زهران ممداني يتقدّم بقوّة نحو «ثاني أصعب منصب» في أميركا

ترمب يُحذر من فوزه برئاسة بلدية نيويورك… وأوباما يعرض نفسه «مستشاراً»

المرشح الديمقراطي لمنصب رئيس بلدية نيويورك زهران ممداني يرقص مع مؤيدة له خلال حملته الانتخابية في مانهاتن يوم 31 أكتوبر (رويترز)
المرشح الديمقراطي لمنصب رئيس بلدية نيويورك زهران ممداني يرقص مع مؤيدة له خلال حملته الانتخابية في مانهاتن يوم 31 أكتوبر (رويترز)
TT

زهران ممداني يتقدّم بقوّة نحو «ثاني أصعب منصب» في أميركا

المرشح الديمقراطي لمنصب رئيس بلدية نيويورك زهران ممداني يرقص مع مؤيدة له خلال حملته الانتخابية في مانهاتن يوم 31 أكتوبر (رويترز)
المرشح الديمقراطي لمنصب رئيس بلدية نيويورك زهران ممداني يرقص مع مؤيدة له خلال حملته الانتخابية في مانهاتن يوم 31 أكتوبر (رويترز)

بات زهران ممداني قاب قوسين أو أدنى من إحداث اختراق تاريخي في انتخابات نيويورك الثلاثاء، إذ لا يزال الأوفر حظاً وبفارق كبير للفوز بمنصب رئيس بلدية المدينة الكبرى في الولايات المتحدة، وذلك على الرغم من خلفيته باعتبار أنه مسلم جنوب آسيوي الأصل، ويحمل أجندة تقدمية ويسارية واشتراكية، ويتناقض بشكل جذري مع برنامج عمل اليمين الجمهوري المحافظ بقيادة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وأوقد ممداني، البالغ من العمر 34 عاماً، شعلة أمل في أوساط شباب «الحزب الديمقراطي» بعد عام بالتمام من الهزيمة التي مني بها في ضوء خسارة مرشحته نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس الانتخابات أمام ترمب، وقبل عام تماماً من الانتخابات النصفية للكونغرس التي يتنافس فيها الجمهوريون والديمقراطيون من أجل السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ.

ولم يعبأ ممداني الذي يتمتع بفطنة سياسية بسيل الاتهامات التي يوجهها إليه الرئيس ترمب والجمهوريون بأنه «اشتراكي» يحاول قلب النظام الاقتصادي الاجتماعي في مدينة «التفاحة الكبيرة»، و«الثور الهائج» في حلبة الأعمال ورأس المال، وفي بورصة الناهمين إلى مراكمة الثروات، ومضاعفتها، رغم مشاهد البؤس والتشرد في أحياء مختلفة من المدينة.

المرشح الديمقراطي لمنصب رئيس بلدية نيويورك زهران ممداني خلال مؤتمر صحافي يوم 1 نوفمبر (رويترز)

يتساءل الناخبون في نيويورك عمّا إذا كان عضو مجلس الولاية، الذي كان يُدير حتى وقت قريب طاقماً مدفوع الأجر من خمسة أفراد فقط، قادراً على قيادة مدينة توظف 300 ألف شخص، وتبلغ ميزانيتها السنوية أكثر من 110 مليارات دولار، وتُعدّ إدارتها «ثاني أصعب منصب» بعد الرئاسة في الولايات المتحدة، فضلاً عن مدى قدرته على تطبيق وعوده لسكان الضواحي الخمس بتقديمات كثيرة، في ظلّ رسالة ركزت بدقة على قضايا القدرة على تحمل التكاليف، وجودة الحياة، ووعود برعاية أطفال شاملة، وتجميد الإيجارات في الوحدات المدعومة، وحافلات عامة مجانية، ومتاجر بقالة تديرها المدينة.

وبالفعل لقيت هذه الرسالة صدى إيجابياً بين سكان نيويورك الذين سئموا من الارتفاع السريع في الأسعار.

«الشيوعي الصغير»

يعتقد كثيرون أن الشكوك والمخاوف حيال «اشتراكية» ممداني ومواقفه السياسية اليسارية التقدمية منحت حاكم الولاية السابق أندرو كومو (67 عاماً) بعض الأمل في محاولته العودة إلى الساحة السياسية بوصف أنه مرشح مستقل، بعدما خسر الانتخابات التمهيدية لـ«الحزب الديمقراطي» في يونيو (حزيران) الماضي.

وجعل كومو من خبرته محور رسالته الختامية في مواجهة ممداني، الذي «قد يُدمّر مدينة نيويورك» البالغ عدد سكانها ثمانية ملايين نسمة، و«يُقوّض مواردها المالية» رغم أنها فاحشة الثراء، معتبراً أن الرئيس ترمب «يتفوق عليه بشكل خطير».

