اليقطين ملهم الطهاة... من الحساء إلى الخبز

أفكار لأطباق خريفية دافئة

حساء اليقطين اللذيذ والكريمي المذاق بنكهات عشبة الليمون
حساء اليقطين اللذيذ والكريمي المذاق بنكهات عشبة الليمون
TT

اليقطين ملهم الطهاة... من الحساء إلى الخبز

حساء اليقطين اللذيذ والكريمي المذاق بنكهات عشبة الليمون
حساء اليقطين اللذيذ والكريمي المذاق بنكهات عشبة الليمون

مع نسائم الخريف الباردة، يطل اليقطين كضيف «ذهبي» يزيّن الأسواق والمطابخ بروائح دافئة وألوان نابضة بالحياة. ليس مجرد خضرة موسمية، بل مكون يفتح شهية الطهاة والهواة لتجارب عديدة، من الحساء الكريمي الغني إلى المخبوزات الفاخرة والمشروبات المتبّلة.

وفي وقت ترتبط فيه أشكاله المبهجة وكرومه المتعرجة باحتفالات «الهالوين»، يكشف الطهاة المحترفون عن أسرار تجعل من اليقطين نكهة خريفية لا تقاوم، وكنزاً غذائياً شهياً يليق بمائدة موسمية.

ارتبط اليقطين بإحتفالات "الهالوين" من خلال أطباقه المبهجة.. .طبق لميدو (الشرق الأوسط)

حان الوقت لإدراك أن اليقطين أكثر من مجرد حشوة للفطائر، وفق شيف أحمد نبيل، يقول: «هناك العديد من الوصفات للاختيار، فهو غني بالعناصر الغذائية مثل فيتامينات «ب»، و«أ»، و«ج» بالإضافة إلى الألياف، وعناصر النحاس، والبوتاسيوم، بجانب الكربوهيدرات بطيئة الهضم.

لذا لا ينبغي أن تخلو قائمتك الخريفية من هذا المكون؛ فهو دوماً يتيح لك استخدامه في عدد كبير من الحساءات واليخنات والأطباق المقلية ووصفات الخبز، وعصيدة الشوفان، والسموثي، والكعكات المتبلة، والمعكرونة، والقهوة، والشاي.

يمكنك صنع الكثير من الحلويات باستخدامه

ويرى الشيف نبيل أنه «لا يمكن تحضير معظم وصفات اليقطين من دون هرسه أولاً؛ فهو كل شيء بالنسبة لأطباقه ومشروباته المختلفة»، ويلفت إلى أنه «يتم شوي اليقطين قبل هرسه ليصبح طرياً بما يكفي للخلط، ومن الضروري استخدام الأصغر حجماً».

ويشير إلى اليقطين كبير الحجم «مناسب لصنع فوانيس (جاك) للهالوين، لكنه غير مناسب لتحضير الهريس لأنه يكون ليفياً جداً ومذاقه لا يرقى لروعة الصغير». أما عن تفضيل البعض لليقطين المعلّب فيقول نبيل لـ«الشرق الأوسط»: «بالتأكيد من الأفضل عمل الهريس المنزلي، لكن لا مانع من المعلب بشرط الانتباه إلى شراء الهريس نفسه، وليس يقطين الفطيرة أو السكري إذا كنت بصدد تحضير أطباق مالحة؛ لأنها تكون مليئة بالسكر والإضافات غير المناسبة».

شيف أحمد الشناوي (الشرق الأوسط)

وحول طريقة عمل الهريس يقول نبيل: «قم بتقطيع حبتين صغيرتين من اليقطين إلى نصفين، وباستخدام ملعقة أو مغرفة اكشط البذور من المنتصف، واحتفظ بها في وعاء، كرر العملية حتى تصبح جميع قطع اليقطين خالية».

وعليك بعد ذلك أن تضع قطع اليقطين في صينية خبز، ووضعها في الفرن لمدة نحو ساعة تقريباً حتى يصبح اليقطين طرياً ويصبح لونه ذهبياً فاتحاً عند النضج، ثم انزع القشر، أضف بضع قطع في كل مرة في محضر الطعام، أو يمكنك فعل ذلك باستخدام الخلاط مع إضافة القليل من الماء؛ وهكذا نستطيع استخدامه فوراً في أي وصفة، أو حفظه في الفريزر لاستخدامه لاحقاً».

