لا يحتاج الألماني توماس توخيل المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، إلى تذكير بمدى روعة وبراعة فيل فودين، لكن لو شاهد المباراة التي فاز فيها مانشستر سيتي على بوروسيا دورتموند الألماني بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد بالجولة الرابعة لدوري أبطال أوروبا ليدرك أن هذا اللاعب يمكنه إضافة الكثير لمنتخب الأسود الثلاثة.
اختتمت الجولة الرابعة بقمة مانشستر سيتي وبوروسيا دوتموند الألماني الذي اجتمع مجدداً بهدافه السابق النرويجي إرلينغ هالاند، فسجل الأخير في شباكه، لكن التألق كان من نصيب فودين الذي سجل ثنائية رائعة من رباعية الفوز. وشهد ختام الجولة تحقيق إنتر الإيطالي انتصاره الرابع، بينما نجا برشلونة الإسباني من فخ السقوط أمام كلوب بروج البلجيكي بتعادل مثير، وقفز نيوكاسل الإنجليزي لمناطحة فرق المقدمة بفوزه الثالث توالياً، وذلك على حساب ضيفه أتلتيك بلباو الإسباني 2-0، وتواصلت معاناة بنفيكا البرتغالي وأياكس الهولندي بعدما تلقى كل منهما وعلى أرضه هزيمته الرابعة توالياً، الأول أمام غلاطة سراي التركي بثلاثية النيجيري فيكتور أوسيمهن، والثاني أمام باير ليفركوزن الألماني بهدف وحيد.
بعد مواجهة قمة ملعب الاتحاد وجَّه الإسباني جوسيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي رسالة مباشرة إلى توخيل بأن ينظر إلى أداء فودين قبل اختيار تشكيلة إنجلترا لخوض مباراتي صربيا وألبانيا في تصفيات كأس العالم.

وبعد استبعاده من آخر ثلاث قوائم للمنتخب الإنجليزي بسبب الإصابة والإرهاق الذهني وتراجع مستواه، لا يملك فودين البالغ من العمر 25 عاماً متسعاً من الوقت لضمان وجوده ضمن القائمة المشاركة في كأس العالم الصيف المقبل في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. لكن أمام دورتموند، أظهر المهاجم الشاب أنه يستحق اللعب في المونديال، وعلى الأقل الدخول في منافسة مع خيارات توخيل الهجومية.
وقال غوارديولا: «توخيل مدرب ذكي وحكيم للغاية، ويعرف تماماً احتياجات المنتخب، أعتقد أنه يعرف فيل تماماً. لا يوجد شخص في هذا البلد، ولا أحد في العالم، لا يعرف جودته وقدراته». وأضاف: «إنجلترا محظوظة جداً بامتلاكها هذا الكم الهائل من اللاعبين الجيدين في مراكز الهجوم، ولهذا السبب يتعين على فيل أن يبذل قصارى جهده ليكون أفضل، وعندما يتم استدعاؤه للمنتخب يجب أن يظهر مدى براعته».
وعندما سئل غوارديولا عما إذا كان فودين في طريقه للعودة إلى قمة مستواه، قال: «هو بالفعل في قمة مستواه، لا يحتاج لأن يقترب أكثر. صحيح أننا افتقدنا أهدافه، لكنه سجل هدفين مذهلين. كم مرة رأينا ذلك من فيل؟ الكرم في الجهد، وأيضاً الجودة في الثلث الأخير من الملعب. افتقدنا ذلك كثيراً».
وتابع: «عندما يكون فيل في مستواه، ويلعب بين الخطوط وفي المساحات، لمسته الأولى ودورانه ثم ركضه وقتاله... كلما كان سعيداً ويشعر بالحب والسعادة، لا تحتاج أن تقول الكثير، لأنه لاعب مميز. لكننا نحتاج إلى أهدافه بالتأكيد، ونأمل أن تكون هذه الخطوة الأولى».

من جهته، قال فودين: «أحتاج فقط إلى اللعب بابتسامة على وجهي، وهو ما أفعله، كان العام الماضي صعباً، ليس فقط بالنسبة لي، ولكن بالنسبة للجميع. هناك روح جماعية جديدة هذا الموسم، ويمكن ملاحظة ذلك».وتابع: «تتعلم الكثير عندما تمر بفترة صعبة. لدينا قادة رائعون في فريقنا ونتحدث عن كيفية العودة إلى المسار الصحيح. كما أننا أضفنا لاعبين رائعين إلى الفريق أيضاً، وهذا ما جلب لنا رغبة حقيقية (في الفوز) وروحاً جماعية جديدة».
وأكمل: «كان الأمر يتعلق فقط بمحاولة أن نكون الفريق الذي اعتدنا أن نكونه وهذا الموسم نرى لمحات من ذلك».
وأكد غوارديولا على أن أداء فودين الرائع جاء في توقيت مثالي، قبل زيارة ليفربول حامل لقب الدوري الإنجليزي إلى ملعب الاتحاد (الأحد)، وأوضح: «كان من المهم أن نستعيده (فودين) قبل المباراة الكبيرة جداً يوم الأحد».
لقد قدم فودين أفضل مستوياته أمام دورتموند، كان نشيطاً وخطيراً للغاية، حتى في أضيق المساحات. يطلب الكرة وهو محاط بمدافعي الخصم، ويصنع خطورة من مواقف تبدو شبه مستحيلة في بعض الأحيان. لقد منحه غوارديولا دوراً محورياً أمام دورتموند، ورد فودين الجميل بتسجيل أول ثنائية له في مباراة واحدة بدوري أبطال أوروبا.
