ترمب يتدخل لوقف النزاع المتصاعد بين بكين وطوكيو

رئيسة وزراء اليابان تهدد باستخدام القوة العسكرية إذا هاجمت الصين تايوان

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الصيني شي جين بينغ ومحاولات اميركية لتهدئة التوترات المتصاعدة بين بكين وطوكيو (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الصيني شي جين بينغ ومحاولات اميركية لتهدئة التوترات المتصاعدة بين بكين وطوكيو (أ.ف.ب)
TT

ترمب يتدخل لوقف النزاع المتصاعد بين بكين وطوكيو

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الصيني شي جين بينغ ومحاولات اميركية لتهدئة التوترات المتصاعدة بين بكين وطوكيو (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الصيني شي جين بينغ ومحاولات اميركية لتهدئة التوترات المتصاعدة بين بكين وطوكيو (أ.ف.ب)

أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترمب اتصالاً هاتفياً مع رئيسة الوزراء اليابانية، ساناي تاكايشي، صباح الثلاثاء بعد اتصاله مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، يوم الاثنين، في محاولة لتهدئة تصاعد النزاع بينهما بشأن تايوان، حيث تلوح في الأفق عاصفة دبلوماسية قد تعيد رسم خريطة القوة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

جاءت الاتصالات المفاجئة بعد توتر حاد في العلاقات بين الصين واليابان عقب تصريحات رئيسة الوزراء اليابانية حول تايوان، التي وضعت بلادها في مرمى غضب بكين بإعلانها أن هجوماً صينياً افتراضياً على تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي، والتي تقع في أقرب نقطة لها على بُعد نحو 70 ميلاً من الأراضي اليابانية، قد يهدد بقاء اليابان وعدّته تهديداً وجودياً يؤدي إلى رد عسكري من طوكيو.

وكانت هذه هي المرة الأولى التي يُدلي فيها رئيس وزراء ياباني بمثل هذا التصريح الصريح، والذي لطالما تعمد، كحال الولايات المتحدة، الغموض بشأن ما إذا كان سيتدخل عسكرياً في حال وقوع هجوم على تايوان.

رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي تتحدث للصحافيين بعد اتصال هاتفي أجرته مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب الثلاثاء (إ.ب.أ)

وشكلت هذه التصريحات لرئيسة وزراء اليابان بعد أسابيع فقط من توليها منصبها، غضب الصين وعدّتها بكين خرقاً لسياسة الغموض الاستراتيجي الياباني الراسخ، فردت بغضب وعدّت تصريحات تاكايتشي «تهديداً استفزازياً بالحرب» وانتهاك أعراف ما بعد الحرب العالمية الثانية بعد انتقال تايوان من الحكم الاستعمار الياباني الي جمهورية الصين عام 1945.

وصرح وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، بأن رئيسة الوزراء اليابانية تجاوزت الخط الأحمر، وأكد أن الصين سترد بحزم على تصرفات اليابان وأن جميع الدول عليها تحمل مسؤولية منع عودة النزعة العسكرية اليابانية.

إجراءات صينية غاضبة

جاء رد الصين، التي تصف تايوان بأنها «جوهر مصالحها الأساسية»، غاضباً وسريعاً، حيث أحالت النزاع إلى الأمم المتحدة، ونصحت مواطنيها بعدم السفر إلى اليابان، وسعت إلى اتخاذ إجراءات انتقامية اقتصادية ضد المأكولات البحرية والأفلام والحفلات الموسيقية اليابانية وغيرها. ودفع هذا النزاع المتصاعد ترمب إلى الإسراع للعب دور الوسيط والحكم بين الكبيرين الآسيويين.

وبدا أن المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس الأميركي مع الرئيس الصيني كانت فرصة لبكين لتأكيد موقفها بشأن تايوان والتعبير عن استيائها من تصريحات رئيسة الوزراء اليابانية، ودفع واشنطن لكبح جماحها والضغط على طوكيو، لكن مكالمة ترمب مع رئيسة الوزراء اليابانية لا يبدو أنها أدت إلى تراجع طوكيو، حيث ألقت تاكايشي تصريحات مقتضبة للصحافيين قالت فيها: «أخبرني الرئيس ترمب أننا أصدقاء قريبون وأنه يجب علي الاتصال به في أي وقت». ولم تفصح تاكايشي عما إذا كانت ناقشت مع ترمب تصريحاتها بشأن تايوان.

