السودان... من «حرب التويوتا» إلى «حرب المسيّرات»

انفجارات في مطار الخرطوم قبل ساعات من إعلان إعادة تشغيله

جانب من مبنى محترق وسط الحطام في مطار الخرطوم (أرشيفية - رويترز)
جانب من مبنى محترق وسط الحطام في مطار الخرطوم (أرشيفية - رويترز)
TT

السودان... من «حرب التويوتا» إلى «حرب المسيّرات»

جانب من مبنى محترق وسط الحطام في مطار الخرطوم (أرشيفية - رويترز)
جانب من مبنى محترق وسط الحطام في مطار الخرطوم (أرشيفية - رويترز)

تحوّلت الحرب في السودان من «حرب مصفحات الدفع الرباعي من طراز التويوتا»، المستمرة منذ بدايات النزاع، إلى مرحلة جديدة تشكل المسيّرات والقنابل الطائرة، القادرة على الوصول إلى أي بقعة في البلاد وزعزعة استقرارها، عمودها الفقري.

ولم تسلم معظم المدن السودانية من نيران المسيّرات، من أقصى الشرق في بورتسودان إلى أقصى الغرب، في الجنينة الحدودية، والفاشر ونيالا، ووصلت إلى مدن شمالية مثل مروي والدبة وعطبرة وشندي، إضافة إلى العاصمة الخرطوم ومدن الوسط والجنوب كوستي وسنار والدمازين.

وبات من الواضح أن طرفي الحرب يملكان حصيلة واسعة من هذه المسيّرات بأنواعها كافة، ويتم استخدامها بكثافة، في المعارك المباشرة، وفي الهجمات على المنشآت العسكرية والمدنية.

ويرجح أن كلا الطرفين حصل على أعداد كبيرة من هذه المسيّرات، حوّلت ساحة البلاد لمعارك جوية شبه يومية.

وفجر أمس (الثلاثاء)، شنّت طائرات مسيّرة تابعة لـ«قوات الدعم السريع» هجوماً جوياً استهدف مطار الخرطوم الدولي، وذلك قبل ساعات من إعلان سلطة الطيران المدني بدء تشغيله مجدداً ابتداءً من اليوم (الأربعاء).


مقالات ذات صلة

«الدعم السريع» تهاجم مقرَّ الأمم المتحدة في كادوقلي

شمال افريقيا نازحون يصطفون للحصول على مساعدات غذائية في مخيم بشمال كردفان (أ.ف.ب)

«الدعم السريع» تهاجم مقرَّ الأمم المتحدة في كادوقلي

شنَّت «قوات الدعم السريع»، أمس، هجوماً بالمسيَّرات على مدينة كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان المحاصرة، استهدف مقراً للأمم المتحدة، مما أدى إلى مقتل 6 جنود.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا عناصر من «قوات التدخل السريع» يقومون بدورية في بلدة شمال السودان (أرشيفية - أ.ب) play-circle

«الدعم السريع» تهاجم مقر الأمم المتحدة بجنوب كردفان ومقتل 6 جنود بنغلادشيين

شنت «قوات الدعم السريع»، (السبت)، هجوماً بالمسيَّرات على مدينة كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان استهدف مقراً للأمم المتحدة، مما أدى إلى مقتل 6 جنود بنغلاديشيين.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا جنود من الجيش السوداني يسيرون بجوار مركبات عسكرية مدمرة بعد معركة مع «قوات الدعم السريع» في الخرطوم (رويترز) play-circle

السودان: الجيش يتهم «الدعم السريع» بقصف مقر للأمم المتحدة أوقع 6 قتلى

قُتل ستة جنود بنغلادشيين على الأقل، السبت، في هجوم بطائرة مسيّرة على قاعدة تابعة لبعثة حفظ سلام أممية في كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان المحاصرة.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا 
أرشيفية لحقل هجليج النفطي جنوب كردفان في السودان (رويترز)

موسكو تعرض التوسط لإنهاء الصراع في السودان

عرض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وساطة بلاده لدفع عملية سياسية تنهي الصراع الدائر في السودان. وقال في لقاء مع السفراء في موسكو، إن بلاده مستعدة إذا وافقت.