سيشعر فودين أنه بذل قصارى جهده للعودة إلى قائمة المنتخب الإنجليزي، لكن الأمر متروك الآن لتوخيل. ومنذ توليه قيادة المنتخب الإنجليزي، يؤكد المدير الفني الألماني على أهمية العمل الجماعي ويعطيه أولوية على الإمكانات الفردية. وهذا أحد الأسباب التي تجعله لا يتسرع في استدعاء جود بيلينغهام نجم وسط ريال مدريد، الذي استُبعد مع فودين من المباريات الدولية التي خاضها المنتخب الإنجليزي في شهر أكتوبر (تشرين الأول).
وبينما يخطط توخيل لتحقيق المجد في كأس العالم، يبقى هناك سؤال حول كيفية دمج فودين وبيلينغهام وبوكايو ساكا وكول بالمر وهاري كين وبقية الأسماء اللامعة في نفس الفريق. لقد واجه المدير الفني السابق لإنجلترا، غاريث ساوثغيت، نفس المشكلة قبل نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2024. وانتهى الأمر بالاعتماد على فودين في مركز الجناح الأيسر، على الرغم من تتويجه بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز قبل أسابيع فقط. هناك حجة مفادها أن فودين لم يستعد أفضل مستوياته منذ تلك البطولة التي أقيمت في ألمانيا.
وتُعد كأس العالم هي الفرصة التالية لإنجلترا للفوز بأول لقب لها منذ 60 عاماً. وجاء الأداء القوي الذي قدمه فودين أمام دورتموند في الوقت المناسب تماماً لإقناع توخيل بأنه يجب أن يكون ضمن القائمة المشاركة في المونديال.
إنتر بالصدارة وبرشلونة يفلت ونيوكاسل يتقدم
وبعيداً عن سيتي وانتصاره الكبير على دورتموند، حافظ إنتر ميلان الإيطالي على سجله المثالي، وحقق فوزه الرابع بتغلبه على الوافد الجديد كايرات الكازاخستاني 2-1، وبقي شريكاً بالصدارة بالعلامة الكاملة بفارق الأهداف خلف بايرن ميونيخ الألماني وآرسنال الإنجليزي.
وعانى برشلونة للعودة بنقطة التعادل من ملعب بروج (3-3) وتدخل حكام تقنية الفيديو (فار) لإنقاذه من السقوط عندما تم إلغاء هدف سجله البديل روميو فيرمان في الدقيقة 91 بداعي مخالفة مع الحارس البولندي تشيزني الذي كاد يتورط في خطأ فادح، يكلف فريقه الخسارة في توقيت قاتل.
ورغم التعادل المخيب أعرب الألماني هانزي فليك مدرب برشلونة عن سعادته بعودة جناحه لامين جمال إلى مستواه المعهود، لكنه أشار إلى ضرورة مواصلة التعامل بحذر مع إصابته في الفخذ.
وبعد أسابيع من معاناته مع إصابة مزمنة في منطقة الفخذ، استكمل جمال (18 عاماً) تألقه بهدف ومساهمة في عودة برشلونة ثلاث مرات في النتيجة أمام بروج ليتفادى فريقه هزيمة ثانية قارياً بشق الأنفس. وكان رجال المدرب الألماني هانزي فليك تذوقوا طعم الخسارة للمرة الأولى على أرضهم أمام باريس سان جيرمان الفرنسي حامل اللقب 1-2، قبل أن يعودوا إلى سباق التأهل المباشر بفوزين على نيوكاسل 2-1 وأولمبياكوس اليوناني 6-1.
وهو التعادل الأول لكلوب بروج بعد فوزه على موناكو الفرنسي 4-1، عقب هزيمتين توالياً أمام بايرن ميونيخ الألماني 0-4 وأتالانتا الإيطالي 1-2.
وقال فليك: «أنا سعيد بعودة جمال إلى هذا المستوى. الشيء المهم هو أن يتحكم في وضعه، لأن الأمر ليس سهلاً».
إلى ذلك، حقق نيوكاسل يونايتد فوزه الثالث توالياً بعدما استهل مغامرته بخسارة أمام برشلونة، وذلك على حساب ضيفه أتلتيك بلباو الإسباني 2-صفر.
وعقب اللقاء قال إيدي هاو، مدرب نيوكاسل، إنه لم يكن بإمكانه أن يحلم بأن يتساوى فريقه في عدد النقاط مع باريس سان جيرمان وريال مدريد وليفربول (9 نقاط) في دوري أبطال أوروبا، عندما تولى تدريب الفريق.
وقال: «يبدو ذلك رائعاً، أليس كذلك؟ نعم، يبدو جيداً بالفعل، منذ اللحظة التي وصلت فيها الفريق قبل 4 سنوات، لم أكن لأتوقع ذلك. مع تقلبات اللعبة، لا يوجد ضمان لأي شيء، لذلك أنا فخور للغاية لأنني ما زلت في منصبي وأن أدرب فريقاً يتطلع للأمام».
وفي أبرز النتائج الأخرى قاد النيجيري فيكتور أوسيمين فريقه غلاطة سراي التركي لفوز كبير على أياكس الهولندي 3-صفر، سجلها جميعاً ليتصدر قائمة هدافي البطولة بستة أهداف متفوقاً بفارق هدف على هاري كين وكيليان مبابي وإيرلينغ هالاند.
ومني مرسيليا الفرنسي بخسارته الثانية توالياً والثالثة في المسابقة، وقد جاءت بهدف قاتل أمام أتالانتا الإيطالي سجله البديل الصربي لازار سامردزيت في الوقت بدل الضائع (90+2). وفي باكو، أحبط قره باغ الأذربيجاني ضيفه تشيلسي الإنجليزي، بطل 2012 و2021، بإجباره على الاكتفاء بالتعادل 2-2.