وكانت رحلة ترمب إلى اليابان الشهر الماضي قد كشفت عن توافق وانسجام وكيمياء كبيرة بينه وبين تاكايشي، وأعقبها اجتماع مع شي في كوريا الجنوبية لمعالجة التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم بشأن التجارة وقضايا أخرى.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب وسناي تاكايتشي رئيسة الوزراء اليابانية خلال حفل توقيع وثيقة بشأن تنفيذ اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة واليابان في طوكيو 28 أكتوبر2025 (رويترز)

وعلى الرغم من رفض تاكايشي مطالب بكين بالتراجع عن تصريحاتها «الخاطئة»، فإن حكومتها تقول إن سياسة اليابان تجاه تايوان لم تتغير، وإنها لا تزال تفضل الحل السلمي للقضية. وأعلنت كل من الصين واليابان أن ترمب هو من بادر بالاتصالات، وهو ما لم يؤكده البيت الأبيض.

لكن التحركات التي قامت بها كلٌّ من اليابان والصين أثارت قلق مسؤولي الإدارة الأميركية، حيث انتقدت الصين خطة اليابان لنشر صواريخ على جزيرة بالقرب من تايوان، واصفةً إياها بمحاولة متعمدة «لخلق توتر إقليمي وإثارة مواجهة عسكرية»، بينما أرسلت اليابان طائرة مقاتلة بعد أن رصدت طائرة صينية دون طيار تحلق بين تايوان وجزيرة يوناجوني اليابانية.

كيف سيتصرف ترمب؟

لم يُعلق الرئيس ترمب علناً على هذا النزاع المتصاعد، على الرغم من أن سفيره لدى اليابان، جورج غلاس، قال إن طوكيو يمكنها الاعتماد على دعم الولايات المتحدة في مواجهة «الإكراه» الصيني.

واكتفى ترمب بتصريحات مقتضبة، وأنه أجرى مكالمة «جيدة جداً» مع شي، وأن العلاقات الأميركية الصينية «قوية للغاية». وقال ترمب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: «لقد أحرز الجانبان تقدماً ملحوظاً في الحفاظ على تحديث اتفاقياتنا ودقتها. والآن يمكننا التركيز على الصورة الكبيرة».

وأعلن ترمب خطته لزيارة بكين في أبريل (نيسان) وأنه ناقش مع شي مشتريات الصين من فول الصويا الأميركي وحرب روسيا ضد أوكرانيا، لكنه لم يشر إلى مناقشة تايوان خلال المكالمة.

وعلى عكس منشور ترمب، شدد البيان الصيني على أهمية تايوان، التي قال شي إن «عودتها إلى الصين» جزء مهم من النظام الدولي لما بعد الحرب العالمية الثانية.

لكن المخاطر حقيقية ووجودية، فتايوان تنتج 90 في المائة من أشباه الموصلات التكنولوجية في العالم، وهي ضرورية لكل شيء، بدءاً من هواتف آيفون إلى طائرات إف - 35، وقد يشل الاستحواذ الصيني على تايوان سلاسل التوريد العالمية.

رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي تصافح الرئيس الصيني شي جي بينج قبل محادثاتهما في جيونججو، كوريا الجنوبية 31 أكتوبر2025 (رويترز)

ويصر البيت الأبيض على أن تواصل ترمب مع كلا الزعيمين يشير إلى «توازن استراتيجي». ويقول المحللون إن ترمب يحاول تهدئة الأزمة دون إثارة غضب أي من الطرفين، وإن بكين تواصل تكتيكاً تقليدياً مع ترمب قائماً على اللعب على وتر إثارة غريزة ترمب في عقد الصفقات لفصل واشنطن عن طوكيو.

ويقول بول تريولو، الخبير الجيوسياسي في معهد سياسات جمعية آسيا، إن الرئيس الصيني شي، يراهن على غرور ترمب ويمارس عليه تملق الرجل القوي، فيما رأى سفير أميركا السابق لدى الصين، نيكولاس بيزنز، أن على ترمب الوقوف إلى جانب رئيسة الوزراء تاكايتشي ورفض حيل الصين.


