«القاهرة السينمائي» يركز على ترميم «الكلاسيكيات» والعروض «القوية»

دورته الـ46 تضم 150 فيلماً من 55 دولة

وزير الثقافة ورئيس المهرجان يكرمان الفنان خالد النبوي في افتتاح «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)
وزير الثقافة ورئيس المهرجان يكرمان الفنان خالد النبوي في افتتاح «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)
TT

«القاهرة السينمائي» يركز على ترميم «الكلاسيكيات» والعروض «القوية»

وزير الثقافة ورئيس المهرجان يكرمان الفنان خالد النبوي في افتتاح «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)
وزير الثقافة ورئيس المهرجان يكرمان الفنان خالد النبوي في افتتاح «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)

يراهن مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ46 والمستمرة حتى 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري على برنامج أفلام قوي يضم 150 فيلماً من 55 دولة من بينها 77 فيلماً في عرضها الأول بالشرق الأوسط، كما يراهن على فعاليات مهمة تشهدها أيام الصناعة، ويعزز حضوره في ترميم كلاسيكيات السينما المصرية بترميم 10 أفلام خلال هذه الدورة؛ إذ خصص لها برنامجاً لعرضها بجانب 10 أفلام أخرى تم ترميمها العام الماضي عبر الشركة القابضة للسينما، وبالتعاون مع معمل الترميم بمدينة الإنتاج الإعلامي.

حسين فهمي مع لبلبة على السجادة الحمراء (إدارة المهرجان)

وحرص الفنان حسين فهمي رئيس المهرجان خلال حفل الافتتاح على عرض مشاهد من الأفلام المرممة قبل وبعد الترميم، ليوضح الفارق بينهما من حيث جودة النسخة ونقاء الصورة ووضوح الصوت، وبدأ بها الفنان فقرات حفل الافتتاح، مشدداً على «أهمية الحفاظ على تراثنا السينمائي»، متطلعاً إلى «ترميم نحو 1400 فيلم للحفاظ على تراث السينما المصرية، وهي الأفلام التي تمتلكها الشركة القابضة للسينما».

ومن بين الأفلام التي يعرضها بنسخ مرممة جديدة «الناس والنيل»، و«زوجتي والكلب»، و«الطريق»، و«قنديل أم هاشم»، و«نار الشوق».

ليلى علوي (إدارة المهرجان)

وتكشف إيمان يونس، رئيس الشركة القابضة للسينما، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عن «وجود خطة لترميم الأفلام التي بحوزة الشركة، إذ يتم اختيار الأفلام الأكثر حاجة لترميمها من كلاسيكيات السينما المصرية»، وأشارت إلى أنه «قد يزيد عدد الأفلام المرممة على 10 أفلام كل عام».

وشهد حفل الافتتاح، الذي أقيم مساء الأربعاء بدار الأوبرا المصرية، ثلاثة تكريمات بارزة، حيث حاز الفنان خالد النبوي جائزة «فاتن حمامة للتميز» التي أهداها لروح والديه، وزوجته وأبنائه ولزملائه من الفنانين، وقدم الشكر لعمال السينما، كما أهداها للمخرجين الكبار يوسف شاهين وصلاح أبو سيف ومحمد عبد العزيز الذين قدم معهم أعمالاً لافتة، كما أهداها أيضاً للشعب الفلسطيني.

ويعرض للنبوي فيلمان من أهم أفلامه في إطار تكريمه وهما «المهاجر» 1994، والفيلم الأميركي The CITIZEN» (2012)».

وزير الثقافة ورئيس المهرجان يكرمان الفنان خالد النبوي في افتتاح «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)

ومنح المهرجان جائزة «الهرم الذهبي» لإنجاز العمر للمخرج المصري محمد عبد العزيز تقديراً لمسيرته الفنية الحافلة بالعطاء، وقال عبد العزيز إنه سيتذكر هذا التكريم المهم بعد رحلة طويلة في الفن، موجهاً كلامه لشباب السينمائيين بأن السينما كلما أعطيتها تعطيك أضعاف ما تقدمه لها.

