رجلان يواجهان الحكم في مؤامرة لاغتيال صحافية أميركية - إيرانية

رجل مسلح في صورة التقطتها كاميرا مراقبة بمدخل منزل الناشطة مسيح نجاد في بروكلين بنيويورك (إكس)
رجل مسلح في صورة التقطتها كاميرا مراقبة بمدخل منزل الناشطة مسيح نجاد في بروكلين بنيويورك (إكس)
TT

رجلان يواجهان الحكم في مؤامرة لاغتيال صحافية أميركية - إيرانية

رجل مسلح في صورة التقطتها كاميرا مراقبة بمدخل منزل الناشطة مسيح نجاد في بروكلين بنيويورك (إكس)
رجل مسلح في صورة التقطتها كاميرا مراقبة بمدخل منزل الناشطة مسيح نجاد في بروكلين بنيويورك (إكس)

قال المدعون العامون لقاضٍ فيدرالي في مانهاتن إن مؤامرة لاغتيال الصحافية الأميركية من أصل إيراني مسيح علي‌ نجاد في منزلها ببروكلين «اقتربت بشكل مخيف من النجاح». ومن المقرر أن يصدر الحكم بحق اثنين من المتورطين، يُزعم أنهما من عناصر المافيا الروسية هذا الأسبوع.

ويطالب الادعاء بعقوبة السجن 55 عاماً لكل من رافات أميروف (46 عاماً) وبولاد عمرف (41 عاماً)، مؤكداً أن أميروف، وهو من إيران، وعمرف، من جورجيا، كانا زعيمين إجراميين في إحدى شبكات المافيا الروسية. وبينما يقول محامو أميروف إنه لا ينبغي أن يقضي أكثر من 13 عاماً خلف القضبان، يطالب محامو عمرف بعقوبة لا تتجاوز 10 أعوام.

صورة للصحافية الأميركية - الإيرانية مسيح علي نجاد مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نوفمبر 2022 (صفحتها على موقع «إكس»)

وأدين المتهمان في محاكمة استمرت أسبوعين في مارس (آذار)، تضمنت شهادة دراماتيكية من قاتل مأجور ومن مسيح علي نجاد نفسها، وهي كاتبة وناشطة ومساهمة في إذاعة «صوت أميركا».

وقالت علي نجاد في رسالة لمؤيديها الثلاثاء إنها ستكون في المحكمة لمواجهة الرجلين اللذين يصفهما الادعاء بأنهما من كبار أعضاء جماعة «غوليتشي»، وهي فصيل من المافيا الروسية ارتكب عمليات قتل واعتداء وابتزاز وخطف وسرقة وإحراق في الولايات المتحدة وخارجها، وقالت: «سيحصلون على حكمهم، وسأقول حقيقتي في إفادة الأثر الخاصة بي».

وتبلغ علي نجاد 49 عاماً، وقادت حملات عبر الإنترنت لتشجيع النساء في إيران على تسجيل مقاطع فيديو وهن يكشفن شعرهن احتجاجاً على فرض غطاء الرأس في الأماكن العامة.

ويقول المدعون إن مسؤولي الاستخبارات الإيرانية وضعوا مخططاً في عامي 2020 و2021 لاختطافها داخل الولايات المتحدة ونقلها إلى إيران لإسكات انتقاداتها، لكن بعد فشل محاولات المضايقة والتشهير والترهيب عرضت إيران مبلغ 500 ألف دولار في يوليو (تموز) 2022 مقابل قتلها.

وجاء في وثائق المحكمة أن علي نجاد استهدفتها الحكومة الإيرانية لأنها «كرّست حياتها لفضح قسوة وفساد واستبداد الجمهورية الإسلامية»، وأضاف الادعاء أنه عندما عرضت مكافأة الـ500 ألف دولار على أميروف وعمرف «لم يباليا إطلاقاً بمن كانت الضحية أو لماذا يجب قتلها»، مؤكدين أن «همهما الوحيد كان السلطة والثروة».

وأشار المدعون إلى أن المؤامرة «اقتربت بشكل مخيف من النجاح»، ولم تُحبط إلا لأن علي‌ نجاد كانت خارج المدينة في الوقت الذي كان القاتل المأجور يبحث عنها بإلحاح، إضافة إلى «يقظة وإصرار أجهزة إنفاذ القانون الأميركية التي اكتشفت المخطط وأفشلته في الوقت المناسب».

