باول في مواجهة «ثنائية متناقضة»: النمو يتسارع ومخاطر البطالة والتضخم تلوح بالأفق

رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول يتحدث خلال مؤتمر صحافي في سبتمبر الماضي (رويترز)
رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول يتحدث خلال مؤتمر صحافي في سبتمبر الماضي (رويترز)
TT

باول في مواجهة «ثنائية متناقضة»: النمو يتسارع ومخاطر البطالة والتضخم تلوح بالأفق

رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول يتحدث خلال مؤتمر صحافي في سبتمبر الماضي (رويترز)
رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول يتحدث خلال مؤتمر صحافي في سبتمبر الماضي (رويترز)

يلقي رئيس «مجلس الاحتياطي الفيدرالي»، جيروم باول، يوم الثلاثاء، خطابه الأخير المقرر قبل اجتماع «الفيدرالي» المقبل، وذلك بينما يجد الاقتصاد الأميركي نفسه في حلبة مصارعة بين قوى متضاربة... فمن جهة؛ هناك نمو أقوى من المتوقع وزيادة حديثة في الإنتاجية، ومن جهة أخرى، هناك تأقلم قاسٍ مع سياسات التعريفات الجمركية والقيود على الهجرة، وهي من العوامل التي يخشى الاقتصاديون أن تؤدي إلى ارتفاع مزدوج في التضخم والبطالة.

يواجه باول وزملاؤه تحدياً معقداً؛ إذ تقتضي مسؤوليتهم الحفاظ على التضخم منخفضاً، والتوظيف عند أعلى مستوى ممكن، بالتزامن مع «جفاف» في البيانات الرسمية بسبب الإغلاق الحكومي الأميركي الذي أدى إلى تأجيل تقرير الوظائف لشهر سبتمبر (أيلول) الماضي وإحصاءات رئيسية أخرى.

صراع القوى

يتوقع المستثمرون أن يخفض «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة القياسي بمقدار ربع نقطة مئوية (25 نقطة أساس) في اجتماعه المقبل، ومرة أخرى في ديسمبر (كانون الأول) المقبل. لكن التحدي الأكبر يكمن في تشابك القوى المتنافسة داخل الاقتصاد.

يصف غريغوري داكو، كبير الاقتصاديين في «إي واي بارثينون»، الوضع بأنه «صراع مثير للاهتمام»، فقد قال خلال مؤتمر «الرابطة الوطنية لاقتصادات الأعمال»، حيث يلقي باول خطابه: «هناك قوى متضاربة تؤثر على الاقتصاد الأميركي، لا سيما القيود المفروضة بالتعريفات الجمركية، وأيضاً تقييد الهجرة. وفي الوقت نفسه، نشهد قدراً كبيراً من الاستثمار في جبهة الذكاء الاصطناعي... هذه القوى يلغي بعضها بعضاً، ليس بالضرورة بالتناسب، ولكنها منازلة مثيرة للاهتمام للغاية».

والسرعة التي سيخفَّض بها هذا التوتر ويحوَّل إلى رؤية أكبر اتساقاً للاقتصاد ستكون حاسمة لقرارات «الفيدرالي» المقبلة.

«شيء يجب أن يتغير»

يبدو صانعو السياسات منقسمين بين فريق يرى أن التضخم لا يزال فوق هدف «الفيدرالي» البالغ اثنين في المائة ومن المتوقع أن يبقى كذلك العام المقبل، وفريق آخر يرى أن سوق العمل معرضة لخطر انزلاق سريع.

وأشار محافظ «الاحتياطي الفيدرالي»، كريستوفر والر، إلى التناقض الواضح بين تقديرات النمو الاقتصادي التي تُراجَع بالزيادة (حيث تقترب من 4 في المائة للربع الثالث وفقاً لـ«نموذج أطلنطا الفيدرالي»)، وسوق عمل تبدو متدهورة، مع تقرير حديث أشار إلى فقدان الاقتصاد وظائف في سبتمبر الماضي... لا يمكن أن يكون لديك نمو سلبي للوظائف ونمو في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4 في المائة... إما تنتعش سوق العمل لتتوافق مع نمو الناتج المحلي الإجمالي، وإما يتراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي»، وفق ما صرح والر، الذي يدعم خفض أسعار الفائدة بحذر ربع نقطة لحماية سوق العمل.

