أكّد الألماني توماس توخيل، المدير الفني لمنتخب إنجلترا، أن ارتداء قميص المنتخب يجب أن يكون «شرفاً لا يُقاس»، مشدداً على أنه يسعى لبناء مجموعة متماسكة تشبه «رابطة أخوية» تجمع اللاعبين بروح واحدة، وتجعلهم يتطلعون دائماً إلى الانضمام للمنتخب والدفاع عن ألوانه.
ويواصل المنتخب الإنجليزي استعداداته لنهائيات كأس العالم المقبلة بعدما حسم تأهله قبل جولتين من نهاية التصفيات، بصفته وصيفاً لآخر نسختين من بطولة أوروبا. ومن المقرر أن يخوض المنتخب مباراتين أمام صربيا غداً (الخميس) في لندن، ثم أمام ألبانيا الأسبوع المقبل.
تصريحات توخيل جاءت بعد عام من الجدل الذي أثاره المهاجم هاري كين، حين أشار إلى أن بعض اللاعبين فقدوا حماسهم لتمثيل المنتخب الوطني بسبب تكرار الانسحابات والإصابات المصطنعة.
وقال توخيل إن هدفه هو «بناء طاقة إيجابية وروح فريق قوية تجعل الجميع يرغب في أن يكون جزءاً من هذا الكيان». وأضاف أن الانضمام للمنتخب يجب أن يرتكز على الالتزام والمنافسة، موضحاً أن «من ينسحب في الوقت الخطأ أو يتراجع عن القتال من أجل مكانه قد يفقد فرصته، لأن هناك من سيأخذ قميصه».
وأوضح المدرب الألماني أن الأمر لا يتعلق بالعقوبة بقدر ما هو دافع للمسؤولية والانتماء، مشيراً إلى أن الأجواء داخل المعسكر أصبحت أكثر حماسة ورغبة في اللعب. وأضاف: «الجميع يريد أن يكون حاضراً، الجميع يشعر بالفخر عندما يمثل إنجلترا، لأنه قمة ما يمكن أن يبلغه لاعب كرة القدم».
ويرى توخيل أن الوصول إلى هذا الإحساس الجماعي يمثل الخطوة الأخيرة نحو بناء منتخب قادر على المنافسة في البطولات الكبرى، مؤكداً أن الفريق يسير «في الاتجاه الصحيح» بفضل التزام اللاعبين واستجابتهم.
وأكد المدرب أن الجهاز الفني لا يقبل أي تراخٍ، حتى بعد ضمان التأهل، مشيراً إلى أن اللاعبين يدركون أهمية الحفاظ على الزخم والجاهزية: «لا أحد يعتبر هذه الفترة مناسبة للراحة، لأننا تأهلنا بالفعل. نريد طاقة متجددة في كل معسكر، وهذا ما يميزنا حالياً».
ويأمل توخيل أن ينعكس هذا الانسجام داخل وخارج الملعب في أداء المنتخب خلال كأس العالم، معتبراً أن بناء ثقافة جماعية قوية هو المفتاح لإعادة إنجلترا إلى منصات التتويج التي غابت عنها منذ عقود.

