بزشكيان يحضّ على «تكامل استراتيجي» إسلامي

خلال استقباله وزير الخارجية التركي... وإردوغان يزور طهران قريباً

من لقاء الرئيس الإيراني بوزير الخارجية التركي (وكالة إرنا)
من لقاء الرئيس الإيراني بوزير الخارجية التركي (وكالة إرنا)
TT

بزشكيان يحضّ على «تكامل استراتيجي» إسلامي

من لقاء الرئيس الإيراني بوزير الخارجية التركي (وكالة إرنا)
من لقاء الرئيس الإيراني بوزير الخارجية التركي (وكالة إرنا)

دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى «تعزيز العلاقات والتكامل الاستراتيجي بين الدول الإسلامية»، وقال خلال استقباله وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في طهران، إن إيران وتركيا «شقيقتان، ويجب تطوير علاقاتهما، ونحن نعتقد أن الحدود التي يعبرها العلم والثقافة والتجارة، لن يعبرها الإرهاب والسلاح أبداً».

وسيزور الرئيس التركي رجب طيب إردوغان طهران في موعد لم يحدد بعد، على ما أفاد الناطق باسم «الخارجية الإيرانية» إسماعيل بقائي، الاثنين.

وأشار بزشكيان، خلال لقائه فيدان، إلى «الخلفية التاريخية والثقافية والأخوية لعلاقات البلدين»، وأضاف: «إذا تحركت الدول الإسلامية في إطار إرادة موحدة وقائمة على الوحدة والتكامل وتبادل الخبرات، فلن تكون أي قوة قادرة على إثارة المشاكل للشعوب المسلمة».

كما أكد الرئيس بزشكيان «ضرورة تعزيز العلاقات والتكامل الاستراتيجي بين الدول الإسلامية»، معتبراً أن جزءاً من الأزمات الحالية في المنطقة هو «نتيجة مؤامرات وإثارة للخلافات من قبل بعض الفاعلين المتدخلين»، وموضحاً أن «هدف هذه التيارات هو فرض نواياها وسياساتها الخاطئة على المنطقة، وخلق عوائق في طريق تنمية وتقدم الدول الإسلامية».

فيدان متحدثاً خلال المؤتمر الصحافي مع عراقجي (الخارجية التركية)

وأشار إلى تجربة أوروبا، قائلاً: «إن الدول الأوروبية، رغم تاريخها الطويل من الحروب والنزاعات، تمكنت اليوم من تقليل أهمية الحدود وإنشاء هياكل مالية وسياسية مشتركة ودمج شرايينها التجارية والمواصلاتية». وأكد أن «العالم الإسلامي، الذي يتمتع بقواسم ثقافية وحضارية أعمق بكثير، سيكون قادراً بالتأكيد على وضع الخلافات جانباً، وسلك طريق التعاون المتناسق والتنمية الجماعية من خلال ربط تيارات التجارة والمعرفة والثقافة».

كما أكد الرئيس الإيراني على حساسية الظروف الراهنة للعالم الإسلامي، وقال إنه «في وقت يسعى الأعداء المشتركون للشعوب المسلمة إلى زيادة الضغوط، فإن المتوقع أن تيسر الدول الإسلامية الظروف لبعضها، وتتجنب تعقيد القضايا. نحن إخوة، ويجب أن نطور علاقاتنا. ونحن نعتقد أن الحدود التي يعبرها التجارة والعلم والثقافة، لن يعبرها الإرهاب والسلاح أبداً».

بدوره، أشاد فيدان بـ«حسن النية والنظرة الصادقة والملتزمة لرئيس الجمهورية الإيراني تجاه العالم الإسلامي»، وأكد: «نحن متوافقون ومتطابقون تماماً مع هذه الرؤى، ونعتقد أن الخلافات الداخلية أدت إلى إضاعة وقت ثمين في العالم الإسلامي، وقد وصلت روح العصر اليوم إلى نقطة أصبح فيها التعاون المشترك والجماعي ضرورة حتمية، وحان الوقت لأن ترفع الدول الإسلامية من تعاونها عبر عمل مشترك ومتساوٍ ومنسق».

عراقجي وفيدان في مؤتمر صحافي مشترك عقب مباحثاتهما في طهران (الخارجية التركية)

وكان فيدان قال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، عقب مباحثاتهما في طهران، الأحد، إن «هدف البلدين هو الحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة، الذي تحقق بجهد كبير، والانتقال إلى المرحلة التالية ضمن خطة ترمب للسلام». وأكد «ضرورة إنهاء العدوان المستمر في الضفة الغربية والقدس فوراً. وعلى المجتمع الدولي القيام بدوره في هذا الصدد، كما أنه يتعين على المجتمع الدولي القيام بدوره للوقف الفوري للتوسع الإسرائيلي الذي يهدف إلى زعزعة استقرار سوريا ولبنان».

