ما مصير وأماكن المجموعات المسلحة التي قاتلت «حماس» في غزة؟

معلومات تكشف عنها «الشرق الأوسط» لأول مرة...

TT

ما مصير وأماكن المجموعات المسلحة التي قاتلت «حماس» في غزة؟

عناصر من شرطة «حماس» في أحد شوارع مدينة غزة (رويترز)
عناصر من شرطة «حماس» في أحد شوارع مدينة غزة (رويترز)

واجهت حركة «حماس» في قطاع غزة، خلال الحرب الإسرائيلية التي امتدت لعامين بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، العديد من التحديات الداخلية المتعلقة بالعشائر والمجموعات المسلحة التي ظهرت خلال فترة الحرب، وحاولت نشر الفلتان الأمني داخل القطاع.

وقبل يومين من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، يوم الجمعة الماضي، دخلت «حماس» في أكبر مواجهة لها مع مسلحين من عشيرة المجايدة في خان يونس جنوب القطاع. وما أن توقفت الحرب، حتى دخلت في معارك أكبر مع مسلحين من عشيرة «دغمش» جنوب المدينة، ولاحقت مجموعات مسلحة عملت تحت رعاية إسرائيل.

عنصران من «كتائب القسام» الجناح العسكري لـ«حماس» بقطاع غزة (د.ب.أ)

وترصد «الشرق الأوسط» أبرز تلك العشائر والمجموعات وأماكن تمركزها داخل قطاع غزة:

«مجموعة ياسر أبو شباب»

برز اسم ياسر أبو شباب، في الأشهر الماضية بصفته وجهاً يقود إحدى أهم المجموعات المسلحة التي يقدر عدد أفرادها بالمئات، يمتلكون أسلحة خفيفة، لكنهم يقيمون في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، التي تسيطر إسرائيل عليها بالكامل، حتى مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، كما يوجد في تلك المناطق العديد من السكان من عشيرة أبو شباب البدوية نفسها.

ومع توقف الحرب، لم يتحدث أبو شباب علناً عن الأوضاع داخل القطاع ومستقبل المجموعات التي شكّلها، وحاولت لفترة التمدد إلى خان يونس، لكنه يبدو أنه فشل في تحقيق ذلك رغم محاولته استخدام عناصر من عشيرة بربخ بعد مهاجمتها لـ«مجمع ناصر الطبي» وقوات شرطية كانت موجودة داخله وتحميه، في نهاية يونيو (حزيران) الماضي.

حركة «حماس» أعادت نشر مقاتلين في غزة تزامناً مع إطلاق سراح الرهائن (رويترز)

وتتمركز حالياً مجموعات أبو شباب، أو كما تطلق عليها «حماس»، «عصابة أبو شباب»، في المناطق التي لا تزال تسيطر عليها إسرائيل داخل مدينة رفح، دون أن يطرأ أي تغير على تمركزها، لكن ما يلاحظ هو توقف هجماتها ومحاولتها إثارة الفوضى باستغلالها للحرب والقصف الإسرائيلي لبعض المناطق، للدخول إليها ومحاولة مهاجمة المواطنين و عناصر «حماس»، وهو أمر تكرر مرات عدّة، سواء بمنطقة المواصي، أو مناطق أخرى من خان يونس.

وتتهم «حماس»، علناً، مجموعات أبو شباب بأنها «تخدم إسرائيل»، في حين ينفي أبو شباب الذي يسمي مجموعته «القوات الشعبية»، علاقته بإسرائيل أو بالسلطة الفلسطينية، ثم لا يلبث ويتراجع، ويؤكد علاقته بهما بشكل أو بآخر.

لم يكن أبو شباب شخصاً معروفاً في أوساط الفلسطينيين، خصوصاً أنه كان معتقلاً لدى شرطة «حماس» على خلفية قضايا جنائية. ولم تكن له علاقة بأي تنظيم فلسطيني من قبل، وبدأ يكتسب شهرته بشكل أكبر، بعد سرقة شاحنات المساعدات بالقرب من مناطق عمل القوات الإسرائيلية، وسط ملاحقات «حماس» له التي قتلت شقيقه في إحداها.

