سيناتور أميركي: واشنطن عرضت على مادورو «المغادرة إلى روسيا»https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9%E2%80%8B/5214569-%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%AA%D9%88%D8%B1-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-%D8%B9%D8%B1%D8%B6%D8%AA-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%A7%D8%AF%D9%88%D8%B1%D9%88-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7
سيناتور أميركي: واشنطن عرضت على مادورو «المغادرة إلى روسيا»
رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو ممسكاً بسيف بيرو في كاراكاس (إ.ب.أ)
واشنطن:«الشرق الأوسط» و«الشرق الأوسط»
TT
واشنطن:«الشرق الأوسط» و«الشرق الأوسط»
TT
سيناتور أميركي: واشنطن عرضت على مادورو «المغادرة إلى روسيا»
رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو ممسكاً بسيف بيرو في كاراكاس (إ.ب.أ)
عرضت الولايات المتحدة على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو «المغادرة إلى روسيا» أو دولة أخرى، وفق ما قال عضو مجلس الشيوخ الجمهوري ماركواين مولين، يوم الأحد، فيما تنشر واشنطن قوات عسكرية قبالة سواحل الدولة الأميركية اللاتينية.
وصرّح السيناتور عن ولاية أوكلاهوما لشبكة «سي إن إن»: «بالمناسبة، منحنا مادورو فرصة للمغادرة. قلنا له إنه يستطيع المغادرة إلى روسيا أو إلى بلد آخر».
تأتي هذه التصريحات في ظل توترات شديدة بين الولايات المتحدة وفنزويلا. وأمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنشر قوات عسكرية في البحر الكاريبي، ودعا السبت إلى اعتبار المجال الجوي لفنزويلا «مغلقاً تماماً»، بعد إرساله أكبر حاملة طائرات في العالم إلى المنطقة.
ويبرر الملياردير الجمهوري هذه العمليات باتهام كاراكاس بالوقوف وراء تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
من جهته، ينفي مادورو هذه الاتهامات، معتبراً أن واشنطن تستخدمها ذريعة للإطاحة به والاستيلاء على احتياطيات بلاده النفطية. وأمر حكومته، السبت، بإجراء مناورات عسكرية على طول الساحل.
وأضاف مولين، لشبكة «سي إن إن»: «لقد قال الشعب الفنزويلي هو أيضاً إنه يريد زعيماً جديداً واستعادة فنزويلا كدولة».
والسبت، تحدث أيضاً عضو مجلس الشيوخ الجمهوري ليندسي غراهام علانية عن إمكانية تغيير النظام في فنزويلا.
وقال، في منشور على منصة «إكس»: «منذ أكثر من عقد، سيطر مادورو على دولة مخدرات إرهابية تسمّم أميركا»، واصفاً الرئيس الفنزويلي بأنه «زعيم غير شرعي».
وتابع: «إن التزام الرئيس ترمب الراسخ بإنهاء هذا الجنون في فنزويلا من شأنه أن ينقذ أرواح عدد لا يحصى من الأميركيين ويعطي الشعب الفنزويلي العزيز فرصة جديدة». وأضاف السيناتور غراهام: «سمعت أن تركيا وإيران جميلتان في هذا الوقت من العام».
استهدفت القوات الأميركية منذ سبتمبر (أيلول) أكثر من 20 سفينة، اشتبهت في تورطها في تهريب المخدرات في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، ما أسفر عن مقتل 83 شخصاً على الأقل. ووصفت الأمم المتحدة هذه العمليات بأنها «إعدامات خارج نطاق القضاء».
في الأيام الأخيرة، تم تسجيل نشاط مستمر لطائرات مقاتلة أميركية على بعد عشرات الكيلومترات من الساحل الفنزويلي، بحسب مواقع تتبع الطائرات.
في الأثناء، أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن ترمب ومادورو ناقشا مؤخراً عبر الهاتف اجتماعاً محتملاً في الولايات المتحدة.
يستعرض تقرير واشنطن، وهو ثمرة تعاون بين «الشرق الأوسط» و«الشرق» أولويات الإنفاق العسكري الأميركي وانعكاساته على التحالفات والحروب والنفوذ وأبرز البنود فيه.
أعاد هجوم أستراليا تحريك مشاعر العداء للمسلمين من قبل البعض في الكونغرس، وصلت إلى حد دعوة جمهوريين إلى طرد جماعي للمسلمين من الولايات المتحدة.
