ترمب بين بوتين وشي: ضغوط اقتصادية ورسائل نووية لتغيير معادلة الحرب في أوكرانيا

عقوبات النفط تدخل حيّز المواجهة المفتوحة... وموسكو تحذّر من «قرارات متهوّرة» أوروبية

صورة مُركَّبة للرئيس الصيني شي جينبينغ ونظيره الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
صورة مُركَّبة للرئيس الصيني شي جينبينغ ونظيره الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
TT

ترمب بين بوتين وشي: ضغوط اقتصادية ورسائل نووية لتغيير معادلة الحرب في أوكرانيا

صورة مُركَّبة للرئيس الصيني شي جينبينغ ونظيره الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
صورة مُركَّبة للرئيس الصيني شي جينبينغ ونظيره الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

بين التهديد بالعقوبات والرسائل النووية المبطّنة، يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى فرض واقع جديد في مسار الحرب الأوكرانية، واضعاً كلّاً من فلاديمير بوتين وشي جينبينغ أمام اختبار صعب: إما التفاوض بشروط واشنطن، أو مواجهة عزلة مالية وسياسية متصاعدة.

وبينما تتجه الأنظار إلى لقاء ترمب وشي المرتقب يوم الخميس على هامش قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ، تبدو موسكو من جانبها أكثر حذراً، وسط تصاعد الانتقادات الأميركية للتجربة الصاروخية الروسية الأخيرة التي عُدَّت في واشنطن استفزازاً جديداً يقوّض فرص الحوار.

المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

ضغوط اقتصادية بأبعاد جيوسياسية

يقول مراقبون في واشنطن إن ترمب يستخدم سلاح العقوبات بطريقة مختلفة عن سلفه؛ إذ لا يكتفي بفرضها لردع موسكو، بل يوظفها أداةَ تفاوضٍ متعدّدة الاتجاهات تستهدف في الوقت ذاته كلّاً من الصين والهند والدول الأوروبية.

فالعقوبات التي أُعلنت أخيراً ضد شركات النفط الروسية الكبرى شملت للمرة الأولى كيانات مصرفية وتمويلية في هونغ كونغ ونيودلهي، في إطار ما وصفه مسؤول أميركي بـ«المرحلة الثانية من الضغط المالي»، التي تهدف إلى خنق موارد روسيا من الطاقة وتقييد تدفق الأموال نحو خزانتها العسكرية.

ووفق تحليل نشرته صحيفة «واشنطن بوست»، فإن هذه الإجراءات «قد تكون الأشد تأثيراً على الاقتصاد الروسي منذ بدء الحرب»؛ لأنها تمسّ مباشرة قنوات التصدير والعلاقات البنكية التي تعتمد عليها موسكو. كما أنها توجّه رسالة إلى بكين مفادها أن أي تواطؤ اقتصادي مع روسيا «لن يمرّ بلا ثمن».

ويقول جون هاردي، الخبير في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن ترمب «يريد تغيير قواعد اللعبة عبر معاقبة ليس فقط من يبيع النفط الروسي، بل أيضاً من يشتريه أو يموله»، وهو ما يضع الصين تحديداً أمام خيارين: الالتزام بالقواعد الأميركية أو خسارة الوصول إلى النظام المالي العالمي.

الصين في دائرة الاختبار

الثلاثاء، طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي علناً من ترمب أن «يضغط على شي جينبينغ لخفض دعمه لموسكو»، عادَّاً أن خطوة كهذه ستكون «حاسمة لتغيير مسار الحرب».

وحسب مصادر دبلوماسية أوروبية، فإن ترمب ينوي بالفعل إثارة الملف الأوكراني خلال لقائه المرتقب مع شي، حيث سيطرح مسألة العقوبات الثانوية وضرورة التزام الشركات الصينية بها، مقابل حوافز تجارية تتعلق بالواردات الزراعية والطاقة.

لكنّ بكين، التي التزمت حتى الآن سياسة الحذر والتوازن، تجد نفسها في موقف لا تُحسد عليه: فهي لا تريد خسارة حليفها الروسي في مواجهة الغرب، لكنها في الوقت نفسه لا تستطيع المجازفة بتعريض اقتصادها للعقوبات الأميركية.

ويرى ديفيد شنكر، مساعد وزير الخارجية السابق، أن «ترمب يستخدم لغة الأرقام لا لغة التحالفات»، فهو يدرك أن الصين لا يمكنها تحمل إغلاق منفذها إلى النظام المالي بالدولار؛ لأن ذلك سيضرب أساس نموها القائم على التجارة الخارجية.

