«الشرق الأوسط» تحاور مسؤولين سابقين ومحللين... ما دلالات تعيين ريبورن في الخارجية الأميركية؟

ديفيد شنكر لـ«الشرق الأوسط»: خيار ممتاز

جويل ريبورن (معهد هدسون)
جويل ريبورن (معهد هدسون)
TT

«الشرق الأوسط» تحاور مسؤولين سابقين ومحللين... ما دلالات تعيين ريبورن في الخارجية الأميركية؟

جويل ريبورن (معهد هدسون)
جويل ريبورن (معهد هدسون)

في خطوة تمهّد لتأكيد توجه إدارة الرئيس دونالد ترمب نحو إعادة بناء سياستها في الشرق الأوسط، صوّتت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، الخميس، بالأغلبية على تأييد ترشيح جويل ريبورن لمنصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى. وحصل على تأييد 15 صوتاً مقابل 7 أصوات معارضة، ما يمهّد لإحالته على التصويت أمام الجلسة العامة لمجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون.

ويُتوقّع أن يتم التصويت النهائي خلال الأيام المقبلة، في خطوة يُنظر إليها على نطاق واسع بوصفها تعييناً سيعزّز حضور واشنطن في ملفات المنطقة الأكثر تعقيداً، من سوريا إلى إيران ولبنان والعراق.

إشادة من مسؤولين سابقين

وفي تعليق لـ«الشرق الأوسط»، قال ديفيد شنكر، الذي شغل المنصب نفسه خلال الولاية الأولى لترمب، إن ريبورن «خيار ممتاز»، مضيفاً: «أنا أعرفه وعلى علاقة قديمة معه. يتمتع بمعرفة وخبرة عميقتين في المنطقة بوصفه ممارساً سياسياً وأكاديمياً وجندياً. لقد خدم في العديد من المناصب العليا في الحكومة الأميركية بامتياز، بما في ذلك نائبي في إدارة ترمب الأولى. ستكون معرفته الإقليمية الواسعة وخبرته في إنجاز الأمور الصعبة بمثابة مكسب حقيقي للإدارة وهي تتصارع مع القضايا الصعبة في الشرق الأوسط».

جويل ريبورن (معهد هوفر)

من جهته، رأى السياسي والإعلامي السوري – الأميركي أيمن عبد النور، أن التصويت الأخير يمثل «الخطوة ما قبل النهائية» لتسلم ريبورن منصبه الرسمي، مؤكداً أن الأخير «معروف بإلمامه الكبير بالملف السوري والمعارضة السورية السابقة والحركات الأصولية والفصائل، إضافة إلى علاقاته الممتازة مع كثير من السوريين». وأضاف عبد النور أن تعيينه «يُعدّ خياراً واعداً بالنسبة للملف السوري في المرحلة المقبلة، خصوصاً مع حاجة واشنطن إلى مقاربة أكثر تماساً مع واقع الصراع».

غير أن الدبلوماسي السوري السابق بسام بربندي عد تعيينه تثبيتاً للشخصيات الموالية لترمب، وأن دوره في سوريا قد لا يكون كبيراً بسبب تسليم ملفها إلى المبعوث الخاص توم براك. وأضاف في حديث مع «الشرق الأوسط»، أن ريبورن سيدعم مؤسساتياً وسياسياً ما يقوم به براك لا أكثر، وسيلتزم بأهداف واستراتيجية الإدارة الجارية منذ بداية العام. فهو موظف عالي المستوى ينسق السياسة الأميركية مع الموفدين إلى سوريا ولبنان وفلسطين وإسرائيل وشمال أفريقيا، ومن ثمّ لن يكون صوتاً من «خارج الصندوق». ويعتقد بربندي أن أفكاره ستطرح داخلياً و«لهذا لا أتوقع أي تغيير في السياسة الأميركية في أي من الملفات».

دلالات سياسية

ويُنظر إلى تمرير الترشيح داخل اللجنة بوصفه انتصاراً لإدارة ترمب، التي تعمل على تثبيت فريقها الدبلوماسي بعد سلسلة تغييرات في المناصب العليا داخل وزارة الخارجية. ويرى مراقبون أن وجود ريبورن سيعطي دفعاً لمقاربة أكثر صرامة تجاه إيران وسوريا، مع الحفاظ على تنسيق وثيق مع حلفاء واشنطن التقليديين في المنطقة.