وكان الفنان كريم عبد العزيز قد وجه كلمة لوالده عبر شريط فيديو بمواقع «السوشيال ميديا» بمناسبة تكريم والده بالمهرجان أكد فيها أن «والده مسؤول عن كل شيء في تشكيله وتكوينه، وتعلم منه الفن، وأدق تفاصيل هذه الصناعة وأهميتها، ووصفه بأنه كان مخرجاً حاسماً ودقيقاً في عمله».

المخرج التركي نوري بيلجي جيلان خلال تكريمه (إدارة المهرجان)

وأبدى المخرج التركي نوري بيلجي جيلان سعادته بوجوده بمهرجان القاهرة وتكريم المهرجان له بمنحه جائزة «الهرم الذهبي» لإنجاز العمر، ودعا بيلجي زملاءه من أعضاء لجنة تحكيم المسابقة الرسمية بصفته رئيساً لها للصعود على المسرح، بينما استعرض المهرجان عبر شاشته رؤساء وأعضاء لجان تحكيم مسابقاته الأخرى.

وأقيم حفل الافتتاح بحضور عدد كبير من نجوم الفن وصناع الأفلام، من بينهم يسرا، ليلى علوي، صفية العمري، محمود حميدة، أحمد السقا، هاني رمزي، إلهام شاهين، أمير المصري، شريف منير، يسري نصر الله، دُرة، المخرج مجدي أحمد علي، وسلمى أبو ضيف، وتارا عماد، اللتان تشاركان في لجان التحكيم.

صفية العمري في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

ووجه المهرجان تحية إلى الراحلين من نجوم الفن المصري الذين غابوا عنا هذا العام، ومن بينهم سميحة أيوب، نبيل الحلفاوي، سليمان عيد، المخرج سامح عبد العزيز، والمؤلف أحمد عبد الله.

وتناول فيلم الافتتاح «المسار الأزرق» للمخرج البرازيلي جابريل ماسكارو قصة إنسانية أثارت التعاطف، وهي عن «تيريزا» عاملة النظافة التي تواصل عملها باهتمام رغم بلوغها الـ77 عاماً، وتصاب بصدمة كبيرة حين يقررون إنهاء عملها ونقل إقامتها إلى المستعمرة التي تخصصها الدولة للمسنين، حيث تعزلهم عن أسرهم للإقامة بها، لكن «تيريز» تنجح في الهروب من حيل عديدة وتواجه أزمات في رحلة هروبها، ولا تستسلم لقرار ترحيلها إلى المستعمرة، وتصر على أن تحتفظ بحريتها إلى الأبد.

سلمى أبو ضيف تشارك في لجنة تحكيم «أسبوع النقاد» (إدارة المهرجان)

وأكد الناقد أحمد سعد الدين أن اختيار فيلم الافتتاح كان موفقاً، حيث تميز بعناصر فنية على غرار سيناريو الفيلم الذي يطرح فكرة إنسانية لرحلة امرأة مسنة في مواجهة قرار عزلها عن الحياة وتقييد حريتها، وكذلك براعة التصوير والأداء اللافت لبطلته. كما أنه مناسب بصفته فيلم افتتاح؛ إذا لا تتجاوز مدته 80 دقيقة، ما شجع الكثير من حضور المهرجان على مشاهدته.

ورأى سعد الدين أن «المهرجان قدم حفلاً بسيطاً للغاية، ما يؤكد أنه لا يراهن على الافتتاح ولا الرد كاربت بقدر رهانه على الأفلام القوية، خصوصاً في المسابقة الرسمية، مثلما يراهن على إعادة ترميم تراث السينما المصرية، الذي يركز فيه الفنان حسين فهمي بشكل كبير ويعده مشروعه الأهم».


مقالات ذات صلة

خيرية نظمي لـ«الشرق الأوسط»: حياتي الفنّية بدأت بعد الخمسين

يوميات الشرق خيرية نظمي في مشهد من فيلم «هجرة» (الشرق الأوسط)

خيرية نظمي لـ«الشرق الأوسط»: حياتي الفنّية بدأت بعد الخمسين

تعود خيرية نظمي إلى فكرة السلام الداخلي، مؤكدةً أنها تعيش حالة رضا وتصالح مع الذات...