مقالات ذات صلة

«بي بي سي» ستطعن في دعوى ترمب القضائية بشأن مقاطع معدلة من خطابه

أوروبا شعار هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) على مكتبها في لندن (أ.ف.ب)

«بي بي سي» ستطعن في دعوى ترمب القضائية بشأن مقاطع معدلة من خطابه

قالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، اليوم (الثلاثاء)، إنها ستطعن في دعوى قضائية رفعها الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضدها بسبب مقاطع معدلة من خطاب له.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يبدي ردة فعل أثناء استعداده لتوقيع أمر تنفيذي يصنف «الفنتانيل» كـ«سلاح دمار شامل» (رويترز)

أكثر مما وقّعه خلال ولايته الأولى... 221 أمراً تنفيذياً لترمب في أقل من عام

خلال أقل من عام من ولايته الثانية، وقع الرئيس الأميركي دونالد ترمب عدداً من الأوامر التنفيذية يفوق ما وقّعه خلال كامل ولايته الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي يركض الناس بحثاً عن مأوى بينما يتصاعد عمود من الدخان فوق الخيام في مخيم للنازحين الفلسطينيين شمال خان يونس (أ.ف.ب) play-circle

غزة: خطة ترمب على المحك مع تعثر الانتقال إلى المرحلة الثانية

يوماً بعد يوم تزداد الشكوك في قدرة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن قطاع غزة على الصمود في وجه التحديات والعقبات التي يفرضها موقف كل من طرفي الصراع الرئيسين

«الشرق الأوسط» (غزة)
الولايات المتحدة​ تُظهر هذه الصورة المركبة التي تم إنشاؤها باستخدام صور مقدمة من مكتب التحقيقات الفيدرالي وقسم شرطة بروفيدنس رود آيلاند شخصاً مشتبهاً به في حادث إطلاق النار الذي وقع في جامعة براون في بروفيدنس رود آيلاند (أ.ب) play-circle

السلطات الأميركية تنشر صوراً للمشتبه في إطلاقه النار بجامعة براون

نشر المحققون المكلّفون العثور على منفذ عملية إطلاق النار في جامعة براون صوراً للمشتبه به.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ جيمي لاي (أ.ف.ب)

ترمب: طلبت من الرئيس الصيني النظر في إطلاق سراح جيمي لاي

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس الاثنين، إنه طلب من نظيره الصيني شي جينبينغ النظر في إطلاق سراح قطب الإعلام المؤيد للديموقراطية جيمي لاي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

أكثر مما وقّعه خلال ولايته الأولى... 221 أمراً تنفيذياً لترمب في أقل من عام

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يبدي ردة فعل أثناء استعداده لتوقيع أمر تنفيذي يصنف «الفنتانيل» كـ«سلاح دمار شامل» (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يبدي ردة فعل أثناء استعداده لتوقيع أمر تنفيذي يصنف «الفنتانيل» كـ«سلاح دمار شامل» (رويترز)
TT

أكثر مما وقّعه خلال ولايته الأولى... 221 أمراً تنفيذياً لترمب في أقل من عام

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يبدي ردة فعل أثناء استعداده لتوقيع أمر تنفيذي يصنف «الفنتانيل» كـ«سلاح دمار شامل» (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يبدي ردة فعل أثناء استعداده لتوقيع أمر تنفيذي يصنف «الفنتانيل» كـ«سلاح دمار شامل» (رويترز)

خلال أقل من عام من ولايته الثانية، وقع الرئيس الأميركي دونالد ترمب عدداً من الأوامر التنفيذية يفوق ما وقّعه خلال كامل ولايته الأولى، متجاوزاً الكونغرس مراراً، وهو ما اضطر المحاكم إلى التعامل مع التساؤلات حول الحدود الدستورية لصلاحياته، وفق تقرير لصحيفة «واشنطن بوست».

في يوم الاثنين، وقع ترمب أمراً تنفيذياً يقضي بتصنيف مادة «الفنتانيل» على أنها «سلاح دمار شامل»، وهو الأمر التنفيذي رقم 221 في ولايته الثانية. منذ تنصيبه، استخدم ترمب الأوامر التنفيذية لفرض تعريفات جمركية واسعة، ومعاقبة من يعتبرهم أعداءه، والتدخل في قضايا ثقافية وسياسية متنوعة، من تحدي قوانين الهجرة إلى تنظيم ضغط المياه في رؤوس الدش.

ووفق تحليل صحيفة «واشنطن بوست» لبيانات من مؤسسات غير ربحية مثل «CourtListener» و«JustSecurity»، فقد تم الطعن في ثلث أوامر ترمب التنفيذية صراحة أمام المحاكم حتى 12 ديسمبر (كانون الأول).