ورغم بعض التحفظات الديمقراطية على ما عُدّ«نزعة تشدد» في مواقفه، يُرجّح أن يحصل الترشيح على موافقة مجلس الشيوخ الكامل بسهولة، ليصبح ريبورن من أبرز الشخصيات التي تتولى إدارة ملف الشرق الأدنى منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض.


مقالات ذات صلة

غزة: خطة ترمب على المحك مع تعثر الانتقال إلى المرحلة الثانية

المشرق العربي يركض الناس بحثاً عن مأوى بينما يتصاعد عمود من الدخان فوق الخيام في مخيم للنازحين الفلسطينيين شمال خان يونس (أ.ف.ب) play-circle

غزة: خطة ترمب على المحك مع تعثر الانتقال إلى المرحلة الثانية

يوماً بعد يوم تزداد الشكوك في قدرة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن قطاع غزة على الصمود في وجه التحديات والعقبات التي يفرضها موقف كل من طرفي الصراع الرئيسين

«الشرق الأوسط» (غزة)
الولايات المتحدة​ تُظهر هذه الصورة المركبة التي تم إنشاؤها باستخدام صور مقدمة من مكتب التحقيقات الفيدرالي وقسم شرطة بروفيدنس رود آيلاند شخصاً مشتبهاً به في حادث إطلاق النار الذي وقع في جامعة براون في بروفيدنس رود آيلاند (أ.ب) play-circle

السلطات الأميركية تنشر صوراً للمشتبه في إطلاقه النار بجامعة براون

نشر المحققون المكلّفون العثور على منفذ عملية إطلاق النار في جامعة براون صوراً للمشتبه به.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ جيمي لاي (أ.ف.ب)

ترمب: طلبت من الرئيس الصيني النظر في إطلاق سراح جيمي لاي

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس الاثنين، إنه طلب من نظيره الصيني شي جينبينغ النظر في إطلاق سراح قطب الإعلام المؤيد للديموقراطية جيمي لاي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الولايات المتحدة​ 
فلسطينيون يحاولون أمس التعرف على جثث انتُشلت من تحت أنقاض مبنى دُمّر عام 2023 في حي الرمال بمدينة غزة (أ.ف.ب)

خطوط أميركية حمراء لنتنياهو قبل لقاء ترمب

قبل لقاءٍ مرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب نهاية الشهر، تلقَّى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من واشنطن «رسائلَ حادة وخاصة» و«خطوطاً حمراء» بشأن.

نظير مجلي (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

ترمب يطالب «بي بي سي» بـ10 مليارات دولار تعويضا عن تهمة التشهير

أقام الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاثنين دعوى قضائية على هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) يطالبها فيها بتعويض لا يقل عن 10 مليارات بعد اتهامها بالتشهير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الشتاء القاسي يغرق غزة… ويعصف بخيام النازحين (صور)

فلسطينيون نازحون يدفعون سيارة عبر مياه الفيضانات عقب هطول أمطار غزيرة في مدينة غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون نازحون يدفعون سيارة عبر مياه الفيضانات عقب هطول أمطار غزيرة في مدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

الشتاء القاسي يغرق غزة… ويعصف بخيام النازحين (صور)

فلسطينيون نازحون يدفعون سيارة عبر مياه الفيضانات عقب هطول أمطار غزيرة في مدينة غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون نازحون يدفعون سيارة عبر مياه الفيضانات عقب هطول أمطار غزيرة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

شهد قطاع غزة، الثلاثاء، كارثة جديدة تزيد من معاناة سكانه النازحين، حيث أغرقت الأمطار الغزيرة أكبر مستشفى في القطاع وآلاف خيام الفلسطينيين، بينما طارت مئات أخرى نتيجة منخفض جوي عاصف يضرب المنطقة منذ مساء الاثنين.

