«كل خميس»... هاجس زيادة مرتقبة في أسعار الوقود يؤرق المصريين

الحكومة أعلنت عزمها تحريك التعريفة خلال أكتوبر الحالي

محافظ بورسعيد خلال جولة سابقة للرقابة على مواقف الميكروباص بعد زيادة سعر البنزين في أبريل الماضي (محافظة بورسعيد)
محافظ بورسعيد خلال جولة سابقة للرقابة على مواقف الميكروباص بعد زيادة سعر البنزين في أبريل الماضي (محافظة بورسعيد)
TT

«كل خميس»... هاجس زيادة مرتقبة في أسعار الوقود يؤرق المصريين

محافظ بورسعيد خلال جولة سابقة للرقابة على مواقف الميكروباص بعد زيادة سعر البنزين في أبريل الماضي (محافظة بورسعيد)
محافظ بورسعيد خلال جولة سابقة للرقابة على مواقف الميكروباص بعد زيادة سعر البنزين في أبريل الماضي (محافظة بورسعيد)

يبدو أن الصورة الذهنية ليوم الخميس لدى المصريين، الذي ينتظرونه بلهفة طيلة الأسبوع؛ نهايةً لأيام العمل، واستقبالاً للإجازة الأسبوعية، قد طرأ عليها متغير معاكس، يتعلق بالقلق من قرار حكومي بزيادة أسعار الوقود، مع تكرار اعتماد مجلس الوزراء ذلك اليوم موعداً لأي تغيرات سعرية للبنزين.

والشهر الماضي، أعلن رئيس الوزراء المصري عن زيادة جديدة في أسعار الوقود، خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، دون أن يحدد اليوم.

وقبل ساعات من حلول يوم الخميس الثاني في أكتوبر الحالي، وبالتزامن مع تأهل منتخب مصر في كرة القدم لكأس العالم، انتشرت أنباء عبر «السوشيال ميديا» عن ارتفاع أسعار المحروقات يوم الخميس، على اعتبار أن «الأجواء مواتية لتمرير زيادة، في ظل سعادة بفوز المنتخب».

المصريون يترقبون زيادات البنزين كل يوم خميس (فيسبوك)

دفع الانتشار الكبير لتلك الأنباء الحكومة إلى نفي إقرار أي زيادة حتى الآن. وصرح مصدر في وزارة البترول، لوسائل إعلام محلية، أن «لجنة تسعير أسعار المحروقات لم تجتمع بعد حتى تُقر الزيادة».

وعُقد آخر اجتماع للجنة في أبريل (نيسان) الماضي، وكان يوم خميس أيضاً، وأقرت اللجنة آنذاك زيادة تصل إلى نحو 14.5 في المائة.

وأوضح المصدر الحكومي أن «ما يتم تداوله من منشورات تزعم صدور زيادات جديدة في أسعار البنزين والسولار، اليوم (الخميس)، مجرد شائعات تستهدف إثارة البلبلة بين المواطنين»، مؤكداً أن وزارة البترول لم تُصدر أي بيانات أو إعلانات رسمية بشأن تعديل الأسعار، وفق موقع «المصري اليوم».

وكون الزيادة (المنوه عنها سابقاً) لم تقرّ حتى الآن، فإن ذلك لا يمنع استمرار قلق المصريين وترقبهم لها يوم الخميس المقبل، وما يليه، حتى نهاية الشهر.

وسبق أن أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزير البترول كريم بدوي، عن زيادة في أسعار المحروقات خلال أكتوبر، وأكّدا في لقاءين مختلفين مع رؤساء تحرير صحف مصرية أن الزيادة «قد تكون الأخيرة»، لترتبط الزيادة فيما بعد بسعر السوق العالمي، مشيرين أيضاً إلى «استمرار دعم السولار».

ويرى أحمد ونيس (33 عاماً)، الذي يعمل في مجال تصنيع الأسمدة الزراعية بمحافظة الجيزة، في النفي الحكومي لزيادة الأسعار هذا الأسبوع «اطمئناناً مؤقتاً حتى الخميس المقبل»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إنه ينفق حالياً على بند البنزين فقط نحو 7 آلاف جنيه (الدولار نحو 48 جنيهاً) شهرياً، في ظل كثرة تنقلاته، ووصف الأمر بـ«العبء».