في المقابل، تحاول موسكو الإيحاء بأن العلاقات مع بكين «راسخة»، رغم أن مؤشرات السوق تُظهر تراجعاً فعلياً في مشتريات الشركات الصينية من النفط الروسي؛ وهو ما عدّه محللون إشارة مبكرة إلى نجاح الضغط الأميركي.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يتفاعل خلال اجتماع مع نظيره الكازاخستاني إرميك كوشيرباييف في موسكو 22 أكتوبر 2025 (رويترز)

موسكو بين الردّ السياسي والقلق الداخلي

وفي مواجهة هذا التصعيد، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الثلاثاء، إن روسيا «غير قادرة بعد على تقييم احتمالات استئناف المفاوضات بشأن أوكرانيا»، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي يتخذ قرارات «متهورة» ستجلب له «المزيد من المشكلات».

وقال المتحدث باسم الرئاسة بيسكوف إن المعلومات الواردة من جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، بشأن استعداد فرنسا لإرسال قوات إلى أوكرانيا، «مثيرة للقلق»، داعياً الأوروبيين إلى التفكير فيما إذا كان الأمر يستحق التحالف مع الدول التي تبرر الإرهاب.

وأكد جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية أنه بناءً على أمر من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تستعد فرنسا لنشر قوة عسكرية قوامها ألفا جندي وضابط في أوكرانيا؛ لمساعدة نظام كييف، حسب ما ذكرته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء. وأوضح: «الآن، وفقاً للمعلومات التي تلقاها جهاز الاستخبارات، تم بالفعل نشر الفيلق في المناطق المتاخمة لأوكرانيا، في بولندا، ويخضعون لتنسيق قتالي مكثف».

ورغم محاولات موسكو التقليل من أثر العقوبات، فإن الأرقام تكشف عن أن عائدات النفط والغاز الروسية تراجعت بأكثر من 20 في المائة خلال العام الحالي، وأن السيولة في صندوقها السيادي انخفضت إلى أقل من 3 في المائة من الناتج المحلي، وفق تقديرات مؤسسات مالية غربية.

ستارمر وزيلينسكي يتحدثان للإعلام قبل اجتماع «تحالف الراغبين» في لندن 24 أكتوبر (إ.ب.أ)

ويشير خبراء اقتصاديون روس إلى أن الضغوط المتصاعدة بدأت تؤثر على الاستثمارات الداخلية، بينما حذّر وزير الخارجية سيرغي لافروف من أن «الأوروبيين يحضّرون لحرب كبيرة» وأنهم «يحاولون تطويق روسيا حتى في القطب الشمالي». وفي الوقت ذاته، شدّد لافروف على أمل بلاده في أن يواصل ترمب «سعيه للتسوية السياسية على أساس قمة ألاسكا»، في إشارة إلى اللقاء السابق بين ترمب وبوتين الذي أعاد فتح قنوات الاتصال غير الرسمية بين البلدين.

صاروخ «بوريفيستنيك» والرسائل النووية

لكنّ العلاقات بين واشنطن وموسكو ازدادت توتراً بعد إعلان روسيا نجاح تجربة لصاروخ «بوريفيستنيك» النووي، القادر، وفق الكرملين، على الطيران لمسافة 14 ألف كيلومتر.

ترمب سارع إلى انتقاد التجربة بشدة، قائلاً إن «على بوتين أن ينهي الحرب بدلاً من اختبار الصواريخ»، مضيفاً أن الولايات المتحدة «تملك غواصة نووية قبالة السواحل الروسية لا تحتاج إلى قطع تلك المسافة».

هذه التصريحات، التي رآها مراقبون «استعراضاً محسوباً للقوة»، عكست في الوقت نفسه تحولاً في لهجة ترمب تجاه بوتين، بعد مرحلة من الخطاب المرن.

ويقول الخبير في معهد الدراسات الأمنية جيفري لويس إن «الرسالة كانت واضحة: واشنطن لن تسمح بتحويل الحرب غطاءً لتجارب نووية جديدة». وأضاف أن ترمب «يستخدم الردع الرمزي ليعيد فرض معادلة الردع التقليدية، حتى وهو يعلن رغبته في التفاوض».

