ذكر متحف، في إطار تحذيره من «المرشد المتجهم»، أن «استياءه موجَّه نحو بعض الفنانين والأعمال التي، لو كان له القرار، لما دخلت ضمن المجموعة الفنية، لكنه قبل كل شيء يستاء من الزوار وجهلهم. احذروا المرشد المتجهم».
وخلال الجولة، يوبّخ «لانغلينك» الزوار ويشير بأصابعه إلى وجوههم إن استخدموا هواتفهم أو جلسوا للراحة. وصرح فنان الأداء كارل براندي، مبتكر الشخصية التي يؤديها تحت اسم «جوزيف لانغلينك» العدواني، لصحيفة «الغارديان» البريطانية: «أنا لا أهاجم الزوار مباشرةً أو بناءً على شخصياتهم أو مظهرهم، بل أهاجمهم كمجموعة». وأضاف قائلاً: «إن احتقاري موجَّه إلى جهلٍ مُتخيَّل قد لا يكون موجوداً أصلاً، لكنني أحاول أن أجعلهم يشعرون بأنهم أكثر جهلاً قدر الإمكان».
وقد استلهم فيليكس كريمر، مدير متحف «كونستبالاست» في مدينة دوسلدورف، فكرة العرض من النجاح الساحق لمطاعم «النادل الوقح» مثل مطعم «كارينز داينر» الذي أغلق آخر فروعه في بريطانيا هذا العام. وكان المطعم قد تبنى شعار «طعام رائع... وخدمة فظيعة»، مقدماً تجربة تناول طعام تتضمن الإزعاج المتعمد.
الانطباع المترسخ لدى السياح عن المتاحف الأوروبية هو أنها أماكن جادة يسودها الصمت، حيث يتأمل الزوار القطع الأثرية بصوت خافت. مع ذلك باتت العديد من المتاحف تسعى نحو تغيير هذه الصورة من خلال التركيز بشكل أكبر على جعل التاريخ أكثر تفاعلية وإشراك الزوار في التجربة.
وفي حين أن الهدف يكون عادة جعل المعروضات أقل رهبة بالنسبة إلى قطاع عريض من الجمهور غير المتخصص، يقدم متحف ألماني تجربة مختلفة، حيث يوفر متحف «كونستبالاست»، الذي يضم أكبر مجموعة زجاج في أوروبا، مساحة لـ«جوزيف لانغلينك»، الذي يُعرف باسم «المرشد المتجهم». ويروّج المتحف لجولاته، التي تستغرق ساعة وتكلّف نحو 6 جنيهات إسترلينية، بوصفها بأنها «شديدة الإزعاج».
ويصف الموقع الإلكتروني للمتحف الشخصية قائلاً: «يعرف المرشد المتجهم كل شيء، وفوق كل شيء، إنه يعرف أكثر من الزوار... ويحرص على أن يُشعرهم بذلك. إنه ساخط وسؤُوم ومتعالٍ».
