«السيد البدوي» يجدد جذب مصريين إلى الموالد

الآلاف أحيوا الليلة الختامية لـ«شيخ العرب»

حشود في مولد السيد البدوي بطنطا (محافظة الغربية)
حشود في مولد السيد البدوي بطنطا (محافظة الغربية)
TT

«السيد البدوي» يجدد جذب مصريين إلى الموالد

حشود في مولد السيد البدوي بطنطا (محافظة الغربية)
حشود في مولد السيد البدوي بطنطا (محافظة الغربية)

احتشد مئات الآلاف في ساحة المسجد الأحمدي بمدينة طنطا (دلتا مصر)، والمنطقة المحيطة به، لمتابعة الاحتفالات بالليلة الختامية لمولد السيد أحمد البدوي، فتوافد محبو ومريدو السيد البدوي من مختلف محافظات مصر والدول العربية والإسلامية، وسط أجواء روحانية تسودها السكينة.

وأكد محافظ الغربية، اللواء أشرف الجندي، أن المحافظة بكامل أجهزتها عملت بأقصى طاقتها لضمان راحة الزائرين وتأمين الاحتفالات بالشكل الذي يليق بمكانة لمحافظة الغربية ووجهها الحضاري، مشيراً إلى أن هذا الحدث الديني الكبير يجسد الصورة الأصيلة للتسامح والمحبة بين أبناء الوطن، كما يمثل أحد أهم المقاصد الدينية والسياحية في مصر، ويسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية بالمحافظة، وفق بيان للمحافظة، الخميس.

وتحظى الموالد في مصر بأهمية كبيرة تجذب إليها الآلاف من المريدين والمحبين كل عام، ومن بينها مولد السيد البدوي المعروف بلقب «شيخ العرب» ومولد إبراهيم الدسوقي في الدلتا، ومولد السيدة ومولد الحسين في القاهرة، ومولد عبد الرحيم القناوي ومولد أبو الحجاج الأقصري في جنوب مصر.

ويرى المتخصص في التاريخ والأدب الشعبيين، الدكتور عمرو منير، أستاذ التاريخ والتراث بجامعة قناة السويس أن الليلة الختامية لمولد السيد البدوي لم تكن مجرّد احتفال ديني بل مرآة لفلسفة مصر العميقة في توازنها بين الروح والعمران، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «حين يتوافد الآلاف من كل محافظات مصر إلى طنطا لا يبحثون فقط عن البركة بل عن معنى الانتماء نفسه إن المولد في جوهره، فعل وطني بقدر ما هو طقس صوفي؛ لأنه يعيد وصل الإنسان بجذوره، ويؤكد أن روح مصر الحقيقية لا تنفصل عن حب أوليائها وميراثها الشعبي».

مولد السيد البدوي يشهد توافد الآلاف من كل أنحاء مصر (محافظة الغربية)

وأشار منير إلى الروح المصرية المتوارثة في الموالد، والأسواق، والأغاني، والبهجة التي تصنع وجدانها الجمعي، موضحاً أن «المشهد الإنساني في ساحة السيد البدوي هو إعلان حيّ عن ميلاد مصر جديدة تُعيد تعريف قوتها الناعمة من خلال ثقافتها الشعبية وروحها الصوفية التي لا تموت، فالتصوف المعتدل الذي يتجلى في هذا المولد هو امتداد للروح النقية في صفائها وإخلاصها وسموّها الأخلاقي، وهو أيضاً صدى بعيد لهدية مصر إلى الإنسانية: الرهبنة، التي علّمت العالم أن التفرغ للروح لا يعني اعتزال الحياة، بل تهذيبها وتطهيرها».

وكان محافظ الغربية أكد على إجراءات الحماية والتأمين للمولد، عبر تعزيز الخدمات الطبية في محيط المسجد الأحمدي وساحة المولد، من خلال نشر سيارات الإسعاف وإقامة نقاط إسعاف ثابتة ومتحركة، إلى جانب تكثيف الوجود الأمني وتنظيم الحركة المرورية لتسهيل دخول وخروج الزائرين، مع رفع كفاءة النظافة العامة والإنارة، وتجميل الشوارع المؤدية إلى المسجد لإظهار المدينة في أبهى صورها، مؤكداً أن العمل مستمر لتوفير كل سبل الراحة والأمان لرواد المولد حتى ختام فعالياته.