شيف ميدو (الشرق الأوسط)

وعلى مدونته يقدم شيف ميدو برسوم، العديد من وصفاته ومنها «ريزوتو اليقطين والفطر البري، وبودنغ اليقطين مع برالين البقان، وفطيرة اليقطين».

بينما يقدم شيف أحمد يونس، طريقة عمل تارت اليقطين في «الهالوين»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «مليء بالفوائد، وله مذاق رائع لا يقاوم». كما يقدم يونس «خبز الدخن» بالخميرة واليقطين، وخبز الشعير والشوفان واليقطين، ويصفه بأنه «يعد أفضل خبز يمكن أن تتناوله؛ لأنه صحي متكامل، يزخر بالفيتامينات والمعادن والألياف ويُعتبر وجبة كاملة».

هريس اليقطين

ويرى يونس أن القهوة الباردة بنكهة توابل اليقطين أكثر تميزاً عن غيرها؛ لأنها تتميز بطعم أخف وحموضة أقل، مما يسهل هضمها، ويقول: «تضفي توابل اليقطين لمسة لذيذة على اللاتيه، أو حتى على الرغوة في آلة الاسبريسو المنزلية»، لافتاً إلى أن «هذا يجعلها مشروباً منزلياً لذيذاً بنكهة مختلفة، وهو أقل تكلفة وأكثر فائدة».

حساء اليقطين اللذيذ والكريمي المذاق بنكهات عشبة الليمون والزنجبيل والبصل والثوم الطري، والمنكه أيضاً بأعشاب وتوابل طازجة، هو اقتراح من شيف أحمد الشناوي.ويقول: «لصنع الحساء أضف هريس اليقطين، والبصل، والثوم، والزعتر، والملح والفلفل والبهارات على دفعات إلى مرق الدجاج المحضر مسبقاً، واترك الخليط يغلي، ثم خفض الحرارة، وأتركه على نار هادئة، ثم أضف كريمة الطهي وقلّبها لتضفي قواماً ناعماً وفاخراً، وزين الحساء بالبقدونس الطازج».

تارت اليقطين يقترحها شيف أحمد يونس في "الهالوين" (الشرق الأوسط)

ويقترح الشناوي أيضاً عمل زبدة اليقطين، خاصة للأطفال وقت الدراسة، وهي بمثابة معجون أو سبريد خريفي، تصنع من مكونات حلوة وحارة أخرى مثل عصير التفاح، والسكر البني، والقرفة، والزنجبيل.

ويلفت إلى أنها مثالية لدهنها على البسكويت المملح أو الوافل أو الفطائر أو الخبز المحمص أو البسكويت أو الكعك الإنجليزي، كذلك يمكن خلطها مع الزبادي اليوناني أو كحشوة للكريب.

وهناك أيضاً اليقطين بالبشاميل، فهو طبق لذيذ، وخبز اليقطين، وهو سريع التحضير تقليدي يشبه خبز الموز أو خبز التوت البري، مخمر بصودا الخبز بدلاً من الخميرة مع إضافة طبقة من فتات البقان.

القهوة بنكهة اليقطين في صباح مشرق

ويقول الشناوي حول استخدام اليقطين في المخبوزات والحلويات: «يُضفي حلاوته الطبيعية على المخبوزات»، ويضيف: «كما يُضفي قواماً أنعم على المنتج النهائي، مع استخدام أقل للدهون، مما يجعله خياراً جيداً في وصفات الخبز الصحية، كما يُحتسب كحصة من الخضراوات المتناولة يومياً». ويقترح الشيف المصري في هذا السياق أيضاً الكوكيز والفطائر والمافن، ويعتبر «بسكويت اليقطين» المقرمش مثالياً للغمس في الشاي أو القهوة، ومن الممكن إضافة القرفة وجوزة الطيب والزنجبيل والقرنفل، وتزيينه بالتوت البري أو الفواكه المجففة حسب الرغبة.

ويوضح أن المكونات هي: كوبان ونصف من الدقيق، وبيكنغ بودر، وقرفة، وزنجبيل، وجوزة الطيب المطحونة، وقرنفل مطحون، وملح، وسكر «الكمية حسب رغبتك»، ودبس السكر أو العسل الأسود، وبيضتان، ونصف كوب من هريس اليقطين، وزبدة مذابة، وفانيليا، وتوت بري مجفف وجوز مفروم محمص.