وأضاف أن تركيا وإيران «دولتان قويتان في المنطقة»، لافتاً إلى أنه ونظيره الإيراني «ناقشا القضايا الإقليمية، مثل فلسطين وغزة، وسوريا ولبنان، والتوسع الإسرائيلي، والمفاوضات النووية، والتوترات بين أفغانستان وباكستان».


مقالات ذات صلة

إيران تبدأ مناورات صاروخية واسعة النطاق

شؤون إقليمية صورة نشرتها وكالة «نور نيوز» التابعة للمجلس الأعلى للأمن القومي من مناورات صاروخية لم تحدد موقعها

إيران تبدأ مناورات صاروخية واسعة النطاق

أفادت وسائل إعلام إيرانية ببدء اختبار صاروخي في عدد من المناطق داخل البلاد.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
شؤون إقليمية صواريخ باليستية إيرانية تُرى خلال عرض عسكري في طهران (أرشيفية - رويترز)

إيران: برنامجنا الصاروخي دفاعيّ وليس قابلاً للتفاوض

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، اليوم الاثنين، إن البرنامج الصاروخي الإيراني دفاعيّ وليس قابلاً للتفاوض.

«الشرق الأوسط» «الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية صاروخ باليستي إيراني يُعرَض بجانب لافتة تحمل صورة المرشد علي خامنئي وقادة من «الحرس الثوري» قُتلوا في هجمات إسرائيلية في أحد شوارع طهران (أرشيفية - رويترز)

«أكسيوس»: تحركات صاروخية إيرانية تثير مخاوف إسرائيل

حذرت إسرائيل إدارة الرئيس دونالد ترمب من أن إيران ربما تستخدم مناورة صاروخية للحرس الثوري الإيراني غطاء لشن ضربة على إسرائيل.

شؤون إقليمية تفعيل دفاعات إسرائيلية لاعتراض صواريخ إيرانية في سماء تل أبيب يوم 22 يونيو الماضي (أ.ف.ب)

إسرائيل تعيد رفع منسوب التحذير من «تهديد وجودي» إيراني

عادت القيادات السياسية والعسكرية تتحدث عن قلق شديد وشعور بالخطر الوجودي من النشاط الإيراني المتجدد لشراء وإنتاج الصواريخ الباليستية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية عراقجي يتحدث إلى نظيره الروسي سيرغي لافروف الأربعاء الماضي (الخارجية الإيرانية)

إيران لا تستبعد هجوماً جديداً وتتمسك بالتخصيب

قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن طهران «لا تستبعد» احتمال تعرضها لهجوم جديد، لكنها «مستعدة بالكامل، وأكثر من السابق».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

إيران تبدأ مناورات صاروخية واسعة النطاق

صورة نشرتها وكالة «نور نيوز» التابعة للمجلس الأعلى للأمن القومي من مناورات صاروخية لم تحدد موقعها
صورة نشرتها وكالة «نور نيوز» التابعة للمجلس الأعلى للأمن القومي من مناورات صاروخية لم تحدد موقعها
TT

إيران تبدأ مناورات صاروخية واسعة النطاق

صورة نشرتها وكالة «نور نيوز» التابعة للمجلس الأعلى للأمن القومي من مناورات صاروخية لم تحدد موقعها
صورة نشرتها وكالة «نور نيوز» التابعة للمجلس الأعلى للأمن القومي من مناورات صاروخية لم تحدد موقعها

أفادت وسائل إعلام إيرانية ببدء اختبار صاروخي في عدة محافظات من البلاد.

ونقلت وكالة «فارس»، التابعة لـ«الحرس الثوري»، عن مشاهدات ميدانية وتقارير واردة من مواطنين وقوع اختبار صاروخي في نقاط مختلفة من إيران.

ووفق التقارير، شُوهدت صواريخ في كل من خرم‌ آباد مركز محافظة لرستان، ومهاباد بمحافظة كردستان الغربية (غرب)، وأصفهان، وطهران (وسط)، ومشهد مركز محافظة خراسان شمال شرقي البلاد.


ساعر يدعو اليهود للانتقال إلى إسرائيل بعد هجوم سيدني

وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (د.ب.أ)
وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (د.ب.أ)
TT

ساعر يدعو اليهود للانتقال إلى إسرائيل بعد هجوم سيدني

وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (د.ب.أ)
وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (د.ب.أ)

دعا وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، أمس الأحد، اليهود في الدول الغربية إلى الانتقال إلى إسرائيل؛ هرباً من تصاعد معاداة السامية، بعد أسبوع من مقتل 15 شخصاً بإطلاق نار في فعالية لمناسبة عيد حانوكا على شاطئ بونداي في سيدني.

وقال ساعر، خلال فعالية عامة لإضاءة الشموع لمناسبة اليوم الأخير من عيد حانوكا: «يحق لليهود العيش بأمان في كل مكان، لكننا نرى ونفهم تماماً ما يحدث، ولدينا تجربة تاريخية معينة. اليوم، يتعرض اليهود للاضطهاد في كل أنحاء العالم».