مولد السيد البدوي يمتد من الساحة الأحمدية إلى مساحات كبيرة حولها (محافظة الغربية)

ويقول الباحث في الأدب الشعبي بأكاديمية الفنون المصرية، الدكتور عبد الكريم الحجراوي، إن «مولد السيد البدوي تحديداً يكتسب أهميته من خصوصية شخصية السيد البدوي في الفكر الصوفي وفي الأدب الشعبي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «دائماً هناك زخماً في الموالد، سواء الحسين أو السيدة زينب أو في السيد البدوي وموالد الصعيد، ربما قللت أزمة (كورونا) من هذا الزخم، وتوقفت الموالد بسبب الإجراءت الصحية التي اتُّخذت، لكنها سريعاً ما استردت حضورها وزخمها، وهو ما نجده في الليلة الكبيرة بمولد السيد البدوي».

ويلفت الحجراوي إلى أن «السيد البدوي له سيرة شعبية ربما لم تصلنا كاملة، ولكنها ظلت تتردد زمناً في الأفراح وغيره، وهو ما يشير لأهميته في الحياة الاجتماعية، ومن ثم رسوخه في الوجدان الشعبي وارتباط الآلاف به».

ولفت إلى أن «إقبال المصريين على هذه الموالد بالآلاف يعود لعدة أسباب نفسية واقتصادية واجتماعية، وعادة ما يلعب الوضع الاقتصادي دوراً مهماً في هذا الزخم حيث يلجأ البعض إلى التصوف في مواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة، وهي ظاهرة صحية حيث تسمح لشريحة من الناس بتفريغ طاقتهم في الاحتفالات المتعددة بالموالد بشكل إيجابي وبطريقة تعبر عنهم دون الاعتداء على أحد»، على حد تعبير الحجراوي.

وشهد المولد العديد من المظاهر الاحتفالية مثل حلقات الذكر والألعاب المختلفة، كما أحيا الشيخ محمود التهامي الليلة الختامية للمولد والتي حظيت بحضور حاشد.


مقالات ذات صلة

تسهيلات ائتمانية لدعم منشآت ثقافية سعودية بـ17 مليون دولار

يوميات الشرق 5 اتفاقيات تسهيلات ائتمانية وقَّعها الصندوق الثقافي خلال «مؤتمر التمويل التنموي» الأربعاء (واس)

تسهيلات ائتمانية لدعم منشآت ثقافية سعودية بـ17 مليون دولار

وقّع الصندوق الثقافي السعودي 5 اتفاقيات تسهيلات ائتمانية ضمن «التمويل الثقافي» بقيمة تتجاوز 63 مليون ريال (16.8 مليون دولار) لتمويل عدة مشاريع ثقافية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
أوروبا فرقة تمثل آيسلندا تؤدي أغنية خلال النهائي الكبير لمسابقة الأغنية الأوروبية 2025 في بازل (رويترز)

آيسلندا تقاطع «يوروفيجن» 2026 احتجاجاً على مشاركة إسرائيل

أعلنت هيئة البث العامة في آيسلندا «آر يو في»، اليوم الأربعاء، عدم مشاركة البلاد في مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن)، العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (ريكيافيك )
يوميات الشرق من مراسم توقيع مذكرة التفاهم بين هيئة الموسيقى السعودية وشركة «ستاينواي آند صنز» (وزارة الثقافة)

هيئة الموسيقى السعودية تُعزِّز تطوير القطاع مع «ستاينواي آند صنز»

أبرمت هيئة الموسيقى السعودية مذكرة تفاهم مع شركة «ستاينواي آند صنز» العالمية المتخصصة بصناعة البيانو؛ لدعم تطوير قطاع الموسيقى في البلاد، وتعزيز برامجه المهنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك ارتبط العزف على آلة موسيقية بانخفاضٍ قدره 35 % في خطر الإصابة بالخرف (أرشيفية- رويترز)

دراسة: عادة يومية ممتعة قد تقلِّل خطر الإصابة بالخرف

أظهرت دراسة حديثة أن الاستماع المنتظم للموسيقى أو عزفها قد يرتبط بانخفاض كبير في خطر الإصابة بالخرف لدى كبار السن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص تتطلع «أبل» لزيادة مشاركتها في صناعة الموسيقى بالمنطقة (الشرق الأوسط)