تصاعد السلطة التنفيذية

ولطالما اعتمد الرؤساء الأميركيون على توسيع السلطة التنفيذية لتجاوز الكونغرس منذ بداية القرن العشرين. إلا أن ترمب سرّع هذا الاتجاه، خصوصاً مع تراجع النشاط التشريعي وتصاعد المواقف الحزبية المتشددة في العقود الأخيرة.

وسمح تجاوز ترمب المتكرر للكونغرس الذي يسيطر عليه حزبه بتحقيق نتائج سريعة، لكنه جعل بعض إنجازاته الأكثر أهمية عرضة للطعن القضائي وإمكانية التراجع عنها من قبل الإدارات المستقبلية.

التركيز على العقوبات السياسية والاقتصادية

ومن بين 11 أمراً تنفيذياً يهدف لمعاقبة أعداء ترمب السياسيين، تم الطعن في نحو ثلاثة أرباعها. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض تايلور روجرز أنه «بينما اتخذ الرئيس ترمب إجراءات سريعة لعكس كارثة جو بايدن، فإن العديد من هذه السياسات من المتوقع أن يتم تشريعها من قبل الكونغرس لضمان استمرارية سياسات الرئيس الشعبية لأجيال قادمة».

كما أن ما يقرب من ربع الأوامر التنفيذية ركزت على التجارة والسياسات الاقتصادية الأوسع. وتشمل الفئات الأخرى إدارة الخدمة الفيدرالية، تغييرات في الجيش والسياسة الخارجية، وقضايا متعلقة بالعرق والثقافة.

التنفيذ هو المشكلة

وفي السياق، أشار مايك هويل، المسؤول السابق في وزارة الأمن الداخلي خلال ولاية ترمب الأولى، إلى أن سرعة إصدار الأوامر التنفيذية أثقلت قدرة الإدارة على متابعة تنفيذها. وقال: «التنفيذ هو المشكلة. حجم الأوامر يجعل من الصعب متابعة كل واحدة منها».

ورداً على ذلك، قال روجرز: «في وقت قياسي، نفذ الرئيس تراب وعوداً أكثر من أي رئيس آخر في التاريخ الحديث».

وقد منعت المحاكم ترمب من تغيير قواعد تسجيل الناخبين الفيدرالية بشكل أحادي، وحظر رعاية الأشخاص المتحولين جنسياً، ومعاقبة مكاتب المحاماة التي مثلت قضايا أو عملاء يعارضهم. وأبدى معظم قضاة المحكمة العليا شكوكهم حيال تعريفات ترمب في جلسات الاستماع الأخيرة، وأعلنت المحكمة أنها ستنظر في قضية حظر الجنسية بموجب حق الولادة.

الأوامر التنفيذية كأداة إعلامية

إلى ذلك، قال مارك شورت، مستشار سابق لنائب الرئيس مايك بنس: «بعض أوامره التنفيذية تعتبر وسائل للتواصل الإعلامي. لقد تعلم أنه يمكنه التحكم في السرد بدعوة الصحافة إلى المكتب البيضاوي، ومناقشة قضية، ثم توقيع أمر تنفيذي».

الاستفادة من التجربة السابقة

وكونه الرئيس الثاني الذي يخدم فترتين غير متتاليتين، أتيحت لترمب أربع سنوات للاستفادة من أخطاء ولايته الأولى والتحضير لثانيته.

وقال جون مالكولم من «معهد التراث القانوني»: «هذا رئيس قضى أربع سنوات خارج السلطة يتأمل فيما لم يتمكن من إنجازه في فترته الأولى. لم يكن ليسمح بمرور الوقت دون تنفيذ ما خطط له».

من بين الأوامر التنفيذية الموقعة، أوامر بشأن تعزيز نظام الرعاية البديلة، تنظيم الذكاء الاصطناعي، وحظر الرياضيين المتحولين جنسياً من الفرق النسائية، إضافة إلى تنظيمات حول الحدود والعمالة غير القانونية.

وخلال توقيع أمر «الفنتانيل» الأخير، أحاط ترمب نفسه بعسكريين حصلوا على ميدالية الدفاع عن الحدود المكسيكية، وهو يرفع الأمر أمام الكاميرات للالتقاط الصور.

