أسهم الصين تفقد ذروة 10 سنوات مع تجدد الحرب التجارية الأميركية

مؤشر «هانغ سنغ» للتقلبات يقفز لأعلى مستوى منذ أبريل

مشاة يمرون أمام مكتب تداول في العاصمة الصينية بكين فيما يعكس الزجاج شاشة تعرض حركة المؤشرات بسوق الأسهم (رويترز)
مشاة يمرون أمام مكتب تداول في العاصمة الصينية بكين فيما يعكس الزجاج شاشة تعرض حركة المؤشرات بسوق الأسهم (رويترز)
TT

أسهم الصين تفقد ذروة 10 سنوات مع تجدد الحرب التجارية الأميركية

مشاة يمرون أمام مكتب تداول في العاصمة الصينية بكين فيما يعكس الزجاج شاشة تعرض حركة المؤشرات بسوق الأسهم (رويترز)
مشاة يمرون أمام مكتب تداول في العاصمة الصينية بكين فيما يعكس الزجاج شاشة تعرض حركة المؤشرات بسوق الأسهم (رويترز)

انخفضت أسهم الصين بشكل حاد في تداولات متقلبة يوم الاثنين، حيث أثَّر تجدد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين على شهية المخاطرة وحفَّز عمليات جني الأرباح، مما أدى إلى تراجع الأسهم عن أعلى مستوياتها في عقد.

وانخفض مؤشر «سي إس آي 300» للأسهم القيادية بنسبة 1.8 في المائة، وانخفض مؤشر «شنغهاي المركب» بنسبة 1.3 في المائة بحلول استراحة الغداء. وفي هونغ كونغ، انخفض مؤشر «هانغ سنغ» القياسي بنسبة 3.5 في المائة، وخسر مؤشر «هانغ سنغ للتكنولوجيا» 4.5 في المائة. وعلى الرغم من موجة البيع الواسعة، قفز قطاع المعادن الأرضية النادرة في الصين، والذي يُعدّ محور التوترات التجارية المتجددة، بأكثر من 4 في المائة مسجلاً أعلى مستوى له في الجلسة الصباحية، في حين ارتفعت أسهم أشباه الموصلات أيضاً.

وكشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم الجمعة، عن رسوم إضافية بنسبة 100 في المائة على صادرات الصين المتجهة إلى الولايات المتحدة، إلى جانب ضوابط تصدير جديدة على البرمجيات الأساسية بحلول الأول من نوفمبر (تشرين الثاني)، رداً على كبح الصين صادراتها من المعادن الأرضية النادرة الأساسية.

وقال بن بينيت، رئيس استراتيجية الاستثمار في آسيا لدى شركة «إل آند جي» لإدارة الأصول، ومقرها هونغ كونغ: «ذكّر الرئيس ترمب الجميع بوجود كثير من الشكوك في الأسواق». متوقعاً تذبذباً في الأسهم الصينية على المدى القريب بعد الارتفاع القوي الذي شهدته خلال الأشهر القليلة الماضية.

وأثَّرت هذه الأخبار على ثقة المستثمرين في الأسواق العالمية، على الرغم من أن التحركات تفاقمت بسبب ضعف التجارة مع إغلاق كل من اليابان والولايات المتحدة في عطلات رسمية يوم الاثنين. وقال أوريانو ليزا، متداول مبيعات في أسواق «سي إم سي» في سنغافورة: «أعتقد أن السوق تتطلع على الأرجح إلى استيعاب مدة استمرار هذه الملحمة... لذا، هذا هو نوع المجهول الذي أعتقد أنه يترك السوق في حالة من التوتر الشديد وهش للغاية في الوقت الحالي».

• ارتفاعات حادة في التقلبات

وارتفع مؤشر يتتبع التقلبات المتوقعة لمدة 30 يوماً في مؤشر «هانغ سنغ» القياسي بنسبة 30 في المائة ليصل إلى أعلى مستوى له منذ أبريل (نيسان) 2025.

وارتفعت العقود الآجلة للسندات الصينية لأجل 10 سنوات يوم الاثنين، مما يشير إلى الإقبال على الملاذات الآمنة. بينما عوض اليوان بعض الخسائر التي تكبدها عقب إعلان ترمب يوم الجمعة، مدعوماً بتوجيهات أقوى من البنك المركزي.