خاص «أبل» تتطلع إلى المشاركة في تنامي صناعة الموسيقى بالسعودية

تتحرك استراتيجية «أبل ميوزيك» الموسيقية في مسار متقاطع مع طموحات «رؤية السعودية 2030»؛ لبناء مشهد ثقافي وإبداعي أكبر حيوية، وتعزيز الهوية الفنية المحلية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«ليلة فرح» رؤية تشكيلية مغايرة للحياة الزوجية

يستخدم رموزاً شعبية في توصيل رسائل اجتماعية مهمة (الشرق الأوسط)
يستخدم رموزاً شعبية في توصيل رسائل اجتماعية مهمة (الشرق الأوسط)
TT

«ليلة فرح» رؤية تشكيلية مغايرة للحياة الزوجية

يستخدم رموزاً شعبية في توصيل رسائل اجتماعية مهمة (الشرق الأوسط)
يستخدم رموزاً شعبية في توصيل رسائل اجتماعية مهمة (الشرق الأوسط)

يظل حفل الزفاف على تنوع أشكاله وعاداته واحداً من أكثر الصيغ الفنية التي وظفها العديد من التشكيليين بمختلف الدلالات والتفاصيل لإبراز الفرحة والبهجة والحب بين المرأة والرجل، إلا أن الفنان المصري سامي البلشي يقدم رؤية جديدة مغايرة لهذا اليوم عبر 50 لوحة يضمها معرضه «ليلة فرح» المقام في غاليري «ضي الزمالك».

لم تكن قاعة الفرح سوى مسرح الحياة نفسه، ولم يكن التباين في الألوان والحالات التي تجسدها أعماله إلا تناقضات الحياة ذاتها، يقول الفنان سامي البلشي لـ«الشرق الأوسط»: «تناول معظم الفنانين ليلة العرس، لكنهم ركزوا خلال ذلك على الأجواء الاحتفالية والطقوس المرتبطة به كالحنة، والتحطيب وصواني الكعك والصباحية».

معرض ليلة فرح للتشكيلي المصري سامي البلشي (الشرق الأوسط)

ويتابع: «لكنني هربت من ذلك كله، وقلت لنفسي حين أجسد الفرح فإنني سأقدم فرحاً مختلفاً، وهو فرح خاص جداً، ومعقد للغاية، وعلى المشاهد حين يتأمله أن يغوص في مفاهيمه وتعبيراته ولغته».

وانطلاقاً من ذلك الفكر حاول البلشي أن يقيم حواراً خاصاً على مسطح اللوحات، وأن يقدم حالة من الفرح من خلال اللون والضوء والحركة والحالة الانفعالية والعلاقة بين المفردات برغم ما يطرحه من قضايا تهدد المجتمع.

ولم يتأثر الفنان بضجيج «السوشيال ميديا» وما تبرزه أحياناً من أزمات صادمة: «ليست لي علاقة بـ(الميديا) وأخبارها وتحليلاتها الغريبة، لكني استلهمت لوحاتي من الناس المحيطين، الذين أعيش وسطهم».

الزوجة تلوح بـ«ذبح القطة لزوجها» (الشرق الأوسط)

ويواصل: «استوقفتني ممارساتهم وخلافاتهم وحالات الطلاق التي أراها كل فترة وجيزة، وعلى الجانب الآخر تأثرت بلا شك بالعديد من حالات الحب والانسجام والمودة والسعادة»، مشيراً إلى أنه تأثر بـ«الأطراح والأفراح»، وأعرب عن قلقه من «الأطراح» ووضعها تحت «الميكروسكوب»، وقرأها وتعمق فيها، محاولاً إيجاد الأسباب ورائها.

جانب من لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

ومن هنا يجد المتلقي نفسه طرفاً في ما يدور على مسطح اللوحات؛ إذ يطرح الفنان حواراً مجتمعياً من خلال توظيفه للون والشكل والحركة والحالة التهكمية والفانتازيا في معالجة هذه القضايا، أو ما يطلق عليه الفنان مصطلح «الدبلوماسية الناعمة»، يقول: «أعتبر بعض الأطروحات التشكيلية التي أقدمها بمثابة ناقوس خطر لكن بلغة فنية مبسطة وسلسلة».