رائد جبر (موسكو ) محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا أرشيفية لحقل «هجليج» النفطي الاستراتيجي لدولتي السودان وجنوب السودان (رويترز) play-circle

اتفاق ثلاثي بين البرهان وحميدتي وسلفا كير لتأمين نفط «هجليج»

أعلنت حكومة جنوب السودان نشر قوات تابعة لها في حقول «هجليج» بولاية غرب كردفان لحماية وتأمين المنشآت النفطية، بعد انسحاب الجيش السوداني، وسيطرة «الدعم السريع».

محمد أمين ياسين (نيروبي) وجدان طلحة (بورتسودان)

مواجهات بين الشرطة التونسية ومتظاهرين في القيروان

الرئيس التونسي قيس سعيد (أ.ف.ب)
الرئيس التونسي قيس سعيد (أ.ف.ب)
TT

مواجهات بين الشرطة التونسية ومتظاهرين في القيروان

الرئيس التونسي قيس سعيد (أ.ف.ب)
الرئيس التونسي قيس سعيد (أ.ف.ب)

اندلعت اشتباكات لليلة الثانية على التوالي، مساء السبت، بين الشرطة التونسية وشباب في مدينة القيروان وسط البلاد، بعد وفاة رجل عقب مطاردة نفّذتها الشرطة، تلاها عنف ضده، وفقاً لما ذكرته عائلته.

ويقول أقارب هذا الرجل إنه كان يقود دراجة نارية دون رخصة «وطاردته عربة الشرطة، ثم تعرّض للضرب ونُقل إلى المستشفى الذي هرب منه لاحقاً، ثم توفي السبت إثر نزيف في الرأس».

وفي محاولة على ما يبدو لتهدئة الأوضاع، قالت مصادر محلية وإعلامية، إن والي القيروان زار منزل عائلة المتوفي السبت، وتعهَّد بفتح تحقيق لتحديد ملابسات الوفاة وتحميل المسؤوليات، حسبما أفادت وكالة «رويترز».

من مظاهرة في العاصمة التونسية السبت (رويترز)

وكان المئات من التونسيين قد تظاهروا في العاصمة وغيرها، يوم السبت أيضاً، استجابة لدعوة جمعيات وأحزاب معارضة، للأسبوع الرابع على التوالي، «دفاعاً عن الحريات واحتجاجاً على سياسات» الرئيس قيس سعيد.

وهتف ما بين 300 و400 متظاهر: «الحرية للسجناء»، و«حريات، حريات، دولة البوليس انتهت»، متوجهين إلى الرئيس سعيد الذي تتهمه المعارضة «بالتسلط» منذ تفرّده بالسلطة منتصف عام 2021، وفق ما أفاد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية».

ومنذ ذلك الحين، تُندّد منظمات غير حكومية محلية ودولية بتراجع الحقوق والحريات في تونس.

وقال رئيس «حزب العمال» حمّة الهمامي، إن «الحريات الفردية والعامة الأساسية تُداس بالكامل». وأضاف: «مرة أخرى، فُتحت أبواب السجون أمام معارضي هذا النظام».

ورفع عدد من المتظاهرين لافتات تحمل صورة المحامي العياشي الهمامي، والشاعرة شيماء عيسى، والسياسي البارز أحمد نجيب الشابي الذين أوقفوا في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) وبداية ديسمبر (كانون الأول) بعد إدانتهم استئنافياً في القضية التي تُعرف باسم «التآمر على أمن الدولة»، وشملت ما مجموعه نحو 40 شخصاً.

وحمل آخرون صوراً لزعيمة الحزب «الدستوري الحر» عبير موسى التي حُكم عليها الجمعة بالسجن 12 عاماً بتهمة «تدبير اعتداء المقصود به تبديل هيئة الدولة».