وتراجعت العملة الصينية في وقت متأخر من يوم الجمعة بعد أن صرّح الرئيس ترمب بأنه سيفرض رسوماً جمركية بنسبة 100 في المائة على السلع الصينية، إلى جانب ضوابط تصدير جديدة على البرمجيات المهمة بحلول الأول من نوفمبر، وذلك بعد أن وسَّعت بكين القيود على صادرات المعادن النادرة المهمة. وحدد بنك الشعب الصيني (المركزي) سعر نقطة المتوسط عند 7.1007 للدولار يوم الاثنين، وهو أعلى مستوى له منذ 6 نوفمبر 2024. ويُسمح لليوان الفوري بالتداول بنسبة 2 في المائة فوق نقطة المتوسط يومياً. وكان سعر التوجيه الرسمي أعلى بـ203 نقاط من تقديرات «رويترز» البالغة 7.1210 يوان للدولار. وصرح ريموند يونغ، كبير الاقتصاديين لشؤون الصين الكبرى في بنك «إيه إن زد»: «نتوقع أن تحافظ الصين على استقرار سعر الصرف... وقد يعزز بنك الشعب الصيني سياسته النقدية من خلال تثبيت سعر الصرف اليومي استجابةً لضغوط انخفاض قيمة العملة المحتملة».

• اضطرابات قصيرة الأجل؟

ولم تنجح مفاجأة البيانات المتفائلة للصادرات والواردات الصينية في تحسين معنويات الاستثمار التي انتابتها حالة من الحذر على نطاق واسع.

في الوقت نفسه، يعتقد المستثمرون والمحللون أن موجة البيع من المرجح أن تكون أقل حدة من موجة البيع المذعور التي شهدتها الأسواق في أبريل، عندما أطلق ترمب حرباً تجارية عالمية بفرض تعريفات جمركية شاملة.

ويتوقع وانغ ياباي، مدير صندوق تحوط مقيم في شنغهاي، أن تكون الاضطرابات قصيرة الأجل، مراهناً على أن الصين والولايات المتحدة ستنجحان في نهاية المطاف في التوصل إلى اتفاق من خلال المفاوضات، لأن «تكلفة الصراع واسع النطاق باهظة للغاية لكلا القوتين».

ويوم الأحد، وصفت بكين الرسوم الجمركية الأخيرة التي فرضها ترمب على السلع الصينية بأنها «منافقة»، لكنها أوضحت أن ضوابطها على الصادرات ليست حظراً على التصدير، ولم تصل إلى حد فرض رسوم جديدة على المنتجات الأميركية.

وقال هونغ هاو، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة «لوتس» لإدارة الأصول: «هذه خطوة لتهدئة التصعيد، وستخفف من حدة التراجع في الأسواق الصينية». وأضاف أنه من المرجح أن يتحول المستثمرون من أسهم النمو إلى أسهم القيمة في الأسابيع المقبلة.

وبدا أن ترمب يسعى إلى تخفيف التوترات في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي الليلة الماضية، قائلاً: «الولايات المتحدة تريد مساعدة الصين، لا إيذاءها».

وقال تشارلز وانغ، رئيس مجلس إدارة شركة شنتشن «دراغون باسيفيك» لإدارة رأس المال، إن ازدياد حالة عدم اليقين الجيوسياسي يعني أن الصين ستخفف على الأرجح سياستها النقدية بشكل أكبر لدعم النمو الاقتصادي، مما يدعم الأسهم.

• ضغوط تفاوضية

وقالت شركة «تشاينا ميرشانتس» للأوراق المالية إن التوترات الجيوسياسية تُفيد القطاعات الصينية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والروبوتات والدفاع والأدوية المبتكرة وصناعة الرقائق. وأضافت الشركة: «أي تصحيح سيمنح المستثمرين طويلي الأجل فرصة لشراء الأسهم بأسعار أقل». لكنَّ زيادة الرسوم الجمركية التي اقترحها ترمب بنسبة 100 في المائة ستضر بالقطاعات الموجهة للتصدير، مثل المحركات الكهربائية والمعدات الكهربائية والمفاعلات النووية، وفقاً لشركة «شيانغكاي» للأوراق المالية.

