كيف يتصرّف «حزب الله» مع خطة الجيش لحصرية السلاح؟

توقعات لبنانية بأن تنسحب خطة غزة على الجنوب

الرئيس جوزيف عون مستقبلاً رئيس كتلة «حزب الله» النائب محمد رعد (الرئاسة اللبنانية)
الرئيس جوزيف عون مستقبلاً رئيس كتلة «حزب الله» النائب محمد رعد (الرئاسة اللبنانية)
TT

كيف يتصرّف «حزب الله» مع خطة الجيش لحصرية السلاح؟

الرئيس جوزيف عون مستقبلاً رئيس كتلة «حزب الله» النائب محمد رعد (الرئاسة اللبنانية)
الرئيس جوزيف عون مستقبلاً رئيس كتلة «حزب الله» النائب محمد رعد (الرئاسة اللبنانية)

يترقّب لبنان رد فعل حركة «حماس» على الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب في غزة، لما سيكون له من مفاعيل عسكرية وسياسية على المشهد الداخلي، فيما الأنظار مشدودة إلى التقرير الشهري الأول الذي أعدّته قيادة الجيش الخاص بالمرحلة الأولى لحصرية السلاح بيد الدولة، ومدتها 3 أشهر، والذي سيُعرض على مجلس الوزراء في جلسة يعقدها الاثنين المقبل برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، ويتعلّق بتجاوب «حزب الله» مع استكمال انتشار الوحدات العسكرية في جنوب الليطاني بمؤازرة قوات الطوارئ الدولية الموقتة «اليونيفيل».

فانتهاء قيادة الجيش من إعداد تقريرها الشهري تلازم مع استئناف الحوار بين عون و«حزب الله»، ممثلاً في رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، الذي التقى قائد الجيش العماد رودولف هيكل، وخُصّص اللقاء لتقويم الوضع في جنوب الليطاني، وامتداداً إلى شماله باحتواء السلاح، ومنع حمله واستخدامه والتنقل به، بموازاة قيام الوحدات العسكرية بضبط الوضع فيه ومنع استخدامه لإطلاق الصواريخ كما جرى في السابق.

وفي هذا السياق، تبدي مصادر أمنية ارتياحها للأجواء الإيجابية التي سادت لقاء «عون - رعد»، ولتعاون الحزب مع الجيش اللبناني في جنوب الليطاني وتجاوبه مع احتواء السلاح في شماله بإخلائه عدداً من المواقع المطلة على جنوبه.

وتؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن إعلان الحزب، من حين لآخر، عن تمسكه بسلاحه واستعادته لقدراته العسكرية «يتناقض والتزامه بحصرية السلاح بيد الدولة».

وتوقفت المصادر أمام ما صرّح به أخيراً أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني بأن الحزب لو أراد التحرك فلديه القدرة على قلب الموازين. واستغربت دخوله على خط الحوار بين الحزب وعون، بخلاف تعهده لدى زيارته لبنان بعدم التدخل في الشأن الداخلي؟ وسألت هل أنه أراد، بتحريضه الحزب للتمسك بسلاحه، تمريرَ رسالة إلى الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي بأن طهران هي الأقدر على الإمساك بالورقة اللبنانية، وأن ما صرّح به بمثابة ردٍّ على تمديد العقوبات على بلاده؟

ولفتت إلى أن إيران، بلسان لاريجاني، تُصر على الإمساك بالورقة اللبنانية، كونها الساحة الوحيدة لتأكيد حضورها في الإقليم، ومن ثم ليست في وارد التخلي عنها بلا أي ثمن سياسي، خصوصاً بعد الضربات التي أصابت أذرعها في المنطقة. وقالت إن الحزب بات محرجاً، ولم يعد بمقدوره الدخول في مواجهة مع إسرائيل، بعد أن قرر التموضع خلف الدولة في خيارها الدبلوماسي للضغط عليها للانسحاب من جنوب لبنان.