في المقابل، قال محامو أميروف قبل صدور الحكم إنه لم يُصب أحد بأذى جسدي، وأن دور موكلهم كان «ضئيلاً، إن لم يكن معدوماً». فيما قال محامو عمرُف إن موكلهم يستحق تخفيف العقوبة لأن حياته أصبحت مهددة بعد مقتل قريب له كان يُعتقد أنه قيادي في منظمة «اللصوص في القانون» الإجرامية في روسيا وأذربيجان عام 2020. وقد تم تسليم عمرُف إلى الولايات المتحدة في فبراير (شباط) 2024 بعد عام من احتجازه في جمهورية التشيك.

وشهدت علي نجاد خلال المحاكمة بأنها جاءت إلى الولايات المتحدة في عام 2009 بعد أن مُنعت من تغطية الانتخابات الرئاسية الإيرانية المتنازع عليها، وأُغلقت الصحيفة التي كانت تعمل بها. وقد استقرت في نيويورك ونجحت في بناء قاعدة جماهيرية واسعة عبر الإنترنت بالملايين، وأطلقت حملة «حريتي الخفية» التي تشجع النساء الإيرانيات على كشف شعرهن عند غياب شرطة الأخلاق.

ولا يزال التحقيق مفتوحاً؛ ففي أكتوبر (تشرين الأول) 2024 أعلن الادعاء توجيه اتهامات إلى مسؤول عسكري إيراني كبير وثلاثة آخرين لا يزالون جميعاً طلقاء. وقالت علي‌ نجاد إنها انتقلت للسكن ما يقرب من عشرين مرة منذ كشف مؤامرة الاغتيال.


مقالات ذات صلة

«أكسيوس»: تحركات صاروخية إيرانية تثير مخاوف إسرائيل

شؤون إقليمية صاروخ باليستي إيراني يُعرَض بجانب لافتة تحمل صورة المرشد علي خامنئي وقادة من «الحرس الثوري» قُتلوا في هجمات إسرائيلية في أحد شوارع طهران (أرشيفية - رويترز)

«أكسيوس»: تحركات صاروخية إيرانية تثير مخاوف إسرائيل

حذرت إسرائيل إدارة الرئيس دونالد ترمب من أن إيران ربما تستخدم مناورة صاروخية للحرس الثوري الإيراني غطاء لشن ضربة على إسرائيل.

شؤون إقليمية تفعيل دفاعات إسرائيلية لاعتراض صواريخ إيرانية في سماء تل أبيب يوم 22 يونيو الماضي (أ.ف.ب)

إسرائيل تعيد رفع منسوب التحذير من «تهديد وجودي» إيراني

عادت القيادات السياسية والعسكرية تتحدث عن قلق شديد وشعور بالخطر الوجودي من النشاط الإيراني المتجدد لشراء وإنتاج الصواريخ الباليستية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية عراقجي يتحدث إلى نظيره الروسي سيرغي لافروف الأربعاء الماضي (الخارجية الإيرانية)

إيران لا تستبعد هجوماً جديداً وتتمسك بالتخصيب

قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن طهران «لا تستبعد» احتمال تعرضها لهجوم جديد، لكنها «مستعدة بالكامل، وأكثر من السابق».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية صورة مركبة لوزير الخارجية الفنزويلي إيفان خيل ونظيره الإيراني عباس عراقجي (ا.ف.ب)

إيران تعرب عن دعمها لفنزويلا في نزاعها مع الولايات المتحدة

أعلنت فنزويلا أن إيران عرضت تعاونها لمكافحة «القرصنة والإرهاب الدولي» اللذين تمارسهما الولايات المتحدة، وذلك خلال مكالمة بين وزيري خارجية البلدين.

«الشرق الأوسط» (كراكاس)
شؤون إقليمية لافتة ضد الإعدام في إيران خلال احتجاج عقب وفاة مهسا أميني... الصورة في برلين يوم 10 ديسمبر 2022 (رويترز)

إيران تنفذ الحكم بإعدام طالب بتهمة «التجسس لصالح إسرائيل»

أعلنت السلطة القضائية الإيرانية تنفيذ حكم الإعدام بحق عقيل كشاورز، طالب «الهندسة المعمارية» في جامعة شاهرود، بتهمة «التجسس لصالح إسرائيل».