رنا أبتر (واشنطن)
بنما: ناقلة مرتبطة بفنزويلا اعترضتها أميركا لم تتبع القواعد البحريةhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9%E2%80%8B/5222210-%D8%A8%D9%86%D9%85%D8%A7-%D9%86%D8%A7%D9%82%D9%84%D8%A9-%D9%85%D8%B1%D8%AA%D8%A8%D8%B7%D8%A9-%D8%A8%D9%81%D9%86%D8%B2%D9%88%D9%8A%D9%84%D8%A7-%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D8%B1%D8%B6%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7-%D9%84%D9%85-%D8%AA%D8%AA%D8%A8%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9
مروحية عسكرية أميركية تحلق فوق ناقلة النفط «سنتشريرز» التي ترفع علم بنما والتي اعترضها خفر السواحل الأميركي (رويترز)
باناما:«الشرق الأوسط»
TT
باناما:«الشرق الأوسط»
TT
بنما: ناقلة مرتبطة بفنزويلا اعترضتها أميركا لم تتبع القواعد البحرية
مروحية عسكرية أميركية تحلق فوق ناقلة النفط «سنتشريرز» التي ترفع علم بنما والتي اعترضها خفر السواحل الأميركي (رويترز)
قال وزير خارجية بنما، خافيير مارتينيز آشا، اليوم الاثنين، إن ناقلة النفط التي اعترضتها الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة لم تحترم القواعد البحرية للدولة الواقعة في أميركا الوسطى.
ووفقاً لـ«رويترز»، أضاف في مقابلة تلفزيونية أنها فصلت جهاز الإرسال والاستقبال في أثناء إبحارها خارج المياه الفنزويلية وهي تحمل شحنة من النفط الخام. وأشار إلى أن بنما ستتخذ الإجراءات اللازمة وفقاً لذلك. ولم يخض في مزيد من التفاصيل.
ويمكن لأي دولة تقدم علمها لسفينة أضيفت رسمياً إلى سجلها أن تلغي تسجيل السفينة إذا قرر التحقيق أنها لم تتبع القواعد البحرية.
وكانت ناقلة النفط العملاقة «سنتشريرز»، التي استهدفها خفر السواحل الأميركي يوم السبت بعد مغادرتها فنزويلا، ترفع علم بنما.
البنتاغون: الصين ربما حمّلت نحو 100 صاروخ باليستي عابر للقارات في مواقع إطلاقhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9%E2%80%8B/5222184-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%AA%D8%A7%D8%BA%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86-%D8%B1%D8%A8%D9%85%D8%A7-%D8%AD%D9%85%D9%91%D9%84%D8%AA-%D9%86%D8%AD%D9%88-100-%D8%B5%D8%A7%D8%B1%D9%88%D8%AE-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D9%8A-%D8%B9%D8%A7%D8%A8%D8%B1-%D9%84%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A
البنتاغون: الصين ربما حمّلت نحو 100 صاروخ باليستي عابر للقارات في مواقع إطلاق
وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) (رويترز)
ذكرت مسودة تقرير لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) سلطت الضوء على طموحات الصين العسكرية الكبيرة أن بكين حمّلت على الأرجح ما يربو على 100 صاروخ باليستي عابر للقارات في أحدث ثلاثة مواقع إطلاق أنشأتها، وأنها لا ترغب في إجراء محادثات للحد من التسلح.
وتجري الصين تحديثات لترسانتها من الأسلحة، وتوسع نطاقها بوتيرة أسرع من أي قوة نووية أخرى. ووصفت بكين التقارير التي تتحدث عن تعزيز قدراتها العسكرية بأنها مساع «لتشويه سمعتها والتضليل المتعمد للمجتمع الدولي»، وفقاً لـ«رويترز».
وفي الشهر الماضي، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه ربما يعمل على خطة لنزع السلاح النووي مع الصين وروسيا. لكن مسودة تقرير البنتاغون، التي اطلعت عليها «رويترز»، أشارت إلى أن بكين لا تبدو مهتمة بهذا الأمر.
وجاء في التقرير: «ما زلنا لا نرى أي رغبة من بكين بشأن اتخاذ مثل هذه الإجراءات أو الدخول في مناقشات شاملة بشأن الحد من التسلح».
وذكر التقرير أن الصين قد تكون نشرت أكثر من 100 صاروخ باليستي عابر للقارات من طراز «دي إف 31» يعمل بالوقود الصلب في منشآت لتخزين الصواريخ بالقرب من حدودها مع منغوليا، وهي أحدث مواقع ضمن سلسلة من منشآت تخزين الصواريخ التي تشيدها.