وأكّدت المصادر أن مجرد موافقة الحزب على وقف النار، وامتناعه الردّ على الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية، يعني حكماً بأنه وضع سلاحه، بملء إرادته، على طاولة المفاوضات، ووافق على أن يتمثل في حكومة الرئيس نواف سلام التي تبنّت خطاب القسم، وأدرجت حصرية السلاح بيد الدولة في صلب بيانها الوزاري. وسألت عن الأسباب الكامنة وراء عدم اعترافه بالتحولات التي شهدتها المنطقة، وأدخلت لبنان في مرحلة سياسية جديدة؟

وقالت إنه بعد ردّ «حماس» على خطة ترمب، سواء أكان سلباً أم إيجاباً، فإن الضغوط الدولية على لبنان سترفع من منسوب الحصار العسكري المفروض على «حزب الله»، الذي لم يعد له حليف سوى رئيس المجلس النيابي نبيه بري من موقع الاختلاف معه حول تحريك الشارع، وخروجه على التعهد بعدم إضاءة صخرة الروشة لمناسبة مرور عام على اغتيال إسرائيل لأمينيه العامين السابقين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين.

وأكّدت أن بري يسعى جاهداً لاستيعاب الحزب واحتضانه، وهو يمر حالياً بأصعب المراحل، وهذا ما يُفسر الرهان الدولي والعربي على دوره لإخراج لبنان من التأزم.

وأبدت المصادر تخوّفها من لجوء إسرائيل لتوسيع حربها ضد الحزب، في حال رفضت حركة «حماس» التجاوب مع خطة ترمب لإنهاء الحرب في غزة. وأشارت إلى أنّ لجنة المراقبة الدولية المشرفة على وقف إطلاق النار ستتوقّف عند التقرير الشهري لقيادة الجيش، الذي يُفترض أن يُناقَش في اجتماع خاص يُعقد بحضور نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس.

ورأت أنه لا مصلحة للحزب بالتشويش على التقرير الشهري لقيادة الجيش. وقالت إنه لا خيار أمامه سوى التموضع تحت سقف الدولة بدلاً من أن يستمر في مكابرته وتنكره لواقع الحال في الميدان الذي يتعارض مع دعوة أمينه العام الشيخ نعيم قاسم لفتح حوار مع القوى السياسية على قاعدة طي صفحة الماضي التي لم تلقَ التجاوب المطلوب من خصوم الحزب وحلفائه السابقين، الذين سارعوا للتخلي عنه بعد أن قرروا التموضع إلى جانب القوى السياسية المؤيدة لحصرية السلاح بيد الدولة.

لذلك، فإن مجرد تجاوب «حماس» مع خطة ترمب لإنهاء الحرب في غزة يعني أن الخطة ستنسحب تلقائياً على لبنان بغطاء عربي ودولي، ما يضع الحزب أمام خيار صعب لا بديل عنه سوى تموضعه تحت جناح الدولة، وهذا من شأنه أن يقوّي موقعها في المفاوضات، ويضع الإدارة الأميركية أمام مصداقيتها بالضغط على إسرائيل لتحقيق التلازم في الخطوات، وصولاً إلى حصرية السلاح لتطبيق القرار «1701».

ويبقى السؤال: هل يفعلها الحزب، سواء وافقت «حماس» على الخطة، واحتفظت بمطالبة إسرائيل بجدول زمني للانسحاب من غزة أو لم توافق، خصوصاً أن قيادته تدرك بالملموس بأن إسنادها لغزة أفقدها توازن الردع، وانتزع منها قواعد الاشتباك التي كانت تتحكم في حربه المفتوحة مع إسرائيل؟

وفي المقابل، هناك مَن يدعو إلى التواصل مع إيران للتفاوض على سلاح الحزب بوصفها المصدّرة الوحيدة له، وهي تقف وراء تمسكه بسلاحه ولا تؤيد، حسب المصادر، تسليمه مجاناً بلا أي مقابل، أقله تحسين شروطها في حال تقرر استئناف مفاوضاتها مع واشنطن.


