عون يفتح مسارات دبلوماسية لمعالجة انتهاكات إسرائيل في لبنان

طلب من ألمانيا الضغط على تل أبيب... وأكد استعداده للتفاوض

الرئيس اللبناني جوزيف عون يصافح وزير الخارجية الألمانية يوهان فاديفول (د.ب.أ)
الرئيس اللبناني جوزيف عون يصافح وزير الخارجية الألمانية يوهان فاديفول (د.ب.أ)
TT

عون يفتح مسارات دبلوماسية لمعالجة انتهاكات إسرائيل في لبنان

الرئيس اللبناني جوزيف عون يصافح وزير الخارجية الألمانية يوهان فاديفول (د.ب.أ)
الرئيس اللبناني جوزيف عون يصافح وزير الخارجية الألمانية يوهان فاديفول (د.ب.أ)

يسير الرئيس اللبناني جوزيف عون على مسارات متعددة لمعالجة الأزمة الأمنية الناتجة عن الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، تأخذ المسار الدبلوماسي والعسكري، عبر إعلانه عن استعداده للتفاوض لإنهاء الاحتلال، ومطالبة المجتمع الدولي بالمؤازرة، إلى جانب مطالبة الجيش بالتصدي للتوغلات الإسرائيلية، وحشد الدعم له لاستكمال انتشاره وتنفيذ مهامه.

وقوبلت مواقف عون وإجراءات الدولة اللبنانية بالترحيب داخلياً، وجاء أبرزه على لسان أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم الذي وصفه بأنه «موقف مسؤول في إعطاء الأوامر للجيش في التصدي للتوغل الإسرائيلي، وهذا يُبنى عليه»، في وقت حازت فيه إجراءات الدولة اللبنانية على دعم ألمانيا التي أكد وزير خارجيتها يوهان فاديفول، خلال لقائه بعون «استمرار دعم بلاده للبنان في كافة المجالات، لا سيما في الإجراءات التي تتخذها الحكومة اللبنانية من أجل تعزيز سيادتها على الأراضي اللبنانية كافة، وتمكين الجيش اللبناني من بسط سلطته».

محادثات مشتركة بين وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول والرئيس اللبناني جوزيف عون (أ.ب)

وتتطابق مواقف عون في الإجراءات لمعالجة الأزمة الأمنية، مع تعهدات الدولة اللبنانية باحتكار الدفاع عن السيادة، وتنفيذ حصرية السلاح، وتثبيت الاستقرار وفق الآليات التي تراها مناسبة لحماية المواطنين. ويرى مطلعون على قرار عون بإيكال الجيش اللبناني مهمة التصدي للتوغلات واستكمال الانتشار في المنطقة الحدودية، أنه «يسدّ الثغرة التي كانت قائمة في السابق والتي أدت إلى إيكال الدفاع إلى جهة غير رسمية»، في إشارة إلى «حزب الله» الذي كان يقول إنه يدافع عن الأرض ويقاوم الاحتلال بعد تخلي الدولة عنها.

ويرى هؤلاء أن سدّ هذه الثغرة، وسحب الذرائع السابقة حول الدفاع عن الأرض، «يمكّن الدولة من تنفيذ التزاماتها أمام المجتمع الدولي بمبدأ حصرية السلاح واحتكار قرار السلم والحرب، كما يمكّن الجيش من أن يأخذ دوره الطبيعي»، وهو دور يعطيه إياه الدستور، فضلاً عن أن هذا القرار «يملأ الفراغ الأمني، ويضع حداً للتوغلات الإسرائيلية، ويخاطب البيئة التي تطالب الدولة بالدفاع عنها».

الضغط الدبلوماسي

ولم تتخلّ الدولة اللبنانية عن آليات أخرى لمعالجة الأزمة الأمنية، فقد طلب الرئيس اللبناني من وزير خارجية ألمانيا يوهان فاديفول، خلال استقباله في قصر بعبدا أن يضغط المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على إسرائيل للتقيّد باتفاق وقف الأعمال العدائية المعلن في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتمكين الجيش اللبناني من الانتشار حتى الحدود الجنوبية الدولية واستكمال تنفيذ الخطط لبسط سيادة الدولة على كامل أراضيها.

