وفاة 14 فلسطينياً بسبب البرد... وانهيار منازل في غزة

«حماس» عدّت الأمر «امتداداً لكارثة حرب الإبادة»

فلسطينيون خلال البحث عن ضحايا تحت أنقاض منزل انهار تحت المطر الغزير في بيت لاهيا شمال قطاع غزة الجمعة (رويترز)
فلسطينيون خلال البحث عن ضحايا تحت أنقاض منزل انهار تحت المطر الغزير في بيت لاهيا شمال قطاع غزة الجمعة (رويترز)
TT

وفاة 14 فلسطينياً بسبب البرد... وانهيار منازل في غزة

فلسطينيون خلال البحث عن ضحايا تحت أنقاض منزل انهار تحت المطر الغزير في بيت لاهيا شمال قطاع غزة الجمعة (رويترز)
فلسطينيون خلال البحث عن ضحايا تحت أنقاض منزل انهار تحت المطر الغزير في بيت لاهيا شمال قطاع غزة الجمعة (رويترز)

توفي 14 فلسطينياً على الأقل، في غضون 24 ساعة، إثر المنخفض الجوي الشديد الذي ضرب الأراضي الفلسطينية على مدار 3 أيام، وتعمق خلال الخميس والجمعة بشكل كبير، ما تسبب في كثير من الحوادث التي أدت لهذه الوفيات التي كانت غالبيتها بفعل انهيار منازل متضررة بفعل الحرب الإسرائيلية التي استمرَّت عامين على القطاع.

وأُعلن عن وفاة 6 أفراد من عائلة «بدران» إثر سقوط منزلها المتضرر بفعل القصف الإسرائيلي، في منطقة بئر النعجة غرب بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، بينما انتُشل من تحت أنقاضه شخصان مصابان، وصفت حالة أحدهما بأنها «حرجة».

فلسطينيون خلال البحث عن ضحايا تحت أنقاض منزل انهار تحت المطر الغزير في بيت لاهيا شمال قطاع غزة الجمعة (رويترز)

وتوفي فلسطينيان شقيقان من عائلة «حنونة» إثر انهيار جدار منزل متضرر على خيام للنازحين موجودة بجواره؛ ما أدى لوقوع إصابات عدة أخرى، في المكان، بينما توفي شاب آخر إثر انهيار جدار آخر في منزل متضرر بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.

وانتُشل جثمانا فلسطينيَّين آخرَين من منزل لعائلة «نصار» بحي الشيخ رضوان بعد انهياره بالسكان الموجودين فيه، في حين انشغلت طواقم الدفاع المدني بمحاولة إنقاذ آخرين من تحت أنقاض المنزل الذي كان متضرراً؛ نتيجة غارة إسرائيلية سابقة طالت منازل مجاورة له خلال الحرب.

وتوفي، فجر الجمعة، رضيع إثر البرد الشديد في مخيم الشاطئ، بينما توفيت طفلة نتيجة الظروف ذاتها في مأوى للنازحين بحي النصر في مدينة غزة، بينما توفيت أمس طفلة بالظروف نفسها في خان يونس جنوب قطاع غزة.

وتسببت الأمطار الغزيرة التي لم تتوقف على مدار 3 أيام، بانهيار أحد أبواب المسجد العمري الكبير في مدينة غزة، والذي كان قد تعرَّض لقصف سابق.

نازحون يستخدمون عربة يجرها حمار للتنقل وسط شارع فاضت فيه مياه الأمطار بمدينة غزة الجمعة (رويترز)

وسجَّل جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، انهيار ما لا يقل عن 15 منزلاً في مختلف أنحاء القطاع، مشيراً إلى أن طواقمه ما زالت تحاول مساعدة السكان رغم إمكاناتها المحدودة، والتي دُمِّرت غالبيتها بفعل الحرب.

وبيَّن الجهاز أنه سجَّل منذ بداية المنخفض الجوي، وحتى ساعات الظهيرة من يوم الجمعة، أكثر من 3500 نداء استغاثة منذ بداية المنخفض، معظمها تتعلق بانهيارات، وتسرب مياه، وغرق خيام، ونزوح عائلات، مبيناً أن المنخفض أدى إلى غرق آلاف الخيام التي تقيم فيها العائلات، ما ضاعف المأساة الإنسانية بشكل كبير.