وكان ترمب هدّد بحجب مليارات الدولارات من التمويل الفيدرالي عن مدينة نيويورك إذا انتُخب ممداني، وسنّ سياسات لا تروق له. وهو أطلق على ممداني لقب «رئيس بلديتي الشيوعي الصغير». وردّ ممداني مشبهاً نفسه بـ«سياسي إسكندنافي، ولكنه أسمر البشرة».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب لدى وصوله إلى واشنطن بعد قضاء عطلة نهاية الأسبوع في فلوريدا (رويترز)

وبذلك، يحاكي كومو نتائج استطلاع أجرته جامعة كوينيبياك في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حين ظهر أن نحو نصف ناخبي المدينة لديهم شكوك حول مؤهلات ممداني القيادية، حتى مع تقدمه القوي على منافسيه في نواحٍ أخرى. وقال 39 في المائة فقط إن ممداني يتمتع بالخبرة الكافية لتولي المنصب، بينما أجاب 47 في المائة بالنفي. وفي المقابل، رأى 73 في المائة أن كومو يتمتع «بالخبرة الكافية» لهذا المنصب. وعبّر 24 في المائة عن نفس الرأي بشأن المرشح الجمهوري كورتيس سليوا، الذي يحتل المركز الثالث في الاستطلاعات.

طمأنة الأعمال

غير أن ممداني، وهو ابن مخرجة أفلام شهيرة وأكاديمي، لا يتردّد في التّطرّق إلى هذه القضية. ويقدم جهاز حملته الضخم مثالاً على براعته الإدارية، فضلاً عن أنه أمضى الأشهر الأخيرة في طمأنة كبار رجال الأعمال بأنه إذا فاز، صحيح أنه سيكون أصغر رئيس بلدية لمدينة نيويورك منذ عام 1917، ولكنه سيحيط نفسه بأشخاص من ذوي الخبرة في مقرّ رئاسة البلدية.

حاكم نيويورك السابق والمرشح المستقل لمنصب رئيس بلدية مدينة نيويورك أندرو كومو في برونكس يوم 2 نوفمبر (رويترز)

ويوجّه كومو اتهامات لممداني بأنه يحمل أجندة معادية للأعمال من شأنها أن تقضي على نيويورك، مُذكّراً بأنه أثبت قدرته على الوقوف في وجه ترمب. أما سليوا، فيسخر من كليهما. وقال في المناظرة الثلاثية الأخيرة: «زهران، سيرتك الذاتية تتسع على منديل. وأندرو، إخفاقاتك تملأ مكتبة مدرسة حكومية في مدينة نيويورك».

المرشح الجمهوري لمنصب رئيس بلدية نيويورك كورتيس سليوا خلال حملته الانتخابية في مانهاتن يوم 2 نوفمبر (أ.ف.ب)

وفوق ذلك، لم يتخلّ ممداني عن تأكيداته المتكررة بوصف أنه اشتراكي ديمقراطي يتبنّى مبدأ إعطاء صوت للعمال، وليس للشركات، على غرار سياسات السيناتور بيرني ساندرز، والنائبة ألكسندريا أوكاسيو كورتيز اللذين لطالما شاركهما ممداني المنصة.

وحظيت حملة ممداني بحيوية استثنائية، لأنه أمضى بالفعل الأشهر الطويلة من حملته في التجوّل في شوارع المدينة وأحيائها، والتحدث مع الناخبين، الذين غالباً ما يتجمهرون حوله، وسط دعم لافت من أبناء جيله، جيل الألفية، الذين يتابعونه، ويقدمون الدعم له على شبكات التواصل الاجتماعي.

ورغم أنه كان مغموراً حتى فترة قريبة، تمكن ممداني من هذا الصعود الصاروخي من خلال بث مقاطع الفيديو، والتواصل مع منشئي المحتوى، ومقدمي «البودكاست»، ليصل إلى الناخبين المستائين في وقت وصلت فيه ثقة أعضاء «الحزب الديمقراطي» إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.

انقسام بين الناخبين اليهود

إلى جانب سياساته الاقتصادية، يتمسّك ممداني بموقفه الداعم لحقوق الفلسطينيين، والمنتقد لإسرائيل، مما يُمثل قطيعة مع المؤسسة الحزبية، وما قد يكون عاملاً حاسماً للعديد من الناخبين في المدينة التي تضمّ أكبر عدد من السكان اليهود خارج إسرائيل. وكان ممداني أثار غضباً خلال الانتخابات التمهيدية عندما رفض إدانة مصطلح «عولمة الانتفاضة». ولكن بعدما عبّر يهود نيويورك عن عدم ارتياحهم له، قال ممداني إنه نصح الآخرين بعدم استخدامه.

