استراتيجيّة ترمب للأمن القومي... الإكراه لتحقيق مكاسب اقتصاديّة

لم تعد أوروبا أولوية للرئيس دونالد ترمب (أ.ب)
لم تعد أوروبا أولوية للرئيس دونالد ترمب (أ.ب)
TT

استراتيجيّة ترمب للأمن القومي... الإكراه لتحقيق مكاسب اقتصاديّة

لم تعد أوروبا أولوية للرئيس دونالد ترمب (أ.ب)
لم تعد أوروبا أولوية للرئيس دونالد ترمب (أ.ب)

«أنت مطرود (You are Fired)»... جملة اعتدنا سماعها من الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، عندما كان يُقدّم برنامج «المُتدرّب (The Apprentice)». يتعامل الرئيس ترمب بصراحة مطلقة وعلنية مع الحلفاء، كما الأعداء. لم تعد هناك مستويات بيروقراطية لصناعة وإعداد السياسة الخارجيّة الأميركيّة. كل شيء يأتي ويُعلن من البيت الأبيض مباشرة، أو عبر منصّة الرئيس ترمب «تروث سوشيال (Truth Social)». تُمارَس السياسة الخارجيّة عبر رجال أعمال مقربين من الرئيس. وقياس النجاح في هذه المقاربة، هو مباشرة، خطّي متعلق مباشرة بـ«قيمة الاستثمارات لمرحلة ما بعد وقف الحرب».

كانت مؤشرات هذه الاستراتيجيّة علنية وظاهرة من خلال سلوك وتصريحات كل من الرئيس ترمب ونائبه. وإذا جُمعت هذه المؤشرات، فقد يمكن استنتاج سياسة جديدة مختلفة جذرياً عن الإدارات السابقة. لكن الفارق اليوم مع استراتيجية الأمن القومي الجديدة، هو في النظرة الشاملة للولايات المتحدة الأميركية تجاه الأعداء والمنافسين كما الحلفاء. الفارق أيضاً هو قانونيّة وشرعية «الورقة (رسميّة)»؛ إذ عليها، وتنفيذاً لها، سوف تبدأ الوزارات والوكالات الأميركية التخطيط؛ كل فيما خصّه، بهدف تنفيذ هذه الاستراتيجيّة، خصوصاً البنتاغون. إنها مانيفستو يضرب بالكامل ما كان قائماً، ليرسي واقعاً جديداً لم يتخيّله أحد. إنه تحول جذريّ في العقيدة الاستراتيجية الأميركيّة، يستلزم تحوّلات كبرى على صعيد الثقافة الاستراتيجية، كما على صعيد المؤسسات والأشخاص.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يسير إلى جانب نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء جمعهما في ألاسكا (أرشيفية - د.ب.أ)

عن هذه الاستراتيجيّة يقول أحد الخبراء: «إنها شخصيّة، تعكس قناعات الرئيس ترمب، وتتجاهل الحزب الديمقراطي. إنها انطوائيّة تركّز على الداخل الأميركيّ وحمايته عبر مشروع (القبّة الذهبيّة - Golden Dome)».

يقول آخرون إنها لن تؤدّي إلى انسحاب الولايات المتحدة الأميركيّة من العالم؛ لا بل هي استراتيجيّة تعتمد مبدأ «الإكراه (Coercion)» عبر التهديد بالقوة العسكرية، بهدف تحقيق مكاسب اقتصاديّة. وفي مقاربة كهذه، لا خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها... كل شيء ممكن ومسموح، وضمناً التخلّي عن الحلفاء إذا كانت الصفقة مُربحة.

تركّز الاستراتيجيّة على «المحيط المباشر (Near Abroad)»، ومن ضمن ذلك ترتيب جديد للأولويات الجيوسياسيّة. في المركز الأول، الداخل الأميركي كما المحيط المباشر. تأتي آسيا في المركز الثاني، والمركز الثالث يتأرجح بين الشرق الأوسط وأوروبا. فهل عدنا إلى «عقيدة الرئيس الأميركي جيمس مونرو (1823)» مع «تعديلات ترمب (corollary)»؟ وإذا كان الأمر كذلك، ولتطبيق هذه الاستراتيجيّة والأولويات، وبهدف تأمين الوسائل العسكريّة، فلا بد للرئيس ترمب من إعادة تموضع القوات الأميركية في العالم، كما تعديل خرائط المناطق العسكرية للقوات الأميركيّة وعددها 11 (Force Posture).