زيلينسكي وفون دير لاين لدى مشاركتهما بالقمة الأوروبية في بروكسل الخميس (د.ب.أ)

في المقابل، تصرّ موسكو على أن برنامجها الصاروخي «دفاعي بحت»، وأنه جزء من معادلة الردع التي تضمن أمنها القومي. وقال بيسكوف إن «روسيا لن توقف تجاربها لأنها لا تتلقى إملاءات من أحد»، متهماً واشنطن بـ«تصعيد غير مبرّر».

أما في أوروبا، فالتصعيد الأميركي بدأ يُحدِث شرخاً سياسياً بين العواصم الغربية. فبينما تدعم بولندا ودول البلطيق تشديد العقوبات، تبدي باريس وبرلين قلقاً من أن تؤدي المواجهة المفتوحة إلى مزيد من الاضطراب الاقتصادي. وفي كييف، تبدو الحكومة الأوكرانية مستفيدة من هذا المناخ. فقد أكد زيلينسكي أن الدعم المالي الأوروبي سيتيح لبلاده مواصلة القتال لعامين أو ثلاثة، مشيراً إلى أن المفوضية الأوروبية «تدرس الإفراج التدريجي عن الأصول الروسية المجمّدة» لتمويل أوكرانيا.

وقال الرئيس الأوكراني إن كييف مستعدة لإجراء محادثات سلام في أي مكان باستثناء روسيا وبيلاروسيا إذا كانت تلك المحادثات ستنهي الحرب، لكن قواتها «لن تتراجع» في ساحة المعركة للتنازل عن أراضٍ. وناشد زيلينسكي المشرعين الأميركيين فرض عقوبات أكثر صرامة على روسيا، وأضاف زيلينسكي إن 200 جندي روسي تقريباً موجودون راهناً في مدينة بوكروفسك في شرق أوكرانيا التي يحاول الجيش الروسي السيطرة عليها منذ أشهر.

هل تغيّر العقوبات سلوك موسكو وبكين؟

يرى باحثون في مراكز القرار الأميركية أن العقوبات الجديدة يمكن أن تؤدي إلى تغييرات تدريجية في الحسابات الروسية والصينية، شرط أن تُطبّق بصرامة ومن دون تنازلات تجارية متسرّعة. فالاقتصاد الروسي، حسب تقديرات «معهد استوكهولم للانتقال الاقتصادي»، يقترب من حالة ركود، في حين تواجه الصين تباطؤاً في صادراتها وانخفاضاً في معدلات النمو؛ ما يجعلها أكثر حساسية لأي اضطراب مالي.

لكنّ آخرين يحذّرون من أن الإفراط في الضغط قد يدفع موسكو وبكين إلى تعزيز شراكتهما الدفاعية والتكنولوجية، بما في ذلك في مجالات الطاقة والملاحة العسكرية، وهو ما قد يعمّق الانقسام الدولي بدل الحدّ منه.

في نهاية المطاف، يبدو أن ترمب اختار مقاربة هجومية مزدوجة: تشديد العقوبات الاقتصادية بالتوازي مع الخطاب النووي التصعيدي، في محاولة لفرض شروط تفاوض جديدة. لكن هذا النهج، رغم فاعليته المحتملة، يبقى محفوفاً بالمخاطر. فكل تصعيد مالي أو عسكري يحمل في طياته احتمال توسّع الصراع، لا انحساره.

ومع اقتراب الشتاء، يدخل المشهد الأوكراني مرحلة جديدة من «الاختناق المتبادل»: روسيا تبحث عن متنفس اقتصادي، والصين عن توازن يحفظ مصالحها، وأوروبا عن استقرار طاقوي، بينما ترمب يحاول أن يترجم وعوده الانتخابية إلى وقائع استراتيجية، تجمع بين الضغط والردع والتفاوض في آنٍ واحد. فهل تنجح واشنطن في تحويل العقوبات إلى أداة سلام، أم أننا أمام فصل جديد من الحرب الاقتصادية الطويلة؟


مقالات ذات صلة

ترمب: جهود إنهاء حرب أوكرانيا في «مراحلها النهائية»

أوروبا جانب من استقبال ترمب لزيلينسكي في مارالاغو يوم 28 ديسمبر (أ.ب)

ترمب: جهود إنهاء حرب أوكرانيا في «مراحلها النهائية»

بدا الرئيس الأميركي دونالد ترمب متفائلاً بقرب التوصل إلى اتفاق سلام لدى استقباله نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مارالاغو، أمس، وقال أمام الصحافيين إنّ

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب يمد يده لمصافحة نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي عقب محادثات في مقر إقامته في بالم بيتش (ا.ف.ب)

ترمب: سيتّضح خلال أسابيع ما إذا كان ممكناً إنهاء الحرب في أوكرانيا

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إنه تم إحراز «تقدم كبير» في المحادثات مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في منتجع مارالاغو الأحد.