وقال الرئيس عون إن لبنان «ليس من دعاة الحروب لأننا جرّبناها وتعلمنا منها العبر»، مؤكداً السعي لإعادة الاستقرار إلى الجنوب»، وشدد على أن خيار التفاوض يهدف إلى «استرجاع الأرض المحتلة وإعادة الأسرى وتحقيق الانسحاب الكامل من التلال»، غير أن إسرائيل، بحسب عون، «لم تقابل هذا الخيار إلا بالمزيد من الاعتداءات ورفع منسوب التصعيد في الجنوب والبقاع».

محادثات مشتركة بين وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول والرئيس اللبناني جوزيف عون (أ.ب)

ورأى أن «عدم تجاوب إسرائيل مع الدعوات لوقف اعتداءاتها يؤكد أن القرار العدواني لا يزال خيارها الأول»، ما يضع «مسؤولية إضافية على المجتمع الدولي لدعم الموقف اللبناني الساعي لتحقيق الأمان والاستقرار». وشدد عون على أن الجيش اللبناني «يقوم بواجباته كاملة جنوب الليطاني وعلى امتداد الوطن»، معلناً أن عديده في الجنوب «سيرتفع قبل نهاية السنة إلى عشرة آلاف جندي»، وأكد أن الجيش هو «الضمانة الوحيدة لحماية لبنان والدفاع عن سيادته، ولا حلول أمنية مستدامة من دونه».

وجدد عون التأكيد على «استعداد لبنان للمفاوضات من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي»، لكنه شدد على أن «أي تفاوض لا يكون من جانب واحد بل يحتاج إلى إرادة متبادلة، وهذا الأمر غير متوافر بعد»، على أن يُحدَّد شكل التفاوض وزمانه ومكانه لاحقاً.

دعم ألماني للجيش

من جهته، أكد الوزير الألماني استمرار دعم بلاده للبنان «في مختلف المجالات، ولا سيما في جهود الحكومة لتعزيز سيادتها على الأراضي اللبنانية كافة، وتمكين الجيش من بسط سلطته»، مجدداً الدعوة إلى احترام القرارات الدولية، ومشيراً إلى مساهمة بلاده في القوة البحرية التابعة لـ«اليونيفيل».

وأعاد الوزير الألماني خلال لقائه برئيس الحكومة نواف سلام، تأكيده «استعداد ألمانيا للوقوف إلى جانب لبنان ودعم الجيش اللبناني خلال المؤتمر الدولي المرتقب»، مشدداً على «أهمية مواصلة الحكومة تنفيذ الإصلاحات المالية والإدارية وإنجاز الاتفاق مع صندوق النقد الدولي لتعزيز الثقة الدولية ودعم مسار التعافي».

رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام يستقبل وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول (د.ب.أ)

واعتبر رئيس الحكومة نواف سلام أن «المرحلة الجديدة بعد اتفاق غزة وقمة شرم الشيخ تشكل فرصة حقيقية»، لكنه أشار إلى أن «أي استقرار لن يكون ممكناً ما لم تبدأ عملية سلام عادل وحقيقي تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة»، مؤكداً تمسّك لبنان بـ«المبادرة العربية للسلام».

وشدد على أن الحكومة «أنجزت رزمة من الإصلاحات، خصوصاً في الملفين المالي والإداري»، وتعمل على «الانتهاء من إعداد مشروع قانون الفجوة المالية في أقرب وقت».

وزارة الخارجية

وكان وزير الخارجية يوسف رجي عقد لقاءً ثنائياً ثم موسعاً مع نظيره الألماني، وشدد فاديفول على أن زيارته تهدف إلى «الاطلاع على ما يمكن لألمانيا القيام به لدعم الاستقرار في لبنان، باعتباره مفتاحاً للاستقرار في المنطقة»، مؤكداً أن «استمرار الاعتداءات الإسرائيلية غير مقبول»، وداعياً إلى التزام إسرائيل و«حزب الله» بترتيبات وقف الأعمال العدائية.