المغالاة في تكلفة الزواج، والطمع، وعدم الانسجام، والافتقار إلى التوافق الاجتماعي، والتفاوت البارز في العمر بين العروسين، وغياب القيم الجميلة المرتبطة بمفهوم الزواج؛ هي بعض من المشكلات التي تطرحها الأعمال، لكن تبقى قضية أخرى هي الأكثر حضوراً وخطورة في هذه الأعمال وهي الصراع بين الزوجين الذي يفرض نفسه أحياناً منذ «ليلة الفرح».

الصراع والعنف بدلاً من المودة والسكينة فور عقد القران (الشرق الأوسط)

ويبرز الصراع في اللوحات، وكأنه وحش يدمر كل شيء؛ لأنه أصبح بالفعل خطراً حقيقياً، بحسب وصف البلشي، الذي يضيف: «لقد بات كل طرف يرغب في فرض سيطرته وقوته على الآخر، بدلاً من حالة التعاون والحب والمشاركة، وجاء معرضي ليبث رسائل تحذيرية».

ويعثر المتلقي على علاقات بعضها مشوه، وعناصر غير متوقعة في أعمال فنية تتناول «ليلة العمر»، مثل السكين التي تستخدمها المرأة - هذه المرة - لذبح القطة، أو العريس الذي ينشغل بالهاتف المحمول في «الكوشة»، أو ذلك الذي يركب الحمار بالمعكوس في دلالة على أنه «متجرس» (بسبب تراكم الديون)، أو «النائم في فرحه، أو أهل العروس الذين يتربصون للنيل من العريس، أو حلبة الملاكمة التي يتصارع فيها العروسان، أو الدبابة التي تقودها العروس تجاه زوجها».

الفنان سامي البلشي (الشرق الأوسط)

وبرع البلشي في توظيف الرمزية لمزيد من التعمق في توضيح أفكاره مثل استخدامه لرموز البطيخ، والتفاح، والأواني الفارغة، ولا تنجو من هذه الحالات مختلف الطبقات الاجتماعية، فتطالعنا أيضاً في أفراح المناطق الشعبية وحفلات الفنادق الفخمة.

المدهش أنه يغلف كل تلك العلاقات والعناصر بحالة من البهجة التي يبثها رقص الألوان والخطوط والضوء في اللوحات، وهي وإن كانت تتوافق مع «ليلة فرح» لكنها تتناقض مع صعوبة ما تطرحه من قضايا وأزمات.

وتساءل البلشي حين شرع في العمل على اللوحات: «هل سأنجح في تحقيق ذلك بالفعل؟، هل سأتمكن من جعل اللون والضوء والخطوط ترقص وتبتهج رغم تناوله اللوحات من حالات جديدة وغريبة على مجتمعنا وتشكل خطراً حقيقياً عليه؟».

المعرض يتطرق إلى مختلف الطبقات الاجتماعية (الشرق الأوسط)

ووفق التشكيلي المصري فإن «فكرة المعرض القائمة على هذه التناقضات والتفاوتات التي لا يتم حسابها والتي تنذر بالفشل والصراع المستمر من قبل أن تبدأ الحياة الزوجية من الأصل، وهو ما أردته أن يصل للمتلقي من خلال (خداع اللحظة الأولى) من دون تعمق في المعرفة».

ويوضح: «إن البهجة الزائفة التي ينبهر بها المتلقي في الوهلة الأولى لمشاهدته اللوحات بسبب اللون والضوء على وجه الخصوص سرعان ما يكتشف أنها وهمية حين يتعمق في تأمل اللوحات، ويكتشف كم الصراع بين العروسين، بمعنى أنها إسقاط على حالة الانبهار التي تصيب البعض تجاه المظاهر الخادعة أحياناً، ويتم الاختيار والزواج بناءً عليها».

الفنان سامي البلشي مع الحضور في الافتتاح (الشرق الأوسط)

لكن من جهة أخرى، تقدم بعض اللوحات علاقات إيجابية بين العروسين: «الصورة ليست مظلمة تماماً، لكنها تتطلب التعقل والحكمة في الاختيار وفي تكلفة وشروط الارتباط مثل ما يعرف بـ(القائمة)، كما تقتضي العودة للمفهوم الصحيح من جديد لقدسية الزواج كما عرفه مجتمعنا قديماً» وفق البلشي.


