صفقة الغاز المصرية - الإسرائيلية... «عراقيل» جديدة «تُهدد الاتفاقية»

كوهين رفض الموافقة عليها... وحديث عن ضغوط أميركية لبدء التصدير

اكتشاف حقول غاز مصرية جديدة في الدلتا (وزارة البترول المصرية)
اكتشاف حقول غاز مصرية جديدة في الدلتا (وزارة البترول المصرية)
TT

صفقة الغاز المصرية - الإسرائيلية... «عراقيل» جديدة «تُهدد الاتفاقية»

اكتشاف حقول غاز مصرية جديدة في الدلتا (وزارة البترول المصرية)
اكتشاف حقول غاز مصرية جديدة في الدلتا (وزارة البترول المصرية)

تواجه اتفاقية تصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر «عراقيل» جديدة «تهدد تنفيذها» مع رفض وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، الموافقة عليها تمهيداً لبدء العمل بها، وسط ضغوط أميركية للتصديق عليها.

ونسبت صحف عبرية بينها «يديعوت أحرونوت» إلى مسؤولين قولهم إنّ «وزير الطاقة الأميركي، كريس رايت ألغى زيارة مقرّرة إلى إسرائيل الأسبوع المقبل، بعد رفض إسرائيل الموافقة على اتفاقية كبيرة لتصدير الغاز الطبيعي مع مصر».

وزعم مكتب وزير الطاقة الإسرائيلي في إفادة له «وجود قضايا عالقة تتعلق بالتسعير المحلي والمصالح الوطنية»، مشيراً إلى أن «إسرائيل لن تُمضي قدماً في الاتفاقية حتى يتم تأمين سعر عادل للسوق المحلية، وتلبية احتياجات إسرائيل من الطاقة بشكل كامل».

وفي أغسطس (آب) الماضي، أعلنت شركة «نيو ميد»، أحد الشركاء في «حقل ليفياثان» الإسرائيلي للغاز الطبيعي، تعديل اتفاق توريد الغاز لمصر ليمتد إلى عام 2040 بقيمة تصل إلى 35 مليار دولار. (الدولار يساوي 47.2 جنيه في البنوك المصرية).

وأشار مكتب وزير الطاقة الإسرائيلي إلى أن «إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مارست ضغوطاً كبيرة على كوهين ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، للمصادقة على الاتفاق».

واتفق خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، على أن «اتفاق الغاز مع إسرائيل أضحى (مهدداً) مع (العراقيل) التي تضعها حكومة نتنياهو، والتي تحاول توظيف الاتفاق لتحقيق مكاسب سياسية». وذكروا «في كل الحالات، فإن مصر لديها بدائل يمكن الاعتماد عليها، ولديها رغبة في تنفيذ بنود الاتفاق دون أن تتجاوب مع المناورات الإسرائيلية».

وزارة البترول المصرية تؤمن احتياجاتها من الغاز خشية توقف الإمدادات من إسرائيل (وزارة البترول المصرية)

رئيس وحدة دراسات الطاقة بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، أحمد قنديل، أشار إلى وجود «خلاف أميركي - إسرائيلي متصاعد بسبب موقف نتنياهو الساعي لتعليق (اتفاقية الغاز) مع مصر، وأن الخلاف ينبع من رفض الولايات المتحدة تسييس ملف الغاز».

وأفادت صحيفة «إسرائيل هيوم» بأن شركة «شيفرون» الأميركية العملاقة للطاقة، التي تدير حقل الغاز، تضغط أيضاً على إسرائيل للتصديق على الاتفاقية.

وأكد قنديل أن «الشركات الأميركية لديها أنشطة كثيرة أخرى في مصر وكذلك الأردن، ويُفسد تدخل نتنياهو السياسي، أهدافها التوسعية، ما يجعل هناك محاولات لإثنائه عن قراره»، مضيفاً: «في جميع الأحوال مصر مستعدة للتعامل مع كل السيناريوهات عبر تنويع الاكتشافات والاتفاق مع موردين آخرين في المنطقة؛ أبرزهم قطر والجزائر وقبرص، لتعويض توقف الإمدادات الإسرائيلية».

