عمالقة التكنولوجيا يناورون وسط عواصف حرب التجارة

«أبل» تزيد استثماراتها في بكين و«فوكسكون» تقلّل المخاوف و«إيه إس إم إل» تطمئن الأسواق

هواتف «آيفون» ذكية من شركة «أبل» في أحد المعارض بمدينة مومباي الهندية (رويترز)
هواتف «آيفون» ذكية من شركة «أبل» في أحد المعارض بمدينة مومباي الهندية (رويترز)
TT

عمالقة التكنولوجيا يناورون وسط عواصف حرب التجارة

هواتف «آيفون» ذكية من شركة «أبل» في أحد المعارض بمدينة مومباي الهندية (رويترز)
هواتف «آيفون» ذكية من شركة «أبل» في أحد المعارض بمدينة مومباي الهندية (رويترز)

في وقت تتصاعد فيه المواجهة التجارية بين واشنطن وبكين، تتبنى شركات التكنولوجيا العملاقة مواقف حذرة، ومتوازنة، تحاول من خلالها حماية مصالحها في أكبر سوقين للتكنولوجيا في العالم. فبينما أعلن تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» من بكين عن خطط لزيادة الاستثمار في الصين، أكد رئيس «فوكسكون» التايوانية أن تأثير القيود الصينية على المعادن النادرة «محدود حالياً»، بينما شدد المدير المالي لشركة «إيه إس إم إل» الهولندية على أن تراجع مبيعاتها في الصين «لا يرتبط بتخزين مسبق»، في إشارة إلى أن كبرى الشركات تحاول الإبقاء على خطوط الإمداد مفتوحة رغم الضغوط السياسية.

• «أبل» تختار الصين رغم ضغوط واشنطن وقال كوك خلال لقائه وزير الصناعة الصيني لي تشنغ في بكين، يوم الأربعاء، إن «أبل» «ستواصل تعزيز استثماراتها في الصين»، بحسب بيان رسمي لوزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات. وأكد الوزير الصيني أن بلاده «تتطلع إلى أن تواصل (أبل) استكشاف السوق الصينية، والنمو مع مورديها المحليين»، مشيراً إلى التزام الحكومة بتوفير «بيئة أعمال مستقرة وجذابة» للشركات الأجنبية. ورغم سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الداعية إلى «إعادة التصنيع إلى الداخل الأميركي»، يبدو أن «أبل» اختارت مساراً أكثر توازناً، إذ تعتمد الشركة بشدة على سلاسل التوريد الصينية التي تضم مئات الموردين، ومصانع التجميع الكبرى مثل «فوكسكون» و«بيغاترون». وخلال زيارته إلى الصين، زار كوك متجر «أبل» في شنغهاي، والتقى مطورين محليين، ومصممين صينيين، في خطوة رمزية تعكس تمسك الشركة بعلاقاتها مع السوق الصينية. كما أعلنت «أبل» مؤخراً عن صندوق طاقة نظيفة بقيمة 720 مليون يوان (101 مليون دولار)، بهدف دعم المشاريع البيئية في الصين. وتُظهر بيانات شركة الأبحاث «آي دي سي» أن شحنات «آيفون» في الصين ارتفعت بنسبة 0.6 في المائة خلال الربع الثالث من 2025 لتصل إلى 10.8 مليون وحدة، رغم تباطؤ سوق الهواتف الذكية الصينية.

* «فوكسكون» تقلل المخاطر وفي تايبيه، قال رئيس مجلس إدارة «فوكسكون»، يونغ ليو، إن القيود الصينية الجديدة على تصدير المعادن النادرة لن تؤثر على الشركة في الوقت الحالي، لكنه حذر من أن استمرار التصعيد قد يضر بجميع القطاعات الصناعية. وأوضح ليو للصحافيين: «إذا استمرت القيود وتوسعت التوترات، فإن التأثير سيشمل جميع الصناعات، وليس (فوكسكون) فقط. لكن على المدى القصير، التأثير محدود للغاية». وكانت الصين قد وسعت الأسبوع الماضي قائمة المعادن النادرة الخاضعة للرقابة، مضيفة خمسة عناصر جديدة إلى قائمة التصدير، وفرضت تدقيقاً إضافياً على المستخدمين في قطاع أشباه الموصلات، في خطوة وُصفت بأنها رد على القيود الأميركية الجديدة على صادرات التكنولوجيا إلى بكين. وتعد «فوكسكون» أكبر مُجمّع لأجهزة «آيفون»، وأكبر مصنع لخوادم «إنفيديا»، وقد استفادت من الطفرة العالمية في الذكاء الاصطناعي، محققة إيرادات قياسية في الربع الثالث من 2025. وكشف ليو أنه التقى مؤخراً الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» سام ألتمان لبحث التعاون في مشاريع مستقبلية، دون أن يقدم تفاصيل إضافية.