مصر: العثور على تمساح حيّر فِرق الإنقاذ 6 أيام في الدلتا

لجنة الإنقاذ بعد اصطياد التمساح بالشرقية (محافظة الشرقية)
لجنة الإنقاذ بعد اصطياد التمساح بالشرقية (محافظة الشرقية)
TT

مصر: العثور على تمساح حيّر فِرق الإنقاذ 6 أيام في الدلتا

لجنة الإنقاذ بعد اصطياد التمساح بالشرقية (محافظة الشرقية)
لجنة الإنقاذ بعد اصطياد التمساح بالشرقية (محافظة الشرقية)

عثرت فِرق صيد التماسيح بالإدارة العامة للمحميات الطبيعية في مصر على تمساح أثار الرعب والفزع بين أهالي قرية بمنطقة الزوامل في محافظة الشرقية بدلتا مصر، وذلك بعد ستة أيام متتالية من البحث والمراقبة.

وأعلنت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، نجاح وزارة البيئة المصرية، من خلال وحدة صيد التماسيح بالإدارة العامة للمحميات الطبيعية، في الإمساك بالتمساح، بالتعاون مع اللجنة الفنية المشكَّلة من محافظة الشرقية، ومديرية الطب البيطري في المحافظة.

وأوضحت الوزيرة، في بيان، الخميس، أن الفحص والمعاينة أظهرا أن التمساح الذي جرى اصطياده يبلغ طوله نحو 85 سنتيمتراً، ويبلغ عمره أقل من عامين، وينتمي إلى نوعية التماسيح النيلية، مشيرة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستصدار قرار النيابة العامة لإعادة التمساح إلى بيئته الطبيعية في بحيرة ناصر، بما يضمن استمرارية حماية النظام البيئي.

بداية الأزمة

وبدأت القصة قبل نحو أسبوع، عندما انتشر مقطع فيديو قصير عبر مجموعات «واتساب» بين أهالي عزبة السدرة بالزوامل، يظهر فيه ظل يتحرك ببطء تحت سطح المياه الراكدة في مصرف الري الرئيسي، الذي يخدم القرية، بالإضافة إلى قرى مجاورة. وسرعان ما ظهر رأس التمساح بوضوح لثوانٍ معدودة قبل أن يغوص مرة أخرى.

وأثار المقطع، الذي التقطه أحد المزارعين أثناء عمله، موجة من القلق والذعر بين الأهالي خشية هجوم محتمل. وأفاد السكان بأن التمساح ظهر على الطرق المؤدية للمدارس بالقرية، ما اضطر الأُسر إلى تغيير مسارات أبنائها إلى طرق بديلة أطول وأصعب.

ورداً على ذلك، شكَّلت محافظة الشرقية لجنة عاجلة للتحقق من الواقعة ومتابعة الوضع الميداني في المصرف المائي، والتأكد من سلامة المواطنين في المناطق المحيطة، بالإضافة إلى متابعة مصدر ظهور التمساح وأسباب وجوده، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع أي مخاطر محتملة. وكلَّفت الجهات المختصة لجاناً من جهاز شؤون البيئة ومديرية الطب البيطري بالنزول للموقع، والقيام بمعاينات موسَّعة لرصد أعداد التماسيح وتحديد مدى خطورتها على السكان.

وأصدرت الوزيرة توجيهاتها فور ورود البلاغ لبدء إجراءات الرصد والمتابعة، ونفّذت الفِرق المختصة أعمال تمشيط ميداني واسعة على مدار أيام متواصلة، ما أسفر عن تحديد موقع التمساح بدقة، والإمساك به بنجاح. وأكدت أن وحدة صيد التماسيح نفذت عملية الضبط وفق الإجراءات الفنية المعتمَدة، مع تأمين محيط الموقع بالكامل من خلال فريق الإنقاذ النهري بمديرية أمن الشرقية، بما يضمن سلامة المواطنين والحياة البرية.

التمساح الصغير بعد العثور عليه (محافظة الشرقية)

وتوجهت الوزيرة بالشكر إلى وحدة صيد التماسيح وجميع الجهات المشارِكة، مشيرة إلى أن الاستجابة العاجلة والتنسيق الكامل بين الجهات المعنية كانا العاملين الرئيسيين في التعامل الفعّال مع الواقعة، وضمان سلامة المواطنين، وأن عودة الهدوء للشرقية هي نتيجة مباشرة لهذه الجهود المنسقة.