اعتاد المصريون منذ سنوات قرارات حكومية بزيادة الأسعار كل يوم خميس (فيسبوك)

وأضاف ونيس، الذي يملك أسرة مكونة من 4 أشخاص: «الزيادة هذه المرة ثقيلة على المواطنين، وأعرف أصحاب سيارات تخلّوا عنها في ظل الزيادات المستمرة»، مشيراً إلى أنه مع كل زيادة يحاول تكثيف عمله لرفع دخله، حتى يستطيع استيعابها.

وسبق أن فسّر رئيس الوزراء مدبولي ارتباط إعلان زيادة أسعار المحروقات بيوم الخميس، وبدء تطبيقها في اليوم التالي، الجمعة، قائلاً خلال مؤتمر صحافي في 17 أبريل الماضي: «الحكومة تفضل تطبيق الزيادة يوم الجمعة عندما لا يكون المواطنون في أعمالهم، ما يجعل الرقابة والسيطرة على السوق أيسر، في ظل مغالاة بعض السائقين في الأجرة، ومع عودتهم لأعمالهم الأحد يكون السوق قد شهد استقراراً».

وعادة ما تشهد أسعار المواصلات العامة ارتفاعاً عقب زيادات أسعار المحروقات، ما يدفع المحافظين إلى إعلان تسعيرات جديدة، لكن ذلك لا يمنع وقوع حالات ارتباك ومشادات بين الركاب والسائقين بسبب رفع الأجرة. ويُجري مسؤولون جولات ميدانية للتأكد من التزام السائقين بالأسعار في بعض المناطق.

وتعد الزيادة المرتقبة جزءاً من «برنامج إصلاح اقتصادي» تتّبعه مصر ضمن خطة «صندوق النقد الدولي»، تتضمن خفض الإنفاق على الدعم، بينما تترقب الحكومة صرف حزمة جديدة من قرض الصندوق قيمتها 1.2 مليار دولار، عقب مراجعة خامسة وسادسة يفترض أن تعقدهما الحكومة مع الصندوق في أكتوبر الحالي.

ارتباك معتاد في تعريفة المواصلات العامة بعد كل زيادة في أسعار المحروقات (محافظة بورسعيد)

وقال الباحث المتخصص في سوق المال، محمود جمال سعد، لـ«الشرق الأوسط»، إن «مصر ملتزمة بتقليل دعم الوقود لصالح دعم التعليم والصحة، والآن تتحمل الموازنة العامة ما يعادل نحو 11 مليار جنيه شهرياً لدعمه، ما يمثل عبئاً كبيراً عليها، لذا فالمرجح أن تُقر الزيادة التي سبق أن نوّهت عنها»، لكنه شدّد في الوقت ذاته على «ضرورة الموازنة بين تقليل الدعم والحماية الاجتماعية للفئات الأكثر احتياجاً».

وأشار إلى أن الزيادة قد لا تكون كبيرة، وتتراوح بين 10 إلى 15 في المائة وفقاً لأسعار النفط العالمي والدولار وقت إقرارها، ما سيساعد على تقليل آثارها، خصوصاً لو جاءت مع «خطة دعم واضحة».


مقالات ذات صلة

الحكومة المصرية تُمهد لـ«الدعم النقدي» بتحديث بيانات المستفيدين

العالم العربي رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي يناقش مع وزير التموين شريف فاروق تطوير منظومة الدعم مساء الاثنين (مجلس الوزراء المصري)

الحكومة المصرية تُمهد لـ«الدعم النقدي» بتحديث بيانات المستفيدين

تُمهد الحكومة المصرية لتنفيذ توجهها نحو التحول من «الدعم العيني» إلى «الدعم النقدي»، من خلال العمل على «تنقية بيانات المستفيدين وتحديثها».

