داخل خزانة تايلور سويفت... فتاة الاستعراض الأولى

الألبوم الجديد للفنانة الأميركية يخبر الكثير عن قصة حبها وصداقاتها وعداواتها

يضم ألبوم تايلور سويفت الجديد 12 أغنية شخصية 5 منها عن علاقتها بخطيبها ترافيس كيلسي (إنستغرام سويفت)
يضم ألبوم تايلور سويفت الجديد 12 أغنية شخصية 5 منها عن علاقتها بخطيبها ترافيس كيلسي (إنستغرام سويفت)
TT

داخل خزانة تايلور سويفت... فتاة الاستعراض الأولى

يضم ألبوم تايلور سويفت الجديد 12 أغنية شخصية 5 منها عن علاقتها بخطيبها ترافيس كيلسي (إنستغرام سويفت)
يضم ألبوم تايلور سويفت الجديد 12 أغنية شخصية 5 منها عن علاقتها بخطيبها ترافيس كيلسي (إنستغرام سويفت)

الاستماع إلى أغاني تايلور سويفت كالدخول إلى خزانتها. في كل مرة تُصدر ألبوماً جديداً، تبدو وكأنها تفتح باب تلك الخزانة لجمهورها. ما عاد خافياً على متابعي عالم البوب الغربي أن الغالبية الساحقة من أعمال المغنية الأميركية تدور حول حياتها الخاصة. ولا يشتّ الألبوم الجديد The Life of a Showgirl (حياة فتاة الاستعراض) عن تلك القاعدة. لكن هل ما زال هذا المحتوى يستقطب جمهور الموسيقى عموماً؟ أم أنه مادة دسمة يستسيغها حصراً عشّاق سويفت أو «السويفتيّون» بدافع الفضول والغيرة على محبوبتهم؟

كتبت سويفت أغاني الألبوم وسجّلتها خلال جولتها العالمية Eras Tour (إنستغرام)

بعد حملة ترويجيّة مكثّفة، أصدرت تايلور سويفت ألبومها الـ12 قبل أيام، وهو يضم 12 أغنية ولا تتجاوز مدّته الدقائق الـ40. غير أن كل دقيقة منه تحكي الكثير عمّا يدور في حياة الفنانة. صحيح أن بعض المعلومات يُغنّى مواربةً أو ترميزاً، لكن لدى معجبيها ما يكفي من اطّلاع على خصوصياتها كي يفكّوا شيفرة الأغاني.

في خزانة الحب

بطبيعة الحال وبما أنّ خطوبتها من لاعب الكرة الأميركي ترافيس كيلسي هي حديث الموسم، فإنّ 5 من أغاني الألبوم الجديد تتطرّق إلى علاقتها بكيلسي. أكثرها جماهيريةً واستماعاً حتى الساعة هي «Wood» (خشب)، حيث تعترف سويفت بأنّ هذا الحب منحها الأمان إلى درجة أنها ما عادت بحاجة أن تصدّق الخرافات، ولا أن تنقر على الخشب لحماية علاقتهما من الحسد. في الأغنية كذلك، تسمّي سويفت البودكاست الخاص بخطيبها «New Heights»، وهو البرنامج الذي يقدّمه وشقيقه، والذي أطلّت فيه قبل مدّة قصيرة للإعلان عن ألبوم «حياة فتاة الاستعراض».

قبل نحو شهر على إصدار الألبوم أعلن كيلسي وسويفت خطوبتهما (إنستغرام)

أما «The Fate of Ophelia» (قدَر أوفيليا)، الأغنية التي تفتتح بها سويفت ألبومها الجديد، فموجّهة كذلك إلى كيلسي الذي أخرجَها من قبرها، وفق الكلام، وأنقذ قلبها من قدَر تراجيدي شبيه بذاك الذي واجهته «أوفيليا» في مسرحية «هاملت» لويليام شكسبير. مع العلم بأن سويفت، وقبل لقائها بكيلسي، كانت قد انفصلت للتوّ عن المغنّي ماتي هيلي.

سبق أن كشف كيلسي أن أغنيته المفضّلة من الألبوم هي «Opalite» (أوباليت)، وليس هذا مستغرباً بما أنّ خطيبته تغنّي عن حجر الأوبال، وهو حجر ميلاده. وتغوص الأغنية أعمق لتلمّح سويفت فيها إلى حبيبة كيلسي السابقة قائلةً: «لم تكن تفهم لماذا تشعر بالوحدة. كنتَ تعيش القصة بصِدق، أما هي فكانت على الهاتف». وتنتقد المغنية هنا كيف أن حبيبة حبيبها السابقة كانت تظهر في كل الصور معه وهي منشغلة بهاتفها ولا تعطيه أهمية.