أمر غير طبيعي

كان الدكتور إيهاب هلال، الأستاذ بمعهد بحوث الصحة الحيوانية، قد أوضح أن ظهور تمساح في مصرف بإحدى قرى الدلتا أمر غير طبيعي، مشدداً على أن اقتناء الحيوانات البرية الخطرة في أماكن غير مخصصة لها أمر غير آمن وغير مرغوب فيه.

وأكد هلال، في مداخلة هاتفية مع برنامج «حديث القاهرة» على فضائية «القاهرة والناس»، أن السيناريو المرجح هو أن شخصاً كان يقتني التمساح قد تخلَّص منه بسبب كِبر حجمه، فأُلقي في المصرف، مؤكداً أن هذه الطريقة خاطئة تماماً للتخلص من التماسيح.

وأشار إلى أن التمساح يظهر طبيعياً في هذا الوقت من العام لأغراض التدفئة، لكنه يجب أن يبقى في موطنه الطبيعي، مشدداً على أن التماسيح النيلية توجد عادة في مناطق مرتبطة بها مثل أعالي النيل، وأن التمساح الذي عُثر عليه في بلبيس كان صغير الحجم وسهل السيطرة عليه، وليس خطراً على السكان.

وأضاف هلال أن اقتناء التماسيح النيلية خارج موائلها الطبيعية ممنوع؛ حفاظاً على السلامة العامة وحماية الحياة البرية.


«سيكس فلاغز القدية»... انطلاق أول عوالم الترفيه العملاقة في الرياض

افتتاح «سيكس فلاغز القدية» ينقل المشروع من الرؤية إلى التشغيل الفعلي (تصوير: تركي العقيلي)
افتتاح «سيكس فلاغز القدية» ينقل المشروع من الرؤية إلى التشغيل الفعلي (تصوير: تركي العقيلي)
TT

«سيكس فلاغز القدية»... انطلاق أول عوالم الترفيه العملاقة في الرياض

افتتاح «سيكس فلاغز القدية» ينقل المشروع من الرؤية إلى التشغيل الفعلي (تصوير: تركي العقيلي)
افتتاح «سيكس فلاغز القدية» ينقل المشروع من الرؤية إلى التشغيل الفعلي (تصوير: تركي العقيلي)

شهدت مدينة القدية، الثلاثاء، الافتتاح التجريبي لمتنزّه «سيكس فلاغز القدية»، في أول تشغيل فعلي لأحد أصول المدينة الضخمة، وأول حضور للعلامة العالمية خارج أميركا الشمالية منذ تأسيسها عام 1971. ويضمّ المتنزه 6 عوالم مستقلّة، لكلّ منها طابعه السردي والبصري وتجاربه الخاصة، في حين جاء التصميم فريداً، مُقدّماً نموذجاً جديداً للمدن الترفيهية في الشرق الأوسط.

وأكّد المدير الأول للعلاقات العامة في «سيكس فلاغز» مدينة القدية، مهند الروقي، أنّ النسخة السعودية مختلفة تماماً عن نسخ أميركا الشمالية، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «بُني المتنزه هنا من الصفر، وصُمّم ليتناسب مع تضاريس طويق، وهوية كلّ منطقة طُوّرت حصرياً للقدية. نحن لا نقدّم نسخة مطوّرة من (سيكس فلاغز)، بل تجربة جديدة لا تتكرّر في أي موقع آخر بالعالم».

مهند الروقي يتحدّث إلى «الشرق الأوسط» عن المشروع الضخم (تصوير: تركي العقيلي)

وأضاف الروقي أنّ المدينة الترفيهية تتضمَّن «ألعاباً وتقنيات غير موجودة في أي فرع آخر للعلامة»، وفي مقدّمتها أفعوانية «Falcon’s Flight» التي تُعدّ «الأطول والأعلى والأسرع على مستوى العالم، وقد سُجّلت بأرقام قياسية، إذ يتجاوز مسارها 4000 متر، وتصل سرعة عربتها إلى 250 كيلومتراً في الساعة، في تجربة غير مسبوقة على مستوى العالم». ويُقدّم المتنزه نحو 28 لعبة وتجربة تعتمد على مؤثرات ضوئية وتفاعلية مبتكرة، بين مغامرات عائلية وتجارب إثارة مشوّقة، مما يجعل النسخة السعودية الأكثر تنوّعاً في تاريخ العلامة.