ويأتي صعود ممداني في ظل انقسام متزايد بين الناخبين اليهود في الولايات المتحدة، ولا سيما بين الأجيال، حول سياسات إسرائيل في أعقاب الحرب في غزة خلال العامين الماضيين. فبينما يقول 56 في المائة من اليهود الأميركيين إنهم يشعرون بارتباط عاطفي بإسرائيل، تنخفض هذه النسبة إلى 36 في المائة بين الفئة العمرية من 18 إلى 34 عاماً، وفقاً لاستطلاع أجرته صحيفة «واشنطن بوست».

وفي حين يتقدّم ممداني بين الناخبين المرجّح تصويتهم في معظم استطلاعات الرأي العامة، أظهرت استطلاعات حديثة من «فوكس نيوز» و«مارست» أن 55 في المائة من الناخبين اليهود المرجّح تصويتهم في المدينة يدعمون أندرو كومو. أما ممداني، فحصل على دعم 32 في المائة من الناخبين اليهود في كل من الاستطلاعين.

«المستشار» أوباما

باعتباره أحد أكثر القياديين تأثيراً في الحزب، اتصل الرئيس الأسبق باراك أوباما بممداني للإشادة بحملته الانتخابية، عارضاً وضع خبرته في خدمة المرشّح الشاب. وعبّر أوباما، في المكالمة التي استمرت نصف ساعة، عن ثقته في نجاح ممداني بعد انتخابات الثلاثاء. وتحدّثا عن تحديات تعيين إدارة جديدة، وبناء جهاز قادر على تحقيق أجندة ممداني المتعلقة بخفض تكاليف المعيشة في المدينة.

الرئيس الأسبق باراك أوباما يتحدث في تجمع انتخابي للمرشحة الديمقراطية لمنصب حاكم ولاية نيوجيرسي ميكي شيريل في نيوارك يوم 1 نوفمبر (أ.ب)

ولم يُعلن أوباما رسمياً تأييده لممداني، تمشياً مع عادته العامة في تجنب أي تدخل في الانتخابات البلدية منذ مغادرته منصبه. لكن هذه المكالمة، وهي الثانية بينهما منذ الانتخابات التمهيدية لـ«الحزب الديمقراطي»، تُمثّل إشارة مهمة على دعم أوباما، رغم أن قادة آخرين في «الحزب الديمقراطي» حافظوا على مسافة واضحة من ممداني. وعرض أوباما أن يكون «مُستشاراً» في حال فوز ممداني في الانتخابات.

من جهته، لم يعلن زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، السيناتور عن نيويورك تشاك شومر، ما إذا كان سيصوت لممداني. أيضاً لم يعلن زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، النائب عن نيويورك حكيم جيفريز، دعمه لممداني إلا عشية التصويت المبكر الذي شارك فيه أكثر من 750 ألف ناخب.

فيرجينيا ونيوجيرسي

وجاءت مكالمة أوباما مع ممداني في وقت كان فيه الرئيس الأسبق يستعد لتمضية السبت في الحملة الانتخابية الخاصة بالمرشحين الديمقراطيين لمنصب حاكمي ولايتي فيرجينيا ونيوجيرسي.

وأبرزت الإعلانات التلفزيونية في كاليفورنيا ونيوجيرسي وفيرجينيا أوباما بشكل بارز هذا الخريف، مما يدل على استمرار شعبيته لأكثر من عقد منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية لعام 2008 و2012. ولكن منذ مغادرته البيت الأبيض لم يدعم أوباما سوى مرشحة واحدة لمنصب رئيسة بلدية لوس أنجليس، هي كارين باس، عام 2022.


مقالات ذات صلة

رئيس وزراء المجر يطرح بدائل لرئاسة الحكومة 

أوروبا رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان يتحدث خلال فعالية ضد الحرب في مدينة سيجيد بجنوب البلاد (مكتب رئيس الوزراء المجري - إ.ب.أ)

رئيس وزراء المجر يطرح بدائل لرئاسة الحكومة 

قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إنه ليس الشخص الوحيد الذي يمكن أن يكون مرشح الحزب الحاكم لمنصب رئيس الوزراء في انتخابات العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
شمال افريقيا ناخبون في محافظة بورسعيد المصرية خلال المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب (تنسيقية شباب الأحزاب)

«النواب» المصري يواجه «طعوناً» جديدة على نتائج الدوائر الملغاة

تواجه نتائج انتخابات مجلس النواب المصري «طعوناً» جديدة أمام القضاء الإداري، تخص نتائج دوائر سبق إلغاؤها وإعادة الاقتراع بها.

علاء حموده (القاهرة)
المشرق العربي جانب من أحد اجتماعات قوى «الإطار التنسيقي» (وكالة الأنباء العراقية)

جمود يضرب مفاوضات اختيار الرئاسات العراقية

من المفترض أن يقدم تحالف «الإطار التنسيقي» في العراق مرشحه النهائي لرئاسة الحكومة خلال أسبوعين «حداً أقصى».

