تُواصل الإدارة المحلية بمصر عمليات تطوير القاهرة التاريخية والقاهرة الخديوية والمناطق المحيطة بها، من بينها مشروع تطوير منطقة الكوربة بحي مصر الجديدة. وقد بدأت أعمال تنفيذه في شهر يوليو (تموز) الماضي، بالتنسيق مع المحافظة والجهاز القومي للتنسيق الحضاري وعدد من الوزارات، في إطار خطة وزارة التنمية المحلية لتطوير المناطق التراثية والتاريخية بعدد من المحافظات.
وأكدت وزيرة التنمية المحلية المصرية، منال عوض، متابعة أعمال التطوير الجارية أولاً بأول، حيث بلغت نسبة التنفيذ، حتى الأسبوع الأول من شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، نحو 75 في المائة بشارع إبراهيم في القطاع الواصل بين شارعي الأهرام وبغداد. وأشارت، في بيان للوزارة، الجمعة، إلى أن «المشروع يأتي في إطار خطة الدولة الشاملة للارتقاء بالمشهد الحضاري والجمالي للمناطق ذات الطابع المميز، والحفاظ على المظهر التراثي للقاهرة الخديوية والمناطق المحيطة بها».
وتشمل أعمال التطوير تنظيم الامتدادات الخارجية للمحال التجارية، وتوحيد ألوان الدهانات وارتفاعات الواجهات وأماكن تركيب أجهزة التكييف، بما يحقق التنسيق البصري والحضاري للمنطقة، ويحافظ على طابعها المعماري الفريد. ومن المقرر الانتهاء من جميع الأعمال في هذا الصدد، بنهاية أكتوبر الحالي، وفق البيان.

وأشارت وزيرة التنمية المحلية إلى أن «هذا التطوير يأتي ضمن توجه الدولة لتحسين جودة الحياة في المناطق الحيوية ذات الكثافات المرورية العالية، من خلال تحويل بعض الشوارع المختارة إلى مسارات آمنة ومجهزة للمشاة».
وعدّت هذا المشروع نموذجاً لإحياء روح القاهرة التراثية بما يتماشى مع توجه الدولة نحو تطوير مراكز المدن والأحياء التاريخية.
وقالت الخبيرة في العمارة والتراث، الدكتورة فاتن صلاح سليمان، إن «إعادة القاهرة الخديوية بالشكل القديم وإعادة إحياء المباني التراثية الموجودة في القاهرة الخديوية والمشروعات المجاورة والمنطقة المحيطة مثل تطوير منطقة المسارح وحديقة الأزبكية، تعيدان الصورة الحضرية للقاهرة القديمة».
وأضافت، لـ«الشرق الأوسط»، أن «القاهرة تضاهي عدداً من المدن القديمة مثل لندن وباريس وبرلين، ومشروع إحياء المباني التراثية في القاهرة تم على مجموعة مراحل في أكثر من ميدان وشارع، وهو ما يعطي مساحة لفرص استثمارية كبيرة في القاهرة الخديوية، ما يظهر في مجموعة المباني التي بدأت تتحول إلى بوتيك أوتيل ومشروعات تنوير ثقافي».
وبخصوص ميدان الكوربة ومصر الجديدة، تقول: «مصر الجديدة كلها تقريباً ذات تراث قديم ومهم منذ عصر البارون إمبان، الذي قام بتأسيسها، فهي منطقة عريقة وذات طابع مميز، خصوصاً الكوربة التي تضم مباني بطراز إسلامي مختلط بالنيوكلاسيك مع بعض التصميمات الأوروبية، وكذلك القصور مثل قصر الأميرة ملك والأمير حسين». وعَدّت أن «مشروعات التطوير تعيد للقاهرة كعاصمة عريقة وجهها الحضاري والتراثي، وتعطيها مساحة في وقت السائح القادم إلى مصر».