اليقطين الكبير تصلح لفوانيس الهالوين

والطريقة أن تخفق الدقيق والبيكنغ بودر والملح والتوابل والقرفة والزنجبيل المطحون وجوزة الطيب والقرنفل المطحون والملح في وعاء، وتخفق المكونات السائلة والسكر في وعاء كبير منفصل، ثم تخفق الدبس، والبيض، وهريس اليقطين، والزبدة المذابة، وخلاصة الفانيليا.

أضف الخليط الجاف إلى الخليط السائل ثلثاً تلو الآخر مع التقليب بعد كل إضافة، سخن الفرن، قم بتشكيل العجينة بالطريقة المعروفة، واجعلها على شكل عودين طويلين، انقل البسكويت إلى صينية خبز مبطنة، واستخدم أصابعك لفردها على شكل مستطيلات طويلة.

اخبزها لمدة 25 دقيقة حتى يصبح لونها بنياً فاتحاً من جميع الجهات ويصبح مركزها متماسكاً عند اللمس، قطّع البسكويت واخبزه مرة أخرى، واتركه يبرد لمدة 10 دقائق، ثم استخدم سكيناً مسنناً لتقطيعه. أما عن بذور اليقطين التي تنزعها منه فلا تتخلص منها، فهي تُعد أشهى الوجبات الخفيفة المقرمشة عند تحميصها، ويمكنك تناولها بكمية وفيرة، أو استخدامها لتزيين الحساء، أو إضافتها إلى السلطات، أو تحضير الغرانولا.


مقالات ذات صلة

الشوكولاته أشكال وألوان... ونكهة الـ«تيراميسو» جديدها

مذاقات الأزرق والأبيض أحدث موضة في ألوان الشوكولاته (الشرق الأوسط)

الشوكولاته أشكال وألوان... ونكهة الـ«تيراميسو» جديدها

خلال الأعياد، تصبح الشوكولاته أكثر من مجرد متعة؛ فهي ترمز إلى المشاركة والترابط. تتجسد التقاليد التي تربط الأعياد والمناسبات بالشوكولاته،

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات موروث ﺛﻘﺎفي ﻣﺘﻨوع ﻳﻤﺜﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎطق السعودية الـ13 (هيئة فنون الطهي)

«اﻟﻮﻟﻴﻤﺔ» في الرياض... الاحتفاء بهوية اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ

يحتفي ﻣﻬﺮﺟﺎن اﻟﻮﻟﻴﻤﺔ الذي احتضنه مدينة الرياض، بهوية اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ موروثاً ﺛﻘﺎﻓﻴاً ﻣﺘﻨﻮﻋاً ﻳﻤﺜﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎﻃﻖ السعودية اﻟـ13، وبتجارب رواد ورائدات شباب.

فاطمة القحطاني (الرياض)
مذاقات الشيف الكندي جو ثوتونغال مستعرضا إحدى وجباته (السفارة الكندية) بالرياض

شيف كندي يحصد «جائزة جورماند» العالمية في «مهرجان الطعام السعودي»

عبر الشيف الكندي جو ثوتونغال من أصول هندية، والذي حصد «جائزة جورماند» عن كتاب My Thali يوم الجمعة الماضي في «مهرجان الطعام السعودي» الذي أقيم مؤخراً في الرياض.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
مذاقات في مدينة بعلبك خلال جولاتها في مناطق لبنان (إنستغرام)

مدونة الطعام أناستازيا اكتشفت بلاد الأرز فوقعت في حبّها

«غايد. إل بي» هو عنوان الصفحة الإلكترونية التي تطل منها مدونة الطعام أناستازيا باكوموفسكايا على وسائل التواصل الاجتماعي، وتنشر فيها انطباعاتها حول بلاد الأرز.

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات ديكور مطعم فلوريج الجميل (الشرق الاوسط)

كيف وأين تتناول طعاماً رائعاً وبأسعار مناسبة حول العالم؟

ليس بالضرورة أن تنفق ثروة في تجربة مطعم رائد عالميّاً: إحدى طرق لتحقيق ذلك هي اختيار قائمة الغداء، التي غالباً ما تكون نسخة أقصر وأقل تكلفة من قائمة تذوق الطعام

«الشرق الأوسط» (لندن)

الشوكولاته أشكال وألوان... ونكهة الـ«تيراميسو» جديدها

الأزرق والأبيض أحدث موضة في ألوان الشوكولاته (الشرق الأوسط)
الأزرق والأبيض أحدث موضة في ألوان الشوكولاته (الشرق الأوسط)
TT