«الشرق الأوسط» (طهران)

طهران لا تستبعد هجوماً جديداً من إسرائيل

عراقجي يتحدث إلى نظيره الروسي سيرغي لافروف الأربعاء الماضي (الخارجية الإيرانية)
عراقجي يتحدث إلى نظيره الروسي سيرغي لافروف الأربعاء الماضي (الخارجية الإيرانية)
TT

طهران لا تستبعد هجوماً جديداً من إسرائيل

عراقجي يتحدث إلى نظيره الروسي سيرغي لافروف الأربعاء الماضي (الخارجية الإيرانية)
عراقجي يتحدث إلى نظيره الروسي سيرغي لافروف الأربعاء الماضي (الخارجية الإيرانية)

لم تستبعد طهران احتمال تعرضها لهجوم إسرائيلي جديد، وتشدد على تمسكها بمواصلة تخصيب اليورانيوم، فيما يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يصل إلى البيت الأبيض اليوم، إلى استيضاح موقف واشنطن، ومعرفة مدى استعداد إدارة الرئيس دونالد ترمب للشراكة في أي مواجهة عسكرية محتملة. وتتصاعد في إسرائيل تحذيرات من عودة ما تصفه بـ«التهديد الوجودي» الإيراني، مع مؤشرات على تسريع طهران إعادة بناء قدراتها النووية والصاروخية.

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في مقابلة نشرت أمس، إن بلاده «لا تستبعد» احتمال تعرضها لهجوم جديد، لكنها «مستعدة بالكامل، وأكثر من السابق»، مضيفاً أن أي هجوم جديد «لن يكون سوى تكرار لتجربة فاشلة». واعتبر أن أمام الولايات المتحدة «خيارين واضحين»: إما العودة إلى الدبلوماسية، أو الاستمرار في مسار «أثبت فشله».


«أكسيوس»: تحركات صاروخية إيرانية تثير مخاوف إسرائيل

صاروخ باليستي إيراني يُعرَض بجانب لافتة تحمل صورة المرشد علي خامنئي وقادة من «الحرس الثوري» قُتلوا في هجمات إسرائيلية في أحد شوارع طهران (أرشيفية - رويترز)
صاروخ باليستي إيراني يُعرَض بجانب لافتة تحمل صورة المرشد علي خامنئي وقادة من «الحرس الثوري» قُتلوا في هجمات إسرائيلية في أحد شوارع طهران (أرشيفية - رويترز)
TT

«أكسيوس»: تحركات صاروخية إيرانية تثير مخاوف إسرائيل

صاروخ باليستي إيراني يُعرَض بجانب لافتة تحمل صورة المرشد علي خامنئي وقادة من «الحرس الثوري» قُتلوا في هجمات إسرائيلية في أحد شوارع طهران (أرشيفية - رويترز)
صاروخ باليستي إيراني يُعرَض بجانب لافتة تحمل صورة المرشد علي خامنئي وقادة من «الحرس الثوري» قُتلوا في هجمات إسرائيلية في أحد شوارع طهران (أرشيفية - رويترز)

أفاد موقع «أكسيوس» الإخباري، اليوم (الأحد)، نقلاً عن مصادر إسرائيلية وأميركية قولها إن إسرائيل حذرت إدارة الرئيس دونالد ترمب من أن إيران ربما تستخدم مناورة صاروخية للحرس الثوري الإيراني غطاء لشن ضربة على إسرائيل.

وأبلغت مصادر إسرائيلية الموقع أن قدرة الجيش الإسرائيلي على تحمل المخاطر أقل بكثير مما كانت عليه في السابق، وأن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أثارت مخاوف تل أبيب بعد رصد تحركات صاروخية إيرانية.

وذكر «أكسيوس» أن مصادر إسرائيلية أبلغته أن الاستخبارات الإسرائيلية ترى بوادر على إعادة إيران بناء قدراتها الصاروخية.

ورغم أن احتمال وقوع هجوم إيراني أقل من 50 في المائة، وفق ما ذكره «أكسيوس»، أكد الموقع الإخباري الأميركي أن الخطر الأكبر يكمن في أن يتسبب سوء تقدير في اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران بأن يعتقد كل طرف أن الآخر يستعد لشن هجوم عليه.

وأوضح «أكسيوس» أن قائد القيادة المركزية الأميركية براد كوبر، زار إسرائيل اليوم وناقش مع رئيس الأركان الإسرائيلي ايال زامير، المخاوف بشأن إيران، مشيراً إلى أن زامير دعا للتنسيق بشكل وثيق مع الولايات المتحدة تحسبا لهجوم إيراني.