الديو الوحيد في الألبوم يجمع سويفت بالمغنية الشابة سابرينا كاربنتر (إنستغرام)

تكرّ سبحة الأغاني الخاصة بقصة حب تايلور وترافيس، والتي أسالت حبر الصحافة منذ انطلاقتها صيف 2023. نَصل إلى «Wish List» (قائمة أمنيات) وهي إحدى الأغاني المفضّلة في الألبوم بالنسبة إلى تايلور. تقول فيها ما معناه أن الآخرين يريدون حياة البذخ والرخاء والرفاهية والجمال، فيما هي لا تريد سوى حبيبها وإنجاب أطفال يشبهونه. وقد أقرّت الفنانة في حوار إذاعي بأنّ هذه الأغنية تؤثّر فيها كثيراً، كما أنها تعبّر بدقّة عن المرحلة الحالية من حياتها. أما خامس الأغاني المخصصة لأسرار سويفت العاطفية فتحمل عنوان «Honey».

سويفت ولاعب الكرة الأميركي ترافيس كيلسي على علاقة عاطفية منذ صيف 2023 (أ.ب)

رسائل إلى الأعداء والكارهين

كما جرت العادة في كل ألبوماتها تقريباً، تردّ تايلور سويفت على الأعداء والكارهين عبر الكلمات التي تكتبها وتغنّيها. هكذا هي الحال في «Actually Romantic» (في الواقع رومانسية)، الأغنية التي لا تمتّ إلى الرومانسية بصِلة. ففيها تردّ سويفت على شخص لا تسمّيه غير أنه، وفق الكلمات، أمضى كثيراً من وقته في النميمة عليها. وقد رجّح المعجبون أن تكون التلميحات موجّهة إلى المغنية تشارلي إكس سي إكس، التي تحدّثت عنها بالسوء إلى ماتي هيلي، حبيب تايلور السابق.

الردّ على الأعداء والكارهين جزء أساسي من ألبوم تايلور سويفت (إنستغرام)

هكذا هي نجمة أميركا الأولى. تحترف التلميح وتصفية الحسابات الشخصية من خلال الأغاني، ويبدو أن المعجبين والصحافة باتوا يترقبون تلك الألغاز أكثر من ترقّبهم نوعية الأغاني.

تتابع في «Cancelled» (مُلغاة) لتردّ على كل مَن حاولوا إلغاءها بعد خلافاتها الصاخبة مع الثنائي كانيه وست وكيم كارداشيان عام 2016. والأغنية فرصة كذلك للدفاع عن صديقات لها من المجال تعرّضن لمحاولات إلغاء بسبب فضائح واجهنها. من بين تلك الصديقات الممثلة بليك لايفلي ولاعبة الكرة بريتاني ماهومس.

في حوار مع منصة «أمازون» الموسيقية، أكدت سويفت ذلك قائلةً إن أغنية Cancelled دليل على أنها لا تستبعد الناس وتُلغيهم من حياتها فقط لأنّهم لا يعجبون أشخاصاً آخرين.

تايلور سويفت وصديقتها الممثلة بليك لايفلي (رويترز)

تحديات النجومية المبكرة

بعيداً عن العداوات والضغائن، ودائماً في إطار الحكايات الشخصية، غالباً ما تعود سويفت إلى الماضي عبر الأغاني لتداوي طفولةً مجروحة ومسروقة من البراءة بفعل النجومية المبكرة التي تعرضت لها. في «Eldest Daughter» (الابنة الكبرى)، تتحدث عن المسؤوليات التي تتكبّدها الابنة الكبرى في العائلة والتوقّعات المنتظَرة منها. وتقول في الأغنية: «كل ابنة كبرى كانت الحمَل الأول الذي سيقَ إلى الذبح».

