إذا كنتَ مثل معظم البستانيين ذوي النوايا الحسنة، فقد تُفكّر ملياً في زراعة النباتات «المناسبة» لتغذية الملقحات وغيرها من الحيوانات البرية، بالرحيق وحبوب اللقاح والبذور والفاكهة. ولكن هل فكّرتَ ملياً في موائل هذه الحيوانات؟
بالإضافة إلى غذائها، تحتاج الحشرات والمخلوقات النافعة إلى موطن آمن تستريح فيه وتختبئ وتتكاثر وتتشرنق، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».
إحدى المناطق الحاسمة لدورة حياتها هي المنطقة المحيطة بقواعد الأشجار.
كشف دوغ تالامي، عالم الحشرات ومؤلف كتابَي «أمل الطبيعة الأفضل» و«إحضار الطبيعة إلى الوطن»: «نتحدث عن أهمية الأشجار (الأصلية) في تكوين اليرقات التي تُحرّك الشبكة الغذائية».
وأضاف: «لكن هذه اليرقات تسقط من الشجرة وتتشرنق في الأرض. وكيفية تنسيقنا للمناظر الطبيعية تحت تلك الأشجار تُحدّد ما إذا كانت ستنجو أم لا».
توفير «هبوط ناعم» لليرقات
شرح تالامي: «نريد مساحات غير مُزدحمة لا نمشي فيها، أي (نزرع) أحواضاً حول أشجارنا. إذا كنتَ تقصّ العشب أو تمشي تحته، فأنتَ تسحق كل تلك اليرقات».
تتغذى اليرقات على الطيور، التي تُقدّم خدمات مكافحة الآفات في حدائقنا من خلال إطعام آلاف الحشرات لصغارها كل عام. كما تُعدّ اليرقات مصدراً غذائياً أساسياً للزواحف والعناكب. وهي نفسها تتغذى على آفات الحدائق مثل حشرات المن.
في مرحلة لاحقة من حياتها، تتحول إلى عثّات وفراشات، لتصبح مُلقّحات مهمة للأزهار والفواكه والخضراوات. وتوفير ما يُسمى «هبوطاً ناعماً» لها، مع توفير موطن للنحل المحلي واليراعات والخنافس والحشرات المفيدة الأخرى، أمرٌ ضروري لنظام بيئي صحي. ومن السهل القيام بذلك في خطوتين بسيطتين.
كيف تقوم بذلك؟
للبدء، دع الأوراق تستقر مباشرة تحت الأشجار، حيث تسقط. سترتاح اليرقات التي تتشرنق في بطانيتها الطبيعية، وستحصل أنت في المقابل على استراحة من التنظيف.
بعد ذلك، ازرع أغطية أرضية ونباتات أخرى تحت مظلة الشجرة. ينصح تالامي قائلاً: «اختر نباتات تدعم الشبكة الغذائية، تلك التي تتشارك أكبر قدر من الطاقة مع الكائنات الحية الأخرى».
هذا يعني اختيار السرخس، والسعدية، وغيرها من الأغطية الأرضية المحلية، والشجيرات، والنباتات المعمرة.