* «إيه إس إم إل» تنفي «التخزين في الصين» وفي أوروبا، أكد المدير المالي لشركة «إيه إس إم إل»، روجر داسن، أن الانخفاض المتوقع في مبيعات الشركة إلى الصين خلال العام المقبل لا يرتبط بعمليات تخزين مسبقة. وقال داسن في مؤتمر صحافي بهولندا: «الأنظمة التي نشحنها موجودة فعلياً داخل مصانع الرقائق، وليست مخزنة في المستودعات، ولذلك أستبعد تماماً فرضية التخزين». وأشارت الشركة -وهي أكبر مورّد في العالم لمعدات تصنيع الرقائق الإلكترونية- في تقرير أرباحها إلى أنها تتوقع انخفاضاً كبيراً في الطلب من الصين خلال 2026 بعد عام قوي من المبيعات، حيث مثّلت الطلبات الصينية 42 في المائة من إجمالي مبيعاتها في الربع الثالث من 2025. وتأتي هذه التصريحات وسط تكثيف الولايات المتحدة ضغوطها على هولندا لتقييد تصدير معدات الطباعة الضوئية المتقدمة (EUV) إلى الصين، بدعوى منع استخدامها في تصنيع رقائق متقدمة لأغراض عسكرية.

* سباق التوازن بين واشنطن وبكين تُظهر هذه التطورات كيف تحاول شركات التكنولوجيا الكبرى المناورة في المشهد الجيوسياسي المعقد بين الولايات المتحدة والصين. وبينما «أبل» لا تزال تعتمد على الصين باعتبارها «قاعدة إنتاج استراتيجية»، لكنها تسعى في الوقت نفسه إلى توسيع التصنيع في الهند وفيتنام. أما «فوكسكون» فتدير سلسلة توريد ضخمة تمتد بين آسيا وأميركا، وتحاول حماية أعمالها من أي اضطرابات في المواد الخام. وفي المقابل، تواجه «إيه إس إم إل» ضغوطاً سياسية من الجانبين، إذ تعتبرها واشنطن أداة استراتيجية في معركتها التكنولوجية مع بكين. وقال شيه فنغ، السفير الصيني في الولايات المتحدة، خلال منتدى في واشنطن هذا الأسبوع: «لطالما كانت الشركات التجارية جسر التواصل بين بلدينا، ومحرّكاً للتعاون العملي. الكثير من الشركات الأميركية اختارت الصين، وهذا الخيار يخدم مصالح الطرفين». وفي ظل اشتداد التوتر التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم، تسعى هذه الشركات إلى الحفاظ على توازن دقيق بين السياسات والربحية... فالصين تبقى سوقاً ضخمة لا يمكن تجاهلها، في حين تمثل الولايات المتحدة مركز الثقل السياسي والتقني لشركات التكنولوجيا العالمية. وبين بكين وواشنطن، تمضي «أبل» و«فوكسكون» و«إيه إس إم إل»، وغيرها من عمالقة التكنولوجيا على خيط دقيق... محاولة ألا تقع بين المطرقة والسندان.


مقالات ذات صلة

العقود الآجلة الأميركية تصعد مع تجدد الحماس للذكاء الاصطناعي

الاقتصاد متداول يراقب شاشات تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (إ.ب.أ)

العقود الآجلة الأميركية تصعد مع تجدد الحماس للذكاء الاصطناعي

افتتحت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية أسبوع التداول القصير بسبب عطلة عيد الميلاد على ارتفاع مدفوعة بصعود أسهم التكنولوجيا

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد صورة لمخطط مؤشر الأسهم الألماني «داكس» ببورصة فرنكفورت (رويترز)

قطاعا التكنولوجيا والسلع يدعمان ثبات الأسهم الأوروبية

استقرت الأسهم الأوروبية، يوم الاثنين، مدعومة بمكاسب أسهم التكنولوجيا والسلع، بينما بدأ المستثمرون أسبوعاً قصيراً بسبب العطلة بأداء ضعيف

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متداول في بنك «هانا» بسيول يراقب مؤشر «كوسبي» وسعر صرف الدولار مقابل الوون (أ.ب)

الأسهم الآسيوية ترتفع مع صعود أسهم الذكاء الاصطناعي في «وول ستريت»

ارتفعت الأسهم الآسيوية، يوم الاثنين، في حين تراجع الين الياباني، متأثرةً بالمكاسب القوية التي حققتها أسهم شركات الذكاء الاصطناعي في «وول ستريت».

