للوهلة الأولى تعتقد أنها قطع مجوهرات، وتتساءل ما علاقة ڤاشرون كونستنتان بالمجوهرات؟ ومتى تحوّلت إلى هذا المجال، وهي المتخصصة في صناعة الساعات الفخمة منذ 1755؟ تُكبِّر الصور فتكتشف أنها في الحقيقة ساعات على شكل مجوهرات، تتوجه بها الدار إلى المرأة لتوطد علاقة بدأت منذ زمن طويل، يمتدّ من أولى ساعات الجيب النسائية التي صمّمتها الدار في أواخر القرن الثامن عشر وصولاً إلى ساعات المعصم المعاصرة.

أربعة تصاميم مرصعة بالكامل من مجموعة «غراند لايدي كالا» تتحول فيها الساعة إلى عقد أنيق أو سوار. تشير ڤاشرون كونستنتان أن توجهها هذا ليس جديداً، فمنذ أن أبصرت «كالّيستا» النور عام 1979، وهي تكتب فصولاً من الفخامة في عالم ساعات المجوهرات.

لكن 1979 كان هو العام الذي تشكلت فيه هذه الساعة المجوهرة، التي كانت بمثابة ثورة في مجال الإبداع. ابتكرها ريمون موريتّي في تصميم جمع فيه سواراً بأسلوب «ريفيير» مع علبة صلبة من الذهب الخالص عيار 18 قيراطاً بوزن 140 غراماً، نُحتت من سبيكة واحدة. وزُيّنت الساعة بـ130 قيراطاً من الألماس. وفي العام التالي، أُطلقت «لايدي كالّا»، المصنوعة كذلك من الذهب الأصفر عيار 18 قيراطاً، والمرصّعة بـ108 أحجار ماسيّة مقطوعة بأسلوب الزمرد، بمجموع يقارب 30 قيراطاً. تلتها لاحقاً سلسلة من الإصدارات المتنوعة مثل «ميس كالّا»، و«كوين كالّا»، و«لورد كالّا»، و«كينغ كالّا»، و«دوشِس كالّا».

وفي عام 2001، فازت نسخة «لايدي كالّا» ذات السوار الساتاني والعلبة المنحوتة من كتلة واحدة من الذهب الأبيض عيار 18 قيراطاً بجائزة أفضل ساعة مجوهرات في النسخة الأولى من «الجائزة الكبرى لصناعة الساعات في جنيف». ولمناسبة الذكرى الثلاثين لإطلاق «لايدي كالّا» عام 2010، قدّمت الدار ساعة «لايدي كالّا فلايم» التي ميّزتها قطعة ماسية مقطوعة بأسلوب «فلايم» المسجّل باسم ڤاشرون كونستنتان لدى المعهد الأميركي للأحجار الكريمة. أما في عام 2024، فقد أبهرت ساعة «غراند لايدي كالّا» الجميع بتصميمها الجديد الأحادي اللون، والمُزيّن بمزيج من الألماس، ولآلئ أكويا البيضاء، وخرز العقيق الأسود، مضيفة بُعداً جديداً إلى سلسلة «كالّيستا» المتطوّرة، عبر ساعة وعقد طويل مزين بشرّابات يمكن ارتداؤه بأربع طرق مختلفة.

واليوم، تفتتح فصلاً جديداً مع ثلاثة تحوّلات في «غراند لايدي كالّا»، الذي انطلق عام 2024.
في هذه الإصدارات، تنبض واحدة بالماسات البيضاء إلى جانب الزمرّد في إطار من البلاتين، وتتوهّج في أخرى مع الياقوت أو السافير في ذهب أبيض براق. كما تتناغم هذه الأحجار الكريمة مع لآلئ أكويا البيضاء وخرز من الأحجار المصقولة.
كل ساعة تنقسم إلى أربع تحف قابلة للتبديل: ساعة مرصّعة بالكامل، وقطعة مجوهرات، وسوار ريفييرا بثلاثة صفوف، وعقد سوتوار طويل.
إرث عريق في ساعات المجوهرات
تكريماً لإرثها العميق في فنّ المجوهرات، تحاكي «ڤاشرون كونستنتان» روح الأنوثة، من خلال سحر المينا، ودقّة النقوش، مستلهمة حاضرها من كنوز قديمة مثل ساعة من عام 1812 مرصّعة بالجواهر، وأخرى من 1924 تتلوّن بأحجار متعدّدة وتتحوّل بين قلادة وبروش. وفي زمن الآرت نوفو والآرت ديكو، واكبت العصر وبلغت لغة الإبداع في الدار ذروتها. تقول ساندرين دونغي، مديرة قسم التطوير والابتكار، إن دار «ڤاشرون كونستنتان» ترجمت هذه الثورة الجمالية بإبداعات غنية «تحرّرت فيها تصاميم الساعات من القوالب التقليدية التي سبقتها. حَلّت الأشكال النحتية، والخطوط الدقيقة، ولوحات الألوان النقية محلّ ساعات الجيب ذات الغطاء المتحرّك والمعلّقة بسلاسل المينا التي كانت شائعة مطلع القرن، بينما جاءت العلب بأشكال بيضاوية، أو مستطيلة، أو مربعة، أو غير متناظرة، وغالباً ما زُيّنت بأحجار كريمة بتوليفات لونية ثنائية».
ثلاث لمسات إبداعية جديدة