أحمد جمال (القاهرة)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون يستقبل السفير المصري علاء موسى (الرئاسة اللبنانية)

مصر تستكمل مساعيها بزيارة رئيس وزرائها بيروت الأسبوع المقبل

تعمل مصر على محاولة تخفيف حدة التوتر، وتجنيب لبنان أي تطور عسكري إسرائيلي، ضمن مبادرة متواصلة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شمال افريقيا القائد العام للقوات المسلحة المصرية يلتقي عدداً من قوات حرس الحدود (المتحدث العسكري المصري)

وزير الدفاع المصري يطالب الجيش بـ«الاستعداد الدائم» لمواجهة «التحديات المحتملة»

طالب القائد العام للقوات المسلحة المصرية، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، الفريق أول عبد المجيد صقر، قوات الجيش بـ«الاستعداد الدائم لمواجهة التحديات المحتملة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق صورة لملصق دعائي لطبق الكشري كما أعلنت عنه وزارة الثقافة المصرية

الكشري المصري يدخل القائمة التمثيلية للتراث غير المادي لـ«اليونيسكو»

أعلنت وزارة الثقافة المصرية أنها نجحت في إدراج أكلة الكشري في القائمة التمثيلية للتراث غير المادي للإنسانية لمنظمة «اليونيسكو».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا وزارة التربية والتعليم المصرية اتخذت إجراءات صارمة ضد مدرسة دولية جديدة بالإسكندرية (الوزارة)

مصر: اتهامات متعاقبة بـ«التحرش» تُصعّد الانتقادات للتعليم الخاص

بعد اتهامات متعاقبة بوجود وقائع «تحرش جنسي» داخل مدارس خاصة ودولية في مصر، تصاعدت الانتقادات الموجهة لهذه النوعية من المدارس.

أحمد جمال (القاهرة)

السودان: إدريس سيباشر مهامه من الخرطوم خلال الأيام المقبلة

رئيس الحكومة الانتقالية في السودان كامل إدريس متحدثاً مع الصحافيين في نيويورك الاثنين الماضي (الأمم المتحدة)
رئيس الحكومة الانتقالية في السودان كامل إدريس متحدثاً مع الصحافيين في نيويورك الاثنين الماضي (الأمم المتحدة)
TT

السودان: إدريس سيباشر مهامه من الخرطوم خلال الأيام المقبلة

رئيس الحكومة الانتقالية في السودان كامل إدريس متحدثاً مع الصحافيين في نيويورك الاثنين الماضي (الأمم المتحدة)
رئيس الحكومة الانتقالية في السودان كامل إدريس متحدثاً مع الصحافيين في نيويورك الاثنين الماضي (الأمم المتحدة)

قالت وزيرة شؤون مجلس الوزراء السودانية لمياء عبد الغفار، اليوم الأحد، إن رئيس مجلس الوزراء كامل إدريس سيباشر مهامه من العاصمة الخرطوم في «غضون الأيام المقبلة».

وذكرت وكالة الأنباء السودانية أن الوزيرة أطلعت خلال زيارة إلى العاصمة الخرطوم على «ترتيبات انتقال الوزارات إلى المقار التي تم تحديدها لاستئناف أعمالها مع بداية العام الجديد»، مؤكدة «تقديم الدعم الكامل لحكومة الولاية لاستكمال منظومة الخدمات الأساسية، بما في ذلك الكهرباء والمياه».

وأوضحت الوكالة الرسمية أن والي الخرطوم، أحمد عثمان حمزة، أطلع الوزيرة على «مجمل الأوضاع بالولاية ومدى الاستعداد لعودة الحكومة للخرطوم»، مشدداً على «استمرار العمل لمزيد من التهيئة في كافة النواحي من أجل العودة الكاملة للمواطنين والحكومة».

وأشارت الوكالة إلى أن وزيرة شؤون مجلس الوزراء ووالي الخرطوم تفقدا مطار الخرطوم ومنشآت أخرى استعداداً لعودة الحكومة للعمل من العاصمة.

وانتقلت الحكومة للعمل من مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر بشرق البلاد عقب اندلاع الحرب مع قوات الدعم السريع في أبريل (نيسان) 2023 بعد صراع على السلطة خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تفضي إلى إجراء انتخابات للتحول إلى حكم مدني.