مخاطر «انفلات توقعات التضخم»

في ظل غياب تقرير الوظائف الرسمي، يعتمد المسؤولون على مؤشرات القطاع الخاص التي أشارت إلى ضعف التوظيف، حتى مع بقاء معدل البطالة (4.3 في المائة خلال أغسطس/ آب) قريباً مما يعدّ «التوظيف الكامل». لكن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة لفهم التأثير الكامل لسياسات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب؛ من التعريفات المتطورة، إلى قيود الهجرة، والتغييرات الضريبية.

تظهر تقارير أرباح الشركات أن الشركات ربما تكون قد امتصت معظم تأثير التعريفات حتى الآن عن طريق خفض التكاليف أو تقليص الأرباح؛ مما قد يكون وراء تحسن الإنتاجية على المدى القصير. لكن هذا يعني أيضاً أن زيادات الأسعار ستكون في الطريق خلال العام المقبل.

تحذر كارين دينان، الخبيرة الاقتصادية في جامعة هارفارد، بأن التضخم قد يرتفع إلى نحو 3.3 في المائة حتى عام 2026 مع نقل تكاليف التعريفات بشكل متنامٍ إلى المستهلكين. وتقول: «أعتقد أن هناك فرصة جيدة لأن تصبح توقعات التضخم غير مرتكِزة، وإذا ثبتت هذه الحالة، فإن أي تخفيضات في أسعار الفائدة - وأنا أتوقع المزيد - فسيُنظر إليها على أنها خطأ».

في المقابل، ترى رئيسة «بنك فيلادلفيا الاحتياطي»، آنا بولسون، أن احتمال ظهور طفرة إنتاجية جديدة يمكن أن تضيف إلى النمو دون رفع الأسعار، لا يمكن تجاهله. ورغم أن بولسون تصف التوقعات الحالية بتخفيضين آخرين لأسعار الفائدة بـ«المناسبة»، فإنها تعرب عن قلقها من أن النمو الحالي يرتكز على «قاعدة ضيقة نسبياً»، مثل الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والإنفاق بين المستهلكين ذوي الدخل المرتفع.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد الأميركي يتجاوز التوقعات ويقفز 4.3 % في الربع الثالث

الاقتصاد بورصة نيويورك في مانهاتن (رويترز)

الاقتصاد الأميركي يتجاوز التوقعات ويقفز 4.3 % في الربع الثالث

نما الاقتصاد الأميركي بمعدل سنوي قوي ومفاجئ بلغ 4.3 في المائة في الربع الثالث، مدفوعاً بارتفاع الإنفاق الاستهلاكي والصادرات والإنفاق الحكومي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد امرأة تعد أوراق الدولار الأميركي في منزلها في بوينس آيرس بالأرجنتين (رويترز)

عام مخيّب للدولار… وتوقعات بضعف أطول في 2026

ينتهي العام مخيباً للآمال بالنسبة للدولار الأميركي، مع ظهور علامات على استقرار العملة، إلا أن العديد من المستثمرين يتوقعون أن يستمر انخفاضها في العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد متداول يراقب شاشات تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (إ.ب.أ)

العقود الآجلة الأميركية تصعد مع تجدد الحماس للذكاء الاصطناعي

افتتحت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية أسبوع التداول القصير بسبب عطلة عيد الميلاد على ارتفاع مدفوعة بصعود أسهم التكنولوجيا

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد بيث هاماك تتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في مدينة نيويورك 24 أبريل 2025 (رويترز)