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
تكنولوجيا تبدأ العملية الاحتيالية برسالة من جهة اتصال موثوقة (رويترز)

ماذا نعرف عن «الاقتران الخفي» أحدث طرق الاحتيال عبر «واتساب»؟

تنتشر حالياً عملية احتيال جديدة ومتطورة تستهدف مستخدمي تطبيق «واتساب» تسمى «الاقتران الخفي»... ماذا نعرف عنها؟ وكيف نحمي أنفسنا؟

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تكنولوجيا يورينا نوغوتشي البالغة من العمر 32 عاماً تتحدث مع كلاوس شريكها في الذكاء الاصطناعي عبر تطبيق «شات جي بي تي» خلال تناول العشاء في منزلها بطوكيو (رويترز)

خبراء: الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يقلل من نشاط الدماغ

أفاد تقرير بأن تفويض بعض المهام إلى الذكاء الاصطناعي يقلل من نشاط الدماغ؛ بل وقد يضر بمهارات التفكير النقدي وحل المشكلات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

صندوق النقد يتوصل لاتفاق بشأن المراجعتين الخامسة والسادسة لبرنامج مصر

شعار صندوق النقد الدولي على مقره بالعاصمة الأميركية واشنطن (رويترز)
شعار صندوق النقد الدولي على مقره بالعاصمة الأميركية واشنطن (رويترز)
TT

صندوق النقد يتوصل لاتفاق بشأن المراجعتين الخامسة والسادسة لبرنامج مصر

شعار صندوق النقد الدولي على مقره بالعاصمة الأميركية واشنطن (رويترز)
شعار صندوق النقد الدولي على مقره بالعاصمة الأميركية واشنطن (رويترز)

قال صندوق النقد الدولي اليوم الاثنين إنه توصل ‌إلى ‌اتفاق ‌على ⁠مستوى الخبراء ​بشأن ‌المراجعتين الخامسة والسادسة لبرنامج مصر ضمن تسهيل الصندوق ⁠الممدد.

وأضاف ‌الصندوق في ‍بيان ‍أنه ‍توصل أيضا إلى اتفاق على مستوى الخبراء ​بشأن المراجعة الأولى لبرنامج ⁠تمويلي آخر قائم، هو تسهيل الصلابة والاستدامة.


البنك المركزي السعودي يعتمد اللائحة التنفيذية المحدثة لمراقبة شركات التمويل

البنك المركزي السعودي (ساما) (الشرق الأوسط)
البنك المركزي السعودي (ساما) (الشرق الأوسط)
TT

البنك المركزي السعودي يعتمد اللائحة التنفيذية المحدثة لمراقبة شركات التمويل

البنك المركزي السعودي (ساما) (الشرق الأوسط)
البنك المركزي السعودي (ساما) (الشرق الأوسط)

أعلن البنك المركزي السعودي (ساما) اعتماد اللائحة التنفيذية لنظام مراقبة شركات التمويل المحدثة، في خطوة تستهدف تعزيز الإطار الرقابي والإشرافي على قطاع التمويل، ودعم استقراره ونموه.

وأوضح «ساما» أن التحديثات شملت تنظيم متطلبات مزاولة مختلف الأنشطة التمويلية، وتعديل سقف إجمالي التمويل الذي يمكن للشركة تقديمه، إلى جانب دعم الشركات المتقدمة بطلبات الترخيص عبر تعديل مبلغ الضمان البنكي المطلوب عند التقدم للحصول على الترخيص.

كما تضمنت اللائحة مراجعة الأحكام المتعلقة بالأطراف ذوي العلاقة، وتوضيح الحالات التي ينتهي فيها ترخيص شركات التمويل، بما يعزز وضوح المتطلبات والالتزامات التنظيمية.

بصدور اللائحة المحدثة، ألغى البنك المركزي قواعد تنظيم شركات التمويل الاستهلاكي المصغر، وقواعد ممارسة نشاط التمويل متناهي الصغر، إضافة إلى تعديل قواعد الترخيص للأنشطة المساندة لنشاط التمويل.

وأشار «ساما» إلى أن اعتماد اللائحة جاء بعد طرح مشروع التحديث في وقت سابق لاستطلاع مرئيات وملاحظات العموم والمختصين، حيث تمت دراسة الملاحظات وأخذها في الاعتبار ضمن الصيغة النهائية.

