الفنانة الفلسطينية هيام عباس: أنا شخصية عنيدة ومثابرة

أكدت خلال جلسة في «القاهرة السينمائي» تقديمها «باب الشمس» من أجل جدها

قالت خلال جلسة حوارية إن هويتها فلسطينية عربية - القاهرة السينمائي
قالت خلال جلسة حوارية إن هويتها فلسطينية عربية - القاهرة السينمائي
TT

الفنانة الفلسطينية هيام عباس: أنا شخصية عنيدة ومثابرة

قالت خلال جلسة حوارية إن هويتها فلسطينية عربية - القاهرة السينمائي
قالت خلال جلسة حوارية إن هويتها فلسطينية عربية - القاهرة السينمائي

قالت الفنانة الفلسطينية هيام عباس إنها تُفكر عند اختيار أفلامها فيما كان العمل واجباً يجب أن تؤديه أم لا، مؤكدة أنها لا تؤمن بمقولة «رسالة العمل» إذ تشعر بأن بها قدراً من الاستعلاء، وأضافت خلال جلسة حوارية بعنوان «هيام عباس... رحلة بلا حدود في عالم التمثيل والإخراج» في إطار تكريمها بمهرجان القاهرة السينمائي، وقالت إنها قدمت فيلم «باب الشمس» من أجل جدها لأمها، وإن هويتها فلسطينية عربية وإنها لا يمكن أن تنسى ذلك أبداً، لافتة إلى أنها شخصية عنيدة ومثابرة ولا تحب الأعمال السهلة.

واحتفى مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ46 بالفنانة هيام عباس التي كُرمت الأربعاء بمنحها جائزة «الهرم الذهبي التقديرية» لإنجاز العمر، تقديراً لمسيرتها الاستثنائية بين السينما العربية والعالمية، إذ تعد هيام عباس واحدة من أبرز الوجوه العربية في المشهد السينمائي الدولي.

واستعادت هيام عباس البدايات الأولى خلال الجلسة الحوارية التي أدارتها الناقدة ناهد نصر الله، وقالت هيام: «أنتمي لمدينة (الناصرة) لكنني بدأت ممثلة بمسرح (الحكواتي) بالقدس منذ كنت طفلة صغيرة، وشعرت أن التعبير بالطريقة الفنية هو ما يشعرني بالسعادة واكتشفت ذلك بالصدفة، حين كنت أمثل في مسرحية بالمدرسة تركت أثراً كبيراً في نفسي، كنت أؤدي فيها دور أم لطفل معي في الصف نفسه وكان يفوقني طولاً، ومع نهاية المسرحية لاحظت أن الآباء والأمهات يذرفون الدموع، وبدا لي التمثيل كأنه سحر، بعدما ترك كل هذا التأثير عليهم».

هيام عباس خلال جلسة حوارية بمهرجان القاهرة - القاهرة السينمائي

كان فيلم «عُرس الجليل» لحظة اكتشاف السينما بالنسبة لها مثلما تقول: «عشت في قرية لم يكن بها سينما ولا مسرح، حتى التحقت بمسرح الحكواتي، كنت أعمل به نصف فني ونصف إداري، وجاء المخرج ميشيل خليفي من بلجيكا ليصور فيلم (عُرس الجليل) كان أول فيلم روائي له، وطلب مني أن أكون سكرتيرة إنتاج ولم أكن أعلم مضمون المهمة، وفي يوم قال لي هناك دور صغير لامرأة مطلقة أحب أن تقومي به فوافقت، وقتها أدركت معني التمثيل أمام الكاميرا، وشعرت أن شيئاً ما ينتظرني وعليّ أن أكتشفه».

السفر إلى أوروبا

وقررت هيام السفر إلى أوروبا، وتوضح أنها لم تسافر لتصبح ممثلة بل لسبب آخر تكشف عنه، قائلة: «تركت البلد ليس لأصير ممثلة في أوروبا، بل لأنني كنت في حاجة إلى أن أتنفس لأن الطريق الذي سلكته كان صعباً، وفي لحظة معينة أُغلق الطريق في وجهي فقد كانت الأوضاع خانقة، قلت أريد أن أتنفس، وحين وصلت لندن أدركت أنني بحاجة إلى تجارب أخرى لأملأ روحي بأشياء أكثر حرية، فقد صارت لدي خيارات واسعة».

