أغلقت، مساء الثلاثاء، صناديق الاقتراع الخاصة بعملية التصويت العام لانتخابات مجلس النواب العراقي. وقالت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إنها ستبدأ عملية العد والفرز اليدويين مع إغلاق الصناديق، مؤكدة أن العملية الانتخابية مضت من دون مشكلات تقنية أو إدارية.
وقال المستشار القانوني في المفوضية، حسن سلمان، للوكالة الرسمية، إن «المفوضية ستباشر عملية العد والفرز اليدويين بعد إغلاق صناديق الاقتراع»، مضيفاً أن «المفوضية لم تؤشر أي جوانب سلبية فنياً أو إدارياً على العملية الانتخابية».
وأوضح سلمان أن وكلاء الأحزاب سيحصلون على نتائج المشاركة بعد إغلاق الأجهزة، مشيراً إلى أن مراقبي الأحزاب يمكنهم تقديم شكاوى في حال تسجيل أي مخالفات.
وفي وقت لاحق أعلنت المفوضية أن نسبة الاقتراع تجاوزت 55 في المائة.
من جهته، قال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إن « الحكومة العراقية التزمت بالتوقيتات الدستورية لضمان التداول السلمي للسلطة»، مؤكداً نجاح تنظيم الانتخابات التشريعية السادسة في البلاد.
وأضاف في بيان إن «الحكومة أوفت بأحد أبرز التزاماتها الواردة في برنامجها التنفيذي، فضلاً عن التزامها بالتوقيتات الدستورية والاستحقاقات الواجبة لضمان التداول السلمي للسلطة»، مشيداً بمشاركة العراقيين في عملية الاقتراع التي قال إنها تجسّد «إرادتهم الدستورية الحرة».

وقدّم شكره إلى المواطنين الذين شاركوا في التصويت، وإلى السلطتين التشريعية والقضائية، والقوات المسلحة، والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، والقوى السياسية، ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام، لدورهم في إنجاح العملية الانتخابية.
وقد أُجريت الانتخابات التشريعية السادسة منذ الغزو الأميركي الذي أطاح نظام صدام حسين في 2003، وسط استقرار نسبي يشهده العراق الغني بالموارد النفطية بعد عقود من نزاعات نسفت بنيته التحتية وخلّفت فسادا مستشريا.
ويرى عراقيون كثر أن لا أمل في أن تؤدي الانتخابات إلى تغيير حقيقي، معتبرين أن الاقتراع يشكّل مساحة للصراع السياسي الذي سيصبّ أخيرا في مصلحة كبار السياسيين واللاعبين الإقليميين.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة 07,00 (04,00 ت غ) أمام ما يزيد عن 21,4 مليون ناخب مسجّلين لاختيار البرلمان لولاية تمتدّ أربع سنوات، وأُغلقت في السادسة مساء (15,00 ت غ). ويتوقع أن تُعلن النتائج الأولية خلال 24 ساعة من إغلاق المراكز.
ويتنافس أكثر من 7740 مرشحاً، ثلثهم تقريبا من النساء ومعظمهم ضمن تحالفات وأحزاب سياسية كبيرة إذ يشارك 75 مستقلّا فقط هذا العام، على 329 مقعدا لتمثيل أكثر من 46 مليون نسمة.

وغاب عن السباق الانتخابي هذا العام الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي يتمتّع بقاعدة شعبية كبيرة، إذ اعتبر أن العملية الانتخابية يشوبها «الفساد». ودعا مناصريه إلى مقاطعة التصويت والترشح.
وانتهت الانتخابات الأخيرة التي شهدت أدنى نسبة مشاركة (41%) في 2021، بفوز الصدر بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان (73 مقعدا)، لكنه انسحب منه جرّاء خلافات مع «الإطار التنسيقي» الذي يضمّ أحزابا شيعية موالية لإيران، حول تشكيل الحكومة. وأثارت الأزمة التي استمرت عدة أشهر أعمال عنف دامية.
واليوم لزم أنصار الصدر منازلهم وأمضوا الوقت مع عائلاتهم في ما يشبه يوم الإجازة.
وفي مدينة الصدر، أبرز معاقله في العاصمة بغداد، انتشرت صوره على عدد كبير من الجدران، في ظلّ انتشار أمني كثيف على أحد مداخل المنطقة.
وعلى مقربة من أحد مراكز الاقتراع، قالت مجموعة من الرجال بصوت واحد «نحن مقاطعون بأمر من السيد» مقتدى الصدر، رجل الدين البالغ 52 عاما والذي يتمتّع بقاعدة شعبية واسعة قادر على حشدها بكاملها متى شاء.
وأعلن الصدر، الذي قاتل القوات الأميركية عقب غزو العام 2003، في عدة مناسبات أنه سينسحب من السياسة.




