الذكاء الاصطناعي: بين فقاعة الاستثمار وتحولات القوة العالمية

هل نحن أمام نظام اقتصادي - سياسي جديد لا يسمح بالانفجار أصلاً؟

كلمات «الذكاء الاصطناعي» ونموذج مصغر لروبوت ويد لعبة مُصوَّرة في صورة توضيحية (رويترز)
كلمات «الذكاء الاصطناعي» ونموذج مصغر لروبوت ويد لعبة مُصوَّرة في صورة توضيحية (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي: بين فقاعة الاستثمار وتحولات القوة العالمية

كلمات «الذكاء الاصطناعي» ونموذج مصغر لروبوت ويد لعبة مُصوَّرة في صورة توضيحية (رويترز)
كلمات «الذكاء الاصطناعي» ونموذج مصغر لروبوت ويد لعبة مُصوَّرة في صورة توضيحية (رويترز)

يتصاعد الجدل عالمياً حول ما إذا كانت الطفرة الراهنة في الذكاء الاصطناعي تمثل فقاعة مالية خطرة شبيهة بفقاعة الإنترنت مطلع الألفية، أم أنها ببساطة التحول الاقتصادي الأكثر عمقاً منذ الثورة الصناعية. لكن النظرة التقليدية إلى «الفقاعة» تبدو بحسب بعض الباحثين، عاجزةً عن قراءة المشهد كما هو اليوم: الذكاء الاصطناعي لم يعد قطاعاً اقتصادياً يمكن قياس مخاطره بميزانيات الشركات، بل تحوّل إلى بنية أمن قومي دولية تعيد رسم موازين القوة عبر التكنولوجيا، وتدفع الدول كما الأسواق إلى الاستثمار فيه مهما بلغ حجم الكلفة.

استثمارات ضخمة

وبحسب تقرير في صحيفة «واشنطن بوست»، تكشف البيانات المالية لعمالقة التكنولوجيا، كما يعرضها المحللون في «وول ستريت»، عن مستويات إنفاق غير مسبوقة. فشركات مثل «مايكروسوفت» و«أمازون» و«غوغل» تنفق مئات المليارات على البنى التحتية للحوسبة والتصنيع المتقدم للشرائح، وهي استثمارات تتطلب نمواً إضافياً في الإيرادات يقدَّر بنحو 650 مليار دولار سنوياً بحلول 2030 كي تحقق عائداً متواضعاً بنسبة 10 في المائة. أما الخسائر التشغيلية لمختبرات الذكاء الاصطناعي، من «أوبن إيه آي» إلى منافسيها، فتتضخم إلى حدود تاريخية، ما يغذي التحذيرات من فقاعة تقودها التوقعات لا الأرباح. وإلى جانب ذلك، تظهر صفقات مالية «دائرية» لافتة، حيث تستثمر شركات الشرائح بمليارات الدولارات في الشركات التي تشتري منها الأجهزة نفسها، وهو سلوك يذكّر بسلاسل التمويل غير المستدامة التي سبقت انفجار فقاعات سابقة.

انتشار في زمن قياسي

غير أن الصورة المعاكسة لا تقل قوة. فمنتجات الذكاء الاصطناعي تحقق انتشاراً جماهيرياً خارقاً في زمن قياسي، وهو ما لم تشهده أي تقنية استهلاكية في العقدين الأخيرين. فعدد مستخدمي «تشات جي بي تي» الأسبوعيين تجاوز 800 مليون مستخدم، بحسب ما قالت الشركة الشهر الماضي. وهو معدل نمو أسرع من تطبيق «تيك توك» ومنصات التواصل الكبرى. وللمقارنة، استغرق «تيك توك»، أسرع التطبيقات الاجتماعية نمواً، 5 سنوات ليصل إلى مليار مستخدم شهري، وهو الرقم الذي تخطّاه عام 2021. وفي سوق الأعمال، تتسارع وتيرة التبني، رغم أنها ما زالت غير ناضجة بالكامل: عدد الشركات الأميركية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي أو تخطط لاستخدامه يتوسع تدريجياً، بينما تؤكد «أوبن إيه آي» أنها تخدم أكثر من مليون شركة. كذلك تكشف الاختبارات التقنية أن قدرات النماذج تتضاعف كل 7 أشهر تقريباً، ما يعني أن فجوة الإنتاجية بين الأجيال المتعاقبة من النماذج تتقلص بسرعة قد تجعل جزءاً من المخاوف الحالية متقادماً خلال عام واحد فقط.