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق أمير المصري قام ببطولة فيلم «العملاق» (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

المخرج البريطاني روان أثالي: أمير المصري أبهرني في «العملاق»

قال المخرج البريطاني روان أثالي إن اختيار المشهد الافتتاحي لفيلم «العملاق» لم يكن قراراً مفاجئاً، بل كان محدداً منذ المراحل الأولى للكتابة.

أحمد عدلي (جدة )
يوميات الشرق لقطة من فيلم «مملكة القصب» (مؤسَّسة الدوحة للأفلام)

حسن هادي: «مملكة القصب» كوميديا سوداء من ذاكرة الحصار

أكد حسن هادي أنَّ الفيلم حاول عكس صورة المجتمع خلال التسعينات، بسبب الحصار والعقوبات المفروضة.

داليا ماهر (الدوحة)
سينما أونا تشابلن شريرة الفيلم (تونتييث سنتشري ستديوز)

فيلم «أڤاتار: نار ورماد»... نقاط ضعف وحسنات

كل ما يحدث في «أڤاتار: نار ورماد» على مدى ثلاث ساعات و17 دقيقة كان يمكن له أن يحدث على كوكب الأرض فيما لو قرر جيمس كاميرون وكاتبا السيناريو ذلك.

محمد رُضا (بالم سبرينغز (كاليفورنيا) )
يوميات الشرق سمية الألفي كما ظهرت في أحد البرامج التلفزيونية

وفاة الفنانة المصرية سمية الألفي عن عمر 72 عاماً

توفيت الفنانة المصرية سمية الألفي صباح اليوم (السبت)، عن عمر يناهز 72 عاماً بعد صراع مع المرض.

يسرا سلامة (القاهرة)

«ميد تيرم»... حكايات طلابية في زمن الخصوصية الهشّة

من كواليس التصوير (حساب ياسمينا العبد على «فيسبوك»)
من كواليس التصوير (حساب ياسمينا العبد على «فيسبوك»)
TT

«ميد تيرم»... حكايات طلابية في زمن الخصوصية الهشّة

من كواليس التصوير (حساب ياسمينا العبد على «فيسبوك»)
من كواليس التصوير (حساب ياسمينا العبد على «فيسبوك»)

يقدّم مسلسل «ميد تيرم» معالجة درامية تنطلق من الحياة اليومية داخل الجامعة بوصفها مساحة تتكثّف فيها الأسئلة والضغوط والتجارب الأولى، فالعمل لا يتعامل مع الجامعة بوصفها خلفية محايدة للأحداث، بل مكان تتشكّل فيه العلاقات، وتُختبر فيه الثقة، وتنكشف فيه هشاشة ما يعتقده الطلاب مساحات آمنة للبوح والاعتراف.

تدور أحداث «ميد تيرم» داخل إحدى الجامعات المصرية من خلال مجموعة من الطلاب، لكل واحد منهم مساره الخاص ومشكلاته التي يحملها معه إلى الحرم الجامعي.

«تيا»، التي تجسدها ياسمينا العبد، تبدأ بوصفها طالبة خجولة، تميل إلى الصمت والمراقبة من بعيد، تُحاول أن تمر أيامها الجامعية بأقل قدر ممكن من الاحتكاك، إلى جوارها، تظهر «نعومي»، التي تقدمها جالا هشام، بشخصية مختلفة تماماً. نعومي حاضرة دائماً، وفضولية، وتميل إلى تتبع مشكلات الآخرين، والتدخل في تفاصيل حياتهم الشخصية.

أما «أدهم»، الذي يجسده يوسف رأفت، فيحمل معه إلى الجامعة أزمة لا تخصه وحده. علاقته بأسرته متوترة بسبب معاناة شقيقه من إدمان المخدرات، وهو واقع يفرض عليه دوراً أكبر من سنه، ويضعه في حالة دائمة من التوتر والشعور بالمسؤولية.

تتعدد الشخصيات في الأحداث ما بين فتاة لديها متابعون على «تيك توك»، وآخر يواجه مشكلات في حياته، ليرصد «ميد تيرم» طبيعة الحياة داخل الجامعة، بما تحملها من علاقات سريعة التشكّل، وحدود غير واضحة بين الصداقة والتدخل، والدعم والفضول، فالعمل يتوقف عند فكرة المساحات التي يعتقد الطلاب أنها آمنة للحديث عن مشكلاتهم، لكن نشاهد مفاجآت تتكشف يوماً بعد الآخر.