وسبق أن أشار البنتاغون إلى هذه المواقع، لكنه لم يذكر عدد الصواريخ المحملة بها. وأحجم البنتاغون عن التعليق على مسودة التقرير، ولم ترد السفارة الصينية في واشنطن حتى الآن على طلب للحصول على تعقيب. ولم تحدد مسودة تقرير البنتاغون أي هدف محتمل لهذه الصواريخ. وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن التقرير ربما يخضع للتنقيح قبل إحالته إلى المشرعين.
وجاء في التقرير أن مخزون الصين من الرؤوس الحربية النووية ظل في حدود 600 رأس عام 2024، مما يعكس «بطء معدل الإنتاج مقارنة بالسنوات السابقة».
لكن التقرير ذكر أن التوسع النووي للصين مستمر، وأنها في طريقها لامتلاك ما يزيد على 1000 رأس نووي بحلول عام 2030.
وتقول الصين إنها تلتزم «باستراتيجية نووية للدفاع عن النفس، وتنتهج سياسة عدم المبادرة باستخدام الأسلحة النووية».
وأعلن ترمب رغبته في أن تستأنف الولايات المتحدة تجارب الأسلحة النووية، لكن لم يتضح بعد الشكل الذي سيسير عليه الأمر.
وسعى الرئيس الأميركي السابق جو بايدن وترمب، خلال فترة ولايته الأولى، إلى إشراك الصين وروسيا في مفاوضات بشأن استبدال معاهدة «نيو ستارت» بمعاهدة ثلاثية الأطراف للحد من الأسلحة النووية الاستراتيجية.
وتناول تقرير البنتاغون بشكل مفصل تعزيز الصين لقدراتها العسكرية، وقال إن «بكين تتوقع أن تكون قادرة على خوض حرب في تايوان والانتصار فيها بحلول نهاية عام 2027».
والصين، التي تعد تايوان، الجزيرة ذات الحكم الديمقراطي، جزءاً من أراضيها، لم تتخل مطلقاً عن فكرة استخدام القوة من أجل «إعادة توحيد» الجزيرة معها.
ويأتي تقرير البنتاغون قبل أقل من شهرين من انتهاء العمل بمعاهدة نيو ستارت لعام 2010، وهي آخر اتفاقية للحد من التسلح النووي بين الولايات المتحدة وروسيا، التي تلزم الجانبين بعدم نشر ما يزيد على 1550 رأساً نووياً موزعة على 700 منصة إطلاق.
ومدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبايدن الاتفاق لمدة خمس سنوات في فبراير (شباط) 2021، لكن الاتفاق يتضمن عدة بنود لا تسمح بتمديد رسمي آخر. ويخشى كثير من الخبراء من أن يؤدي انتهاء العمل بهذه الاتفاقية إلى إشعال سباق تسلح نووي ثلاثي الأطراف.
وقال داريل كيمبال، المدير التنفيذي لرابطة الحد من التسلح: «مزيد من الأسلحة النووية، وغياب الدبلوماسية لن يجعلا أي طرف أكثر أماناً، لا الصين ولا روسيا ولا الولايات المتحدة».
عين ترمب على غرينلاند مجدداً واشتعال أزمة دبلوماسية مع الدنماركhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9%E2%80%8B/5222146-%D8%B9%D9%8A%D9%86-%D8%AA%D8%B1%D9%85%D8%A8-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%BA%D8%B1%D9%8A%D9%86%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AF-%D9%85%D8%AC%D8%AF%D8%AF%D8%A7%D9%8B-%D9%88%D8%A7%D8%B4%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84-%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%AF%D8%A8%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%86%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%83
عين ترمب على غرينلاند مجدداً واشتعال أزمة دبلوماسية مع الدنمارك
حاكم ولاية لويزيانا جيف لاندري يتحدث في البيت الأبيض بينما الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستمع في الخلفية يوم 24 مارس 2025 (إ.ب.أ)
أشعل الرئيس الأميركي دونالد ترمب عاصفة دبلوماسية جديدة مع الدنمارك بإعلانه تعيين حاكم ولاية لويزيانا، جيف لاندري، مبعوثاً خاصاً إلى غرينلاند، في خطوة أعادت التذكير بمحاولاته السابقة لـ«شراء» هذه المنطقة التي تتمتع بالحكم الذاتي.
وأعلنت الدنمارك، الاثنين، أنها ستستدعي السفير الأميركي في كوبنهاغن. وقال وزير خارجيتها لارس لوكه راسموسن لقناة «تي في 2» المحلية: «لقد أغضبني التعيين والبيان، وأعتبر أن هذا الأمر غير مقبول».