الشوكولاته أشكال وألوان... ونكهة الـ«تيراميسو» جديدها

الأزرق والأبيض أحدث موضة في ألوان الشوكولاته (الشرق الأوسط)
الأزرق والأبيض أحدث موضة في ألوان الشوكولاته (الشرق الأوسط)

خلال الأعياد، تصبح الشوكولاته أكثر من مجرد متعة؛ فهي ترمز إلى المشاركة والترابط. تتجسد التقاليد التي تربط الأعياد والمناسبات بالشوكولاته، في وصفات متوارثة عبر الأجيال. كما موس الشوكولاته، والـ«فوندو» والـ«Marron glace» فإن أصنافها تثري كل مائدة بنكهات عريقة ومبتكرة. كل لقمة هي احتفال وجرعة فرح. وكل مربع مشترك هو لفتة صداقة ومحبة. ويحلو في العادات الاحتفالية إحاطتها بهذه الحلوى اللذيذة.

الشوكولاته: الهدية التي لا تخيّب الظن

عندما يودّ أحدهم اختصار الوقت في البحث عن هدية مناسبة، يلجأ فوراً إلى الشوكولاته، نكهاتها اللامتناهية تخلق باقة واسعة من الخيارات، فترضي جميع الأذواق، على اختلاف الأعمار. يجد فيها العاشق ترجمة لمشاعره، ويقدّمها الصديق تعبيراً عن حلاوة العلاقة، فيما يتبادلها أفراد العائلة لزيادة جرعة الفرح فيما بينهم.

محلات الشوكولاته... منافسة على الذوق والعرض

جولة سريعة في بيروت أو خارجها كفيلة بإظهار العدد المتزايد من محلات الشوكولاته التي افتُتحت حديثاً. البعض يعدّها تجارة مربحة، فيما يراها آخرون مساحة فنية يحققون من خلالها شغفهم. مع اقتراب عيدَي الميلاد ورأس السنة، تتنافس هذه المحلات على اجتذاب الزبائن عبر أساليب عرض مبتكرة، وأطعمة جديدة يستحدثونها كل موسم.

الـ«تيراميسو»... أحدث ابتكارات عالم الشوكولاته

لجأت محلات عدة بمناسبة الأعياد إلى إدخال نكهة الـ«تيراميسو» على قطع الشوكولاته، فمنحتها طابعاً يجمع بين النعومة الإيطالية والغنى الذي يميّز الشوكولاته اللبنانية. وتتنوع هذه الابتكارات بين حشوات كريمة خفيفة وأخرى أكثر كثافة، تُغلَّف بطبقات رقيقة من الشوكولاته الداكنة أو بالحليب، لتقدّم مذاقاً مختلفاً يستهوي محبّي التجديد. هكذا تتحوّل الـ«تيراميسو» إلى نكهة موسمية رائجة، فتزيّن صناديق الهدايا وتستقطب الفضوليين لتجربتها.

تحافظ زينة الشوكولاته التقليدية على مكانتها في عيد الميلاد (الشرق الأوسط)

الموسيقى والشوكولاته... تناغمٌ بنكهة لبنانية

مؤخراً، افتتح «دار شوكولاته أوسكا» في منطقة السهيلة الجبلية، حيث استحدثت سوزي عطية وابنتها ماريلين فكرة تقوم على الجمع بين عالمَي الشوكولاته والموسيقى. فمن يدخل هذا المكان يستمتع أولاً بتذوّق أصناف الشوكولاته، ويمكنه في الوقت نفسه اصطحاب أولاده إلى الأكاديمية الموسيقية الموجودة في الدار. وهكذا، وفي أجواء تجمع بين حلاوة الشوكولاته ومتعة الإيقاع، يعيش الزائر لحظات لا تُنسى.

وتقول سوزي لـ«الشرق الأوسط» إن ما يبحث عنه الزبون في عالم الشوكولاته هو التجدد الدائم، مضيفة: «نحاول، ابنتي وأنا، من خلال مشروعنا هذا تحقيق المختلف. فمن يدخل دارنا تغمره مشاعر الاحتفاء بالحياة على طريقتنا». وتتابع: «أحاول جذب الزبون من خلال نكهات أبتكرها بنفسي. وقد لاحظتُ مؤخراً تقدّم نكهة الـ(تيراميسو) عالمياً في صناعة الشوكولاته. وهي نكهة تنسحب أيضاً على كعكة الميلاد الشهيرة بوش دو نويل. ومن جهتي، أدرجتُ هذا الطعم على لائحة الأصناف التي أقدّمها».