حمزة مصطفى (بغداد)
شمال افريقيا ناخبة قبل الإدلاء بصوتها في محافظة دمياط بشمال مصر (تنسيقية شباب الأحزاب)

مصر: «هيئة الانتخابات» تنشد إقبالاً أكبر وسط مؤشرات على «تراجع» المشاركة

جددت الهيئة الوطنية للانتخابات بمصر دعوتها المواطنين للإقبال على صناديق الاقتراع، وسط مؤشرات سابقة تشير إلى «تراجع» المشاركة في جولات سابقة شهدتها الانتخابات.

علاء حموده (القاهرة)
أوروبا الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي يصل لتوقيع نسخ من كتابه «مذكرات سجين» (Le journal d'un prisonnier)، الذي يروي فيه فترة احتجازه التي دامت ثلاثة أسابيع في مكتبة «لا مارتين» بباريس في فرنسا 10 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

ساركوزي قد يمثل أمام القضاء مجدداً بشبهة التلاعب بالشهود

قد يُحال الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي إلى محاكمة جديدة، رغم إدانته في قضية تمويل حملته الرئاسية من ليبيا.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«صفعة على وجوهنا»... صدمة بين ضحايا إبستين إزاء عدم نشر جميع الملفات

إحدى ضحايا إبستين خلال مؤتمر صحافي للمطالبة بالشفافية فيما يتعلق بملفات إبستين خارج مبنى الكابيتول الأميركي في واشنطن في نوفمبر الماضي (د.ب.أ)
إحدى ضحايا إبستين خلال مؤتمر صحافي للمطالبة بالشفافية فيما يتعلق بملفات إبستين خارج مبنى الكابيتول الأميركي في واشنطن في نوفمبر الماضي (د.ب.أ)
TT

«صفعة على وجوهنا»... صدمة بين ضحايا إبستين إزاء عدم نشر جميع الملفات

إحدى ضحايا إبستين خلال مؤتمر صحافي للمطالبة بالشفافية فيما يتعلق بملفات إبستين خارج مبنى الكابيتول الأميركي في واشنطن في نوفمبر الماضي (د.ب.أ)
إحدى ضحايا إبستين خلال مؤتمر صحافي للمطالبة بالشفافية فيما يتعلق بملفات إبستين خارج مبنى الكابيتول الأميركي في واشنطن في نوفمبر الماضي (د.ب.أ)

أعرب العديد من ضحايا رجل الأعمال الراحل المدان في جرائم جنسية، جيفري إبستين، عن صدمتهن وغضبهن وخيبة أملهن إزاء عدم نشر جميع الملفات المتعلقة به.

وكشفت وزارة العدل الأميركية يوم الجمعة عن جزء فقط من الوثائق المتعلقة بإبستين التي بحوزتها، بعد تنقيح معظم المعلومات الواردة فيها، مبررة ذلك بالجهد الكبير المطلوب لمراجعة هذه الوثائق وضرورة حماية ضحايا إبستين.

وأعربت مارينا لاسيردا، وهي برازيلية الأصل وإحدى ضحايا إبستين، لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية، عن خيبة أملها إزاء عدم نشر جميع الملفات، واصفةً الأمر بأنه «صفعة على وجوهنا».

وقالت لاسيردا: «كنا جميعاً متحمسين قبل نشر الملفات. لكن عندما نُشرت، صُدِمنا، واكتشفنا أن العملية لا تتمتع بالشفافية. إنه لأمر محزن للغاية ومخيب للآمال».

وأشارت لاسيردا إلى أنها التقت بإبستين حين كان عمرها 14 عاماً، قبل أن تنتهي علاقتهما عندما بلغت السابعة عشرة.

وأضافت: «في هذا الوقت، أوضح لي جلياً أنني كبرت في السن، وأنني لم أعد ممتعة بالنسبة له. لذا، طردني، ولم يعد بحاجة إليّ».

لا يمكن إنكار وجود تستر

ومن جهتها، قالت ضحية أخرى تدعى آشلي روبرايت إنها التقت بإبستين عندما كانت في الخامسة عشرة من عمرها في بالم بيتش، وتعرضت للاعتداء لسنوات عديدة.

وعند سؤالها عن شعورها تجاه عدم نشر جميع الوثائق، قالت روبرايت: «لا يمكن إنكار وجود تستر، لكني لا أعرف ماهيته وسببه».

وأضافت: «أتمنى ألا يُسمح لأحد المتورطين بالإفلات من الأمر».

وفيما يتعلق بحجم الملفات المحذوفة، قالت: «لست مصدومة، بل أشعر بخيبة أمل. عندما أرى صفحات محذوفة بالكامل، لا يُعقل أن يكون ذلك لحماية هويات الضحايا فقط، ويجب أن يكون هناك سبب وجيه. لا أعرف إن كنا سنعرفه يوماً ما».