الأوامر التنفيذية في التاريخ الأميركي

والأوامر التنفيذية غير منصوص عليها صراحة في الدستور، لكن الرؤساء اعتمدوا على إجراءات أحادية مماثلة منذ تأسيس البلاد.

فقد أصدر جورج واشنطن توجيهات توازي الأوامر التنفيذية اليوم، واستخدم أبراهام لنكولن أحدها لإصدار إعلان تحرير العبيد.

وبحلول أوائل القرن العشرين، استخدم ثيودور روزفلت الأوامر لتجاوز الكونغرس وتوسيع سلطة الرئاسة.


نجل المخرج روب راينر أثار الفوضى في حفل قبل ساعات من مقتل والديه

روب راينر (الثاني من اليسار) برفقة زوجته ميشيل مع أبنائه نيك ورومي وجيك في حفل توزيع جوائز تشابلن السنوي الحادي والأربعين في نيويورك 28 أبريل 2014 (رويترز)
روب راينر (الثاني من اليسار) برفقة زوجته ميشيل مع أبنائه نيك ورومي وجيك في حفل توزيع جوائز تشابلن السنوي الحادي والأربعين في نيويورك 28 أبريل 2014 (رويترز)
TT

نجل المخرج روب راينر أثار الفوضى في حفل قبل ساعات من مقتل والديه

روب راينر (الثاني من اليسار) برفقة زوجته ميشيل مع أبنائه نيك ورومي وجيك في حفل توزيع جوائز تشابلن السنوي الحادي والأربعين في نيويورك 28 أبريل 2014 (رويترز)
روب راينر (الثاني من اليسار) برفقة زوجته ميشيل مع أبنائه نيك ورومي وجيك في حفل توزيع جوائز تشابلن السنوي الحادي والأربعين في نيويورك 28 أبريل 2014 (رويترز)

أُلقي القبض على نجل المخرج روب راينر، المتهم بقتل والده وزوجته، فيما كشف تقرير عن أن نيك راينر قد أثار ضجة في حفل استضافه الممثل الكوميدي كونان أوبراين ليلة وقوع الجريمة.

وانضم نيك راينر إلى والده ووالدته، ميشيل سينغر راينر، في الحفل يوم السبت، وقد أعرب الزوجان عن استيائهما وخجلهما من تصرفاته، وفقاً لما نقلته شبكة «إن بي سي نيوز» الأميركية.

كما أعربا عن قلقهما على صحته، ونقلت الشبكة عن مصدر آخر قوله إن تصرفات نيك أزعجت بعض الحضور.

وأضاف المصدر أنه قاطع حديثاً كان يجريه المخرج بيل هادر مع اثنين من الضيوف، وعندما أُبلغ بأن الحديث خاص، وقف صامتاً يحدق قبل أن يغادر المكان غاضباً.

نيك راينر خلال العرض الأول لفيلم «سباينال تاب 2: النهاية مستمرة» في 9 سبتمبر 2025 بمسرح إيجيبشن في هوليوود (أ.ب)

وأفادت وسائل إعلام أميركية أن راينر وزوجته توفيا على ما يبدو متأثرين بجروح طعن.

وصرحت إدارة إطفاء لوس أنجليس في البداية بالعثور على جثتي رجل يبلغ من العمر 78 عاماً وامرأة تبلغ من العمر 68 عاماً داخل منزل في حي برينتوود، دون الكشف عن هويتي الضحيتين.

ووفقاً لشرطة المدينة، ستُحال قضية نيك راينر، البالغ من العمر 32 عاماً، إلى مكتب المدعي العام لمقاطعة لوس أنجليس للنظر فيها يوم الثلاثاء.

وقال قائد الشرطة جيم ماكدونيل إن قسم السطو والقتل يتولى التحقيق، وأضاف: «لقد عملوا طوال الليل على هذه القضية وتمكنوا من إلقاء القبض على نيك راينر، المشتبه به في هذه القضية»، واصفاً الوفيات بأنها «حادثة مأساوية للغاية».

منزل المخرج روب راينر في لوس أنجليس (رويترز)

ومن المقرر أن يقرر الادعاء ما إذا كان سيوجه اتهامات رسمية وكيفية ذلك بحق نيك راينر، الذي يحتجز حالياً في السجن دون كفالة. وذكرت الشرطة أنه جرى توقيفه بعد ساعات من العثور على والديه قتيلين داخل منزلهما في حي برينتوود الراقي بمدينة لوس أنجليس، أول من أمس (الأحد).