لكن سوزي لم تكتفِ بمجاراة «تريند» الـ«تيراميسو» ذي النكهة الإيطالية الغنية بالقهوة، بل استعدّت لموسم الأعياد بمجموعة أخرى تستند إلى مكوّنات لبنانية. فأدخلت نكهة الزعتر البري، وأغرقت قطعاً صغيرة من البقلاوة والمعمول بالشوكولاته. وأضافت مربّى التين وحبوب الكرز المجفّف، إلى جانب التمر وحلوى الكنافة بالجبن التي غلّفتها بالشوكولاته السوداء.

وتعلّق: «ما يميّز صناعة الشوكولاته في لبنان هو هذا المزج بين النكهة المحلية والشوكولاته العالمية».

وتتدخّل ابنتها ماريلين قائلة: «أطلقنا أيضاً قسماً خاصاً بالشوكولاته الصحية؛ فلا نستخدم السكر المصنّع، بل نعتمد مكوّنات طبيعية كالعسل، أو تلك المناسبة لمرضى السكري».

«المارون غلاسي» ضيافة العيد الأغلى سعراً في لبنان (الشرق الأوسط)

تغليفة الشوكولاته... وألوان الموسم

تركّز معظم محلات الشوكولاته كما كل عام على التغليفات الورقية التي تعكس أجواء الأعياد. ويوضح ناجي، من مديري أهم محلات الشوكولاته في لبنان، لـ«الشرق الأوسط»: «كل عام يحمل معه تشكيلة جديدة من أوراق التغليف. وهذه السنة تتصدّر ألوان الأحمر، والزهري، والأزرق، والأبيض. أحياناً نقدّم مزيجاً من لونين، وأحياناً نكتفي بلون واحد. وغالبية هذه الألوان تبعث البهجة في النفوس وتمنح متذوّقها شعور الاحتفال من خلال الطعم والشكل الخارجي».

وفي المقابل، تمسّكت محلات أخرى بالألوان التقليدية لتغليف منتجاتها، فبرز الفضي والذهبي والأحمر في المقدمة، إلى جانب تغليفات أخرى من اللون البني المحروق، أضيفت إليها حبيبات البندق واللوز المغموسة بالشوكولاته لتزيينها.

الـ«مارون غلاسي» والـ«تروفل» الأشهر والأقدم

يعدّ الـ«مارون غلاسي» والـ«تروفل» بالشوكولاته من الكلاسيكيات التي لا غنى عنها في موسم الميلاد. فالأول هو كستناء مُحلّى بالقطر، طريّ المذاق وغنيّ بالطاقة. أما الثاني فهو غاناش شوكولاته فاخرة بقشرة خارجية مقرمشة وقلب يذوب نعومة، وغالباً ما يُغلَّف بمسحوق الكاكاو.

ويحمل هذان الصنفان رمزية خاصة في الأعياد، فيجمعان بين تباين القوام وغنى النكهات، ما يجعلهما خياراً مثالياً لصناديق الهدايا في نهاية العام. كما يعدّان من أصناف الحلو الباهظة الثمن نسبة إلى غيرهما من أنواع الشوكولاته.


«اﻟﻮﻟﻴﻤﺔ» في الرياض... الاحتفاء بهوية اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ

موروث ﺛﻘﺎفي ﻣﺘﻨوع ﻳﻤﺜﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎطق السعودية الـ13 (هيئة فنون الطهي)
موروث ﺛﻘﺎفي ﻣﺘﻨوع ﻳﻤﺜﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎطق السعودية الـ13 (هيئة فنون الطهي)
TT

«اﻟﻮﻟﻴﻤﺔ» في الرياض... الاحتفاء بهوية اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ

موروث ﺛﻘﺎفي ﻣﺘﻨوع ﻳﻤﺜﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎطق السعودية الـ13 (هيئة فنون الطهي)
موروث ﺛﻘﺎفي ﻣﺘﻨوع ﻳﻤﺜﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎطق السعودية الـ13 (هيئة فنون الطهي)

يحتفي ﻣﻬﺮﺟﺎن اﻟﻮﻟﻴﻤﺔ، الذي احتضنه مدينة الرياض، بهوية اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ، ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ موروثاً ﺛﻘﺎﻓﻴاً ﻣﺘﻨﻮﻋاً ﻳﻤﺜﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎﻃﻖ السعودية اﻟـ13، وبتجارب رواد ورائدات أعمال سعوديين، حوّلوا قصصهم الخاصة إلى مشاريع ناجحة وفريدة في حكاياتها ومنتجاتها.