وذكر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، أن المنخفض تسبب بانجراف وغرق أكثر من 27 ألف خيمة من خيام النازحين التي غمرتها المياه أو جرفتها السيول أو اقتلعتها الرياح الشديدة، في حين تضرر بشكل مباشر أكثر من ربع مليون نازح بفعل مياه الأمطار والسيول والانهيارات التي جاءت على خيامهم المهترئة.

البحث عن ضحايا تحت أنقاض منزل انهار تحت المطر الغزير في بيت لاهيا شمال قطاع غزة الجمعة (رويترز)

وأشار إلى أن إسرائيل ما زالت تمنع إدخال المساعدات الإغاثية ومواد الإيواء، كما تمنع إدخال 300 ألف خيمة وبيت متنقل وكرفان، وتمنع إنشاء أو تجهيز ملاجئ بديلة للنازحين، عادّاً أن هذه «السياسات غير الإنسانية تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وتعرض مئات آلاف المدنيين لمخاطر جسيمة نتيجة المناخ واستمرار العدوان بطرق متعددة دون أي حماية أو بدائل آمنة».

في حين عدّ حازم قاسم الناطق، باسم حركة «حماس»، ما جرى بأنه «امتداد لكارثة حرب الإبادة»، وأنه «دليل صارخ على عجز المنظومة الدولية عن إغاثة غزة، وفشل المجتمع الدولي في كسر الحصار المفروض على أهل القطاع».

وقال قاسم في تصريح صحافي: «يعكس ذلك حجم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي خلفتها هذه الحرب الصهيونية الإجرامية، ويؤكد أن الحرب لا تزال مستمرة، وإن تغيرت أدواتها، ما يستدعي حراكاً جاداً من جميع الأطراف لوضع حد لهذه الإبادة عبر الشروع الفوري في عملية إعمار قطاع غزة، وتوفير متطلبات الإيواء».


مقالات ذات صلة

«الجهاد الإسلامي» تنفي الامتناع عن تسليم المختطف الأخير

خاص مقاتل من «الجهاد الإسلامي» يراقب عمالاً مصريين يحفرون بآلية ثقيلة بحثاً عن جثث المختطفين في النصيرات شمال قطاع غزة (أرشيفية - أ.ب)

«الجهاد الإسلامي» تنفي الامتناع عن تسليم المختطف الأخير

قالت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، منذ أيام إنها سلمت كل ما لديها من مختطفين، وإنها التزمت بشكل كامل باتفاق وقف إطلاق النار.

الخليج شاحنات محمَّلة بالمساعدات الإنسانية السعودية لدى عبورها منفذ رفح (مركز الملك سلمان للإغاثة)

مساعدات إنسانية سعودية تعبر منفذ رفح نحو غزة

عبَرت، الخميس، دفعة جديدة من المساعدات الإنسانية السعودية منفذ رفح الحدودي، تمهيداً لإيصالها إلى المتضررين في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (منفذ رفح)
العالم العربي كانت هذه الأسياخ يوماً ما تحمل جدران البيوت أما اليوم فهي تُستخدم في نصب الخيام التي تشتد الحاجة إليها مع انخفاض درجات الحرارة ليلاً (أ.ف.ب)

من الركام إلى الخيام... قضبان الحديد تساعد سكان غزة على الصمود في برد الشتاء

مع اشتداد برد الشتاء في قطاع غزة، يشق نازحون فلسطينيون طريقهم كل يوم إلى بيوتهم التي دمرها القصف الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينية نازحة بأحد المخيمات في يوم ممطر بخان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)

وفاة رضيعة وسط انعدام المأوى... سكان غزة وجهاً لوجه مع الشتاء القارس

توفيت رضيعة فلسطينية، اليوم الخميس، نتيجة البرد القارس في مدينة خان يونس وسط موجة من الطقس البارد في قطاع غزة الذي يعاني انعدام المأوى والعلاج.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الخليج حملت الطائرة الإغاثية سلالاً غذائية وحقائب إيوائية تمهيداً لنقلها إلى المتضررين داخل غزة (واس)

وصول الطائرة السعودية الـ75 لإغاثة أهالي غزة

وصلت إلى مطار العريش الدولي بمصر، الأربعاء، الطائرة الإغاثية الـ75 التي يُسيّرها «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية».