ولأن أوروبا لم تعد أولويّة للرئيس ترمب، فماذا عن القوات الأميركية المنتشرة في أوروبا ضمن «حلف شمال الأطلسي (ناتو)»، (نحو 100 ألف)؟ هل ستخفَّض؟ أم ستبقى مع إلزام أوروبا تحمّل التكلفة المالية؟ هل ستُسحب بالكامل ويعرَّض حلف «الناتو» للتحلل؟ وماذا عن المظلّة النووية الأميركية لحلف «الناتو»؟ وهل سيلتزم الرئيس ترمب بـ«البند الخامس» لـ«الحلف»، وهو الذي قال إن هناك كثيراً من التفسيرات لهذا البند؟ وإذا عَدّ الرئيس ترمب في هذه الاستراتيجيّة أن أوروبا ضعيفة، ومتراجعة، وتعاني من تآكل حضاريّ؛ وإذا كانت الاستراتيجيّة لا تذكر، حتى ولو مرّة واحدة، أن روسيا تشكل خطراً على الأمن القوميّ، فلماذا سيبقى حلف «الناتو»؟ وضد من ستكون المظلّة النووية الأميركيّة؟ فهل سنشهد قريباً، وعبر تقرير إعادة تموضع القوات الأميركيّة في العالم، الانسحاب الأميركي الكامل من القارة العجوز؟ ألم يَعدّ الرئيس ترمب أميركا وسيطاً، وليست لاعباً مؤسساً لـ«الحلف»، بين روسيا و«الناتو» خلال التفاوض بشأن وقف الحرب في أوكرانيا؟ ألم يُحيّد أوروبا عن التفاوض المباشر بشأن أوكرانيا، وفرض عليها «اقتراح الـ28 نقطة»؟

مشاة بحرية أميركيون يراقبون الوضع خلال عبور مضيق في البحر الكاريبي (أرشيفية - رويترز)

هذا في القارة العجوز، أما الصين، فهي مرحلة جديدة بوصفها التحدّي الأكبر للولايات المتحدة الأميركيّة وفي كل الأبعاد. ألم تصل الرسالة الصينية للبيت الأبيض خلال العرض العسكري الصيني الهائل في سبتمبر (أيلول) الماضي؟

في الشق الأمني - العسكري، لم تذكر «الوثيقة» الصين مباشرة، لكنها شدّدت على الحفاظ على «خط الجزر الأول بشأن الصين (First Chain Island)»؛ لأن الصين بدأت تحضّر بـ«حريتها الزرقاء» لتجاوز هذا الخط. كذلك الأمر، ومن دون ذكر الصين، انتقدت «الوثيقة» بعض الدول التي تحاول التوسع في بحر الصين الجنوبيّ. شددت «الوثيقة» على ضرورة استعداد الدول الحليفة في تلك المنطقة للتعاون والاستثمار في القدرات العسكرية لإبقاء الخطوط البحرية التجارية مفتوحة وآمنة. كما تشدد «الوثيقة» على الحفاظ على موازين القوى في تلك المنطقة؛ بهدف إبقاء إمكانيّة الدفاع عن تايوان قائمة.

الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال عرض بمناسبة مرور 80 عاماً على نهاية الحرب العالمية الثانية في بكين يوم 3 سبتمبر 2025 (رويترز)

إلغاء الماضي

إنها استراتيجيّة تضرب كل ما كان قائماً، لترسي ديناميكيّة جديدة، وقواعد جديدة، وذلك باتجاه تشكيل نظام مستقبلي لم يحصل بعد. وفي المرحلة الانتقالية، تدب الفوضى، وتستعر الحروب، وتطلّ برأسها الصراعات القديمة... ويبدأ كل قادر من اللاعبين استغلال الفرص الجيوسياسيّة لفرض أمر واقع في محيطه المباشر. فماذا عن التحوّلات في الاستراتيجيّات الأميركية الكبرى؟

خلال الحرب الباردة، كانت أوروبا المسرح الأساسيّ ضد الاتحاد السوفياتي. يليها المسرح الآسيوي، وبعده منطقة الشرق الأوسط التي كانت تُسمّى «الحزام المُتصدّع (Shatterbelt)» باللغة الجيوسياسيّة، فهي منطقة مُجزأة سياسياً، وغير مستقرّة، وتشكل مسرح صراع بين القوى العظمى.

بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، تبوّأت أميركا مركز الصدارة العالمية، فسُمي النظام العالمي آنذاك «النظام الأحادي». في هذه المرحلة، تحوّل مركز الثقل العالمي إلى واشنطن؛ الأمر الذي حدا بالرئيس جورج بوش الأب إلى إعلان قيام نظام عالميّ جديد.