ومع ذلك، يعتقد عديد من المحللين أن فرصة فرض رسوم جمركية من ثلاثة أرقام ضئيلة.

وذكرت شركة «تشانغجيانغ» للأوراق المالية في تقرير لها: «هذا التصريح أقرب إلى تكتيك التفاوض المميز لترمب -ممارسة أقصى قدر من الضغط لتعزيز نفوذه التفاوضي وإجبار الصين على تقديم تنازلات خلال محادثات التجارة». وقال لو تينغ، كبير الاقتصاديين الصينيين في بنك «نومورا»، إن «استمرار الخلافات الاقتصادية والتجارية بين القوتين العظميين أمر لا مفر منه. ومع ذلك، على المدى القريب، لا يزال الطرفان يعتمد كلاهما على الآخر... لذا نعتقد أن هذا التصعيد الأخير يتعلق أكثر بالتحضير للمفاوضات والاجتماعات القادمة»، كما أشار إلى وجود «فرصة جيدة» لعقد لقاء شخصي بين شي وترمب خلال القمة السنوية لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في كوريا الجنوبية في وقت لاحق من هذا الشهر.


مقالات ذات صلة

وزير الطاقة القطري: الذكاء الاصطناعي يضمن الطلب المستقبلي على الغاز المسال

الاقتصاد الكعبي يتحدث في جلسة خلال «منتدى الدوحة 2025» (إكس)

وزير الطاقة القطري: الذكاء الاصطناعي يضمن الطلب المستقبلي على الغاز المسال

أكد وزير الطاقة القطري، سعد الكعبي، أنه «لا قلق لديه على الإطلاق» بشأن الطلب على الغاز بفضل الحاجة المتزايدة لتشغيل مراكز الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
الاقتصاد رجل عراقي يقود قاربه في نهر دجلة وسط بغداد (أ.ف.ب)

العراق يصف تقلبات السوق الموازية الأخيرة بـ «التذبذب الطارئ»

أكد مظهر محمد صالح، المستشار المالي لرئيس الوزراء العراقي، يوم السبت، أن سعر الصرف الرسمي للدينار مقابل الدولار ثابت عند 1320 ديناراً.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
الاقتصاد شعار شركة «وارنر براذرز ديسكفري» في أحد مكاتبها في كولفر سيتي كاليفورنيا (أ.ف.ب)

حرب الاستوديوهات... «نتفليكس» تُسقط «وارنر براذرز» في أكبر صفقة إعلامية

شهدت هوليوود واحدة من أهم لحظات التحول الاستراتيجي في تاريخها، بعد إعلان شركة «نتفليكس» إبرام صفقة ضخمة للاستحواذ على «وارنر براذرز».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجلس، نيويورك )
الاقتصاد ميرتس يلقي بيانه بعد إقرار مشروع قانون المعاشات التقاعدية (أ.ف.ب)

ألمانيا تُقرّ قانون المعاشات المثير للجدل وسط تحذيرات من تفاقم الدين

تفادى المستشار الألماني فريدريش ميرتس أزمة سياسية حادة بعد تمكنه بصعوبة من الحصول على الأغلبية المطلقة لتمرير مشروع قانون المعاشات التقاعدية في البرلمان.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد طفل يلعب في حقل للشعير بمدينة صنعاء اليمنية (إ.ب.أ)

أسعار الغذاء العالمية تنخفض للشهر الثالث في نوفمبر

انخفضت أسعار السلع الغذائية الأساسية العالمية للشهر الثالث على التوالي في نوفمبر، مع تراجع أسعار السلع الرئيسية باستثناء الحبوب.