هاماك من «الفيدرالي»: لا حاجة إلى تغيير الفائدة لأشهر عدة مقبلة

قالت بيث هاماك، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، إنها لا ترى حاجة إلى تغيير أسعار الفائدة الأميركية لأشهر عدة مقبلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد كيفن هاسيت يتحدث إلى وسائل الإعلام خارج البيت الأبيض في واشنطن - 16 ديسمبر 2025 (رويترز)

هاسيت... المرشح المحتمل لرئاسة «الفيدرالي»: ترمب مُحقّ بشأن التضخم

قال كيفن هاسيت، المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض وأحد المرشحين المحتملين لرئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إن ترمب مُحقّ في قوله إن التضخم منخفض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مساهمو «إلكترونيك آرتس» يوافقون على صفقة بيع بـ55 مليار دولار لتحالف «الاستثمارات العامة»

مقر شركة «إلكترونيك آرتس» الأميركية (رويترز)
مقر شركة «إلكترونيك آرتس» الأميركية (رويترز)
TT

مساهمو «إلكترونيك آرتس» يوافقون على صفقة بيع بـ55 مليار دولار لتحالف «الاستثمارات العامة»

مقر شركة «إلكترونيك آرتس» الأميركية (رويترز)
مقر شركة «إلكترونيك آرتس» الأميركية (رويترز)

وافق مساهمو شركة «إلكترونيك آرتس» الأميركية - إحدى أبرز شركات ألعاب الفيديو وناشرة سلاسل شهيرة مثل «إي إيه سبورتس إف سي» و«باتلفيلد» - على صفقة الاستحواذ النقدية البالغة 55 مليار دولار، التي يقودها «صندوق الاستثمارات العامة» السعودي ضمن تحالف استثماري يضم أيضاً شركتَي «سيلفر ليك» و«أفينيتي بارتنرز»، وفقاً لما نقلته وكالة «بلومبرغ» للأنباء.

ووفق ما أعلنته الشركة في وقت سابق، فإن العرض يمنح مساهمي «إلكترونيك آرتس» 210 دولارات نقداً لكل سهم، وهو ما يمثل علاوة مقارنة بسعر السهم قبل الإعلان عن الصفقة، على أن تتحول الشركة إلى كيان خاص بعد إتمام الاستحواذ.

وتُعدّ الصفقة محطة مفصلية في مسيرة «إلكترونيك آرتس» الممتدة على مدار 4 عقود، في وقت يكثف فيه «صندوق الاستثمارات العامة» حضوره في قطاع الألعاب والترفيه التفاعلي ضمن توجهات تنويع الاقتصاد، وبناء منظومة عالمية للألعاب والرياضات الإلكترونية.

وبموجب الاتفاق، فسيستحوذ التحالف على 100 في المائة من أسهم «إلكترونيك آرتس»، مع تدوير «صندوق الاستثمارات العامة» حصته القائمة (9.9 في المائة) ضمن هيكل الملكية الجديد. وتتوقف الصفقة على استكمال الإجراءات المعتادة، في مقدمتها الموافقات التنظيمية، مع توقع إتمامها خلال الربع الأول من السنة المالية 2027.

وكان تركي النويصر، نائب المحافظ رئيس «الإدارة العامة للاستثمارات الدولية» في «صندوق الاستثمارات العامة»، قد قال إن «الصندوق» يتمتع بمكانة ريادية في قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية عالمياً عبر بناء منظومات متكاملة، مؤكداً أن الشراكة تستهدف دعم نمو «إلكترونيك آرتس» على المدى الطويل وتحفيز الابتكار في صناعة الألعاب عالمياً.


وزارة الكهرباء العراقية: توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل

وزارة الكهرباء العراقية (إكس)
وزارة الكهرباء العراقية (إكس)
TT

وزارة الكهرباء العراقية: توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل

وزارة الكهرباء العراقية (إكس)
وزارة الكهرباء العراقية (إكس)

ذكرت وكالة الأنباء العراقية أن وزارة الكهرباء أعلنت، ‌اليوم ‌(الثلاثاء)، «‌توقف (⁠إمدادات) الغاز ​الإيراني ‌بالكامل» إلى البلاد، دون الكشف عن أسباب ذلك.