احتضنت جامعة الملك سعود النسخة الخامسة من مهرجان الوليمة للطعام السعودي، الذي هو من تنظيم هيئة فنون الطهي التابعة لوزارة الثقافة، ويهدف إلى إبراز تنوع المائدة السعودية، حيث ضمّت فعاليات المهرجان 13 قسماً رئيسياً للأطباق المحلية، بمشاركة أكثر من 200 جهة دولية، وجاءت دولة تايلاند ضيفاً رئيسياً، ضمن جناح مخصص يعكس هوية وثقافة المطبخ التايلاندي التقليدي.

تحتضن جامعة الملك سعود النسخة الخامسة من مهرجان الوليمة للطعام السعودي (هيئة فنون الطهي)

من مزرعة عائلية إلى مصنع يصدّر العطور

وضمن المهرجان، استعرض مشروع «بيت الورد الطائفي» حكاية سعودية، امتدت من أرض زراعية محدودة إلى مشروع صناعي متكامل، ينتج أحد أغلى الزيوت العطرية في العالم، حيث يصل سعر لتر دهن الورد الطائفي إلى 120 ألف ريال.

بدأت الحكاية عند سفوح مدينة الطائف، حيث نشأ نايف الخالدي وأسرته في مزرعة عريقة اشتهرت بزراعة الورد الطائفي، وتحدث الخالدي لصحيفة «الشرق الأوسط» عن ملامح رحلة نجاح «بيت الورد الطائفي»، وقال: «كنا نملك مزرعة تقليدية في الطائف، نهتم بزراعة الورد الطائفي، ومنذ ولادتي وأنا أرى والدي يزرع الورد ويعتني به»، ويمثل ذلك للخالدي هويته وإرثه العائلي؛ إذ تربت الأسرة على هذه الأرض منذ الصغر، واصفاً المشروع بأنه «مسؤولية تجاه إرث عائلي، وليس مجرد تجارة»، مستحضراً جانباً من بداياته: «وُلدت في المزرعة وفي ظروف بسيطة، حيث كانت الأسرة تقضي معظم وقتها في العمل بالأرض».

«بيت الورد الطائفي» حكاية سعودية امتدت من أرض زراعية محدودة إلى مشروع صناعي متكامل (الشرق الأوسط)

وأضاف الخالدي: «مع مرور الوقت طوّرنا آليات العمل في المزرعة، وتوسع نشاطنا لنؤسس مصنع التقطير لاستخراج الزيوت العطرية والمياه المركزة المخصصة لمستحضرات التجميل، وذلك عام 2018. ثم انتقلنا إلى استخراج زيت بذور التين الشوكي، إلى أن أصبح لدينا مصنع لمستحضرات التجميل ومصنع للعطور داخل المزرعة نفسها».

وأكد الخالدي أن الجهات الحكومية قدّمت دعماً كبيراً، أسهم في انتقال المشروع من مزرعة إلى مصنع متكامل، موضحاً: «وزارة الصناعة وقفت معنا وقدمت تسهيلات مهمة، إلى جانب الدعم المقدم من هيئة الدواء والغذاء بمعايير صارمة، ويمثل وجود مختبرات معتمدة داخل المزرعة مصدر ثقة وفخر لنا».

ويمتد عمر المزرعة لأكثر من 50 عاماً، بينما تمتد خبرة العائلة في زراعة الورد الطائفي لأكثر من 100 عام، ويعدّ تأسيس المصنع عام 2018 استثماراً للتسهيلات الحكومية وبداية مرحلة جديدة من التصنيع الاحترافي.

وأشار الخالدي إلى أن نقطة التحول بدأت مع «رؤية السعودية 2030»، حيث كانت المصانع تتركز في المدن، لكن المزرعة حصلت على تصريح خاص لتصبح أول مصنع في الطائف يحصل على اعتماد إنتاج مستحضرات التجميل، تحت إشراف وزارة الصناعة وهيئة الدواء والغذاء، داخل الأرض نفسها.