«الشرق الأوسط» (العريش)

مصر تستكمل مساعيها بزيارة رئيس وزرائها بيروت الأسبوع المقبل

الرئيس اللبناني جوزيف عون يستقبل السفير المصري علاء موسى (الرئاسة اللبنانية)
الرئيس اللبناني جوزيف عون يستقبل السفير المصري علاء موسى (الرئاسة اللبنانية)
TT

مصر تستكمل مساعيها بزيارة رئيس وزرائها بيروت الأسبوع المقبل

الرئيس اللبناني جوزيف عون يستقبل السفير المصري علاء موسى (الرئاسة اللبنانية)
الرئيس اللبناني جوزيف عون يستقبل السفير المصري علاء موسى (الرئاسة اللبنانية)

تعمل مصر على محاولة تخفيف حدة التوتر، وتجنيب لبنان أي تطور عسكري إسرائيلي، ضمن مبادرة متواصلة، بدأها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي قبل أسبوعين في بيروت، وتُستكمل في زيارة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إلى بيروت في الأسبوع المقبل.

وبحث السفير المصري لدى لبنان علاء موسى، مع الرئيس اللبناني جوزيف عون الأوضاع الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على لبنان والمنطقة، والدور الذي تلعبه مصر في سياق الجهود المبذولة لتخفيف التوتر. وأشار موسى إلى أنه «يتم الإعداد لزيارة مدبولي التي ستتم، الأسبوع المقبل»، لافتاً إلى أن «الترتيبات متواصلة مع الدولة اللبنانية، على أمل أن تكون الزيارة موفقة، وهي تهدف إلى مواصلة إرسال رسائل الدعم إلى لبنان».

جهود مصر

وقال موسى بعد اللقاء: «أَطْلَعْتُ الرئيس عون على الجهود التي تقوم بها مصر من أجل تهدئة حدة التوتر في جنوب لبنان، ومحاولة البحث عن مخرج ملائم يجعلنا نبتعد عن شبح تصاعد الأزمة وتطورها إلى ما أبعد مما هي عليه». وأضاف: «في الفترة السابقة، وبعد زيارة وزير الخارجية المصري للبنان، عدنا إلى القاهرة، وبناءً على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، واصل وزير الخارجية اتصالاته مع مختلف الأطراف في الإقليم وخارجه ومع الولايات المتحدة، وأطلعهم على نتائج زيارته، وتم التشاور في ما هو آتٍ، وتَلَمَّسْنَا بعض الردود التي تبدو مشجعة، ونحن نعمل وفقاً لها»، مشيراً إلى «بوادر جيدة ولو أن الطريق لا يزال طويلاً، ونحاول التمسك بها؛ لأنه ليس أمامنا سوى العمل من أجل تجنيب لبنان أي تطور في الاعتداءات الإسرائيلية على أراضيه».

وقال موسى: «الأمور تسير بشكل جيد، ونسعى إلى تطويرها في الفترة المقبلة، ولكن علينا الاستمرار في العمل مع الشركاء في الإقليم وخارجه، وأعتقد أن الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من التطور الذي نأمل أن يكون إيجابياً».

ولفت إلى أن «المؤشرات تفيد بأننا نسير في الطريق الصحيح، ولا بد من مواصلة العمل؛ لأنه لا يمكن ضمان أي شيء، ولكن ما يتم العمل عليه هو محاولة تخفيف حدة التوتر، وتجنيب لبنان أي تطور في حدة الاعتداءات، وهذا هو الهدف الأساسي، والمسألة يجب أن تتم خطوة تلو أخرى لخلق حالة من الزخم للاستفادة منها في حل الكثير من المعوقات».

وفي ظل التصعيد الإسرائيلي، قال موسى: «لا بديل سوى مواصلة هذه الجهود، وعندما تحدثت عن الإيجابية قصدت بها فرصاً للحوار ومحاولة للأطراف، ومصر، لإيجاد أرضية مشتركة للبناء عليها في المستقبل، وليس أمامنا سوى العمل والمحاولة؛ لأن البديل هو انتظار ما سيأتي، وهذا ما يجب تجنبه قدر الإمكان».

ملف الأسرى

كان عون قد استقبل وفداً من «الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين»، وأبلغهم بأن قضية الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية هي أولوية بالنسبة إليه، وقال: «هذه القضية ستبقى حاضرة، وأنا حريص على جميع اللبنانيين، وآمل أن نصل إلى نتيجة وفق أي طريقة ممكنة للضغط على إسرائيل للتجاوب مع المطالب».