مروحية تابعة للبحرية الصينية خلال رحلة استطلاعية فوق بحر الصين الجنوبي (أرشيفية - أ.ب)

بعد كارثة «11 سبتمبر (أيلول) 2001»، احتل الشرق الأوسط، ضمن الحرب الاستباقية والحرب العالمية على الإرهاب، المركز الأولّ في الاهتمامات الجيوسياسيّة الأميركيّة وفي كل استراتيجيات الأمن القومي آنذاك. تراجعت حينها أوروبا إلى المركز الثاني.

في عام 2011، كتبت وزيرة الخارجيّة الأميركيّة آنذاك مقالاً نُشر في مجلة «فورين بوليسي» تحت عنوان: «المحور (The Pivot)» أو «القرن الأميركي في الهادئ»، وذلك إعلاناً بانتقال اهتمام الولايات المتحدة إلى شرق آسيا. وعليه؛ احتلت الصين المركز الأول.

بعد الحرب على أوكرانيا، عادت أوروبا إلى المركز الأولّ. فتوسّع «الناتو»، وعادت أميركا مع الرئيس جو بايدن بكامل ثقلها لدعم أوكرانيا و«الناتو». في تلك المرحلة، احتل الشرق الأوسط المركز الثاني بعد كارثة «7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023». أما الصين، فكانت حرّة تقريباً بسبب الانشغال الأميركيّ في أماكن أخرى.

في الختام، قد يمكن القول إن استراتيجيّة الأمن القومي الحالية للرئيس ترمب تضرب أسس كل الاستراتيجيات السابقة. فكيف ستكون حال العالم؟


مقالات ذات صلة

إيطاليا تمهد الطريق أمام استمرار المساعدات العسكرية لأوكرانيا خلال العام المقبل

أوروبا رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني (رويترز)

إيطاليا تمهد الطريق أمام استمرار المساعدات العسكرية لأوكرانيا خلال العام المقبل

تستعد إيطاليا لمواصلة تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا في العام المقبل، بعد موافقة حكومة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني اليمينية، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (روما)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يمد يده لمصافحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أنكوردج (ألاسكا) - 15 أغسطس 2025 (أ.ف.ب)

مكالمة ترمب مع بوتين «إيجابية»

أعلن البيت الأبيض، ظهر الاثنين، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أجرى مكالمة هاتفية «إيجابية» مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصافح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قاعدة عسكرية في أنكوريج بولاية ألاسكا الأميركية 15 أغسطس 2025 (رويترز)

البيت الأبيض: ترمب أجرى مكالمة هاتفية «إيجابية» مع بوتين بشأن أوكرانيا

أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترمب مكالمةً هاتفيةً «إيجابيةً» مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، بشأن الحرب مع أوكرانيا، وفق المتحدثة باسم البيت الأبيض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا مصافحة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في فلوريدا أمس الأحد (أ.ف.ب)

زيلينسكي: ضمانات واشنطن الأمنية قوية لـ15 عاماً قابلة للتجديد

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، أنّ واشنطن اقترحت على كييف ضمانات أمنية «متينة» لمدة 15 عاماً قابلة للتجديد في مواجهة روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الاقتصاد الملياردير الروسي فلاديمير بوتانين (إكس)

الملياردير الروسي بوتانين يستحوذ على حصة أقلية في شركة «سيليكتل» للخدمات السحابية

قالت شركة «تي. تكنولوجيز»، الشريكة في مشروع مع شركة يملكها الملياردير الروسي فلاديمير بوتانين، إن المشروع استحوذ على 25 في المائة في شركة «سيليكتل».

«الشرق الأوسط» (موسكو)

نائبة أميركية تؤكد براءتها من تهمة سرقة أموال مخصصة لمكافحة «كورونا»

النائبة الأميركية شيلا تشيرفيلوس (أ.ب)
النائبة الأميركية شيلا تشيرفيلوس (أ.ب)
TT

نائبة أميركية تؤكد براءتها من تهمة سرقة أموال مخصصة لمكافحة «كورونا»

النائبة الأميركية شيلا تشيرفيلوس (أ.ب)
النائبة الأميركية شيلا تشيرفيلوس (أ.ب)

أكدت شيلا تشيرفيلوس ماكورميك، عضو مجلس النواب الأميركي عن ولاية فلوريدا، الاثنين، براءتها من تهمة التآمر لسرقة 5 ملايين دولار من الأموال الاتحادية المخصصة لمكافحة جائحة «كورونا».

وكان من المقرر مثول النائبة أمام المحكمة، لكن المحامي الموكل للدفاع عنها طلب تأجيل القضية حتى 20 يناير (كانون الثاني) إلى حين استكمال تشكيل فريق الدفاع عنها.