من يملك الخوارزميات يملك المستقبل

لكن هذا السجال المالي - التقني لا يكفي لفهم التحول الجاري. فجوهر ما يحدث يتجاوز منطق الفقاعات. الذكاء الاصطناعي يتحول إلى ما يشبه «ميزانية دفاع كوكبية» تديرها الشركات الكبرى، وتدعمه الدول بوصفه شرطاً للبقاء في النظام الدولي الجديد. فالانسحاب من سباق الذكاء الاصطناعي لم يعد خياراً اقتصادياً، بل يعدّ انسحاباً من المستقبل نفسه. ولهذا لا يبدو أن السوق تقترب من انفجار على الطريقة التقليدية: الحكومات نفسها، من واشنطن إلى بكين، تضخ السيولة وتحمي القطاع بوصفه ذراع السيادة المقبلة.

وفي قلب هذا النظام ثنائية قطبية تتبلور سريعاً. الولايات المتحدة والصين تملكان وحدهما البنية التحتية، ورأس المال، والبيانات، والشرائح، والقدرة على تصنيع الأجيال اللاحقة من النماذج. بينما تتحول بقية دول العالم إلى مناطق استهلاك. إنها ليست منافسة اقتصادية فحسب، بل هندسة جديدة للسيادة: امتلاك الخوارزميات بات معادلاً لامتلاك عناصر الردع الاستراتيجي، تماماً كما كانت الحال مع السلاح النووي في القرن الماضي، مع فارق أن الخوارزمية تتوسّع بلا حدود ويمكن تصديرها وتكرارها وتعديلها.

ووسط هذا السباق يواجه الأفراد أثماناً غير مرئية. فأسعار الفائدة المرتفعة، وضغوط الإسكان، وانكماش السيولة في القطاعات التقليدية، لم تعد مجرد دورات اقتصادية، بل نتائج مباشرة لتحويل الرأسمال العالمي نحو التكنولوجيا الفائقة. أما الوقت البشري ذاته فيعاد تدويره في شكل بيانات تُستخرج وتُسعّر وتستخدم لبناء نماذج أشد ذكاء. المشاركة البشرية هنا ليست مشاركة قرار، بل مشاركة «وقود» للآلة. القرار الفعلي تحتكره الشركات العملاقة التي باتت تدير الذكاء الاصطناعي بوصفه شرطاً لأمن الدولة واقتصادها معاً.

معادلة لتشكيل القوة الجديدة

من هنا يصبح سؤال: «هل نحن في فقاعة؟» سؤالاً عالقاً في عالم قديم. حتى المؤشرات السلبية التي تكشف ضعف قدرة الذكاء الاصطناعي على أداء وظائف معقدة، مثل فشل النماذج في اجتياز اختبارات تتعلق بمهام العمل الفعلي، لا تقلل من حقيقة أن الدول والشركات لم تعد تتعامل مع الذكاء الاصطناعي بوصفه سلعةً تكنولوجيةً قابلةً للتقييم، بل بوصفه عملية إعادة تشكيل شاملة لمنظومة القوة والإنتاج. التردد هنا ليس مخاطرة مالية، بل خسارة موقع في النظام العالمي الجاري بناؤه.

النتيجة أن هذا القطاع قد يشبه فقاعة من الخارج، على مستوى المضاربات والصفقات المحمومة وقنوات التمويل المتشابكة، لكنه من الداخل ليس فقاعة قابلة للانفجار، بل مشروع دولة، أو بالأحرى مشروع دول، يضمن لنفسه الاستمرار بالقوة السياسية والمالية والأمنية. فالاقتصاد العالمي يدخل مرحلة تُختَصر بمعادلة واحدة: «مَن يملك الخوارزميات يملك المستقبل، ومن لا يملكها سيُعاد تحديد دوره وحدوده وحاجاته».

ويرى البعض أن مرحلة التساؤل حول ما إذا كانت هذه الثورة فرصة أم تهديداً، فورة أم فقاعة، قد انتهت. فالذكاء الاصطناعي بات قدراً اقتصادياً - سياسياً لا يمكن الانسحاب منه، وتجاهل هذه الحقيقة يعني ببساطة التحدث من زمن لم يعد قائماً.