وقال عون لعائلات الأسرى: «أولادكم هم أولادنا، وكما قلت في خطاب القسم وفي كل لقاءاتي ومقابلاتي، إن هذا الملف مهم جداً وأولوية بالنسبة إليَّ، وتتم إثارته أيضاً في لجنة (الميكانيزم) لجهة اعتباره في سلم الأولويات. كما أثرت الموضوع خلال لقائي برئيس اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» خلال زيارتي إلى نيويورك، وطلبت منه زيارة الأسرى والاطمئنان إلى صحتهم وأوضاعهم، لكن الإسرائيليين لم يتجاوبوا، وأثرت الموضوع أيضاً مع الجانب الأميركي على أمل أن نصل إلى نتيجة».

وتسلم عون مذكرة من الوفد تضمنت أسماء الأسرى والمواقع اللبنانية التي تم أسرهم فيها، إضافة إلى تاريخ الأسر، «حيث إن 10 من أصل الأسرى الـ20، تم اختطافهم بعد وقف الأعمال العدائية، وهم يقومون بأعمالهم اليومية في بلداتهم وقراهم»، كما أفادت المذكرة.


«الجهاد الإسلامي» تنفي الامتناع عن تسليم المختطف الأخير

مقاتل من «الجهاد الإسلامي» يراقب عمالاً مصريين يحفرون بآلية ثقيلة بحثاً عن جثث المختطفين في النصيرات شمال قطاع غزة (أرشيفية - أ.ب)
مقاتل من «الجهاد الإسلامي» يراقب عمالاً مصريين يحفرون بآلية ثقيلة بحثاً عن جثث المختطفين في النصيرات شمال قطاع غزة (أرشيفية - أ.ب)
TT

«الجهاد الإسلامي» تنفي الامتناع عن تسليم المختطف الأخير

مقاتل من «الجهاد الإسلامي» يراقب عمالاً مصريين يحفرون بآلية ثقيلة بحثاً عن جثث المختطفين في النصيرات شمال قطاع غزة (أرشيفية - أ.ب)
مقاتل من «الجهاد الإسلامي» يراقب عمالاً مصريين يحفرون بآلية ثقيلة بحثاً عن جثث المختطفين في النصيرات شمال قطاع غزة (أرشيفية - أ.ب)

نفت مصادر فلسطينية ما تروجه إسرائيل منذ يومين، عن أن حركة «الجهاد الإسلامي»، ترفض التعاون مع حركة «حماس»، وتسليمها إياها آخر جثة مختطف إسرائيلي في قطاع غزة، قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار.

وحسب ما نشرت صحيفة «معاريف» العبرية، الجمعة، نقلاً عن مصادر أمنية إسرائيلية، فإن هناك حالة من التوتر في العلاقات ما بين «حماس» و«الجهاد الإسلامي» بشأن امتناع الأخيرة عن تسليم جثة المختطف الأخير، ران غفيلي.

وتعتقد إسرائيل أن عناصر من «الجهاد الإسلامي» متورطون بشكل مباشر في أسر غفيلي، واحتجازه في غزة.

وقالت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، منذ أيام إنها سلمت كل ما لديها من مختطفين، وإنها التزمت بشكل كامل باتفاق وقف إطلاق النار. وهو ما أكدته مصادر من الحركة لـ«الشرق الأوسط».

مقاتلون من «الجهاد الإسلامي» وعمال مصريون يبحثون عن جثث رهائن إسرائيليين شمال النصيرات بقطاع غزة (أرشيفية - أ.ب)

وحسب المصادر، فإن جثة غفيلي لم تكن لدى المختطفين الإسرائيليين الموجودين لدى الحركة، وأنها كانت بحوزة «حماس»، مؤكدةً أن التنسيق مع الأخيرة بحالة ممتازة ولا يوجد أي خلافات أو توتر كما تدعي التقارير الإسرائيلية.

وتقول مصادر من «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، إن الجثة يشتبه بوجودها في 3 أو 4 مواقع داخل حيي الشجاعية والزيتون شرق مدينة غزة، وتمت عمليات البحث في تلك المواقع ولم يعثر عليها، مبينةً أن جميع المسؤولين الميدانيين وكذلك النشطاء الذين شاركوا بعملية الأسر والاحتفاظ بالجثة قُتلوا في سلسلة غارات وعمليات مختلفة؛ ولذلك هناك صعوبة في تحديد المكان بشكل نهائي وأكيد.

