شكلت مباراتا قمة الجولة الرابعة لمسابقة دوري أبطال أوروبا، التي فاز فيها بايرن ميونيخ الألماني على مضيفه باريس سان جيرمان الفرنسي حامل اللقب 2 – 1، وسقوط ريال مدريد الإسباني بهدف نظيف أمام مضيفه ليفربول الإنجليزي، منعطفاً مهماً بالبطولة التي يتصدرها آرسنال الإنجليزي بفوزه على مضيفه سلافيا براغ التشيكي 3 - 0.
لقد أثبت بايرن ميونيخ أنه أحد أقوى المرشحين للفوز باللقب القاري هذا الموسم، وإذا كان بإمكانك الفوز على حامل اللقب باريس سان جيرمان في عقر داره بملعب «حديقة الأمراء»، رغم اللعب شوطاً كاملاً منقوصاً، فهذا يُشير إلى أن البطل الألماني يجب أن يُخشى منه.
يقدم بايرن ميونيخ بداية مثالية للموسم بالفوز في مبارياته الـ16 التي خاضها في المسابقات كافة، ويتصدر جدول ترتيب دوري أبطال أوروبا بالعلامة الكاملة بجانب آرسنال متصدر الدوري الإنجليزي الذي سيواجهه على ملعب «الإمارات» يوم 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.
لقد نجح البايرن خلال مواجهة سان جيرمان في التعامل مع الضغط بعد طرد جناحه الكولومبي لويس دياز مسجل هدفي الفوز بسبب التدخل العنيف ضد المغربي أشرف حكيمي قبل نهاية الشوط الأول.
وسيطر سان جيرمان، الذي قلص الفارق عبر جواو نيفيز، على الكرة بعد الاستراحة لكنه فشل في استغلال الاستحواذ بشكل كامل ليتعرض لأول هزيمة في مشوار دفاعه عن اللقب.
وقال جوشوا كيميتش، لاعب وسط البايرن: «في هذه اللحظة، بالطبع نحن أفضل فريق في أوروبا. نتصدر ترتيب دوري الأبطال، وسنواجه آرسنال في المباراة المقبلة، يمكننا أن نرى هناك مرة أخرى موقعنا الحقيقي. هناك فرق تقدم أداء قوياً للغاية في مستهل البطولة. ولكن الأمر الأهم هو الأداء في مارس (آذار) وأبريل (نيسان) ومايو (أيار)».
وأضاف: «ألحقنا الكثير من الأذى بباريس. كنا في كامل تركيزنا، وأتيحت لنا العديد من الفرص الجيدة، وقدمنا حضوراً بدنياً قوياً. يمكنني أن أقول إنه كان أحد أكثر أشواط المباراة الأولى قوة في مسيرتي، من الفريقين، واستمرار المراقبة رجلاً لرجل. شعرت بأن الشوط الثاني كان أكثر شدة».

وقال البلجيكي فينسنت كومباني مدرب البايرن: «نعلم أنه لم يتم حسم دوري أبطال أوروبا بعد، ولكننا حصدنا ثلاث نقاط مهمة للغاية بالنسبة لنا».
وأشاد كومباني بصلابة فريقه بعد حالة الطرد، حيث تألق قلبا الدفاع جوناثان تاه ودايوت أوباميكانو إلى جانب حارس المرمى مانويل نوير، بعد أن كان الهجوم بقيادة الإنجليزي هاري كين يسيطر على عناوين الأخبار في المباريات السابقة.
في المقابل، لم تقتصر خسارة سان جيرمان على كونها الهزيمة الأولى للفريق في دوري الأبطال، بل كشفت عن أزمة أعمق تتعلق بتزايد الإصابات، وهي مشكلة مزمنة يعاني منها منذ بداية الموسم.
وغادر الهداف عثمان ديمبلي وأشرف حكيمي أرض الملعب بعد تعرضهما للإصابة، لتستمر سلسلة الإصابات التي حرمت المدرب الإسباني لويس إنريكي من الاستفادة من تشكيلته الكاملة منذ بداية الموسم.
وقال إنريكي: «لا أتذكر مباراة واحدة خضناها وكان جميع اللاعبين جاهزين بدنياً. إنه موسم مختلف، وعلينا التعامل مع ذلك. أنا هادئ وواثق من أننا سنستعيد لاعبينا ومستوانا». وجاءت هذه الانتكاسات الأخيرة في وقت كانت فيه تشكيلة الفريق بدأت تستقر نسبياً. وشارك ديمبلي، الذي غاب عن سبع مباريات سابقة بسبب إصابة في عضلات الفخذ الخلفية، أساسياً لأول مرة في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، لكنه اضطر للخروج بعد 25 دقيقة إثر شعوره بآلام في الساق. وعلق إنريكي: «الإصابة لا علاقة لها بالإصابة السابقة، ليست انتكاسة».
وقبل نهاية الشوط الأول بقليل، اضطر حكيمي لمغادرة الملعب أيضاً بعد تدخل عنيف من لويس دياز، وهو أحد القلائل من لاعبي باريس سان جيرمان الذين تجنبوا الإصابة هذا الموسم، وخرج من الملعب باكياً، قبل أن يُشاهد لاحقاً وهو يغادر الاستاد مستنداً إلى عكازين.