مقالات ذات صلة

لبنان: تدابير سياسية ــ عسكرية لتجنب جولة جديدة من الحرب

حصاد الأسبوع جنود قرب مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان خلال عملية تسليم مجموعات فلسطينية سلاحها للجيش اللبناني يوم 13 سبتمبر 2025 (أ.ف.ب)

لبنان: تدابير سياسية ــ عسكرية لتجنب جولة جديدة من الحرب

نجح لبنان الرسمي، إلى حد كبير، نتيجة التدابير السياسية والعسكرية التي اتخذها في الفترة الماضية، في وقف، أو «فرملة»، التصعيد الإسرائيلي الذي كان مرتقباً قبل نهاية العام، رداً على ما تقول تل أبيب إنها محاولات من قبل «حزب الله» لإعادة ترميم قدراته العسكرية. وتلعب واشنطن، راهناً، دوراً أساسياً في الضغط على إسرائيل لإعطاء فرصة للمسار السياسي - الدبلوماسي الذي انطلق مؤخراً مع موافقة الدولة اللبنانية على تطعيم الوفد الذي يفاوض في إطار لجنة وقف النار (الميكانيزم) بشخصية مدنية.

بولا أسطيح (بيروت)
تحليل إخباري الرئيس اللبناني جوزف عون خلال استقبال مصطفى مدبولي في بيروت الجمعة (مجلس الوزراء المصري)

تحليل إخباري القاهرة تضغط للحل في لبنان عبر زيارة مدبولي

أكد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» أن زيارة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي إلى لبنان هدفها اقتصادي، لكنها تحمل هدفاً استراتيجياً وسياسياً يتعلق بدعم لبنان.

هشام المياني (القاهرة )
المشرق العربي رئيس الحكومة نواف سلام متحدثاً عن مشروع قانون الانتظام المالي واستعادة الودائع (رئاسة الحكومة)

سلام يعلن عن إنجاز مسودة قانون «الانتظام المالي» وإعادة الودائع خلال 4 سنوات

أعلن رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام أنه تم الانتهاء من إنجاز مسودة مشروع قانون معالجة الانتظام المالي واسترداد الودائع خلال 4 سنوات.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس الحكومة المصري في بيروت حاملاً رسالة دعم للمسؤولين اللبنانيين

رئيس الحكومة المصري في بيروت حاملاً رسالة دعم للمسؤولين اللبنانيين

نقل رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي رسالة دعم للجهود التي يقوم بها المسؤولون في لبنان لتحقيق الاستقرار

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع (القوات اللبنانية)

جعجع يحذّر من مسار «غير مطمئن» ويطلب تدخّل عون لحماية الانتخابات

رفع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، سقف تحذيراته السياسية على خلفية الإنتخابات النيابية

«الشرق الأوسط» (بيروت)

تقرير: هل يبصر النور «مشروع شروق الشمس» لتحويل غزة إلى مدينة عصرية؟

فلسطينيون قرب مبانٍ مدمرة في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون قرب مبانٍ مدمرة في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

تقرير: هل يبصر النور «مشروع شروق الشمس» لتحويل غزة إلى مدينة عصرية؟

فلسطينيون قرب مبانٍ مدمرة في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون قرب مبانٍ مدمرة في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

تسوّق إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لـ«مشروع شروق الشمس» (Project Sunrise)، بين الحكومات الأجنبية والمستثمرين لتحويل ركام غزة إلى وجهة ساحلية مستقبلية، وفق تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال».

وقد أعدّ فريق يقوده جاريد كوشنر، صهر ترمب، والمبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، مسودة مقترح لتحويل القطاع المدمَّر إلى مدينة حديثة. وفي عرضٍ من 32 صفحة بصيغة «باوربوينت»، حافل بصور لأبراج ساحلية عالية إلى جانب رسوم بيانية وجداول تكاليف، يحدّد المخطط خطوات لنقل سكان غزة «من الخيام إلى الشقق الفاخرة»، و«من الفقر إلى الازدهار».

ويحمل العرض صفة «حسّاس لكنه غير سري»، ولا يتضمن تفاصيل حول الدول أو الشركات التي ستموّل إعادة إعمار غزة، كما لا يحدّد على وجه الدقة أين سيقيم نحو مليوني فلسطيني نازح خلال فترة إعادة البناء. وقال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة عرضت الشرائح على دول مانحة محتملة.