«الشرق الأوسط» (روما)

«إيرباص» تدفع ثمن الاعتماد المفرط على نموذج طائرة واحد

شعار «إيرباص» خلف نموذج لطائرة يورودرون خلال المعرض الدولي للفضاء في مطار برلين (د.ب.أ)
شعار «إيرباص» خلف نموذج لطائرة يورودرون خلال المعرض الدولي للفضاء في مطار برلين (د.ب.أ)
TT

«إيرباص» تدفع ثمن الاعتماد المفرط على نموذج طائرة واحد

شعار «إيرباص» خلف نموذج لطائرة يورودرون خلال المعرض الدولي للفضاء في مطار برلين (د.ب.أ)
شعار «إيرباص» خلف نموذج لطائرة يورودرون خلال المعرض الدولي للفضاء في مطار برلين (د.ب.أ)

تلقت شركة «إيرباص» الأسبوع الماضي تذكيراً قاسياً بأن طائرتها الأكثر مبيعاً في العالم، وهي سلسلة «إيه 320»، ليست محصنة ضد الصدمات، سواء كانت من مصدر فلكي، أو من خلل في الصناعة الأساسية. بعد أيام فقط من اضطرار العملاق الأوروبي لسحب 6 آلاف طائرة من طراز «إيه 320» بسبب خلل برمجي مرتبط بالإشعاع الكوني، اضطرت الشركة إلى خفض أهدافها لتسليم الطائرات لهذا العام بسبب اكتشاف عيوب في بعض ألواح جسم الطائرات (الفيوزلاج).

تؤكد هاتان النكستان المترابطتان -إحداهما متجذرة في الفيزياء الفلكية، والأخرى في مشكلات معدنية بسيطة- مدى هشاشة النجاح لشركة طيران تهيمن على أهم جزء في قطاع الطيران، وتتجه لتفوق «بوينغ» للعام السابع على التوالي في عدد التسليمات.

وقد علق الرئيس التنفيذي لـ«إيرباص»، غيوم فوري، لـ«رويترز» قائلاً: «بمجرد أن نتجاوز مشكلة، تظهر لنا مشكلة أخرى»، وذلك في معرض حديثه عن عدد الطائرات المحتمل تأثرها بمشكلات سمك الألواح.

جاءت هذه النكسات بعد أسابيع من تجاوز سلسلة «إيه 320»، بما في ذلك الطراز الأكثر مبيعاً «إيه 321»، لطائرة «بوينغ 737 ماكس» المضطربة بوصفها أكثر طائرة ركاب تم تسليمها في التاريخ.

خطأ برمجي مرتبط بالرياح الشمسية

بدأت أزمة الأسبوع الماضي عندما أصدرت «إيرباص» تعليمات مفاجئة لشركات الطيران بالعودة إلى إصدار سابق من البرنامج في جهاز كمبيوتر يوجه زاوية مقدمة الطائرة في بعض الطائرات، وذلك بعد أسابيع من حادثة ميلان طائرة «جيت بلو» من طراز «إيه 320» نحو الأسفل، ما أدى لإصابة نحو 12 شخصاً على متنها. أرجعت «إيرباص» المشكلة إلى ضعف في البرنامج تجاه الوهج الشمسي، والذي يمكن نظرياً أن يتسبب في انحدار الطائرة، في إشارة إلى الأسطورة اليونانية، حيث أطلق خبراء على الخلل اسم «علة إيكاروس». ورغم أن التراجع عن تحديث البرنامج تم بسرعة، فإن «إيرباص» واجهت بعد أيام قليلة مشكلة «أكثر رتابة» هددت بتقليص عمليات التسليم في نهاية العام: اكتشاف عيوب في ألواح الفيوزلاج.

تقليص الأهداف المالية

أدى اكتشاف الخلل في ألواح جسم الطائرة إلى انخفاض حاد في أسهم الشركة، حيث تراجعت أسهم «إيرباص» بنحو 3 في المائة خلال الأسبوع بعد أن انخفضت بنسبة 11 في المائة في يوم واحد. وفي غضون 48 ساعة، اضطرت «إيرباص» إلى خفض هدفها السنوي للتسليم بنسبة 4 في المائة.

تخضع «إيرباص» حالياً لضغوط من المحققين لتقديم المزيد من البيانات حول تعليق البرامج، بالإضافة إلى تردد بعض شركات الطيران في تسلم الطائرات المتأثرة دون ضمانات جديدة. كما تواجه الشركة أسئلة مستمرة حول سلاسل التوريد.

