«الحياة المضيئة»... فيلم برتغالي مستوحى من رسالة فتاة فلسطينية

مخرجه قال لـ«الشرق الأوسط» إنه اعتمد على «الكوميديا السوداء»

استعرض الفيلم مدينة لشبونة والتغيرات التي طرأت عليها (الشركة المنتجة)
استعرض الفيلم مدينة لشبونة والتغيرات التي طرأت عليها (الشركة المنتجة)
TT

«الحياة المضيئة»... فيلم برتغالي مستوحى من رسالة فتاة فلسطينية

استعرض الفيلم مدينة لشبونة والتغيرات التي طرأت عليها (الشركة المنتجة)
استعرض الفيلم مدينة لشبونة والتغيرات التي طرأت عليها (الشركة المنتجة)

في ربيع لشبونة البرتغالية، حيث ينساب الضوء على جدران المدينة القديمة وتغمرها نسمات البحر الدافئة، تنطلق أحداث الفيلم البرتغالي «الحياة المضيئة». يتتبّع العمل مسار حياة «نيكولا»، الشاب البالغ من العمر 24 عاماً، ويعيش مرحلة من التعلّق بين الماضي والمستقبل.

الشاب الذي انفصل عن حبيبته قبل عام، ترك دراسته بلا هدف واضح، ويقضي أيامه متنقلاً بين وظائف مؤقتة لا تمنحه سوى الشعور باللاجدوى. يحلم بالموسيقى، لكنه بالكاد يعزف في فرقة لم تجد طريقها إلى أي جمهور. كل ما حوله يبدو في حركة مستمرة، فيما هو عالق في نقطة ساكنة، يراقب مرور الحياة كما لو أنها تخص آخرين.

في يوم عيد ميلاده، يجد نفسه محاطاً بأصدقاء يحاولون إخراجه من عزلته، فيلتقي فتاة فرنسية تُدعى «كلوي» جاءت إلى لشبونة لكتابة أطروحة عن «هندسة الموت». اللقاء الذي يبدو عابراً في البداية يوقظ داخله شيئاً من الفضول تجاه الحياة من جديد. ومع مرور الأيام، يبدأ «نيكولا» إعادة اكتشاف نفسه من خلال الأشخاص الذين يدخلون حياته بالصدفة: زملاء العمل، والجيران في السكن المشترك، والموسيقيون الذين يشاركونه البروفات الليلية.

طرح الفيلم قضايا شبابية عدة (الشركة المنتجة)

كل شخصية تضيف لوناً جديداً إلى عالمه الرمادي، حتى وإن كانت تظهر وتختفي بلا مقدمات. يتولّى في أحد المشاهد عملاً مؤقتاً يُعِد فيه الدراجات العابرة في شوارع لشبونة. وظيفة تبدو هامشية، لكنها تمنحه للمرة الأولى فرصة لمراقبة حركة المدينة من حوله، وفي لحظة سريعة يلمح فتاة تشبه حبيبته السابقة، ومعها يبدأ وعيه بالزمن يتبدّل، كأن الماضي يمد يده للحاضر فيدعوه إلى التقدم ولو بخطوة صغيرة.

تتطور الحكاية ببطء نحو انفتاح «نيكولا» على الآخرين، خصوصاً بعد اقترابه من الفتاة الفرنسية «كلوي»، التي تحمل حضوراً نقيضاً له بشكل كامل منفتحة، خفيفة، تعرف ما تريد، العلاقة بينهما لا تُقدَّم كقصة حبّ تقليدية، بل مرآة تعكس التفاوت بين شخص يبحث عن معنى للحياة وآخر يعيشها كما تأتي.

يقول المخرج البرتغالي جواو روزاس، لـ«الشرق الأوسط»، إن ما أراده في فيلمه الذي عُرض في النسخة الثامنة من «مهرجان الجونة السينمائي» في مصر؛ تصوير لحظة التكوين الشخصي في العشرينات، عندما يبدأ المرء الخروج من بيت العائلة، ومواجهة العمل، وتكوين صداقات جديدة، والتصالح مع التناقض بين ما يريده الآخرون له وما يحلم به لنفسه.

وأشار إلى أن علاقته بمدينة لشبونة كانت نقطة الانطلاق الأولى في بناء الفيلم. فقد بدأ التحضير عبر جولات طويلة في شوارعها، في تحضيرات وصفها بأنها أشبه بعملية «رسم خريطة وجدانية» للمكان.