غير أن بعض المسؤولين الأميركيين الذين اطّلعوا على الخطة يبدون شكوكاً جدّيةً بشأن مدى واقعيتها. فهم يستبعدون أن توافق حركة «حماس» على نزع سلاحها لبدء تنفيذ الخطة. وحتى في حال حدوث ذلك، يشكّكون في قدرة الولايات المتحدة على إقناع دول ثرية بتحمّل تكلفة تحويل بيئة ما بعد الحرب إلى مشهد حضري عالي التقنية.

في المقابل، يرى آخرون أن الخطة تقدّم «أكثر رؤية تفصيلاً وتفاؤلاً حتى الآن» لما يمكن أن تكون عليه غزة إذا ألقت «حماس» سلاحها وطوت صفحة عقود من الصراع.

 

سلاح «حماس»

قال ستيفن كوك، الزميل لشؤون الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية، الذي زار إسرائيل مؤخراً دون أن يطّلع على المسودة: «يمكنهم إعداد ما يشاؤون من عروض الشرائح. لا أحد في إسرائيل يعتقد أنهم سيتجاوزون الوضع الحالي، والجميع متعايش مع ذلك»، وأضاف: «لن يحدث شيء قبل نزع سلاح (حماس). و(حماس) لن تنزع سلاحها، وبالتالي لن يحدث شيء».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مطار وست بالم بيتش بفلوريدا (أ.ب)

وعند طلب تعليق، قال متحدث باسم البيت الأبيض إن ترمب «يواصل متابعة الوضع في غزة وخطة السلام»، وأضاف: «ستواصل إدارة ترمب العمل الدؤوب مع شركائنا للحفاظ على سلام دائم ووضع الأسس لغزة مسالمة ومزدهرة».

وحسب المسودة، ستبلغ تكلفة المشروع الإجمالية 112.1 مليار دولار على مدى عشر سنوات، على أن تلتزم الولايات المتحدة بتقديم منح وضمانات ديون لـ«جميع مسارات العمل المطروحة» خلال تلك الفترة. وبعد ذلك، تتوقع الخطة أن تتمكن غزة من تمويل العديد من المشاريع ذاتياً في السنوات اللاحقة، وأن تبدأ سداد ديونها مع تطوير الصناعة المحلية والاقتصاد عموماً.

وقال مسؤولون إن كوشنر وويتكوف والمستشار في البيت الأبيض جوش غروينباوم ومسؤولين أميركيين آخرين جمعوا المقترح خلال الـ45 يوماً الماضية، مشيرين إلى أنهم تلقّوا مدخلات من مسؤولين إسرائيليين، وأطراف من القطاع الخاص، ومتعاقدين. وإذا انطلق المشروع، يعتزم القائمون عليه تحديث الأرقام ومراجعتها كل عامين تقريباً مع تقدّم التنفيذ.

ويؤكد داعمو المشروع أن ترك غزة من دون تطوير وترك أزمة إنسانية متفاقمة يتفاقم خطرها هو خيار أسوأ بكثير، معتبرين أن تحقيق رؤية ترامب لتحويل غزة إلى «ريفييرا الشرق الأوسط» هو البديل الأفضل.

لكن التحديات هائلة. فبعد آلاف الضربات الإسرائيلية خلال حرب إسرائيل - «حماس» التي استمرت عامين، يقدّر المسؤولون أن نحو 10 آلاف جثة لا تزال تحت 68 مليون طن من الأنقاض. والأرض ملوّثة ومليئة بذخائر غير منفجرة، فيما لا يزال مقاتلو «حماس» متحصنين.

وتقرّ الخطة، في الصفحة الثانية وبخط عريض باللون الأحمر، بأن إعادة إعمار غزة مشروطة بأن تقوم «حماس» بـ«نزع السلاح وتفكيك جميع الأسلحة والأنفاق».

 

20 عاماً

وقال مسؤولون في إدارة ترامب إنه إذا سمحت الظروف الأمنية، فقد يبدأ تنفيذ الخطة خلال شهرين فقط.