للمرة العاشرة... حكومة نتنياهو تطلب تمديد منع دخول الصحافة الأجنبية إلى غزة

عناصر من الدفاع المدني الفلسطيني يزيلون ركام منزل مدمر في خان يونس بجنوب قطاع غزة بحثاً عن جثث فلسطينيين يوم السبت (إ.ب.أ)
عناصر من الدفاع المدني الفلسطيني يزيلون ركام منزل مدمر في خان يونس بجنوب قطاع غزة بحثاً عن جثث فلسطينيين يوم السبت (إ.ب.أ)
TT

للمرة العاشرة... حكومة نتنياهو تطلب تمديد منع دخول الصحافة الأجنبية إلى غزة

عناصر من الدفاع المدني الفلسطيني يزيلون ركام منزل مدمر في خان يونس بجنوب قطاع غزة بحثاً عن جثث فلسطينيين يوم السبت (إ.ب.أ)
عناصر من الدفاع المدني الفلسطيني يزيلون ركام منزل مدمر في خان يونس بجنوب قطاع غزة بحثاً عن جثث فلسطينيين يوم السبت (إ.ب.أ)

للمرة العاشرة على التوالي، تقدَّمت الحكومة الإسرائيلية بطلب رسمي إلى المحكمة العليا في القدس الغربية، الأحد، لتمديد المهلة للرد على التماس تقدّمت به «رابطة الصحافيين الأجانب»؛ للسماح لوسائل الإعلام الدولية بالوصول الحر والمستقل إلى قطاع غزة.

ومنذ بداية الحرب على غزة، حاولت «رابطة الصحافيين الأجانب» في تل أبيب، التي تمثل رابطة المراسلين الأجانب في إسرائيل ومئات من وسائل الإعلام الدولية، إدخال صحافيين ميدانيين إلى قطاع غزة وغيره من المناطق الفلسطينية وحتى الإسرائيلية التي نالها نصيب من آثار الحرب، ولكن السلطات الإسرائيلية دأبت على الرفض، إلا في حالات استثنائية اقتصر فيها دخول الصحافيين الأجانب، كما الإسرائيليين، على جولات محدودة ينظمها الجيش وتُنفَّذ تحت مرافقة عسكرية مشددة وبشروط صارمة تشمل الالتزام بعرض المواد الصحافية على الرقابة العسكرية قبل النشر.

واضطرت الرابطة للجوء إلى القضاء الإسرائيلي، بعد أشهر قليلة من الحرب، تطلب إصدار أمر يلزم الحكومة بالسماح للصحافيين بالدخول إلى غزة بشكل مستقل، من دون مرافقة عسكرية. ولكن المحكمة رفضت الاستجابة بذريعة العمليات العسكرية.

مشيعون يحملون جثمان واحد من 5 صحافيين قُتلوا خلال غارة إسرائيلية على مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة... أغسطس الماضي (أ.ف.ب)

وفي سبتمبر (أيلول) 2024، قُدّم التماس جديد، أمرت المحكمة في أعقابه الحكومة بتقديم مخطط يسمح بدخول الصحافيين. ولكن الحكومة وجدت سبيلاً آخر للتهرب، إذ تتقدم كل مرة بطلب إلى المحكمة لتأجيل البت في الموضوع ومنحها مهلة أخرى. وقد فعلت ذلك حتى الآن 10 مرات.

وبدا أن المحكمة تهادنها، فتوافق على التأجيل. وأثار هذا النهج غضباً واسعاً في الأوساط الإعلامية الدولية، التي ترى في السياسة الإسرائيلية أسلوباً منهجياً لمنع التغطية المستقلة.

وازدادت حدة الانتقادات مع دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ما جعل مطلب السماح بدخول الصحافة الأجنبية أكثر إلحاحاً.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد تطرّق إلى القضية مرتين خلال الفترة الأخيرة. ففي مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» قال إنه سيعطي تعليماته للجيش بـ«الاستعداد» لهذه المسألة.

وعبَّرت «رابطة الصحافة الأجنبية» في إسرائيل عن «خيبة أمل شديدة» إزاء هذه السياسة، وخصوصاً تجاه ما تبديه المحكمة من «مهادنة».

وترى نقابة الصحافيين الفلسطينيين أن هذا المنع هو «جزء لا يتجزأ من سياسة إسرائيل لإخفاء حقيقة جرائمها في غزة والضفة الغربية».

وبحسب رئيس هذه النقابة، ناصر أبو بكر، فإن ما جرى في غزة منذ 7 أكتوبر 2023 على يد إسرائيل هو «أكبر مجزرة بحق الصحافيين في التاريخ».

وقال، في بيان، إن نحو 1500 صحافي فلسطيني يعملون حالياً وسط القصف، وقد أُصيب المئات، واعتقلت إسرائيل نحو 200 آخرين، كما دمرت كثيراً من المؤسسات الإعلامية.