وجمعها فيلم (وداعاً طبرية) مع ابنتها المخرجة لينا سويلم التي حضرت الجلسة الحوارية بمهرجان القاهرة، وقالت هيام عباس إنها كان لديها تخوف كبير أن تقدم ابنتها فيلماً يحكي عنها، «لكنها بعد مناقشات جمعتهما أدركت أنه يحكي عن 4 أجيال نسائية منذ عام 1948 حتى اليوم، وقد صرن جزءاً من ذاكرة جماعية تخصنا نحن البشر، ووجدت مشاركتي في الفيلم واجباً لخدمة الذاكرة الجماعية»، حسبما تقول.

ووصفت عباس فترة الأمومة في حياتها بأنها كانت فترة انتقالية، فقد وصلت إلى باريس لتعيش قصة حب وتتزوج وتنجب، قائلة: «كان أحلى مشروع في حياتي حين قررت أن أكون أماً واستثمرت هذا الوقت لأطور نفسي في اللغة الفرنسية التي لم أكن أجيدها، ولأنني شخصية عنيدة ولا أقبل الهزيمة ظللت مثابرة حتى تمكنت من إتقان اللغة الفرنسية وبدأت أمثل بها، وبعد 4 سنوات من ولادة لينا، جاءت ابنتي (منى)».

لهجات متعددة

وحول مشاركتها بأفلام عربية وتمثيلها بلهجات متعددة تقول الفنانة الفلسطينية: «هويتي فلسطينية عربية ولا يمكن أن أنسى هذه الهوية، فهي جزء لا يتجزأ مني»، وفي فيلم «الحرير الأحمر» 2002 للمخرجة رجاء عماري «كان علي أن أحكي باللهجة التونسية وبطبيعتي أحب أن أعمل الأشياء مائة في المائة، فلا أحب الأشياء السهلة».

هيام عباس تحمل جائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر من القاهرة السينمائي - إدرة المهرجان

وأشارت عباس إلى أنها بصفتها ممثلة وإنسانة تحب الدفاع عن حقوق المرأة وعن الناس الذين ليس لديهم أصوات وأنها لم تفكر في أي وقت في قبول دور ينتمي لدولة معينة، فالمهم الشخصية التي تؤديها والقصة التي تحكيها.

وتؤكد عباس أنها لا تمثل من أجل التمثيل، بل لتشارك وتسأل أسئلة عبر أدوارها.

«باب الشمس»

واستعادت الفنانة الكبيرة تجربتها في الفيلم المصري «باب الشمس» 2004، وقالت: حين عرض علي المخرج يسري نصر الله الفيلم شعرت أنه من الواجب علينا أن نحكي بشكل كبير عن نكبة 1948 واعتبرت مشاركتي تكريماً لجدي لأمي الذي خسر أرضه وبيته وفقد عقله بالطريقة نفسها التي خسرت (أم يونس) - دوري في الفيلم - بيتها وفقدت عقلها، وكان يسري نصر الله نفسه منفعلاً بالقصة وقدم فيلماً مهماً للقضية الفلسطينية».

وعُرفت هيام عباس(65 عاماً) بأدائها العميق في أعمال بارزة من بينها «عُرس الجليل»، «العروس السورية»، «غزة مونامور» «الزائر»، كما قدمت أعمالاً مهمة بصفتها مخرجة، من بينها «الميراث»، و«الرقصة الأبدية»، وشاركت في أعمال دولية على غرار مسلسل «Succession» الحائز عدة جوائز دولية، ما رسخ مكانتها بوصفها صوتاً عربياً مؤثراً في السينما العالمية.