تايلور سويفت في طفولتها مع والدَيها وشقيقها الأكبر (إنستغرام)

في أغنية «Ruin the Friendship» (تدمير الصداقة)، تعود إلى فصلٍ مهم من حياتها عندما كانت طالبة في سنتها المدرسيّة الأخيرة. أُعجبت آنذاك بأحد زملائها لكن لم تجمعهما أي علاقة عاطفية. ترجع في هذه الأغنية إلى الوفاة المأساوية لذلك الشاب الذي يُعتقد أنه جيف لانغ والذي توفي عام 2010. تذكر سويفت أنها تلقّت النبأ السيئ عبر الهاتف من صديقتها المقرّبة أبيغيل أندرسون، المذكورة في الأغنية.

سويفت وصديقتها المقرّبة أبيغيل أندرسون (إكس)

تتطرّق «Father Figure» (صورة الأب) إلى صورةٍ أبويّة ما، من دون تحديد الشخص المعنيّ، والذي وعد بمساندة سويفت في عالم الموسيقى والاستعراض، غير أنه خيّبها ولم يفِ بوعوده.

أما أغنيتا «Elizabeth Taylor» و«The Life of a Showgirl» فتتحدّثان عن تحديات الشهرة والمقلب الثاني المؤلم للبريق والجمال.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق صبري الشريف بجانبه فيروز وسيدات «مهرجانات بعلبك» 1956 (أرشيف الشريف)

شراكة «الإشعاع»: فيروز والأخوان رحباني مع صبري الشريف

فيروز والأخوان رحباني وصبري الشريف، الأضلاع الثلاثة لمؤسسة فنية أرست لأغنية جديدة سيكون لها ما بعدها، ليس فقط في لبنان، بل في الوطن العربي كله.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)

الأوبرا المصرية تستقبل الكريسماس بحفل عالمي في الإسكندرية

استقبلت دار الأوبرا المصرية احتفالات الكريسماس لهذا العام بحفل غنائي في مسرح سيد درويش «أوبرا الإسكندرية» تضمن عزف مقطوعات موسيقية من أشهر الأعمال الكلاسيكية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الوتر السادس عمرو سليم لـ«الشرق الأوسط»: أفكر في العودة إلى التلحين

عمرو سليم لـ«الشرق الأوسط»: أفكر في العودة إلى التلحين

قال الموسيقار وعازف البيانو المصري عمرو سليم إن بينه وبين المطرب مدحت صالح كيمياء خاصة جعلتهما يشكلان ثنائياً ناجحاً في الحفلات الغنائية.

انتصار دردير (القاهرة)
الوتر السادس شيراز لـ«الشرق الأوسط»: النجومية لا تكتسب بل تولد مع صاحبها

شيراز لـ«الشرق الأوسط»: النجومية لا تكتسب بل تولد مع صاحبها

في كل مرة تبتعد فيها الفنانة شيراز عن الساحة الفنية تعود بعمل يفاجئ جمهورها وتتحوّل إلى حديث الناس.

فيفيان حداد (بيروت)

مصر: الكشف عن ورش أثرية لتجهيز السمك المملح وجبّانة رومانية في البحيرة

منحوتات من العصر البطلمي في الجبانة الأثرية (وزارة السياحة والآثار)
منحوتات من العصر البطلمي في الجبانة الأثرية (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن ورش أثرية لتجهيز السمك المملح وجبّانة رومانية في البحيرة

منحوتات من العصر البطلمي في الجبانة الأثرية (وزارة السياحة والآثار)
منحوتات من العصر البطلمي في الجبانة الأثرية (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت البعثة الأثرية المصرية الإيطالية المشتركة، بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة بادوفا الإيطالية، الثلاثاء، اكتشاف عدد من الورش الصناعية التي ترجع إلى العصر المتأخر وبدايات العصر البطلمي، إلى جانب الكشف عن جزء من جبانة رومانية تضم أنماطاً متنوعة من الدفن، أثناء أعمالها بموقعي كوم الأحمر وكوم وسيط بمحافظة البحيرة (غرب الدلتا).

ويساهم هذا الكشف في تعميق فهم طبيعة الحياة والنشاط البشري في مناطق غرب دلتا النيل والمناطق الداخلية المحيطة بمدينة الإسكندرية، وفق الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور محمد إسماعيل خالد، موضحاً في بيان للوزارة، الثلاثاء، أن «هذه الاكتشافات تمثل إضافة علمية مهمة لدراسة أنماط الاستيطان والممارسات الجنائزية والأنشطة الصناعية في غرب الدلتا، كما تسهم في تقديم رؤى جديدة حول شبكات التواصل الإقليمي منذ العصر المتأخر وحتى العصرين الروماني والإسلامي المبكر».