وبيَّنت أن الصعوبات في إيجاد الجثة تعود أيضاً لأسباب تتعلق بقصف تلك المناطق وتدميرها بالكامل وتجريفها خلال عمليات التوغل الإسرائيلية.

ووفقاً لصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، فإن إسرائيل قدمت لـ«حماس» عبر الوسطاء، معلومات عن الأشخاص الذين يمكن أن يسهموا في تحديد مكان الجثة، وكذلك نقلت معلومات عن المكان المحتمل لوجودها فيه مرفقةً بصور جوية.

وتقول مصادر «حماس» لـ«الشرق الأوسط» إن هناك تواصلاً مستمراً مع الوسطاء بشأن هذه القضية وقضايا أخرى.

فيديو جديد يحمل شكوكاً

تأتي هذه التطورات، تزامناً مع أخرى تتعلق بنشر هيئة عوائل المختطفين الإسرائيلية، مقاطع فيديو لستة مختطفين داخل قطاع غزة، تم العثور على جثامينهم داخل نفق في رفح، في أغسطس (آب) 2024، وهم يتشاركون حياتهم سوياً، من خلال الاحتفال بـ«عيد الأنوار/ الحانوكاه» اليهودي، وإحياء رأس السنة الجديدة عام 2024، وكذلك الحديث فيما بينهم، وحلاقة شعرهم، وتنقلهم من مكان إلى آخر داخل النفق.

مسلحون من «حماس» يحملون أحد التوابيت في أثناء تسليم جثث رهائن إسرائيليين إلى الصليب الأحمر في خان يونس 20 فبراير 2025 (د.ب.أ)

وأثارت مقاطع الفيديو تساؤلات حول حقيقة إعلان الجيش الإسرائيلي أنهم قُتلوا قبل يومين من الوصول إليهم داخل النفق، برصاص عناصر «حماس»، في حين كانت الحركة نفت ذلك وأكدت أنهم قُتلوا في قصف إسرائيلي طال المكان.

وقالت الصحافية الإسرائيلية ميكي ليفين في تقرير لها بموقع صحيفة «معاريف»: «كان بإمكان هؤلاء الستة العودة إلى ديارهم أحياء لو تم التوصل إلى اتفاق في وقت سابق، في أبريل (نيسان) الماضي، كما أفاد كبار أعضاء فريق التفاوض»، مشيرةً إلى أن إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والوزيرين بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير، على فكرة «النصر الكامل» وهو مفهوم فارغ أثبت الواقع استحالة تحقيقه، لكان هؤلاء قد أُفرج عنهم ضمن صفقة رفضتها الحكومة الإسرائيلية، والتي تجاهلت التحذيرات من أن دخول رفح سيؤدي إلى مقتل المختطفين.

ووفقاً لهيئة البث الإسرائيلية، فإنه قبل أيام من مقلتهم، كانت المفاوضات مع الوسطاء مهددة بالانهيار بسبب إصرار الحكومة الإسرائيلية على السيطرة على محور فيلادلفيا، حيث كان من المقرر الإفراج عن 5 منهم لو تم توقيع الاتفاق حينها.

ويبدو أن هذه الظروف هي ما دفعت إسرائيل إلى الإعلان بأنهم قُتلوا بفعل رصاص عناصر «حماس». وعاودت مصادر من الحركة تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نفي تلك الرواية، مؤكدةً أنهم قُتلوا إثر قصف مدفعي وجوي طال المنطقة، وتسبب حينها بمقتل عدد من الآسرين. لافتةً إلى أنه كان في تلك الفترة تعليمات لدى الآسرين بأنه في حال اقتربت القوات الإسرائيلية منهم فلديها مهمة بقتل أي أسير في حال كان هناك خطراً عليهم.

ويقع النفق في منطقة حي تل السلطان غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة، واعترف لاحقاً الجيش الإسرائيلي بأن التحقيقات تشير إلى أنهم قُتلوا نتيجة الضغط العسكري الذي مورس في المنطقة.

وقتلت إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي السابق لحركة «حماس»، في منزل قريب من مكان النفق برفح بحي تل السلطان، بشكل مفاجئ أثناء وجوده مع مجموعة مسلحة تم رصدها تتحرك بالمنزل.

وكشفت «الشرق الأوسط» على لسان مصادر من «حماس»، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، عن أن إبراهيم السنوار، نجل القيادي في «كتائب القسام»، محمد السنوار، والذي قُتل لاحقاً في غارة إسرائيلية، قد قُتل نجله مع عمه في أحد الأنفاق برفح.

