يبدو الريف المحيط بقرية بنيفو البولندية الصغيرة هادئاً ساكناً بمحاصيله الصفراء وغاباته، لكن أسفل هذا السطح توجد متاهة من الأنفاق والأعمدة ومحطات السكة الحديد ومنشآت القتال التي تمتد على مساحة 20 ميلاً، وهي مدينة الخندق الضخمة التي بناها النازيون في وسط أوروبا، حسب «بي بي سي» الأميركية.
ويعتبر هذا المبنى «أوستول» (الجدار الشرقي)، وهو مجمع محصّن تحت الأرض بناه النازيون وهجروه عام 1945، باعتباره نقطة انطلاق استراتيجية قبل الحرب العالمية الثانية.
وسيطرت طائفة من السكان يُعرفون باسم «بانكر بيبول» (أهل الخنادق) خلال الثمانينات والتسعينات على الأنفاق، وأقاموا بها فعاليات غير مصرح بها وخطيرة في أكثر الأحوال من حفلات العربدة إلى حفلات الزفاف.
تسكن الخفافيش ذلك المكان اليوم، حيث يوجد به نحو 40 ألف خفاش تقبع في ظلماته.
وخلال القرن الواحد والعشرين حصل ذلك المكان على فرصة حياة جديدة باعتباره وجهة سياحية مظلمة، حيث باتت الأنفاق الممتدة على مسافة 19 ميلاً مفتوحة أمام الاستكشاف في متحف منطقة «ميندزرش» المحصنة.
سيكون لدى محبي الأماكن السرية القابعة تحت الأرض الكثير ليحتفوا به عندما يفتح مشروع «أنفاق لندن» أبوابه في العاصمة البريطانية خلال عام 2028 كما هو منتظر.
وكان الهدف من بناء هذه السلسلة من الحجرات الممتدة لأميال هو إيواء المواطنين خلال الحرب العالمية الثانية قبل أن تصبح مقرّ منظمة تنفيذ العمليات الخاصة البريطانية، التابعة لجهاز لاستخبارات البريطاني «إم آي 6» الذي كان الإلهام الحقيقي لفرع استخبارات «كيو برانش» في سلسلة أفلام جيمس بوند. ويخضع المكان لعملية تحول تكلفتها 149 مليون دولار، أملاً في أن يصبح أكبر وجهة سياحية جديدة في المدينة. واستكشفت محطة الـ«سي إن إن» المكان لاختلاس النظر في وقت سابق من العام الحالي.