وقال وزير الخارجية ماركو روبيو، يوم الجمعة، عن الوضع العام في القطاع: «لن تقنع أحداً بالاستثمار في غزة إذا كان يعتقد أن حرباً أخرى ستندلع بعد عامين أو ثلاثة»، وأضاف: «لدينا ثقة كبيرة بأننا سنحصل على المانحين لجهود إعادة الإعمار والدعم الإنساني على المدى الطويل».

وأشار مسؤولون إلى أن كوشنر وويتكوف وغروينباوم التقوا يوم الجمعة في ميامي مسؤولين من مصر وتركيا وقطر لمناقشة التطورات في غزة.

وتعرض خريطة طريق تمتد لأكثر من 20 عاماً بدء الجهد بإزالة المباني المدمّرة والذخائر غير المنفجرة وأنفاق «حماس»، مع توفير مساكن مؤقتة ومستشفيات ميدانية وعيادات متنقلة للسكان. وبعد الانتهاء من التطهير، يبدأ تشييد المساكن الدائمة والمرافق الطبية والمدارس ودور العبادة. ثم تُعبّد الطرق وتُوصل شبكات الكهرباء وتُزرع المحاصيل. ولا تتحقق الأهداف الأطول أمداً - من ممتلكات شاطئية فاخرة ومراكز نقل حديثة - إلا في المراحل اللاحقة.

وسيُنفّذ الإعمار عبر أربع مراحل، تبدأ من الجنوب في رفح وخان يونس، ثم تتجه شمالاً إلى «مخيّمات الوسط»، وأخيراً إلى العاصمة غزة.

وتتضمن إحدى الشرائح، المعنونة «رفح الجديدة»، تصوراً لجعلها «مقرّ الحوكمة» في غزة وموطناً لأكثر من 500 ألف نسمة، يعيشون في مدينة تضم أكثر من 100 ألف وحدة سكنية، و200 مدرسة أو أكثر، وأكثر من 75 منشأة طبية، و180 مسجداً ومركزاً ثقافياً.

وتقدّر الخطة التكلفة الإجمالية بنحو 112.1 مليار دولار، بما في ذلك رواتب القطاع العام، خلال عشر سنوات، يذهب جزء كبير منها في البداية للاحتياجات الإنسانية. وسيُموَّل ما يقل قليلاً عن 60 مليار دولار عبر منح (41.9 مليار دولار) وديون جديدة (15.2 مليار دولار) خلال تلك الفترة، مع عرض الولايات المتحدة أن تكون «مرساة» بما لا يقل عن 20 في المائة من الدعم. كما سيضطلع البنك الدولي بدور تمويلي.

جاريد كوشنر وستيف ويتكوف (رويترز)

ومن المتوقع أن تتراجع التكاليف مع بدء غزة في تحقيق إيرادات خلال العقد الثاني من الخطة. وتدعو المقترحات إلى استثمار 70 في المائة من الساحل الغزّي ابتداءً من السنة العاشرة، وتقدّر أن «الريفييرا» الباذخة قد تقود إلى عوائد استثمارية طويلة الأجل تتجاوز 55 مليار دولار.

وقبل دخوله المعترك السياسي، بنى كوشنر مسيرته في مجال العقارات التجارية، مسهماً في إدارة إمبراطورية عائلته العقارية. ورغم دوره في التوسط لـ«اتفاقات أبراهام» خلال الولاية الأولى لترامب، فإن حجم وتعقيد المشروع الجاري في غزة لا يضاهيهما شيء.

ومنذ مغادرته البيت الأبيض في 2021، أعاد كوشنر تموضعه كمستثمر في طيف واسع من الأعمال، وأسّس شركة «أفينيتي بارتنرز» للاستثمار الخاص ومقرها ميامي، التي جمعت أكثر من 3.5 مليارات دولار، جاء معظمها من صناديق ثروة سيادية في الشرق الأوسط.