عبير موسى التي حكم عليها بالسجن 12 عاماً (موقع الحزب)

كما يقبع عشرات من المعارضين ونشطاء المجتمع المدني في السجن أو يخضعون للمحاكمة بموجب «المرسوم 54» الرئاسي لمكافحة «المعلومات الكاذبة» الذي انتقدت منظمات حقوق الإنسان، عباراته وتوسع القضاء في استعماله.

ودعت إلى المظاهرة عدة منظمات، أبرزها «الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان»، و«جمعية النساء الديمقراطيات»، و«نقابة المحامين»، وعدد من الأحزاب، تحت شعار «لا بد للقيد أن ينكسر» المستوحى من النشيد الوطني وقصيدة للشاعر الراحل أبو القاسم الشابي.

وقال وسام الصغير، المتحدث باسم «الحزب الجمهوري» الذي يقبع أمينه العام عصام الشابي في السجن في قضية «التآمر»، إن الرئيس قيس سعيد «نجح في أمر واحد» عبر توقيف أشخاص من «جميع الأطياف السياسية والثقافية»، وهو دفع المعارضين والمجتمع المدني نحو «الوحدة في نضالاتهم، وإزالة الحواجز بين هذه القوى».

أحمد نجيب الشابي (أ.ف.ب)

وعقب صدور الأحكام، أوقفت قوات الأمن 3 من المدانين كانوا يُحاكمون في حالة سراح، من بينهم الشابي البالغ 81 عاماً. وقد ندّدت ابنته هيفاء بالحكم عبر موقع «فيسبوك»، عادّة أن العقوبة (12 عاماً في الاستئناف مقابل 18 عاماً في الطور الابتدائي) «ترقى إلى مستوى حكم بالإعدام». أما المدانان الآخران، المحامي العياشي الهمامي، والشاعرة شيماء عيسى، فقد أعلنا دخولهما في إضراب عن الطعام.

وفيما تتهمه المعارضة بـ«العمل على قمعها»، أكد سعيد مراراً أنه لا يتدخل في شؤون القضاء، لكنه سبق أن وصف المعارضين المسجونين ونشطاء موقوفين، بأنهم «إرهابيون» و«خونة».


توقيف 14 شخصاً في الدار البيضاء المغربية بعد أعمال شغب رياضي

جانب من احتجاجات سابقة شهدتها مدينة الدار البيضاء (أرشيفية - أ.ف.ب)
جانب من احتجاجات سابقة شهدتها مدينة الدار البيضاء (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

توقيف 14 شخصاً في الدار البيضاء المغربية بعد أعمال شغب رياضي

جانب من احتجاجات سابقة شهدتها مدينة الدار البيضاء (أرشيفية - أ.ف.ب)
جانب من احتجاجات سابقة شهدتها مدينة الدار البيضاء (أرشيفية - أ.ف.ب)

أعلنت الإدارة العامة للأمن الوطني، التابعة لوزارة الداخلية المغربية، مساء السبت، أن أفراد الشرطة «بمنطقة أمن مولاي رشيد بمدينة الدار البيضاء، تمكنت من توقيف 14 شخصاً» يشتبه في تورطهم في أعمال عنف مرتبطة بالشغب الرياضي وإلحاق خسائر مادية بممتلكات عمومية.

وجاء توقيف هؤلاء بعد ورود بلاغ إلى الشرطة يفيد بتورط مجموعة من الأشخاص، يشتبه في كونهم من أنصار فصيلين لمشجعي أحد فرق كرة القدم المحلية، في تبادل العنف باستعمال السلاح الأبيض بالشارع العام، ما أسفر عن إصابة أحد المواطنين بجروح. وقد تدخلت دوريات الشرطة على الفور لفرض النظام العام. وواجه المشتبه فيهم عناصرها بمقاومة عنيفة عبر رشقهم بالحجارة، ما تسبب في إلحاق أضرار بأربع سيارات للأمن الوطني.