ويؤكد هذا الخلل، الذي اكتُشف لدى مورد إسباني، على التحديات التي تواجهها شركات الهياكل الجوية، ويبرز المخاوف المستمرة بشأن سلاسل التوريد التي اضطربت بسبب جائحة كوفيد-19. وأشار خبراء إلى أن حادثة الإشعاع الكوني هي تذكير بمدى تعرض الطيران للإشعاعات القادمة من الفضاء، أو الشمس، وهي مسألة أصبحت أكثر أهمية مع اعتماد الطائرات الحديثة على المزيد من الرقائق الإلكترونية. ودعا خبير الإشعاع الكوني جورج دانوس إلى ضرورة عمل المجتمع الدولي على فهم هذه الظاهرة بشكل أعمق.


وزير الطاقة القطري: الذكاء الاصطناعي يضمن الطلب المستقبلي على الغاز المسال

الكعبي يتحدث في جلسة خلال «منتدى الدوحة 2025» (إكس)
الكعبي يتحدث في جلسة خلال «منتدى الدوحة 2025» (إكس)
TT

وزير الطاقة القطري: الذكاء الاصطناعي يضمن الطلب المستقبلي على الغاز المسال

الكعبي يتحدث في جلسة خلال «منتدى الدوحة 2025» (إكس)
الكعبي يتحدث في جلسة خلال «منتدى الدوحة 2025» (إكس)

شكلت تصريحات وزير الدولة لشؤون الطاقة القطري، سعد الكعبي، خلال «منتدى الدوحة 2025»، نقطة محورية في مناقشات المنتدى الذي افتتحه أمير البلاد، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في نسخته الثالثة والعشرين تحت شعار: «ترسيخ العدالة: من الوعود إلى واقع ملموس». وأكد الكعبي على رؤية متفائلة للغاية لمستقبل الغاز، مشدداً على أنه «لا قلق لديه على الإطلاق» بشأن الطلب المستقبلي بفضل الحاجة المتزايدة لتشغيل مراكز الذكاء الاصطناعي.

وأكد الكعبي أن الطلب العالمي على الغاز الطبيعي سيظل قوياً بفضل تزايد احتياجات الطاقة لتشغيل مراكز الذكاء الاصطناعي، متوقعاً أن يصل الطلب على الغاز الطبيعي المسال إلى ما بين 600 و700 مليون طن سنوياً بحلول عام 2035. وأبدى في الوقت نفسه، قلقه من أن يؤثر نقص الاستثمار على الإمدادات المستقبلية للغاز الطبيعي المسال والغاز.

وقال الكعبي: «لا أشعر بأي قلق على الإطلاق بشأن الطلب على الغاز في المستقبل»، مُضيفاً أن الطاقة اللازمة للذكاء الاصطناعي ستكون مُحرّكاً رئيسياً للطلب. عند بلوغه كامل طاقته الإنتاجية، من المتوقع أن يُنتج مشروع توسعة حقل الشمال 126 مليون طن متري من الغاز الطبيعي المسال سنوياً بحلول عام 2027، مما سيعزز إنتاج قطر للطاقة بنحو 85 في المائة من 77 مليون طن متري سنوياً حالياً.

وأضاف أن أول قطار من مشروع «غولدن باس» للغاز الطبيعي المسال، وهو مشروع مشترك مع «إكسون موبيل» في تكساس، سيبدأ العمل بحلول الربع الأول من عام 2026.

وأكد الكعبي أن أسعار النفط التي تتراوح بين 70 و80 دولاراً للبرميل ستوفر إيرادات كافية للشركات للاستثمار في احتياجات الطاقة المستقبلية، مضيفاً أن الأسعار التي تتجاوز 90 دولاراً ستكون مرتفعة للغاية.

كما حذّر من كثرة العقارات التي تُبنى في الخليج، ومن احتمال «تشكُّل فقاعة عقارية».

الاتحاد الأوروبي

كما أبدى الكعبي أمله أن يحل الاتحاد الأوروبي مخاوف الشركات بشأن قوانين الاستدامة بحلول نهاية ديسمبر (كانون الأول).

وكانت دول مجلس التعاون الخليجي، أعربت يوم الجمعة، عن بالغ قلقها تجاه التشريعين المعروفين بتوجيه العناية الواجبة لاستدامة الشركات، وتوجيه الإبلاغ عن استدامتها، اللذين تتعلق بهما مجموعة تعديلات رفعها البرلمان الأوروبي، مؤخراً، إلى المفاوضات الثلاثية. وأكّدت دول المجلس أن قلقها نابع من أن هذه التشريعات ستفضي إلى إلزام الشركات الكبرى، الأوروبية والدولية، اتباع مفهوم الاتحاد الأوروبي للاستدامة، وبتشريعات تتعلق بحقوق الإنسان والبيئة، وبتقديم خطط للتغير المناخي خارج إطار الاتفاقيات المناخية الدولية، كذلك الالتزام بتقديم تقارير عن الاستدامة حول آثار تلك الشركات، والإبلاغ عن ذلك، وفرض غرامات على التي لا تمتثل لهذا التشريع.

كما أعربت قطر عن استيائها من توجيه العناية الواجبة في مجال استدامة الشركات الصادر عن الاتحاد الأوروبي، وهدّدت بوقف إمدادات الغاز. ويتمحور الخلاف حول إمكانية فرض توجيه العناية الواجبة في مجال استدامة الشركات غرامات على المخالفين تصل إلى 5 في المائة من إجمالي الإيرادات العالمية. وقد صرّح الوزير مراراً بأن قطر لن تحقق أهدافها المتعلقة بالانبعاثات الصفرية.

من جهة أخرى، أطلق الكعبي تحذيراً بشأن النشاط العمراني في المنطقة، مشيراً إلى أن هناك «بناءً مفرطاً للعقارات في منطقة الخليج»، ما قد يؤدي إلى «تشكُّل فقاعة عقارية».

استراتيجية مالية منضبطة

من جهته، أكد وزير المالية القطري، علي أحمد الكواري، خلال المنتدى، قوة ومتانة المركز المالي للدولة. وأوضح أن التوسع المخطط له في إنتاج الغاز الطبيعي المسال سيعمل كعامل تخفيف رئيسي يقلل من تأثير أي انخفاض محتمل في أسعار النفط مستقبلاً. وأضاف أن السياسة المالية «المنضبطة» التي تتبعها قطر تمنحها مرونة كبيرة، مما يعني أنها لن تضطر إلى «اللجوء إلى أسواق الدين» لتلبية احتياجاتها من الإنفاق في أي مرحلة.


حاكم «المركزي» السوري: قرار كندا رفع العقوبات يفتح صفحة جديدة من التعاون

حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية (فيسبوك)
حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية (فيسبوك)
TT

حاكم «المركزي» السوري: قرار كندا رفع العقوبات يفتح صفحة جديدة من التعاون

حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية (فيسبوك)
حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية (فيسبوك)

رحب حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية، بقرار كندا رفع العقوبات عن سوريا، بما يفتح صفحة جديدة من الفرص والتعاون البنّاء بين البلدين.

وكانت الحكومة الكندية، أعلنت يوم الجمعة، رفع العقوبات عن سوريا، وإزالة اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب، لافتة إلى أن خطواتها بإزالة العقوبات عنها، تتماشى مع قرارات اتخذها حلفاؤها مؤخراً، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة.

وأشار الحصرية، في بيان، إلى أنه عقد سلسلة من اللقاءات وصفها بـ«المثمرة والناجحة بكل المقاييس»، مع البنك المركزي الكندي، وشركاء مهمين في القطاع المالي، وذلك خلال زيارته الأخيرة إلى كندا، بهدف بناء جسور التعاون بين القطاع المالي السوري والقطاع المالي الكندي.

وأكد الحصرية أن تلك الزيارة عكست رغبة واضحة لدى الجانب الكندي في دعم الاستقرار المالي، وتعزيز آفاق التعاون مع سوريا في المرحلة المقبلة، وقال: «نتطلع إلى الاستفادة من هذه الانطلاقة الجديدة، والعمل معاً من أجل إعادة دمج اقتصادنا في النظام المالي العالمي بطريقة آمنة وفعّالة».