يُركز المسلسل على مخاطر الإفصاح عن المشكلات الشخصية لأطراف مجهولة، وكيف يمكن أن يتحوّل هذا الإفصاح، الذي يبدأ بدافع الراحة أو البحث عن الدعم، إلى وسيلة للاستغلال أو الضغط، فالذكاء الاصطناعي والتطبيقات الإلكترونية يحضران بكونهما جزءاً من الواقع اليومي للشخصيات بوصفه امتداداً طبيعياً لحياتهم.

يعتمد المسلسل على الوجوه الجديدة (حساب ياسمينا العبد على «فيسبوك»)

يعتمد «ميد تيرم» على بطولة جماعية من الوجوه الشابة، وهو اختيار يخدم طبيعة الحكاية التي تقوم على تعدد الأصوات وتشابك المسارات، المسلسل من قصة محمد صادق، وسيناريو وحوار ورشة براح، وإخراج مريم الباجوري، وبطولة ياسمينا العبد، وجلا هشام، وزياد ظاظا، بجانب ظهور عدد من الممثلين ضيوف شرف، من بينهم أحمد عزمي.

قال الناقد محمد عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن مسلسل «ميد تيرم» نجح منذ حلقاته الأولى في الاقتراب من فئة عمرية نادراً ما تحضر بشكل حقيقي في الدراما المصرية، مشيراً إلى أن العمل لا يتعامل مع الشباب بوصفهم حالة عابرة أو هامشية، بل يضعهم في مركز السرد، ويمنحهم مساحة للتعبير عن قلقهم وأسئلتهم اليومية داخل الجامعة وخارجها.

وأضاف عبد الرحمن أن «قوة المسلسل تكمن في طريقة تقديم الأفكار من وجهة نظر الشخصيات نفسها، وليس عبر خطاب مباشر أو تعليمي»، لافتاً إلى أن «الكتابة تحاول محاكاة طريقة تفكير المراهقين والشباب، بما تحمله من تردد، وتناقض، ورغبة في الفهم أكثر من إصدار الأحكام، وهو ما يمنح العمل قدراً من الصدق، الأمر الذي يُحسب لفريق العمل».

وأشار إلى أن «ميد تيرم» لا يقتصر في أهميته على الفئة العمرية التي يخاطبها، بل يمتد تأثيره ليشمل الآباء أيضاً، بوصفه يقدّم صورة عن نمط حياة تغيّر بشكل واضح، وعن نظرة مختلفة للعلاقات، والخصوصية، وحدود الأمان، ما يجعله مادة مشاهدة تفتح باباً للفهم والحوار بين الأجيال.

الملصق الترويجي للمسلسل (الشركة المنتجة)

ووصف الناقد خالد محمود المسلسل بأنه تجربة مختلفة تحاول اقتحام عالم الشباب من زاوية اجتماعية ونفسية، معتمداً على رصد مشكلات شخصية تنتمي إلى خلفيات وطبقات اجتماعية متعددة، وهو ما يمنح العمل تنوعاً في الحكايات والمسارات الدرامية.

وأضاف محمود لـ«الشرق الأوسط» أن «المسلسل تُحسب له إتاحة الفرصة لعدد كبير من الوجوه الشابة، بما يضفي على الشخصيات قدراً من المصداقية، لكنه في الوقت نفسه يكتفي في بعض خطوطه الدرامية بعرض السلوكيات من دون تعمق كافٍ في أسبابها ودوافعها، مكتفياً بالرصد أكثر من التحليل».

وأشاد محمود بأداء جالا هشام، عادّاً أن شخصية «نعومي» من الأدوار الصعبة، لما تحمله من أبعاد نفسية مركبة، مؤكداً أنها نجحت في التعبير عن هذه التعقيدات بهدوء ومن دون افتعال، ما يجعل حضورها من العناصر اللافتة في العمل.