وأشاد الوزير الألماني بقرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيدها، معتبراً أن عدم نجاح الدولة في هذا المسار «سيرسل إشارة سلبية عن قدرتها على السيطرة على قرارها».

وزير الخارجية اللبنانية يوسف رجي يستقبل نظيره الألماني يوهان فاديفول (د.ب.أ)

«حزب الله»

وفي مسار متصل، نوّه الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم بموقف رئيس الجمهورية، معتبراً أنه «موقف مسؤول في إعطاء الأوامر للجيش في التصدي للتوغّل الإسرائيلي، وهذا يُبنى عليه». وقال: «لا نتلقى أوامر من أحد، وهذا العدوان والخروقات من مسؤولية الدولة أن تتابعها»، متوجهاً إلى خصومه في الداخل بالقول: «أين تصريحاتكم من العدوان الإسرائيلي الواسع على لبنان؟»، مشدداً على أن أي اتفاق جديد مع «إسرائيل» هو تبرئة لها. وأكد قاسم أن «الكل في لبنان مسؤول في مواجهة العدوان والاحتلال كلّ بحسب دوره ووظيفته... هذه أرضنا وسنستعيدها إن شاء الله». وطالب الحكومة اللبنانية بأن تضع على جدول أعمالها دراسة خطة من أجل دعم الجيش «ليتمكّن من التصدي للعدوان الإسرائيلي»، وأن يضع برنامجاً ليتمكّن من تحقيق هذا الهدف.


مقالات ذات صلة

مقتل ضابط مخابرات سوري سابق بظروف غامضة

المشرق العربي متداولة للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد مصافحاً اللواء السابق سهيل الحسن

مقتل ضابط مخابرات سوري سابق بظروف غامضة

عثرت الأجهزة الأمنية اللبنانية في الساعات الماضية، على جثة المواطن السوري غسان نعسان السخني، قرب المنزل الذي كان يقيم فيه في منطقة كسروان.

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل (قيادة الجيش)

قائد الجيش اللبناني: أداء المؤسسة العسكرية بات محل ثقة الدول الشقيقة والصديقة

جدد قائد الجيش اللبناني، العماد رودولف هيكل، التأكيد على أن الجيش بصدد الانتهاء من المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي آلية للجيش اللبناني في بلدة ميس الجبل بجنوب لبنان تعبر قرب أبنية متضررة جراء الحرب (أرشيفية - رويترز)

لبنان: سلام يستبق لقاء ترمب - نتنياهو لإسقاط ذرائعه بتوسعة الحرب

يترقب اللبنانيون، مع بدء التحضير لانطلاقة المرحلة الثانية من الخطة التي أعدتها قيادة الجيش لاستكمال تطبيق حصرية السلاح والتي كشف عنها رئيس الحكومة نواف سلام.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي عناصر من الجيش اللبناني يعاينون السيارة التي تم استهدافها في بلدة عتقنيت (قضاء صيدا) وأدت إلى مقتل 3 أشخاص بينهم عنصر بالجيش اللبناني (إ.ب.أ)

نفي لبناني «قاطع» لأي صلة بين جنود الجيش و«حزب الله»

لم تكن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت، مساء الاثنين، سيارة قرب مدينة صيدا مجرّد حادث أمني موضعي، بل حملت أبعاداً سياسية وأمنية تتجاوز مكانها وتوقيتها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي استعراض عسكري مؤخراً في شوارع محافظة السويداء رُفع خلاله العلم الإسرائيلي وصورة نتنياهو (مواقع)

كيف خططت إسرائيل لاستغلال ملف الدروز لإرباك حكم الشرع؟

«واشنطن بوست» تكشف تحويل إسرائيل آلاف الدولارات إلى أشخاص، استعداداً لتفعيلهم بعد سقوط بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مقتل ضابط مخابرات سوري سابق بظروف غامضة