وأضاف: «وصلنا اليوم إلى مرحلة التصدير لدول الخليج، وسنبدأ التوجه نحو أوروبا الشرقية وآسيا والولايات المتحدة، فهناك اهتمام لافت بالعطر السعودي، وتركيزنا الأول حالياً على الأسواق الخليجية، إلى جانب سعينا نحو المشاركة في (إكسبو 2030)».

مهرجان الوليمة للطعام السعودي منصة تجمع بين التراث والابتكار في المطبخ المحلي (هيئة فنون الطهي)

من طلب مريض السكري إلى مصنع شوكولاتة

قصة أخرى تبرز وسط أجنحة «مهرجان الوليمة» للطعام السعودي؛ إذ لفتت فاطمة السالم، صانعة الشوكولاتة وخريجة حاضنة «كون» لفنون الطهي والأكاديمية العالمية لفنون الطهي، الأنظار بعلامتها «سمراء شوكولاتة» ومشروعها الذي بدأ من مطبخ المنزل، قبل أن يتحول إلى مصنع متكامل، مخصص لإنتاج شوكولاتة صحية مصنوعة من الصفر، وجاءت البداية حين طلب أحد أفراد عائلتها، الذي يعاني من السكري، شوكولاتة مناسبة لحالته الصحية، في وقت تمتلئ فيه السوق بمنتجات عالية بالسكر المكرر والمواد الحافظة.

ووجّهت فاطمة السالم تساؤلاتها في التعلم والتجربة، مشيرةً إلى أن تحول المادة السائلة إلى شوكولاتة صلبة أثار فضولها، وفي ذلك الوقت صنعت أول وصفة مخصصة لمرضى السكري، واصفةً بأنها «فرحة لا تقدر... وزادت ثقتي بنفسي وبقدراتي»، وبدأت صناعة الشوكولاتة من بداية حبوب ثمرة الكاكاو باستخدام بدائل صحية مثل سكر التمر، وموضحةً صعوبة البدايات ومراحل التعلم حتى طوّرت عملها من آلة إذابة بسيطة إلى معدات طحن وتعديل حرارة الشوكولاتة متخصصة داخل طابق كامل في منزلها، لتؤسس مصنعاً صغيراً يلبي الطلب المتزايد.

«سمراء شوكولاتة» مشروع بدأ من مطبخ المنزل قبل أن يتحول إلى مصنع متكامل لإنتاج شوكولاتة صحية (الشرق الأوسط)

وكشفت السالم، خلال حديثها لصحيفة «الشرق الأوسط»، عن أن «الإقبال نحو الشوكولاتة الصحية جعلني أدرك تجاوز مرحلة التجربة ليكون نشاطاً تجارياً حقيقياً، حيث شريحة واسعة من مرضى السكري والمهتمين بالخيارات الصحية ظلوا يشكلون جزءاً كبيراً من عملائي».

ونتيجةً للوعي المتنامي، صارت المنتجات الصحية عاملاً مهماً في توسع المشروع، وخاصةً بعد مشاركتها في نسخة سابقة من مهرجان الوليمة.

وأضافت: «أهدف إلى رفع الوعي والذائقة بالشوكولاتة الحرفية، من المهم أن يتعرف المستهلك على الشوكولاتة الحقيقية المصنوعة من الصفر، حيث سعيتُ لإنتاجها بنكهات سعودية لاقت إعجاب الزوار، مثل الورد الطائفي مع جناش الفانيليا، ونكهة الكليجة المميزة».

ويعدّ مهرجان الوليمة للطعام السعودي منصة تجمع بين التراث والابتكار في المطبخ المحلي، يمنح رواده تجربة متنوعة تشمل الأطعمة التقليدية، والأسواق التراثية، والحرف اليدوية، والعروض الموسيقية والفلكلورية، ومتحف العسل، ويسهم في تمكين الهوية الوطنية وإبراز الموروث الغذائي السعودي، كما يعزز التبادل الثقافي مع ضيوف الدول المختلفة، ويُعرّف بالمطبخ السعودي على الخريطة الدولية، من خلال إقامة ورش تعليمية وتفاعلية لجميع الفئات العمرية.