سامي مغاوري لـ«الشرق الأوسط»: جيلي تعرَّض للظلم

سامي مغاوري على خشبة المسرح (الشرق الأوسط)
سامي مغاوري على خشبة المسرح (الشرق الأوسط)
TT

سامي مغاوري لـ«الشرق الأوسط»: جيلي تعرَّض للظلم

سامي مغاوري على خشبة المسرح (الشرق الأوسط)
سامي مغاوري على خشبة المسرح (الشرق الأوسط)

قال الفنان المصري سامي مغاوري إنه سعيد بتجربته في مسلسل «منتهي الصلاحية» للرسالة المهمة التي عبر عنها، وعدَّ دوره في فيلم «إن غاب القط» مثيراً للجدل رغم مساحة الدور البسيطة، وأضاف أن «الجزء الخامس من مسلسل (اللعبة) يتضمَّن مفاجآت عدّة»، وأعرب في حواره مع «الشرق الأوسط» عن حزنه لعدم كتابة أدوار مهمة للنجوم كبار السن في الأعمال الدرامية الجديدة.

وأكد مغاوري أنه اجتهد في تجسيد شخصية «اللواء عصام قطب» في فيلم «أحمد وأحمد»، وصنع ملامح أداء مميزة لها لتكون مختلفة عن النمط السائد، كما شجعه على قبول الدور وجود كل من أحمد السقا وأحمد فهمي والمخرج أحمد نادر جلال.

مغاوري على «أفيش» مسرحية «مكسرة الدنيا» (الشرق الأوسط)

وعن مشاركته في فيلم «إن غاب القط»، قال إنها التجربة الثانية مع المخرجة سارة نوح بعد فيلم «أعز الولد»، مؤكداً أن الشخصية التي يجسدها مثيرة للجدل رغم مساحتها البسيطة، وهي شخصية مدير المتحف حيث تُنفَّذ عملية سرقة لوحة شهيرة، والأحداث كلها تجعل الشبهات تدور حوله، مما يضع المشاهد في حالة شك طوال الوقت.

يؤكد سامي أن الجزء الخامس من مسلسل «اللعبة»، الذي يُجسد فيه شخصية «بسيوني الملط»، يتضمَّن اختلافات كثيرة عن الأجزاء السابقة، وأضاف: «بذلنا في هذا الجزء جهداً يوازي الجهد الذي بذلناه في كل الأجزاء السابقة».

ضيف شرف

ودافع عن قبوله الظهور «ضيف شرف» في عدد كبير من الأعمال قائلاً: «لست السبب في ذلك... ولكنها أصبحت طريقة الإنتاج الدرامي التي تقدم البطل أو البطلة بوصفهما الشخصيات الرئيسية، لتصبح بقية الشخصيات مثل (المكملات الغذائية)، أو مكسبات الطعم واللون والرائحة».

ومن أبرز الأعمال التي ظهر فيها بصفته ضيف شرف: «العتاولة 2»، و«خالد نور وولده نور خالد»، و«بالطو»، و«نيللي وشريهان»، و«الواد سيد الشحات».

الفنان المصري سامي مغاوري يرى أن جيله ظُلم فنياً (الشرق الأوسط)

وأكمل قائلاً: «لا توجد أعمال درامية تُكتب خصيصاً للفنانين كبار السن، ويظل الاهتمام دائماً بالنجوم الشباب»، لكنه في الوقت نفسه يؤكد أن «مساحة الدور لا تهمه بقدر مدى تأثيره على الحدث الدرامي».

ويروي سامي حكاية عشقه للمسرح، حيث قدم أكثر من 104 مسرحيات عبر مسارح الدولة المتعددة، إلى أن أحيل للمعاش عام 2011، فبدأ العمل في مسارح القطاع الخاص. ومن أبرز مسرحياته في السنوات الأخيرة: «كازانوفل» مع أحمد السعدني وهنا الزاهد، و«السندباد» مع كريم عبد العزيز، و«اللمبي في الجاهلية» مع محمد سعد، و«أنستونا» و«مكسرة الدنيا» مع دنيا سمير غانم.

وقال إنه يعتز بمسرحيات كثيرة منها «زكي في الوزارة» و«أهلاً يا بكوات» مع حسين فهمي، و«جواز على ورق طلاق» مع وفاء عامر.