ولم يعترض ممثلو الادعاء على الطلب، ووافقت القاضية ليسيت ريد على الموعد الجديد، واستغرقت جلسة الاستماع أقل من 5 دقائق.

وصرحت ماكورميك فور مغادرة مقر المحكمة الاتحادية في ميامي قائلة: «أريد فقط أن أوضح تماماً أنني بريئة»، مضيفة: «لم أسرق أي أموال بأي شكل من الأشكال، وإنني ملتزمة أمام شعب فلوريدا ومنطقتي».

ودفعت تشيرفيلوس ماكورميك، وهي نائبة ديمقراطية، ببراءتها من التهم المنسوبة إليها. وهي تواجه 15 تهمة اتحادية بسرقة أموال تم دفعها إلى شركة «ترينيتي» لخدمات الرعاية الصحية المملوكة لأسرتها.

وكانت الشركة قد تعاقدت لتسجيل الأشخاص للحصول على لقاحات «كوفيد».


ترمب: سأدعم هجوماً سريعاً على إيران إذا عاودت بناء برنامجها النووي

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع ثنائي في مقر إقامة ترمب مارالاغو في بالم بيتش بفلوريدا 29 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع ثنائي في مقر إقامة ترمب مارالاغو في بالم بيتش بفلوريدا 29 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

ترمب: سأدعم هجوماً سريعاً على إيران إذا عاودت بناء برنامجها النووي

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع ثنائي في مقر إقامة ترمب مارالاغو في بالم بيتش بفلوريدا 29 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع ثنائي في مقر إقامة ترمب مارالاغو في بالم بيتش بفلوريدا 29 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، أنه سيدعم هجوماً سريعاً على إيران إذا ‌عاودت ‌بناء ⁠برنامجها ​النووي ‌الذي ضربته واشنطن في يونيو (حزيران).

وقال: «أسمع أن ‍إيران تحاول معاودة بناء برنامجها النووي، وإذا كان ​الأمر كذلك، فعلينا أن نقضي عليها. سنوجه ⁠لها ضربة قاضية». وأضاف أنه لا يزال منفتحاً على التفاوض على «اتفاق» مع إيران، واصفاً إياه بأنه سيكون «أكثر ‌ذكاءً».

اتفاق غزة

وعن ملف غزة، أمل ترمب الوصول إلى المرحلة الثانية من خطة غزة على نحو سريع للغاية. وأوضح أن إعادة إعمار القطاع الفلسطيني ستبدأ قريباً.

وطالب «حماس» بنزع سلاحها كلياً. وقال إنه سيفعل كل ما في استطاعته لاستعادة رفات آخر رهينة إسرائيلية.

وذكر الرئيس الأميركي ‌أنه ‌ورئيس ⁠الوزراء الإسرائيلي ​توصلا إلى حل لثلاث قضايا شائكة تتعلق بغزة ⁠في غضون ‌خمس دقائق من اجتماعهما. قال «عقدنا اجتماعا ⁠لخمس دقائق تقريبا، وقد حسمت بالفعل ثلاث من القضايا الشائكة».

وأعرب ترمب كذلك عن أمله في أن يصبح نتنياهو على وفاق مع سوريا.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع ثنائي في مقر إقامة ترمب مارالاغو في بالم بيتش بفلوريدا 29 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

العفو عن نتنياهو

وقال ترمب إنه ‌تحدث ‌إلى ‌نظيره الإسرائيلي ⁠إسحاق هرتسوغ ​الذي ‌أبلغه بأن العفو عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «في طريقه» ⁠للصدور. وأضاف ترمب ‌للصحافيين: «إنه (نتنياهو) رئيس وزراء في زمن ​الحرب، وهو بطل. كيف لا ⁠يُمنح عفواً؟ تحدثت إلى الرئيس (هرتسوغ)... وأخبرني بأنه في طريقه إلى ذلك».

لكن هرتسوغ نفى ذلك، وجاء في بيان صادر عن مكتبه «لم تجرِ أي محادثة بين الرئيس هرتسوغ والرئيس ترمب منذ تقديم طلب العفو».
 

الملف الأوكراني

إضافة إلى ذلك، أشار ترمب إلى أنه «سمع ‌تواً» ‌عن ‌اتهام ⁠روسيا لأوكرانيا ​بمحاولة ‌الهجوم على مقر إقامة الرئيس فلاديمير بوتين في شمال ⁠روسيا، وهو ‌ما نفته كييف. وأضاف أنه أجرى «محادثة جيدة للغاية» مع بوتين ​في وقت سابق من اليوم. وقال ⁠أيضاً عن محادثات إنهاء الحرب في أوكرانيا: «لدينا بعض القضايا الشائكة للغاية».