أحد عناصر قوات الأمن الداخلي لحركة «حماس» يُسلم على أطفال في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة (أ.ف.ب)

وفعلياً، لم يشكل أبو شباب حتى الآن تهديداً حقيقياً لحركة «حماس»، لكنها قررت توجيه ضربات له لإظهار سيطرتها، ويتوقع أن تنفذ هجمات أخرى ضد مجموعاته لاحقاً، على غرار ما تفعل حالياً ضد مجموعات أخرى.

حسام الأسطل

تنتشر مجموعة حسام الأسطل الموجودة في مناطق جنوب شرقي خان يونس، وتحديداً مناطق قيزان النجار، وجورة اللوت، والمنارة، وتتكون من نحو 40 مسلحاً، وما زالت تتمركز هناك باعتبار أنها مناطق ما زالت تنشط فيها القوات الإسرائيلية.

ترددت أنباء عن أن الأسطل انشق عن أبو شباب وشكّل مجموعته لوحده، فيما نفى أبو شباب ذلك عبر صفحته في «فيسبوك» ثم حذف المنشور بعد يوم واحد.

مسلح من حركة «حماس» يقف وسط حشد من الناس في غزة (رويترز)

حكم على الأسطل وهو ضابط (سابق) في أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، عام 2022، بالإعدام من قِبَل حكومة «حماس»، بعدما اتهمته بالمشاركة في اغتيال القيادي في «كتائب القسام» فادي البطش داخل ماليزيا مع عناصر متعاونة مع جهاز «الموساد» عام 2018.

ولم يكن للأسطل نشاط كبير في المناطق التي تنشط فيها «حماس»، ولم ينفذ هجمات كما فعل أبو شباب أو مجموعات أخرى، لأسباب لم تتضح، لكنه كان يحقق مع فلسطينيين اقتربوا من مناطق تمركز قواته.

عشيرة المجايدة

تعتبر عشيرة المجايدة من العشائر العريقة في قطاع غزة، خصوصاً خان يونس جنوب القطاع، وبعد خلافات بين أفراد منها وعناصر من «كتائب القسام»، قام هؤلاء بقتل اثنين من «القسام»، ثم قتلوا شخصاً وسيطاً حاول حل الخلافات. وبعد أن أمهلت «حماس» العائلة فترة قصيرة لتسليم الفاعلين، وفشل وجهاء ومخاتير العشيرة بذلك، شنّت بمئات من عناصرها هجوماً قبل وقف إطلاق النار بأيام قليلة، وقتلت المطلوبين المتهمين بقتل عناصرها، وصادرت أسلحة، قبل أن تتدخل طائرات إسرائيلية وتقصف عناصر الأمن ما أدى لمقتل نحو 20 منهم.

مقاتلون من «حماس» خلال تشييع قيادي بالحركة في غزة (أرشيفية - رويترز)

وبعد ذلك، تدخل وجهاء ووساطات لحل الخلاف مجتمعياً، وتم الاتفاق على ذلك، وأعلنت العائلة مساء الاثنين الماضي التزامها بتسليم السلاح غير المرخص لدى أفرادها إلى الأجهزة الأمنية، مؤكدةً وقوفها خلف حكومة «حماس» في مواجهة «الفلتان الأمني».

وسط القطاع

في الأشهر القليلة التي سبقت وقف إطلاق النار المؤقت في يناير (كانون الثاني)، وحتى ما بعد استئناف الحرب في مارس (آذار) الماضي، ظهرت على الساحة مجموعتان من أفراد محسوبين على عشيرتين شرق دير البلح وسط القطاع، هما «أبو خماش»، و«أبو مغصيب».

لكن سريعاً ما اندحرت هاتان المجموعتان بعد أن وجهت لهما «حماس» ضربات أدت لمقتل وإصابة العديد من أفرادهما، قبل أن يتدخل وجهاء ومخاتير من العشيرتين ويتم التوصل إلى اتفاق «لحقن الدماء وتسليم سلاح المعتدين».