متداولة للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد مصافحاً اللواء السابق سهيل الحسن
متداولة للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد مصافحاً اللواء السابق سهيل الحسن
TT

مقتل ضابط مخابرات سوري سابق بظروف غامضة

متداولة للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد مصافحاً اللواء السابق سهيل الحسن
متداولة للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد مصافحاً اللواء السابق سهيل الحسن

عثرت الأجهزة الأمنية اللبنانية في الساعات الماضية، على جثة المواطن السوري غسان نعسان السخني، قرب المنزل الذي كان يقيم فيه في منطقة كسروان، في حادثة أثارت تساؤلات واسعة حول خلفياتها ودلالاتها.

وباشرت السلطات تحقيقات مكثفة لتحديد ملابسات الجريمة وما إذا كانت تنطوي على جريمة جنائية بحتة، أم تنطوي على أبعاد سياسية.

وأفادت المعلومات الأمنية الأولية المستقاة من التحقيق، أن السخني «كان ضابطاً في أجهزة المخابرات السورية خلال فترة حكم بشار الأسد، وارتبط بعلاقات وثيقة مع العميد سهيل الحسن، الملقب بـ(النمر)، أحد أبرز قادة المخابرات الجوية السورية، وارتبط اسمه بعمليات عسكرية دامية، لا سيما في الغوطة الشرقية».

أسرة سورية تفرّ من قصف النظام على بلدة حمورية بالغوطة الشرقية المحاصرة (أرشيفية - أ.ف.ب)

وأشارت المعلومات لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن السخني «لجأ إلى لبنان عقب سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2024، مع العشرات ممن فروا إثر هروب الأسد إلى روسيا».

ويشرف النائب العام الاستئنافي في جنوب لبنان، القاضي سامي صادر، على التحقيقات الجارية، وقد كلّف شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي بإجراء التحقيق الأولي، بعد أن باشرت فصيلة طبرجا الإجراءات الميدانية.

وتركز التحقيقات وفق مصدر قضائي مطلع على «جمع وتحليل تسجيلات كاميرات المراقبة في محيط مكان الجريمة وكذلك الاتصالات، إضافة إلى الاستماع إلى إفادات أشخاص كانوا على صلة بالسخني، ورصد حركة المترددين إلى مكان إقامته».

صورة متداولة للواء جميل الحسن رئيس المخابرات الجوية السابق (الثالث من اليسار) المطلوب لفرنسا وجهات دولية أخرى

وتبيّن التحقيقات الأمنية أن السخني كان يقيم في شاليه على ساحل طبرجا قبل أن ينتقل إلى شقة سكنية في المنطقة نفسها، كما كشفت المعلومات أنه «ترأس في السابق مجموعة عسكرية تُعرف بـ(الطراميح) كانت تنشط في ريف حماة تحت إمرة الفرقة 25 في الجيش السوري السابق».

وتعزز هذه الحادثة المخاوف من تحوّل لبنان إلى ساحة لتصفية حسابات مرتبطة بمرحلة ما بعد سقوط النظام السوري، خصوصاً في ظل ورود معلومات عن فرار عدد من الضباط والمسؤولين الأمنيين السابقين المتورطين في انتهاكات جسيمة منذ اندلاع الانتفاضة السورية عام 2011.

ولا يخفي المصدر القضائي في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن وقوع الجريمة في منطقة كسروان، المصنفة خارج البيئات التقليدية الحاضنة لرموز النظام السوري السابق «أثار تساؤلات إضافية؛ إذ كان يُفترض أن يلجأ هؤلاء إلى مناطق أخرى كالبقاع أو الضاحية الجنوبية لبيروت».

