داخل خزانة تايلور سويفت... فتاة الاستعراض الأولى

الألبوم الجديد للفنانة الأميركية يخبر الكثير عن قصة حبها وصداقاتها وعداواتها

يضم ألبوم تايلور سويفت الجديد 12 أغنية شخصية 5 منها عن علاقتها بخطيبها ترافيس كيلسي (إنستغرام سويفت)
يضم ألبوم تايلور سويفت الجديد 12 أغنية شخصية 5 منها عن علاقتها بخطيبها ترافيس كيلسي (إنستغرام سويفت)
TT

داخل خزانة تايلور سويفت... فتاة الاستعراض الأولى

يضم ألبوم تايلور سويفت الجديد 12 أغنية شخصية 5 منها عن علاقتها بخطيبها ترافيس كيلسي (إنستغرام سويفت)
يضم ألبوم تايلور سويفت الجديد 12 أغنية شخصية 5 منها عن علاقتها بخطيبها ترافيس كيلسي (إنستغرام سويفت)

الاستماع إلى أغاني تايلور سويفت كالدخول إلى خزانتها. في كل مرة تُصدر ألبوماً جديداً، تبدو وكأنها تفتح باب تلك الخزانة لجمهورها. ما عاد خافياً على متابعي عالم البوب الغربي أن الغالبية الساحقة من أعمال المغنية الأميركية تدور حول حياتها الخاصة. ولا يشتّ الألبوم الجديد The Life of a Showgirl (حياة فتاة الاستعراض) عن تلك القاعدة. لكن هل ما زال هذا المحتوى يستقطب جمهور الموسيقى عموماً؟ أم أنه مادة دسمة يستسيغها حصراً عشّاق سويفت أو «السويفتيّون» بدافع الفضول والغيرة على محبوبتهم؟

كتبت سويفت أغاني الألبوم وسجّلتها خلال جولتها العالمية Eras Tour (إنستغرام)

بعد حملة ترويجيّة مكثّفة، أصدرت تايلور سويفت ألبومها الـ12 قبل أيام، وهو يضم 12 أغنية ولا تتجاوز مدّته الدقائق الـ40. غير أن كل دقيقة منه تحكي الكثير عمّا يدور في حياة الفنانة. صحيح أن بعض المعلومات يُغنّى مواربةً أو ترميزاً، لكن لدى معجبيها ما يكفي من اطّلاع على خصوصياتها كي يفكّوا شيفرة الأغاني.

في خزانة الحب

بطبيعة الحال وبما أنّ خطوبتها من لاعب الكرة الأميركي ترافيس كيلسي هي حديث الموسم، فإنّ 5 من أغاني الألبوم الجديد تتطرّق إلى علاقتها بكيلسي. أكثرها جماهيريةً واستماعاً حتى الساعة هي «Wood» (خشب)، حيث تعترف سويفت بأنّ هذا الحب منحها الأمان إلى درجة أنها ما عادت بحاجة أن تصدّق الخرافات، ولا أن تنقر على الخشب لحماية علاقتهما من الحسد. في الأغنية كذلك، تسمّي سويفت البودكاست الخاص بخطيبها «New Heights»، وهو البرنامج الذي يقدّمه وشقيقه، والذي أطلّت فيه قبل مدّة قصيرة للإعلان عن ألبوم «حياة فتاة الاستعراض».

قبل نحو شهر على إصدار الألبوم أعلن كيلسي وسويفت خطوبتهما (إنستغرام)

أما «The Fate of Ophelia» (قدَر أوفيليا)، الأغنية التي تفتتح بها سويفت ألبومها الجديد، فموجّهة كذلك إلى كيلسي الذي أخرجَها من قبرها، وفق الكلام، وأنقذ قلبها من قدَر تراجيدي شبيه بذاك الذي واجهته «أوفيليا» في مسرحية «هاملت» لويليام شكسبير. مع العلم بأن سويفت، وقبل لقائها بكيلسي، كانت قد انفصلت للتوّ عن المغنّي ماتي هيلي.

