أثارت واقعة مقتل «مهندس نووي» بالإسكندرية اهتماماً لدى مصريين، وعلى الرغم من تأكيد الأجهزة الأمينة أن «الحادث جنائي»، فإن مغردين بمواقع التواصل الاجتماعي ربطوا بين «تخصصه والجريمة».
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن قوات الأمن المصرية تمكنت، الخميس، من ضبط المتهم بقتل «مهندس متخصص في الكيمياء النووية»، يبلغ 35 عاماً، عقب إطلاق النار عليه في الشارع، مساء الأربعاء، ونقلت وسائل الإعلام عن مصادر أمنية تأكيدها أن «فرق البحث نجحت في تحديد هوية المتهم من خلال فحص كاميرات المراقبة بمحيط موقع الحادث، وتتبع خط سير السيارة المستخدمة في الجريمة».
وكشفت التحريات الأولية في الواقعة عن أنه «بفحص بيانات المجني عليه، تبين أنه حاصل على بكالوريوس في الهندسة النووية، ويعمل في أحد توكيلات السيارات الشهيرة، وأن علاقة صداقة كانت تربطه بالمتهم الذي باغته، وأسقطه أرضاً، ثم أطلق عليه وابلاً من الرصاص».
وذكر شهود عيان أن «المتهم كان يقف في انتظار المجني عليه قبل وقوع الحادث بدقائق، ولم يخف ملامحه أو وجهه، ما يشير إلى نية مسبقة في تنفيذ الجريمة»، وأضافوا أن «المتهم لم يقم بسرقة أي من مقتنيات القتيل».
مقتل مهندس كيمياء نووية مصري في الاسكندريةعمره 35 سنة ، تم قتله رميا بالرصاص من مسافة قريبة بعد مراقبة الجاني له وفقا لشهود العيانالنيابة والشرطة تواصل التحقيقاتهل دي عملية اغتيال من جهة ما أم مجرد جريمة جنائية؟
— Osama Gaweesh (@osgaweesh) November 13, 2025
وقال الإعلامي المصري، مصطفى بكري، عبر منصة «إكس»، إن «الشرطة المصرية ألقت القبض على قاتل مهندس الكيمياء النووية والسلاح المستخدم في الجريمة بعد ساعات من وقوع الحادث الغامض». وأضاف أن «رجال الشرطة المصرية يثبتون كل يوم قدراتهم الفائقة في متابعة الجريمة، والقبض على مرتكبيها في ساعات».
أجهزة الشرطه المصريه تلقي القبض علي قاتل مهندس الكيمياء النوويه والسلاح المستخدم في الجريمه بعد ساعات من وقوع الحادث الغامض . رجال الشرطه المصريه يثبتون كل يوم قدراتهم الفائقه في متابعة الجريمه والقبض علي مرتكبيها في ساعات . يفعلون مايعجز عنه الكثيرون ، يضحون بأغلي مايملكون ....
— مصطفى بكري (@BakryMP) November 13, 2025
وعلى الرغم من تأكيد المصادر الأمنية أن «الضحية حاصل على بكالوريوس في الهندسة النووية، لكنه لا يعمل في مجال تخصصه»، فإن التفاعل مع الواقعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، اتخذ منحى آخر عبر الربط بين تخصصه والجريمة.
فيه مهندس مصريفي الكيمياء النوويةاتقتل بالرصاصفي كرموز في اسكندريةحادثة غريبة..
— Wael Abbas وائل عباس (@waelabbas) November 13, 2025
النائب الأسبق لرئيس هيئة المحطات النووية المصرية، الدكتور محمد منير مجاهد، قال إن الربط بين تخصص مهندس الكيمياء النووية ومقتله أمر «غير منطقي»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «الواقعة ليست لها أي علاقة بتخصص القتيل على الإطلاق».
في سياق ذلك، سرد متابعون وقائع سابقة لعلماء مصريين، ارتبطت أسماؤهم بروايات بشأن تخصصاتهم ومصرعهم.
مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق لشؤون المعلومات، اللواء محمود الرشيدي، أكد أن «المعلومات الرسمية تفيد بأن المجني عليه لا يعمل في تخصصه»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «حتى لو كان يعمل في تخصصه، فإنه لا يمكن أن تحدث مثل هذه الأمور على أرض مصر في ظل اليقظة الأمنية من كافة الأجهزة»، لافتاً إلى أن «حديث الاستهداف الذي تردد على (السوشيال ميديا) مجرد تأويلات، تسبق البيانات الرسمية لأجهزة التحقيقات التي ستعلن حقيقة الواقعة».

من جانبه، أكد نقيب المهندسين بالإسكندرية، الدكتور هشام سعودي، أن النقابة تتابع الواقعة، وقال في تصريحات صحافية، الخميس، إنه «تم تكليف الشؤون القانونية بالنقابة بمتابعة التحقيقات».
كما أرجع أستاذ الاجتماع السياسي، الدكتور سعيد صادق، انتشار روايات تربط بين تخصص الضحية والواقعة إلى ما وصفه بـ«نظرية المؤامرة»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «فكرة نظرية المؤامرة تعكس غياب القدرة على التحليل المنطقي لدى كثيرين، الذين يسارعون برسم سيناريوهات بعيدة عن الواقع، كما يقوم البعض باستدعاء كل ما يمكن أن يعزز نظريتهم، مثل الربط بين الواقعة ووقائع تاريخية قُتل فيها علماء بارزون».



