حصد مشروع «التجلي الأعظم» بمدينة سانت كاترين في محافظة جنوب سيناء بمصر، الجائزة الأولى في مؤتمر ومعرض «الشرق الأوسط للاند سكيب 2025»، الذي عقد في مدينة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، تحت شعار «الطبيعة والمجتمع».
ووفق بيان لرئاسة مجلس الوزراء المصري، فإن مشروع «سانت كاترين - موقع التجلي الأعظم»، الذي تشرف عليه شركة «سايتس إنترناشونال»، فاز بالجائزة الأولى عن مجال التخطيط وعمارة اللاند سكيب للحفاظ على التراث.
ويمثل مشروع «التجلي الأعظم»، وفق البيان، اندماجاً استثنائياً بين التخطيط البيئيّ والعمارة، وعمارة اللاند سكيب، والحفاظ على التراث الثقافي، والروحاني في واحد من أقدس المواقع في العالم وهو موقع التجلي الأعظم الذي تجلى فيه المولى ــ سبحانه وتعالى ـ وكلم سيدنا موسى «عليه السلام»، والمصنف من قبل منظمة اليونيسكو موقعاً تراثاً عالمياً.
ويهدف مشروع «التجلي الأعظم» إلى إحياء المكانة الدينية والروحية لمدينة سانت كاترين، عبر إعادة تخطيط المدينة بالكامل والحفاظ عليها كمحمية طبيعية، ويقع المشروع ما بين جبلي موسى وسانت كاترين، وهو موقع يتميز بقربه من أماكن مهمة ووجهات سياحية معروفة مثل الكنيسة الأثرية ودير سانت كاترين وعيون موسى ووادي الدير، وتصل تكلفة المشروع المبدئية إلى ملياري جنيه (الدولار يساوي نحو 47.6 جنيه مصري) لتنفيذ أول المخططات التطويرية بمحافظة الجنوب، وفق الموقع الرسمي لمحافظة جنوب سيناء.

وعدّت المتخصصة في آثار مصر والشرق الأدنى القديم بكلية الآثار والإرشاد السياحي في جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، الدكتورة دينا سليمان، مشروع «التجلّي الأعظم» في جنوب سيناء «من أهم التجارب التي أعادت تعريف العلاقة بين الإنسان والمكان والتراث»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط» أن «فوز المشروع بجائزة أفضل منظر طبيعي في الشرق الأوسط لم يكن حدثاً احتفالياً فحسب، بل شهادة على رؤية جديدة لطريقة إدارة التراث في مصر وربطه بالتنمية المستدامة».
وأكدت أن الجديد في مشروع «التجلّي الأعظم» أنه لم يتعامل مع الخصوصية الدينية والتاريخية للمكان بعدّها خلفية صامتة، بل جعل اللاند سكيب نفسه جزءاً من رواية المكان؛ الجبال ليست تضاريس فقط، بل صفحات تاريخ، ومسارات الوديان ليست طرقاً، بل امتداد لرحلات روحية استمرت آلاف السنين.
وعدّت فوز المشروع «انتصاراً لفلسفة ترى في التراث قوة ناعمة، وفي (اللاند سكيب) نصاً مفتوحاً يمكن قراءته عبر الزمن. وهو نجاح يعزز حضور سيناء على خريطة الاهتمام العالمي».
واستغرق تصميم وتنفيذ المشروع خمس سنوات، بالتعاون بين الجهات الحكومية والشركات المشرفة على التصميم وشركات المقاولات المنفذة للمشروع، ودير سانت كاترين والمجتمعات البدوية المحلية؛ من أجل الحفاظ على الجوهر التاريخي والروحي للمنطقة، مع تنشيط اقتصادها وبيئتها، من خلال تخطيط قائم على الاستدامة، العنصر الأساسي في المشروع، مع العمل على توفير خدمات تشجع وتجذب السائحين.
ويؤكد خبير الآثار المصري، الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، أن «منطقة سانت كاترين رُشحت تراثاً عالمياً استثنائياً باليونيسكو عام 2002 لأربعة معايير»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «موقع سانت كاترين بتوسطها بين جبل موسى مشابه للمنطقة المقدسة بالقدس مما يجعلها ذات أهمية للأديان الثلاثة»، ولفت إلى أن «مشروع التجلي الأعظم يتضمن حماية صحراء سانت كاترين والتنوع البيولوجي وإنشاء بنك جينات للفصائل النادرة والتراث الثقافي للبدو وإدراجه في مخططات التنمية والإدارة وهناك برنامج واضح للحفاظ على المنطقة كتراث معماري، ومن الجانب الاجتماعي فإن المشروع يتضمن تحويل التراث الثقافي والطبيعي ليؤدي وظيفة فى حياة المجتمع المحيط وتشجيع المجتمع باستثمار موارد فى التراث ومشاركة القيادات المحلية والأهالي في كل مراحل المشروع».
«ويركز المخطط العام للمشروع على الانسجام مع الطبيعة، من خلال احترام محاور الرؤية الطبيعية والروحانية الدينية، والحفاظ على وادي الدير ومحيط الدير، دون المساس بها، بالإضافة إلى نُزل بيئية ومرافق زوار ومبادرات اقتصادية قائمة على التراث، تم تصميمها بعناية داخل المشهد الطبيعي»، وفق بيان مجلس الوزراء.