سبق أن كشف كيلسي أن أغنيته المفضّلة من الألبوم هي «Opalite» (أوباليت)، وليس هذا مستغرباً بما أنّ خطيبته تغنّي عن حجر الأوبال، وهو حجر ميلاده. وتغوص الأغنية أعمق لتلمّح سويفت فيها إلى حبيبة كيلسي السابقة قائلةً: «لم تكن تفهم لماذا تشعر بالوحدة. كنتَ تعيش القصة بصِدق، أما هي فكانت على الهاتف». وتنتقد المغنية هنا كيف أن حبيبة حبيبها السابقة كانت تظهر في كل الصور معه وهي منشغلة بهاتفها ولا تعطيه أهمية.

الديو الوحيد في الألبوم يجمع سويفت بالمغنية الشابة سابرينا كاربنتر (إنستغرام)

تكرّ سبحة الأغاني الخاصة بقصة حب تايلور وترافيس، والتي أسالت حبر الصحافة منذ انطلاقتها صيف 2023. نَصل إلى «Wish List» (قائمة أمنيات) وهي إحدى الأغاني المفضّلة في الألبوم بالنسبة إلى تايلور. تقول فيها ما معناه أن الآخرين يريدون حياة البذخ والرخاء والرفاهية والجمال، فيما هي لا تريد سوى حبيبها وإنجاب أطفال يشبهونه. وقد أقرّت الفنانة في حوار إذاعي بأنّ هذه الأغنية تؤثّر فيها كثيراً، كما أنها تعبّر بدقّة عن المرحلة الحالية من حياتها. أما خامس الأغاني المخصصة لأسرار سويفت العاطفية فتحمل عنوان «Honey».

سويفت ولاعب الكرة الأميركي ترافيس كيلسي على علاقة عاطفية منذ صيف 2023 (أ.ب)

رسائل إلى الأعداء والكارهين

كما جرت العادة في كل ألبوماتها تقريباً، تردّ تايلور سويفت على الأعداء والكارهين عبر الكلمات التي تكتبها وتغنّيها. هكذا هي الحال في «Actually Romantic» (في الواقع رومانسية)، الأغنية التي لا تمتّ إلى الرومانسية بصِلة. ففيها تردّ سويفت على شخص لا تسمّيه غير أنه، وفق الكلمات، أمضى كثيراً من وقته في النميمة عليها. وقد رجّح المعجبون أن تكون التلميحات موجّهة إلى المغنية تشارلي إكس سي إكس، التي تحدّثت عنها بالسوء إلى ماتي هيلي، حبيب تايلور السابق.

الردّ على الأعداء والكارهين جزء أساسي من ألبوم تايلور سويفت (إنستغرام)

هكذا هي نجمة أميركا الأولى. تحترف التلميح وتصفية الحسابات الشخصية من خلال الأغاني، ويبدو أن المعجبين والصحافة باتوا يترقبون تلك الألغاز أكثر من ترقّبهم نوعية الأغاني.

تتابع في «Cancelled» (مُلغاة) لتردّ على كل مَن حاولوا إلغاءها بعد خلافاتها الصاخبة مع الثنائي كانيه وست وكيم كارداشيان عام 2016. والأغنية فرصة كذلك للدفاع عن صديقات لها من المجال تعرّضن لمحاولات إلغاء بسبب فضائح واجهنها. من بين تلك الصديقات الممثلة بليك لايفلي ولاعبة الكرة بريتاني ماهومس.

في حوار مع منصة «أمازون» الموسيقية، أكدت سويفت ذلك قائلةً إن أغنية Cancelled دليل على أنها لا تستبعد الناس وتُلغيهم من حياتها فقط لأنّهم لا يعجبون أشخاصاً آخرين.