وأوضحت ⁠الوزارة أن ‌انقطاع ‍إمدادات ‍الغاز الإيراني ‍أدى إلى «خسارة المنظومة الكهربائية ما ​بين 4000 و4500 ⁠ميغاواط» من الطاقة الكهربائية في الشبكة.

وأشارت الوزارة إلى اتخاذ إجراءات بديلة لتجاوز الأزمة بمحطات الإنتاج لحين معاودة عملها.

وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد موسى، في بيان، إن «ضخ الغاز الإيراني متوقف بالكامل، وخسارة المنظومة الكهربائية ما بين (4000 و4500 ميغاواط)، نتيجة توقف بعض الوحدات التوليدية وتحديد أحمال وحدات أخرى بمحطات الإنتاج، مما أثر على ساعات التجهيز». وأضاف أن «الجانب الإيِراني أرسل برقية أشعر فيها وزارة الكهرباء بتوقف ضخ الغاز بشكل كامل لظروف طارئة»، مبيناً أن «الوزارة لجأت إلى الوقود البديل المحلي بالتنسيق مع وزارة النفط لتجهيز محطات الكهرباء».

وأكد أن «الإنتاج تحت السيطرة، ولا تزال المحطات عاملة رغم تأثر بعضها بنقص الغاز»، موضحاً أن «الكهرباء استعدَّت لذروة الأحمال الشتوية من خلال عمليات الصيانة والتأهيل والتوسعة الجارية في محطات توليد الكهرباء»، فيما أشار إلى أن «هناك تنسيقاً مع وزارة النفط لسد الحاجة المحلية لحين عودة ضخ الغاز المستورد».


جنون الفضة يكسر حاجز 70 دولاراً للأونصة

سبائك فضية في مصفاة بإسطنبول في تركيا (رويترز)
سبائك فضية في مصفاة بإسطنبول في تركيا (رويترز)
TT

جنون الفضة يكسر حاجز 70 دولاراً للأونصة

سبائك فضية في مصفاة بإسطنبول في تركيا (رويترز)
سبائك فضية في مصفاة بإسطنبول في تركيا (رويترز)

سجّلت الفضة قفزة تاريخية جديدة، متجاوزة حاجز 70 دولاراً للأونصة يوم الثلاثاء، مدفوعة بمزيج من الطلب القوي من القطاعَين الصناعي والاستثماري، وتراجع المخزونات العالمية، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، إلى جانب رهانات متزايدة على مزيد من خفض أسعار الفائدة الأميركية.

وارتفعت الأسعار الفورية للفضة بنسبة 1.5 في المائة لتبلغ 70.06 دولار للأونصة بحلول الساعة 13:14 بتوقيت غرينتش، بعد أن لامست أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 70.18 دولار للأونصة، في إشارة واضحة إلى زخم صعودي قوي في سوق المعادن النفيسة.

الطلب يفوق المعروض

يشير الخبراء إلى أن قيمة الفضة ارتفعت أيضاً نتيجة الطلب القوي من صناعة التكنولوجيا الذي تجاوز المعروض المتاح. وقد ساعد هذا على مضاعفة قيمة الفضة أكثر من مرة خلال هذا العام، إذ تفوقت على المعادن الثمينة الأخرى، بما في ذلك الذهب.

وقال كوزماس ماريناكيس، من جامعة «سنغافورة الإدارية»: «الفضة ليست مجرد أداة استثمارية، بل هي أيضاً مورد مادي»، مضيفاً أن المزيد من الشركات المصنعة بدأت تجد حاجة متزايدة إلى هذه المادة.

ويُستخدم هذا المعدن النفيس الذي يتمتع بقدرة عالية على توصيل الكهرباء أفضل من الذهب أو النحاس، في إنتاج منتجات مثل السيارات الكهربائية (EVs)، والألواح الشمسية.