وفي سياق تعزيز دوره الرقابي وحماية العملاء، وجّه البنك المركزي السعودي، المؤسسات المالية الخاضعة لإشرافه، إلى الالتزام بـ«دليل تعرفة خدمات المؤسسات المالية» عند فرض الرسوم على الخدمات والمنتجات المقدمة للعملاء، مؤكداً أن الدليل يُلغي ما يتعارض معه من أحكام.

وأوضح «ساما» أن الخطوة تستند إلى صلاحياته بموجب نظام البنك المركزي السعودي والأنظمة ذات العلاقة، وإلى التعرفة البنكية المحدثة، وضوابط التمويل الاستهلاكي، ومبادئ وقواعد حماية عملاء المؤسسات المالية، والصيغة النموذجية لعقد التمويل الاستهلاكي للأفراد.


«الملاحة الجوية السعودية»: أبراج افتراضية لرفع الكفاءة وتمكين سعوديات من المراقبة والصيانة

مركز عمليات البرج الافتراضي - الملاحة الجوية (الشرق الأوسط)
مركز عمليات البرج الافتراضي - الملاحة الجوية (الشرق الأوسط)
TT

«الملاحة الجوية السعودية»: أبراج افتراضية لرفع الكفاءة وتمكين سعوديات من المراقبة والصيانة

مركز عمليات البرج الافتراضي - الملاحة الجوية (الشرق الأوسط)
مركز عمليات البرج الافتراضي - الملاحة الجوية (الشرق الأوسط)

تواصل السعودية تسريع وتيرة التحول الرقمي في قطاع الطيران، مع دخول تقنية أبراج المراقبة الافتراضية حيز التشغيل الفعلي، في خطوة تُعد الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط.

وأكدت شركة خدمات الملاحة الجوية السعودية أن هذه التقنية تمثّل إحدى أبرز مبادراتها الرقمية الهادفة إلى رفع كفاءة المراقبة الجوية، وتعزيز جاهزية المجال الجوي السعودي لمواكبة النمو المتسارع في الحركة الجوية.

كما نجحت الشركة في تمكين سعوديات من العمل في مهنتي المراقبة الجوية وصيانة الأنظمة الملاحية، بعد اجتيازهن برامج تأهيل متخصصة.

وقال الرئيس التنفيذي للاستراتيجية والاستدامة في شركة خدمات الملاحة الجوية السعودية، المهندس أحمد الزهراني، إن الشركة تبنّت عدداً من المبادرات الرقمية ضمن مسار التحول والتطوير، من أبرزها أبراج المراقبة الافتراضية التي تُعد تقنية حديثة على مستوى قطاع الملاحة الجوية عالمياً.

كاميرات عالية الدقة

وأوضح الزهراني، في حوار مع «الشرق الأوسط»، أن برج المراقبة الافتراضي يقوم على إحلال برج افتراضي يعتمد على كاميرات عالية الدقة مدعومة بتقنيات متقدمة لتحديد الأهداف في المطار محل البرج التقليدي. وتمكّن هذه الكاميرات المراقب الجوي من أداء مهامه دون الاعتماد على الرؤية المباشرة، كما تتيح خاصية التكبير وعرض تفاصيل دقيقة لم تكن متاحة في البرج التقليدي، بما في ذلك رقم الرحلة، وعدد الركاب، ومصدر الرحلة، ووجهتها.

ولفت إلى أن هذه التقنية لم تعد مجرد مشروع نظري؛ إذ شغّلت الشركة أول برج مراقبة افتراضي في مطار العُلا الدولي عن بُعد، وتُدار عملياته من مطار الملك عبد العزيز الدولي في مدينة جدة. ويُعد المشروع الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط. كما حاز جائزة وزارة النقل والخدمات اللوجيستية للابتكار.

تعزيز الكفاءة

وشدد الزهراني على أن أبراج المراقبة الافتراضية ترفع كفاءة المراقبين عبر مراقبة عدة مطارات من مركز واحد، وتعزز السلامة والكفاءة التشغيلية بتوفير صورة أوضح وبيانات أكثر تفصيلاً من البرج التقليدي.

وبشأن جاهزية المجال الجوي، أكد أن الحركة الجوية في المملكة تشهد نمواً مستمراً بدعم القيادة، وأن الشركة تعمل بنهج استباقي من خلال دراسات سنوية لتقدير الحركة المتوقعة وتحديد المستهدفات عبر مبادرات ومشاريع بنية تحتية تستوعب النمو وتعزز الجاهزية.

الرئيس التنفيذي للاستراتيجية والاستدامة في خدمات الملاحة الجوية السعودية المهندس أحمد الزهراني

مركزان للمراقبة

ولا تقتصر الجاهزية على التقنية وحدها، وفقاً للزهراني الذي أكد أنها تقوم على منظومة عمل مستمرة لا تحتمل الانقطاع. ففي الوقت الراهن تمتلك الشركة مركزَين أساسيين للمراقبة الجوية في الرياض وجدة، وإذا وقع خلل في أحدهما يتولى المركز الآخر إدارة المجال الجوي السعودي بالكامل دون تأثر الخدمة.

