بوتين: المبادرة الأميركية قد تُشكل أساساً لاتفاقيات مستقبلية

طالب بانسحاب أوكراني كامل من دونباس وهاجم «شرعية» زيلينسكي

بوتين يلقي كلمته خلال قمّة منظمة الأمن الجماعي في بشكيك 27 نوفمبر (أ.ف.ب)
بوتين يلقي كلمته خلال قمّة منظمة الأمن الجماعي في بشكيك 27 نوفمبر (أ.ف.ب)
TT

بوتين: المبادرة الأميركية قد تُشكل أساساً لاتفاقيات مستقبلية

بوتين يلقي كلمته خلال قمّة منظمة الأمن الجماعي في بشكيك 27 نوفمبر (أ.ف.ب)
بوتين يلقي كلمته خلال قمّة منظمة الأمن الجماعي في بشكيك 27 نوفمبر (أ.ف.ب)

حدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، موقفه تجاه خطة السلام التي اقترحها نظيره الأميركي دونالد ترمب والتعديلات التي طرأت عليها. ومع ترحيبه بالنقاشات المنتظرة بين موسكو وواشنطن وتأكيده على التعامل بشكل إيجابي مع المبادرة المطروحة، حمل بوتين بقوة على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ووصفه بأنه ليس شرعياً، وقال إنه ليس طرفاً مقبولاً لإبرام معاهدة سلام، وأكّد تمسّكه بانسحاب أوكرانيا الكامل من «الأراضي الروسية المحتلة».

شروط السلام

وبدا بوتين متمسكاً بمواقفه السابقة، وهو يُحدّد شروط السلام من وجهة النظر الروسية، في أول تعقيب مباشر على النقاشات الدائرة حول الخطة الأميركية. وكان الرئيس الروسي قد اكتفى في وقت سابق بتعليق مقتضب، رأى فيه أن خطة ترمب تُشكّل أساساً مقبولاً للمفاوضات، لكنه اختار توقيت مشاركته مع رؤساء بلدان منظمة الأمن الجماعي، خلال القمة التي جمعتهم في العاصمة القيرغيزية بشكيك، ليؤكد مواقفه تجاه الاتصالات الجارية بشأن الخطة، كما ليشدد على تفوق بلاده عسكريّاً على الأرض، وأنها ستعمل على تحقيق كل أهدافها المطروحة؛ إما عبر الدبلوماسية أو بالقوة.

بوتين خلال مؤتمر صحافي في بشكيك 27 نوفمبر (د.ب.أ)

وتعمّد بوتين لذلك الحديث عن الوضع الميداني، وتقدم القوات الروسية على الجبهات، قبل الانتقال للتعليق على خطة السلام المقترحة. وفي هذا السياق، أطلق الرئيس الروسي تهديداً مباشراً للقوات الأوكرانية بتشديد الخناق عليها، إذا لم تبدأ فوراً بالانسحاب من المناطق التي وصفها بـ«الأراضي الروسية المحتلة»، في إشارة إلى منطقتي دونيتسك ولوغانسك، اللتين كانت موسكو أعلنت بشكل أحادي ضمّهما عام 2022.

وقال بوتين إن «مصير القوات المسلحة الأوكرانية متعلق بقرار انسحاب الجيش الأوكراني من الأراضي التي يحتلها». وهدّد بأنه «إذا لم توقف كييف الأعمال العدائية، فسيفقد جيشها فاعليته القتالية». وزاد: «ستنسحب القوات الأوكرانية من الأراضي التي تحتلّها، وعندها ستتوقف الأعمال العدائية. وإذا لم تنسحب، فسنحقق ذلك بالقوة».

«زخم إيجابي»

أوضح الرئيس الروسي أن قواته «تواصل إظهار زخم إيجابي على جميع الجبهات، ووتيرة التقدم في منطقة القتال آخذة في الازدياد، حيث تُحاصر مدينتا كراسنوارميسك (بوكروفسك) وديميتروف بالكامل». وزاد أن «الجيش يقاتل من أجل تحرير سيفيرسك، وقد كاد يسيطر على فوفشانسك، وأصبح على بُعد كيلومتر ونصف كيلومتر من هوليايبول».