وصاحب الإعلان عن هذه «الصفقة» تصاعد للسجال بين مصر وإسرائيل، على وقع إعلان نتنياهو في وقت سابق «عدم تمديد اتفاق الغاز مع مصر»، ما دفع رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» في مصر، ضياء رشوان، إلى الرد حينها، محذراً من «عواقب إلغاء الاتفاق».

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقاء بنيامين نتنياهو على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2017 (رويترز)

عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أحمد فؤاد أنور، قال إن «إسرائيل توظف العلاقات الاقتصادية مع مصر لتحقيق مكاسب سياسية، لكن ذلك لن يتحقق على أرض الواقع مع مواقف مصر الثابتة التي تضع أولويات الأمن القومي المصري فوق أي مكاسب اقتصادية».

و«تخاطر إسرائيل في العلاقة مع مصر بحثاً عن تقديم تنازلات يجعلها تحقق رؤيتها الكاملة بشأن مستقبل قطاع غزة»، وفق أنور، مشيراً إلى أن «ذلك لن يخدم حكومة نتنياهو التي لا تحظى بأغلبية شعبية تساندها».

وبحسب أنور «تحاول إسرائيل التملص من تعهداتها بتصدير الغاز إلى مصر، تارة بحجة وجود تهديدات لـ(حزب الله) تستهدف آبار البترول، ومرات أخرى بحجة الصيانة؛ لكن من الصعب أن تتهرب بشكل كامل من هذه الالتزامات، خصوصاً مع تجاوز أزمات نقص الغاز وانتهاء فصل الصيف دون اللجوء لـ(تخفيف الأحمال) في مصر، ما يتيح للقاهرة مجال أوسع للتفاوض».

وفي يونيو (حزيران) الماضي، توقف إنتاج الغاز من الحقول الإسرائيلية في البحر المتوسط لأسباب أمنية مرتبطة بتصاعد التوترات الإقليمية مع بدء الضربات الإسرائيلية على إيران، ما أدى إلى انقطاع كامل في إمدادات الغاز الإسرائيلي إلى مصر، قبل أن تعود بعد نحو أسبوعين.

وزارة البترول المصرية تؤمن احتياجاتها من الغاز خشية توقف الإمدادات من إسرائيل (وزارة البترول المصرية)

و«تستثمر القاهرة 5.7 مليار دولار لحفر 480 بئراً جديدة في الصحراء الغربية وخليج السويس والمتوسط ودلتا النيل، بهدف تحقيق استقرار طاقي طويل الأمد وتعزيز دورها الإقليمي واستقلالها الاقتصادي، ومع الحاجة الأوروبية الملحة للغاز بعد الأزمة مع روسيا»، وفق بيان رسمي لوزارة البترول المصرية.

أستاذ التعدين والبترول بجامعة القاهرة، حسام عرفات، أكد أن «الاتفاق المطور لتصدير الغاز الإسرائيلي يبقى مهدداً، فهو ما زال بالأحرف الأولى ولم يدخل حيز التنفيذ، ما يجعله ملزماً للطرفين، وهو ما يستغله رئيس الوزراء الإسرائيلي للتهرب منه والضغط سياسياً على مصر بشأن مستقبل قطاع غزة؛ لكن في النهاية ستكون إسرائيل، هي الخاسرة، نظراً لأن سبل تصدير الغاز تبقى محدودة مع وجود فائض من الاستهلاك المحلي».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»، أن «العوامل السياسية وليس الاقتصادية، هي ما تدفع إسرائيل للتلكؤ في تصدير الغاز لمصر، لأن إسرائيل مستفيدة بشكل كبير من التصدير نتيجة البنية التحتية المصرية المتطورة التي تسهم في تصدير الغاز الإسرائيلي لأوروبا».

«وتنظر إسرائيل إلى أن مصر تورد الغاز من محطات الإسالة إلى أوروبا مقابل 14 دولاراً لكل وحدة حرارية، في حين تشتريه منها بسعر 8 دولارات، لكنها تغفل ميزانيات إنشاء محطات الإسالة وتشغيلها، وهذه ورقة رابحة تلعب بها مصر، فيما ترى الحكومة الإسرائيلية أنها «يمكنها المساومة لرفع السعر أو الحصول على مكاسب سياسية»، وفقاً لعرفات.

