدارها إبستين.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة نشرتها لجنة الرقابة تُظهر دونالد ترمب (يسار) وإلى جانبه جيفري إبستين وهما يتحدثان إلى امرأة مجهولة (أ.ف.ب) play-circle

ترمب يعلّق على ظهوره في صور جديدة لإبستين: «ليست أمراً مهماً»

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه لم يرَ الصور التي تم التقاطها في ضيعة رجل الأعمال الراحل المدان بارتكاب جرائم جنسية جيفري إبستين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترمب يفرض حصارا على «ناقلات النفط الفنزويلية الخاضعة للعقوبات»

طائرتان من طراز «أوزبري» تابعتان لمشاة البحرية الأميركية تقلعان من بورتوريكو وسط تحركات لرفع مستوى الجاهزية في الكاريبي (أ.ف.ب)
طائرتان من طراز «أوزبري» تابعتان لمشاة البحرية الأميركية تقلعان من بورتوريكو وسط تحركات لرفع مستوى الجاهزية في الكاريبي (أ.ف.ب)
TT

ترمب يفرض حصارا على «ناقلات النفط الفنزويلية الخاضعة للعقوبات»

طائرتان من طراز «أوزبري» تابعتان لمشاة البحرية الأميركية تقلعان من بورتوريكو وسط تحركات لرفع مستوى الجاهزية في الكاريبي (أ.ف.ب)
طائرتان من طراز «أوزبري» تابعتان لمشاة البحرية الأميركية تقلعان من بورتوريكو وسط تحركات لرفع مستوى الجاهزية في الكاريبي (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الثلاثاء فرض حصار بحري على «سفن النفط الخاضعة للعقوبات» المغادرة من فنزويلا والمتوجّهة إليها، في تصعيد جديد لحملة الضغط التي يشنها على كراكاس.

وكتب ترمب على منصته «تروث سوشال» بعد أيام من قيام القوات الأميركية بالاستيلاء على ناقلة نفط قبالة الساحل الفنزويلي «اليوم، أصدر أمرا بفرض حصار كامل وشامل على كل ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات والتي تدخل فنزويلا وتخرج منها».

وأضاف أن الأسطول البحري الأميركي الضخم المنتشر في منطقة الكاريبي «سيزداد حجما» حتى تعيد فنزويلا «إلى الولايات المتحدة الأميركية كل النفط والأراضي والأصول الأخرى التي سرقتها منا سابقا».


ترمب سيتوجه إلى ولاية ديلاوير لاستقبال جثامين جنود الحرس الوطني الذين قتلوا بسوريا

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
TT

ترمب سيتوجه إلى ولاية ديلاوير لاستقبال جثامين جنود الحرس الوطني الذين قتلوا بسوريا

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترمب التوجه إلى قاعدة دوفر الجوية في ولاية ديلاوير، غداً الأربعاء، للمشاركة في مراسم استقبال رسمي مهيب لجثماني اثنين من أفراد الحرس الوطني في ولاية آيوا، قتلا يوم السبت الماضي في هجوم وقع في الصحراء السورية، وهو هجوم يختبر مسار التقارب بين واشنطن ودمشق.

ووفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، أعلن الجيش الأميركي أن عنصري الحرس الوطني اللذين قتلا في الهجوم هما السيرجنت إدجار بريان توريس توفار، البالغ من العمر 25 عاماً من مدينة دي موين، والسيرجنت ويليام ناثانيال هوارد، البالغ من العمر 29 عاماً من مدينة مارشالتاون.

وكان كلاهما عضوين في سرية الخيالة الأولى من الفوج الـ113 لسلاح الفرسان.

وتقام المراسم في قاعدة دوفر الجوية لتكريم الجنديين الأميركيين اللذين قتلا في المعارك، وهو أحد أرفع الواجبات الرسمية التي يقوم بها القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وأثناء هذه المراسم، يتم نقل التابوتين المغطين بالعلم الأميركي اللذين يحتويان على رفات الجنديين القتيلين من الطائرة العسكرية التي أقلتهما إلى دوفر، إلى مركبة معدة لنقلهما إلى المشرحة في القاعدة.