الخروج عن النص

ويرى مغاوري أن المخرج المسرحي سمير العصفوري من أكثر المخرجين الذين استفاد منهم مسرحياً؛ فقد اكتشف الحس الكوميدي داخله بعد تقديمه أعمالاً جادة كثيرة في بداياته، لتصبح الكوميديا مرحلة مهمة في مسيرته الفنية، لافتاً إلى اتجاهه لهذا اللون مع ظهور جيل محمد هنيدي وأحمد حلمي ومحمد سعد.

وحكى عن أزمته مع النجمة سعاد حسني، التي رفضت وجوده في فيلم «حب في الزنزانة»، وكان حينها في بداياته الفنية، لكن مخرج الفيلم محمد فاضل أصر على وجوده، وبعد أن قدم أول مشهد له اعتذرت له، وفق تعبيره.

مغاوري يدين بالفضل لنور الشريف (الشرق الأوسط)

وعدّ مغاوري الفنان الراحل نور الشريف أهم شخصية فنية في حياته، وقال: «عملت معه في فيلمَي (البحث عن سيد مرزوق) و(دماء على الأسفلت)، ومسلسل (عائلة الحاج متولي)، وكان يوجهني طوال الوقت أمام الكاميرا وخلف الكواليس؛ لذلك أعدّه من أهم الشخصيات الفنية التي التقيت بها».

وأشار إلى أن جيله تعرَّض للظلم بسبب قلة ظهوره في الإعلام وقلة الفرص، مقارنة بالجيل الحالي، مؤكداً أن بعض الممثلين الذين لا يستحقون أصبحوا في مكانة كان من المفترض أن يكون هو بها.

وأكد أنه «في ظل وجود جيل العمالقة أسامة أنور عكاشة، ومحسن زايد، ومحمد جلال عبد القوي... كان العمل يُكتب ويُسلم إلى المخرج الذي يبدأ في اختيار الممثلين، ويجلس الجميع على منضدة واحدة وتُرشَّح الأدوار، أما الآن فهو يتسلَّم الدور عبر تطبيق (واتس آب)، وليس عبر تسلّم الاسكريبت كله».


ملتقى القاهرة للخط العربي... رحلة بصرية بين هيبة التراث وروح الحداثة

استعرضت بعض اللوحات أساليب مبتكرة في التكوين (الشرق الأوسط)
استعرضت بعض اللوحات أساليب مبتكرة في التكوين (الشرق الأوسط)
TT

ملتقى القاهرة للخط العربي... رحلة بصرية بين هيبة التراث وروح الحداثة

استعرضت بعض اللوحات أساليب مبتكرة في التكوين (الشرق الأوسط)
استعرضت بعض اللوحات أساليب مبتكرة في التكوين (الشرق الأوسط)

احتفاءً بالخط العربي بوصفه فناً أصيلاً يحمل بين ثناياه دعوة للسلام والانسجام الإنساني، أطلقت مصر الدورة العاشرة من «ملتقى القاهرة الدولي لفنون الخط العربي» في قصر الفنون بساحة دار الأوبرا.

يُبرز الملتقى أهمية الخط بصفته العنصر الأهم والأكثر تقديراً في الفن الإسلامي، وأداة تعبيرية وجمالية تعكس المضمون الروحي للحضارة العربية والإسلامية، وذلك من خلال مشاركة 23 دولة، منها: الصين، والهند، وإندونيسيا، وماليزيا، والمغرب، والسعودية، وتونس، واليمن، والعراق، وسوريا، ولبنان، والإمارات، وسلطنة عمان، وبولندا، وإيطاليا.

من الأعمال المعروضة في معرض الملتقى (الشرق الأوسط)

يتضمن الملتقى، الذي يُنظم العام الحالي تحت شعار «بالحروف: سلام»، نحو 450 لوحة فنية لأبرز الفنانين، يشارك فيها 121 فناناً من مصر و27 خطاطاً من دول أخرى، لتسليط الضوء على الإبداع والتميُّز في فن الخط العربي الكلاسيكي، من ضبط التكوينات وربط الحروف في إطارها، فضلاً عن الأسلوب الحديث والزخرفي.