وتأتي هذه الفيضانات بعد أيام فقط من مرور قطاع غزة بالمنخفض القطبي «بيرون»، الذي أودى بحياة 14 فلسطينياً وتسبب في تضرر وغرق نحو 53 ألف خيمة، ما يزيد الوضع الإنساني سوءاً ويضع ملايين المدنيين في مواجهة مخاطر جديدة.

فلسطينيون نازحون يسيرون عبر مياه الفيضانات عقب هطول أمطار غزيرة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

غرق أكبر مستشفى وتعطّل الخدمات الطبية

ووفق ما نقلت وسائل إعلام، فإن مياه الأمطار تسربت إلى أقسام في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، وخاصة قسم الاستقبال والطوارئ، ما أدى إلى تعطيل العمل فيه بشكل شبه كامل، في وقت يُعدّ فيه هذا القسم شرياناً أساسياً لإنقاذ الجرحى والمرضى في ظل استمرار العدوان وتدهور الوضع الصحي في القطاع.

رجل فلسطيني نازح يقود سيارة عبر مياه الفيضانات عقب هطول أمطار غزيرة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

وقال شهود لوكالة «شهاب» إن المياه تدفقت إلى الممرات وغرف الفحص، فيما حاول الطاقم الطبي نقل المرضى إلى أماكن أكثر أماناً داخل المستشفى، وسط انقطاع للكهرباء ونقص حاد في الإمكانات اللازمة للتعامل مع الكارثة.

عائلة فلسطينية تركب عربة وسط المطر في مدينة غزة (أ.ب)

ويُعد مجمع الشفاء أكبر مستشفيات القطاع، وقد تعرض لدمار هائل خلال حرب الإبادة الإسرائيلية، فيما عملت وزارة الصحة على ترميم بعض مبانيه خلال الشهرين الماضيين، إلا أن حجم الأضرار ونقص الإمكانات يحول دون عودة العمل فيه بصورة طبيعية، خاصة مع عرقلة دخول المستلزمات الطبية والأدوية من قبل الاحتلال.

أطفال يركضون تحت المطر أمام مخيم خيام في مدينة غزة (أ.ب)

مأساة خيام النازحين تتكرر

لم تكن أوضاع النازحين أفضل حالاً؛ إذ أدت الأمطار العاصفة إلى غرق مئات الخيام وتطاير أخرى في مختلف مناطق القطاع، خاصة في المناطق المنخفضة التي تحولت إلى برك واسعة من المياه والطين.

نازحة فلسطينية في خيمة غمرتها المياه في يوم ممطر بمدينة غزة (رويترز)

وتتكرر مأساة غرق خيام النازحين في غزة، حيث غمرت مياه الأمطار الخيام والشوارع في مناطق متفرقة، بما فيها ساحة الجندي المجهول وحي الشيخ رضوان شمال غربي المدينة.

ويواجه مئات آلاف النازحين هذا الواقع بخيام مهترئة لا تقيهم البرد ولا السيول، وسط غياب شبه تام لمستلزمات الشتاء ووسائل التدفئة.

نازح فلسطيني يسير في شارع غمرته المياه في يوم ممطر بمدينة غزة (رويترز)

وفي حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، انهار منزل يعود لعائلة أبو القمصان بعد أن أغرقت الأمطار أساساته المتضررة أصلاً بفعل القصف السابق، فيما أصيب عدد من النازحين في حي تل الهوى جنوب غربي المدينة، إثر سقوط جدار على إحدى الخيام نتيجة شدة الرياح المصاحبة للمنخفض.

يسير فلسطينيون نازحون قرب خيامهم عقب هطول أمطار غزيرة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

تحذيرات «حماس» والمجتمع الدولي

إلى ذلك، قال المتحدث باسم حركة «حماس» حازم قاسم، إن الكارثة الإنسانية تتفاقم بسبب وصول منخفض جوي جديد، مؤكداً أن خيام النازحين لا توفر أي حماية من الظروف الجوية.

فلسطينيون يسخنون الطعام بينما يحتمون من المطر في كشك لبيع الأدوات في مدينة غزة (أ.ب)

وأضاف أن التحذيرات السابقة لإدخال مواد الإيواء المناسبة لم تلقَ أي استجابة من المجتمع الدولي، الذي ظل عاجزاً عن كسر الحصار الإسرائيلي على القطاع. ودعا قاسم الوسطاء والدول الضامنة لاتفاق وقف الحرب، إلى جانب الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، للتحرك العاجل لإنقاذ سكان غزة من كارثة محققة.