وتتكون الورش الصناعية المكتشفة من مبنى كبير مقسّم إلى ما لا يقل عن ست غرف، خُصصت اثنتان منها لمعالجة الأسماك، حسب تصريحات رئيس قطاع الآثار المصرية، محمد عبد البديع، حيث عثرت البعثة على نحو 9700 عظمة سمك، بما يشير إلى وجود نشاط واسع لصناعة السمك المملح في تلك الفترة.

الكشف عن جبانة رومانية بمصر (وزارة السياحة والآثار)

ويرجح تخصيص الغرف الأخرى لإنتاج الأدوات المعدنية والصخرية، وتمائم الفيانس، إذ عُثر على عدد من التماثيل الجيرية غير المكتملة، إلى جانب قطع أخرى في مراحل تصنيع مختلفة.

وأسفر الكشف أيضاً عن العثور على جرار أمفورا مستوردة وقطع من الفخار اليوناني، الأمر الذي يؤرخ نشاط هذه الورش إلى القرن الخامس قبل الميلاد.

وأسفرت أعمال الحفائر كذلك عن اكتشاف جزء من جبانة رومانية تضم عدة دفنات بثلاثة أنماط رئيسية، شملت الدفن المباشر في الأرض، والدفن داخل توابيت فخارية، بالإضافة إلى دفنات أطفال داخل أمفورات كبيرة، وفق بيان الوزارة.

فيما أوضحت رئيسة البعثة من جامعة بادوفا الإيطالية، الدكتورة كريستينا موندين، أن فريق العمل يجري حالياً عدداً من الدراسات البيو - أثرية على الهياكل العظمية المكتشفة، بهدف تحديد النظام الغذائي، والعمر، والجنس، والحالة الصحية للمدفونين بالموقع، والبالغ عددهم 23 شخصاً من الذكور والإناث والأطفال والمراهقين والبالغين.

وأشارت إلى أن النتائج الأولية لهذه الدراسات تشير إلى أن هؤلاء الأفراد عاشوا في ظروف معيشية جيدة نسبياً، دون وجود دلائل واضحة على إصابتهم بأمراض خطيرة أو تعرضهم لأعمال عنف.

وعدّ عالم الآثار المصرية، الدكتور حسين عبد البصير، هذه الاكتشافات، تمثل إضافة نوعية لفهم تاريخ غرب الدلتا خلال العصر الروماني، إذ تكشف بوضوح عن تداخل الحياة الاقتصادية مع الممارسات الاجتماعية والدينية في تلك المنطقة، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «ورش تجهيز السمك المملح تعكس نشاطاً صناعياً منظماً يعتمد على استغلال الموارد الطبيعية، ما يدل على أهمية غرب الدلتا بوصفها مركزَ إنتاجٍ غذائي وتجاري مرتبط بشبكات أوسع داخل مصر وخارجها».

من القطع المكتشفة في الجبانة (وزارة السياحة والآثار)

كما رأى عبد البصير أن «الكشف عن الجبانة الرومانية يقدّم مادة علمية ثرية لدراسة المعتقدات الجنائزية والبنية الاجتماعية للسكان، من خلال تنوع طقوس الدفن واللقى المصاحبة».

ونجحت البعثة في الكشف عن عشرات الأمفورات الكاملة (جرار خزفية)، بالإضافة إلى زوج من الأقراط الذهبية يعود لفتاة شابة، وقد نُقلت هذه القطع الأثرية إلى المتحف المصري في القاهرة، تمهيداً لإجراء أعمال الدراسة والترميم اللازمة لها، وفق بيان الوزارة.

وقال الخبير الآثاري والمتخصص في علم المصريات، أحمد عامر، إن «هذا الاكتشاف الأثري في غرب الدلتا يفتح آفاقاً جديدة لفهم فترة حكم العصور المتأخرة وما تلاها من حقب تعاقبت على الحضارة المصرية القديمة، بل وتعيد قراءة التاريخ المصري القديم من منظور جديد».

من القطع الأثرية المكتشفة (وزارة السياحة والآثار)

ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا الكشف سوف يضيف لنا علمياً كثيراً عن تلك الحقبة، كما أنه معروف أن الأمفورات كانت تستخدم في عمليات التجارة الخارجية، وكان يوضع بها النبيذ، وأحياناً في نقل السمك المملح، وهذه ليست المرة الأولى في العثور على الأمفورات، حيث كانت متداولة في التجارة الخارجية للدولة المصرية مع اليونان في فترات كثيرة».