ومن وجهة نظر قنديل، فإن «التهديد الحالي للاتفاق يدفع القاهرة لتصويب رؤيتها بشأن التعاون الاقتصادي مع إسرائيل، لأن حكومة نتنياهو باعت الاتفاق دون النظر لكونها أمام التزام قانوني مع الدولة المصرية».


مقالات ذات صلة

محادثات «مصرية - فرنسية» تتناول تطورات الأوضاع في «الضفة» والسودان

شمال افريقيا السيسي وماكرون خلال لقاء جرحى فلسطينيين في أبريل الماضي (الرئاسة المصرية)

محادثات «مصرية - فرنسية» تتناول تطورات الأوضاع في «الضفة» والسودان

تلقّى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء الجمعة، اتصالاً هاتفياً من الرئيس إيمانويل ماكرون؛ حيث بحثا تطورات الأوضاع الإقليمية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من حقل «ظهر» للغاز في شرق المتوسط (الرئاسة المصرية)

هل اقتربت صفقة الغاز المصرية - الإسرائيلية من التوقيع؟

تغيرت مؤشرات «صفقة الغاز» بين مصر وإسرائيل من التجميد والإلغاء إلى احتمالات متسارعة نحو اتجاه الحكومة الإسرائيلية لاعتمادها بشكل نهائي خلال الأيام المقبلة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا تطمينات حكومية لا تُهدئ من مخاوف انتشار الفيروسات التنفسية في مصر (وزارة الصحة المصرية)

التطمينات الحكومية بشأن «الفيروسات التنفسية» لا تهدّئ مخاوف المصريين

طالب مستشار الرئيس المصري، المواطنين كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة، بالحصول على تطعيم الإنفلونزا الموسمي.

أحمد جمال (القاهرة )
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون يستقبل السفير المصري علاء موسى (الرئاسة اللبنانية)

مصر تستكمل مساعيها بزيارة رئيس وزرائها بيروت الأسبوع المقبل

تعمل مصر على محاولة تخفيف حدة التوتر، وتجنيب لبنان أي تطور عسكري إسرائيلي، ضمن مبادرة متواصلة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شمال افريقيا وزير التربية والتعليم المصري خلال زيارته لإحدى المدارس (وزارة التربية والتعليم - أرشيفية)

مطالبة متصاعدة في مصر بتشديد «الانضباط المدرسي»

أكد خبراء تربويون وأولياء أمور على «ضرورة تشديد الرقابة داخل المدارس بما يحد من وقائع العنف»، وشددوا على أهمية إدخال تعديلات على قانون التعليم.

أحمد جمال (اللقاهرة )

تقارير: هرتسوغ لن يتخذ قراراً بشأن العفو عن نتنياهو قبل لقائه مع ترمب

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
TT

تقارير: هرتسوغ لن يتخذ قراراً بشأن العفو عن نتنياهو قبل لقائه مع ترمب

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

أفادت هيئة البث الإسرائيلية، دون الاستناد إلى أي مصادر، بأنه من المستبعد أن يصدر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ قراراً بشأن منح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عفواً قبل سفر الأخير إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس دونالد ترمب.

وأضافت، وفقاً لموقع «تايمز أوف إسرائيل»، أن هذا يعني أن قضية العفو قد تُطرح في اجتماع ترمب مع نتنياهو.

ويواجه نتنياهو اتهامات في ثلاث قضايا فساد، تتعلق إحداها بمحادثات سرية بين نتنياهو ورئيس تحرير صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أرنون موزيس، حول «تحسين التغطية الإعلامية مقابل إضعاف الصحف المنافِسة».

وقدّم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلباً إلى رئيس الدولة إسحاق هرتسوغ، الأحد، للعفو عنه في محاكمة مستمرة منذ سنوات بتُهم فساد، وعَدَّ أن الإجراءات الجنائية تعوق قدرته على إدارة شؤون إسرائيل، وأن العفو يخدم المصلحة العامة للدولة.

وينفي نتنياهو، صاحب أطول مدة في منصب رئيس الوزراء بإسرائيل منذ قيام الدولة، منذ فترة طويلة تُهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.