كان وحشاً فظيعاً

وصرحت ضحية أخرى، هي أليسيا أردن، أنها التقت إبستين في غرفة فندق بكاليفورنيا عام 1997 لحضور تجربة أداء، عندما كانت عارضة أزياء وممثلة تبلغ من العمر 25 عاماً.

وقالت: «أدخلني وبدأ يُلقي نظرة علىّ وعلى ملف أعمالي، وهو إجراء مُعتاد في اختبارات المواهب، ثم قال لي: «اقتربي مني أكثر ودعيني أرى جسدكِ» قبل أن يبدأ بخلع بعض ملابسي ولمس جسدي».

وأضافت: «شعرتُ بتوتر شديد وبدأتُ بالبكاء، وقلتُ له: يجب أن أذهب يا جيفري».

وتابعت: «تلقى مكالمة هاتفية وكنتُ أبكي أمامه. فقال: لديّ فتاة جميلة أمامي وهي مستاءة للغاية. فقلتُ له: سأغادر، فعرض عليّ 100 دولار، فرفضت وذهبت إلى قسم شرطة سانتا مونيكا لتقديم بلاغ، لكنهم لم يقدموا لي أي دعم على الإطلاق».

ووصفت إبستين بأنه «كان وحشاً فظيعاً»، مضيفة: «أريد أن أرى جميع الملفات منشورة. أريد محاسبة جميع الرجال والنساء الذين تورطوا في الاتجار بالفتيات، ولا ينبغي أن يُسمح لهم بالتجول بحرية دون عقاب على أفعالهم».

وتابعت: «يجب اعتقالهم فعلياً إذا وردت أسماؤهم في الملفات وثبت ارتكابهم فظائع بحق هؤلاء الفتيات، ويجب أن يفقدوا وظائفهم وحياتهم ومنازلهم وأموالهم، وأن يدفعوا ثمن ما فعلوه».

أشعر بشيء من الارتياح... ولكن

قالت داني بنسكي، التي قالت إنها تعرضت للاعتداء الجنسي من قبل إبستين عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها، لشبكة «إن بي سي نيوز»، الشريكة الأميركية لشبكة «سكاي نيوز»: «أشعر بشيء من الارتياح، هناك كم هائل من المعلومات التي تم الإفصاح عنها، ومع ذلك ليس بالقدر الذي كنا نتمناه».

ومن جهتها، أعربت ماريا فارمر، التي قدمت شكوى إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي في ميامي عام 1996 زعمت فيها أن إبستين سرق وباع صوراً التقطتها لشقيقتيها البالغتين من العمر 12 و16 عاماً، عن امتنانها للإفراج عن الملفات.

وقالت في بيان عبر محاميها: «هذا أمرٌ رائع. أشعر بالانتصار. هذا من أسعد أيام حياتي».

وأضافت: «أبكي لسببين. أريد أن يعلم الجميع أنني أذرف دموع الفرح لنفسي، وأيضاً دموع الحزن على جميع الضحايا الآخرين الذين خذلهم مكتب التحقيقات الفيدرالي».

لم ينتهِ الأمر بعد

صرحت المحامية غلوريا ألرد، التي مثَّلت العديد من ضحايا إبستين، لشبكة «سكاي نيوز» يوم الجمعة بشأن الإفراج الجزئي عن الملفات: «من المؤسف للغاية عدم الإفراج عن جميع الملفات كما هو مطلوب، بل ومفروض بموجب القانون».

وأضافت: «لم ينص القانون على إمكانية القيام بذلك على مدى فترة زمنية طويلة ولم يسمح بمرور أسابيع للإفراج عن جميع الملفات».

وقال نائب المدعي العام، تود بلانش، إنه من المتوقع الكشف عن ملفات إضافية بحلول نهاية العام.

وقالت ألرد: «لكن هذا لا يتوافق مع نص القانون. لذا، من الواضح أن القانون قد انتُهك. وزارة العدل تخذل الناجين مرة أخرى».

ووصفت المحامية عدم اكتمال نشر الملفات بأنه «محاولة لتشتيت الانتباه»، مضيفة: «لم ينتهِ الأمر بعد، ولن ينتهي حتى نحصل على الحقيقة وتتحقق الشفافية».

صور ترمب

وامتلأت آلاف الوثائق التي نشرتها وزارة العدل والمتعلقة بإبستين بأسماء بعض أشهر الشخصيات في ​العالم، بما في ذلك الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، لكن كان هناك استثناء واحد ملحوظ وهو الرئيس دونالد ترمب.