مقالات ذات صلة

«الأسود على نهر دجلة»... صراع إنساني تكشفه بوابة نجت من الدمار

يوميات الشرق المخرج العراقي زرادشت أحمد (الشركة المنتجة للفيلم)

«الأسود على نهر دجلة»... صراع إنساني تكشفه بوابة نجت من الدمار

يقدّم فيلم «الأسود على نهر دجلة» تجربة تتقاطع فيها الذاكرة الشخصية بالذاكرة الجماعية، ويعود فيها المخرج زرادشت أحمد إلى المُوصل.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق خيرية نظمي في مشهد من فيلم «هجرة» (الشرق الأوسط)

خيرية نظمي لـ«الشرق الأوسط»: حياتي الفنّية بدأت بعد الخمسين

تعود خيرية نظمي إلى فكرة السلام الداخلي، مؤكدةً أنها تعيش حالة رضا وتصالح مع الذات...

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق أمير المصري قام ببطولة فيلم «العملاق» (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

المخرج البريطاني روان أثالي: أمير المصري أبهرني في «العملاق»

قال المخرج البريطاني روان أثالي إن اختيار المشهد الافتتاحي لفيلم «العملاق» لم يكن قراراً مفاجئاً، بل كان محدداً منذ المراحل الأولى للكتابة.

أحمد عدلي (جدة )
يوميات الشرق لقطة من فيلم «مملكة القصب» (مؤسَّسة الدوحة للأفلام)

حسن هادي: «مملكة القصب» كوميديا سوداء من ذاكرة الحصار

أكد حسن هادي أنَّ الفيلم حاول عكس صورة المجتمع خلال التسعينات، بسبب الحصار والعقوبات المفروضة.

داليا ماهر (الدوحة)
سينما أونا تشابلن شريرة الفيلم (تونتييث سنتشري ستديوز)

فيلم «أڤاتار: نار ورماد»... نقاط ضعف وحسنات

كل ما يحدث في «أڤاتار: نار ورماد» على مدى ثلاث ساعات و17 دقيقة كان يمكن له أن يحدث على كوكب الأرض فيما لو قرر جيمس كاميرون وكاتبا السيناريو ذلك.

محمد رُضا (بالم سبرينغز (كاليفورنيا) )

اعتقال موظف بقصر الإليزيه لاتهامه بسرقة أدوات مائدة قيّمة

أدوات مائدة وقائمة طعام في انتظار حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعشاء الكريسماس مع جنوده في أبوظبي (أ.ف.ب)
أدوات مائدة وقائمة طعام في انتظار حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعشاء الكريسماس مع جنوده في أبوظبي (أ.ف.ب)
TT

اعتقال موظف بقصر الإليزيه لاتهامه بسرقة أدوات مائدة قيّمة

أدوات مائدة وقائمة طعام في انتظار حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعشاء الكريسماس مع جنوده في أبوظبي (أ.ف.ب)
أدوات مائدة وقائمة طعام في انتظار حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعشاء الكريسماس مع جنوده في أبوظبي (أ.ف.ب)

أعلنت النيابة العامة في باريس أن 3 رجال سيمثلون أمام المحكمة، العام المقبل، بعد أن تمَّ اعتقال موظف فضيات يعمل في المقر الرسمي للرئيس الفرنسي، هذا الأسبوع، بتهمة سرقة أدوات فضية وأواني مائدة تقدر قيمتها بآلاف اليوروات.

وأفاد كبير موظفي الفضيات في قصر الإليزيه باختفاء هذه الأدوات، حيث قُدِّرت الخسائر بما بين 15 ألفاً و40 ألف يورو، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

وقد تمكَّن «مصنع سيفر»، الذي زوَّد القصر بمعظم الأثاث، من التعرُّف على عدد من القطع المفقودة بعد ظهورها على مواقع المزادات الإلكترونية. وأدت التحقيقات مع موظفي الإليزيه إلى الاشتباه بأحد موظفي الفضيات، إذ أظهرت سجلات الجرد الخاصة به أنه كان يخطط لعمليات سرقة مستقبلية.

قصر الإليزيه في باريس بفرنسا (رويترز)

وكشفت التحقيقات عن أن الرجل كان على علاقة بمديرة شركة متخصصة في بيع الأدوات المنزلية عبر الإنترنت، خصوصاً أدوات المائدة.