وقال محاموه، في رسالة إلى مكتب الرئيس، إن نتنياهو لا يزال يعتقد أن الإجراءات القانونية ستنتهي بتبرئته تماماً، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.


تركيا تتمسك بمنظومة «إس 400» الروسية

تركيا أعلنت أنه لا تغيير على وضع منظومة «إس - 400» الروسية في ظل مفاوضاتها مع أميركا (موقع الصناعات الدفاعية التركية)
تركيا أعلنت أنه لا تغيير على وضع منظومة «إس - 400» الروسية في ظل مفاوضاتها مع أميركا (موقع الصناعات الدفاعية التركية)
TT

تركيا تتمسك بمنظومة «إس 400» الروسية

تركيا أعلنت أنه لا تغيير على وضع منظومة «إس - 400» الروسية في ظل مفاوضاتها مع أميركا (موقع الصناعات الدفاعية التركية)
تركيا أعلنت أنه لا تغيير على وضع منظومة «إس - 400» الروسية في ظل مفاوضاتها مع أميركا (موقع الصناعات الدفاعية التركية)

أكدت تركيا تمسكها باقتناء منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس - 400»، بالتزامن مع استمرار مفاوضاتها مع الولايات المتحدة بشأن العودة إلى برنامج إنتاج وتطوير مقاتلات «إف - 35».

من ناحية أخرى، أعلنت محكمة تركية عن بدء محاكمة رئيس بلدية إسطنبول المحتجز، أكرم إمام أوغلو، وآخرين، في قضية «الفساد في بلدية إسطنبول» في 9 مارس (آذار) المقبل، متوقعة أن تستمر المحاكمة لمدة 12.5 سنة.

وقال مستشار العلاقات العامة والإعلام بوزارة الدفاع التركية، زكي أكتورك، خلال إفادة، الجمعة، إن تركيا والولايات المتحدة تبحثان العقوبات الأميركية التي فرضت في إطار قانون «مكافحة أعداء أميركا بالعقوبات» (كاتسا)، والعقبات التي تحول دون انضمام عودتها إلى برنامج مقاتلات «إف - 35» الشبحية المتطورة، مؤكداً في الوقت ذاته أنه «لم يطرأ تغيير فيما يتعلق بمنظومة (إس – 400) التي حصلت عليها من روسيا صيف عام 2019».

تمسك بـ«إس - 400»

وذكر السفير الأميركي في أنقرة توم براك، الأربعاء، أن المحادثات حول عودة تركيا إلى برنامج تطوير مقاتلات «إف - 35» لا تزال جارية، مؤكداً، في الوقت ذاته، أن القوانين الأميركية تمنع تركيا من تشغيل منظومة «إس - 400» أو امتلاكها إذا كانت ترغب في العودة إلى البرنامج.

السفير الأميركي في أنقرة توم براك (أ.ف.ب)

وسبق أن لفت براك إلى أن هناك شرطين يتعلقان بمنظومة «إس - 400» في تركيا، هما «التشغيل، وقد تم حلها (من خلال عدم تشغيل تركيا لها)، والثاني الملكية، وهو الأصعب قليلاً».

كما حدد سقفاً زمنياً لحلّ الملفات العالقة بين واشنطن وأنقرة يتراوح بين 4 و6 أشهر، لافتاً إلى العلاقات الجدية بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب، والتركي رجب طيب إردوغان.

وتعليقاً على تصريحات برّاك، قال أكتورك: «لم تطرأ أي مستجدات فيما يتعلق بمنظومة الدفاع الجوي (إس – 400) التي تم طرحها على جدول الأعمال في الأيام القليلة الماضية؛ إذ يجري بحث ملف برنامج (إف – 35) بروح التحالف، ومن خلال الحوار والتشاور البنّاء الذي من شأنه أن يسهم إيجابياً في العلاقات الثنائية».

عقوبات وبدائل

وأخرجت الولايات المتحدة تركيا من برنامج مقاتلات «إف - 35»، التي تنتجها شركة «لوكهيد مارتن» عقب حصولها على منظومة «إس - 400». وفرض ترمب عقوبات على قطاع الصناعات الدفاعية لديها بموجب قانون «كاتسا» في عام 2020، فيما اعتبرته تركيا قراراً غير عادل، لا سيما أنها دفعت نحو 1.4 مليار دولار لشراء مقاتلات «إف - 35».

