مجهولون يهاجمون مقر «فيسبوك» في هامبورغ

هشموا الزجاج وكتبوا على الحائط «ديسلايك»

مجهولون يهاجمون مقر «فيسبوك» في هامبورغ
TT

مجهولون يهاجمون مقر «فيسبوك» في هامبورغ

مجهولون يهاجمون مقر «فيسبوك» في هامبورغ

قالت الشرطة في هامبورغ بشمال ألمانيا أمس (الأحد) إن مخربين ألحقوا أضرارا بمبنى يضم مكاتب «فيسبوك» بالمدينة وهشموا الزجاج وألقوا طلاء وكتبوا برذاذ الطلاء على الحائط عبارة «فيسبوك ديسلايك».
وقالت الشرطة في بيان إن مجموعة تتألف من 15 إلى 20 فردا يرتدون ملابس وأغطية رأس سوداء شنوا الهجوم على مقر موقع التواصل الاجتماعي ليلة أمس. وفتح تحقيق في الواقعة.
وقال متحدث باسم «فيسبوك» إن الحادث لم يسفر عن أي إصابات. وقال إنه لا يستطيع التعليق حاليا على الدافع المحتمل وراء العمل التخريبي.
ويخضع رئيس منطقة أوروبا في «فيسبوك» للتحقيق في ألمانيا بشأن ما يزعم أنه إخفاق من الشبكة الاجتماعية في محو كتابات كراهية عنصرية.
وتم الكشف عن التحقيق الشهر الماضي بعد أن أثار ساسة ومشاهير ألمان مخاوف بشأن تزايد التعليقات المعادية للأجانب في ألمانيا على «فيسبوك» ووسائل الإعلام الاجتماعي الأخرى في وقت تجاهد البلاد للتعامل مع تدفق للاجئين.
وقالت متحدثة باسم الادعاء الشهر الماضي إن مارتن أوت المدير الإداري لـ«فيسبوك» لشمال ووسط وشرق أوروبا قد يتحمل إخفاق المنصة الاجتماعية في محو خطاب الكراهية.
ورفض متحدث باسم «فيسبوك» الشهر الماضي التعليق على التحقيق معلقا بقوله: «بوسعنا القول إن الادعاءات في غير محلها وإن (فيسبوك) أو موظفيها لم ينتهكوا القانون الألماني».
وتقيم «فيسبوك» شراكة مع جماعة تسمى «إف إس إم» تراقب مقدمي خدمات الإعلام متعدد الوسائط على أساس تطوعي. وقالت إنها تشجع مستخدميها على الابتعاد عن العنصرية.



مسلمون في أمستردام يخشون «التمييز» بعد الصدامات مع مشجعين إسرائيليين

صدام بين مشجعين إسرائيليين وشباب في وسط أمستردام 8 نوفمبر 2024 (رويترز)
صدام بين مشجعين إسرائيليين وشباب في وسط أمستردام 8 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

مسلمون في أمستردام يخشون «التمييز» بعد الصدامات مع مشجعين إسرائيليين

صدام بين مشجعين إسرائيليين وشباب في وسط أمستردام 8 نوفمبر 2024 (رويترز)
صدام بين مشجعين إسرائيليين وشباب في وسط أمستردام 8 نوفمبر 2024 (رويترز)

أعرب محمد الراكيل، وهو يوضب بسطته لبيع الفاكهة والخضار في إحدى أسواق أمستردام، عن قلقه من «تمييز» ضد المسلمين، قد تشجعه تصريحات المسؤولين الهولنديين بعد الصدامات مع مشجعين إسرائيليين، الأسبوع الماضي، عقب مباراة لكرة القدم.

وقال البائع، البالغ 52 عاماً، وهو من أصل مغربي: «أعيش هنا منذ سنوات، وأشعر أنني هولندي».

يسترزق الراكيل منذ 30 عاماً في هذه السوق الواقعة في منطقة نيو ويست، غرب المدينة، حيث يقيم جزء كبير من أفراد المجتمع المسلم في أمستردام.

وندّد الرجل بتصريحات مسؤولين هولنديين، بينهم رئيس الحكومة ديك شوف، الذي نسب أعمال العنف الأسبوع الماضي في وسط العاصمة إلى مشكلة «اندماج» في هولندا والشباب «المهاجر».