ويتيح الملتقى للجمهور فرصة التعرف على نماذج متنوعة من أشكال الخط العربي، وكيفية توظيفها في التَّصميم المعاصر والفنون الجميلة.

عمل للفنان أحمد شركس في الملتقى (الشرق الأوسط)

ويقول خضير البورسعيدي، قوميسير عام الملتقى ونقيب الخطاطين في مصر، لـ«الشرق الأوسط»: «إن برنامج الملتقى يضم مجموعة من الندوات العلمية الدولية التي تناقش قضايا الخط العربي بين الأصالة والتجديد، بمشاركة نخبة من الباحثين والمتخصصين».

وتستضيف هذه الدورة عدداً من ضيوف الشرف العرب، وهم: أحمد عامر (السعودية)، وياسر الجرابعة (الأردن)، وسامي بن زين بن سعيد (عُمان)، وعبد الإله لعبيس (المغرب)، ومحمود علي برجاوي (لبنان).

رحلة بصرية تجمع بين هيبة التراث وروح الحداثة (الشرق الأوسط)

وعن شعار النسخة العاشرة من الملتقى «بالحروف: سلام»، يقول محمد بغدادي، مؤسس الملتقى: «الخط العربي هو رسالة سلام في الأصل؛ فكل الرسائل التي خرجت من مكة المكرمة وكتبها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانت رسائل سلام».

ويرى بغدادي أن «ملتقى القاهرة الدولي للخط العربي له علامات فارقة، إذ إن الخط في مصر قديم ومتجدد، لارتباطه بحضارات عدّة متعاقبة بدءاً من الحضارة المصرية القديمة وحتى العصر الحديث في عهد محمد علي، ما أكسبه سمات خاصة ألقت بظلالها على هذا الحدث».

يشهد مختلف الأساليب الفنية (الشرق الأوسط)

ويشير بغدادي إلى أن من أهم ما يميز هذه الفعالية الثقافية أنها «تضم ندوة دولية يشارك فيها أكثر من 30 باحثاً من كبار المتخصصين في هذا المجال من داخل مصر وخارجها، كما يتضمن الملتقى ندوة مُحكمة بأبحاث علمية تستمر على مدى 3 أيام، تشمل أكثر من 60 بحثاً، إضافة إلى ورش عمل متميزة للخطاطين الراسخين لتعزيز الهوية البصرية للخط العربي».

ويتميز الحدث عن غيره من الملتقيات بمصاحبة حفل إعلان الجوائز والتكريمات بحفل فني للموسيقى العربية تستضيفه في دار الأوبرا المصرية.

لوحة للفنان محمد جمعة في الملتقى (الشرق الأوسط)

وعن تكريمه، يقول بغدادي: «أشعر بالسعادة لأن التكريم يأتي في وقت اشتد فيه عود ملتقى القاهرة، وأصبح علامة بارزة على خريطة المشهد الثقافي المصري والدولي».

ويشير الفنان سمير شرف الدين إلى أن أهم ما يميز هذه الدورة بشكل لافت هو النقلة النوعية في أساليب العرض والتنفيذ، حيث لم يعد الخط العربي حبيس الريشة والحبر التقليديين فقط، بل اقتحمت التكنولوجيا أروقة المعرض بقوة، سواء في مراحل التصميم أو الكتابة الرقمية.

عملان للفنان محمد إبراهيم (1909ـ 1970) (الشرق الأوسط)

وعلى الرغم من أن المعرض احتفظ بوقار الخط العربي الكلاسيكي، فقد تمكن عدد من الفنانين من تقديم الجديد، حيث استعرضت بعض اللوحات أساليب مبتكرة في التكوين وتوظيف الحرف داخل الفراغ، مما جعل المعرض رحلة بصرية تجمع بين هيبة التراث وروح الحداثة، حسب تصريحات شرف الدين لـ«الشرق الأوسط».

وأضاف: «شهدت هذه الدورة زيادة ملحوظة في عدد الفنانين العارضين من مختلف الأقاليم المصرية، كما لفتت الأنظار المشاركة الواسعة من جيل الفنانات الشابات، ما يدعو إلى الاطمئنان على مستقبل الخط العربي وصونه على أيدي جيل جديد شغوف بهويته».