واستثمرت «أفينيتي» في قطاعات تشمل التكنولوجيا والبنية التحتية والطاقة وإدارة الأصول، بما في ذلك حصص في شركات للتأمين وإدارة الأصول في إسرائيل، ومشاريع تكنولوجية في الولايات المتحدة والشرق الأوسط. كما شارك كوشنر في مشاريع عقارية أخرى، بينها مشروع منتجع فاخر على جزيرة سازان في ألبانيا يهدف إلى تحويلها إلى وجهة متوسطية بارزة.

وفي الشرق الأوسط، لن يبدأ وضع حجر الأساس لـ«مشروع شروق الشمس» إلا في نهاية عملية سلام طويلة وهشّة بين إسرائيل و«حماس». ولا تزال خطة من ثلاث مراحل في «المرحلة الأولى»، إذ لم تسلّم «حماس» بعد آخر رهينة لديها؛ جثمان ران غفيلي. وإذا تم ذلك، يمكن للقوات الإسرائيلية أن تبدأ انسحابها من غزة في «المرحلة الثانية» مع نزع «حماس» سلاحها وتعهدها بعدم السعي إلى السلطة في القطاع مجدداً. وعندها فقط، ومع خلوّ غزة من مقاتلي «حماس» ومن الاحتلال الإسرائيلي، يمكن أن تبدأ عملية الإعمار متعددة السنوات في «المرحلة الثالثة».

وقد نظرت الولايات المتحدة في مقترحات أخرى مماثلة لغزة، من بينها مشروع «صندوق إعادة تكوين غزة وتسريعها الاقتصادي وتحويلها» (The GREAT Trust)، الذي يقترح تحويل القطاع إلى مدينة عملاقة عالية التقنية قائمة على الذكاء الاصطناعي، مع إدارة أميركية أولية وإتاحة انتقال طوعي للفلسطينيين. إلا أن هذا المقترح، الذي كشفت عنه صحيفة «واشنطن بوست» في سبتمبر (أيلول)، أعدّه إسرائيليون مؤيدون لخطة مثيرة للجدل لتوزيع المساعدات في غزة، بينما تولّى فريق من «بوسطن كونسلتينغ غروب» التخطيط المالي، وقد وُضع قبل وقف إطلاق النار في أكتوبر (تشرين الأول) بين إسرائيل و«حماس».

ويقول مسؤولون أميركيون إن «مشروع شروق الشمس» يُظهر انخراط الإدارة المباشر في «بناء دولة» في غزة، حتى لو رفض كبار مساعدي ترامب هذا الوصف. وقال كوك: «إذا كررتَ القول بما يكفي سيصدّقه الناس، وإذا قالوا إنهم لا يقومون ببناء دولة، فهم يأملون أن يصدّقهم الناس. لكنهم يقومون بذلك بالفعل».


السيسي: ندعم الجهود الدولية كافة لتسوية الأزمة الروسية - الأوكرانية

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - د.ب.أ)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - د.ب.أ)
TT

السيسي: ندعم الجهود الدولية كافة لتسوية الأزمة الروسية - الأوكرانية

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - د.ب.أ)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - د.ب.أ)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم (السبت)، دعم بلاده الجهود كافة، الرامية لإنهاء الأزمة الروسية - الأوكرانية، عبر الحلول السياسية، مشيراً إلى استعداد مصر لتقديم كل الدعم اللازم للجهود الدولية الجارية لتسويتها.

واستقبل السيسي، اليوم (السبت)، سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا، بحضور الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة المصري، وسيرغي فيرشينين نائب وزير الخارجية الروسي، وفق المتحدث باسم الرئاسة محمد الشناوي.

وصرَّح المتحدث، في بيان نشرته الرئاسة المصرية اليوم، بأن الرئيس المصري أشار إلى أهمية مواصلة تعزيز التعاون المشترك، خصوصاً فيما يتعلق بمشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ومشروع محطة الضبعة النووية، إلى جانب ملفات التعاون الاستراتيجي الأخرى بين البلدين.