وأشار الروقي إلى أنّ «سيكس فلاغز القدية» سيكون من أهم عوامل الجذب السياحي لمدينة الرياض خلال السنوات المقبلة، مُضيفاً: «تقوم رؤية القدية على جعل اللعب محوراً رئيسياً للحياة اليومية. يمتدّ المشروع على مساحة 360 كيلومتراً مربعاً، ومن المتوقَّع أن يحتضن عند اكتماله نحو 500 ألف نسمة، إلى جانب 150 ألف وحدة سكنية، وأكثر من 48 مليون زائر سنوياً. هذا الاختلاف في التجربة سيضع العاصمة الرياض على خريطة الوجهات الترفيهية العالمية».

عوالم «سيكس فلاغز القدية»... 6 مناطق وتجارب مُتطوّرة

منطقة «توايلايت فاردنز» أكثر مناطق المتنزه شاعرية (تصوير: تركي العقيلي)

«توايلايت غاردنز»

جاءت منطقة «توايلايت غاردنز» أكثر مناطق المتنزه شاعرية، إذ يستقبل الزائرَ نسيج بصري يعتمد على أزهار مضيئة ومسارات تتوهَّج بألوان هادئة في تجربة تُحاكي العوالم القصّصية. وتضم المنطقة 4 تجارب تبدأ بـ«توايلايت إكسبريس» التي تتيح للأطفال دخول عالم مرسوم بالضوء، في حين تمنح لعبة «بالونات كلايدوسكوب» رحلة مُحلّقة في الجو، وتوفّر «إنشانتد غرينهاوس» تجربة تفاعلية تعتمد على المؤثرات الضوئية والصوتية داخل بيت زجاجي، في حين تأخذ لعبة «أميرة البحيرة» الزوّار في جولة مائية بين برك مضاءة ونباتات عملاقة. وتضم المنطقة مطاعم بخيارات مناسبة للعائلات ومتاجر تستوحي تصاميمها من عالم النباتات.

تُمثل «غراند إكسبو» نقطة التقاء الثقافات العالمية (تصوير: تركي العقيلي)

«غراند إكسبو»

تمثّل «غراند إكسبو» نقطة التقاء الثقافات العالمية، إذ تعيد خلق أجواء المدن الكبرى ومهرجاناتها المزدحمة. وتضمّ 5 تجارب رئيسية، يتصدّرها «غيرو سبين»، اللعبة الدوّارة التي ترتفع إلى مستويات شاهقة وتحقّق أرقاماً قياسية في زاوية الدوران. وتبرز لعبة «الخيول العربية» بلمحة من التراث السعودي في قالب ترفيهي عائلي، إلى جانب أفعوانية «العملاق» التي تجمع بين التسارع الحادّ والالتفافات. كما تتضمَّن المنطقة لعبة «طيّار إكسبو» التي تُقدّم تجربة طيران عبر منصة دائرية، ولعبة «الدوّار» المستوحاة من أجواء لندن. وتكتمل التجربة بشوارع مزيّنة ومجموعة مطاعم ومتاجر.

«سبتفاير» في «فالي أوف فورتشن» وثالث أفعوانية في «سيكس فلاغز» (تصوير: تركي العقيلي)

«فالي أوف فورتشن»

يمتد «فالي أوف فورتشن» مثل عالم يجمع بين المغامرة وأجواء الاستكشاف، وتضمّ المنطقة 4 ألعاب تتمحور حول فكرة البحث عن المعادن الثمينة والكنوز المفقودة. في مقدّمتها أفعوانية «سبتفاير» ذات الانطلاقات الثلاث والمُحطِّمة للأرقام القياسية، في حين تتيح لعبة «سكاي واتش» مشهداً بانورامياً واسعاً للمدينة الترفيهية عبر خيمة طائرة. وتتميَّز لعبة «طائرات كانيون» للأطفال بإتاحة فرصة التحليق، لتُقدّم تجربة «درب الكنز» رحلة داخل مسار مظلم تفاعلي يحاكي عمليات التنقيب عبر مركبات تتحرّك بين مؤثّرات ضوئية وسينمائية، وتحتوي المنطقة مطاعم ومتاجر مستوحاة من عالم المستكشفين.