«الشرق الأوسط» (فلوريدا)
الولايات المتحدة​ جانب من استقبال ترمب لزيلينسكي في مارالاغو يوم 28 ديسمبر (أ.ب)

ترمب المتفائل: زيلينسكي وبوتين جادّان

بدا الرئيس الأميركي دونالد ترمب متفائلاً بقرب التوصل إلى اتفاق سلام لدى استقباله نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مارالاغو.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أرشيفية - د.ب.أ)

ترمب أجرى اتصالاً «مثمراً للغاية» مع بوتين

قال الرئيس الأميركي دونالد ‌ترمب، الأحد، ⁠إنه أجرى اتصالاً هاتفياً «جيداً ومثمراً للغاية» مع نظيره ⁠الروسي ‌فلاديمير ‍بوتين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي (أرشيفية - أ.ب)

لافروف: أوروبا «تصب الزيت على النار» في الشرق الأوسط

قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن الدول الأوروبية تسعى إلى تصعيد التوترات في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (موسكو )

ترمب: جهود إنهاء حرب أوكرانيا في «مراحلها النهائية»

جانب من استقبال ترمب لزيلينسكي في مارالاغو يوم 28 ديسمبر (أ.ب)
جانب من استقبال ترمب لزيلينسكي في مارالاغو يوم 28 ديسمبر (أ.ب)
TT

ترمب: جهود إنهاء حرب أوكرانيا في «مراحلها النهائية»

جانب من استقبال ترمب لزيلينسكي في مارالاغو يوم 28 ديسمبر (أ.ب)
جانب من استقبال ترمب لزيلينسكي في مارالاغو يوم 28 ديسمبر (أ.ب)

بدا الرئيس الأميركي دونالد ترمب متفائلاً بقرب التوصل إلى اتفاق سلام لدى استقباله نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مارالاغو، أمس، وقال أمام الصحافيين إنّ الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا وصلت إلى «مراحلها النهائية»، معتبراً أن «زيلينسكي وبوتين جادّان بشأن السلام» ويرغبان في التوصّل إلى اتّفاق.

وقال ترمب: «أعتقد أنّنا في المراحل النهائية من المحادثات، وسنرى ما سيحدث. وإلا فسوف يستمر الأمر لفترة طويلة». كما أكّد العمل على «اتفاق أمني قوي» لصالح كييف سيشمل الدول الأوروبية، من دون تقديم تفاصيل حول طبيعة الضمانات الأميركية.

وقبل ساعات قليلة من لقائه مع زيلينسكي، أجرى ترمب مكالمة هاتفية «جيدة جداً ومثمرة» مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول جهود إنهاء الحرب في أوكرانيا. وأكّد الكرملين أنّ الرئيسين الروسي والأميركي أجريا مكالمة هاتفية «ودية»، مشيراً إلى أنّهما سيتحدثان مجدداً بعد لقاء فلوريدا.

اقرأ أيضاً


مقتل شخص وفقد 2 في جنوب إسبانيا جراء سيول

المقاطعات الجنوبية والشرقية في إسبانيا تشهد أمطاراً غزيرة تسببت في سيول (إ.ب.أ)
المقاطعات الجنوبية والشرقية في إسبانيا تشهد أمطاراً غزيرة تسببت في سيول (إ.ب.أ)
TT

مقتل شخص وفقد 2 في جنوب إسبانيا جراء سيول

المقاطعات الجنوبية والشرقية في إسبانيا تشهد أمطاراً غزيرة تسببت في سيول (إ.ب.أ)
المقاطعات الجنوبية والشرقية في إسبانيا تشهد أمطاراً غزيرة تسببت في سيول (إ.ب.أ)

شهدت المقاطعات الجنوبية والشرقية في إسبانيا أمطاراً غزيرة، أمس (السبت)، ​واليوم (الأحد)، تسببت في سيول أسفرت عن مقتل شخص وفقد اثنين آخرين، في حين جرفت مياه الأنهار المتدفقة سيارات ودراجات نارية، كما نصحت السلطات السكان بالبقاء في منازلهم، وفقاً لـ«رويترز».