يأتي ذلك بعدما تمكَّن لصوص من الاستيلاء على 8 قطع مجوهرات «لا تُقدَّر بثمن» كانت مملوكة سابقاً لملكات وإمبراطورات فرنسيات، من بينها تيجان مرصعة بالأحجار الكريمة، وقلائد، وأقراط، وبروشات، قبل أن يضطروا إلى الفرار بعد تدخل موظفي المتحف.


«نوابغ العرب» تختار البروفسور اللبناني بادي هاني لجائزة «الاقتصاد»

حصل البروفسور اللبناني بادي هاني على جائزة فئة الاقتصاد لإسهاماته العلمية في الاقتصاد القياسي وتطوير نماذج تحليل البيانات الاقتصادية (الشرق الأوسط)
حصل البروفسور اللبناني بادي هاني على جائزة فئة الاقتصاد لإسهاماته العلمية في الاقتصاد القياسي وتطوير نماذج تحليل البيانات الاقتصادية (الشرق الأوسط)
TT

«نوابغ العرب» تختار البروفسور اللبناني بادي هاني لجائزة «الاقتصاد»

حصل البروفسور اللبناني بادي هاني على جائزة فئة الاقتصاد لإسهاماته العلمية في الاقتصاد القياسي وتطوير نماذج تحليل البيانات الاقتصادية (الشرق الأوسط)
حصل البروفسور اللبناني بادي هاني على جائزة فئة الاقتصاد لإسهاماته العلمية في الاقتصاد القياسي وتطوير نماذج تحليل البيانات الاقتصادية (الشرق الأوسط)

اختارت مبادرة «نوابغ العرب» البروفسور اللبناني بادي هاني للفوز بالجائزة عن فئة الاقتصاد، تقديراً لإسهاماته العلمية في الاقتصاد القياسي وتطوير نماذج تحليل البيانات الاقتصادية.

وهنّأ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، البروفسور هاني، مؤكداً أن استدامة النمو الاقتصادي المرن والمتوازن تُعد ركناً أساسياً لتقدم المجتمعات وازدهار الحضارة الإنسانية. وقال في منشور على منصة «إكس» إن هاني، أستاذ الاقتصاد في جامعة سيراكيوز، قدّم «إسهامات استثنائية» في الاقتصاد القياسي وتطوير نماذج تحليل البيانات الاقتصادية، لافتاً إلى أنه نشر أكثر من 200 بحث علمي، وأن كتابه في تحليل نماذج البيانات الاقتصادية بات مرجعاً للباحثين حول العالم.

وأشار الشيخ محمد بن راشد إلى حاجة المجتمعات العربية إلى اقتصاديين محترفين، مؤكداً أن السياسات الفاعلة تُبنى على علم راسخ وبيانات دقيقة، وأن «اقتصاد الأمة يُصنع بعقولها»، معبّراً عن تطلعه إلى «فصل عربي جديد» في مسيرة استئناف الحضارة العربية.

وجاء منح جائزة الاقتصاد هذا العام للبروفسور بادي هاني تقديراً لإسهاماته في تطوير أدوات التحليل الاقتصادي، خصوصاً في مجال «تحليل لوحة البيانات الاقتصادية»، الذي يعزز دقة دراسة البيانات عبر دمج معلومات من فترات زمنية ومصادر متعددة. وأسهمت ابتكاراته، بحسب المبادرة، في تحسين تقييم آثار السياسات الاقتصادية على المدى البعيد وعبر مناطق مختلفة، ما دفع حكومات ومؤسسات إلى تبنّي أساليبه في قياس كفاءة السياسات والإنفاق العام والأطر التنظيمية.

كما قدّم هاني دورات تدريبية لمختصين اقتصاديين ضمن مؤسسات دولية، بينها البنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي، وبنوك مركزية عدة. ونشر أكثر من 200 بحث علمي، وله مؤلفات أكاديمية مؤثرة، أبرزها كتاب «تحليل نماذج البيانات الاقتصادية» المرجعي. وهو يحمل درجة البكالوريوس في الإحصاء من الجامعة الأميركية في بيروت، والماجستير من جامعة كارنيجي ميلون، والدكتوراه في الاقتصاد من جامعة بنسلفانيا.