وكان روب راينر نجماً حائزاً على جائزة «إيمي» عن دوره في المسلسل الشهير «أول إن ذا فاميلي»، قبل أن يتجه إلى الإخراج السينمائي ويقدم أعمالاً بارزةً من بينها «وين هاري ميت سالي» و«ذا برنسيس برايد» كما عرف بنشاطه الليبرالي الصريح على مدى عقود. أما ميشيل سينجر راينر فكانت مصورة ومنتجة سينمائية. وتزوج الزوجان لمدة 36 عاماً، وفق ما أفاد تقرير لوكالة «أسوشييتد برس».

الابن ومعاناة الإدمان

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب على منصته «تروث سوشيال»: «حدث أمرٌ محزنٌ للغاية، الليلة الماضية، في هوليوود. رحل المخرج السينمائي ونجم الكوميديا ​​الموهوب، روب راينر، الذي عانى من اضطراباتٍ نفسيةٍ وصراعاتٍ، مع زوجته ميشيل».

وتحدث نيك راينر علناً عن معاناته مع الإدمان. وقد تردد على مراكز العلاج منذ بلوغه الثامنة عشرة من عمره، وتخللت حياته فترات من التشرد والانتكاسات.

واستكشف هو ووالده علاقتهما المتوترة ومعاناته مع إدمان الهيروين والتشرد في فيلم «أن تكون تشارلي» الذي أُنتج عام 2016، الذي شاركا في كتابته.

وأشارت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين إلى «إدمان نيك راينر للمخدرات ومشاكله الأخرى» في بيان لها على موقع «إكس»، وقالت تايلور غرين: «هذه مأساة عائلية، وليست مسألة سياسية أو صراعات سياسية. العديد من العائلات تعاني من إدمان أحد أفرادها للمخدرات ومشاكل الصحة النفسية. إنه أمر في غاية الصعوبة، ويجب التعامل معه بتعاطف، لا سيما عندما ينتهي بجريمة قتل».

كان روب راينر مخرجاً مرموقاً، تضمّنت أعماله بعضاً من أكثر الأفلام رسوخاً في الذاكرة خلال ثمانينات وتسعينات القرن الماضي. وأخرج نحو 20 فيلماً في المجمل، منها كلاسيكيات مثل «ستاند باي مي»، وهو فيلم درامي عن بلوغ سن الرشد أُنتج عام 1986، ويتناول قصة 4 فتيان ينطلقون للعثور على جثة شاب مفقود، بالإضافة إلى فيلم «عندما التقى هاري بسالي» الذي صدر عام 1989 من بطولة بيلي كريستال وميج رايان.

كما أنه شارك بدوره في شخصية «ميت هيد» في المسلسل التلفزيوني الكلاسيكي «آل إن ذا فاميلي» من إنتاج نورمان لير في سبعينات القرن الماضي، إلى جانب كارول أوكونور في دور «آرتشي بانكر»، وأسهم في شهرته الواسعة، وحصد له جائزتي «إيمي».


السلطات الأميركية تنشر صوراً للمشتبه في إطلاقه النار بجامعة براون

تُظهر هذه الصورة المركبة التي تم إنشاؤها باستخدام صور مقدمة من مكتب التحقيقات الفيدرالي وقسم شرطة بروفيدنس رود آيلاند شخصاً مشتبهاً به في حادث إطلاق النار الذي وقع في جامعة براون في بروفيدنس رود آيلاند (أ.ب)
تُظهر هذه الصورة المركبة التي تم إنشاؤها باستخدام صور مقدمة من مكتب التحقيقات الفيدرالي وقسم شرطة بروفيدنس رود آيلاند شخصاً مشتبهاً به في حادث إطلاق النار الذي وقع في جامعة براون في بروفيدنس رود آيلاند (أ.ب)
TT

السلطات الأميركية تنشر صوراً للمشتبه في إطلاقه النار بجامعة براون

تُظهر هذه الصورة المركبة التي تم إنشاؤها باستخدام صور مقدمة من مكتب التحقيقات الفيدرالي وقسم شرطة بروفيدنس رود آيلاند شخصاً مشتبهاً به في حادث إطلاق النار الذي وقع في جامعة براون في بروفيدنس رود آيلاند (أ.ب)
تُظهر هذه الصورة المركبة التي تم إنشاؤها باستخدام صور مقدمة من مكتب التحقيقات الفيدرالي وقسم شرطة بروفيدنس رود آيلاند شخصاً مشتبهاً به في حادث إطلاق النار الذي وقع في جامعة براون في بروفيدنس رود آيلاند (أ.ب)

نشر المحققون المكلّفون العثور على منفذ عملية إطلاق النار في جامعة براون التي أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة تسعة آخرين، السبت، مجموعة من الصور ومقاطع الفيديو للمشتبه به قبل الحادثة وبعدها الاثنين.