عشيرة دغمش

في مدينة غزة وشمال القطاع بأكمله، كانت التحديات كبيرة أيضاً بالنسبة لحركة «حماس»، وكانت إحداها «عشيرة دغمش» التي تتمركز في حيَي تل الهوى والصبرة جنوب مدينة غزة... واتهمت جهات من العائلة، الحركة، بأنها قتلت مختارها، بعد أن رفض التعاون معها في الامتناع عن المشاركة في خطة إسرائيلية كانت تهدف لتحويل العشائر إلى جهات مسؤولة عن مناطقها، تدير شؤونها وتشكل مجموعات مسلحة.

مقاتلون من «حماس» قبيل تبادل الأسرى في 1 فبراير 2025 (إ.ب.أ)

وخلال الحرب، وجهت اتهامات من قِبَل «حماس» لأفراد من العشيرة بقتل عناصر من «القسام» كانوا في عقد عسكرية قتالية استعداداً للتصدي للقوات الإسرائيلية، والاستيلاء على سلاحهم، والسيطرة على قذائف «الياسين 105»، وحاولت تنفيذ عملية قتل بحقهم، إلا أنها لم تكتمل بسبب الحرب والملاحقات الإسرائيلية لعناصر الحركة.

وقبيل الحرب، أشادت «حماس» وجهات أخرى، بموقف مخاتير ووجهاء «عشيرة دغمش» بعدما رفضوا عرضاً إسرائيلياً جديداً إلى جانب عشائر أخرى، لتشكيل عصابات مسلحة تدير مناطق سكنهم، الأمر الذي دفع القوات الإسرائيلية لتدمير منازلهم قصفاً ما أدى لوقوع ضحايا في صفوفهم.

ومع توقف الحرب، وبدء وقف إطلاق النار ظهيرة يوم الجمعة الماضي، قتل عنصران من «القسام» أحدهما نجل قيادي بارز، على يد عناصر من أفراد العشيرة، فقامت «حماس» بإمهالها فترة قصيرة لتسليم الفاعلين، قبل أن تهاجمهم في اليوم التالي بشكل مصغر، وتوسع هجومها، الأحد، حتى ساعات مساء الاثنين، ما أدى لمقتل ما لا يقل عن 20 من العشيرة، فيما قتل 6 من أفراد «حماس» بينهم نجل القيادي في الحركة باسم نعيم، والصحافي والناشط صالح الجعفراوي، الذي كان يغطي الأحداث، قبل أن ينتهي الهجوم باعتقال مجموعة من عناصر العشيرة ونقلهم للتحقيق، فيما نشر مقطع فيديو يظهر عملية إعدام عناصر اتهمت بـ«العمالة لصالح إسرائيل»، من دون أن يتأكد ما إذا كان من بينهم عناصر من العشيرة ذاتها.

عناصر من «كتائب القسام» الجناح العسكري لـ«حماس» في قطاع غزة (أرشيفية - رويترز)

رامي حلس

وبعد يوم واحد من انتهاء الهجوم على «عشيرة دغمش»، هاجم مسلحون من «حماس» مجموعة مسلحة يقودها رامي حلس في أحياء الشجاعية والزيتون والتفاح شرق مدينة غزة، ويقدر عددها بالعشرات.

ومع تراجع وانسحاب القوات الإسرائيلية من تلك المناطق، تراجع تمركز هؤلاء العناصر إلى الأجزاء الشرقية من حي الشجاعية فقط، قبل أن تهاجمهم «حماس»، الثلاثاء، ما أدى لمقتل العديد منهم وإصابة آخرين.

شمال القطاع

وتزامن ذلك مع هجوم مماثل ضد مجموعة يقودها شخص يدعى أشرف المنسي، وتضم العشرات. وكان هؤلاء خلال الشهرين الماضيين ينشطون داخل مناطق مختلفة من جباليا والشيخ رضوان والنصر، وصولاً إلى مناطق في بيت لاهيا، ونفذوا تحت غطاء من طائرات مسيرة إسرائيلية، عمليات تهدف لتخريب ممتلكات المواطنين وإرهابهم في تلك المناطق، وهاجموا عيادة «مجمع الشفاء الطبي» ومحيطه ومناطق أخرى، قبل توقف الحرب بفترة قصيرة.