استنفار عربي لمواجهة اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال»

مواطنون يحتفلون باعتراف إسرائيل ب "أرض الصومال" في العاصمة هارجيسا أول من أمس (أ. ف. ب)
مواطنون يحتفلون باعتراف إسرائيل ب "أرض الصومال" في العاصمة هارجيسا أول من أمس (أ. ف. ب)
TT

استنفار عربي لمواجهة اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال»

مواطنون يحتفلون باعتراف إسرائيل ب "أرض الصومال" في العاصمة هارجيسا أول من أمس (أ. ف. ب)
مواطنون يحتفلون باعتراف إسرائيل ب "أرض الصومال" في العاصمة هارجيسا أول من أمس (أ. ف. ب)

يعوّل الصومال على دعم عربي وإسلامي لمواجهة اعتراف إسرائيل بإقليم «أرض الصومال» دولةً مستقلةً، وقد استجابت جامعة الدول العربية لطلبه بعقد اجتماع طارئ على مستوى المندوبين، اليوم.

وأكَّد السفير الصومالي في القاهرة والمندوب الدائم لدى الجامعة، علي عبدي أواري، لـ«الشرق الأوسط» أنَّ «بلاده تتحرَّك على المستويين العربي والإسلامي، لرفض ما أعلنت عنه تل أبيب، والدفاع عن السيادة الصومالية»، وقال: «من بين التحركات طلب اجتماع للجامعة العربية بشكل عاجل». وأشار إلى أنَّ «بلاده تدعو لاجتماع قمة عربية إسلامية قريباً، ضمن تحركاتها الدبلوماسية».

وحرّك الاعتراف الإسرائيلي بالإقليم الانفصالي «أرض الصومال»، تحذيراتٍ من السلطة الفلسطينية و«حماس» ومقديشو، من أنَّه يحمل احتمالاً لأن يكون هذا الإقليم موطناً جديداً لاستقبال الفلسطينيين ضمن مخطط تهجير سعت إليه إسرائيلُ منذ بداية الحرب قبل نحو عامين.

وأشار خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» إلى مخاوفَ من أنَّ الخطوة الإسرائيلية ستُعيد ملف التهجير للواجهة بقوة، وستعمل تل أبيب على زيادة الضغوط على الضفة وغزة لدفعهم قسراً لذلك، وسط غياب خطط تنفيذية للإعمار والاستقرار.

وسط طوفان ردود فعل على الخطوة الإسرائيلية، وبخلاف الرفض العربي، جاء موقف لافت من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إذ طغى عليه «السخرية من ذلك الإقليم». فقد أعلن ترمب عن رفضه الاعترافَ باستقلال «أرض الصومال»، متسائلاً: «هل يعرف أحدٌ ما هي أرض الصومال، حقّاً؟».


بعثة إنسانية تدخل الفاشر للمرة الأولى

سودانيون فرّوا من الفاشر يستريحون لدى وصولهم إلى مخيم "الأفاد" للنازحين بمدينة الدبة شمال السودان 19 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)
سودانيون فرّوا من الفاشر يستريحون لدى وصولهم إلى مخيم "الأفاد" للنازحين بمدينة الدبة شمال السودان 19 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

بعثة إنسانية تدخل الفاشر للمرة الأولى

سودانيون فرّوا من الفاشر يستريحون لدى وصولهم إلى مخيم "الأفاد" للنازحين بمدينة الدبة شمال السودان 19 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)
سودانيون فرّوا من الفاشر يستريحون لدى وصولهم إلى مخيم "الأفاد" للنازحين بمدينة الدبة شمال السودان 19 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)

دخلت بعثة إنسانية أممية إلى مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وذلك للمرة الأولى منذ سيطرة «قوات الدعم السريع» عليها، بعد حصار طويل استمرَّ لأكثر من عام، خلّف أوضاعاً إنسانية كارثية.

وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أنَّ بعثة تقييم وصلت إلى مدينة الفاشر، عادّاً هذه الخطوة «مؤشراً على انفراجة محدودة» في ملف إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدينة، مضيفاً أنَّ البعثة تضمُّ وفداً من «برنامج الأغذية العالمي»، وفريقاً من منظمة الصحة العالمية.

من جهته، رحَّب كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، بوصول بعثة التقييم إلى الفاشر، وقال في تغريدة على منصة «إكس»، إن هذا الوصول جاء عبر مسار يسَّرتْه الولايات المتحدة.