مقالات ذات صلة

بين عدالة الخوارزمية وضمير الطبيب

علوم الإفصاح... أساس الثقة بين الطبيب والمريض

بين عدالة الخوارزمية وضمير الطبيب

لم يعد الذكاء الاصطناعي في الطب ضيفاً تجريبياً، ولا فكرةً مستقبلية تُناقَش في مؤتمرات النخبة. لقد دخل العيادة بهدوء، وجلس إلى جوار الطبيب دون معطف أبيض، وبدأ…

د. عميد خالد عبد الحميد (لندن)
الاقتصاد علم الصين فوق لوحة إلكترونية تحمل شعار «صنع في الصين» (رويترز)

الذكاء الاصطناعي الصيني يجذب المستثمرين وسط مخاوف «فقاعة وول ستريت»

يزيد المستثمرون العالميون من رهاناتهم على شركات الذكاء الاصطناعي الصينية، متوقعين نجاح نماذج عدة قادمة على غرار «ديب سيك».

«الشرق الأوسط» (نيويورك-هونغ كونغ)
تكنولوجيا ألعاب الأطفال المدعومة بالذكاء الاصطناعي... تخرج عن السيطرة

ألعاب الأطفال المدعومة بالذكاء الاصطناعي... تخرج عن السيطرة

خبراء يدعون إلى مقاطعة شرائها

كريس ستوكل - والكر (واشنطن)
الاقتصاد سفينة شحن في ميناء كيلونغ بتايوان (رويترز)

بفضل «الذكاء الاصطناعي».. صادرات تايوان تسجل أسرع نمو في 5 سنوات

شهدت طلبات التصدير التايوانية في نوفمبر (تشرين الثاني) أسرع وتيرة نمو منذ نحو خمس سنوات، مدفوعة بالطلب المتزايد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
الاقتصاد متداول يراقب شاشات تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (إ.ب.أ)

العقود الآجلة الأميركية تصعد مع تجدد الحماس للذكاء الاصطناعي

افتتحت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية أسبوع التداول القصير بسبب عطلة عيد الميلاد على ارتفاع مدفوعة بصعود أسهم التكنولوجيا

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الذهب يكسر حاجز الـ4500 دولار للمرة الأولى في تاريخه

بائعة ترتب مجوهرات ذهبية معروضة للبيع في متجر بمدينة ليانيونغانغ بمقاطعة جيانغسو شرق الصين (أ.ف.ب)
بائعة ترتب مجوهرات ذهبية معروضة للبيع في متجر بمدينة ليانيونغانغ بمقاطعة جيانغسو شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

الذهب يكسر حاجز الـ4500 دولار للمرة الأولى في تاريخه

بائعة ترتب مجوهرات ذهبية معروضة للبيع في متجر بمدينة ليانيونغانغ بمقاطعة جيانغسو شرق الصين (أ.ف.ب)
بائعة ترتب مجوهرات ذهبية معروضة للبيع في متجر بمدينة ليانيونغانغ بمقاطعة جيانغسو شرق الصين (أ.ف.ب)

تجاوز سعر الذهب حاجز 4500 دولار للأونصة، للمرة الأولى يوم الأربعاء، في حين سجلت الفضة والبلاتين مستويات قياسية جديدة، مع اندفاع المستثمرين نحو المعادن النفيسة للتحوط من المخاطر الجيوسياسية والتجارية، إلى جانب توقعات بمزيد من خفض أسعار الفائدة الأميركية خلال عام 2026.

واستقرَّ سعر الذهب الفوري عند 4481.90 دولار للأونصة، بحلول الساعة 08:03 بتوقيت غرينتش، بعدما لامس، في وقت سابق من الجلسة، مستوى قياسياً بلغ 4525.19 دولار. كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب الأميركي، تسليم فبراير (شباط)، بنسبة 0.1 في المائة إلى 4509.20 دولار للأونصة، وفق «رويترز».

وصعدت الفضة بنسبة 0.7 في المائة إلى 71.95 دولار للأونصة، بعد أن بلغت، في وقت سابق، أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 72.70 دولار. وقفز البلاتين بنسبة 2.1 في المائة إلى 2323.95 دولار للأونصة، بعدما لامس ذروة قياسية عند 2377.50 دولار.