وأضاف أن الوزارة ستستدعي السفير خلال الأيام المقبلة «للحصول على توضيح بهذا الشأن»، مشيراً إلى أن تعيين موفد خاص «يؤكد الاهتمام الأميركي المستمر بغرينلاند... لكننا نصر على أن يحترم الجميع، بما في ذلك الولايات المتحدة، سلامة أراضي مملكة الدنمارك».
وندد مسؤولون دنماركيون بهذه الخطوة ووصفوها بأنها «غير مقبولة» وتحدٍّ مباشر لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي تنتمي إليه الدولتان.
وكان ترمب قد نشر تدوينة، مساء الأحد، على منصته «تروث سوشيال» قال فيها: «يسرّني أن أعلن أنني أعيّن حاكم لويزيانا الكبير، جيف لاندري، موفداً خاصاً للولايات المتحدة إلى غرينلاند». وأضاف: «جيف يدرك مدى أهمية غرينلاند لأمننا القومي، وسيدافع بقوة عن مصالح بلادنا من أجل سلامة وأمن وبقاء حلفائنا، بل والعالم أجمع. تهانيَّ جيف!».
شراء غرينلاند
كان ترمب قد أثار الجدل بعد انتخابه لولاية ثانية، عندما أبدى رغبته في شراء غرينلاند، وتحدث عن اهتمام واشنطن الاستراتيجي بهذه المنطقة القطبية الشاسعة الغنية بالمعادن، معتبراً إياها ذات «أهمية محورية للأمن القومي الأميركي». وردّت غرينلاند، التي يبلغ عدد سكانها 57 ألف نسمة، بأنّها ليست للبيع وأنها وحدها التي تقرر مصيرها.
لقطة جوية لشرق غرينلاند يوم 18 سبتمبر 2025 (رويترز)
وأثارت تصريحات ترمب في ذلك الوقت ردود فعل غاضبة من الدنمارك، الدولة السيادية المشرفة على غرينلاند.
وهذه الخطوة لا تعيد إحياء النزاع الكامن بين واشنطن وكوبنهاغن فحسب، بل وتسلط الضوء أيضاً على التوترات المستمرة بين الولايات المتحدة والجانب الأوروبي الذي يستشعر فجوة سياسية وأمنية تتسع بين شطري الأطلسي. وتواجه العلاقات الأوروبية الأميركية بالفعل ضغوطاً بسبب الرسوم الجمركية ومتطلبات الإنفاق الدفاعي.
ويقول محللون إن استدعاء كوبنهاغن السفير الأميركي يمثل احتجاجاً دبلوماسياً رسمياً، قد يتصاعد إلى تدخل أوسع من جانب الاتحاد الأوروبي إذا لم يُحلّ، وسط ترقب حذر من جانب الحلفاء الأوروبيين لأجندة «أميركا أولاً» التي اتخذها ترمب شعاراً لفترته.
ويرى خبراء سياسيون أن تعيين ترمب لصديقه لاندري، وهو حليف جمهوري قوي، إشارة جريئة على «نيات الولايات المتحدة وأطماع ترمب» في المعادن الأرضية غير المستغلة في الجزيرة، وموقعها الاستراتيجي عند ملتقى المحيط الأطلسي الشمالي والمحيط المتجمّد الشمالي، وسط ذوبان القمم الجليدية الذي يفتح طرقاً ملاحية جديدة.
صفقات واستثمارات
من جانبه، سارع لاندري إلى تأكيد توجهات ترمب، مشيراً في عدة تصريحات إلى أن الولايات المتحدة ستسعى لإبرام شراكات مبتكرة مع غرينلاند، وضخ استثمارات محتملة في البنية التحتية، وعقد صفقات لاستخراج الموارد المعدنية.
وفي منشور على منصة «إكس»، شكر لاندري الرئيس الأميركي، وقال: «إنّه لشرف لي أن أخدمكم تطوّعاً لجعل غرينلاند جزءاً من الولايات المتحدة».
حاكم ولاية لويزيانا جيف لاندري يتحدث إلى الصحافيين في لويزيانا يوم 3 سبتمبر 2025 (أ.ب)
وكان لاندري قد رحب في بداية السنة برغبة ترمب في ضم غرينلاند، وقال عبر منصة «إكس» في العاشر من يناير (كانون الثاني) الماضي: «الرئيس ترمب محق تماماً»؛ مضيفاً: «يجب أن نضمن انضمام غرينلاند للولايات المتحدة. سيكون ذلك رائعاً لهم، ورائعاً لنا! فلنفعلها!».
ووفقاً لاستطلاع نشرته صحيفة «سيرميتسياك» في غرينلاند في يناير، عبَّر 85 في المائة من سكان الجزيرة عن معارضتهم للانضمام للولايات المتحدة في المستقبل، بينما أيّد 6 في المائة فقط هذه الخطوة.
أسباب الاهتمام
ولطالما كانت غرينلاند محل اهتمام ترمب. ففي عام 2019، خلال ولايته الأولى، طرح فكرة شراء الإقليم بالكامل، واصفاً الأمر بأنه «صفقة عقارية ضخمة» ضرورية للدفاع الأميركي؛ لكن الدنمارك رفضت الفكرة ووصفتها بـ«العبثية»، مما أدى إلى إلغاء زيارات رسمية وتوتر العلاقات.
وفي ولايته الثانية، صعّد ترمب من مواقفه مرة أخرى، متجاوزاً القنوات الدبلوماسية التقليدية باستحداث منصب مبعوث خاص، وهو أمر غير مسبوق لكيان غير ذي سيادة مثل غرينلاند التي تُدير شؤونها الداخلية باستقلالية، لكنها تُحيل السياسة الخارجية إلى كوبنهاغن.
ويرى المحللون أن هذا تصعيد مُخطط له، حيث يستغل ترمب الأهمية المتزايدة لغرينلاند في التنافس القطبي مع الصين وروسيا، ولدى الولايات المتحدة بالفعل قاعدة عسكرية في ثول، وهي قاعدة تابعة لقوات الفضاء الأميركية وتقع على الساحل الشمالي الغربي لغرينلاند بموجب اتفاقية دفاع بين الولايات المتحدة والدنمارك، ويتمركز بها 150 جندياً أميركياً.
واقعية برغماتية ومخاطر
يبدو أن تجدد الإصرار الأميركي فيما يتعلق بغرينلاند ينُم عن استراتيجية ترمب المتجذرة في الواقعية السياسية البرغماتية؛ فوجود رواسب العناصر الأرضية النادرة في المنطقة، وهي ضرورية للسيارات الكهربائية وتكنولوجيا الدفاع، قد يقلل من اعتماد الولايات المتحدة على الصين التي تهيمن على هذه السوق.
كما كشف تغير المناخ عن موارد وطرق جديدة في القطب الشمالي، مما جعل المنطقة محوراً أساسياً في تنافس القوى العظمى. وبتعيين مبعوث، يُشير ترمب إلى موقف استباقي قد يمهد الطريق لاتفاقيات ثنائية تتجاوز الدنمارك، مثل توسيع نطاق القواعد الأميركية أو حقوق التعدين.
أفراد من القوات المسلحة الدنماركية خلال تدريب عسكري مشترك مع السويد والنرويج وألمانيا وفرنسا في غرينلاند يوم 17 سبتمبر 2025 (رويترز)
ومع ذلك، فإن المخاطر واضحة، إذ يرى المحللون أن هذه الأحادية الأميركية تُنَفِّر الحلفاء الأوروبيين في وقتٍ تُعد فيه وحدة حلف الناتو أمراً بالغ الأهمية وسط الحرب الروسية - الأوكرانية. وقد ترد الدنمارك، وهي لاعب رئيسي في القطب الشمالي، بتقييد وصول الولايات المتحدة إلى قاعدة ثول الجوية، أو بحشد دعم الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على الشركات الأميركية التي تتطلع إلى مشاريع في غرينلاند. ولا يمكن إغفال احتمالات تدخل الصين على الخط، التي لديها مصالحها الخاصة في مجال التعدين بالمنطقة.
علاوة على ذلك، فإن سعي غرينلاند نحو مزيد من الحكم الذاتي - المدعوم بعائدات الموارد - قد يُعقّد الأمور، حيث يوازن السكان المحليون بين الحوافز الاقتصادية الأميركية والروابط الاجتماعية الدنماركية.
وأشار خبراء بمركز أتلانتك الأميركي إلى أن خطوة تعيين مبعوث أميركي إلى غرينلاند تمثل «أسلوب ترمب التقليدي الذي يمزج بين الانتهازية الاقتصادية والبصيرة الاستراتيجية»، حيث يتعمد رفع السقف أولاً ثم التفاوض للتوصل إلى تفاهمات واتفاقات.
ويقول خبراء المركز إن ترمب قد يستخدم هذه الخطوة ورقة ضغط في مفاوضات أوسع مع الدنمارك، ربما مقابل ضمانات أمنية مقابل الوصول إلى الموارد.