وأضاف أنه منذ انطلاقة شركة خدمات الملاحة الجوية السعودية في يونيو (حزيران) 2016، وُضع هدف واضح يتمثل في أن تكون الشركة ضمن القيادات الإقليمية في إدارة الحركة الجوية، واليوم تُعد من أبرز مقدمي خدمات الملاحة الجوية على مستوى المنطقة، وتسعى بخطى ثابتة إلى تحقيق الريادة العالمية وفق طموحاتها المستقبلية.

المحاور الثلاثة

وتُعد شركة خدمات الملاحة الجوية السعودية ركيزة أساسية في منظومة الطيران المدني. وقال الزهراني إن الشركة تسعى للإسهام في تحقيق مستهدفات برنامج الطيران المنبثق عن الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجيستية، عبر ثلاثة محاور رئيسية: زيادة عدد المسافرين، وتوسيع الوجهات الدولية المباشرة، ورفع حجم الشحن الجوي، موضحاً أن جميع هذه المستهدفات محورية في استراتيجية الشركة.

نمو الحركة الجوية

وفي هذا السياق، قال الزهراني إن إحصاءات الحركة الجوية لهذا العام بلغت، حتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، 921095 رحلة، بمعدل نمو 5.7 في المائة مقارنة بالسنة الماضية. كما سُجل أعلى رقم قياسي يوم 19 يونيو 2025، حيث بلغ عدد الرحلات 3673 رحلة، بمعدل 153 رحلة في الساعة.

الشراكات

أوضح الرئيس التنفيذي للاستراتيجية والاستدامة في شركة خدمات الملاحة الجوية السعودية أن شراكات الشركة تقوم على مسارَين: الأول مع شركات الطيران عبر لقاءات سنوية لتحديث المشاريع وفق متطلباتها، والآخر مع المُصنّعين الدوليين للأجهزة الملاحية من خلال تواصل مستمر داخل الشركة والمحافل الدولية. وأشار إلى توقيع اتفاقية أخيراً مع شركة «مايتر»، مع شراكات أخرى قيد الإعداد، مؤكداً أن الهدف هو تطوير مستوى الخدمات.

المراقبات السعوديات

وحول دور المرأة، أكد الزهراني أن الشركة نفذت عدداً من المبادرات لتأهيل وتمكين المرأة للعمل في القطاع، وأطلقت برامج من بينها برنامج المراقبة الجوية للمراقبات الجويات، وكذلك برنامج صيانة الأنظمة الملاحية. وقال إن الخريجات باشرن أعمالهن في المراكز وأبراج المراقبة بصفتهن مراقبات جويات، وكذلك في صيانة الأنظمة الملاحية، وقد أثبتن كفاءتهن وقدرتهن على أداء واجباتهن الوظيفية بكل احتراف وإتقان.

وقال إن «العنصر البشري يبقى محور العمل»، موضحاً أن «عدد موظفي شركة خدمات الملاحة الجوية السعودية يقارب 2000 موظف، أكثر من 97 في المائة منهم سعوديون، فيما تصل النسبة إلى 100 في المائة في مهنة المراقبة الجوية».

الاستدامة

وفي جانب الاستدامة، أكد الزهراني أنها ركيزة أساسية في الشركة، وتُنفّذ عبر مبادرات ترتكز على ثلاثة محاور: البيئة برفع كفاءة الطاقة وخفض الانبعاثات، والمجتمع بتمكين الكفاءات الوطنية وتعزيز الوعي والمسؤولية الاجتماعية، والحوكمة بترسيخ النزاهة والشفافية وتعزيز الامتثال والرقابة.

حماية الأصول

وعن حماية الأصول الحيوية والرقمية وإدارة المخاطر السيبرانية، قال الزهراني إن الشركة ملتزمة بحماية الأصول الرقمية وفق أعلى المعايير وأفضل الممارسات الدولية، عبر مواءمة الأمن السيبراني مع أفضل الممارسات العالمية، ورفع جاهزية الكشف عن التهديدات المحتملة والاستجابة السريعة لها.

وأضاف: «حصلنا مؤخراً على اعتماد (SOC-CMM) العالمي»، وهو إطار يقيس جاهزية مراكز العمليات عبر 5 مجالات متكاملة: الأفراد، والعمليات، والتقنية، والخدمات، وتكامل الأعمال.