كما ارتفع البلاديوم بنسبة 3 في المائة إلى 1919.17 دولار للأونصة، مسجلاً أعلى مستوى له في ثلاث سنوات.

وقال إيليا سبيفاك، رئيس قسم الاقتصاد الكلي العالمي بشركة «تايست لايف»، إن المعادن النفيسة باتت أكثر ارتباطاً بالمضاربة، انطلاقاً من قناعة متزايدة بأنه في ظل تراجع العولمة، تبرز الحاجة إلى أصول محايدة لا تنطوي على مخاطر سيادية، ولا سيما مع استمرار التوترات بين الولايات المتحدة والصين.

وأضاف سبيفاك أن انخفاض السيولة في نهاية العام أسهم في تضخيم تحركات الأسعار الأخيرة، إلا أن الاتجاه الصاعد من المرجح أن يستمر، متوقعاً أن يستهدف الذهب مستوى 5000 دولار خلال فترة تتراوح بين ستة واثني عشر شهراً، في حين قد تتجه الفضة نحو 80 دولاراً للأونصة مع تفاعل الأسواق مع المستويات النفسية الرئيسية.

وسجل الذهب ارتفاعاً تجاوز 70 في المائة منذ بداية العام، محققاً أكبر مكاسبه السنوية منذ عام 1979، مدفوعاً بالطلب القوي عليه كملاذ آمن، وتوقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية، وعمليات الشراء المكثفة من قِبل البنوك المركزية، إلى جانب اتجاهات التخلي عن الدولار، وتدفقات صناديق المؤشرات المتداولة، مع تسعير الأسواق لاحتمال خفضين للفائدة خلال العام المقبل.

أما الفضة فقد قفزت بأكثر من 150 في المائة، خلال الفترة نفسها، متفوقة على الذهب، بدعم من الطلب الاستثماري القوي، وإدراجها ضمن قائمة المعادن الحيوية في الولايات المتحدة، واستمرار عمليات الشراء.

من جانبه، قال تيم ووترر، كبير محللي السوق بشركة «كيه سي إم ترايد»، إن الارتفاع اللافت في أسعار الذهب والفضة، هذا الأسبوع، وتسجيلهما مستويات قياسية جديدة، يعكس جاذبيتهما كملاذات آمنة في ظل توقعات تراجع أسعار الفائدة الأميركية، واستمرار تفاقم الديون العالمية.

وشهد البلاتين والبلاديوم، المستخدمان بشكل رئيسي في المحولات الحفازة للسيارات للحد من الانبعاثات، مكاسب قوية، هذا العام؛ نتيجة شح المعروض من المناجم، وعدم اليقين المرتبط بالرسوم الجمركية، إلى جانب تحول جزء من الطلب الاستثماري بعيداً عن الذهب. وارتفع البلاتين بنحو 160 في المائة منذ بداية العام، بينما تجاوزت مكاسب البلاديوم 100 في المائة.

وأوضح سبيفاك أن ما تشهده أسواق البلاتين والبلاديوم يمثل في معظمه تعويضاً عن خسائر سابقة، مشيراً إلى أن انخفاض السيولة بهذه الأسواق يجعلها أكثر عرضة لتقلبات حادة، رغم تأثرها العام باتجاهات أسعار الذهب عند عودة السيولة.


الأسواق الآسيوية ترتفع بعد قفزة قياسية لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500»

متداولة عملات بالقرب من شاشة تعرض مؤشر «كوسبي» وسعر صرف الدولار مقابل الوون في بنك هانا بسيول (أ.ب)
متداولة عملات بالقرب من شاشة تعرض مؤشر «كوسبي» وسعر صرف الدولار مقابل الوون في بنك هانا بسيول (أ.ب)
TT

الأسواق الآسيوية ترتفع بعد قفزة قياسية لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500»

متداولة عملات بالقرب من شاشة تعرض مؤشر «كوسبي» وسعر صرف الدولار مقابل الوون في بنك هانا بسيول (أ.ب)
متداولة عملات بالقرب من شاشة تعرض مؤشر «كوسبي» وسعر صرف الدولار مقابل الوون في بنك هانا بسيول (أ.ب)

ارتفعت معظم الأسواق الآسيوية، يوم الأربعاء، بعدما أغلق مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» عند مستوى قياسي جديد، مدعوماً بتقرير أظهر نمواً قوياً وغير متوقع للاقتصاد الأميركي بلغ 4.3 في المائة على أساس سنوي خلال الفترة من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول).