وسعت إدارة ترمب للامتثال لقانون أقره الكونغرس بأغلبية ساحقة في نوفمبر (تشرين الثاني) يلزم بالكشف عن جميع ملفات إبستين، على الرغم من مساعي ترمب الحثيثة على مدار أشهر لإبقائها سرية.

وتم تنقيح العديد من الملفات بشكل كبير، إذ تم حجب العديد من الوثائق التي كانت تحتوي على 100 صفحة أو أكثر بالكامل. وأقرت وزارة العدل بأنها لا تزال تراجع مئات الآلاف من الصفحات الإضافية لإمكانية إصدارها.

وتضمنت الوثائق أدلة من عدة تحقيقات في قضية إبستين، إلى جانب صور ‌لكلينتون. لكن يبدو أنها تضمنت القليل من صور ترمب أو الوثائق التي تشير إليه، إن وجدت، على الرغم من صداقة ترمب وإبستين السابقة التي حظيت بتغطية إعلامية قبل نشوب خلاف بينهما في وقت سابق على إدانة إبستين لأول مرة في عام 2008.

صورة من المجموعة الشخصية لجيفري إبستين التي قدمها الديمقراطيون في لجنة الرقابة بمجلس النواب بتاريخ 12 ديسمبر الحالي... الرئيس ترمب (في الوسط) وهو يقف مع مجموعة من النساء يضعن أكاليل الزهور (أ.ف.ب)

ولم يوجه اتهام لترمب بارتكاب مخالفات، ونفى معرفته بجرائم إبستين. ويبدو أن ملفاً واحداً يحتوي على صورة لترمب قد حُذف أمس السبت من مجموعة البيانات التي نشرتها وزارة العدل. ولاحظ الديمقراطيون في مجلس النواب هذا الحذف على الإنترنت، وطالبوا الإدارة بتوضيح الأمر.

وفي وقت لاحق من أمس السبت، كانت تلك الصورة جزءاً مما يصل إلى 16 صورة تم حذفها من موقع وزارة العدل، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز» ووكالة «أسوشييتد برس».

ولم ترد الوزارة ولا البيت الأبيض بعد على ​طلب للتعقيب على الملفات المفقودة.

وبحسب وكالة «رويترز» للأنباء، فقد نشر ديمقراطيون بمجلس النواب آلافاً من رسائل البريد الإلكتروني حصلوا عليها من تركة إبستين، منها رسالة كتب فيها إبستين أن ترمب «كان على علم بالفتيات»، دون توضيح المقصود بذلك. ورداً على ذلك، ⁠اتهم ترمب الديمقراطيين بالترويج «لخدعة إبستين» بهدف تشتيت الانتباه.

الأمر لا يتعلق ببيل كلينتون

وسعت وزارة العدل إلى لفت الانتباه إلى كلينتون، إذ نشر اثنان من المتحدثين باسم الوزارة على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً قالوا إنها تظهره مع ضحايا إبستين.

وقال نائب مدير مكتب كلينتون أنجيل أورينا في بيان إن البيت الأبيض يحاول «حماية نفسه» من التدقيق من خلال التركيز على الرئيس الأسبق.

صورة للرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون مع سيدة تم إخفاء وجهها ضمن ملفات جيفري إبستين المفرج عنها (أ.ب)

وكتب قائلاً: «بإمكانهم نشر ما يشاءون من الصور القديمة ذات الجودة الرديئة التي يزيد عمرها على 20 عاماً، لكن الأمر لا يتعلق ببيل كلينتون».

وقال البيت الأبيض في بيان إن نشر هذه الملفات يُظهر الشفافية التي تلتزم بها الإدارة والتزامها بتحقيق العدالة لضحايا إبستين. لكن الكشف لم يتم إلا بعد أن ضغط الكونغرس على الإدارة، عقب إعلان مسؤولي ترمب في وقت سابق من هذا العام عدم نشر المزيد من ملفات إبستين.


بيل كلينتون يتهم البيت الأبيض باستخدامه «كبش فداء» في «ملفات إبستين»

صورة تجمع الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون وملك البوب الراحل مايكل جاكسون والمغنية ديانا روس في صورة أفرجت عنها وزارة العدل الأميركي ضمن ملفات جيفري إبستين (رويترز)
صورة تجمع الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون وملك البوب الراحل مايكل جاكسون والمغنية ديانا روس في صورة أفرجت عنها وزارة العدل الأميركي ضمن ملفات جيفري إبستين (رويترز)
TT

بيل كلينتون يتهم البيت الأبيض باستخدامه «كبش فداء» في «ملفات إبستين»

صورة تجمع الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون وملك البوب الراحل مايكل جاكسون والمغنية ديانا روس في صورة أفرجت عنها وزارة العدل الأميركي ضمن ملفات جيفري إبستين (رويترز)
صورة تجمع الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون وملك البوب الراحل مايكل جاكسون والمغنية ديانا روس في صورة أفرجت عنها وزارة العدل الأميركي ضمن ملفات جيفري إبستين (رويترز)

اتهم متحدث باسم بيل كلينتون البيت الأبيض باستخدام الرئيس الأميركي الأسبق «كبش فداء»، بعد أن نُشرت صور لكلينتون مع رجل الأعمال المدان في جرائم جنسية جيفري إبستين وشريكته غيلين ماكسويل، بالإضافة إلى صورة له مع شابة في حوض سباحة، ضمن ملفات حكومية أمر الكونغرس بنشرها.