عنصران من «حماس» في وسط مدينة غزة (رويترز)

كشف لأول مرة

وفي مرات عدة، اعترفت وسائل إعلام إسرائيلية، أن إسرائيل قدمت العلاج لفلسطينيين مسلحين يتعاونون معها في محاربة «حماس»، وخصوصاً في شرق مدينة غزة، في إشارة منها لتفجير نفق في قوة تتبع لرامي حلس.

وتكشف مصادر من «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، عن أن الجثة التي كان يعتقد أنها لجندي إسرائيلي قتل في عملية تفجير نفق داخل مخيم جباليا، في نهاية شهر مايو (أيار ) 2024، تبين أنها تعود لأحد أفراد هذه العصابات وهو من سكان حي الشجاعية.

وقالت المصادر إنه كان يعتقد أنه جندي بدوي، أو أنه من المرتزقة الذين جندتهم إسرائيل خلال هذه الحرب بهدف المشاركة فيها مقابل أموال.

ولفتت إلى أن هناك عمليات عدّة نفذت ضد تلك العصابات التي صنفت على أنها من «المستعربين»، و«التي تهدف لخدمة الاحتلال الإسرائيلي وأجندته في قطاع غزة، وكان هناك قرار بالتعامل معها بصرامة، سواء خلال وقف إطلاق النار في المرة الماضية، أو بعد ذلك، وحالياً بعد انتهاء الحرب».

وأكدت المصادر أن «هناك خطة شاملة لملاحقة تلك العصابات والقضاء عليها بشكل تدريجي».

من لقاء ترمب مع الرئيس الأرجنتيني خافيير ميللي في البيت الأبيض (أ.ف.ب)

وكانت لافتة التصريحات التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خلال استضافته الرئيس الأرجنتيني معقباً على هجمات «حماس» ضد العشائر والعصابات المسلحة... حيث قال: «لقد قضوا على عصابتين شريرتين للغاية، قضوا عليهما وقتلوا عدداً من أفرادهما. لم يزعجني ذلك كثيراً لأكون صادقاً، لا بأس. عصابتان شريرتان للغاية».

لم تعلق إسرائيل رسمياً على ما تقوم به «حماس»، وهناك مَن يرى أن «إسرائيل تخلت عن حلفائها سريعاً»، في وقت لا تتوقف وسائل الإعلام العبرية عن نشر أخبار حول نشاطات الحركة في غزة وملاحقتها لتلك العناصر.


مقالات ذات صلة

غزة: أسلحة جديدة في أيدي المجموعات المسلحة المناهضة لـ«حماس»

المشرق العربي مقاتلون من حركة «حماس» في غزة (أرشيفية - رويترز)

غزة: أسلحة جديدة في أيدي المجموعات المسلحة المناهضة لـ«حماس»

ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بنشر مقاطع فيديو وصور لأسلحة جديدة ظهرت في أيدي عناصر المجموعات المسلحة الموجودة في مناطق السيطرة الإسرائيلية داخل غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون قرب مبانٍ مدمرة في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

«مشروع شروق الشمس»... هل يبصر النور لتحويل غزة إلى مدينة عصرية؟

تسوّق إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لـ«مشروع شروق الشمس» (Project Sunrise) بين الحكومات الأجنبية والمستثمرين، لتحويل ركام غزة إلى وجهة ساحلية مستقبلية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي طفل فلسطيني يعاني من سوء تغذية حاد يشرب الماء داخل خيمة عائلته بمخيم للنازحين في خان يونس (رويترز)

إسرائيل تحول الخط الأصفر إلى «مصيدة للموت» للغزيين

خلال الـ24 ساعة الأخيرة في قطاع غزة (منذ ظهر الخميس وحتى الجمعة)، قتل 4 فلسطينيين بينهم سيدة، في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي إسرائيليون من حركات يمينية يقفون على تلة تشرف على غزة للمطالبة بإعادة احتلال القطاع (أ.ب)