وأضاف، في الفعالية التي شارك فيها قادة المجتمعات والمنظمات اليهودية في أنحاء العالم: «أدعو، اليوم، اليهود في إنجلترا، واليهود في فرنسا، واليهود في أستراليا، واليهود في كندا، واليهود في بلجيكا: تعالوا إلى أرض إسرائيل! عودوا إلى الديار!».

ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، التي اندلعت بعد هجوم حركة «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، يندّد القادة الإسرائيليون بتصاعد معاداة السامية في الدول الغربية، ويتّهمون حكوماتها بالفشل في محاربتها.

وقالت السلطات الأسترالية إن الهجوم، الذي وقع في 14 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، على فعالية لمناسبة عيد «حانوكا» على شاطئ بونداي في سيدني، كان مُستوحى من آيديولوجية تنظيم «داعش».

ويوم الثلاثاء، حضَّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الحكومات الغربية على توفير حماية أفضل لمُواطنيها اليهود.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، اتهم ساعر السلطات البريطانية بالفشل في اتخاذ إجراءات للحد من «موجة سامة من معاداة السامية»، عقب هجوم خارج كنيس يهودي بمانشستر في يوم الغفران أسفر عن مقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين.

ووفق «قانون العودة» الإسرائيلي لعام 1950، يحق لأي يهودي في العالم الاستقرار في إسرائيل، والحصول على الجنسية الإسرائيلية. وينطبق القانون أيضاً على الأفراد الذين لديهم جَدّ يهودي واحد على الأقل.


إيران: برنامجنا الصاروخي دفاعيّ وليس قابلاً للتفاوض

صواريخ باليستية إيرانية تُرى خلال عرض عسكري في طهران (أرشيفية - رويترز)
صواريخ باليستية إيرانية تُرى خلال عرض عسكري في طهران (أرشيفية - رويترز)
TT

إيران: برنامجنا الصاروخي دفاعيّ وليس قابلاً للتفاوض

صواريخ باليستية إيرانية تُرى خلال عرض عسكري في طهران (أرشيفية - رويترز)
صواريخ باليستية إيرانية تُرى خلال عرض عسكري في طهران (أرشيفية - رويترز)

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، اليوم الاثنين، إن البرنامج الصاروخي الإيراني دفاعيّ وليس قابلاً للتفاوض.

وأضاف، في مؤتمر صحافي: «لا مجال للنقاش، بأي حال من الأحوال، بشأن القدرات الدفاعية الإيرانية، المصمَّمة لردع المعتدين عن مهاجمة إيران». 

كانت وسائل إعلام أميركية قد أشارت إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيستمع إلى إفادة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تشير إلى أن أي توسع في برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني يشكل تهديداً قد يستدعي تحركاً سريعاً.

الحرس الثوري الايراني يطلق صواريخ خلال مناورة عسكرية في مضيق هرمز جنوب البلاد (إ.ب.أ)

وكانت مصادر أمنية إسرائيليةقد صرحت إن هناك عدة إشارات تدل على أن إيران بدأت تتحرك من جديد باتجاه إحياء مشروعها النووي، مع أنها لم تستأنف بعدُ تخصيب اليورانيوم. فهناك حركة دائمة في الأسابيع الأخيرة حول المفاعلات النووية التي تم تدميرها في الحرب الإسرائيلية الأميركية عليها، وفقا لما ذكرته صحيفة «معاريف» العبرية.

وأضافت المصادر أن هناك جهوداً هستيرية لإنتاج الصواريخ الباليستية، التي تبلغ بمعدل 3000 صاروخ في الشهر. ومع أن هذه الصواريخ تعتبر من الجيل القديم عديم الدقة، التي يمكن إسقاطها قبل أن تصل إلى أهدافها، فإن ما يصل منها إلى هدفه كافٍ لأن يُحدث دماراً خطيراً.

وصرح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي،أمس إن طهران «لا تستبعد» احتمال تعرضها لهجوم جديد، لكنها «مستعدة بالكامل، وأكثر من السابق»، مشدداً على أن الجاهزية تهدف إلى منع الحرب لا الترحيب بها، وأن إيران أعادت بناء ما تضرر خلال هجمات يونيو (حزيران) الماضي.

عراقجي وفريقه على هامش الجولة الأولى بعد المحادثات «غير المباشرة» مع الوفد الأميركي في مسقط يوم 12 أبريل (أرشيفية-أ.ف.ب)

قبل الهجمات على منشآتها النووية، كانت إيران تخصّب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة، القريبة من مستوى الاستخدام العسكري، وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن طهران كانت تمتلك نحو 441 كيلوغراماً من هذه المادة عند اندلاع الحرب، قبل أن يتعذر عليها التحقق من المخزون منذ 13 يونيو.

وتؤكد الدول الغربية عدم وجود حاجة مدنية إلى هذا المستوى من التخصيب، فيما تقول «الوكالة الذرية» إن إيران هي الدولة الوحيدة غير الحائزة لسلاح نووي التي تخصب اليورانيوم عند نسبة 60 في المائة.