وأظهر التقدير الأولي الصادر عن الحكومة الأميركية لنمو الربع الثالث استمرار الضغوط التضخمية، في حين أشار تقرير منفصل إلى تراجع إضافي في ثقة المستهلكين خلال ديسمبر (كانون الأول).

وكان الاقتصاد الأميركي قد سجّل نمواً سنوياً قدره 3.8 في المائة خلال الفترة من أبريل (نيسان) إلى يونيو (حزيران)، وفق «وكالة أسوشييتد برس».

وجاءت التداولات في الأسواق الآسيوية محدودة نسبياً مع استعداد عدد من الأسواق العالمية للإغلاق يوم الخميس بمناسبة عيد الميلاد. كما من المقرر أن تغلق الأسواق الأميركية أبوابها مبكراً يوم الأربعاء عشية العيد، على أن تظل مغلقة طوال يوم عيد الميلاد.

في اليابان، استقر مؤشر «نيكي 225» عند 50.411.10 نقطة، في حين تراجع مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية بنسبة 0.1 في المائة، ليصل إلى 4.113.83 نقطة. وفي الأسواق الصينية، ارتفع «مؤشر هانغ سينغ» في هونغ كونغ بنسبة 0.2 في المائة، ليبلغ 25.818.93 نقطة، كما صعد مؤشر «شنغهاي» المركب بنسبة طفيفة مماثلة، ليصل إلى 3.929.25 نقطة.

وفي أستراليا، انخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز/مؤشر أستراليا 200» بنسبة تقارب 0.4 في المائة، ليصل إلى 8.762.70 نقطة، مع إغلاق الأسواق في كل من هونغ كونغ وأستراليا مبكراً بمناسبة عشية عيد الميلاد.

وسجل مؤشر «تايكس» في تايوان ارتفاعاً طفيفاً بأقل من 0.1 في المائة، في حين ارتفع مؤشر «سينسكس» في الهند بنسبة 0.1 في المائة.

وواصل الذهب والفضة مكاسبهما بعد بلوغهما مستويات قياسية هذا الأسبوع، مدفوعين بتصاعد التوترات الجيوسياسية. وارتفع سعر الذهب بنسبة 0.4 في المائة في وقت مبكر من صباح الأربعاء، ليصل إلى 4.525.50 دولار للأونصة، ليُضيف إلى مكاسب تقارب 70 في المائة منذ بداية العام، في حين ارتفعت الفضة بنسبة 1.8 في المائة.

في المقابل، تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بشكل طفيف في التعاملات المبكرة من صباح الأربعاء.

وكانت مكاسب قوية لأسهم شركات التكنولوجيا قد دفعت مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» للارتفاع بنسبة 0.5 في المائة يوم الثلاثاء، رغم تراجع غالبية الأسهم المدرجة فيه، ليغلق عند 6.909.79 نقطة.

كما صعد مؤشر «داو جونز» الصناعي بنسبة 0.2 في المائة إلى 48.442.41 نقطة، في حين ارتفع مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.6 في المائة، ليصل إلى 23.561.84 نقطة.

وقفز سهم «إنفيديا» بنسبة 3 في المائة، فيما ارتفع سهم «ألفابت»، الشركة الأم لـ«غوغل»، بنسبة 1.5 في المائة. كما صعد سهم «نوفو نورديسك» بنسبة 7.3 في المائة بعد موافقة الجهات التنظيمية الأميركية على نسخة فموية من دواء «ويغوفي» لإنقاص الوزن، ليُصبح أول علاج فموي يومي للسمنة.

وأظهر تحديث حكومي أن التضخم لا يزال أعلى من المستوى الذي يستهدفه «الاحتياطي الفيدرالي»، إذ ارتفع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي إلى معدل سنوي بلغ 2.8 في المائة في الربع الأخير، مقارنة بـ2.1 في المائة في الربع الثاني.

