قال المخرج المصري، طارق العريان، إن فكرة تقديم جزء ثانٍ من فيلم «السلم والثعبان» لم تكن مطروحة في البداية، موضحاً أن المشروع بدأ كفكرة رومانسية مختلفة تماماً، ولم يكن في ذهنه ربطها بالفيلم الأصلي، لكن في أثناء الكتابة والتطوير، اكتشف وفريقه أن الخطوط الإنسانية والعاطفية تتقاطع مع «السلم والثعبان»، فقرر أن يحمل العمل اسمه بوصفه امتداداً فكرياً لا درامياً للفيلم الأول.
وأضاف العريان لـ«الشرق الأوسط» أن «الفكرة مرت بعدة مراحل، تعود بدايتها إلى سنوات مضت حين كان هناك تصور أولي لفيلم يشبه التكملة لحكاية حازم وياسمين في فيلم (السلم والثعبان)، وعُرضت الفكرة وقتها على هاني سلامة، لكنها لم تكتمل وبعد مرور الوقت وابتعادي عن المشروع لسنوات، فكرت مجدداً في تقديم فيلم رومانسي بطابع أكثر نضجاً يعكس علاقات ما بعد الزواج، وهي المساحة التي شعرت أنها تستحق معالجة جديدة بعيدة عن التكرار».
وتستقبل دور العرض في مصر والعالم العربي الجزء الثاني من «السلم والثعبان – لعب عيال» بعد 25 عاماً من عرض الجزء الأول، فيما يقوم ببطولة الجزء الجديد عمرو يوسف وأسماء جلال وظافر العابدين، ومن إخراج طارق العريان.

ويؤكد العريان أن «الفيلم لا يقوم على إعادة إنتاج الشخصيات القديمة أو استنساخ الخط الدرامي السابق، وإنما يقدّم رؤية مختلفة تستلهم مواقف واقعية يعيشها كثير من الأزواج بعد سنوات من ارتباطهم، حين يتسلل الملل أو الاعتياد إلى العلاقة»، عادّاً أن هذه الحالة الإنسانية هي محور الفيلم الذي يحاول تفكيكها بصدق، بعيداً عن المبالغة أو التجميل.
وعُرض فيلم «السلم والثعبان» في جزئه الأول عام 2001 من بطولة هاني سلامة وأحمد حلمي وحلا شيحة ورجاء الجداوي، من تأليف وإخراج طارق العريان، وشهد نجاحاً لافتاً وقت عرضه.
وبيّن العريان أن «القصة مستوحاة من مشاهداته وتجارب المحيطين به أكثر من كونها تجارب شخصية»، لكنه أقر بأن بعض المشاعر التي تمر بها الشخصيات قريبة من أحاسيس عاشها أو لمسها في الواقع، مشيراً إلى أن الفيلم يسعى إلى طرح تساؤلات صادقة عن طبيعة التغيير في العلاقات مع مرور الزمن، وكيف يمكن للأزواج استعادة وهج العلاقة بعد أن يختفي بريق البدايات.
المعالجة التي سيشاهدها الجمهور بالصالات السينمائية مختلفة عن الأفكار التي طرحت سابقاً، سواء عند العمل على إحياء المشروع للمرة الأولى أو عن الأفكار التي جرت مناقشتها مع منتج الجزء الأول محمد حفظي قبل فترة، لتقديم جزء جديد يقوم ببطولته كريم عبد العزيز ومنى زكي، وقد حالت الظروف دون تنفيذه آنذاك قبل أن يستقر في النهاية على المعالجة والفكرة اللتين قدماها عمرو يوسف وأسماء جلال، بحسب العريان.

واختار المخرج، الفنان عمرو يوسف لبطولة الفيلم لكونه «يمتلك طاقة تمثيلية كبيرة وروحاً منضبطة في العمل، ما يجعله شريكاً مريحاً في مواقع التصوير، بجانب حرصه بصفته فناناً على فهم كل تفصيلة في الشخصية التي يقدمها»، وفق العريان، مؤكداً أن تعاونهما السابق في تجربة رومانسية عبر إحدى حكايات مسلسل (نمرة اثنين) قبل أكثر من 5 سنوات لعبت دوراً في اقتناعه بقدرته على تقديم الشخصية.
وأكد أن «أسماء جلال قدّمت في الفيلم أداء مختلفاً أظهر قدراتها التمثيلية، خصوصاً أنها مزجت بين الرقة والقوة في شخصية مركبة تحمل تناقضات إنسانية»، موضحاً أن العمل معها للمرة الثانية بعد «ولاد رزق 3» يبرز «تطوراً كبيراً في أدواتها بوصفها ممثلة قادرة على التجسيد بعمق»، على حد تعبيره.
وأضاف أن الفيلم استغرق وقتاً طويلاً في الكتابة، إذ توقف العمل عليه أكثر من مرة بسبب إحساسه بأن السيناريو يحتاج إلى مراجعة وتطوير، إلى أن وصل إلى الصيغة النهائية التي أرضته فنياً، مؤكداً أن «الفيلم لم تكن به مساحة للارتجال لذا دخل التصوير والسيناريو مكتمل ولم يجر عليه أي تعديلات».

وتحدث عن الصعوبات التي واجهها في أثناء التصوير، لافتاً إلى أن «السلم والثعبان: لعب عيال» من الأفلام التي تعتمد على الأداء التمثيلي الدقيق، ما جعله حريصاً على أن يكون كل مشهد محكوماً بإحساس منضبط، لأن الحوار والانفعالات هما العمود الفقري للفيلم، مؤكداً أن «مثل هذه النوعية من الأفلام لا تسمح بالارتجال، بل تحتاج إلى ضبط إيقاعي وانفعالي يراعي تطور المشاعر بدقة».
وأرجع العريان بطء وتيرة إنتاجه السينمائي إلى تمسكه بمعايير فنية صارمة، موضحاً أنه لا يرضى بالدخول في أي تجربة لمجرد الوجود في السوق، مع إيمانه بأن الفيلم يجب أن يكون جيداً من جذوره وليس معتمداً على نجاحات سابقة أو أسماء تجارية.
وتطرق إلى تجربته مع فيلم «ولاد رزق 3» الذي حقق إيرادات بالوطن العربي تجاوزت 260 مليون جنيه، عادّاً أنه محطة مهمة في مسيرته، لأنها (التجربة) أثبتت إمكانية الجمع بين الجماهيرية والجودة الفنية في الوقت نفسه، عادّاً المقارنة بين الأعمال أمراً طبيعياً، لكن معيار النجاح الحقيقي بالنسبة له هو رضا الجمهور وتفاعله وليس فقط حجم الإيرادات.
وأوضح العريان أن «النجاح يُقاس بمدى تأثير الفيلم واستمراره في ذاكرة المشاهدين وتحقيق إيرادات تغطي تكلفته الإنتاجية»، مشيراً إلى أن الإيرادات لا يمكن فصلها عن حجم الإنتاج باعتبار أن المنتج يجب أن يربح أو يغطي على الأقل تكلفة الفيلم مالياً.
وقال العريان إن مشروع «ولاد رزق 4» مازال في مرحلة الفكرة، وإن فريق العمل يناقش حالياً أكثر من تصور، لكنه لا يريد الاستعجال في التنفيذ قبل أن يجد «الفكرة التي تضيف للعمل وتبرر استمراره»، وفق تعبيره.