تجربة «سكاي واتش» في «فالي أوف فورتشن» ضمن المتنزه (تصوير: تركي العقيلي)

لعبة «ويند رايدر» في «سيتي أوف ثريل» بالمتنزه (تصوير: تركي العقيلي)

«سيتي أوف ثريل»

أما «سيتي أوف ثريل»، فتشكّل مركز التشويق في المتنزه، إذ تضم مجموعة ألعاب مُصمَّمة لتقديم مستويات عالية من الجرأة. في مقدمتها لعبة «Falcon’s Flight» التي تُعد أبرز تجارب «سيكس فلاغز القدية»، إذ تنطلق بسرعات تصل إلى 250 كيلومتراً في الساعة على مسار مُعلّق يمتد لأكثر من 4 كيلومترات فوق حواف جبال طويق. كما تضمّ المنطقة لعبة «برج سيركو» للسقوط الحُرّ، ولعبة «ويند رايدر» التي تمنح إحساس الطيران المُعلَّق عبر منصّات دوّارة، ولعبة «الأدرينا لاين» التي تعتمد على مسار متعدّد الاتجاه، يُغيّر الارتفاع والسرعة بشكل مفاجئ. وتتكامل التجربة عبر مطاعم ومتاجر مُخصّصة لعشّاق هذا النوع من المغامرات.

لعبة «راتلر» الأفعوانية ثاني أطول لعبة في متنزه «سيكس فلاغز القدية» (تصوير: تركي العقيلي)

«ستيم تاون»

من جهتها، تنقل «ستيم تاون» الزائر إلى عالم صناعي مُستلهم من محرّكات البخار الأولى، إذ تتوزَّع التجارب حول ورشات ميكانيكية وتفاصيل تحاكي حقبة الثورة الصناعية. وتضم 5 ألعاب، أبرزها «شلالات سوميل» المائية التي تنحدر عبر قنوات خشبية ضيقة، وأفعوانية «راتلر» التي تجاوزت الأرقام القياسية في فئتها عبر مزيج من المنحدرات والقفزات المتتابعة، بالإضافة إلى لعبة «ستيل ستامبيد» ذات الطابع العائلي، ولعبة «سبروكنايتر» متعدّدة الاتجاه، إلى جانب «مُلتقى المغامرات» للأطفال. وتضم المنطقة 6 مطاعم و5 متاجر بطابع صناعي.

لعبة «بيغ سبلاش» في منطقة «ديسكفري سبرينغز» بالمتنزه (تصوير: تركي العقيلي)

«ديسكفري سبرينغز»

وتحتضن منطقة «ديسكفري سبرينغز» تجارب في واحة مائية محاطة بتشكيلات صخرية، مما يجعلها إحدى أكثر المناطق جاذبية للعائلات. وتضم 6 ألعاب محورية، أبرزها «سي ستاليون» أطول وأسرع أفعوانية يتحكّم بها الركّاب، وتأتي «زوما فلوما» مستوحاة من السيول القوية في الأنهر، وتشمل المنطقة «بيغ سبلاش» القائمة على الانحدار المائي العالي، وتجربة «إلى الأعماق» داخل كهوف مظلمة بتقنيات عرض ضوئي، بالإضافة إلى «الدلو المائي» للأطفال ومنطقة «أكواتوبيا» التفاعلية. وتضم المنطقة 3 مطاعم ومتجرين بطابع الواحة.

عوالم «سيكس فلاغز» تفتتح أولى وجهات القدية الترفيهية (تصوير: تركي العقيلي)

ويُمثّل افتتاح «سيكس فلاغز القدية» انتقال مدينة القدية من مرحلة الرؤية إلى التشغيل الفعلي، بوصفه أول أصل من أصول المدينة يُفتتح للجمهور. وقد أُعلن عن المشروع للمرّة الأولى عام 2017 ضمن «رؤية 2030» بهدف تحويل الرياض إلى وجهة عالمية للترفيه والرياضة والثقافة، وبدأت الأعمال الإنشائية عام 2021 قبل أن تدخل مرحلة تطوير مكثَّف خلال السنوات اللاحقة. ومن المقرَّر أن ينطلق الافتتاح الرسمي للمتنزه في نهاية العام الحالي.