الملصق الترويجي للفيلم (الشركة المنتجة)

وأضاف أن تلك المسارات قادته إلى تفاصيل صغيرة، وإلى أماكن ترتبط بذكرياته القديمة وحياته اليومية. ومن خلال تلك الجولات، كان يشعر وكأنّ المدينة نفسها تهمس له بالأفكار وتدعوه إلى كتابة مشاهدها، مؤكداً أنه أراد أن يصوّر لشبونة الحقيقية، بعيداً عن الواجهة السياحية التي يراها الآن «مصطنعة ومصنوعة من البلاستيك»، حسب وصفه.

وقال المخرج إن الإيقاع البطيء للفيلم كان مقصوداً منذ البداية؛ إذ أراد أن يعكس الحالة الداخلية لنيكولا، وأن يجعل المشاهد يعيش الزمن كما يعيشه البطل: متثاقلاً، ومتكرراً، ومليئاً بالتفاصيل الصغيرة التي تشكّل جوهر الحياة اليومية. وأشار إلى أنه استلهم عنوان الفيلم من رسالة كتبتها شابة فلسطينية من غزة في الأيام الأولى من الحرب، قالت فيها إن من يعيشون في الخارج لا يستطيعون إنقاذهم، لكن يمكنهم أن يعيشوا حياتهم بصدق، وأن يحبّوا ويضحكوا ويُمضوا وقتاً جميلاً مع أصدقائهم.

وأكد أن هذه الرسالة بلورت فكرة الفيلم، القائمة على أن دور الإنسان في الحياة يتجسّد من خلال علاقاته الإنسانية، ومن خلال محاولة العثور على ما يجعلنا نستمر رغم العتمة.

وأضاف أن «مزيج الكآبة والكوميديا الذي يلوّن الفيلم، فيما يُعرف بـ(الكوميديا السوداء)، جاء من التجارب المشتركة مع الممثلين في أثناء البروفات، ومن ملاحظاته للحياة اليومية؛ فالكوميديا جزء لا ينفصل عن الوجود الإنساني، تظهر في الحركات الصغيرة، وفي طريقة حديث الناس، وفي العثرات البسيطة التي تكسر الجدية».

استوحى المخرج اسم الفيلم من رسالة فتاة فلسطينية (الشركة المنتجة)

ويرى المخرج البرتغالي أن «السرد المفتوح الذي يبتعد عن ذروة الصراع يعكس نظرتي إلى الحياة، فهي تظل مفتوحة حتى يأتي الموت ليغلق الستار. ولذلك كان أقرب إلى السرد التأملي الذي يراكم المشاعر والأحداث الصغيرة، بدلاً من الحكايات التي تنفجر في منتصفها بصراع حاد؛ فالتغيّرات الكبرى تأتي من تراكم الأيام، لا من لحظة درامية واحدة»، على حد تعبيره.

وأضاف أن الحب في الفيلم ليس قصة واحدة، بل تجربة غير مكتملة، أشبه بـ«حب قبل النضج» أو «حب بعد الحب»، بمعنى أنه يعكس تلك العلاقات الأولى التي تترك فينا أثراً، لكنها لا تكتمل، مؤكداً أنه «من الطبيعي أن يعيش الإنسان أكثر من حبٍّ واحد في حياته؛ لأن العاطفة نفسها تتطور كما يتطور وعي الإنسان».

ولفت إلى أن «التفاصيل اليومية، مثل المقاهي والدراجات والشوارع، تحمل عنده القيمة السينمائية نفسها التي تحملها المشاهد الكبيرة؛ لأن الكاميرا عندما تلتقط البساطة تلتقط جوهر الإنسان. لذلك صوّرتها كثيراً، وجعلتها تملأ الفضاء البصري كأنها شرايين الحياة التي تسري في المدينة».

وأكد أن ترك بعض المشاهد «غير مكتملة» كان قراراً مقصوداً؛ لأنه «لا يريد أن يفرض معنى على المشاهد»، بل يتيح له أن يملأ الفراغ بتجربته الخاصة؛ فالفيلم، كما يرى، مجموعة من الطبقات: منها ما يظهر، ومنها ما يُكتشف بالمشاهدة والتأمل.