وفي سياق متصل، ترددت في الآونة الأخيرة معلومات عن طلب تقدمت به السلطات السورية الجديدة إلى لبنان لتسليم نحو 200 شخصية أمنية وعسكرية من رموز النظام السابق. غير أن المصدر القضائي نفى تلقي أي طلب رسمي من الجانب السوري بهذا الشأن، مؤكداً أن القضاء اللبناني «لم يتسلم مراسلات سورية تتعلق بمسؤولين سابقين»، مذكراً بأن لبنان «تلقى مراسلتين دوليتين، الأولى من الولايات المتحدة تطالب بتوقيف اللواء جميل الحسن، الرئيس السابق للمخابرات الجوية، واللواء علي مملوك، مدير مكتب الأمن القومي السابق، والثانية استنابة قضائية فرنسية للتحري عن الحسن ومملوك واللواء عبد السلام محمود، على خلفية شبهات بتورطهم في قضايا قتل مواطنين فرنسيين»، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية «لا تزال في مرحلة جمع المعلومات، من دون اتخاذ إجراءات قضائية نهائية حتى الآن».


قائد الجيش اللبناني: أداء المؤسسة العسكرية بات محل ثقة الدول الشقيقة والصديقة

قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل (قيادة الجيش)
قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل (قيادة الجيش)
TT

قائد الجيش اللبناني: أداء المؤسسة العسكرية بات محل ثقة الدول الشقيقة والصديقة

قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل (قيادة الجيش)
قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل (قيادة الجيش)

جدد قائد الجيش اللبناني، العماد رودولف هيكل، التأكيد على أن الجيش بصدد الانتهاء من المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح (في جنوب الليطاني)، وأنه يجري التقييم والدراسة والتخطيط بكلّ دقة وتأنٍّ للمراحل اللاحقة، مشيراً إلى أن أداء المؤسسة العسكرية بات محل ثقة الدول الشقيقة والصديقة.

جاء حديث هيكل خلال ترؤسه اجتماعاً استثنائيًاً، حضره أركان القيادة وقادة الوحدات والأفواج العملانية وعدد من الضباط، تناول فيه آخر التطورات التي يمر بها لبنان والجيش في ظل المرحلة الاستثنائية الحالية، وسط استمرار الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية.

نهضة الوطن

واستُهل الاجتماع بدقيقة صمت استذكاراً لأرواح شهداء الجيش والوطن، وآخرهم العسكري الذي استشهد جراء غارة إسرائيلية مساء الاثنين على طريق القنيطرة - المعمرية في قضاء صيدا.

وخلال الاجتماع، هنّأ العماد هيكل الحاضرين والعسكريين جميعاً بمناسبة عيدَي الميلاد ورأس السنة، وأكد أنه «في ظلّ المرحلة الحساسة والتحديات الكبيرة التي يمر بها لبنان، فإنّ تضحيات العسكريين وجهودهم المتواصلة، على اختلاف رتبهم ووظائفهم، هي ركن أساسي في نهضة الوطن ومستقبله»، عادّاً «أنّهم يُشاركون في صنع تاريخ لبنان، انطلاقاً من المبادئ الثابتة للمؤسسة العسكرية، وأن هذه المبادئ لن تتغير مهما كانت الضغوط».

من جهة أخرى، تطرّق العماد هيكل إلى زيارته الأخيرة إلى فرنسا، لافتاً إلى «الإيجابية التي لمسها خلال اجتماعاته حيال الأداء المحترف للجيش»، مشيراً إلى أنّ «هذا الأداء أصبح محل ثقة الدول الشقيقة والصديقة، رغم اتهامات تطلَق بين حين وآخر، ومحاولات تضليل إسرائيلية تهدف إلى التشكيك في أداء الجيش وعقيدته».

مؤتمر دعم الجيش

وتحدث هيكل بشأن المؤتمر المرتقَب لدعم الجيش بداية العام المقبل، قائلاً: «أحد أهم أسباب الثقة والدعم للجيش هو وفاؤه بالتزاماته وواجباته في مختلف المناطق اللبنانية، لا سيما في الجنوب، رغم الإمكانات المتواضعة، وهذا أمر أثبتته التجربة»، مؤكداً أنّ «عناصرنا يُظهِرون أقصى درجات الإخلاص والتفاني إيماناً برسالتهم، وهذا ما رأيناه خلال مهام عدة نفذتْها الوحدات العسكرية في المرحلة الماضية، وتعرّضت خلالها لأخطار كبيرة، من دون أن يؤثر ذلك في معنوياتها وعزيمتها، وسط تضامن من جانب الأهالي، وتعاون فاعل بين المؤسسة العسكرية ولجنة الإشراف على اتفاق وقف الأعمال العدائية وقوات الـ(يونيفيل)».