وأضاف إنريكي: «هذه هي طبيعة كرة القدم، إنها رياضة تعتمد على الاحتكاك. إنه لأمر مؤسف إصابة حكيمي، لكن مثل هذه التصرفات تحدث مع قليل من سوء الحظ».
وبعد موسم استثنائي في 2024 - 2025 خاض فيه باريس سان جيرمان 65 مباراة وتوج بأربعة ألقاب هي دوري أبطال أوروبا والدوري الفرنسي وكأس فرنسا وكأس السوبر الفرنسية، يبدو أن الفريق بدأ يدفع ثمن هذا الجهد البدني الكبير.
وانتهى موسم سان جيرمان الذي امتد حتى منتصف يوليو (تموز) الماضي، عقب مشاركته في كأس العالم للأندية، ما ترك للاعبين القليل من الوقت للراحة قبل انطلاق الموسم الجديد. وأقر إنريكي بصعوبة ذلك، قائلاً: «عندما نستعيد اللاعبين المصابين، لا يكونون في كامل جاهزيتهم. هذا أمر مطالبون بتحسينه. الموسم طويل، والأمر كله يتعلق بكيفية التعامل مع مثل هذه اللحظات».
ورغم هذه المشاكل، لا يزال باريس سان جيرمان يتصدر الدوري الفرنسي ويحتل المركز الثالث بدوري الأبطال بتسع نقاط، ويؤكد إنريكي على أنه يتطلع للمرحلة القادمة بكل هدوء، موضحاً: «أنا هادئ ومسترخ لأنني أعلم أننا سنتجاوز كل هذا. سنستعيد لاعبينا ومستوانا المعهود».
ليفربول ينتفض وآرسنال يتقدم
وفي مباراة القمة الثانية، أحسن ليفربول استغلال عنصري اللعب بأرضه وأمامه جمهوره ليخرج بانتصار مهم على ريال مدريد بهدف نظيف.
وبعد خسارته ست مباريات من أصل سبع مباريات أخيرة، وقبل الفوز 2 - 0 على أستون فيلا السبت، لم يحافظ ليفربول على نظافة شباكه لـ10 لقاءات بجميع المسابقات، لكنه أظهر تماسكاً دفاعياً أمام هجوم الريال، ونجح في تقديم أفضل أداء له هذا الموسم.
في المقابل، وصل ريال مدريد إلى ملعب أنفيلد بعد تحقيق معدل تهديفي لافت، لكنه لم يحصل إلا على فرص قليلة، وأنقذه حارس مرماه العملاق البلجيكي تيبو كورتوا من خسارة قاسية، بعد قيامه بصدات عدة من الطراز الرفيع.

وقال الهولندي فان دايك قائد ليفربول ومدافعه: «كنا تحت ضغط النتائج المتراجعة والكثير من الانتقاد لخط الدفاع، في عالم الفوضى، عليك أن تبقى هادئاً وتنظر إلى الأمور بمنظور مختلف. كلنا نعرف كيف تسير الأمور في كرة القدم، يمكن أن تتغير بين ليلة وضحاها».
وقال الهولندي أرني سلوت مدرب ليفربول: «اللعب أمام هذه الجماهير المتحمسة يمنحنا الكثير من الثقة في مباريات مهمة، أن تلعب أمام فريق مثل ريال مدريد تحتاج هذا الدعم لاستخراج أفضل ما لديك. قدمنا أداء رائعاً أمام فريق لم يخسر سوى مرة واحدة طوال الموسم، وكان يمكن أن تكون النتيجة أكبر».
إلى ذلك واصل آرسنال تألقه هذا الموسم بانتصاره العاشر على التوالي في جميع المسابقات عقب فوزه 0 - 3 على مضيفه سلافيا براغ.
وأشاد الإسباني ميكل أرتيتا مدرب آرسنال بلاعبيه، مؤكداً أن لديهم رغبة كبيرة في الوصول إلى مستويات جديدة من التميز. وعادل آرسنال رقم النادي القياسي في عدد المباريات المتتالية دون تلقي أهداف، محطماً رقماً قياسياً في دوري أبطال أوروبا عندما شارك ماكس داومان بديلاً وهو بعمر 15 عاماً و308 أيام، ليصبح أصغر لاعب يشارك في تاريخ البطولة. كما عادل آرسنال أيضاً رقم فريق ليدز الذي حققه في موسم 1969 – 1970، باعتباره أول فريق إنجليزي يفوز بأول أربع مباريات بالمسابقات الأوروبية دون تلقي أي هدف.
وحافظ آرسنال على نظافة شباكه للمباراة الثامنة على التوالي، ليعادل رقماً قياسياً للنادي يعود إلى عام 1903، وعلق أرتيتا: «كان ذلك منذ وقت طويل جداً، وهذا يظهر مدى صعوبة تحقيق هذا الإنجاز. هناك الكثير من العمل والجهد للوصول إلى ذلك، أكثر ما يسعدني ليس الرقم القياسي نفسه، بل عقلية اللاعبين. إنهم يتحدثون عن كيفية تحسين أدائنا أكثر. إذا فعلنا هذا، يمكننا الاستمرار في التطور وسيكون للرقم القياسي معنى أكبر». أرقام بايرن وآرسنال القياسية ترشحهما للتقدم حتى النهائيات وإصابة رحيمي تزعج سان جيرمان