وقال ترمب للصحافيين معلّقاً على أخبار الهجوم على مقر بوتين «هل تعرفون من أخبرني بذلك؟ الرئيس بوتين، في وقت مبكر من الصباح، قال إنه تعرّض لهجوم. هذا الأمر ليس جيدا»، وأشار إلى أن بوتين كان «غاضبا جدا حيال ذلك».وأضاف ترمب «إنها فترة حساسة. ليس الوقت مناسبا. أن تكون هجوميا ردا على هجوم، شيء، وأن تهاجم منزله شيء آخر. ليس الوقت مناسبا لفعل شيء كهذا».

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصل، الاثنين، قبيل الساعة 13:30 بالتوقيت المحلي إلى مارالاغو، مقر إقامة الرئيس الأميركي في بالم بيتش بولاية فلوريدا، لعقد لقاء بينهما، هو الخامس في الولايات المتحدة بين الحليفين المقربين منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض قبل نحو عام.


مكالمة ترمب مع بوتين «إيجابية»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يمد يده لمصافحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أنكوردج (ألاسكا) - 15 أغسطس 2025 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يمد يده لمصافحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أنكوردج (ألاسكا) - 15 أغسطس 2025 (أ.ف.ب)
TT

مكالمة ترمب مع بوتين «إيجابية»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يمد يده لمصافحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أنكوردج (ألاسكا) - 15 أغسطس 2025 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يمد يده لمصافحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أنكوردج (ألاسكا) - 15 أغسطس 2025 (أ.ف.ب)

أعلن البيت الأبيض، ظهر الاثنين، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أجرى مكالمة هاتفية «إيجابية» مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، غداة لقائه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في فلوريدا.

وقالت كارولاين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض عبر منصة «إكس»، إن الرئيس ترمب اختتم مكالمة إيجابية مع الرئيس بوتين بشأن أوكرانيا، بينما أكد الكرملين أن بوتين أبلغ ترمب بقيام أوكرانيا بشن هجمات بطائرات مسيّرة على مقر إقامة بوتين؛ مما دفع موسكو إلى «مراجعة» موقفها التفاوضي.

وأثارت هذه الاتهامات الروسية شكوكاً حول فرص نجاح جهود السلام.

وفي المكالمة التي استمرت أكثر من ساعة، أبلغ بوتين ترمب بوقوع هجوم بـ91 مسيّرة أوكرانية على مقر إقامته في منطقة نوفغورود شمال روسيا ليل 28-29 ديسمبر (كانون الأول)، وفقاً للمسؤول في الكرملين يوري أوشاكوف ووزير الخارجية سيرغي لافروف. وأكدت موسكو أن الدفاعات الجوية أسقطت جميع المسيّرات دون أضرار أو إصابات، لكنها اعتبرت الهجوم «إرهابياً» يستدعي «ضربات انتقامية» ومراجعة الموقف في مفاوضات السلام.

زيلينسكي سارع إلى نفي الاتهامات الروسية فوراً، واصفاً إياها بـ«الكذب التام» و«التلفيق» الهادف إلى تقويض التقدم في المحادثات مع ترمب. واتهم الرئيس الأوكراني موسكو بـ«التمهيد لضربات على كييف، ربما مبانٍ حكومية»، وحض الولايات المتحدة على الرد المناسب على التهديدات الروسية. وأكد زيلينسكي التزام أوكرانيا بالسلام عبر الجهود الأميركية مع الشركاء الأوروبيين.

وأشار محللون إلى أن الادعاء الروسي بوقوع ضربات أوكرانية جاء في توقيت حساس، بعد لقاء ترمب - زيلينسكي الذي وُصف بـ«الإيجابي» وأحرز تقدماً نحو اتفاق سلام. ويرى المحللون أن موسكو تستخدم الاتهام لتعزيز موقفها التفاوضي، خاصة مع رفضها وقف إطلاق نار مؤقت أو تقديم تنازلات إقليمية، وهو ما يعكس إحباطاً روسياً من تقارب أميركي - أوكراني، كما يمكن النظر إليه كمحاولة روسية لدفع ترمب لممارسة ضغوط أكثر على كييف.

ولم يصدر البيت الأبيض تعليقاً فورياً على الادعاء، مما يشير إلى حذر أميركي لتجنب التصعيد، لكن الاتهامات الروسية تضيف عقبة جديدة، قد تؤخر التقدم في جهود الإدارة الأميركية لوضع إطار لاتفاق سلام، وتكشف بصورة واضحة صعوبة التوفيق بين المواقف المتضاربة بين موسكو وكييف.