أعلن مسؤول عسكري سوداني، اليوم (الجمعة)، أن الجيش السوداني اعترض طائرات مسيّرة أطلقتها «قوات الدعم السريع» ليلاً باتجاه مدينتين في شمال شرقي البلاد. وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن 15 طائرة مسيّرة استهدفت مدينة عطبرة الواقعة شمال العاصمة في ولاية نهر النيل، مؤكداً أن الضربات لم تسفر عن وقوع إصابات. وأفادت وسائل إعلام محلية بأن السكان سمعوا دوي انفجارات، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس». وأضاف المسؤول أن الدفاعات الأرضية اعترضت هجوماً بطائرات مسيّرة على نطاق أصغر استهدف مدينة أم درمان؛ المدينة التوأم للعاصمة الخرطوم.

وتأتي هجمات الطائرات المسيّرة من «قوات الدعم السريع» بعد يوم واحد من إعلان الجماعة موافقتها على هدنة إنسانية اقترحها فريق وساطة تقوده الولايات المتحدة ويعرف بـ«الرباعية». وكانت العاصمة السودانية الخرطوم قد تعرضت لهجمات بطائرات مسيّرة، بحسب ما أفاد شهود عيان وتقارير إعلامية اليوم (الجمعة).
وكان شهود عيان أفادوا «وكالة الصحافة الفرنسية» صباح الجمعة بتحليق مسيّرات وسماع دوي انفجارات في مناطق يسيطر عليها الجيش قرب العاصمة السودانية، غداة إعلان «قوات الدعم السريع» موافقتها على مقترح دولي لهدنة إنسانية.
وبعد أسبوعين من سيطرتها على مدينة الفاشر، آخر المعاقل الرئيسية للجيش في إقليم دارفور بغرب البلاد، وسّعت «قوات الدعم السريع» من نطاق هجماتها نحو الشرق، لا سيّما في ولايات كردفان، ونحو الخرطوم التي تشهد هدوءاً نسبياً تخرقه هجمات متفرقة منذ استعادة الجيش السيطرة عليها في وقت سابق هذا العام.

وقال شهود في شمال مدينة أم درمان إنهم سمعوا أصوات «مضادات (أرضية) ومن بعدها انفجارات» من جهة قاعدة وادي سيدنا العسكرية، ولاحقاً من جهة محطة المرخيات للطاقة قبل تسجيل «انقطاع التيار الكهربائي».
وتحدث شهود في عطبرة على مسافة نحو 300 كيلومتر شمال الخرطوم، عن «ظهور عدد من المسيّرات فوق المدينة أسقطتها المضادات». وأفادوا بـ«اندلاع نيران وأصوات انفجارات في شرق المدينة».
إلى ذلك، أفادت نقابة أطباء السودان بـ«قصف عشوائي» نفذته «قوات الدعم السريع» على مدينة الدلنج في ولاية جنوب كردفان، أدى إلى «تدمير قسم الأشعة والتصوير الطبي بمستشفى الدلنج التعليمي، مما أدى إلى تعطيل أحد أهم المرافق الصحية في المنطقة».
وأشارت إلى أن القصف أسفر عن سقوط جرحى في المدينة التي تحاصرها «قوات الدعم السريع» منذ يونيو (حزيران) 2023.
وكانت «قوات الدعم السريع» أعلنت الخميس موافقتها على مقترح هدنة إنسانية في السودان قدمته «الرباعية الدولية» التي تضم مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة، لإنهاء الحرب المستمرة مع الجيش منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023.
وينصّ الاقتراح الذي طرحه الوسطاء على هدنة تمتد ثلاثة أشهر، بحسب ما أفاد مسؤول سعودي «وكالة الصحافة الفرنسية» الخميس.
ولم تُعلَن بشكل رسمي أي تفاصيل عن المقترح الجديد لوقف إطلاق النار.
ودعت الولايات المتحدة الخميس عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية، طرفَي النزاع إلى تنفيذ الهدنة، مشددة على الحاجة «الفورية» لإنقاذ المدنيين.

وأتى مقترح الهدنة بعد أيام من إعلان «الدعم السريع» السيطرة على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
وأفادت الأمم المتحدة بوقوع مجازر وعمليات اغتصاب ونهب ونزوح جماعي للسكان إبان سقوط المدينة بعد حصار امتد أكثر من عام. ووصفت شهادات عديدة، مدعومة بمقاطع مصورة نشرتها «قوات الدعم السريع» على مواقع التواصل الاجتماعي، فظائع في المدينة التي انقطعت عنها الاتصالات بشكل كامل.
وأسفر النزاع في السودان عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، ونزوح نحو 12 مليون شخص، متسبباً بأكبر أزمتَي نزوح وجوع في العالم، بحسب الأمم المتحدة.