وقال المتحدث أنخيل أورينا، في بيان نُشر على موقع «إكس»: «لم يُخفِ البيت الأبيض هذه الملفات لأشهر ثم يُسربها مساء الجمعة لحماية بيل كلينتون».

وأضاف البيان: «الأمر يتعلق بحماية أنفسهم مما سيحدث لاحقاً، أو مما سيحاولون إخفاءه إلى الأبد. لذا، يمكنهم نشر ما يشاؤون من صور قديمة غير واضحة تعود لأكثر من عشرين عاماً، لكن الأمر لا يتعلق ببيل كلينتون. لم يكن كذلك ولن يكون».

وامتلأت آلاف الوثائق التي نشرتها وزارة العدل الأميركية والمتعلقة بالراحل جيفري إبستين بأسماء بعض أشهر الشخصيات في ​العالم، لكن كان هناك استثناء واحد ملحوظ وهو الرئيس دونالد ترمب.

وكشفت الوزارة، الجمعة، عن جزء فقط من الوثائق المتعلقة بإبستين التي بحوزتها، بعد تنقيح معظم المعلومات الواردة فيها، مبررة ذلك بالجهد الكبير المطلوب لمراجعة هذه الوثائق وضرورة حماية ضحايا إبستين.

صورة تجمع الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون وجيفري إبستين ضمن الملفات المفرج عنها من جانب وزارة العدل الأميركية (رويترز)

وسعت إدارة ترمب للامتثال لقانون أقره الكونغرس بأغلبية ساحقة في نوفمبر (تشرين الثاني) يلزم بالكشف عن جميع ملفات إبستين، على الرغم من مساعي ترمب الحثيثة على مدار أشهر لإبقائها سرية.

ووفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء، فقد كان غياب الإشارات إلى ترمب ملحوظاً بالنظر إلى أن صوراً ووثائق متعلقة به ظهرت في إصدارات سابقة لسجلات إبستين على مدى سنوات.

وتابع بيان أورينا: «حتى سوزي وايلز قالت إن ترمب كان مخطئاً بشأن كلينتون»، في إشارة إلى تصريحات أدلت بها رئيسة موظفي البيت الأبيض مؤخراً لمجلة «فانيتي فير»، حيث أقرت بأن كلينتون لم يكن في جزيرة إبستين الكاريبية، على الرغم من ادعاءات ترمب المتكررة بخلاف ذلك.

ويؤكد كلينتون أنه قطع علاقاته بإبستين في عام 2005. ووفقاً لسجلات الزوار فقد زار إبستين البيت الأبيض 17 مرة على الأقل خلال السنوات الأولى من رئاسة كلينتون. وسافر الرئيس الأسبق لاحقاً مع إبستين على متن طائرته الخاصة في السنوات التي تلت مغادرته منصبه عام 2001، بما في ذلك رحلات إلى آسيا وأفريقيا، وفق ما ذكرته صحيفة «الغارديان» البريطانية.

ولم يُوجه أي اتهام رسمي لكلينتون بارتكاب أي مخالفة فيما يتعلق بقضية إبستين. وقال المتحدث باسمه: «هناك نوعان من الناس هنا. النوع الأول لم يكن يعلم شيئاً وقطع علاقته بإبستين قبل أن تُكشف جرائمه. أما النوع الثاني، فقد استمر في علاقاته به بعد ذلك. نحن من النوع الأول. ولن تُغير أي مماطلة من جانب النوع الثاني من هذا الواقع. الجميع، وخاصة أنصار ترمب، يتوقعون إجابات، لا كبش فداء».

صورة للرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون مع سيدة تم إخفاء وجهها ضمن ملفات جيفري إبستين المفرج عنها (أ.ب)

ورغم أنه خاض حملته الانتخابية عام 2024 واعداً بتوخي الشفافية الكاملة بشأن هذه القضية، فإن ترمب تلكأ لفترة طويلة في تنفيذ وعده، واصفاً القضية بأنها «خديعة» دبرتها المعارضة الديمقراطية، وحضّ الأميركيين على طي صفحتها.

لكنه لم يستطع منع أنصاره من المطالبة بكشف الوثائق المتعلقة بها، ولا منع الكونغرس من إصدار قانون يلزم وزارة العدل بنشر جميع الوثائق غير المصنفة بشأن إبستين وماكسويل وجميع الأشخاص المتورطين في القضية.