طفل يستخدم دلواً ليحتمي من المطر في أثناء سيره بأحد شوارع مدينة غزة (أ.ب)

وكان مسؤولون في وزارة الصحة قد ذكروا أن الأمطار الغزيرة أدت إلى وفاة رضيعة بسبب البرد القارس، إضافة إلى غرق مئات الخيام التي تؤوي عائلات نازحة.

وأشار المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى وفاة 12 شخصاً أو وجودهم في عداد المفقودين، وانهيار 13 مبنى على الأقل، وغمر المياه 27 ألف خيمة.

فلسطينيون يسيرون في شارع تصطف على جانبيه مبانٍ متضررة من الحرب تحت المطر في مدينة غزة (أ.ب)

أعداد النازحين واحتياجات الخيام الجديدة

وأفادت الأمم المتحدة ومسؤولون فلسطينيون بوجود حاجة ماسة إلى 300 ألف خيمة جديدة على الأقل لنحو 1.5 مليون نازح في غزة. كما أكدت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 4 آلاف شخص يعيشون في مناطق ساحلية عالية الخطورة، ويتأثر ألف منهم مباشرة بالأمواج العاتية القادمة من البحر.

وحذرت المنظمة الدولية للهجرة من احتمال غرق مئات الآلاف من النازحين، بسبب منع دخول مواد البناء والإيواء، كما أشارت إلى خطر تفشي الأمراض بسبب غياب الصرف الصحي وإدارة النفايات، لا سيما في المناطق المنخفضة المليئة بالأنقاض، حيث يعيش نحو 795 ألف شخص تحت خطر السيول.


غزة: خطة ترمب على المحك مع تعثر الانتقال إلى المرحلة الثانية

يركض الناس بحثاً عن مأوى بينما يتصاعد عمود من الدخان فوق الخيام في مخيم للنازحين الفلسطينيين شمال خان يونس (أ.ف.ب)
يركض الناس بحثاً عن مأوى بينما يتصاعد عمود من الدخان فوق الخيام في مخيم للنازحين الفلسطينيين شمال خان يونس (أ.ف.ب)
TT

غزة: خطة ترمب على المحك مع تعثر الانتقال إلى المرحلة الثانية

يركض الناس بحثاً عن مأوى بينما يتصاعد عمود من الدخان فوق الخيام في مخيم للنازحين الفلسطينيين شمال خان يونس (أ.ف.ب)
يركض الناس بحثاً عن مأوى بينما يتصاعد عمود من الدخان فوق الخيام في مخيم للنازحين الفلسطينيين شمال خان يونس (أ.ف.ب)

يوماً بعد يوم تزداد الشكوك في قدرة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن قطاع غزة على الصمود في وجه التحديات، والعقبات التي يفرضها موقف كل من طرفي الصراع الرئيسين حركة «حماس»، وإسرائيل، وفق تقرير لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

فالخطة، المؤلفة من عشرين بنداً، لم تكتمل مرحلتها الأولى حتى الآن بسبب عدم تسليم الفصائل الفلسطينية المسلحة في القطاع الجثة المتبقية من جثث الرهائن الإسرائيليين، وهو الأمر الذي تتذرع إسرائيل به، بغض النظر عن السبب وراء ذلك، وتتنصل من بعض الالتزامات التي تنص عليها الخطة في مرحلتها الأولى، فضلاً عن إصرارها على عدم الانتقال إلى المرحلة الثانية حتى تتسلم تلك الجثة.

وكان يفترض بموجب خطة ترمب أن تنتهي استحقاقات المرحلة الأولى من الاتفاق في غضون 72 ساعة من توقيعه، إلا أن الفصائل الفلسطينية تقول إنها تواجه صعوبات في العثور على تلك الجثة، أو ما تبقى منها في ظل ضعف إمكانيات البحث، وصعوبة الوضع القائم في القطاع، علماً بأنها سلمت جميع ما لديها من الرهائن الأحياء، والأموات.