إردوغان بحث مع ترمب قضية «إف - 35» خلال لقائهما بالبيت الأبيض يوم 25 سبتمبر الماضي (الرئاسة التركية)

وتمسكت واشنطن بأن منظومة «إس - 400» تشكل تهديداً لطائراتها المقاتلة «إف - 35» وأنظمة الدفاع الأوسع نطاقاً لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، فيما رفضت تركيا ذلك، مؤكدة أنه يمكن دمج المنظومة الروسية في أنظمة الناتو.

وبسبب الاعتراضات الأميركية، لم تتمكن تركيا من تشغيل المنظومة الروسية. وفي أبريل (نيسان) الماضي، كشفت تقارير عن أن تركيا تناقش مقترحاً لنقلها إلى سوريا.

المقاتلة الأميركية «إف - 35» (موقع شركة لوكهيد مارتن)

وحسب ما أعلن خلال توقيع صفقة «إس - 400» عام 2017، التي كلفت تركيا 2.5 مليار دولار، لا يحق بيع المنظومة إلى دولة ثالثة.

وتعارض اليونان، الجارة لتركيا وحليفها في الناتو، إلى جانب إسرائيل، حصول تركيا على مقاتلات «إف - 35». وبسبب الموقف الأميركي اتجهت تركيا للبحث عن بدائل مثل طائرات «يوروفايتر تايفون» الأوروبية أو إنتاج بدائل محلية.

إردوغان وستارمر خلال توقيع اتفاقية لحصول تركيا على مقاتلات «يوروفايتر تايفون» في أنقرة يوم 28 أكتوبر الماضي (الرئاسة التركية)

ووقّع إردوغان ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، في أنقرة في 28 أكتوبر (تشرين الأول)، اتفاقية لشراء تركيا 40 طائرة «يوروفايتر تايفون»، تحصل تركيا، على الفور، على 12 طائرة منها، مستعملة من مشترين سابقين هما قطر وسلطنة عُمان لتلبية احتياجاتها الفورية، على أن تحصل على 28 طائرة جديدة في السنوات المقبلة.

وذكر أكتورك: «سيتم جلب الطائرات التي سيتم شراؤها من قطر إلى بلادنا بعد توقيع العقد، بينما سيتم جلب الطائرات من سلطنة عمان بعد الانتهاء من أعمال التحديث المخطط لها».

تحديد تاريخ محاكمة إمام أوغلو

على صعيد آخر، أعلنت المحكمة الجنائية العليا في إسطنبول، الجمعة، أن دائرتها الـ40 ستبدأ نظر قضية الفساد في بلدية إسطنبول، المتهم فيها رئيس البلدية المعارض المحتجز، أكرم إمام أوغلو، في 9 مارس المقبل.

أنصار إمام أوغلو يرفعون صوره مطالبين بإطلاق سراحه خارج مجمع محاكم تشاغلايان في إسطنبول يوم 26 أكتوبر (رويترز)

وستعقد جلسات المحاكمة، المتهم فيها إلى جانب إمام أوغلو، الذي وصف في لائحة الادعاء بـ«رئيس منظمة إمام أوغلو الإجرامية»، والذي يواجه مطالبة بالسجن لمدة 2453 سنة، 105 متهمين رهن الاحتجاز، في قاعة بمؤسسة مرمرة العقابية، التي تضم سجن سيليفري المحتجز به إمام أوغلو منذ 23 مارس الماضي.

وقالت المحكمة، في بيان، إنه من المتوقع أن تنتهي المحاكمة في «غضون 4600 يوم (12.5 سنة) كحد أقصى»، وإن مساهمة ودعم الأطراف ومحاميهم أمر بالغ الأهمية لتحقيق هذا الهدف.