وبعد مباراة في الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) بين أياكس أمستردام وفريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي في 7 نوفمبر (تشرين الثاني)، تعرّض مشجعون للأخير إلى الملاحقة والضرب في شوارع العاصمة الهولندية، ما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص بجروح وإثارة السخط في كثير من العواصم الغربية.

واندلعت حوادث متفرقة قبل المباراة، بما يشمل هتافات معادية للعرب، ردّدها مشجعو مكابي وحرق علم فلسطيني في ساحة دام المركزية، قبل أن يتعرض أنصار الفريق الإسرائيلي لأعمال عنف.

شرطيزن يوقفون رجلاً خلال تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في أمستردام (أ.ف.ب)

وأكد النائب عن اليمين المتطرف، غيرت فيلدرز، زعيم أكبر حزب في الائتلاف الحكومي، أن الضالعين في الهجمات على مشجعي النادي الإسرائيلي «جميعهم من المسلمين»، وأن «قسماً كبيراً منهم من المغربيين»، معتبراً أنه يجب محاكمتهم بتهمة «الإرهاب» و«يجب إسقاط الجنسية عنهم وترحيلهم من البلاد».

وأضاف الراكيل: «كل مسلم هنا يُعدّ أجنبياً وإرهابياً، وهذا ليس صحيحاً».

ورأى أن على الضالعين في أعمال العنف «أن يعاقبوا بشدة»، لكنه أسف لعدم أخذ جميع الظروف في الاعتبار.

واعتبرت إسرائيل والسلطات الهولندية أن هذه الأحداث «معادية للسامية». وأودع 8 من المشتبه بضلوعهم في هذه الأحداث السجن.

بدوره، أعرب عبد السلام الذي يشرف على بسطة لبيع الملابس في السوق ذاتها لـ«فرانس برس»، عن غضبه بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.

وقال الرجل البالغ 42 عاماً: «قبل كل شيء، لا كراهية على الإطلاق تجاه اليهود. المشكلة تكمن مع الصهيونية فقط. لا تزال هولندا تدعم ما تفعله إسرائيل اليوم، وهذا ببساطة غير مقبول بالنسبة إلينا».

وأعرب عبد السلام، الذي فضّل عدم كشف اسمه الكامل خوفاً من انتقام اليمين المتطرف، عن قلقه أيضاً إزاء تصاعد هذا التحرك في هولندا.

وأضاف: «من المؤسف أننا لا نزال نتحدث عن الاندماج في المجتمع اليوم. لو كنا في الثمانينات أو التسعينات قد أتفهم ذلك، لكننا اليوم نتحدث عن شباب من الجيل الثالث والرابع حتى الخامس».

بالنسبة لبائع الملابس بيت (66 عاماً)، تصبّ هذه الانقسامات في صالح اليمين المتطرف. ويوضح أن السكان يشعرون بالقلق، «وهذا ما يريده فيلدرز».

منذ الهجمات على مشجعي مكابي، لا تزال أجواء التوتر سائدة في أمستردام، حيث عززت السلطات الإجراءات الأمنية. وكان حظر التجمعات ساري المفعول حتى ظهر الخميس.

الشرطة الهولندية تعتقل أشخاصاً تَحَدَّوْا حظراً مفروضاً على الاحتجاج في أمستردام (أ.ف.ب)

الأربعاء، اعتقلت الشرطة 281 شخصاً خلال مظاهرة محظورة مؤيدة للفلسطينيين. وبعد ذلك، فتح تحقيق في أعمال عنف مفترضة على أيدي الشرطة مساء.

واعتمرت ريتا سيلفا (24 عاماً) كوفية اشترتها من عبد السلام، وتشارك طالبة الفنون المقيمة في نيو ويست في مسيرات مؤيدة للفلسطينيين في العاصمة الهولندية منذ أشهر.

وأكدت أنها تخشى على سلامتها بشكل متزايد. وأوضحت: «لم يعد الأمر يتعلق بالتعرض للضرب بالعصي فقط، بل بالحرمان من حرية التعبير».

وقعت أعمال العنف في سياق الاستقطاب في أوروبا، مع زيادة عدد الأعمال المعادية للسامية ومناهضة إسرائيل والمسلمين منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس». ومن المقرر أن تعرض الحكومة، الجمعة، إجراءات ملموسة لمكافحة معاداة السامية.