وهناك، يتم تجهيز الجنديين القتيلين لمراسم دفنهما الأخيرة.

وكان الرئيس ترمب، وهو جمهوري، قد قال خلال ولايته الأولى، إن حضور مراسم الاستقبال الرسمي لرفات أفراد القوات المسلحة هو «أصعب مهمة يتعين علي القيام بها» بصفتي رئيساً.


هيغسيث وروبيو يدافعان عن ضربات واشنطن في الكاريبي

وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث يسير في مبنى الكابيتول في العاصمة واشنطن 16 ديسمبر 2025 (رويترز)
وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث يسير في مبنى الكابيتول في العاصمة واشنطن 16 ديسمبر 2025 (رويترز)
TT

هيغسيث وروبيو يدافعان عن ضربات واشنطن في الكاريبي

وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث يسير في مبنى الكابيتول في العاصمة واشنطن 16 ديسمبر 2025 (رويترز)
وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث يسير في مبنى الكابيتول في العاصمة واشنطن 16 ديسمبر 2025 (رويترز)

دافع وزيرا الدفاع والخارجية الأميركيان أمام الكونغرس، الثلاثاء، عن الضربات الجوية التي استهدفت سفناً تشتبه واشنطن بتهريبها المخدرات في منطقة الكاريبي، في قضية تثير قلقاً متزايداً لدى المشرعين خصوصاً الديمقراطيين.

وفي تصريحات للصحافيين عقب جلسة استماع مغلقة في الكونغرس، دافع وزير الدفاع بيت هيغسيث ووزير الخارجية ماركو روبيو عن الضربات «المهمة والناجحة للغاية»، مؤكدين أنها استهدفت منظمات إرهابية وعصابات تتهمها واشنطن بتهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

ومنذ مطلع سبتمبر (أيلول)، أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشن غارات جوية على ما لا يقل عن 26 سفينة في منطقة الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، ما أسفر عن مقتل 95 شخصاً على الأقل، من دون تقديم أي دليل على تورطها في تهريب المخدرات.

وقد أثارت هذه القضية جدلاً واسعاً في واشنطن، لا سيما فيما يتعلق بعملية عسكرية نُفذت مطلع سبتمبر أطلق خلالها الجيش النار على مرحلتين، أسفر إطلاق النار الثاني عن مقتل الناجين الاثنين من سفينة محترقة.

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يصل إلى مبنى الكابيتول في العاصمة واشنطن يوم 16 ديسمبر 2025 (رويترز)

وأشار روبيو وهيغسيث إلى أنهما سيسمحان لأعضاء لجنتي القوات المسلحة في مجلسي النواب والشيوخ بمشاهدة فيديو الضربة في وقت لاحق من هذا الأسبوع، بحضور قائد القوات المسلحة الأدميرال فرانك برادلي الذي أصدر الأمر.

قال بيت هيغسيث: «لكن، وفقاً لسياسة وزارة الدفاع الراسخة، لن ننشر الفيديو الكامل غير المحرر الذي يُعدّ سرياً للغاية، للجمهور».

وطالب زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر الإدارة بتزويد كل عضو في مجلس الشيوخ بالتسجيلات الكاملة من دون أي تحرير لها، محذراً من أن السرية، إلى جانب وجود قوات أميركية ومجموعة حاملات طائرات ضاربة في المنطقة، من شأنها أن تجرّ البلاد إلى صراع آخر بلا أي أفق.

كما تساءل بعض المشرعين الجمهوريين، بينهم السيناتور راند بول، عما إذا كان استهداف مشتبه بهم ناجين من غرق سفينة يشكّل انتهاكاً للقانون الدولي.

وبحسب خبراء، تسلّط هذه القضية الضوء على موضع خلاف جوهري في نهج الرئيس دونالد ترمب يتمثل في التعامل مع تهريب المخدرات بوصفه عملاً حربياً.

وعند مغادرته الاجتماع، قال شومر إنه «لم يسمع أي جديد» في الموضوع.

قد يُصوّت مجلس الشيوخ قريباً على قرارات تهدف إلى منع الرئيس ترمب من شنّ عمل عسكري ضد فنزويلا من دون موافقة الكونغرس.