وأوضحت المصادر أن إبراهيم محمد السنوار قُتل في غارة إسرائيلية استهدفته عندما خرج من فتحة نفق لكشف تحركات الاحتلال، حين كان برفقة عمه، وكان ذلك في أغسطس من ذلك العام، بمدينة رفح جنوب القطاع.

وتشير تقديرات تتبعتها «الشرق الأوسط» إلى أن الحديث يدور عن النفق نفسه الذي كان به المختطفون الستة، حيث أشارت تحقيقات إسرائيلية لاحقة إلى أنه عثر على أدلة حمض نووي تشير إلى وجود السنوار فيه.

وقد يكون فعلياً قُتل أولئك المختطفون في الضربة نفسها التي قُتل فيها إبراهيم السنوار، نجل محمد، والذي كان يرافق عمه يحيى طوال الحرب، وذلك إلى جانب عناصر مسلحة أخرى.

وتؤكد مصادر من الحركة لـ«الشرق الأوسط»، أن التعليمات كانت مشددة بشأن التعامل مع المختطفين الإسرائيليين وتوفير كل الإمكانات اللازمة لإبقائهم على قيد الحياة والحفاظ على حياتهم.


لبنان: الانتخابات النيابية هل تتقدم على نزع سلاح «حزب الله»؟

رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً السفير الأميركي ميشال عيسى (رئاسة البرلمان)
رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً السفير الأميركي ميشال عيسى (رئاسة البرلمان)
TT

لبنان: الانتخابات النيابية هل تتقدم على نزع سلاح «حزب الله»؟

رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً السفير الأميركي ميشال عيسى (رئاسة البرلمان)
رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً السفير الأميركي ميشال عيسى (رئاسة البرلمان)

يقف لبنان على بُعد خمسة أشهر من إجراء الانتخابات النيابية في موعدها في ربيع 2026، من دون أن تلوح في الأفق بوادر إيجابية تدعو للتفاؤل بأن إنجازها سيتم في موعده رغم إجماع القيادات اللبنانية، على الأقل في العلن، على ضرورة إتمامها، وهي تتلاقى مع الدعوات الدولية من خلال تعدد زيارات الموفدين المعنيين بالحفاظ على الاستقرار في لبنان احتراماً للتقيد بالاستحقاقات الدستورية، وأولها إجراء الانتخابات باعتبارها تشكل محطة لإحداث تغيير في لبنان يأخذ بالتحولات في المنطقة مع تراجع محور الممانعة في الإقليم، وافتقاد «حزب الله» لحلفائه الذين تخلوا عنه بعد الحرب الأخيرة.

وتتصرف القوى السياسية المعنية بإجراء الانتخابات النيابية على أن تأجيلها إلى يوليو (تموز) 2026 بات مرجحاً، إن لم يكن مؤكداً بموجب المساعي الرامية للتوصل إلى تسوية لإخراج قانون الانتخاب من التأزم، تقضي بأن يصرف رئيس المجلس النيابي نبيه بري النظر عن استحداث الدائرة الانتخابية السادسة عشرة لتمثيل الاغتراب بـ6 مقاعد نيابية، في مقابل موافقة خصومه على سحب تمسكهم بمشروع القانون الذي تقدمت به حكومة الرئيس نواف سلام من البرلمان وينص على شطب المادتين 112 و122 من القانون، اللتين تنصان على السماح للمغتربين بالاقتراع من خارج لبنان، وبحسب قيودهم في لوائح الشطب لـ128 نائباً، فإن هذا لا يكفي في حال إصرار المجتمع الدولي على أن تتقدم حصرية السلاح على إنجاز الانتخابات.

أولوية واشنطن لـ«حصرية السلاح»

وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر سياسية بأن قوى محلية معنية بالانتخابات النيابية أخذت تروّج بأن المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية، يعطي الأولوية، حتى إشعار آخر، لتطبيق حصرية السلاح بيد الدولة، بذريعة أنه من غير الجائز إجراء الانتخابات تحت سلطة سلاح «حزب الله».