وأضاف: «نطمح إلى تعزيز قدرات الجيش كي يصبح الحامي والضامن لأمن اللبنانيين، ويملك القدرة للدفاع عن أهلنا على امتداد الأراضي اللبنانية، فإيماننا بالجيش هو إيمانٌ بهذا الدور الأساسي المنوط به. يتطلب ذلك دعماً وازناً ونوعيًاً، وهو ما تدركه الدول الشقيقة والصديقة التي تتوجه إلى توفير هذا الدعم للجيش وسائر المؤسسات الأمنية».

حصرية السلاح

وجدد هيكل التأكيد على أن «الجيش بصدد الانتهاء من المرحلة الأولى من خطته»، في إشارة إلى المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني، وأنه «يُجري التقييم والدراسة والتخطيط بكلّ دقة وتأنٍّ للمراحل اللاحقة، ويأخذ مختلف المعطيات والظروف في الحسبان»، مشيداً بـ«نجاح الوحدات في مختلف المهام، بما في ذلك حفظ الأمن ومراقبة الحدود وحمايتها في ظل التنسيق القائم مع السلطات السورية».


نائب الرئيس الفلسطيني التقى الصفدي في عمّان لمناقشة أوضاع غزة والضفة

جانب من شمال قطاع غزة (رويترز)
جانب من شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

نائب الرئيس الفلسطيني التقى الصفدي في عمّان لمناقشة أوضاع غزة والضفة

جانب من شمال قطاع غزة (رويترز)
جانب من شمال قطاع غزة (رويترز)

قال حسين الشيخ، نائب الرئيس الفلسطيني، إنه التقى، الثلاثاء، وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، وأجريا محادثات ركزت على جهود تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة ووقف التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية.

وأضاف عبر منصة «إكس»: «أكدنا خلال اجتماعنا في عمّان ضرورة أولوية وقف إطلاق النار في غزة والالتزام بكل بنود اتفاق وقف إطلاق النار والتقدم نحو المرحلة الثانية من الاتفاق وفق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وربط جهود تحقيق الاستقرار بأفق سياسي واضح لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين».

وشدد الجانبان على أن مستقبل قطاع غزة يجب أن يستند إلى وحدته وارتباطه بالضفة الغربية، وأن تتولى السلطة الوطنية الفلسطينية مسؤولية القطاع وفق قرار مجلس الأمن رقم 2803.

وذكر نائب الرئيس الفلسطيني أنه ناقش مع الصفدي أيضاً «التدهور الخطير في الضفة الغربية المحتلة»، وأكدا ضرورة تكاتف كل الجهود الإقليمية والدولية «لوقف الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية التي تدفع نحو تفجر الأوضاع وتقوض فرص تحقيق السلام العادل والدائم على أساس حل الدولتين».

في غضون ذلك، أدانت السلطة الفلسطينية، الثلاثاء، خطة إسرائيل لإنشاء 19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة، واصفة إياها بأنها «خطوة خطيرة» تهدف إلى «إحكام السيطرة الاستعمارية على الأرض الفلسطينية بأكملها».

وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان إنّ هذه الخطة هي «امتداد مباشر لسياسات الأبارتهايد والاستيطان والضمّ، بما يقوّض حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، ويدمّر أي أفق حقيقي للاستقرار».

وكانت السلطات الإسرائيلية قد أعلنت الأحد موافقتها على إنشاء 19 مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة، وهو إجراء تقول إنه يهدف إلى «منع إقامة دولة فلسطينية».