إسرائيليون يعبرون الحدود إلى غزة مطالبين بإعادة احتلال القطاع

دخل العديد من الإسرائيليين إلى قطاع غزة رغم حظر الجيش، حيث رفعوا العلم الإسرائيلي في مستوطنة سابقة، مطالبين بإعادة احتلال القطاع الفلسطيني المدمر.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الخليج أنشأ مركز الملك سلمان للإغاثة أكبر مخيم للنازحين في دير البلح وذلك وسط معاناة النازحين من الحرب جرّاء المنخفض الجوي (مركز الملك سلمان)

«مركز الملك سلمان» ينشئ مجموعة مخيّمات للنازحين من قطاع غزة

أكد «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» أنه أنشأ عبر شريكه التنفيذي «المركز السعودي للثقافة والتراث»، أكبر مخيم للنازحين في محافظة دير البلح.

غازي الحارثي (الرياض)

إسرائيل تكشف عن قاعدة بيانات الفصائل العراقية

عرض لـ«الحشد الشعبي» في بغداد (د.ب.أ)
عرض لـ«الحشد الشعبي» في بغداد (د.ب.أ)
TT

إسرائيل تكشف عن قاعدة بيانات الفصائل العراقية

عرض لـ«الحشد الشعبي» في بغداد (د.ب.أ)
عرض لـ«الحشد الشعبي» في بغداد (د.ب.أ)

كشفت مصادرُ مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن أنَّ مسؤولين عراقيين تسلّموا خلال الأيام الماضية قاعدة بيانات أمنية إسرائيلية شديدة التفصيل عن الفصائل المسلحة العراقية، نُقلت عبر جهاز استخبارات غربي، وتضمَّنت معلوماتٍ واسعة عن القيادات، والبنية العسكرية، والشبكات المالية، والواجهات الحكومية المرتبطة بهذه الجماعات.

وأفادت المصادر بأنَّ حجم البيانات ودقَّتها «أذهلا» المسؤولين، وشكّلا إنذاراً عملياً بقرب تحرك عسكري محتمل.

وجاء تسليم «ملف ضخم» من البيانات بعد تحذير من دولة عربية «صديقة» أبلغت بغدادَ بأنَّ إسرائيل تتحدَّث عن ضوء أخضر أميركي للتحرك منفردة في العراق، وسط تراجع صبر واشنطن حيال ملف السلاح خارج الدولة. وأكَّد مسؤول عراقي «وصول الرسائل إلى بغداد».

ووفق المعلومات، فإنَّ الضربات المحتملة كانت ستشمل معسكرات تدريب، ومخازن صواريخ ومسيّرات، إضافة إلى مؤسسات وشخصيات ذات نفوذ مالي وعسكري على صلة بالفصائل و«الحشد الشعبي».

وساهمت هذه التطورات في تسريع نقاشات داخل «الإطار التنسيقي» حول حصر السلاح بيد الدولة، مع طرح مراحل أولى لتسليم الأسلحة الثقيلة وتفكيك مواقع استراتيجية، رغم استمرار الخلافات حول الجهة المنفذة وآليات الضمان. ويتزامن ذلك مع ضغوط أميركية ربطت التعاون الأمني بجدول زمني قابل للتحقق لنزع القدرات العملياتية للفصائل.

إقليمياً، أفادت «إن بي سي نيوز» بأنَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيطلع الرئيس الأميركي دونالد ترمب على مخاطر توسع برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، وخيارات توجيه ضربات جديدة.


