أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترمب ثقته في التوصل إلى اتفاق مع نظيره الصيني شي جينبينغ، الذي من المتوقع أن يلتقيه الأسبوع المقبل، وذلك بعد اختتام مسؤولين اقتصاديين رفيعي المستوى من البلدين يومين من المحادثات المكثفة، الأحد، بهدف نزع فتيل التصعيد في الحرب التجارية.
والتقى وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت والممثل التجاري جيميسون غرير، بنائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ وكبير المفاوضين التجاريين لي تشنغقانغ، على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في كوالالمبور. وتعد هذه الجولة الخامسة من المحادثات المباشرة بين الجانبين منذ مايو (أيار) الماضي.
وقال بيسنت للصحافيين: «أعتقد أن لدينا إطار عمل ناجحاً للغاية ليناقشه القادة يوم الخميس». ووصل ترمب إلى ماليزيا، الأحد، في بداية جولة آسيوية من 5 أيام، من المتوقع أن تتوَّج بلقاء مع شي في كوريا الجنوبية يوم 30 أكتوبر (تشرين الأول).
وبعد المحادثات، تحدث ترمب بنبرة إيجابية قائلاً: «أعتقد أننا سنحصل على صفقة مع الصين». كما أشار الرئيس الأميركي إلى إمكانية عقد اجتماعات لاحقة مع شي في كل من الصين والولايات المتحدة، مضيفاً: «اتفقنا على أن نلتقي بهم لاحقاً في الصين، وسنجتمع في الولايات المتحدة، إما في واشنطن وإما في مارالاغو».
تمديد محتمل للهدنة التجارية
يسعى الجانبان لتجنب تصعيد الحرب التجارية؛ خصوصاً بعد أن هدد ترمب بفرض تعريفات جمركية جديدة بنسبة 100 في المائة، وقيود تجارية أخرى بدءاً من الأول من نوفمبر (تشرين الثاني)، رداً على توسيع الصين نطاق قيودها على صادرات المعادن والأتربة النادرة.
وكانت بكين وواشنطن قد خففتا سابقاً معظم الرسوم الجمركية المشددة، بموجب هدنة تجارية من المقرر أن تنتهي في 10 نوفمبر. وقال بيسنت إن الهدنة قد تُمدَّد، بانتظار قرار الرئيس، ليكون هذا التمديد الثاني لها منذ توقيعها أول مرة في مايو.
وكشف بيسنت أن المفاوضات كانت «موضوعية للغاية»، وشملت مناقشة قضايا التجارة، والمعادن النادرة، والفنتانيل، و«تيك توك»، والعلاقات الثنائية بشكل عام.
نقاط رئيسية على جدول أعمال القمة
ومن المتوقع أن يركز ترمب في محادثاته مع شي على مشتريات الصين من فول الصويا الأميركي، والمخاوف المتعلقة بتايوان التي تعتبرها بكين جزءاً من أراضيها، بالإضافة إلى قضية الإفراج عن قطب الإعلام المسجون في هونغ كونغ، جيمي لاي.
وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الأحد، إن الولايات المتحدة لن تتخلى عن دعمها لتايوان مقابل أي منافع تجارية مع الصين.
كما أشار ترمب إلى أنه سيسعى للحصول على مساعدة الصين في تعامل واشنطن مع روسيا، في ظل اقتراب الحرب في أوكرانيا من عامها الرابع. وتأتي هذه المفاوضات في ظل أجواء متوترة بسبب فشل الهدنة التجارية الهشة في منع الطرفين من فرض مزيد من العقوبات والقيود، مما يجعل أي اتفاق محتمل -بقيمة تجارية تبلغ 660 مليار دولار سنوياً- عرضة للخطر.