بوتين متحدّثاً مع وزير دفاع روسيا وبيلاروسيا على هامش أعمال منظمة الأمن الجماعي في بشكيك 27 نوفمبر (إ.ب.أ)

وهذه مناطق في محيط دونيتسك ما زالت تحت سيطرة القوات الأوكرانية، لكن الجيش الروسي يحاصرها بإحكام منذ أشهر. وأوضح بوتين أن «انهيار الجبهة أمرٌ لا مفر منه بالنسبة لأوكرانيا، إذا تكرّر الوضع في كوبيانسك في مناطق أخرى». واستشهد بـ«إخفاقات العدو في منطقتي دنيبروبيتروفسك وزابوروجيا. وقد تم تطويق 3500 جندي على الضفة اليسرى لنهر أوسكول».

وقال إن تقارير القادة العسكريين الروس من الميدان تقول إن «بعض أفراد القوات المسلحة الأوكرانية في هذه المنطقة يبدون بالفعل كالمشردين».

وخلص إلى أن كييف «تشهد فجوة متزايدة بين خسائرها وعدد القوات التي ترسلها إلى منطقة القتال. وقد خسرت القوات المسلحة الأوكرانية 47500 جندي في أكتوبر (تشرين الأول)». ووصف بوتين التعبئة في أوكرانيا بأنها «قسرية»، وقال إن نسبة الفرار من جيش العدو مرتفعة للغاية.

بعد هذا التقديم الذي أظهر إمساك روسيا بزمام المبادرة على الأرض، وفقاً لبوتين، انتقل إلى مناقشة الخطة الأميركية المقترحة. وقال إن بلاده «درست الخطة الأولية للتسوية الأوكرانية. وعُرضت علينا المقترحات بعد اجتماع جنيف. لم تكن هناك مسودة اتفاقيات، بل قائمة بالمسائل المطروحة للنقاش».

الخطّة الأميركية

وكشف بوتين للمرة الأولى أنه ناقش في وقت سابق خطة سلام في أوكرانيا مع الجانب الأميركي، وقبل طرحها علنياً. وقال: «قبل زيارتي للولايات المتحدة، وقبل زيارتي لألاسكا، ناقشنا هذا الأمر مع المفاوضين الأميركيين. وبعد ذلك، ظهرت قائمة تضم 28 بنداً محتملاً. وكما أعلنتُ علناً، فقد أُبلغنا بها عبر قنوات محددة. وقد راجعناها».

بوتين يحمل آلة موسيقية في بشكيك 27 نوفمبر (إ.ب.أ)

وكرّر موقفه المعلن أن موسكو «توافق على أن المبادرة الأميركية يمكن أن تُشكل أساساً لاتفاقيات مستقبلية، وتجب ترجمتها إلى لغة دبلوماسية. كل بند من بنود الخطة بالغ الأهمية، وعلينا أن نجلس ونناقش الأمر بجدية، كل كلمة مهمة».

وقال الرئيس الروسي إن وفداً أميركياً سيصل إلى موسكو الأسبوع المقبل، وإن الجانب الروسي مستعد للعمل الجادّ. وكشف استعداد بلاده لخوض مفاوضات تفصيلية مع الجانب الأميركي، وقال إن «ترمب سوف يحدد من يمثل الولايات المتحدة فيها. وسوف يتولى ممثلو وزارة الخارجية وفلاديمير ميدينسكي - كبير المفاوضين الروس إلى اجتماعات إسطنبول - دور المفاوضين بشأن أوكرانيا».

مجموعة السبع

وفي هجوم لافت على زيلينسكي، قال بوتين إن «توقيع وثائق التسوية مع الحكومة الأوكرانية أمر لا طائل منه». وأشار إلى أن البرلمان الأوكراني وحده هو من يملك الحق في توسيع صلاحياته في ظل الأحكام العرفية، بينما لا يملك الرئيس ذلك.

بوتين خلال مؤتمر صحافي في بشكيك 27 نوفمبر (إ.ب.أ)

كما تطرق إلى نقطة خلافية حول الخطة الأميركية، تتعلق بالاعتراف بالسيادة الروسية على المناطق التي ضمّتها موسكو، وقال إن «روسيا بحاجة إلى اعتراف دولي بأراضيها الجديدة، ولكن ليس من كييف».

وفي موضوع آخر، أشار إلى الدعوة الأميركية لإعادة ضم روسيا إلى مجموعة الدول الصناعية الكبرى السبع. وأوضح الرئيس أنه لا يرى تماماً كيف يمكن لروسيا التفاعل المباشر مع المجموعة، في ظل الوضع الراهن. وزاد: «هل يمكنك تخيل ذلك؟ لقد وصلنا للتوّ، وقلنا مرحباً، والآن سنكتفي بالعبوس ونظر بعضنا إلى بعض!». وقال إن بلاده «لم تطلب الانضمام إلى مجموعة الدول السبع، بل دُعيت. وموسكو لا ترفض أبداً التواصل في هذا الإطار، وهي منفتحة على التفاعل، ولكن لم تُوجَّه إليها أي دعوات».


مقالات ذات صلة

إستونيا تعتزم بناء تحصينات وخندق مضاد للدبابات لتأمين حدودها مع روسيا

أوروبا صورة جوية التقطتها طائرة مسيّرة تُظهر الحدود بين إستونيا وروسيا... 15 سبتمبر 2025 (أ.ب)

إستونيا تعتزم بناء تحصينات وخندق مضاد للدبابات لتأمين حدودها مع روسيا

بدأت إستونيا أعمالاً تحضيرية لبناء 5 ملاجئ محصنة تهدف إلى تعزيز دفاعاتها الحدودية في مواجهة هجمات محتملة من جانب روسيا.

«الشرق الأوسط» (ريجا)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ) play-circle

زيلينسكي: موسكو تتهيّأ لـ«سنة حرب» جديدة

أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأربعاء، إلى أن روسيا تتهيّأ لخوض «سنة حرب» جديدة في أوكرانيا في عام 2026.

«الشرق الأوسط» (كييف )
الاقتصاد مشروع «سخالين 2» للغاز المسال (إكس)

أميركا تسمح بمبيعات النفط من مشروع «سخالين 2» الروسي حتى 18 يونيو

سمحت وزارة الخزانة الأميركية بمبيعات النفط من مشروع «سخالين 2» الروسي حتى 18 يونيو، في خطوة ستسمح باستمرار إنتاج الغاز الطبيعي المسال من المشروع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عالمية رومان أبراموفيتش (أ.ب)

ستارمر يضغط على أبراموفيتش لتحويل أموال بيع تشيلسي إلى أوكرانيا

حذّر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، المالك السابق لنادي تشيلسي فيما يخص مبلغ (3.4 مليار دولار) المجمّد من عائدات بيع النادي الذي خصص لأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا أورسولا فون دير لاين (إ.ب.أ) play-circle

بوتين يصف الدعوات الغربية للاستعداد لحرب كبرى مع روسيا بـ«هستيريا» و«أكذوبة»

بوتين يصف الدعوات الغربية للاستعداد لحرب كبرى مع روسيا بـ«هستيريا» و«أكذوبة» وموسكو «ترفض» نشراً محتملاً لقوات غربية في أوكرانيا لكنها «مستعدة لمناقشة» الموضوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)

منصة «روبلوكس» الأميركية تتعهد بإجراء تغييرات لرفع الحظر الروسي المفروض عليها

صبي يقف لالتقاط صورة وهو يحمل جهاز تحكم ألعاب أمام شاشة تعرض شعار منصة ألعاب الأطفال الأميركية «روبلوكس» (رويترز)
صبي يقف لالتقاط صورة وهو يحمل جهاز تحكم ألعاب أمام شاشة تعرض شعار منصة ألعاب الأطفال الأميركية «روبلوكس» (رويترز)
TT

منصة «روبلوكس» الأميركية تتعهد بإجراء تغييرات لرفع الحظر الروسي المفروض عليها

صبي يقف لالتقاط صورة وهو يحمل جهاز تحكم ألعاب أمام شاشة تعرض شعار منصة ألعاب الأطفال الأميركية «روبلوكس» (رويترز)
صبي يقف لالتقاط صورة وهو يحمل جهاز تحكم ألعاب أمام شاشة تعرض شعار منصة ألعاب الأطفال الأميركية «روبلوكس» (رويترز)

قالت منصة «روبلوكس» الأميركية لألعاب الأطفال، الأربعاء، إنها مستعدة لإجراء تغييرات على بعض خصائصها في روسيا، في الوقت الذي تسعى فيه لإلغاء الحظر الذي فرضته عليها موسكو هذا الشهر.

وأعلنت هيئة مراقبة الاتصالات الروسية (روسكومنادزور) الحظر في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) لأسباب تتعلق بسلامة الأطفال، مما أزعج بعض المستخدمين الروس، بل وأثار احتجاجاً نادراً بمدينة تومسك السيبيرية في مطلع الأسبوع.

ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء، الأربعاء، عن روسكومنادزور قولها إن المنصة الأميركية اتصلت بها وعبّرت عن استعدادها للامتثال للقانون الروسي.

وقالت الوكالة نقلاً عن الهيئة الرقابية: «إذا لم يكن هذا مجرد تصريح، وإنما رغبة حقيقية من المنصة في تغيير نهجها لضمان سلامة الأطفال على الإنترنت، فستتعامل معها روسكومنادزور مثلما تتعامل مع أي خدمة أخرى تمتثل للقانون الروسي».

وأكد المتحدث باسم «روبلوكس» لوكالة «رويترز» للأنباء في رسالة بالبريد الإلكتروني، أن المنصة تواصلت مع الهيئة الرقابية.

طالب هندسة تكنولوجية يقوم بتطوير ألعاب ذات طابع حربي لمنصة ألعاب «روبلوكس» في مونتيري بالمكسيك يوم 19 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)

وقال المتحدث إن «روبلوكس» مستعدة «للحد مؤقتاً من خصائص التواصل في روسيا ومراجعة عمليات الإشراف على المحتوى لدينا لاستيفاء المتطلبات القانونية اللازمة لوصول جمهورنا من جديد إلى المنصة».

وأحجم المتحدث عن التعليق على موعد رفع الحظر.

وحظرت دول عدة، منها العراق وتركيا، المنصة بسبب مخاوف من استغلال الأطفال. وتقول المنصة إنها تحترم القوانين الوطنية وتلتزم بشدة بسلامة المستخدمين.

وسيكون أي اتفاق لاستعادة الوصول إلى «روبلوكس» تسوية نادرة لأحد الخلافات طويلة الأمد بين روسيا وشركات التكنولوجيا الأميركية.

وفرضت روسيا رقابة خلال سنوات الحرب مع أوكرانيا، وحجبت أو قيّدت الوصول إلى منصات تواصل اجتماعي، مثل «سناب شات» و«فيسبوك» و«إنستغرام» و«واتساب» و«يوتيوب».

ويقول مسؤولون روس إن هذه الإجراءات ضرورية للدفاع عن البلاد في «حرب معلومات» معقدة تشنها قوى غربية، ولحمايتها مما يصفونه بالثقافة الغربية المنحلة التي تقوّض القيم الروسية التقليدية.


شرطة أستراليا توجه 59 اتهاماً للمشتبه به في هجوم سيدني

أناس يقفون قرب باقات من الزهور الأربعاء تكريماً لضحايا حادثة إطلاق النار في شاطئ بونداي في سيدني (أ.ف.ب)
أناس يقفون قرب باقات من الزهور الأربعاء تكريماً لضحايا حادثة إطلاق النار في شاطئ بونداي في سيدني (أ.ف.ب)
TT

شرطة أستراليا توجه 59 اتهاماً للمشتبه به في هجوم سيدني

أناس يقفون قرب باقات من الزهور الأربعاء تكريماً لضحايا حادثة إطلاق النار في شاطئ بونداي في سيدني (أ.ف.ب)
أناس يقفون قرب باقات من الزهور الأربعاء تكريماً لضحايا حادثة إطلاق النار في شاطئ بونداي في سيدني (أ.ف.ب)

وجّهت الشرطة الأسترالية، الأربعاء، 59 اتهاماً للمشتبه بتنفيذه هجوماً على شاطئ بونداي بمدينة سيدني، وذلك بعد أسوأ عملية إطلاق نار جماعية تشهدها أستراليا منذ عقود.

وقالت شرطة نيو ساوث ويلز إن الشرطة ستتهم في المحكمة نافيد أكرم، ذا الأصول الهندية، الذي يحمل الجنسية الأسترالية، «بالقيام بسلوك تسبب بالقتل وبإصابات خطيرة، وبتعريض حياة أشخاص للخطر من أجل الدفاع عن قضية دينية وإثارة الخوف في المجتمع».

وإلى جانب تهمتي الإرهاب وقتل 15 شخصاً، تشمل الاتهامات 40 تهمة بالإيذاء بنية القتل، فيما يتعلق بسقوط جرحى ووضع عبوة ناسفة قرب مبنى. وأفادت الشرطة، في بيان، بأن المؤشرات الأولية تدل على أن الهجوم هجوم إرهابي مستوحى من تنظيم «داعش»، المدرج على قائمة الإرهاب في أستراليا.

وأقامت أستراليا أول جنازة لضحايا الحادث، وتجمعت حشود كبيرة لتأبين الحاخام إيلي شلانغر، الذي كان بين القتلى حين أطلق ساجد أكرم، الهندي المقيم في أستراليا، وابنه نافيد، النار على جمع من المحتفلين بعيد «حانوكا» اليهودي على الشاطئ الشهير، مساء الأحد.

من جهته، قال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز، الأربعاء: «قلبي مع المجتمع اليوم وكل يوم». وأضاف، في تصريح لمحطة إذاعية محلية: «لكن اليوم سيكون بالغ الصعوبة مع بدء أولى الجنازات».

وكان قد قال، الثلاثاء، إن المسلحَين كانا مدفوعين بـ«آيديولوجية الكراهية»، مضيفاً أن نافيد أكرم (24 عاماً) لفت انتباه وكالة الاستخبارات الأسترالية عام 2019 «بسبب صلته بآخرين»؛ لكن لم يُعتبر تهديداً وشيكاً وقتها. وأضاف: «لقد حققوا معه، وحققوا مع أفراد أسرته، وحققوا مع محيطين به... ولكنه لم يُعتبر في ذلك الوقت شخصاً مثيراً للاهتمام».

وأطلق ساجد (50 عاماً) وابنه النار على الحشد المتجمع عند الشاطئ لمدة 10 دقائق، قبل أن تفتح الشرطة النار على ساجد وتقتله، في حين أصيب نافيد بالرصاص، ونُقل إلى المستشفى في حالة حرجة.

واتفق قادة أستراليا، الاثنين، على تشديد القوانين التي سمحت للأب بحيازة 6 أسلحة نارية.

ولم تشهد أستراليا حوادث إطلاق نار مماثلة منذ قتل مسلح 35 شخصاً في مدينة بورت آرثر السياحية عام 1996. وأدّت تلك الحادثة إلى حملة، تضمنت برنامجاً لإعادة شراء الأسلحة، وفرض قيود على الأسلحة نصف الآلية. لكن في السنوات الأخيرة، سجّلت أستراليا ارتفاعاً مطرداً في عدد الأسلحة النارية التي يملكها أفراد.

زيارة للفلبين

وتجري الشرطة تحقيقات لمعرفة ما إذا كان الأب وابنه قد التقيا متطرفين خلال زيارة قاما بها للفلبين، قبل أسابيع من الهجوم. وأكّدت إدارة الهجرة في مانيلا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنهما أمضيا معظم شهر نوفمبر (تشرين الثاني) في البلاد، وكانت دافاو وجهتهما النهائية.

ولهذه المنطقة، الواقعة في جزيرة مينداناو الجنوبية، تاريخ طويل من حركات التمرد والتطرف.

عناصر من الشرطة متجمعون الثلاثاء قرب شاطئ بونداي في سيدني الذي شهد واقعة إطلاق نار خلال احتفال اليهود بعيد حانوكا (رويترز)

لكن الفلبين نفت، الأربعاء، استخدام أراضيها لتدريب «إرهابيين». وقالت الناطقة باسم الرئاسة، كلير كاسترو، لدى تلاوتها بياناً صدر عن مجلس الأمن القومي: «لم يُقدَّم أي دليل لدعم المزاعم بأن البلاد استُخدمت لتدريب إرهابيين».

وأضافت: «لا يوجد أي تقرير معتمد أو تأكيد بأن أفراداً تورطوا في حادثة شاطئ بونداي تلقوا أي شكل من أشكال التدريب في الفلبين».

وكان مكتب الهجرة في الفلبين قد ذكر، الثلاثاء، أن المسلحَين المتهمَين بتنفيذ إطلاق النار الجماعي بشاطئ بونداي سافرا إلى الفلبين في أول نوفمبر على متن الرحلة «بي آر 212» التابعة لـ«الخطوط الجوية الفلبينية»، من سيدني إلى مانيلا، ومنها إلى مدينة دافاو.

وغادر الرجل وابنه الفلبين في 28 نوفمبر على الرحلة نفسها من دافاو عبر مانيلا إلى سيدني. ولم تتضح بعد الأنشطة التي قام بها الرجلان في الفلبين، أو ما إذا كانا قد سافرا إلى مكان آخر بعد الهبوط في دافاو.

وفي عام 2017، سيطر مسلحون متأثرون بفكر «داعش» على أجزاء من مدينة ماراوي في جنوب الفلبين، وتمكنوا من الاحتفاظ بها 5 أشهر، رغم عمليات برية وجوية ظل الجيش يشنّها.

وأدّى حصار ماراوي، الذي شكَّل أكبر معركة تشهدها البلاد منذ الحرب العالمية الثانية، إلى نزوح نحو 350 ألف شخص ومقتل أكثر من 1100، معظمهم من المسلحين.

«قوى الشر الإرهابية»

من جانبه، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، إلى حرب دولية ضد «الإرهاب المتطرف»، وقال في حفل استقبال في البيت الأبيض بمناسبة عيد حانوكا: «يجب على كل الدول أن تتّحد ضد قوى الشر الإرهابية الراديكالية، ونحن نفعل ذلك».

واتفق الرئيس الأميركي مع توصيف السلطات الأسترالية للهجوم بأنه «هجوم إرهابي»، كما اتفق مع الوصف الإسرائيلي لما حدث بأنه «مظهر من مظاهر تصاعد معاداة السامية»، وقال: «هذا هجوم إرهابي شنيع معادٍ للسامية»، مشدداً على تكاتف جميع الدول «ضد قوى الشر الإسلامي الراديكالي».

وربط ترمب هجوم الشاطئ الأسترالي بهجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، التي شنّتها حركة «حماس» على بلدات إسرائيلية في غلاف غزة، قائلاً: «رأيت أشرطة تمنيت لو لم أرها»، ومحذراً من تكرار الهجمات الإرهابية.

وقال: «يجب أن تكونوا حذرين جداً، فأمور سيئة يمكن أن تحدث؛ رأيتم ما حدث في أستراليا وما حدث في السابع من أكتوبر».

السوري الذي أنقذ العشرات

أما السوري أحمد الأحمد (44 عاماً)، الذي أصيب بطلقات عدة خلال انتزاعه سلاح أحد المهاجمين، تفادياً لإصابة ومقتل آخرين، فقد توالت التعهدات بمساعدته مادياً.

لقطة من فيديو على حساب رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز على «إكس» تُظهره وهو يلتقي السوري أحمد الأحمد الذي انتزع سلاح أحد المهاجمين خلال هجوم شاطئ بونداي في مستشفى بسيدني (أ.ف.ب)

وجذبت صفحة لجمع الأموال أنشأها أستراليون لم يلتقوا الأحمد قط تبرعات من نحو 40 ألف شخص، حيث تبرعوا بـ2.3 مليون دولار أسترالي (1.5 مليون دولار أميركي)، بحلول مساء الثلاثاء. ومِن بين الداعمين الملياردير مدير صندوق التحوط وليام أكمان، الذي تعهّد بتقديم 99 ألف دولار أسترالي.

وقالت مديرة الإعلام في جمعية «الأستراليون من أجل سوريا»، التي زارت الأحمد في المستشفى في ساعة متأخرة من يوم الاثنين، إنه خضع لجراحة، ومن المقرر إجراء مزيد من العمليات الجراحية.

من جهة أخرى، أُعلن إلغاء احتفالات ليلة رأس السنة التي كانت مقررة على شاطئ بونداي إثر الهجوم الدامي.

وقال منظمو الاحتفالات، في بيان، الأربعاء، إن القرار اتُخذ بالتشاور مع المجلس المحلي.


الصين تعرب عن دعمها لفنزويلا... وتعارض أساليب «الترهيب»

وزير الخارجية الصيني وانغ يي (رويترز - أرشيفية)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي (رويترز - أرشيفية)
TT

الصين تعرب عن دعمها لفنزويلا... وتعارض أساليب «الترهيب»

وزير الخارجية الصيني وانغ يي (رويترز - أرشيفية)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي (رويترز - أرشيفية)

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، لنظيره الفنزويلي، الأربعاء، إن الصين تعارض أسلوب «الترهيب بشكل أحادي» وتدعم الدول في حماية سيادتها، في الوقت الذي يكثف فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب الضغط على الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية.

وقال وانغ، في مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الفنزويلي إيفان جيل، إن الصين وفنزويلا شريكان استراتيجيان، وإن الثقة والدعم المتبادلين تقليد في العلاقات الثنائية، حسبما ورد في بيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية.

وأضاف: «تعتقد الصين أن المجتمع الدولي يتفهم ويدعم موقف فنزويلا في الدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.