تايلور سويفت وصديقتها الممثلة بليك لايفلي (رويترز)

تحديات النجومية المبكرة

بعيداً عن العداوات والضغائن، ودائماً في إطار الحكايات الشخصية، غالباً ما تعود سويفت إلى الماضي عبر الأغاني لتداوي طفولةً مجروحة ومسروقة من البراءة بفعل النجومية المبكرة التي تعرضت لها. في «Eldest Daughter» (الابنة الكبرى)، تتحدث عن المسؤوليات التي تتكبّدها الابنة الكبرى في العائلة والتوقّعات المنتظَرة منها. وتقول في الأغنية: «كل ابنة كبرى كانت الحمَل الأول الذي سيقَ إلى الذبح».

تايلور سويفت في طفولتها مع والدَيها وشقيقها الأكبر (إنستغرام)

في أغنية «Ruin the Friendship» (تدمير الصداقة)، تعود إلى فصلٍ مهم من حياتها عندما كانت طالبة في سنتها المدرسيّة الأخيرة. أُعجبت آنذاك بأحد زملائها لكن لم تجمعهما أي علاقة عاطفية. ترجع في هذه الأغنية إلى الوفاة المأساوية لذلك الشاب الذي يُعتقد أنه جيف لانغ والذي توفي عام 2010. تذكر سويفت أنها تلقّت النبأ السيئ عبر الهاتف من صديقتها المقرّبة أبيغيل أندرسون، المذكورة في الأغنية.

سويفت وصديقتها المقرّبة أبيغيل أندرسون (إكس)

تتطرّق «Father Figure» (صورة الأب) إلى صورةٍ أبويّة ما، من دون تحديد الشخص المعنيّ، والذي وعد بمساندة سويفت في عالم الموسيقى والاستعراض، غير أنه خيّبها ولم يفِ بوعوده.

أما أغنيتا «Elizabeth Taylor» و«The Life of a Showgirl» فتتحدّثان عن تحديات الشهرة والمقلب الثاني المؤلم للبريق والجمال.


مقالات ذات صلة

الأوبرا المصرية تستقبل الكريسماس بحفل عالمي في الإسكندرية

يوميات الشرق أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)

الأوبرا المصرية تستقبل الكريسماس بحفل عالمي في الإسكندرية

استقبلت دار الأوبرا المصرية احتفالات الكريسماس لهذا العام بحفل غنائي في مسرح سيد درويش «أوبرا الإسكندرية» تضمن عزف مقطوعات موسيقية من أشهر الأعمال الكلاسيكية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الوتر السادس عمرو سليم لـ«الشرق الأوسط»: أفكر في العودة إلى التلحين

عمرو سليم لـ«الشرق الأوسط»: أفكر في العودة إلى التلحين

قال الموسيقار وعازف البيانو المصري عمرو سليم إن بينه وبين المطرب مدحت صالح كيمياء خاصة جعلتهما يشكلان ثنائياً ناجحاً في الحفلات الغنائية.

انتصار دردير (القاهرة)
الوتر السادس شيراز لـ«الشرق الأوسط»: النجومية لا تكتسب بل تولد مع صاحبها

شيراز لـ«الشرق الأوسط»: النجومية لا تكتسب بل تولد مع صاحبها

في كل مرة تبتعد فيها الفنانة شيراز عن الساحة الفنية تعود بعمل يفاجئ جمهورها وتتحوّل إلى حديث الناس.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق تفاعل الجماهير في مسرح «ساوندستورم 2025» (ميدل بيست)

ختام «ساوندستورم 2025» يرسخ مفهوم المدينة الموسيقية في الرياض

أسدل مهرجان «ساوندستورم 2025» الذي تنظمه شركة «ميدل بيست» الستار على نسخة استثنائية حوَّلت أرض المهرجان في الرياض إلى مدينة موسيقية.