موسكو وطهران «تعملان بشكل وثيق» على البرنامج النووي

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والإيراني مسعود بزشكيان على هامش قمة السلام في عشق آباد بتركمانستان الجمعة (تسنيم)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والإيراني مسعود بزشكيان على هامش قمة السلام في عشق آباد بتركمانستان الجمعة (تسنيم)
TT

موسكو وطهران «تعملان بشكل وثيق» على البرنامج النووي

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والإيراني مسعود بزشكيان على هامش قمة السلام في عشق آباد بتركمانستان الجمعة (تسنيم)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والإيراني مسعود بزشكيان على هامش قمة السلام في عشق آباد بتركمانستان الجمعة (تسنيم)

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، إن العلاقات بين موسكو وطهران «تتطور بشكل إيجابي للغاية»، مؤكداً أن البلدين يعملان بتنسيق وثيق في الأمم المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، وذلك خلال لقائه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على هامش قمة السلام والثقة الدولية في عشق آباد.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن بوتين قوله إن موسكو تتعاون مع إيران في محطة بوشهر للطاقة النووية ومشاريع البنية التحتية، بما في ذلك ممر الشمال - الجنوب، مضيفاً أن الجانبين يبحثان سبل التعاون في قطاعي الغاز والكهرباء.

وأكد بزشكيان، حسب تقارير إعلامية إيرانية وروسية، التزام طهران بتنفيذ بنود اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع موسكو، قائلاً إن إيران «مصممة على تفعيل الاتفاق الموقع بين الجانبين»، وإنها تتوقع من روسيا تسريع خطوات تنفيذ التفاهمات المشتركة، خصوصاً في مجالات الطاقة والنقل والممرات الاستراتيجية.

وأضاف الرئيس الإيراني أن بلاده ستوفر الأرضية الكاملة لتنفيذ مشروع ممر الشمال - الجنوب من جانبها بنهاية العام، مشيراً إلى أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين يشهد نمواً متزايداً. وقال إن على البلدين تعزيز الشراكات المتعددة ضمن أطر مثل منظمة شنغهاي وبريكس لمواجهة «الأحادية».

وتسعى وروسيا لتعزيز التعاون الاقتصادي من خلال مشاريع مثل الممر الدولي للنقل شمال، وهو طريق متعدد الوسائط يربط شمال آسيا بجنوبها عبر شبكة من البحر والسكك الحديدية والطرق، يهدف إلى تسريع حركة البضائع بين روسيا والهند عبر إيران ودول أخرى وتخفيض تكاليف النقل مقارنة بالطرق التقليدية.

وينظر إلى المشروع كجزء من جهود موسكو لتنمية الروابط التجارية مع آسيا الوسطى وأوروبا وتقليل الاعتماد على المسارات البحرية الأطول.

أرشيفية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يسار) يصافح نظيره الإيراني مسعود بزشكيان في موسكو (رويترز)

تبادل تجاري

من جانبه، قال بوتين إن التبادل التجاري بين روسيا وإيران ارتفع 13 في المائة العام الماضي و8 في المائة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، مؤكداً استمرار التعاون في مجالات الطاقة والبنية التحتية.

وشدد على أن التنسيق بين موسكو وطهران في القضايا الدولية «وثيق ومتواصل».

وفي لقاءات أخرى عقدها بزشكيان على هامش القمة، اتفق الرئيس الإيراني ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف على ضرورة تسريع تنفيذ الاتفاقات الثنائية وتعزيز التعاون في مجالات النقل والعبور والطاقة وتطوير البنية التحتية الحدودية، حسب وكالة «مهر» الإيرانية.

كما دعا بزشكيان، خلال اجتماعه مع رئيس تركمانستان سردار بردي محمدوف، إلى تنفيذ الاتفاقات السابقة بين البلدين في مجالات الغاز والنقل والتعاون التجاري، قائلاً إن الثقة المتبادلة «ستضمن السلام والاستقرار بين الدول». وقال بردي محمدوف إن العلاقات بين عشق آباد وطهران تشهد توسعاً ملحوظاً، وإن بلاده مهتمة بتطوير التعاون وتبادل الخبرات مع إيران.

وكان بزشكيان قد وصل إلى عشق آباد، الخميس، للمشاركة في قمة السلام والثقة الدولية وإجراء محادثات ثنائية مع عدد من القادة المشاركين.