وقال مايك كوستاريل (58 عاماً)، وهو من مؤيدي ترمب، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «لقد طال الأمر كثيراً. من المهم محاسبة أي شخص يستغل الأطفال جنسياً. ولا يهمني انتماؤه السياسي أو مقدار ثروته».

ويأتي نشر وزارة العدل الأميركية للوثائق في الوقت الذي من المقرر أن يدلي فيه كل من بيل وهيلاري كلينتون بشهادتيهما أمام لجنة الرقابة بمجلس النواب بشأن علاقتهما بإبستين في 13 و14 يناير (كانون الثاني).


غموض وتكهنات بعد اختفاء 16ملفاً بقضية إبستين من موقع «العدل الأميركية»

جيفري إبستين وجيسلين ماكسويل على متن طائرة خاصة في صورة أفرجت عنها وزارة العدل الأميركية بواشنطن (رويترز)
جيفري إبستين وجيسلين ماكسويل على متن طائرة خاصة في صورة أفرجت عنها وزارة العدل الأميركية بواشنطن (رويترز)
TT

غموض وتكهنات بعد اختفاء 16ملفاً بقضية إبستين من موقع «العدل الأميركية»

جيفري إبستين وجيسلين ماكسويل على متن طائرة خاصة في صورة أفرجت عنها وزارة العدل الأميركية بواشنطن (رويترز)
جيفري إبستين وجيسلين ماكسويل على متن طائرة خاصة في صورة أفرجت عنها وزارة العدل الأميركية بواشنطن (رويترز)

اختفى، أمس السبت، ما لا يقل عن 16 ملفاً من الموقع الإلكتروني العام لوزارة العدل الأميركية الخاص بالوثائق المتعلقة بجيفري إبستين، من بينها صورة يظهر فيها الرئيس دونالد ترمب، وذلك بعد أقل من يوم على نشرها، من دون أي تفسير حكومي أو إخطار للرأي العام.

كانت الملفات المفقودة متاحة أول أمس الجمعة، لكنها لم تعد قابلة للوصول بحلول يوم السبت. وشملت الملفات صوراً للوحات تصور نساء عاريات، وصورة أخرى تظهر سلسلة من الصور الفوتوغرافية الموضوعة على خزانة جانبية وداخل أدراج. وفي تلك الصورة، وداخل أحد الأدراج بين صور أخرى، ظهرت صورة تجمع ترمب إلى جانب إبستين، وميلانيا ترمب، وجيسلين ماكسويل، الشريكة المقربة لفترة طويلة لإبستين.

صورة نشرتها لجنة الرقابة تُظهر دونالد ترمب (يسار) وإلى جانبه جيفري إبستين وهما يتحدثان إلى امرأة مجهولة (أ.ف.ب)

ولم تجب وزارة العدل على الأسئلة، السبت، حول سبب اختفاء الملفات، لكنها قالت في منشور على منصة «إكس» إن «الصور والمواد الأخرى ستخضع للمراجعة والتنقيح المستمرين بما يتماشى مع القانون، وذلك من قبيل الحيطة والحذر الشديدين مع تلقينا لمعلومات إضافية».

وعلى الإنترنت، أثار اختفاء الملفات من دون تفسير موجةً من التكهنات بشأن ما الذي أزيل، ولماذا لم يتم إخطار الرأي العام بذلك، ما زاد من حدة الغموض والتساؤلات المستمرة منذ فترة طويلة حول إبستين والشخصيات النافذة التي كانت تحيط به.

وأشار الديمقراطيون في لجنة الرقابة بمجلس النواب إلى الصورة المفقودة التي تظهر ترمب، في منشور على «إكس»، كاتبين: «ما الذي يتم التستر عليه أيضاً؟ نحن بحاجة إلى الشفافية من أجل الشعب الأميركي».

صورة من المجموعة الشخصية لجيفري إبستين التي قدمها الديمقراطيون في لجنة الرقابة بمجلس النواب بتاريخ 12 ديسمبر 2025... الرئيس ترمب (في الوسط) وهو يقف مع مجموعة من النساء يضعن أكاليل الزهور (أ.ف.ب)

وعمّق هذا الحادث المخاوف التي برزت بالفعل من إصدار وثائق وزارة العدل الذي طال انتظارها. فالآلاف من الصفحات التي نشرت لم تقدم سوى القليل من الرؤى الجديدة حول جرائم إبستين أو القرارات القضائية التي سمحت له بتجنب تهم اتحادية خطيرة لسنوات، بينما تم حذف بعض المواد الأكثر ترقباً، بما في ذلك مقابلات مكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي) مع الضحايا ومذكرات وزارة العدل الداخلية بشأن قرارات توجيه الاتهامات.