تحاكي ساعة «غراند لايدي كالّا» روح فنّ الآرت ديكو عبر هندستها المستقيمة التي تجمع بين السوار والساعة وقطعة المجوهرات، وبين انسيابية العقد الطويل (سوتوار). يضم كل من النماذج الثلاثة 45.66 قيراط من الألماس، ويتكوّن من أربعة عناصر قابلة للتبديل. سوار «ريفيير» بثلاثة صفوف مرصّع بـ103 أحجار ألماسية، وصف مركزي من ثمانية أحجار كريمة – من السافير أو الياقوت أو الزمرد، وفق النموذج. قطعة المجوهرات تتضمّن 12 حجراً ماسيّاً، مع حجر مركزي مقطوع بأسلوب سكري أو Sugarloaf من السافير أو الزمرد أو الياقوت، جميعها معتمدة من «المؤسسة السويسرية لأبحاث الأحجار الكريمة». أما الساعة، فيُحيط بمينائها المرصّع بالكامل بالألماس حجران من اللون نفسه مقطوعان بأسلوب الزمرد، يتناوبان مع 10 أحجار ماسيّة لامعة. صُمّمت الساعة وقطعة المجوهرات لتلائم تماماً التركيب على السوار أو العقد الطويل، الذي يبلغ طوله 85 سنتيمتراً ويجمع 112 لؤلؤة أكويا دائرية مختارة بعناية لبريقها العميق، مع خرز من الأحجار الكريمة والمزخرفة، تنتهي بشرّابة من اللآلئ وحبة مصقولة من الحجر الكريم.
زمرد وألماس

يُعَدُّ قطع الزمرد من أكثر أشكال القطع تميّزاً من حيث الأناقة، وقد اختير لتزيين الألماس والأحجار الملوّنة في علبة الساعة، والسوار، وقطعة المجوهرات. ويتميّز هذا القطع بواجهاته الأفقية المتدرّجة التي تعزّز البساطة والهندسة الخطّية في تصميم المجوهرات. وتُضفي الزوايا المشطوفة لهذا القطع المستطيل طابعاً بصرياً فريداً؛ إذ يصدر ومضات ضوئية ناعمة، بالمقارنة مع البريق المتوهّج للقطع اللامع التقليدي. ونظراً لانعكاسيته المنخفضة نسبياً، يُبرز هذا القطع اللون الطبيعي للحجر، كما تتيح واجهته العلوية الكبيرة – والتي تُشبه النافذة – رؤية الشوائب الداخلية، ما يجعله محصوراً بالأحجار التي تتمتّع بدرجة عالية من النقاء.

أما القطع السكري Sugarloaf الذي يزيّن الحجر المركزي في قطعة المجوهرات، فيُبرز جمال الحجر بطريقة مغايرة. هذا الشكل المقبّب والناعم استمد اسمه من هيئة كُتل السكر المكرّر كما كانت تُباع حتى أواخر القرن التاسع عشر. ويُعدّ هذا القطع، النادر في المجوهرات الحديثة، من الأشكال الكلاسيكية المتفرعة عن القطع الكابوشون المستدير، لكنه يتميّز بأربع جهات تنساب نحو نقطة ناعمة عند القمة. تنساب أشعة الضوء فوق سطحه الأملس، لتخترق الحجر وتُضيء عُمقه الداخلي وتُبرز لونه بأسلوب لا توفره القطوع المتعددة الوجوه. ويتطلّب تنفيذ هذا القطع مستوى عالياً من المهارة لضمان توازن السطوح وسلاستها مع الحفاظ على جمالية الحجر الأصلية. وتُعزّز ندرته من قيمته ورغبة اقتنائه.
