مقالات ذات صلة

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

يوميات الشرق النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

أصدر النجم ليوناردو دي كابريو تحذيراً للممثلين الشباب، موضحاً سبب رفضه عروضاً ضخمة في بداية مسيرته الفنية الحافلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق ‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

مثل عادة المهرجانات، اتّجهت الأنظار نحو السجادة الحمراء، فامتلأت «الريد كاربت» الواقعة في منطقة البلد التاريخية بطيف نادر من نجوم السينما العالمية...

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)

ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

كشفت شرطة نيوزيلندا، التي أمضت 6 أيام في مراقبة كل حركة أمعاء لرجل متهم بابتلاع قلادة مستوحاة من أحد أفلام جيمس بوند من متجر مجوهرات أنها استعادتها

«الشرق الأوسط» (ولينغتون)
يوميات الشرق جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تتوسط أعضاء لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام (إدارة المهرجان)

بشعار «في حب السينما»... انطلاق عالمي لمهرجان البحر الأحمر

تحت شعار «في حب السينما»، انطلقت فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة، وسط حضور كبير لنجوم وصنّاع السينما، يتقدمهم الأمير

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تتوسط أعضاء لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام (إدارة المهرجان) play-circle 01:19

بشعار «في حب السينما»... انطلاق عالمي لمهرجان البحر الأحمر

تحت شعار «في حب السينما»، انطلقت فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة.

إيمان الخطاف (جدة)

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
TT

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)

أصدر النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو تحذيراً للممثلين الشباب، موضحاً سبب رفضه عروضاً ضخمة في بداية مسيرته الفنية الحافلة.

وأكد دي كابريو، البالغ من العمر 51 عاماً، أن الإفراط في الظهور قد يضر بالممثل الطموح الذي يتطلع إلى النجاح في هوليوود، وفقاً لشبكة «فوكس نيوز».

وقال نجم فيلم «تايتانيك»: «أكثر ما يمكنني قوله هو إنه إذا كنت تحب هذه المهنة، إذا كنت تحب التمثيل، فعليك أن تدرك أنها أشبه بماراثون، وليست سباقاً قصيراً».

وأضاف: «هذا لا يعني أن هذه كلها خيارات مصيرية. لا تجرّبوا شيئاً تجارياً. لا تفعلوا هذا مبكراً جداً.. يتعلق الأمر بفكرة النظر إلى مسيرتكم المهنية بعد 20، 30، 40، 50 عاماً من الآن، ووضع هذه العناصر معاً لضمان استمراريتها».

وتابع: «ربما يكون الإفراط في التعرض مضراً... أعتقد، إن لم يكن هناك أي شيء، أنني كنتُ أملك حدساً مبكراً بشأن الإفراط في التعرض. صحيحٌ أن ذلك كان زمناً مختلفاً. كان زمناً شاهدتُ فيه ممثلين اختفوا عن الأنظار، ولم نكن نعرف الكثير عنهم. أما الآن، فقد اختلف الأمر كثيراً مع وسائل التواصل الاجتماعي. لكنني لم أتمكن من معرفة الكثير عنهم إلا ما رأيته على الشاشة».

أشار دي كابريو إلى أن الزمن تغير بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، لكن مشاهدة ممثلين آخرين يبنون ببطء أعمالاً قوية أثّرت على قراراته المهنية.

وشرح: «رأيتهم يبنون أعمالاً رائعة مع مرور الوقت. لم أُغمر بفيضٍ هائل من أفلامهم في عام أو عامين. هذا لا يعني أنه لا يجب عليك قبول العمل عندما يُعرض عليك، ولكن الفكرة هي توزيعه، أو ربما مجرد اختيار الأفلام التي تضم شخصيات ثانوية رائعة ومثيرة للاهتمام وتترك بصمتك في هذا المجال».

اشتهر دي كابريو برفضه دوراً في فيلم «هوكس بوكس»، وهو أعلى أجر كان سيحصل عليه آنذاك. وبدلاً من ذلك، قبل دور «ما الذي يزعج جيلبرت جريب»، الذي نال عنه أول ترشيح لجائزة الأوسكار. وصرح الممثل أن نقطة التحول في مسيرته كانت فيلم «تايتانيك»، الذي مكّنه من اختيار أفلامه بنفسه.