وفي بلنسية، التي شهدت ‌فيضانات مدمرة ‌في أكتوبر ‌(تشرين ⁠الأول) ​من العام الماضي، ‌أسفرت عن مقتل أكثر من 220 شخصاً وإلحاق أضرار قُدرت بمليارات اليورو، أصدرت السلطات تحذيرات وحثّت السكان على البقاء في منازلهم وفي مناطق مرتفعة.

كما أصدرت 8 مناطق ⁠أخرى تحذيرات للسكان من مخاطر محتملة مؤكدة ‌على ضرورة الاستعداد لتفاقم ‍الوضع.

وفاجأت الأمطار ‍الغزيرة، التي هطلت في بلنسية ‍العام الماضي، السلطات، حيث ألقى كثيرون باللوم على المسؤولين المحليين ومسؤولي الحكومة لتأخرهم في تحذير الناس، ما دفع ​في النهاية رئيس الإقليم إلى الاستقالة.

وفي مدينة ملقة، كتب الحرس المدني ⁠الإسباني، في منشور على منصة «إكس»، أن عناصره تمكنت من العثور على جثة رجل جرفت المياه سيارته اليوم. ولا يزال شخص آخر كان برفقته في عداد المفقودين.

وذكرت وكالة الأنباء الإسبانية الرسمية أن فرق الطوارئ تجري أيضاً عمليات بحث عن شاب في غرناطة، ‌جرفته المياه لدى محاولته عبور نهر.


إيطاليا تعتقل 9 للاشتباه في تمويلهم «حماس» عبر جمعيات خيرية

رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني (أ.ف.ب)
رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني (أ.ف.ب)
TT

إيطاليا تعتقل 9 للاشتباه في تمويلهم «حماس» عبر جمعيات خيرية

رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني (أ.ف.ب)
رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني (أ.ف.ب)

قال الادعاء العام الإيطالي إن السلطات ألقت القبض على تسعة أشخاص للاشتباه في تمويلهم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (​حماس) عبر جمعيات خيرية مقرها إيطاليا، وذلك في عملية نسقتها وحدتا مكافحة المافيا والإرهاب.

وأوضح الادعاء العام في مدينة جنوة بشمال إيطاليا في بيانه، أمس (السبت)، أن المشتبه بهم متهمون «بالانتماء إلى حركة (حماس) وتمويلها».

ويصنف الاتحاد الأوروبي «حماس» منظمة إرهابية.

وذكر الادعاء العام أن المعتقلين حوّلوا نحو 7 ملايين يورو (8.‌2 مليون ‌دولار أميركي) جُمعت على مدى ‌العامين ⁠الماضيين ​لأغراض إنسانية ‌ظاهرياً إلى جهات مرتبطة بـ«حماس». وصادرت الشرطة أصولا تزيد قيمتها على ثمانية ملايين يورو.

وفي بيان آخر صدر اليوم الأحد، قالت الشرطة إن قواتها صادرت 1.08 مليون يورو نقدا عُثر عليها في مكاتب جمعية خيرية مؤيدة للفلسطينيين ومنازل يمتلكها مشتبه بهم، فضلا عن مواد مؤيدة ⁠لـ«حماس».

وبدأ التحقيق بعد رصد معاملات مالية مشبوهة، وتوسع نطاقه بالتعاون مع ‌السلطات الهولندية ودول أخرى في ‍الاتحاد الأوروبي، بالتنسيق مع الهيئة ‍القضائية الأوروبية (يوروجاست).

وشكرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ‍السلطات على «عملية بالغة التعقيد والأهمية» كشفت عن «تمويل لـ(حماس)، عبر ما تُسمى بالمنظمات الخيرية».

وأشاد جوناثان بيليد، السفير الإسرائيلي لدى إيطاليا، بالعملية التي أقدمت عليها الشرطة.

وكتب بيليد في ​منشور على منصة «إكس»: «أعبر عن تقديري للجهود الحثيثة من الحكومة الإيطالية وأجهزة إنفاذ القانون ⁠في مكافحة تسلُّل العناصر المتشددة التي تعمل على دعم الإرهاب».

وأثار دعم ميلوني لإسرائيل خلال حربها على «حماس» في غزة احتجاجات شعبية واسعة ومتكررة في إيطاليا. وتقول وزارة الصحة في غزة إن عدد القتلى خلال الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع تجاوز 71 ألفاً.

جاءت الحملة العسكرية رداً على هجوم شنَّته «حماس» على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وتقول إسرائيل إن الهجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص.