أسهم الصين تفقد ذروة 10 سنوات مع تجدد الحرب التجارية الأميركية

مؤشر «هانغ سنغ» للتقلبات يقفز لأعلى مستوى منذ أبريل

مشاة يمرون أمام مكتب تداول في العاصمة الصينية بكين فيما يعكس الزجاج شاشة تعرض حركة المؤشرات بسوق الأسهم (رويترز)
مشاة يمرون أمام مكتب تداول في العاصمة الصينية بكين فيما يعكس الزجاج شاشة تعرض حركة المؤشرات بسوق الأسهم (رويترز)
TT

أسهم الصين تفقد ذروة 10 سنوات مع تجدد الحرب التجارية الأميركية

مشاة يمرون أمام مكتب تداول في العاصمة الصينية بكين فيما يعكس الزجاج شاشة تعرض حركة المؤشرات بسوق الأسهم (رويترز)
مشاة يمرون أمام مكتب تداول في العاصمة الصينية بكين فيما يعكس الزجاج شاشة تعرض حركة المؤشرات بسوق الأسهم (رويترز)

انخفضت أسهم الصين بشكل حاد في تداولات متقلبة يوم الاثنين، حيث أثَّر تجدد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين على شهية المخاطرة وحفَّز عمليات جني الأرباح، مما أدى إلى تراجع الأسهم عن أعلى مستوياتها في عقد.

وانخفض مؤشر «سي إس آي 300» للأسهم القيادية بنسبة 1.8 في المائة، وانخفض مؤشر «شنغهاي المركب» بنسبة 1.3 في المائة بحلول استراحة الغداء. وفي هونغ كونغ، انخفض مؤشر «هانغ سنغ» القياسي بنسبة 3.5 في المائة، وخسر مؤشر «هانغ سنغ للتكنولوجيا» 4.5 في المائة. وعلى الرغم من موجة البيع الواسعة، قفز قطاع المعادن الأرضية النادرة في الصين، والذي يُعدّ محور التوترات التجارية المتجددة، بأكثر من 4 في المائة مسجلاً أعلى مستوى له في الجلسة الصباحية، في حين ارتفعت أسهم أشباه الموصلات أيضاً.

وكشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم الجمعة، عن رسوم إضافية بنسبة 100 في المائة على صادرات الصين المتجهة إلى الولايات المتحدة، إلى جانب ضوابط تصدير جديدة على البرمجيات الأساسية بحلول الأول من نوفمبر (تشرين الثاني)، رداً على كبح الصين صادراتها من المعادن الأرضية النادرة الأساسية.

وقال بن بينيت، رئيس استراتيجية الاستثمار في آسيا لدى شركة «إل آند جي» لإدارة الأصول، ومقرها هونغ كونغ: «ذكّر الرئيس ترمب الجميع بوجود كثير من الشكوك في الأسواق». متوقعاً تذبذباً في الأسهم الصينية على المدى القريب بعد الارتفاع القوي الذي شهدته خلال الأشهر القليلة الماضية.

وأثَّرت هذه الأخبار على ثقة المستثمرين في الأسواق العالمية، على الرغم من أن التحركات تفاقمت بسبب ضعف التجارة مع إغلاق كل من اليابان والولايات المتحدة في عطلات رسمية يوم الاثنين. وقال أوريانو ليزا، متداول مبيعات في أسواق «سي إم سي» في سنغافورة: «أعتقد أن السوق تتطلع على الأرجح إلى استيعاب مدة استمرار هذه الملحمة... لذا، هذا هو نوع المجهول الذي أعتقد أنه يترك السوق في حالة من التوتر الشديد وهش للغاية في الوقت الحالي».

• ارتفاعات حادة في التقلبات

وارتفع مؤشر يتتبع التقلبات المتوقعة لمدة 30 يوماً في مؤشر «هانغ سنغ» القياسي بنسبة 30 في المائة ليصل إلى أعلى مستوى له منذ أبريل (نيسان) 2025.

وارتفعت العقود الآجلة للسندات الصينية لأجل 10 سنوات يوم الاثنين، مما يشير إلى الإقبال على الملاذات الآمنة. بينما عوض اليوان بعض الخسائر التي تكبدها عقب إعلان ترمب يوم الجمعة، مدعوماً بتوجيهات أقوى من البنك المركزي.

وتراجعت العملة الصينية في وقت متأخر من يوم الجمعة بعد أن صرّح الرئيس ترمب بأنه سيفرض رسوماً جمركية بنسبة 100 في المائة على السلع الصينية، إلى جانب ضوابط تصدير جديدة على البرمجيات المهمة بحلول الأول من نوفمبر، وذلك بعد أن وسَّعت بكين القيود على صادرات المعادن النادرة المهمة. وحدد بنك الشعب الصيني (المركزي) سعر نقطة المتوسط عند 7.1007 للدولار يوم الاثنين، وهو أعلى مستوى له منذ 6 نوفمبر 2024. ويُسمح لليوان الفوري بالتداول بنسبة 2 في المائة فوق نقطة المتوسط يومياً. وكان سعر التوجيه الرسمي أعلى بـ203 نقاط من تقديرات «رويترز» البالغة 7.1210 يوان للدولار. وصرح ريموند يونغ، كبير الاقتصاديين لشؤون الصين الكبرى في بنك «إيه إن زد»: «نتوقع أن تحافظ الصين على استقرار سعر الصرف... وقد يعزز بنك الشعب الصيني سياسته النقدية من خلال تثبيت سعر الصرف اليومي استجابةً لضغوط انخفاض قيمة العملة المحتملة».

• اضطرابات قصيرة الأجل؟

ولم تنجح مفاجأة البيانات المتفائلة للصادرات والواردات الصينية في تحسين معنويات الاستثمار التي انتابتها حالة من الحذر على نطاق واسع.

في الوقت نفسه، يعتقد المستثمرون والمحللون أن موجة البيع من المرجح أن تكون أقل حدة من موجة البيع المذعور التي شهدتها الأسواق في أبريل، عندما أطلق ترمب حرباً تجارية عالمية بفرض تعريفات جمركية شاملة.

ويتوقع وانغ ياباي، مدير صندوق تحوط مقيم في شنغهاي، أن تكون الاضطرابات قصيرة الأجل، مراهناً على أن الصين والولايات المتحدة ستنجحان في نهاية المطاف في التوصل إلى اتفاق من خلال المفاوضات، لأن «تكلفة الصراع واسع النطاق باهظة للغاية لكلا القوتين».

ويوم الأحد، وصفت بكين الرسوم الجمركية الأخيرة التي فرضها ترمب على السلع الصينية بأنها «منافقة»، لكنها أوضحت أن ضوابطها على الصادرات ليست حظراً على التصدير، ولم تصل إلى حد فرض رسوم جديدة على المنتجات الأميركية.

وقال هونغ هاو، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة «لوتس» لإدارة الأصول: «هذه خطوة لتهدئة التصعيد، وستخفف من حدة التراجع في الأسواق الصينية». وأضاف أنه من المرجح أن يتحول المستثمرون من أسهم النمو إلى أسهم القيمة في الأسابيع المقبلة.

وبدا أن ترمب يسعى إلى تخفيف التوترات في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي الليلة الماضية، قائلاً: «الولايات المتحدة تريد مساعدة الصين، لا إيذاءها».

وقال تشارلز وانغ، رئيس مجلس إدارة شركة شنتشن «دراغون باسيفيك» لإدارة رأس المال، إن ازدياد حالة عدم اليقين الجيوسياسي يعني أن الصين ستخفف على الأرجح سياستها النقدية بشكل أكبر لدعم النمو الاقتصادي، مما يدعم الأسهم.

• ضغوط تفاوضية

وقالت شركة «تشاينا ميرشانتس» للأوراق المالية إن التوترات الجيوسياسية تُفيد القطاعات الصينية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والروبوتات والدفاع والأدوية المبتكرة وصناعة الرقائق. وأضافت الشركة: «أي تصحيح سيمنح المستثمرين طويلي الأجل فرصة لشراء الأسهم بأسعار أقل». لكنَّ زيادة الرسوم الجمركية التي اقترحها ترمب بنسبة 100 في المائة ستضر بالقطاعات الموجهة للتصدير، مثل المحركات الكهربائية والمعدات الكهربائية والمفاعلات النووية، وفقاً لشركة «شيانغكاي» للأوراق المالية.

ومع ذلك، يعتقد عديد من المحللين أن فرصة فرض رسوم جمركية من ثلاثة أرقام ضئيلة.

وذكرت شركة «تشانغجيانغ» للأوراق المالية في تقرير لها: «هذا التصريح أقرب إلى تكتيك التفاوض المميز لترمب -ممارسة أقصى قدر من الضغط لتعزيز نفوذه التفاوضي وإجبار الصين على تقديم تنازلات خلال محادثات التجارة». وقال لو تينغ، كبير الاقتصاديين الصينيين في بنك «نومورا»، إن «استمرار الخلافات الاقتصادية والتجارية بين القوتين العظميين أمر لا مفر منه. ومع ذلك، على المدى القريب، لا يزال الطرفان يعتمد كلاهما على الآخر... لذا نعتقد أن هذا التصعيد الأخير يتعلق أكثر بالتحضير للمفاوضات والاجتماعات القادمة»، كما أشار إلى وجود «فرصة جيدة» لعقد لقاء شخصي بين شي وترمب خلال القمة السنوية لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في كوريا الجنوبية في وقت لاحق من هذا الشهر.


مقالات ذات صلة

المؤشرات الصينية ترتفع مع عطلة الأعياد

الاقتصاد سيدة تستعد لالتقاط صورة تذكارية مع زينة العام الجديد في أحد الشوارع التجارية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

المؤشرات الصينية ترتفع مع عطلة الأعياد

واصلت أسهم البر الرئيسي الصيني مكاسبها يوم الخميس، حيث سجل مؤشر شنغهاي الرئيسي جلسة رابحة للجلسة السابعة على التوالي.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

كيف تواجه أسواق الخليج الديون المتعثرة دون صدمات؟

في وقتٍ تحافظ فيه اقتصادات الخليج على مستويات مرتفعة من السيولة يبرز ملف الديون المتعثرة وإعادة الهيكلة بوصفه أحد المؤشرات الدقيقة على متانة النظام المالي.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد ميناء الملك عبد العزيز بالدمام (واس)

ارتفاع الصادرات غير النفطية السعودية 32.3 % في أكتوبر

سجّلت الصادرات غير النفطية في السعودية (شاملة إعادة التصدير) ارتفاعاً بنسبة 32.3 في المائة خلال شهر أكتوبر 2025 مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2024.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد شاحنة تنقل حاويات في ميناء بانكوك (رويترز)

رغم طفرة الشحنات نحو أميركا... الصادرات التايلاندية تتباطأ في نوفمبر

قالت وزارة التجارة التايلاندية، يوم الخميس، إن صادرات البلاد ارتفعت في نوفمبر (تشرين الثاني) بأقل من التوقعات، رغم القوة الملحوظة للشحنات المتجهة إلى أميركا.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
الاقتصاد رجل يمر أمام لوحة إلكترونية تعرض مؤشرات حركة الأسهم وسط العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)

«نيكي» يغلق على ارتفاع مع التأثر بمكاسب «وول ستريت»

أنهى مؤشر نيكي الياباني تداولات يوم الخميس على ارتفاع طفيف، متأثراً بمكاسب «وول ستريت»، حيث قادت أسهم التكنولوجيا هذه المكاسب.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

المؤشرات الصينية ترتفع مع عطلة الأعياد

سيدة تستعد لالتقاط صورة تذكارية مع زينة العام الجديد في أحد الشوارع التجارية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)
سيدة تستعد لالتقاط صورة تذكارية مع زينة العام الجديد في أحد الشوارع التجارية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)
TT

المؤشرات الصينية ترتفع مع عطلة الأعياد

سيدة تستعد لالتقاط صورة تذكارية مع زينة العام الجديد في أحد الشوارع التجارية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)
سيدة تستعد لالتقاط صورة تذكارية مع زينة العام الجديد في أحد الشوارع التجارية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

واصلت أسهم البر الرئيسي الصيني مكاسبها يوم الخميس، حيث سجل مؤشر شنغهاي الرئيسي جلسة رابحة للجلسة السابعة على التوالي، مدفوعاً بمكاسب أسهم قطاعي الطيران والروبوتات، في حين كانت بورصة هونغ كونغ مغلقة بمناسبة عطلة عيد الميلاد.

وعند الإغلاق، ارتفع مؤشر شنغهاي المركب الرئيسي بنسبة 0.47 في المائة، بينما ارتفع مؤشر «سي إس آي 300» للأسهم القيادية بنسبة 0.18 في المائة.

وكانت أسهم قطاعي الطيران والروبوتات من بين أكبر الرابحين، حيث قفزت المؤشرات الفرعية التي تتبع هذين القطاعين بنسبة 4.39 و2.84 في المائة على التوالي. وكانت أسهم قطاعي الطيران والروبوتات من بين أكبر الرابحين، حيث قفزت المؤشرات الفرعية التي تتبع هذين القطاعين بنسبة 4.39 و2.84 في المائة على التوالي.

وتراجع قطاع العقارات عن مكاسبه السابقة، رغم تخفيف بكين لبعض القيود المفروضة على شراء العقارات بهدف استقرار القطاع المتعثر. وانخفض مؤشر «سي إس آي 300 للعقارات»، الذي يرصد أداء القطاع، بنسبة 0.34 في المائة.

وخففت سلطات بلدية بكين القيود المفروضة على شراء المنازل يوم الأربعاء، وخفضت الحد الأدنى المطلوب لتأهيل المشترين، في أحدث الجهود المبذولة لتعزيز الطلب وسط تراجع أسعار المنازل في العاصمة الصينية.

وتعهد البنك المركزي الصيني باستقرار توقعات السوق والحفاظ على سعر الصرف «مستقراً بشكل أساسي عند مستوى معقول ومتوازن»، وفقاً لبيان صادر عن اجتماع يوم الأربعاء. وسيكون سوق هونغ كونغ مغلقاً يومي الخميس والجمعة بمناسبة عطلة عيد الميلاد. ستُستأنف التداولات في 29 ديسمبر (كانون الأول).

ومن جانبه، سجل اليوان الصيني في السوق المحلية أعلى مستوى له منذ نحو 15 شهراً يوم الخميس، مقترباً من 7 يوانات للدولار، مدعوماً بتسارع المصدرين في نهاية العام لتحويل حيازاتهم من الدولار إلى العملة المحلية، وتوقعات بانخفاض قيمة الدولار الأميركي أكثر في العام المقبل. ورغم أن الارتفاع المتسارع لليوان قد دفع البنك المركزي للتدخل لإبطاء وتيرة صعوده، فإن العديد من المحللين يرون أن هذا الاتجاه ما زال في بدايته.

وقالت شركة «إندستريال سيكيوريتيز» في مذكرة لها: «قد تتحول العوامل التي كانت تعيق اليوان في السابق إلى عوامل مواتية تدفعه نحو مزيد من الارتفاع في المستقبل»، مشيرةً إلى حيازات الشركات من الدولار التي تبلغ قيمتها نحو 1.2 تريليون دولار والتي يتم استقطابها بشكل متزايد إلى الصين.

وارتفعت قيمة العملة الصينية بنحو 5 في المائة مقابل الدولار منذ أوائل أبريل (نيسان)، مع انحسار التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وانتعاش سوق الأسهم الصينية الذي اجتذب تدفقات استثمارية أجنبية.

وقالت شركة «غالاكسي سيكيوريتيز» في تقرير لها: «يعود ارتفاع اليوان إلى تحسن الاقتصاد، وخفض أسعار الفائدة من قِبَل (الاحتياطي الفيدرالي) الأميركي، وتوقعات ارتفاع قيمة اليوان التي تحققت ذاتياً».

وفي تحذير واضح من المبالغة في تقلبات العملة، تعهد بنك الشعب الصيني يوم الأربعاء بالعمل على استقرار توقعات السوق والحفاظ على سعر الصرف «مستقراً بشكل أساسي عند مستوى معقول ومتوازن». وانعكاساً لهذا الجهد، حدد بنك الشعب الصيني سعر صرف اليوان عند 7.392 يوان للدولار قبل افتتاح السوق يوم الخميس، أي أقل بـ244 نقطة من توقعات «رويترز».

وقالت شركة «إندستريال سيكيوريتيز»: «يشير هذا إلى أن البنك المركزي، الذي يُلمح إلى ارتفاع قيمة اليوان، قد بدأ في إبطاء وتيرة ارتفاعه بشكل طفيف». وتتوقع الشركة أن يرتفع اليوان أكثر العام المقبل، حيث من المرجح أن يتجاوز التيسير النقدي الأميركي توقعات السوق، مما سيدعم ارتفاع اليوان.


وزير الصناعة السعودي: ولي العهد سرّع إلغاء المقابل المالي لتعزيز تنافسية القطاع عالمياً

وزير الصناعة متحدثاً للحضور في مجلس صناعيي الرياض الثامن (الشرق الأوسط)
وزير الصناعة متحدثاً للحضور في مجلس صناعيي الرياض الثامن (الشرق الأوسط)
TT

وزير الصناعة السعودي: ولي العهد سرّع إلغاء المقابل المالي لتعزيز تنافسية القطاع عالمياً

وزير الصناعة متحدثاً للحضور في مجلس صناعيي الرياض الثامن (الشرق الأوسط)
وزير الصناعة متحدثاً للحضور في مجلس صناعيي الرياض الثامن (الشرق الأوسط)

كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية، بندر الخريف، عن كواليس ما قبل إصدار قرار مجلس الوزراء، الأخير، المتمثل في إلغاء المقابل المالي عن القطاع الصناعي، مبيناً أن ولي العهد قاد اجتماعاً كان مدافعاً عن المنظومة، وهو مَن اتخذ القرار بهذه السرعة، في خطوة الهدف منها تعزيز تنافسية الصناعة السعودية على مستوى العالم.

يأتي ذلك بعد أيام من قرار مجلس الوزراء، بإلغاء المقابل المالي المقرر على العمالة الوافدة في المنشآت الصناعية، في خطوة ستسهم في تعزيز تنافسية الصناعة السعودية عالمياً، وزيادة وصول الصادرات غير النفطية وانتشارها في مختلف الأسواق العالمية.

وجاء كلام وزير الصناعة والثروة المعدنية، خلال «مجلس صناعيي الرياض الثامن»، بتنظيم غرفة الرياض، يوم الخميس، مؤكداً أن قرار إلغاء المقابل المالي، يعكس وضوح «رؤية 2030» والحكومة تجاه هذه المنظومة وأهميتها في تنويع القاعدة الاقتصادية وزيادة الصادرات وخلق الفرص الاستثمارية لنمو القطاع غير النفطي.

استقرار السياسات

واستطرد الخريف: «علينا مسؤولية جماعياً أن نثبت أن هذا القرار صحيح ويخلق تنافسية عالية للقطاع الصناعي ويجعل هذه المنظومة منافسة دون قيود ودون ترقب».

جانب من لقاء وزير الصناعة والثروة المعدنية في مجلس صناعيي الرياض الثامن (الشرق الأوسط)

وأبدى تفاؤله بأن القرار سيكون عاملاً مهماً لخلق الاستقرار للسياسات المرتبطة بالاستثمار الصناعي، وتمكين المستثمرين لاتخاذ القرارات المناسبة، مطالباً في الوقت ذاته من المنشآت ضرورة الاستفادة من كل الممكنات لخدمة المنظومة.

من جانبه، أشار رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض، المهندس عبد الله العبيكان، في كلمته على هامش الحدث، إلى الدور المحوري الذي تقدمه الوزارة في قيادة التحول الصناعي، وتعزيز تنافسية القطاع، وتمكين الاستثمارات النوعية التي تشكل ركيزة أساسية في بناء مستقبل الصناعة الوطنية، والتي تحظى بدعم غير مسبوق من الحكومة، الأمر الذي حوَّل الصناعة إلى محرك حقيقي للنمو، وركيزة أساسية في تحقيق مستهدفات «رؤية 2030».

التحول الرقمي

وقال إن محورَي المجلس هذا العام يتركزان على التحول الرقمي وربط البيانات، وتعزيز المحتوى المحلي ورفع الأثر الاقتصادي، ويمثلان حجر الأساس لأي نهضة صناعية حديثة، وأن الرقمنة ليست مجرد أداة تطوير، بل ركيزة استراتيجية تعيد تشكيل سلاسل الإمداد، وتحسين كفاءة التشغيل، وترفع جودة القرار.

المهندس عبد الله العبيكان في كلمته خلال مجلس صناعيي الرياض الثامن (الشرق الأوسط)

وأكد العبيكان أن المحتوى المحلي ليس مجرد نسبة تقاس، بل قيمة تُبنى واستثمار يعاد ضخه في الاقتصاد الوطني، وفرص عمل تُخلق، وأثر اقتصادي يتسع ويتجذر.

وحسب العبيكان، فإن غرفة الرياض تؤمن بأن دورها يتجاوز تنظيم الفعاليات إلى صناعة الحوار، ودفع البيئة الصناعية نحو التطور، وهذا المجلس، بما يحمله من خبرات ورؤى، يمثل مساحة خصبة لتوليد أفكار عملية وبناءه، والخروج بتوصيات قادرة على المساهمة في تعزيز مسار الصناعة الوطنية.


انفتاح الأسواق الأميركية... عهد جديد للأصول البديلة في 2026

أشخاص يغادرون مقر هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية في واشنطن (رويترز)
أشخاص يغادرون مقر هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية في واشنطن (رويترز)
TT

انفتاح الأسواق الأميركية... عهد جديد للأصول البديلة في 2026

أشخاص يغادرون مقر هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية في واشنطن (رويترز)
أشخاص يغادرون مقر هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية في واشنطن (رويترز)

تشهد الأسواق المالية في الولايات المتحدة مرحلة من التحول، والتطور، مع اتساع نطاق الخيارات الاستثمارية المتاحة للمستثمرين الأفراد. وفي هذا السياق، يبرز التحدي في موازنة الاستفادة من الفرص الجديدة مع إدارة المخاطر المحتملة، لا سيما لأولئك الذين يفتقرون إلى الخبرة، أو الدعم الاستشاري المستمر. ومع اقتراب هذه الأدوات المعقدة من متناول الجميع، يطرح السؤال المحوري: هل تمثل هذه الخيارات فرصة حقيقية لتعزيز العوائد، أم إنها تحمل مخاطر لم يعتد عليها المستثمر العادي في خططه التقاعدية التقليدية؟

وفي هذا الإطار، قد يُتاح قريباً للمستثمرين الأميركيين الوصول إلى مجموعة أوسع من المنتجات المرتبطة بفئات الأصول، مثل الائتمان الخاص، والعملات الرقمية، في إطار جهود إدارة الرئيس ترمب، وهيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية لفتح الأسواق. ويرى بعض مستشاري الاستثمار أن هذا التوسع قد يضع عبئاً إضافياً على الأفراد لتحمل مسؤولية حماية أنفسهم مالياً.

واعتمد كل من البيت الأبيض وهيئة الأوراق المالية والبورصات، برئاسة بول أتكينز، منح المستثمرين خيارات أوسع للاستفادة من بعض فئات الأصول التي قد تحقق عوائد مرتفعة. ومع ذلك، يحذر بعض المستشارين الماليين عملاءهم المعتادين على الاستثمار في الأسهم والسندات من أنهم قد لا يكونون مستعدين تماماً لتدفق هذه العروض الجديدة، التي يتوقع محللو السوق ازديادها في 2026، وفق «رويترز».

يقول مارك ستانكاتو، مؤسس شركة «في آي بي ويلث آدفايزرس» في ديكاتور، جورجيا: «سيحدث شيء سلبي، وسيقول الناس: لحظة، لم أدرك المخاطر التي كنت أتعرض لها». ويضيف أن المستثمرين قد يجدون صعوبة في اتخاذ قرارات مدروسة، لا سيما عند تقييم أصولهم التقاعدية.

وأكدت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، والبيت الأبيض استمرار تركيزهما على حماية المستثمرين. وقالت تايلور روجرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض: «يلتزم رئيس الهيئة، أتكينز، بضمان أسواق عادلة، ومنظمة، وفعّالة، مع حماية المستثمرين الأفراد». وأضافت أن الولايات المتحدة تظل «المكان الأفضل، والأكثر أماناً للاستثمار».

وأشار متحدث باسم الهيئة إلى أن تركيزها ينصب على ضمان حصول المستثمرين على «معلومات موثوقة لاتخاذ قرارات مدروسة» بشأن جميع المنتجات الجديدة. وكان أتكينز قد صرّح في سبتمبر (أيلول) بأن إتاحة الوصول إلى الأصول الخاصة تستلزم وضع ضوابط مناسبة. كما قالت وزارة العمل إنها ستضع قواعد وإرشادات لأفضل الممارسات عند تقديم الأصول الخاصة، وغيرها من البدائل لمستثمري التقاعد.

ويُثار التساؤل حول ما إذا كانت هذه الخطوات توفر مزيداً من العوائد للمستثمرين، أو تزيد المخاطر على صغار المستثمرين. فقد أعلنت إدارة ترمب في أغسطس (آب) عن خطط لتسهيل وصول المستثمرين الأفراد إلى أصول مثل الائتمان الخاص، والأسهم الخاصة، وطلب من وزير العمل، المسؤول عن خطط التقاعد، التشاور مع جهات أخرى، بما فيها هيئة الأوراق المالية والبورصات، خلال ستة أشهر. وكان أتكينز قد صرّح في نوفمبر (تشرين الثاني) بأن أدوات التقاعد التقليدية، مثل صناديق التاريخ المستهدف، تتجنب الاستثمار في هذه الأصول، ما يضر بالمستثمرين.

حالياً، تتيح خطط التقاعد، مثل 401(k)، الاستثمار في الأصول المتداولة علناً، كالأسهم، والسندات، عبر صناديق الاستثمار المشتركة، أو صناديق المؤشرات المتداولة. وفتح الاستثمار في الأسهم الخاصة، أو الائتمان الخاص قد يوفر فوائد من حيث التنويع، لكنه يثير تساؤلات حول كيفية تقييم هذه الأصول، وسيولتها، وجودة الخيارات المتاحة للمستثمرين الأفراد.

كما تعمل هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية على تسهيل وصول المستثمرين إلى العملات المشفرة من خلال تسريع إطلاق صناديق المؤشرات المتداولة الجديدة، عبر اعتماد معايير الإدراج العامة في سبتمبر، ما أزال عقبة أمام إطلاق صناديق المؤشرات المتداولة الفورية المرتبطة بالعملات المشفرة.

وقال روبرت بيرسيكيت، المخطط المالي في شركة «ديلاجيف فايناشال» بارفادا، كولورادو إن العروض الجديدة قد تزيد المخاطر على المستثمرين الأفراد، الذين يعتبرهم الأكثر عرضة للخطر، والأقل خبرة في تقييم مخاطر المنتجات الجديدة، أو المعقدة، مضيفاً: «المستثمر العادي... لا يملك فريقاً من المستشارين لدعمه».

ومنذ تطبيق معايير الإدراج العامة في سبتمبر، شهدت صناديق المؤشرات المتداولة للعملات المشفرة نمواً ملحوظاً، وفقاً لبيانات «مورنينغ ستار»، فيما توقعت شركة «بايتوايز» لإدارة الأصول ظهور نحو مائة صندوق أخرى خلال عام 2026. كما ازداد الاهتمام بصناديق الفترات، وهي صناديق مغلقة تستثمر في الأصول الخاصة، نتيجة استفادتها من توسيع نطاق خطط التقاعد.

وقال برايان أرمور، المحلل في «مورنينغ ستار»: «أتوقع تدفقاً كبيراً للصناديق التي تستثمر في الأصول الخاصة في عام 2026».