وفي المقابل تشن إسرائيل ضربات شبه يومية في القطاع، وتواصل سياسة الاغتيالات بحق كوادر حركة «حماس»، وسط تبادل للاتهامات بين الجانبين بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 10 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بوساطة دولية، ورعاية أميركية.

«حماس» تفكر في التراجع عن التزامات نزع السلاح

وفي ظل عدم وجود أي مؤشرات على الانتقال إلى المرحلة الثانية، بدأ بعض قادة «حماس» مؤخراً في إطلاق تصريحات تشي بتراجع الحركة عن التزام رئيس في صلب تلك المرحلة، والمتمثل في نزع سلاحها، ما يطرح العديد من التساؤلات بشأن موقف الحركة، والأوراق التي تملكها حتى تضع الاتفاق برُمّته على المحك، لا سيما بعد تسليم الرهائن الإسرائيليين.

وعلى الجانب الآخر، تتلقف تل أبيب هذه التصريحات، وتبرزها، في محاولة منها لإلقاء كل اللوم على «حماس» في عدم إحراز تقدم على صعيد تنفيذ باقي مراحل الاتفاق، وسط تلويح بين الحين والآخر باستئناف الحرب.

ويتناغم الموقف الإسرائيلي مع انتقادات أوروبية لحركة «حماس»، حيث اعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن رفض الحركة نزع سلاحها «يشكل العقبة الرئيسة أمام إحراز تقدم حقيقي نحو الاستقرار في قطاع غزة».

ورأت كالاس أن أي مسار سلام جاد في القطاع «لن ينجح ما لم تعالج مسألة السلاح، باعتبارها شرطاً أساسياً للاستقرار طويل الأمد».

ضغط أميركي للحفاظ على الاتفاق

وفي سياق متصل نقلت قناة «آي 24» الإسرائيلية عن مسؤول غربي مشارك في تنفيذ الخطة تشككه البالغ، قائلاً إنه من غير الواضح ما إذا كانت «حماس» ستتخلى عن أسلحتها.

وفي معرض رده على السبب وراء عدم التخلي عن الخطة في ظل هذا الموقف من قبل «حماس»، قال المسؤول الغربي إن «موقف العديد من الدول هو دعم الخطة رغم المشكلات، لأنها لا ترى خياراً آخر. نحن والدول الغربية الأخرى نفضل عدم الانسحاب، لأننا لا نريد أن نرى إسرائيل تعود إلى القتال في غزة».

ووسط حالة عدم اليقين التي تخيم على المشهد، تواصل الولايات المتحدة أيضاً ضغوطها بغية دعم الاتفاق، والحيلولة دون انهياره.

مسلحون فلسطينيون يحرسون المكان في اليوم الذي تم فيه تسليم الرهائن المحتجزين في غزة (رويترز)

اتهامات متبادلة بين تل أبيب وواشنطن

وفي هذا السياق، نقل موقع «أكسيوس» الإخباري عن مسؤولين أميركيين اثنين قولهما إن البيت الأبيض وجه رسالة شديدة اللهجة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكداً أن مقتل القيادي العسكري البارز في حركة «حماس» رائد سعد مطلع الأسبوع الجاري يمثل انتهاكاً لاتفاق وقف إطلاق النار.

وأشار الموقع إلى أن هذه الرسالة «الغاضبة» من البيت الأبيض تأتي وسط تصاعد التوترات بين إدارة ترمب وحكومة نتنياهو بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، وسياسة إسرائيل الإقليمية الأوسع، في إشارة لموقفها من لبنان، وسوريا.

كما كشف مسؤول أميركي رفيع المستوى أن رسالة البيت الأبيض لنتنياهو كانت: «إذا كنت تريد تدمير سمعتك، وإظهار أنك لا تلتزم بالاتفاقيات، فتفضل، لكننا لن نسمح لك بتدمير سمعة الرئيس ترمب بعد أن توسط في إبرام الاتفاق في غزة».

في المقابل كشفت مصادر إسرائيلية أن حكومة تل أبيب أبلغت إدارة ترمب بأن حركة «حماس» هي من انتهكت الاتفاق «بمهاجمة الجنود، واستئناف تهريب الأسلحة».

ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول إسرائيلي أن «مقتل رائد سعد، وهو إرهابي بارز كان يعمل ليل نهار على انتهاك الاتفاق واستئناف القتال، جاء رداً على هذه الانتهاكات، وكان يهدف إلى ضمان استمرار وقف إطلاق النار».

نساء فلسطينيات يمشين بين أكوام الأنقاض والمباني المدمرة في مدينة غزة (رويترز)

التحضيرات لإطلاق قوة الاستقرار الدولية في غزة

وفي محاولة لكسر حالة الجمود، والابتعاد عن دائرة الاتهامات المتبادلة بين «حماس» وإسرائيل، تعقد القيادة المركزية في الجيش الأميركي اليوم الثلاثاء مؤتمراً في قطر بمشاركة ممثلين عن 40 دولة، معظمهم ممثلون عسكريون، بهدف بلورة قائمة الدول التي ستشارك في قوة الاستقرار الدولية المزمع نشرها في غزة، ضمن المرحلة الثانية من خطة ترمب، وفقاً لهيئة البث الإسرائيلية.

وفي التفاصيل، أشارت هيئة البث إلى أن المؤتمر سيشهد مشاركة دول أعلنت بالفعل استعدادها لإرسال قوات إلى القطاع، إلى جانب دول ما زالت مترددة في الإقدام على هذه الخطوة، إضافة لعدد من الدول الأوروبية في مقدمتها إيطاليا.

وسيناقش المؤتمر مهام تلك القوة، وما إذا كانت ستعمل بالقوة في مناطق تخضع لسيطرة «حماس» بهدف نزع سلاحها، أم في مناطق خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي.

وفيما وصف بأنه بالغ الأهمية، تعقد جلسات هذا المؤتمر من دون مشاركة إسرائيلية مباشرة، على أن يعقد مؤتمر آخر حول الموضوع بعد نحو شهرين، وفقاً لما ذكرته هيئة البث.

ومع غياب أفق واضح للمضي قدماً في خطة ترمب، تثار الكثير من التكهنات في مواجهة مسار محفوف بالمخاطر قد يقوض جهود السلام، ويدفع المنطقة نحو دائرة العنف من جديد.


العراق: «الإطار» يدرس تكليف رئيس وزراء سابق قيادة الحكومة


قادة «الإطار التنسيقي» وقّعوا على بيان لإعلانهم «الكتلة الأكثر عدداً» في البرلمان العراقي الجديد (واع)
قادة «الإطار التنسيقي» وقّعوا على بيان لإعلانهم «الكتلة الأكثر عدداً» في البرلمان العراقي الجديد (واع)
TT

العراق: «الإطار» يدرس تكليف رئيس وزراء سابق قيادة الحكومة


قادة «الإطار التنسيقي» وقّعوا على بيان لإعلانهم «الكتلة الأكثر عدداً» في البرلمان العراقي الجديد (واع)
قادة «الإطار التنسيقي» وقّعوا على بيان لإعلانهم «الكتلة الأكثر عدداً» في البرلمان العراقي الجديد (واع)

في ظلّ التعقيدات التي يواجهها «الإطار التنسيقي» الشيعي لتشكيل الحكومة الجديدة ضمن السقوف الدستورية التي لا تتعدى 3 أشهر في حدّها الأعلى، لا يستبعد مسؤولٌ رفيعٌ مقرب من قوى «الإطار» أن يختاروا رئيسَ وزراء سابقاً لقيادة الحكومة الجديدة.

وقال المسؤول لـ«الشرق الأوسط» إنَّ القوى الشيعية «ترغب في تولي شخصية ذات خبرة في إدارة المنصب التنفيذي الأول بالبلاد، خصوصاً في ظلّ التحديات المحلية والإقليمية القائمة والمتوقعة». ولم يستبعد المسؤول «أن تلجأ قوى (الإطار التنسيقي) إلى اختيار أحد الشخصيات التي شغلت منصب رئاسة الوزراء سابقاً، مثل نوري المالكي أو محمد السوداني أو حيدر العبادي أو مصطفى الكاظمي، وبدرجة أقل عادل عبد المهدي الذي سبق أن أُقيل من منصبه بعد (حراك تشرين) الاحتجاجي».