فاطمة القحطاني (الرياض)
يوميات الشرق تحتفي جوائز «جوي أواردز» بنجوم السينما والدراما والموسيقى والإخراج والرياضة والمؤثرين العرب (هيئة الترفيه)

انطلاق التصويت لجوائز «جوي أواردز 2026»

انطلق التصويت لجوائز صُنَّاع الترفيه «جوي أواردز 2026»، التي تُعدّ الأرقى والأضخم في المنطقة، بعد اكتمال مرحلة التسمية التي شهدت تفاعلاً واسعاً من الجمهور.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

متحف «بيمِيش» يفتح أرشيفه للجمهور بعد الإغلاق

عربة ترام قديمة في متحف «بيمِيش» تعيد أجواء الحياة في شمال شرق إنجلترا (شاترستوك)
عربة ترام قديمة في متحف «بيمِيش» تعيد أجواء الحياة في شمال شرق إنجلترا (شاترستوك)
TT

متحف «بيمِيش» يفتح أرشيفه للجمهور بعد الإغلاق

عربة ترام قديمة في متحف «بيمِيش» تعيد أجواء الحياة في شمال شرق إنجلترا (شاترستوك)
عربة ترام قديمة في متحف «بيمِيش» تعيد أجواء الحياة في شمال شرق إنجلترا (شاترستوك)

يستعد متحف «بيمِيش» (Beamish) في مقاطعة دورهام شمال شرقي إنجلترا لإعادة فتح أرشيفه أمام الجمهور بحلول أواخر عام 2026، بعد فترة من الإغلاق؛ وفق «بي بي سي». ويضم المتحف أكثر من 2.5 مليون قطعة تعكس حياة الناس في المنطقة بين عشرينات القرن الـ19 والخمسينات من القرن الـ20.

ويُعرض حالياً جزء صغير نسبياً فقط من هذه المجموعة الضخمة، التي تبرّع بها معظمها السكان المحليون، وفق ما أوضحت هيلين باركر، المسؤولة في المتحف؛ التي قالت: «تبرع الناس بهذه القطع لمساعدتنا على بناء المتحف، وأعتقد أن لدينا مسؤولية لجعلها متاحة للجمهور ليطَّلع عليها».

وأضافت باركر، مديرة مجموعات وبرامج المتحف، أن أجزاءً من أرشيف المتحف كانت متاحة سابقاً للزوار قبل جائحة كورونا. وأوضحت: «كنا نعلم أنها كانت تحظى بشعبية كبيرة بين الزوار، لذلك كنا دائماً نخطط لإعادة فتحها».

ويعمل الفريق حالياً على إعادة فتح أجزاء من الأرشيف للجمهور، ويأمل أن يحدث ذلك خلال عام. وأشارت باركر إلى أن الأرشيف يُشكِّل «لمحة فريدة» عن حياة الطبقة العاملة في المنطقة. وأضافت أن المتحف، بطريقة ما، «نُسِّق بمشاركة الجمهور»، مشيرة إلى أن المتبرعين قرَّروا ما هو مهم وما يرغبون في التبرع به.

وأكدت باركر أن إعادة فتح الأرشيف للجمهور أمر ضروري، لأنه لا جدوى من الاحتفاظ بالقطع التي لا يمكن مشاهدتها. وقالت: «نحتاج إلى جعل أكبر قدر ممكن من المجموعات متاحة، فهذا يساعدنا على فهم هويتنا ومكاننا في العالم».

يمثل هذا المشروع فرصة للجمهور لاكتشاف التاريخ المحلي بطريقة تفاعلية، والتعرف على حياة الناس اليومية في شمال شرقي إنجلترا على مدار أكثر من قرن من الزمن.


اكتشاف جديد يُغيِّر صورة امرأة «بيتشي هيد» الغامضة

صورة رقمية للمظهر المقترح لامرأة «بيتشي هيد» (جامعة ليفربول جون مورس)
صورة رقمية للمظهر المقترح لامرأة «بيتشي هيد» (جامعة ليفربول جون مورس)
TT

اكتشاف جديد يُغيِّر صورة امرأة «بيتشي هيد» الغامضة

صورة رقمية للمظهر المقترح لامرأة «بيتشي هيد» (جامعة ليفربول جون مورس)
صورة رقمية للمظهر المقترح لامرأة «بيتشي هيد» (جامعة ليفربول جون مورس)

بعد سنوات من التكهنات والجدل، كشف تحليل حديث للحمض النووي تفاصيل دقيقة عن هوية المرأة الرومانية الغامضة التي عُثر على رفاتها في بريطانيا، والمعروفة باسم «امرأة بيتشي هيد».

وأظهرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة «العلوم الأثرية» (Archaeological Science)، أن المرأة لم تكن «أول بريطانية سوداء» كما تكهَّن بعض العلماء استناداً إلى ملامحها الجسدية، بل كانت ذات بشرة فاتحة وأصول بريطانية.

وقال ويليام مارش، عالم الوراثة الأثرية في متحف التاريخ الطبيعي في لندن: «باستخدام أحدث تقنيات تحليل الحمض النووي والجينومات، تمكنا من تحديد أصول امرأة (بيتشي هيد) بدقة أكبر بكثير من السابق». وأضاف: «أظهرنا أنها تحمل أصولاً جينية مشابهة إلى حد كبير لأفراد آخرين من السكان المحليين في بريطانيا خلال العصر الروماني».

وقد أُثير جدل حول رفات هذه المرأة لأكثر من عقد؛ إذ عُثر على الهيكل العظمي لأول مرة في جنوب شرقي إنجلترا في منتصف القرن العشرين، ومن ثَمَّ أُعيد اكتشافه عام 2012 داخل صندوق يحمل بطاقة تعريفية كُتب عليها: «بيتشي هيد (1959)»، نسبة إلى امتداد الساحل في إيست ساسكس، حيث يُعتقد أن الرفات وُجد هناك.

أظهر التأريخ بالكربون المُشع أن المرأة تُوفيت بين عامَي 129 و311 ميلادياً، خلال فترة الاحتلال الروماني لبريطانيا، ومع ذلك دفع شكل جمجمتها بعض العلماء إلى الاعتقاد بأن أصولها تعود إلى مناطق بعيدة.

في عام 2017، أشار تحليل أولي للحمض النووي إلى أنها لم تكن من أفريقيا كما افترض الباحثون في البداية، بل من منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، والآن يبدو أن هذا التخمين كان خاطئاً أيضاً.

وكشف التحليل الحديث أن المرأة «تتقارب جينياً مع سكان المناطق الريفية في بريطانيا خلال فترة الاحتلال الروماني، ومع البريطانيين المعاصرين»، حسبما أفاد مارش وزملاؤه، ولا تحمل أي علامات لأصول أفريقية حديثة. وبناءً على جيناتها، يُرجَّح أن عينيها زرقاوان، وبشرتها تتراوح بين الفاتح والداكن، وشعرها فاتح.

وأكد العلماء أن لغز امرأة «بيتشي هيد» أثار نقاشات مهمة حول التنوع وكيفية تصويرنا لأفرادٍ من الماضي. وكتب فريق البحث: «حظي اكتشاف (أول بريطانية سوداء معروفة لدينا) باهتمام واسع في وسائل الإعلام، والكتب غير الروائية، والموارد التعليمية، والمنشورات الأكاديمية». ومع ذلك، كان هذا الافتراض مبنياً على تكنولوجيا غير دقيقة وغير موثوقة.

وتقليدياً، يُستخدم الشكل الجسدي للجمجمة لتحديد العِرق والإثنية، بيد أن هذا النهج البحثي يُروِّج لـ«مفاهيم عفا عليها الزمن عن الواقع البيولوجي للعِرق»، كما كتب مارش وزملاؤه، وهو ما «يتجاهل الطبيعة المستمرة لمعظم التنوعات البشرية».

وتوضح حالة المرأة مدى خطأ الاعتماد على المظهر وحده، ولماذا يُعدُّ علم الوراثة مصدراً أكثر موثوقية للبحث.

وقالت سيلينا بريس، عالمة الأنثروبولوجيا في المتحف: «تمرُّ معرفتنا وفهمنا العلمي بحالة تطور مستمر، ومن واجبنا نحن العلماء مواصلة البحث عن إجابات». وأضافت: «بفضل التقدم التكنولوجي الذي شهده العقد الماضي منذ اكتشاف رفات (بيتشي هيد)، يُسعدنا أن ننشر هذه البيانات الشاملة الجديدة ونشارك المزيد عن هذه المرأة وحياتها».


استخدام تطبيقات المواعدة مرتبط بتدهور الصحة النفسية

الاستخدام المفرط لتطبيقات المواعدة يرتبط بمشاكل نفسية (رويترز)
الاستخدام المفرط لتطبيقات المواعدة يرتبط بمشاكل نفسية (رويترز)
TT

استخدام تطبيقات المواعدة مرتبط بتدهور الصحة النفسية

الاستخدام المفرط لتطبيقات المواعدة يرتبط بمشاكل نفسية (رويترز)
الاستخدام المفرط لتطبيقات المواعدة يرتبط بمشاكل نفسية (رويترز)

يستخدم الملايين من الأشخاص حول العالم تطبيقات المواعدة للعثور على شريك حياة. ورغم مزايا التطبيقات العديدة، كإمكانية تحديد شركاء محتملين عدة ودعوتهم للقاء، فإنها لا تُعدّ دائماً إيجابية للصحة النفسية، وفق ما ذكره موقع «سيكولوجي توداي» المعني بالصحة النفسية والعقلية.

فالاستخدام المفرط لتطبيقات المواعدة، كالبحث لساعات عن الشريك المثالي، قد يرتبط بمشاكل نفسية. مع ذلك، لم تُجرَ حتى الآن دراسات نفسية شاملة حول هذا الموضوع، ولم تُدمج نتائجها بشكل منهجي لتحديد أنماط عامة تربط بين استخدام تطبيقات المواعدة والصحة النفسية.

دراسة جديدة

نُشرت مؤخراً دراسة تحليلية جديدة في مجلة «الحواسيب في السلوك البشري» الأكاديمية، تركز على سد هذه الفجوة المهمة في الدراسات النفسية المتعلقة بتطبيقات المواعدة. ودمج فريق البحث في هذه الدراسة التحليلية لتطبيقات المواعدة بيانات من 23 دراسة (نُشرت بين عامي 2007 و2024) حول تأثير هذه التطبيقات على الصحة النفسية. وشملت البيانات التي تم تحليلها بيانات أكثر من 26 ألف متطوع.

وأظهرت الدراسات التي تم تحليلها أشكالاً مختلفة من النتائج السلبية لتطبيقات المواعدة على الصحة العقلية، مثل الاكتئاب والقلق والوحدة والتوتر.

صحة نفسية أسوأ

أظهرت نتائج تحليل الدراسات أن مستخدمي تطبيقات المواعدة يعانون مشاكل نفسية أسوأ بشكل ملحوظ، بما في ذلك الاكتئاب والوحدة والقلق والضيق النَفْسِي، مقارنةً بمن لا يستخدمون هذه التطبيقات.

وأظهر مستخدمو تطبيقات المواعدة العزاب مشاكل نفسية أسوأ بشكل ملحوظ مقارنة بمستخدمي تطبيقات المواعدة من المرتبطين.

الحد من الاستخدام المفرط

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا التأثير ناتجاً من استخدام الأشخاص ذوي الصحة النفسية المتدهورة لتطبيقات المواعدة بشكل أكبر من الأشخاص السعداء، أو أن استخدام هذه التطبيقات يؤدي إلى مشاكل نفسية.

وعلى الأرجح، يحدث كلا الأمرين بدرجات متفاوتة. وهذا يُبرز ضرورة أن يضع مصممو تطبيقات المواعدة الصحة النفسية للمستخدمين في حسبانهم عند تصميم تطبيقاتهم، وفق «سيكولوجي توداي».

كما ينبغي على المستخدمين التفكير في الحد من الاستخدام المفرط لهذه التطبيقات والتركيز على التفاعلات الواقعية مع الأشخاص الذين التقوهم عبر التطبيق أو بطرق أخرى.