للمرة الأولى عالمياً... نحل الأمازون يحصل على حقوق قانونية

مدينتان في بيرو تمنحان النحل غير اللاسع حقوقاً قانونية (ميريان ديلغادو)
مدينتان في بيرو تمنحان النحل غير اللاسع حقوقاً قانونية (ميريان ديلغادو)
TT

للمرة الأولى عالمياً... نحل الأمازون يحصل على حقوق قانونية

مدينتان في بيرو تمنحان النحل غير اللاسع حقوقاً قانونية (ميريان ديلغادو)
مدينتان في بيرو تمنحان النحل غير اللاسع حقوقاً قانونية (ميريان ديلغادو)

يواجه أحد أقدم أنواع النحل على كوكب الأرض، والمُلقِّح الأساس في غابات الأمازون، تهديدات متزايدة نتيجة إزالة الغابات، والتغيرات المناخية، وتلوث المبيدات، والمنافسة من نحل العسل الأوروبي العدواني.

في خطوة تاريخية، أصبح نحل الأمازون غير اللاسع، أي الذي لا يلسع على عكس نحل العسل الأوروبي «النحل العدواني»، أول الحشرات في العالم التي تُمنح حقوقاً قانونية، تشمل الحق في الوجود، والازدهار، والحماية القانونية في حال التعرض للأذى.

وقد أُقرّت هذه القوانين في بلديتين في بيرو هما: ساتيبو وناوتا، بعد سنوات من البحث وجهود الضغط التي قادتها روزا فاسكيز إسبينوزا، مؤسسة منظمة «أمازون ريسيرتش إنترناشيونال».

يُربي السكان الأصليون هذا النوع من النحل منذ عصور ما قبل كولومبوس، ويُعد مُلقحاً رئيسياً يساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي وصحة النظم البيئية، إذ يلقح أكثر من 80 في المائة من النباتات، بما في ذلك محاصيل الكاكاو، والقهوة، والأفوكادو. وأظهرت أبحاث إسبينوزا، التي بدأت عام 2020، أن عسل هذا النحل يحتوي على مئات المركبات الطبية المضادة للالتهاب والفيروسات والبكتيريا، كما وثقت المعرفة التقليدية في تربيته وجني عسله.

أفاد السكان الأصليون بتراجع أعداد النحل وصعوبة العثور على الأعشاش، كما كشف التحليل الكيميائي للعسل عن آثار المبيدات حتى في المناطق النائية. وأظهرت الدراسات صلة بين إزالة الغابات وتراجع أعداد النحل، بالإضافة إلى المنافسة المتزايدة من نحل العسل الأفريقي المهجن، الذي بدأ في إزاحة النحل غير اللاسع من موائله الطبيعية منذ القرن الـ20.

وفقاً لكونستانزا برييتو، مديرة قسم شؤون أميركا اللاتينية في «مركز قانون الأرض»، تمثل هذه القوانين نقطة تحوُّل في علاقة البشر بالطبيعة، إذ تعترف بالنحل غير اللاسع بوصفه من الكائنات الحاملة للحقوق وتؤكد أهميته البيئية.

وأوضح زعيم السكان الأصليين آبو سيزار راموس أن القانون يحتفي بالمعرفة التقليدية ويعترف بالدور الحيوي للنحل غير اللاسع في دعم نُظم الأمازون البيئية وثقافات الشعوب الأصلية.

تتطلب هذه القوانين، حسبما ذكرت «الغارديان» البريطانية، استعادة المَواطن البيئية، وتنظيم استخدام المبيدات، واتخاذ تدابير للحد من آثار تغيُّر المناخ، وقد اجتذبت عريضة عالمية مئات الآلاف من التوقيعات، في حين أبدت دول أخرى اهتماماً بتطبيق نموذج بيرو لحماية المُلقِّحات المحلية.