ويتوقع الخبراء أن تؤدي المبيعات المتزايدة للسيارات الكهربائية إلى زيادة الطلب على الفضة، في حين ستتطلب البطاريات المتقدمة لهذه السيارات كميات أكبر من المعدن. ومع ذلك، من الصعب زيادة معروض الفضة بسرعة، إذ إن أغلب الإنتاج العالمي يأتي بوصفه مُنتَجاً ثانوياً من مناجم تستخرج أساساً معادن أخرى مثل الرصاص أو النحاس أو الذهب.

كما أن سعر الفضة يتعزّز بسبب المخاوف من أن تفرض الولايات المتحدة تعريفات جمركية عليها، بوصفه جزءاً من سياسات التجارة للرئيس دونالد ترمب.

وقد أدت المخاوف من فرض تعريفات محتملة إلى تخزين كميات كبيرة من الفضة في الولايات المتحدة، مما نتج عنه نقص في المعروض بمناطق أخرى من العالم. وتستورد الولايات المتحدة نحو ثلثَي حاجتها من الفضة التي تُستخدم في التصنيع وكذلك في صناعة المجوهرات والاستثمار.

وأوضح البروفسور ماريناكيس أن الشركات المُصنّعة تتسابق لتأمين الإمدادات لضمان استمرار عملياتها دون انقطاع بسبب النقص، وهو ما أسهم في دفع الأسعار إلى الارتفاع في الأسواق العالمية.

وأضاف أنه يتوقع استمرار ارتفاع أسعار الفضة خلال الأشهر المقبلة، مع بقاء الطلب متفوقاً على المعروض.

هل يمكن للفضة أن تتفوق على الذهب في 2026؟

قفز سعر الفضة الفوري بأكثر من 140 في المائة منذ بداية العام، متجاوزاً مكاسب الذهب التي فاقت 70 في المائة، بدعم من الطلب الاستثماري القوي، وإدراجها ضمن قائمة المعادن الحيوية في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الزخم القوي لعمليات الشراء.

ويقول مدير التسويق في بورصة المعادن الثمينة الأميركية، بريت إليوت: «لقد تفوّقت الفضة على الذهب بفارق كبير هذا العام».

ويشير إليوت إلى أنه على الرغم من أن الذهب حقق مكاسب كبيرة منذ بداية العام، فإن ارتفاع الفضة كان أكثر وضوحاً وكبيراً.

ويضيف: «لكي يكرر الذهب أداءه، عليه أن يتجاوز 6300 دولار للأونصة. أما الفضة فيجب أن تصل إلى 86 دولاراً للأونصة. وإذا كان الذهب سينافس الفضة تحت هذه الظروف فسيحتاج حينها إلى تجاوز 7000 دولار للأونصة».

ويُظهر محلل المعادن الثمينة، مؤسس موقع «ذا غولد أدفايزر»، جيف كلارك، تفاؤله تجاه كلا المعدنَين.

ويقول كلارك: «استناداً إلى الاتجاهات التاريخية وأبحاثنا، نحن واثقون بأن أسعار الذهب والفضة سترتفع في 2026. تحديد الأسعار بدقة صعب، وهذا ينطبق على أي أصل. لكن كلا المعدنين يمر حالياً بمرحلة تراكم، وعندما يخرج كل منهما فلن يكون من المفاجئ أن يصل الذهب إلى 5000 دولار والفضة إلى 75 دولاراً. وإذا لم يحدث ذلك في 2026 فقد يكون في 2027».

كما يرى إليوت أن كلا المعدنين قد يواصل الصعود العام المقبل.

ويقول: «يبدو أن احتمال تجاوز الذهب 5000 دولار للأونصة وارد، خصوصاً بعد أن سجل رقماً قياسياً عند 4400 دولار. أما الفضة فمرشحة لتخطي 60 دولاراً وربما تحدي 70 دولاراً، وهو أمر مبرر بالنظر إلى الظروف الاقتصادية الكلية التي تخلق ندرة وزيادة في الطلب».