من جانبه أعرب لافروف عن تطلع روسيا لمواصلة العمل مع الجانب المصري للارتقاء بالعلاقات الاستراتيجية بين البلدين لآفاق أرحب، بالإضافة إلى مواصلة البناء على ما تم الاتفاق عليه بين الرئيسين من تفاهمات لتطوير العلاقات بين الجانبين خلال زيارة الرئيس السيسي إلى روسيا في مايو (أيار) الماضي.

وأشار المتحدث إلى أن السيسي ثمن انعقاد المؤتمر الوزاري الثاني لـ«منتدى الشراكة روسيا - أفريقيا»، الذي تستضيفه مصر، مؤكداً أهمية المؤتمر للنظر في سبل تعميق الشراكة بين الدول الأفريقية وروسيا الاتحادية، بما في ذلك عبر تعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي تحقيقاً للمصالح المشتركة للطرفين، وبما يسهم أيضاً في تعزيز السلم والاستقرار بالقارة الأفريقية.

وأعرب الوزير الروسي عن تقديره لمصر لاستضافتها المؤتمر الوزاري، لافتاً إلى تطلع روسيا كذلك لعقد قمة روسيا والدول العربية خلال العام المقبل.

وأوضح المتحدث أن اللقاء تناول عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الأوضاع في قطاع غزة والسودان وليبيا، حيث جرى التأكيد على ضرورة وقف الحرب في غزة، وتثبيت وقف إطلاق النار، ومنع التصعيد في المنطقة، مع الحفاظ على سيادة الدول وسلامة أراضيها ومقدرات شعوبها. وفي هذا الإطار أعرب الوزير لافروف عن تقدير بلاده للدور المصري في دعم الاستقرار بالشرق الأوسط، مثمناً التنسيق والتشاور السياسي القائم بين البلدين، ومؤكداً أهمية تكثيف هذا التشاور بشأن القضايا محل الاهتمام المشترك.


بدء انتشال جثامين 55 فلسطينياً من تحت أنقاض 13 منزلاً جنوب غزة

أحد الأقارب ينعى جثامين أفراد عائلة النادر الذين قُتلوا في اليوم السابق جراء قصف إسرائيلي على مدرسة تحولت إلى ملجأ في حي التفاح بمدينة غزة (أ.ف.ب)
أحد الأقارب ينعى جثامين أفراد عائلة النادر الذين قُتلوا في اليوم السابق جراء قصف إسرائيلي على مدرسة تحولت إلى ملجأ في حي التفاح بمدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

بدء انتشال جثامين 55 فلسطينياً من تحت أنقاض 13 منزلاً جنوب غزة

أحد الأقارب ينعى جثامين أفراد عائلة النادر الذين قُتلوا في اليوم السابق جراء قصف إسرائيلي على مدرسة تحولت إلى ملجأ في حي التفاح بمدينة غزة (أ.ف.ب)
أحد الأقارب ينعى جثامين أفراد عائلة النادر الذين قُتلوا في اليوم السابق جراء قصف إسرائيلي على مدرسة تحولت إلى ملجأ في حي التفاح بمدينة غزة (أ.ف.ب)

بدأت طواقم الدفاع المدني صباح اليوم (السبت) بالبحث عن جثامين 55 مواطناً من تحت أنقاض منازل بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وذكرت «وكالة الصحافة الفلسطينية» (صفا) أن «طواقم الدفاع المدني بدأت عملية البحث عن جثامين 55 شهيداً تحت أنقاض 13 منزلاً مدمراً في خان يونس جنوب القطاع».

أحد الأقارب ينعى جثامين أفراد عائلة النادر الذين قُتلوا في اليوم السابق جراء قصف إسرائيلي على مدرسة تحولت إلى ملجأ في حي التفاح بمدينة غزة (أ.ف.ب)

وأشارت إلى أن «طواقم الدفاع المدني، بالتعاون مع مؤسسات دولية، انتشلت جثامين شهداء عائلة فلسطينية من تحت أنقاض منزل في حي الرمال بمدينة غزة».

ووفق الوكالة، فإنه «يوجد تحت أنقاض منازل قطاع غزة ما يزيد على تسعة آلاف شهيد ارتقوا في حرب الإبادة الإسرائيلية على مدار عامين».