جانب آخر من مظاهرات سابقة في الدار البيضاء (أرشيفية - أ.ب)

و«أسفرت التحريات عن توقيف 14 شخصاً بعد وقت وجيز من ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية»، على ما أفيد رسمياً.

وخلال عمليات الضبط والتفتيش، تم العثور بحوزة المشتبه بهم على أربعة أسلحة بيضاء، بالإضافة إلى قنينة غاز مسيل للدموع يشتبه في استعمالها خلال الاعتداءات.

وقد خضع الموقوفون للبحث القضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية، فيما لا تزال التحريات جارية لتوقيف باقي المتورطين المفترضين.

وسجلت الشبكات الاجتماعية انتشار فيديوهات تظهر مشاهد الفوضى التي شهدتها المنطقة قبل أسبوع من انطلاق «كأس أمم أفريقيا».


اشتباكات بين الشرطة التونسية وشبان في القيروان بعد وفاة رجل

احتجاج ضد سياسات الرئيس التونسي قيس سعيد في العاصمة تونس (إ.ب.أ)
احتجاج ضد سياسات الرئيس التونسي قيس سعيد في العاصمة تونس (إ.ب.أ)
TT

اشتباكات بين الشرطة التونسية وشبان في القيروان بعد وفاة رجل

احتجاج ضد سياسات الرئيس التونسي قيس سعيد في العاصمة تونس (إ.ب.أ)
احتجاج ضد سياسات الرئيس التونسي قيس سعيد في العاصمة تونس (إ.ب.أ)

قال شهود لوكالة «رويترز» إن اشتباكات اندلعت لليلة ثانية على التوالي، أمس (السبت)، بين الشرطة التونسية وشبان غاضبين في مدينة القيروان وسط البلاد، بعد وفاة رجل عقب مطاردة نفَّذتها الشرطة تلاها عنف ضده، وفقاً لما ذكرته عائلته.

وتثير مثل هذه الاحتجاجات العنيفة مخاوف السلطات من احتمال توسُّع رقعتها في مناطق أخرى مع استعداد البلاد لإحياء ذكرى ثورة 2011، التي فجَّرت انتفاضات «الربيع العربي».

وتشهد تونس تفاقم توترات سياسية واجتماعية وسط موجة احتجاجات متزايدة وإضرابات في قطاعات عدة، ودعوة من الاتحاد العام التونسي للشغل لإضراب وطني الشهر المقبل.

وفي الأسابيع الماضية، احتجَّ أيضاً آلاف المتظاهرين في قابس جنوب البلاد، مطالبين بإغلاق مصنع كيميائي يقولون إنه سبب رئيسي للتلوث.

وقال شهود إن المتظاهرين في القيروان رشقوا، ليل السبت، الشرطة بالحجارة والزجاجات الحارقة والشماريخ، وأغلقوا الطرق بإشعال الإطارات المطاطية؛ ما دفع قوات الأمن لتفريقهم باستخدام الغاز المسيل للدموع.

ويقول أقارب هذا الرجل إن المتوفى كان يقود دراجةً ناريةً دون رخصة، وطاردته عربة الشرطة، ثم تعرَّض للضرب ونُقل إلى المستشفى الذي هرب منه لاحقاً، وتوفي أمس إثر نزف في الرأس.

ولم يتسنَّ الحصول على تعليق رسمي بشأن الحادث.

وفي محاولة على ما يبدو لتهدئة الأوضاع، قالت مصادر محلية وإعلامية إن والي القيروان زار منزل عائلة المتوفى، السبت، وتعهَّد بفتح تحقيق لتحديد ملابسات الوفاة وتحميل المسؤوليات.

وتتهم جماعات حقوقية الرئيس التونسي، قيس سعيد، باستخدام القضاء والشرطة لقمع منتقديه، وهي اتهامات ينفيها بشكل قاطع.