«قصر القطن» بالإسكندرية... لتوديع الظلام واستقبال السائحين

المبنى يطل على البحر مباشرة في منطقة المنشية بالإسكندرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
المبنى يطل على البحر مباشرة في منطقة المنشية بالإسكندرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

«قصر القطن» بالإسكندرية... لتوديع الظلام واستقبال السائحين

المبنى يطل على البحر مباشرة في منطقة المنشية بالإسكندرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
المبنى يطل على البحر مباشرة في منطقة المنشية بالإسكندرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

يشكل إعلان الحكومة المصرية على لسان وزير قطاع الأعمال العام المصري المهندس محمد شيمي، عن سعيها للاستحواذ على مبنى قصر القطن في مدينة الإسكندرية المجاور للنصب التذكاري للجندي المجهول طاقة نور لإخراج المبنى من حالة الجمود واستغلاله سياحياً بعد تحويله إلى فندق.

ويعود المبنى لفترة الثمانينات، وأقيم مكان قصر القطن التاريخي زمن السادات، ويعدُّ أكبر منشأة في منطقة المنشية تطل على البحر مباشرة وسط مدينة الإسكندرية، ويتميز «قصر القطن» بطرازه المعماري ما جعله فريداً بين المنشآت والبنايات الموجودة في المنطقة من حيث الارتفاع والضخامة والعناصر الهندسية والمعمارية.

وقال الفنان فتحي بركات، رئيس جمعية الفنانين والكتاب «أتيليه الإسكندرية»، إن مبنى «قصر القطن» كان في البداية مملوكاً لشركة الأقطان الشرقية بالإسكندرية، وكانت هناك محاولة لأن يكون أعلى مبنى في المدينة ليتشكل من 45 طابقاً، لكن لم يتم الموافقة على مخطط بنائه، واقتصر على 22 طابقاً فقط، ومنذ إنشائه زمن السادات في موقع قصر القطن التاريخي لم يُستغل بشكل مثالي. «والآن تشغل جزءاً منه جامعة سنجور الفرنسية، بالإضافة إلى طابقين حكوميين، لكن تظل باقي الأدوار بلا أي نوع من الإشغال، وفق كلام بركات الذي أضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «المبنى محاط بمنطقة مزدحمة بالبائعين، منطقة المنشية، ويجاور النصب التذكاري للجندي المجهول وإعادة الحياة له ربما يعيد الهدوء مرة أخرى للمكان، ويضفي طابعاً مختلفاً لها يعيدها للزمن الجميل، وهو يمتلك إمكانات تؤهله للاستغلال الفندقي، حيث يتضمن جراجاً في الدور الأرضي، بالإضافة لإجراء الكثير من التغييرات الداخلية لاستغلال مكوناته، أما عن شكله الخارجي فلا توجد هناك مساحة لأي تغييرات، لأن واجهته زجاجية، ولا يمكن تغييرها».

المبنى المراد تحويله إلى فندق (تصوير: عبد الفتاح فرج)

كان المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، قال خلال لقائه عدداً من الصحافيين بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، الثلاثاء، إن الحكومة المصرية تعمل حالياً على خطة تهدف إلى إعادة إحياء الأصول التاريخية وتعظيم الاستفادة منها، من بينها أحد القصور الأثرية المميزة بمدينة الإسكندرية، وهو «قصر القطن» الواقع بجوار النصب التذكاري، مشيراً إلى أنه من المستهدف تطوير القصر وإعادة تشغيله فندقاً سياحياً متميزاً.

وأضاف شيمي أن المشروع المقترح يتضمن إنشاء فندق بارتفاع 22 طابقاً، يسهم في دعم الطاقة الفندقية بالإسكندرية وتعزيز المنتج السياحي، والحفاظ على الطابع التراثي وتحقيق عوائد اقتصادية مستدامة، ولتحقيق ذلك أجرت الوزارة دراسة استغلال المبنى بوضع تصور شامل لتحقيق الاستغلال الأمثل له، وتحويله إلى مركز استثماري متعدد الاستخدامات الفندقية والإدارية والتجارية، وتسهم في تعظيم العائد منه، وتنشيط ودعم الحركة السياحية والتجارية في الإسكندرية وتوفير فرص عمل إضافية.

من جهته قال الباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان إن «اتجاه مصر لتطوير واستغلال قصر القطن وتحويله إلى فندق سياحي، سيُعيد صياغة المكان، عبر إزالة الكثير من الساحات التي تشوه المنطقة، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المنطقة صارت مزدحمة جداً، فضلاً عن عشوائيتها، لذا سيكون مشروع الفندق بمثابة رئة تعيد ساحة النصب التذكاري ومنطقة المنشية لسماتها السياحية والتراثية التي فقدتها منذ سنين».