وفي إطار الإعلان عن الجائزة، أجرى محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء ورئيس اللجنة العليا لمبادرة «نوابغ العرب»، اتصالاً مرئياً بالبروفسور بادي هاني أبلغه خلاله بفوزه بجائزة «نوابغ العرب 2025» عن فئة الاقتصاد، مشيراً إلى أهمية الأبحاث والنظريات والأدوات التي طورها على مدى عقود، والتي أصبحت ركيزة أساسية في التحليل الاقتصادي الاستراتيجي القائم على المعطيات والبيانات الدقيقة لاستشراف مستقبل التنمية وتعظيم فرصها.

واعتبر القرقاوي أن فوز هاني يمنح «دافعاً قوياً» لجيل جديد من الباحثين والمحللين والاقتصاديين العرب للإسهام في رسم المرحلة المقبلة من التنمية الشاملة في المنطقة.


آلاف يحتفلون بشروق شمس الانقلاب الشتوي عند «ستونهنج» في إنجلترا

أشخاص يحتفلون بشروق شمس الانقلاب الشتوي عند موقع «ستونهنج» في إنجلترا (أ.ب)
أشخاص يحتفلون بشروق شمس الانقلاب الشتوي عند موقع «ستونهنج» في إنجلترا (أ.ب)
TT

آلاف يحتفلون بشروق شمس الانقلاب الشتوي عند «ستونهنج» في إنجلترا

أشخاص يحتفلون بشروق شمس الانقلاب الشتوي عند موقع «ستونهنج» في إنجلترا (أ.ب)
أشخاص يحتفلون بشروق شمس الانقلاب الشتوي عند موقع «ستونهنج» في إنجلترا (أ.ب)

احتشد آلاف الأشخاص ورقصوا حول «ستونهنج» في إنجلترا، بينما ارتفعت الشمس فوق الدائرة الحجرية ما قبل التاريخ، اليوم (الأحد)، في الانقلاب الشتوي.

وتجمعت الحشود، العديد منهم مرتدون زي الدرويد والمشعوذين الوثنيين، قبل الفجر، منتظرين بصبر في الحقل البارد والمظلم في جنوب غربي إنجلترا. وغنى بعضهم، وضربوا الطبول، بينما أخذ آخرون وقتهم للتأمل بين الأعمدة الحجرية الضخمة.

أشخاص يحتفلون بشروق شمس الانقلاب الشتوي عند موقع «ستونهنج» في إنجلترا (أ.ب)

يقوم كثيرون بزيارة هذه الدائرة الحجرية كل صيف وشتاء، معتبرين ذلك تجربة روحية. ويعد النصب القديم، الذي بني بين 5000 و3500 سنة مضت، مصمماً ليتوافق مع حركة الشمس خلال الانقلابات، وهي تواريخ رئيسية في التقويم بالنسبة للمزارعين القدماء.

وقالت منظمة إنجلش هيريتاج، المسؤولة عن إدارة «ستونهنج»، إن نحو 8500 شخص احتفلوا يوم السبت بالموقع في سالزبوري بلين، على بعد نحو 75 ميلاً (120 كيلومتراً) جنوب غربي لندن. وأضافت أن البثّ المباشر للاحتفالات جذب أكثر من 242 ألف مشاهدة من جميع أنحاء العالم.

أشخاص يحتفلون بشروق شمس الانقلاب الشتوي عند موقع «ستونهنج» في إنجلترا (أ.ب)

واليوم (الأحد)، هو أقصر يوم في السنة شمال خط الاستواء، حيث يشير الانقلاب الشتوي إلى بداية الشتاء الفلكي. أما في نصف الكرة الجنوبي، فهو أطول يوم في السنة ويبدأ الصيف.

ويحدث الانقلاب الشتوي عندما تصنع الشمس أقصر وأدنى قوس لها، لكن العديد من الأشخاص يحتفلون به كوقت للتجديد، لأن الشمس بعد يوم الأحد ستبدأ بالارتفاع مجدداً، وستزداد مدة النهار يوماً بعد يوم حتى أواخر يونيو (حزيران).