سلام: حصر السلاح بين نهري الليطاني والأولي قريباً


رئيس الحكومة نواف سلام مستقبلاً رئيس الوفد اللبناني في لجنة الميكانيزم سيمون كرم (رئاسة الحكومة)
رئيس الحكومة نواف سلام مستقبلاً رئيس الوفد اللبناني في لجنة الميكانيزم سيمون كرم (رئاسة الحكومة)
TT

سلام: حصر السلاح بين نهري الليطاني والأولي قريباً


رئيس الحكومة نواف سلام مستقبلاً رئيس الوفد اللبناني في لجنة الميكانيزم سيمون كرم (رئاسة الحكومة)
رئيس الحكومة نواف سلام مستقبلاً رئيس الوفد اللبناني في لجنة الميكانيزم سيمون كرم (رئاسة الحكومة)

أكَّد رئيسُ الحكومة اللبنانية نواف سلام لـ«الشرق الأوسط»، أنَّ المرحلة الثانية من خطة الجيش لحصر السلاح والمفترض أن تبدأ قريباً، ستكون بين ضفتي نهر الليطاني جنوباً ونهر الأولي شمالاً، فيما ستكون المرحلة الثالثة في بيروت وجبل لبنان، ثم الرابعة في البقاع، وبعدها بقية المناطق.

ولفت سلام إلى أنَّ ما قامت به المؤسسة العسكرية اللبنانية أدَّى إلى بسط سلطة الدولة بالكامل على المنطقة الممتدة من جنوب الليطاني وصولاً إلى الحدود الجنوبية، ما عدا النقاط التي تحتلها إسرائيل، التي يجب أن تنسحبَ منها من دون إبطاء.

وفيما أشار الرئيس سلام إلى أنَّ مجلس الوزراء سوف ينعقد بدايات العام الجديد لتقييم المرحلة الأولى، مؤكداً ضرورة قيام إسرائيل بخطوات مقابلة، ووقف اعتداءاتها وخروقاتها لقرار وقف الأعمال العدائية، فإنَّه رأى أنَّ هذا لا يمنع لبنانَ من الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة حصر السلاح التي تمتد من شمال نهر الليطاني إلى منطقة نهر الأولي، وهي منطقة كبيرة نسبياً.


«ترمب ينتقم»... ضرب 70 هدفاً لـ«داعش» في سوريا

جنود أميركيون يجهزون مقاتلة "إف 15إي" بالذخائر قبيل انطلاقها لضرب أهداف ل"داعش" في سوريا الجمعة (أ.ف.ب)
جنود أميركيون يجهزون مقاتلة "إف 15إي" بالذخائر قبيل انطلاقها لضرب أهداف ل"داعش" في سوريا الجمعة (أ.ف.ب)
TT

«ترمب ينتقم»... ضرب 70 هدفاً لـ«داعش» في سوريا

جنود أميركيون يجهزون مقاتلة "إف 15إي" بالذخائر قبيل انطلاقها لضرب أهداف ل"داعش" في سوريا الجمعة (أ.ف.ب)
جنود أميركيون يجهزون مقاتلة "إف 15إي" بالذخائر قبيل انطلاقها لضرب أهداف ل"داعش" في سوريا الجمعة (أ.ف.ب)

نفّذ الرئيس دونالد ترمب تهديدَه بالانتقام من تنظيم «داعش» على خلفية مقتل 3 أميركيين، هم جنديان ومترجم، بهجوم قام به متطرفٌ في تدمر بالبادية السورية، السبت قبل الماضي. وشملت ضربات أميركية، فجر الجمعة، 70 هدفاً لـ«داعش» في بوادي دير الزور وحمص والرقة. واستمرت الغارات نحو خمس ساعات وشاركت في تنفيذها طائرات ومروحيات وراجمات صواريخ من نوع «هيمارس». كما أعلن الأردن مشاركة طائراته في الهجوم.

وفيما تحدث ترمب، الجمعة، عن «ضربة انتقامية قوية جداً»، قال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث: «بدأت القوات الأميركية عملية (ضربة عين الصقر) في سوريا للقضاء على مقاتلين وبنى تحتية ومواقع تخزين أسلحة لـ(داعش)»، واصفاً العملية بأنَّها «إعلان انتقام» بعد هجوم تدمر الذي أسفر عن مقتل 3 أميركيين.

وقالت مصادر قريبة من وزارة الدفاع في دمشق إنَّ الضربات الأميركية قد تكون مفتوحة وتستمر لأيام.