ومن المقرر أن تصدر وزارة العمل الأميركية يوم الأربعاء بياناتها الأسبوعية بشأن طلبات إعانات البطالة، التي تُعد مؤشراً على وتيرة تسريح العمال في الولايات المتحدة.

ويتوقع المستثمرون أن يُبقي «الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المرتقب خلال يناير (كانون الثاني)، في ظل تقارير تُشير إلى ارتفاع التضخم وتراجع ثقة المستهلكين، إلى جانب تباطؤ سوق العمل وتراجع مبيعات التجزئة.

وفي تعاملات أخرى، واصل الدولار تراجعه مقابل الين الياباني، بعد تصريحات لمسؤولين أشاروا إلى احتمال التدخل في حال حدوث تحركات حادة في العملة. وسجل الدولار 155.96 ين مقابل 156.17 ين، فيما انخفض اليورو إلى 1.1793 دولار من 1.1796 دولار.


النفط يرتفع بفضل نمو اقتصاد أميركا القوي ومخاطر الإمدادات

حفارات تعمل في حقل نفط بتكساس الأميركية (رويترز)
حفارات تعمل في حقل نفط بتكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يرتفع بفضل نمو اقتصاد أميركا القوي ومخاطر الإمدادات

حفارات تعمل في حقل نفط بتكساس الأميركية (رويترز)
حفارات تعمل في حقل نفط بتكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط، خلال تعاملات جلسة الأربعاء، لتواصل مكاسبها التي حققتها في الجلسة السابقة مدعومة بالنمو الاقتصادي القوي في الولايات المتحدة ومخاوف تعطل الإمدادات ​من فنزويلا وروسيا.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 4 سنتات أو 0.06 في المائة إلى 62.42 دولار للبرميل بحلول الساعة 01:17 بتوقيت غرينيتش، بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 3 سنتات أو 0.05 في المائة إلى 58.41 دولار.

وزاد النفط بأكثر من 2 في المائة يوم الاثنين، مع تسجيل خام برنت أكبر مكاسبه ‌اليومية في شهرين، ‌في حين حقق خام غرب ‌تكساس الوسيط أكبر ​ارتفاع ‌له منذ 14 نوفمبر (تشرين الثاني). وارتفعت أسعار النفط بأكثر من 0.5 في المائة يوم الثلاثاء.

وقال مكتب التحليل الاقتصادي التابع لوزارة التجارة الأميركية في تقديراته الأولية للناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث من العام يوم الثلاثاء، إن الاقتصاد الأميركي نما بوتيرة أسرع من المتوقع، مدفوعاً بقوة إنفاق المستهلكين.

وقال توني سيكامور المحلل لدى «آي جي» في مذكرة: «المكاسب التي تحققت خلال الليل جاءت ‌مدعومة بالبيانات القوية للناتج المحلي الإجمالي الأميركي في الربع الثالث التي صدرت ليلة أمس على خلفية تصاعد التوترات الجيوسياسية».

وذكرت ‍شركة «هايتونج فيوتشرز» في تقرير لها، أن الاضطرابات التي طالت صادرات فنزويلا كانت العامل الأبرز في دعم معنويات السوق، في حين تلقت الأسعار دعماً بسبب استمرار الهجمات بين روسيا وأوكرانيا على البنية ​التحتية للطاقة لدى كل منهما، وفقاً لـ«رويترز».

وقال محللون إن بيانات مخزونات النفط في أكبر دولة مستهلكة في العالم لم تحظَ باهتمام يُذكر من جانب السوق، بسبب وجود عوامل أخرى أكثر تأثيراً.

وقالت مصادر في السوق نقلاً عن أرقام معهد البترول الأميركي الثلاثاء، إن مخزونات النفط الخام والبنزين بالولايات المتحدة، ارتفعت الأسبوع الماضي.

وذكرت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هوياتها، أن مخزونات النفط الخام ارتفعت 2.39 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 19 ديسمبر (كانون الأول). وأضافت المصادر أن مخزونات البنزين صعدت 1.09 مليون برميل، في حين زادت مخزونات نواتج التقطير 685 ألف برميل.

ومن ‌المقرر أن تصدر إدارة معلومات الطاقة الأميركية بياناتها يوم الاثنين، في وقت متأخر عن المعتاد بسبب العطلات.