آليات لقوات «اليونيفيل» خلال دورية في بلدة القليعة بجنوب لبنان (أرشيفية - د.ب.أ)

وفي المقابل، تؤكد مصادر نيابية أنه يكثر الآن الحديث عن أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب تقدم حصرية السلاح على إجراء الانتخابات، لكننا لم نتبلغ رسمياً، كما تقول لـ«الشرق الأوسط»، إنها تصر على إعطاء الأولوية لنزع سلاح «حزب الله»، وإن كان بعض أعضاء الفريق الأميركي المولج بالملف اللبناني يبدي تشدداً بضرورة سحبه اليوم قبل الغد، بذريعة أن الحزب بلا سلاحه سيتراجع أمام بيئته بخلاف احتفاظه به، وهذا ينعكس على وضعه الانتخابي، وإن كان ينظر إلى الانتخابات على أنها محطة لتجديد شعبيته بداخل الطائفة الشيعية.

وتلفت المصادر إلى أن الموفدين الأميركيين إلى لبنان، أكانوا ينتمون إلى الحزب الديمقراطي أم الجمهوري، فإنهم يشددون على نزع سلاح «حزب الله»، ويدعون لإجراء الانتخابات في موعدها، من دون أن يعطوا الأولوية لنزعه، وهم يلتقون مع ما قاله الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، في هذا الخصوص، في لقاءاته مع الرؤساء الثلاثة والقيادات الحزبية والسياسية، وتؤكد أن قرار نزعه هو بيد إيران التي تصر من خلال الحزب على الإمساك بالورقة اللبنانية لعلها تضغط لتسريع مفاوضاتها مع الولايات المتحدة، وصولاً لتحسين شروطها بمقايضتها السلاح بحفظ موقع لها في الإقليم.

جدول زمني لحصرية السلاح

وتراهن المصادر على أن تتوصل الاجتماعات المقبلة للجنة الـ«ميكانيزم» إلى تفاهم يفتح الباب أمام وضع جدول زمني لاستكمال تطبيق حصرية السلاح يباشر لبنان بتنفيذه على مراحل أسوة بالاتفاق الذي أنهى الحرب في غزة. وترى أن مجرد تأجيل الانتخابات إلى يوليو يعني حكماً أن أمام الحكومة فرصة لإلزام «حزب الله» بوجوب التقيُّد به بما يتيح لواشنطن بالضغط على إسرائيل لخلق الأجواء الآمنة لتمرير الاستحقاق النيابي.

رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً السفير الأميركي ميشال عيسى (رئاسة البرلمان)

لذلك، فإن إجراء الانتخابات النيابية هو بيد واشنطن التي تدرك سلفاً أن تأجيلها ليس لمصلحة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون الذي يصر على إتمامها التزاماً بما تعهّد به في خطاب القسم، وهو على توافق مع الرئيس سلام، إضافة إلى أنها مضطرة لتسهيل إجراء العملية الانتخابية تأكيداً لمصداقيتها في هذا المجال ورهانها على إحداث تغيير في البرلمان المنتخب، بخلاف الحالي، لمصلحة القوى المناهضة لمحور الممانعة.

برودة انتخابية

وعليه، فإن الحراك الانتخابي يبقى محكوماً بالبرودة، باستثناء مبادرة «حزب الله» وحركة «أمل» إلى تشغيل ماكيناتهم الانتخابية، وهذا ما ينسحب أيضاً على حزب «القوات اللبنانية» لخوض الانتخابات، لكن احتدام المنافسة يبقى عالقاً على توصّل بري وخصومه إلى تسوية حول قانون الانتخاب، على أن تتلازم مع وضوح موقف واشنطن بصورة نهائية وقاطعة بعدم تقديمها نزع سلاح الحزب على الانتخابات، وتبيان الموقف النهائي لرئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، وما إذا كان ماضياً بتعليق العمل السياسي، أو أنه سيوعز إلى تيار «المستقبل» ببدء الاستعداد للانخراط في المعركة الانتخابية ترشحاً واقتراعاً.

وتأكَّد أن الحريري، بخلاف التأويلات المنسوبة إلى تياره السياسي، يستعد لحسم موقفه، لكن مع حلول العام المقبل، وبالتالي فإن مجرد وضوح موقفه سيفتح الباب أمام زحمة المرشحين (تحديداً في دائرة بيروت الثانية والثالثة) التي ستشهد أعنف المعارك الانتخابية؛ نظراً لتعدد اللوائح التي يُفترض أن تتجاوز نصف دزينة، وقد تحمل مفاجآت بالنتائج والترشح لملء 11 مقعداً نيابياً.