يخوض المدافع الفلسطيني محمد صالح، كأس العرب لكرة القدم، «بظروف مختلفة وأفضل نسبياً»، من تلك التي اختبرها ابن قطاع غزة، أثناء كأس آسيا التي احتضنتها قطر أيضاً مطلع عام 2024.
بمشاعر مختلفة عن البطولة القارية، سار صالح الأحد فرحاً في المنطقة المختلطة، محتفلاً بتأهل غير مسبوق لـ«الفدائي» إلى ربع نهائي كأس العرب، بعد التعادل السلبي مع سوريا.
تحدث لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» عن ظروف أفضل يعيشها على المستوى الشخصي، «لكن الحرب لا تزال مستمرة، وأهلي لا يزالون في غزة».
ودخلت هدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» حيز التنفيذ في 10 أكتوبر (تشرين الأول)، وأسهمت إلى حدّ كبير في خفض وتيرة العنف جراء الحرب التي اندلعت عقب هجوم «حماس» المفاجئ على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
لكن الهدنة تبقى هشة مع تبادل إسرائيل و«حماس» الاتهامات بانتهاكها.
قبل نحو عامين، تزامنت المسابقة القارية مع حرب بين إسرائيل و«حماس»، لم تكن تتجاوز حينها المائة يوم.
اعتذر وقتذاك صالح، بعينين مغرورقتين بالدموع لأطفال غزة «لفشلنا في تطييب خاطرهم في المباراة أمام إيران»، التي خسرها «الفدائي» 1 - 4 في استهلالية مبارياته، لكن «اليوم، يبدو الشعور مختلفاً والفرحة موجودة لأهلنا وأحبابنا في غزة، وأهديها أيضاً لأرواح زملائي اللاعبين من الشهداء».
يشعر صالح (32 عاماً) الذي قصِف منزله في حي الرِمال في غزة، ببعض الارتياح بعد انتقال والدته وشقيقه الأصغر إلى العيش معه في قطر، حيث ينشط حالياً مع الريان في الدوري المحلي، «لكن والدي وشقيقي الأكبر بقيا في حي الرمال».
يضيف: «يعاني والدي كثيراً كي يتابع المباريات ويضطر لشراء الوقود بأسعار غالية جداً حتى يشغل المولد».
وعلى الرغم من تعرض والدته لوعكة صحية ألزمتها المستشفى في الدوحة ليلة المواجهة مع سوريا، فإن صالح يقر أن «الوضع أفضل نسبياً من السابق، حين كنت أفقد الاتصال بعائلتي أثناء الحرب».
يقف صالح، مع زملائه على أعتاب إنجاز أوسع بالوصول إلى نصف نهائي كأس العرب، إذا ما تجاوز «الفدائي» (المتصدر) الأخضر السعودي (وصيف مجموعته) الخميس، في استاد لوسيل المونديالي.
عن مواجهة السعودية، يقول صالح، الذي احترف سابقاً في كثير من الأندية المصرية آخرها الاتحاد السكندري، «من الأساس، نحن تصدرنا مجموعتنا، ولم نضع في اعتبارنا من سنواجه سواء السعودية أو المغرب، وأنا شخصياً لا أحب تفضيل منتخب على آخر».
يتابع: «أي فريق نواجهه ندرسه جيداً ونلعب على إمكاناتنا، ونحن قادرون على مواجهة أي منتخب في الوطن العربي».
يقول صالح الذي «نشأ على تراب غزة ومارس كرة القدم على ساحلها» وفقاً لتعبيره، إن «الوضع الحالي بالنسبة لي يبدو ممتازاً على المستوى الرياضي خصوصاً أنني محترف في الريان، بخلاف البطولة الماضية حين كنت من دون ناد. طبعاً من المفيد جداً أن تكون مستقراً وأساسياً مع ناديك وجاهزاً لأي لحظة أن تمثل بلدك».
وفي رد على سؤال حول تصدر المجموعة القوية بوجود قطر وتونس، يؤكد صالح أن «المنتخب الفلسطيني تفوق على نفسه ولعبنا بإمكانياتنا خصوصاً أننا نمتلك كثيراً من اللاعبين المحترفين».
وإذا ما كان احتراف عدد من اللاعبين في الدوري القطري أسهم على فهم طريقة لعب العنابي، يقول صالح: «ربما هم زملاؤنا في الأندية، ونعرف طريقة لعبهم، وهذا أمرٌ مساعد».