واقتحم رجل، السبت، أحد مباني الجامعة العريقة في بروفيدنس برود آيلاند، حيث كانت تجري امتحانات، وأطلق النار قبل أن يلوذ بالفرار.

وقبضت السلطات في البداية على رجل اعتقدت أنه على صلة بإطلاق النار، لكنها أطلقت سراحه لاحقاً قائلة إن لا علاقة له بالحادثة.

ونشرت الشرطة خلال مؤتمر صحافي، أمس (الاثنين)، صوراً التقطتها كاميرات مراقبة تم الحصول عليها حديثاً لشخص آخر مطلوب مرتبط بإطلاق النار، يظهر فيها وهو يضع قبعة داكنة وقناعاً ويرتدي معطفاً أسود.

العقيد أوسكار بيريز (يسار) قائد شرطة بروفيدنس صورةً لشخص يُشتبه بتورطه في حادث إطلاق النار الجماعي الذي وقع في 13 ديسمبر بجامعة براون وذلك خلال مؤتمر صحافي (أ.ف.ب)

والطالبان اللذان قُتلا هما إيلا كوك، نائبة رئيس الرابطة الجمهورية في جامعة براون، ومحمد عزيز أومورزوكوف، وهو من أوزبكستان كان يتخصص في جراحة أعصاب.

وقال حاكم ولاية رود آيلاند، دان ماكي، في المؤتمر الصحافي أمس (الاثنين): «نريد أن يتم التعرف على هوية الشخص الذي أطلق النار على هؤلاء الفتيان، وأن يقبض عليه وأن يحاسب أمام القضاء».

وقالت الشرطة المحلية في وقت سابق إنها عززت وجودها في أحياء بروفيدنس، وإن عناصرها يطلبون من السكان لقطات كاميرات المراقبة المثبتة على منازلهم.

وصرح قائد شرطة بروفيدنس أوسكار بيريز: «هذا تحقيق نشط للغاية، وتحقيق معقد للغاية»، مشيراً إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي، بالإضافة إلى عملاء من وزارة الأمن الداخلي، يشاركون أيضاً في تعقب مطلق النار.

ويُعدّ إطلاق النار هذا الأحدث في سلسلة طويلة من الهجمات على المدارس والجامعات في الولايات المتحدة، حيث تواجه محاولات تقييد اقتناء الأسلحة النارية عوائق سياسية، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

العقيد أوسكار بيريز قائد شرطة بروفيدنس بينما كان عمدة بروفيدنس بريت سمايلي (يسار) يتابع حديثه خلال مؤتمر صحافي حول التحقيق الجاري في حادث إطلاق النار الجماعي الذي وقع في 13 ديسمبر في جامعة براون وذلك في مجمع بروفيدنس للأمن العام بمدينة بروفيدنس - رود آيلاند (أ.ف.ب)

وشهدت الولايات المتحدة، حيث عدد الأسلحة أكبر من عدد السكان، أكثر من 300 حادث إطلاق نار جماعي هذا العام، بما يشمل هذا الحادث، وفق بيانات «أرشيف عنف الأسلحة النارية» التي تعرّف عمليات إطلاق النار الجماعي بأنها الحوادث التي تُستخدم فيها أسلحة نارية وتؤدي إلى إصابة أربعة أشخاص أو أكثر.

ووقعت أسوأ حادثة إطلاق نار في تاريخ المؤسسات التعليمية الأميركية في جامعة فيرجينيا للتكنولوجيا في 16 أبريل (نيسان) 2007، عندما قتل طالب كوري جنوبي 32 شخصاً وأصاب 17 آخرين قبل أن ينتحر.

وفي عام 2024، قتل أكثر من 16 ألف شخص بأسلحة نارية، من دون حساب من قضوا انتحاراً، حسب «أرشيف عنف الأسلحة النارية».