شيف كندي يحصد «جائزة جورماند» العالمية في «مهرجان الطعام السعودي»

الشيف الكندي جو ثوتونغال مستعرضا إحدى وجباته (السفارة الكندية) بالرياض
الشيف الكندي جو ثوتونغال مستعرضا إحدى وجباته (السفارة الكندية) بالرياض
TT

شيف كندي يحصد «جائزة جورماند» العالمية في «مهرجان الطعام السعودي»

الشيف الكندي جو ثوتونغال مستعرضا إحدى وجباته (السفارة الكندية) بالرياض
الشيف الكندي جو ثوتونغال مستعرضا إحدى وجباته (السفارة الكندية) بالرياض

عبر الشيف الكندي جو ثوتونغال من أصول هندية، والذي حصد «جائزة جورماند» عن كتاب My Thali يوم الجمعة الماضي في «مهرجان الطعام السعودي» الذي أقيم مؤخراً في الرياض، عن ذهوله بثراء التراث الطهوي الغني للسعودية.

وأفصح السفير الكندي لدى السعودية جان فيليب لينتو، لـ«الشرق الأوسط»: عن فخره برؤية مواهب الطهي الكندية معترفاً بها في السعودية، مضيفاً أن التنوع الكندي يغذي الابتكار في الطهي، كما أن جودة المنتجات الكندية تخلق نكهات تجمع الثقافات معاً.

وقال الشيف ثوتونغال، لـ«الشرق الأوسط»: «أقوم بزيارة هيئة فنون الطهي السعودية في الرياض كجزء من رحلتي لحضور مهرجان الطعام السعودي 2025 وحفل توزيع جوائز جورماند (الأفضل على مدار 30 عاماً)».

وأضاف ثوتونغال: «هذه هي المرة الثانية التي أحضر فيها مهرجان الطعام السعودي، وباعتباري طاهياً، فهي فرصة ثمينة لاستكشاف التراث الطهوي الغني للسعودية. أنا مهتم بشكل خاص بمعرفة المطبخ الأصيل لمختلف المناطق، بالإضافة إلى إنتاج زيت الزيتون والعسل في المملكة».

الشيف الكندي جو ثوتونغال يحضر لاحدى الوجبات الشهية (السفارة الكندية) بالرياض

ولفت إلى أن حفل توزيع جوائز جورماند الدولية يجمع مؤلفي كتب الطبخ الملهمين من جميع أنحاء العالم، مبيناً أنها منصة رائعة للتواصل مع المتخصصين ذوي التفكير المماثل، وتبادل الأفكار، واكتشاف المأكولات والثقافات المتنوعة، حيث يمثل هذا الحدث دائماً مصدراً رائعاً للتحفيز والإلهام الإبداعي بالنسبة لي.

وتابع الشيف الكندي: «إذا كنت سأوصي بأطباق ليجربها الضيوف السعوديون، فسأبدأ بشرائح لحم الضأن من كيرالا من كتاب الطبخ كوكونت لاجون. السعوديون لديهم حب عميق للحم المشوي، وهذا الطبق يربط بين عوالم الطهي لدينا بشكل جميل. يضيف التتبيلة على طريقة ولاية كيرالا - المعطرة بالبهارات وجوز الهند ولمسة من الحرارة - طبقات من التعقيد دون التغلب على الثراء الطبيعي للحوم».

الشيف الكندي جو ثوتونغال يحضر لاحدى الوجبات الشهية (السفارة الكندية) بالرياض

وأضاف: «أود أن أقدم لهم سلطة الحمص الأسود، حيث يُستخدم الحمص على نطاق واسع في المطبخ السعودي، لكن الحمص الأسود (كالا شانا) يقدم تجربة مختلفة أصغر حجماً وأكثر صلابة وأكثر نكهة بشكل مكثف من الحمص الأبيض. تُظهِر هذه السلطة الممزوجة بالبهارات وعصير الليمون وبعض الخضار المقطعة كيف يمكن تحويل المكونات المألوفة من خلال عدسة النكهات الساحلية في ولاية كيرالا».وقال ثوتونغال أيضاً: «لأن الأسماك الطازجة هي جوهر تقاليد الطعام السعودية، فإنني أوصي بطبق البلطي المقلي من ماي ثالي. مع تتبيلة التوابل النابضة بالحياة واللمسة النهائية المقرمشة، يعد هذا الطبق بمثابة تذكير بأن المأكولات البحرية لا ينبغي أبداً أن تكون لطيفة. فهو يجمع بين الروائح العطرية الجريئة والحرارة اللطيفة والمذاق النظيف للأسماك الطازجة، وهي نكهات أعتقد أن الأذواق السعودية ستقدرها حقاً». وتابع: «تحتفل هذه الأطباق معاً بالحب المشترك بين ثقافتينا للتوابل الجريئة والمكونات الطازجة والأطعمة التي تحكي قصة».