وأوضح: «كنت محظوظاً جداً في البداية. وكما ذكرتُ مع فيلم (تايتانيك)، كانت تلك نقطة التحول الحقيقية، عندما أتيحت لي فرصة اختيار أفلامي بنفسي. ولكن حتى ذلك الحين، كنتُ أشارك في العديد من الأفلام المستقلة. كنتُ أختار الشخصية التي أجدها الأكثر إثارة للاهتمام، والتي أستمتع بها».


«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
TT

«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

في لحظة يصعب نسيانها، ظهر النجم الأميركي فين ديزل، وهو يدفع الأسطورة البريطانية مايكل كين على كرسيه المتحرّك فوق خشبة مسرح حفل افتتاح مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، مساء الخميس، في مشهد بدا كأنه يُلخّص روح دورة خامسة تجمع بين شغف السينما وامتنانها لرموزها، وبين حضور دولي يُرسّخ جدة منصةً تلتقي فيها قصص نجوم «هوليوود» و«بوليوود» والعالم العربي.

وقف ديزل على المسرح لتقديم الجائزة التكريمية، قائلاً: «هذه الليلة مميّزة بالنسبة إليّ، لأنني أقدّم جائزة لشخص تعرفونه جميعاً بأنه من أفضل الممثلين الذين عاشوا على الإطلاق... مايكل كين يملك من الكاريزما ما يفوق ما لدى معظم نجوم هوليوود». أمّا كين، الذي بلغ التسعين من عمره، فصعد إلى المسرح بدعم 3 من أحفاده، وقال مازحاً: «أتيتُ لأتسلم جائزة، ولا يفاجئني ذلك... فقد فزت بأوسكارين».

مايكل كين متأثّراً خلال كلمته على المسرح (إدارة المهرجان)

كان ذلك المشهد الشرارة التي أعطت مساء الافتتاح طابعاً مختلفاً؛ إذ لم تكن الدورة الخامسة مجرّد احتفاء بفنّ السينما، وإنما إعلان عن نقلة نوعية في موقع السعودية داخل الخريطة العالمية، حيث تتقاطع الأضواء مع الطموح السينمائي، ويتحوَّل الافتتاح من استقطاب للنجوم وعروض الأفلام، إلى قراءة لصناعة تتشكَّل أمام العالم.

وانضم إلى مايكل كين في قائمة النجوم المكرّمين لهذا العام: سيغورني ويفر، وجولييت بينوش، ورشيد بوشارب، وستانلي تونغ، فيما استمرَّت أسماء عالمية في التوافد إلى جدة في اليومين الماضيين، من بينهم جيسيكا ألبا، وأدريان برودي، والمخرجة كوثر بن هنية.

وينسجم ذلك مع كلمة وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، خلال الحفل، بأنّ المهرجان أصبح منصةً تعكس التحوّل الكبير الذي يشهده القطاع الثقافي في المملكة، ويُظهر دور الشباب في تشكيل مشهد سينمائي ينسجم مع طموحات «رؤية 2030»، مشيراً إلى أنّ الثقافة تُعد إحدى أقوى أدوات التأثير عالمياً.

حشد سينمائي عالمي كبير في الحفل (إدارة المهرجان)

السعودية... بدايات هوليوود

ومثل عادة المهرجانات، اتّجهت الأنظار نحو السجادة الحمراء، فامتلأت «الريد كاربت» الواقعة في منطقة البلد التاريخية بطيف نادر من نجوم السينما العالمية؛ من داكوتا جونسون، وآنا دي أرماس، ورئيس لجنة التحكيم شون بيكر وأعضاء اللجنة رض أحمد، وناعومي هاريس، ونادين لبكي، وأولغا كوريلنكو، إضافة إلى كوين لطيفة، ونينا دوبريف؛ اللتين شاركتا في جلسات حوارية مُعمَّقة قبل الافتتاح.

وخلال الحفل، أكد رئيس لجنة التحكيم شون بيكر، أنه متحمّس جداً للحضور في السعودية، التي شبَّهها بـ«هوليوود في أيامها الأولى»، مضيفاً: «بينما نُقاتل للحفاظ على دور العرض في الولايات المتحدة، افتُتِحت هنا مئات الصالات خلال 5 سنوات، لتصبح السعودية أسرع أسواق شباك التذاكر نمواً في العالم. ما يحدث هنا مُلهم ودافئ للقلب».

رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد (إدارة المهرجان)

من جهتها، تحدَّثت رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي»، جمانا الراشد، عن أثر المؤسّسة خلال السنوات الخمس الماضية، قائلة: «لقد بنينا بهدوء ما كان كثيرون يرونه مستحيلاً: منظومة تمنح صنّاع الأفلام من آسيا وأفريقيا والعالم العربي القدرة على القيادة». وأشارت إلى أنّ 7 أفلام دعمها «صندوق البحر الأحمر» اختارتها بلدانها لتمثيلها في «الأوسكار»، وهو دليل على أثر الصندوق الذي دعم أكثر من 130 مشروعاً خلال 5 سنوات فقط. وأوضحت أنّ الدورة الخامسة تضم هذا العام 111 فيلماً من أكثر من 70 دولة، وتسلّط الضوء على 38 مُخرجة، مؤكدة أنّ حضور المرأة في هذه الدورة يُسهم في إعادة تعريف حدود السرد السينمائي، ويشكّل جزءاً أساسياً من روح المهرجان.

 

«العملاق»... فيلم الافتتاح

وفي نهاية الحفل، بدأ عرض فيلم الافتتاح «العملاق» للمخرج البريطاني - الهندي روان أثالي، وهو عمل يستعيد سيرة الملاكم البريطاني - اليمني الأصل نسيم حمد «برنس ناز»، والفيلم من إنتاج سيلفستر ستالون، ويقدّم فيه الممثل المصري - البريطاني أمير المصري أهم أدواره حتى الآن، بينما يلعب بيرس بروسنان دور المدرّب الذي شكّل مسيرة ناز.

ورغم أنّ السِّير الرياضية مألوفة في السينما العالمية، فإنّ اختيار هذا الفيلم تحديداً يحمل دلالة ضمنية؛ فهو عن شاب صنع مساراً لم يكن موجوداً، وعَبَر حدود التصوّرات الطبقية والثقافية ليصنع له مكاناً يُشبهه. بما يُشبه إلى حد كبير قصة الصناعة السينمائية المحلّية التي تُحاول إعادة تعريف صورتها أمام العالم، وتبني حضورها من نقطة البدايات، بمزيج من الحلم والهوية والإصرار، لتصل اليوم إلى مرحلة النضج في دورة تحتفي بشعار «في حبّ السينما»، وتحمل معها 10 أيام من عروض وتجارب تُعيد إلى الفنّ السابع قدرته الأولى على الدهشة.


ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
TT

ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)

كشفت شرطة نيوزيلندا، التي أمضت 6 أيام في مراقبة كل حركة أمعاء لرجل متهم بابتلاع قلادة مستوحاة من أحد أفلام جيمس بوند من متجر مجوهرات، اليوم (الجمعة)، أنها استعادت القلادة المزعومة.

وقال متحدث باسم الشرطة إن القلادة البالغة قيمتها 33 ألف دولار نيوزيلندي ( 19 ألف دولار أميركي)، تم استردادها من الجهاز الهضمي للرجل مساء الخميس، بطرق طبيعية، ولم تكن هناك حاجة لتدخل طبي.

يشار إلى أن الرجل، البالغ من العمر 32 عاماً، والذي لم يكشف عن هويته، محتجز لدى الشرطة منذ أن زعم أنه ابتلع قلادة الأخطبوط المرصعة بالجواهر في متجر بارتريدج للمجوهرات بمدينة أوكلاند في 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، وتم القبض عليه داخل المتجر بعد دقائق من السرقة المزعومة.

وكانت المسروقات عبارة عن قلادة على شكل بيضة فابرجيه محدودة الإصدار ومستوحاة من فيلم جيمس بوند لعام 1983 «أوكتوبوسي». ويدور جزء أساسي من حبكة الفيلم حول عملية تهريب مجوهرات تتضمن بيضة فابرجيه مزيفة.

وأظهرت صورة أقل بريقاً قدمتها شرطة نيوزيلندا يوم الجمعة، يداً مرتدية قفازاً وهي تحمل القلادة المستعادة، التي كانت لا تزال متصلة بسلسلة ذهبية طويلة مع بطاقة سعر سليمة. وقال متحدث إن القلادة والرجل سيبقيان في حوزة الشرطة.

ومن المقرر أن يمثل الرجل أمام محكمة مقاطعة أوكلاند في 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وقد مثل أمام المحكمة لأول مرة في 29 نوفمبر.

ومنذ ذلك الحين، تمركز الضباط على مدار الساعة مع الرجل لانتظار ظهور الدليل.